الهندوسيّة أوالهندوكية وتُسَمَّى أيضاًالبراهمية، هيديانةدارميةقومية غير تبشيرية تُشكل معتقدات وثقافةالشعب الهندي، وهي ثالث أكبرديانة في العالم بعدالمسيحية والإسلام، مع أكثر من 1.2-1.35 مليار مُتبع، أو 15-16٪ من سكانالعالم، والمعروفين باسمالهندوس أوالبراهمة.[6][7][8][9] وهي الديانة السائدة فيالهندونيبالوموريشيوس وفيباليبإندونيسيا،[10] وتوجد أعداد كبيرة من المجتمعات الهندوسية في بلدان أخرى،[11][12] وهي مجموعة من العقائد والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر، وهي لا تنتسب إلى مؤسس محدد شخصياً وإنما تشكلت عبر امتداد كثير من القرون،[13] أحد أصولها المباشرة هي ديانةفيدا التاريخية منذهندالعصور الحديدية، ولذلك فكثيراً ما يطلق عليها أقدم ديانة حية فيالعالم وتضم الديانة الهندوسية القيم الروحية والخُلقية إلى جانب المبادئ القانونية التشريعية والتنظيمية متخذة عدةآلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها، فلكل منطقةإله ولكل عمل أو ظاهرةإله وأبرز الآلهة التي يعبدونها موجودين فيالثالوث الهندوسي الذي يضم ثلاثة آلهةبراهما الخالقوفيشنو الحافظوشيفا المدمر.[14] وأحد التصنفيات المنهجية للنصوص الهندوسية هي النصوص الشروتية (الإلهام)، والنصوصالسيريتية (المحفوظ). وتناقش هذه النصوص اللاهوت،الفلسفة،الأساطير، وطقوس وبناء المعابد. وأحد النصوص العظمىالفيدا،الأبانيشاد،البوراناس،رامايانا،البهاغافاد غيتا، والآجاما.
كلمة «هنْدُو» (بكسر الهاء) هي كلمةفارسية الأصل، ما كانت هذه الكلمة الديانة الهندوسية بل استعملها الفرس للإشارة إلى القوم الذين يسكنون ما وراء نهرالسند في الجزء الشمالي الغربي منشبه القارة الهندية، وأول ذِكْرٍ لها كان فيالريجفدا.[15][16][17]
والهندوسية (بالهندية:فرناشرمَ) تعني النظام الاجتماعي (فَرْنَ) الرباعي والروحي (آشْرَمَ) الرباعي،وباللغة السنسكريتية (دَيْوَناغَرِي:हिंदू धर्म) تعني لغة الملائكة، وهي اللغة التي دونت بهاالفيدا، وشروحها (بورانات) التي تحمل كل منها اسم الحكيم، وعددها 18، بالإضافة إلىمهابهارت ويعني تاريخ الهند الكبرىورامايانا، ويعادلانالإلياذة عندالإغريق.
سلّم المولىبراهما الفيدا إلى ولده نارد موني الذي سلمها إلى مريده فياس دف الذي دونها منذ 5000 بعد أن كانت مشافهة وهو كبير مراجعالفيدا وبعد أن صنفها إلى أربعة أوكلها إلى مريديه الذين عملوا على نشرها في الأرض.
وللهندوسية مشكلةٌ في تعريفها، إذ لها أكثر من مؤسس فليس الطريق طريقًا واحدًا للخلاص بل تتعدد أهدافها تبعا للاجزاء المختلفة في النص التي كُتبت على مر العصور
نقلا بالنص عن المحكمة العليا بالهند «الديانة الهندوسية لا تتبع نبيا بعينه، لا تعبد إله واحد، لا تؤمن بمفهوم فلسفي واحد، لا تتبع نمطاً موحداً للشعائر الدينية، في الواقع لا تمثّل المظاهر المتعارف عليها للأديان، إنما هي أسلوب حياة» يقول أيضا نائب رئيسالهندسارفيبالي راداكريشنان «أن الهندوسية لا يمكن تعريفها، يمكن فقط اختبارها»و هذا يجعل تعريفَ الهندوسية بأنها ديانة صعبًا على المعايير الغربية.
