
تقع مدينة بيت لحم على امتداد السلسلة الجنوبية لجبال القدس، تحدّها الوديان من جهاتها الثّلاث وتبلغ مساحتها قرابة 22 كم².
بُنيت المدينة التّاريخيّة على يد الكنعانيين ألفيّ عامًا قبلميلاد السّيد المسيح بها، إذ ورد ذكرها للمرّة الأولى في ألواح تل العمارنة الّتي تعود للقرن الرّابع عشر قبل الميلاد، وبها يستنجد ملك القدس بملكه، ملك مصر، لاستعادة "بيت إيلو لاحمى". ولذلك، يُعتقد أن الإسم المعاصر للمدينة امتدّ منذ ذلك الحين عندما أشار اسمها للإله الخصب "لاحمى"، إله القوت والوفرة عند الكنعانيين، كما أن كلمة لحم تعني بالآراميّة "الخبز"، فجميع التفسيرات تشير إلى سمة الخصوبة الّتي تمتّعت بها قرية بيت لحم حينها من خصوبة الأراضي المحيطة بها ووفرة المواشي.
سكنتها القبائل اليهوديّة بعد الكنعانييّن لفترة من الزّمن، وهي الفترة الّتي يُعتقد أن النّبي يعقوب عبر من المدينة في طريقه الى الخليل وهناك جاء المخاض لزوجته راحيل وتوفّيت في مكانها الّذي بات يُعرف اليوم بمزار "قبّة راحيل". تبدّلت العصور على بيت لحم كما على سائر مدن المنطقة، وحكم المدينة الآشوريون والبابليون والفرس والإغريق والرّومان والبيزنطيون والعرب المسلمون والصّليبيّون ومن ثمّ المماليك والعثمانيون. إلّا أن أهمّية المدينة التّاريخيّة والدّينيّة والّتي تجعل منها مزارًا عالميّا مقدّسًا في الدّيانة المسيحيّة هي أنّها المكان الّذي وُلد فيه السّيد المسيح. فقد ورد في إنجيل لوقا أن السّيدة مريم زارت بيت لحم ووضعت مولودها حين كانت هناك، وفي مصدر آخر ، ذكر جاستين مارتر أن مريم العذراء وضعت السّيد المسيح في مغارة قرب قريةرام الله. ولهذا السّبب، تم بناء كنيسة "القدّيسة مريم" بقرار من الامبراطور قسطنطين الأوّل عام 330م فوق مغارة اعتقادً منه أنها المغارة نفسها الّتي وُلد به السيد المسيح، وهُدمت هذه الكنيسة عام 529م على يد السّامرين ثمّ بنيت مجدّدا بقرار من الامبراطور جوستنيان وأعطيت اسمها الحاليّ "كنيسة المهد". تعتبر كنيسة المهد من أقدم الكنائس وأقدسها في العالم ممّا جعل منها مزارًا هامّا للسياحة الدّينيّة المسيحيّة، ولذلك، يعتمد اقتصاد مدينة بيت لحم اليوم على قطاع السّياحة في الغالب، والّذي يزدهر بشكل خاصّ في فترة عيد الميلاد من نهاية كلّ عام، إذ تحجّ إلى كنيسة المهد الطوائف المسيحيّة في مواكب احتفاليّة عبر ساحة المهد الّتي تقع بمحاذاة الكنيسة.
استمرّت بيت لحم باستقطاب السّكان والاتّساع طوال فترة الحكم العربيّ والعثمانيّ، وبلغ تعداد سكّانها في أواخر القرن التّاسع عشر إلى عشرة آلاف نسمة. دخلت عام 1917 تحت حكم الانتداب البريطانيّ كجزء من فلسطين الانتدابيّة وفي عام 1948 تم ضمّ بيت لحم وسائر الضّفة الغربيّة إلى الحكم الأردني الّذي استمرّ حتى عام 1967.
في هذه البوابة للمحتوى الرقمي، تجدون صور مميّزة وخرائط وصفية وبطاقات بريدية لمدينة بيت لحم. أما الأمر الأكثر تميزًا فهي أخبار بيت لحم في الصّحافة الفلسطينيّة التي تعود إلى الفترة العثمانية والانتدابية.
في هذا المعرض تجدون صور مميّزة للغاية لمدينة بيت لحم في العهدين العثمانيّ والانتدابيّ. تظهر في هذه الصّور عادات وتقاليد المدينة، لباس الرّجال والنّساء، أماكن المدينة المقدسة وأسواقها ومعالمها بحالة مختلفة عن تلك الّتي نعرفها اليوم. معظم الصّور المرفقة في هذا المعرض من أرشيفياد يتسحاك بن تسفي وارشيفالمصوّر دان هداني. يمكن الاطلاع على جميع الصّور المتوفّرة لبيت لحم من خلال الرّابط في أسفل المعرض.
تُظهر الخرائط المعروضة هنا التّطوّر الملحوظ الّذي شهدته مدينة لحم منذ منتصف القرن الثّامن عشر وحتّى اليوم. الخرائط المعدّة في أوائل القرن العشرين تمّ رسمها ونشرها من قبل هيئة مسح فلسطين البريطانيّة ضمن مشروعخرائط مسح فلسطين، أمّا تلك المعدّة لاحقًا فمن قبل مركز التخطيط الإسرائيليّ. بالإضافة إلى خريطتين إحداهما فرنسيّة والثّانية ألمانيّة، وهما خريطتان قديمتان أُعدّتا لأهداف دينيّة.
تجدون هنا صور متنوّعة لمدينة بيت لحم بين عام 1967 وحتى السنوات الأخيرة، بعضها تغطّياحتفالات عيد الميلاد التّي تشتهر بها المدينة، وبعضها يظهر الأزقة والمواصلات والاجراءات الأمنيّة في سنوات الاحتلال الأولى.
هنا بعض البطاقات البريديّة والتّذكارية لمدينة بيت لحم وأهمّ معالمها، بعض هذه البطاقات عبارة عن صور لمشاهد عامّة، وبعضها رسومات ملوّنة تعطينا تخيّلا أكثر دقّة لشكل الحياة في المدينة قديمًا.
تعطينا المقالات الصّحافيّة تفاصيلًا عن الجوانب الغير محكيّة في الصّور، الحياة اليوميّة، الوظائف، المظاهرات، آراء النّاس، تطلّعاتهم ومخاوفهم والمزيد. في هذا المعرض مقالات إخباريّة وصحافيّة مختارة من أرشيف جرايد الرّقمي. لجميع الأخبار والمقالات من الصّحف الفلسطينيّة التّاريخيّة عن مدينة بيت لحم اضغطوا على الرّابط أسفل المعرض.