
بادر تسفي هيرمان شابيرا بفكرة انشاء صندوق قومي ليقوم بشراء الأراضي فيفلسطين العثمانيّة، وبعد بضعة سنوات أعلن في المؤتمر الصّهيوني الخامس عام 1901 عن تأسيس كيرين كييمت الصّندوق القومي الّذي سيعمل على جمع التّبرّعات، إيجاد الأراضي وشرائها وتأهيلها من أجل الاستيطان اليهودي في البلاد. وبالفعل، منذ ذلك الحين تعمل المنظّمة كذراع تنفيذي للصّهيونيّة، إذ قامت بشراء ما يقارب 2.6 مليوم دونم من الأراضي نيابة عن الشّعب اليهودي، وأعدّت الأراضي للزّراعة وأقامت المستوطنات والأسس الّتي بنيت عليها الدولة. وكان الهدف من إقامة هذا الصّندوق هو ضمان التّنمية المستدامة لدولة الشّعب اليهودي، بحيث أنّ الأراضي الّتي تقوم بحيازتها كاكال تُعرّف بالفعل على أنّها ملك للشعب اليهودي، أي لا يمكن بيعها أو انتقال ملكيّتها بأي شكلٍ إلى جهة أخرى، ولكن يمكن تأجيرها فقط.
في العقد الأوّل من عمر الصّندوق تمّ تأسيس المنظّمة، كما تمّ ابتكار أداة "العلبة الزّرقاء"، إحدى رموز الصّندوق، وهي الحصّالة الّتي تمّ جمعت التّبرّعات من خلالها وانتشرت في جميع الأنحاء الّتي تواجد بها اليهود حول العالم، هذا بالإضافة إلى الطّوابع الخاصّة الّتي حملت رمز الصّندوق، وكان للحصّالة الزّرقاء والطّوابع، إلى جانب تحقيق الهدف الأساسي منها ألا وهو جمع التّبرّعات، دورًا هامًا في نشر الوعي الصّهيوني بين يهود العالم في بداية القرن العشرين، إذ عقب الحرب العالميّة الثّانية كانت قد انتشرت في جميع انحاء أوروبا قرابة المليون "علبة زرقاء"، والّتي شابهت فكرة صندوق الصّدقات المعروف في التّراث الدّيني اليهودي. قامت المنظّمة بعقودها الأولى بشراء الأراضي الّتي أقيمت عليها مؤسّسات تربويّة صهيونيّة رائدة كالتخنيون، بتسلئيل، والجامعة العبريّة. وتمكّنت منذ عقودها الأولى من الزّراعة والعمل في أراضيمرج ابن عامر ومن شراء الأراضي في النّقب وفي مناطق أخرى، وأقامت مستوطنات عديدة على امتداد البلاد.
استضافت المنظّمة في أراضيها جلسة الإعلان عن قيام الدولة عام 1948، وعملت لاحقًا على تجفيف المستنقعات وأقامت مشروع استصلاح الأراضي من أجل التشجيير والغابات، وتفتخر المنظّمة بأنّها في سنوات السّبعينيّات وحدها زرعت مائة مليون شجرة، وقامت بتأهيل الغابات والمنتزهات بالمقاعد والموائد من أجل المتنزّهين، كما تم العمل على تأهيل الطرقات والشّوارع، وقطاع المياه وأنظمة الوقاية من الحرائق. قامت المنظمة كذلك بالعمل على تطوير الزّراعة والاستيطان في النّقب، وتستمرّ بتطوير الغابات وبشقّ مسارات المشي والدّراجات الهوائيّة وتعمل على إثراء الوسائل التّربوية الغير منهجيّة من خلال إرشاد الجولات في جميع أنحاء البلاد وتنظيم الفعاليات لمختلف الفئات العمريّة.
في المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة، مواد غزيرة وهامّة حول تاريخ عمل هذه المنظّمة والذّاكرة الإسرائيليّة حولها، من نشرات وملصقات وصور من مناسبات شتّى، بالإضافة إلى بعض الأخبار في الصحف العربية التاريخية.
استضافت كاكال العديد من المناسبات الاحتفاليّة الخاصة بالدولة على أراضيها بحكمها الرّاعية للأراضي الّتي يملكها الشّعب اليهودي. هنا صور مميّزة من إحدى هذه المناسبات وهي الاحتفال بعيد استقلال الدولة الثلاثين في غابة الولد اليهودي منأرشيف المصوّر دان هداني.
انعقد تجمع لحركة المعلمين في العام 1929 في غابة "بن شيمن" الواقعة في مركز البلاد بين مدينتيْ تل أبيب والقدس، وهنا ألقى أوسيشكين خطابه التاريخي في مؤتمر "صوت الأرض"، وأكّد فيه أنّ "الفلس الذي يعطيه الطفل أو يجمعه لأجل الأرض ليس مهمًا في حد ذاته ولن يتم بناء مؤسسة معه ولن نفدي أرض إسرائيل، ولكن هذا الفلس هام باعتباره عاملًا تربويًّا؛ إذ ليس الطفل هو الذي يعطي المؤسسة، بل المؤسسة التي تعطيه؛ حيث تمنحه مكانة ومثالية ترفع من مستوى حياته."
في هذا المعرض زيارة لملكة هولندا ولأعضاء كنديين قدموا للتعرّف على نشاطات كاكال وكذلك تواجدوا في نقاط هامة للجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تقديم الدعم المعنوي.
في المكتبة، يوجد عشرات الملصقات والنشرات الدّعائية التي قام الصّندوق بنشرها بلغات عديدة من أجل الوصول إلى مختلف المجتمعات اليهوديّة حول العالم وجمع التبرّعات.
عنيت الصّحف الفلسطينيّة بمتابعة الأراضي الّتي قام الصندوق القومي اليهودي بشرائها ونشرت التغطيات ومقالات الرأي حولها، إليكم بعض هذه النشرات هنا. للمزيد حول الصندوق، اضغطوا أسفل المعرض على "الصندوق القومي اليهودي في جرايد".
تجدون هنا مرجعيْن باللغة العربيّة حول الصّندوق، ومرجعيْن رقمييْن باللغة الإنجليزيّة يمكن تنزيلهما وقراءتهما.