أوّل دليل على وجود دين فيالهند كان في فترة ما قبل التاريخ إلى أواخرالعصر الحجري الحديث (5500–2600 ق.م). أما معتقدات وشعائر الفترة الكلاسيكية المبكرة فتسمى الديانةالفيدية التاريخية، هذه الديانة يظهر فيها تأثر ها بالديانةالهندوأوروبية البدائية، وأقدم فيدا هيالريجفدا ويرجع تاريخها من 1700- 1100 ق. م، وهي مركز الفيدات لآلهة مثلإندرا،فارونا،آجني، وفي طقوسالسومية. وطقوس تضحيات النارياينا تغنّى بترانيم فيدية لكن بدون معبد أو تماثيل.
ثم في القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد تكوّنتالأوبانيشادية الأولى،[18]:183. والأوبانيشاد هي الأساس النظري للهندوسية الكلاسيكية وتسمىفيدانتا (وهي ختامالفيدا)،[19] وقد هاجمت الأوبانيشاد التكثيف المتزايد للطقوس،[20] ثم وُلِّفَت هذه التضاربات الواحدية (نسبة للمذهب الواحدي monistic) في إطار إيماني في المخطوطة الهندوسية المقدسةبهاغافاد غيتا.[21] والملاحم السنسكريتية العُظمىراماياناومهابهاراتا جُمِعَتْ على فترات طويلة أثناء أواخر قرون ما قبل الميلاد وبداية القرون الميلادية،[22] وهي تحوي قصصاً عن حكام وحروب الهند القديمة، وتخللها أطروحات دينية وفلسفية. وكتاب برواناس المتأخر يحوي حكايات عنالديفا والديفيز وتفاعلها مع الإنسان وحروبه ضدالراكشاسا.
والتمدّن المتزايد في الهند في القرنين 7 و 8 ق.م أدّى إلى زيادة حركات زُهدية أو ما يعرفبالشارمانا، والتي تحدّت منهجية الطقوس.[23] وكانماهافيرا (حوالي 549 - 477 ق.م)، مؤيدالجاينيةوبوذا (حوالي 563- 483م) مؤسسالبوذية من أبرز أيقونات تلك الحركة.
وأُطلق المصطلح في البداية على تلك المفاهيم الدينية للهندوس وعُرفت تلك المفاهيم بالتالي بالهندوسية - ديانة الهندوس. والهندوسي هو من يؤمن بالفلسفات الواردة في أسفار الـ "فيدا"، وتقولفلسفة الفيدا بالوحدة البائنة أي أن الله وسائر الأحياء من نوع واحد (برهمن) لكنهم آحاد (آتماز). يتجلّى الله في ثلاثة وجوه: برهمن اللاشخصي وبرماتما (الذات العليا) وبهجفان (الغني) بينما سائر الأحياء شقوقه، وتقول الفيدا بأنّ لله ثلاثة قدرات: الباطنية (الروحية) والخارجية (المادية) والبينية (الأحياء)، ومعنى ذلك أنّ الوجود مؤلف من الله المقتدر وقدراته، بالنسبة للهندوس هو عملية البحث عن الذات الروحية وتبينها عن المادة، ولا تنادي الهندوسية بالبحث عن الخلاص أو إنقاذ الروح، فالروح سليمة وليست بحاجة لخلاص أو إنقاذ، فكل ما يحتاجه الإنسان هو فهم اختلاف الجسم المادي وذاته الروحية.
الـفيدانتا (واختصارهاالفيدا) هي موجز الاوبانيشدات. كلمةفيدا تعني العلم وكلمةانتا تعني حد العلم، وتنصالفيدانتا انّ عملية البحث عن الذات (الوصول إلى الآلهة) يمكن أنْ تكون بطرق عديدة، سبل تحقيق الذات هياليوجا أواليوغا وهي عدة أشكال تقصد التحكم بالعقل والحواس قبل العثور على الذات العليا (برماتما) داخل القلب، وترسماليوجا ثلاثة دروب:كرميوجاوغيانيوجاوبهكتييوجا
فأما كرم يوجا: فهي درب العمل الصالح المتمثل بالطقوس الدينية المشتملة على تقديم القرابين إلى الملائكة ابتغاء دخول جنانهم، وأما غيان يوجا: فهي درب العلم التخميني ابتغاء التوحد بالآلهة، وأما غيان يوجا: فهي درب التتيم بحب الآلهة.
أطلق «سمارت» على فترة ما بين 1000 ق.م و 100 م بالفترة (ما قبل الكلاسيكية) وتعتبر الفترة التكوينية للأبيشاند (الفيدات)، البراهيمية، الجاينية والبوذية. تتبعها الفترة (الكلاسيكية) من 100 م إلى 1000 م ويصاحبها ازدهار الهندوسية والبوذية في الهندأمّا عن «مويسيه» فأطلق على الفترة ما بين 800 ق.م إلى 200 ق.م بالفترة (الكلاسيكية) ويراها كفترة إعادة تقييم للعادات والمعتقدات. فالبراهميين وشعائرهم لم يعد عليها نفس الإقبال كالفترة الفيدية ويقول أيضا ان بعض مفاهيم الديانة الهندوسية مثل الكارما، التناسخ والاستنارة الشخصية والتي لم يكن متعارف عليها في الفترة الفيدية تطورت في الفترة الكلاسيكية.
معبد شواميناريان أكشردهامبدلهي، وفقاًلموسوعة جينيس فهو أكبر المعابد الهندوسية
الهندوسية كما نعرفها اليوم تُقَسَّم إلى عدة تيارات، ومن بين الفلسفات الست التاريخية لم يبق منها إلا مدرستين وهما:فيدانتاواليوجا. والتقسيمات الهندوسية اليوم هي:الشيفية،الفايشناتية،الإسماريتية، الشيكية.
الهندوسية الشعبية، التي أخذت من التقاليد المحلية ومعتقدات الآلهة المحليين، وترجع إلى فترة ما قبل التاريخ أو على الأقل سابقة لكتبالفيدا المكتوبة
تقبل الهندوسية أيضًا العديد من الكائنات الإلهية، حيث يعتبر العديد من الهندوس الآلهة هي جوانب أو مظاهر لحقيقة مطلقة أو مطلقة غير شخصية أو إله، بينما يؤكد بعض الهندوس أن إلهًا معينًا يمثل الإله الأعلى وأن الآلهة المختلفة هي مظاهر أقل لهذا الإله الأعلى. تشمل الخصائص البارزة الأخرى الإيمان بوجود آتمان (الذات)، وتناسخ الذات،والكارما، بالإضافة إلى الإيمان بالدارما (الواجبات والحقوق والقوانين والسلوك والفضائل وطريقة العيش الصحيحة)، على الرغم من أن يوجد اختلاف، مع عدم اتباع البعض لهذه المعتقدات.
يصنف ماكدانيال (2007) الهندوسية إلى ستة أنواع رئيسية والعديد من الأنواع الثانوية، من أجل فهم التعبير عن المشاعر بين الهندوس. الأنواع الرئيسية، وفقًا لماكدانيال، هي الهندوسية الشعبية، استنادًا إلى التقاليد المحلية وعبادات الآلهة المحلية وهي أقدم نظام غير متعلم؛ الهندوسية الفيدية المستندة إلى أقدم طبقاتالفيدا التي يمكن إرجاعها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد؛الهندوسية الفيدانتية المبنية على فلسفةالأوبنشاد، بما في ذلكأدفايتا فيدانتا، التي تؤكد على المعرفة والحكمة؛ الهندوسيةاليوغية، تتبع نصاليوغا سوترا باتانجالي التأكيد على الوعي الاستبطاني؛ الهندوسيةالدارمية أو "الأخلاق اليومية"، والتي يقول ماكدانيال إنها تم تصويرها في بعض الكتب على أنها "الشكل الوحيد للدين الهندوسي الذي يؤمن بالكارما والأبقار والطائفة"؛ والبهاكتي أو الهندوسية التعبدية، حيث يتم دمج المشاعر الشديدة بشكل متقن في السعي وراء الروحانيات.
يميز مايكلز بين ثلاث ديانات هندوسية وأربعة أشكال من التدين الهندوسي. الديانات الهندوسية الثلاث هي "الهندوسيةالبرهمانية السنسكريتية"، و"الديانات الشعبية والديانات القبلية"، و"الديانات المؤسسة". الأشكال الأربعة للتدين الهندوسي هي "كارما مارجا" الكلاسيكية،جنانا مارجا، بهاكتي مارجا، و"البطولة"، المتجذرة في التقاليد العسكرية . تشمل هذه التقاليد العسكرية الراماية (عبادة بطل الأدب الملحمي،راما، معتقدين أنه تجسيد لفيشنو) وأجزاء من الهندوسية السياسية ."البطولة" تسمى أيضًا فيريا مارجا. وفقًا لمايكلز، ينتمي واحد من كل تسعة هندوس بالولادة إلى أحد أو كليهما من الهندوسيةالبرهمانيةالسنسكريتية وتصنيف الديانات الشعبية، سواء أكان ممارسًا أم لا. يصنف معظم الهندوس على أنهم ينتمون باختيارهم إلى إحدى "الديانات المؤسسة" مثلالفيشنافيةوالشيفية التي تركز على الموكشا وغالبًا ما تقلل من التركيز على السلطة الكهنوتية للبراهمي ولكنها تتضمن قواعد طقوس الهندوسية البرهمانية السنسكريتية. وهو يُدرج من بين "الأديان المؤسسة" البوذية ، والجاينية ، والسيخية التي أصبحت الآن ديانات متميزة،بالإضافة إلى العديد من " معتقدات المعلم " والحركات الدينية الجديدة مثل مهاريشي ماهيش يوغي و إسكون.
يذكر إندن أن محاولة تصنيف الهندوسية عن طريق التصنيف بدأت في العصر الإمبراطوري، عندما سعى المبشرون التبشيريون والمسؤولون الاستعماريون إلى فهم الهندوسية وتصويرها من خلال اهتماماتهم. تم تفسير الهندوسية على أنها لا تنبثق من سبب روحي بل من الخيال والخيال الإبداعي، وليست مفاهيمية ولكنها رمزية، وليست أخلاقية ولكنها عاطفية، وليست عقلانية أو روحية ولكن منالتصوف المعرفي. يقول إندن إن هذه الصورة النمطية اتبعت وتناسبت مع الضرورات الإمبراطورية للعصر، مما يوفر المبرر الأخلاقي للمشروع الاستعماري. منالروحانية القبالية إلىالبوذية، تم تصنيف كل شيء كجزء من الهندوسية. حددت التقارير المبكرة التقليد والمقدمات العلمية لتصنيف الهندوسية، بالإضافة إلى الافتراضات الرئيسية والافتراضات الخاطئة التي كانت في أساسعلم الهند. الهندوسية، وفقًا لإيندن، لم تكن كما صورها المتدينون الإمبراطوريون، كما أنه ليس من المناسب مساواة الهندوسية بأنها مجردوحدة الوجود الأحادية والمثالية الفلسفية لأدفايتا فيدانتا.
بالنسبة لأتباعها، تعتبر الهندوسية طريقة حياة تقليدية. يشير العديد من الممارسين إلى الشكل "الأرثوذكسي" للهندوسية باسمساناتانا دارما، أو "القانون الأبدي" أو "الطريق الأبدي".[24] يعتبر الهندوس أن عمر الهندوسية هو آلاف السنين. التسلسل الزمني البوراني ، الجدول الزمني للأحداث في التاريخ الهندي القديم كما رواه ماهابهاراتا ، ورامايانا ، وبوراناس ، يتصور أن التسلسل الزمني للأحداث المتعلقة بالهندوسية يبدأ قبل 3000 قبل الميلاد. الكلمة السنسكريتيةدارما لها معنى أوسع بكثير منالدينوليس ما يعادلها. جميع جوانب الحياة الهندوسية، أي اكتساب الثروة (آرثا)، وتحقيق الرغبات (كاما)، وتحقيق التحرر (موكشا)، هي جزء مندارما، التي تلخص "طريقة العيش الصحيحة" والمبادئ المتناغمة الأبدية في تحقيقها.[25]
وفقًا لمحرري الموسوعة البريطانية، أشارتسانتانا دارما تاريخيًا إلى الواجبات "الأبدية" المقررة دينيًا في الهندوسية، وهي واجبات مثل الصدق، والامتناع عن إيذاء الكائنات الحية (أهيمسا)، والنقاء، وحسن النية، والرحمة، والصبر، والتسامح، واحترام الذات. والجود والكرم والزهد. تُطبق هذه الواجبات بغض النظر عن الطبقة أو الطائفة الهندوسية، وتتناقض مع سفادارما، "واجب الفرد"، وفقًا لطبقة الفرد أو طائفته (فارنا) والمرحلة في الحياة (بوروارثا). في السنوات الأخيرة، تم استخدام هذا المصطلح من قبل القادة الهندوس والإصلاحيين والقوميين للإشارة إلى الهندوسية. أصبحت ساناتانا دارما مرادفًا للحقيقة "الأبدية" وتعاليم الهندوسية، التي تتجاوز التاريخ وهي "لا تتغير وغير قابلة للتجزئة وغير طائفية في النهاية".[26]
وفقًا لعلماء آخرين مثل كيم نوت وبريان هاتشر، تشير ساناتانا دارما إلى "مجموعة الحقائق الأبدية والخالدة" وهذه هي الطريقة التي ينظر بها الهندوس إلى أصول دينهم. ويُنظر إليها على أنها تلك الحقائق والتقاليد الأبدية ذات الأصول التي تتجاوز التاريخ البشري، وهي حقائق تم الكشف عنها إلهيًا ( شروتي ) في الفيدا - أقدم الكتب المقدسة في العالم. بالنسبة للعديد من الهندوس، فإن المصطلح الغربي "الدين" إلى الحد الذي يعني فيه "عقيدة ومؤسسة يمكن إرجاعها إلى مؤسس واحد" غير مناسب لتقاليدهم، كما يقول هاتشر. الهندوسية بالنسبة لهم هي تقليد يمكن إرجاعه على الأقل إلىالعصر الفيدي القديم.[27]
أشار البعض إلى الهندوسية باسمفيديكا دارما. كلمة "فيديكا" فياللغة السنسكريتية تعني "مشتقة منالفيدا أو متوافقة معها" أو "متعلقة بالفيدا".[28] استخدم العلماء التقليديون مصطلحات فيديكا وأفيديكا، أولئك الذين يقبلونالفيدا كمصدر للمعرفة الموثوقة وأولئك الذين لا يقبلونها، للتمييز بين المدارس الهندية المختلفة عناليانيةوالبوذيةوشارفاكا. وفقًا لكلاوس كلوسترماير، فإن مصطلح فايديكا دارما هو أول تسمية ذاتية للهندوسية. وفقًا لأرفيند شارما، تشير الأدلة التاريخية إلى أن "الهندوس كانوا يشيرون إلى دينهم بمصطلحفايديكا دارما".[29]
مهما كانت الحالة، ترى العديد من المصادر الدينية الهندوسية أن الأشخاص أو المجموعات التي يعتبرونها غير فيدية (والتي ترفض الفيدية فارناراما - عقيدة "الطبقة ومرحلة الحياة") هم زنادقة. على سبيل المثال، يعتبربهاجافاتا بورانا، وهو مصدر هندوسي بوراني مؤثر للغاية، أنالبوذيينوالجاينيين وكذلك بعض مجموعاتالشيفية مثل باسوباتاس و كابالينس هم باشنداس (زنادقة).
مصطلح فيديكادارما يعني قواعد الممارسة "المستندة إلىالفيدا"، ولكن من غير الواضح ما الذي تعنيه عبارة "المستندة إلىالفيدا" حقًا، كما يقول يوليوس ليبنر. يقول ليبنر إن "فيديكادارما" أو "طريقة الحياة الفيدية" لا تعني أن "الهندوسية دينية بالضرورة" أو أن الهندوس لديهم "معنى تقليدي أو مؤسسي" مقبول عالميًا لهذا المصطلح. بالنسبة للكثيرين، فهو مصطلح ثقافي. العديد من الهندوس ليس لديهم نسخة منالفيدا ولم يسبق لهم أن رأوا أو قرأوا شخصيًا أجزاء منالفيدا، مثل المسيحي، قد تكون مرتبطة بالكتاب المقدس أو قد تكونالمسلمين مرتبطة بالقرآن. ومع ذلك، يقول ليبنر: "هذا لا يعني أن توجه حياتهم [الهندوس] بالكامل لا يمكن إرجاعه إلى الفيدا أو أنه لا يشتق منه بطريقة ما".
على الرغم من أن العديد من الهندوس المتدينين يعترفون ضمنيًا بسلطةالفيدا، إلا أن هذا الاعتراف غالبًا "ليس أكثر من إعلان بأن شخصًا ما يعتبر نفسه هندوسيًا" و"معظم الهنود اليوم يتحدثون عن هذا الأمر".الفيدا وليس لديهم أي اعتبار لمحتويات النص." يتحدى بعض الهندوس سلطةالفيدا، وبالتالي يعترفون ضمنيًا بأهميتها بالنسبة لتاريخ الهندوسية، كما يقول ليبنر.
ابتداءً من القرن التاسع عشر، أعاد الحداثيون الهنود التأكيد على الهندوسية باعتبارها أحد الأصول الرئيسية للحضارة الهندية، وفي الوقت نفسه "طهروا" الهندوسية من عناصرهاالتانترا ورفعوا العناصر الفيدية. تم عكس الصور النمطية الغربية، مع التركيز على الجوانب العالمية، وإدخال الأساليب الحديثة للمشاكل الاجتماعية. وقد حظي هذا النهج بقبول كبير، ليس فقط فيالهند، ولكن أيضًا في الغرب. الممثلون الرئيسيون لـ "الحداثة الهندوسية" همرام موهان روي،وسوامي فيفيكاناندا،وسارفيبالي راداكريشنان،والمهاتما غاندي.[30]
رجا رامموهان روي معروف بأنه أبو النهضة الهندوسية. وكان له تأثير كبير علىسوامي فيفيكاناندا، الذي، بحسب فلود، كان "شخصية ذات أهمية كبيرة في تطوير الفهم الذاتي الهندوسي الحديث وفي صياغة رؤية الغرب للهندوسية". من الأمور المركزية في فلسفته فكرة أن الإله موجود في جميع الكائنات، وأن جميع البشر يمكنهم تحقيق الاتحاد مع هذا "الألوهية الفطرية"، وأن هذا الإلهي باعتباره جوهر الآخرين سيزيد من الحب والتواصل الاجتماعي. انسجام. وفقًالفيفيكاناندا، هناك وحدة أساسية للهندوسية، والتي تكمن وراء تنوع أشكالها المتعددة. وفقًا لـ فلود، فإن رؤية فيفيكاناندا للهندوسية "هي رؤية مقبولة بشكل عام من قبل معظم الهندوس من الطبقة المتوسطة الناطقة باللغة الإنجليزية اليوم". سعىسارفيبالي راداكريشنان إلى التوفيق بينالعقلانية الغربية والهندوسية، "وتقديم الهندوسية على أنها تجربة دينية عقلانية وإنسانية في الأساس".[31]
تتمتع هذه "الهندوسية العالمية" بجاذبية عالمية، تتجاوز الحدود الوطنية ووفقًا لفلود، "أصبحت ديانة عالمية إلى جانبالمسيحيةوالإسلاموالبوذية"، لكل من مجتمعات الشتات الهندوسية والغربيين. الذين ينجذبون إلى الثقافات والأديان غير الغربية. ويؤكد على القيم الروحية العالمية مثل العدالة الاجتماعية والسلام و"التحول الروحي للإنسانية". وقد تطورت جزئيًا بسبب "إعادة التثقيف"، حيث تم تصدير عناصر الثقافة الهندوسية إلى الغرب، واكتسبت شعبية هناك، ونتيجة لذلك اكتسبت أيضًا شعبية أكبر فيالهند. جلبت عولمة الثقافة الهندوسية "إلى الغرب التعاليم التي أصبحت قوة ثقافية مهمة في المجتمعات الغربية، والتي أصبحت بدورها قوة ثقافية مهمة فيالهند، موطنها الأصلي".[32]
تعريف الهندوسية في القانون الهندي هو: "قبول الفيدا بإجلال؛ والاعتراف بحقيقة أن وسائل أو طرق موكشا متنوعة ؛ وإدراك حقيقة أن عدد الآلهة التي يجب عبادتها كبير".[33]
يقترح بعض الأكاديميين أنه يمكن النظر إلى الهندوسية كفئة ذات "حواف غامضة" وليس ككيان جامد ومحدد جيدًا. تعتبر بعض أشكال التعبير الديني مركزية بالنسبة للهندوسية والبعض الآخر، رغم أنها ليست مركزية، إلا أنها لا تزال ضمن هذه الفئة. بناءً على هذه الفكرة، طورت غابرييلا إيشينغر فيرو-لوزي "منهج نظرية النموذج الأولي" لتعريف الهندوسية.[34]
تُفهم الهندوسية من خلال كتبها، ونظرتها إلى الإله، ومعتقداتها، وطبقاتها، إلى جانب بعض القضايا الفكرية والعقائدية الأخرى.
أ- كتبها:
للهندوسية عدد هائل من الكتب عسيرة الفهم، غريبة اللغة، وقد أُلّفت كتب كثيرة لشرحها، وأخرى لاختصار تلك الشروح، وكلها مقدسة عندهم، وأهمها:
«الفيدا» (veda): وهي كلمة سنسكريتية، معناها الحكمة والمعرفة، وتصور حياة الآريين، ومدارج الارتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور الفلسفي، وفيه أدعية تنتهي بالشك والارتياب، كما أن فيه تأليهاً يرتقي إلى وحدة الوجود، وهي تتألف من أربعة كتب .
مها بهارتا: ملحمة هندية تشبه الإلياذة والأوديسة عند اليونان، ومؤلفها «وياس» ابن العارف «بوسرا» الذي وضعها سنة 950 ق.م، وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة، وقد اشتركت الآلهة في هذه الحرب.
ب- نظرة الهندوسية إلى الآلهة:
التوحيد: لا يوجد توحيد بالمعنى الدقيق، لكنهم إذا أقبلوا على إله من الآلهة أقبلوا عليه بكل جوارحهم حتى تختفي عن أعينهم كل الآلهة الأخرى، وعندها يخاطبونه برب الأرباب، أو إله الآلهة .
التعدد: يقولون بأن لكل طبيعة نافعة أو ضارة إلهاً يُعبد: كالماء والهواء والأنهار والجبال.. وهي آلهة كثيرة يتقربون إليها بالعبادة والقرابين.
التثليث: في القرن التاسع قبل الميلاد جمع الكهنة الآلهة في إله واحد أخرج العالم من ذاته وهو الذي أسموه: 1- براهما: من حيث هو موجود . 2- فشنو: من حيث هو حافظ . 3- سيفا: من حيث هو مهلك . فمن يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعاً أو عبد الواحد الأعلى ولا يوجد أي فارق بينها .
تعدالبقرة حيوانا مقدسا في الهندوسية وتقدس بعض الجماعات أنواع من الزواحف كالأفاعي وأنواع من الثدييات كالقردة، ولكن تتمي البقرة من بينها جميعاً بقداسة تعلو على أي قداسة، ولها تماثيل في مختلف المعابد والمنازل والميادين، ولها حق الانتقال إلى أي مكان، ولا يجوز للهندوسي أن يمسها بأذى أو بذبحها، وإذا ماتت دفنت بطقوس دينية.
يعتقد الهندوس بأن آلهتهم قد تحل في الإنسان فيسمي افاتارككرشنا على سبيل المثال.
كريشنا يقدمالفيشفاروبا الخاص به (والمقصود به شكله العالمي) إلى صديقهأرجونا على أرض المعركة بكروكشتراغانيشا هي واحدة من أشهر الآلهة وأكثرها عبادة في معبد الآلهه الهندوسي.
تتنوع مفاهيم الهندوسية عن الله منالتوحيد إلىتعددية الإله، إلىوحدة الموجود، إلىوحدة الوجود، إلىالواحدية، إلىالإلحاد إلى مفاهيم أخرى.[35][36][37] ومفهوم الرب معقد ويتوقف على الفرد والمعتقد والفلسفة التي يتبعها. ومفهوم الرب عند الهندوسية أحياناً يطلق عليهالهينوثية (وتعني الإخلاص لإله واحد مع قبول الآلهة الأخرى) لكن أي مفهوم من هذا يعتبر شديد التعميم.[38]
ولم يكنللريجفدا وهي الدعامة الأساسيةللفلسفة الهندوسية وأقدم مخطوطاتها أي نظرة معينةلله أو خلق الكون، ولكنها بالأحرى تترك الفرد يبحث عن ويكتشف إجاباته الخاصة عن ماهية الحياة، وترنيمة ناساديا سوكتا (وتسمى ترنيمة الخلق) من الريجفدا تقول:[39][40]
من يعرف حقيقةً؟
من هنا يستطيع إدعاء المعرفة؟
كيف بدأ الكون؟ كيف خُلِق؟
لقد جاءت الآلهة بعد ذلك مع خلق الكون.
من إذن يعرف من أين نشأ كل ذلك؟
ويؤمن معظم الهندوسيين أن الروح خالدة وهي النفس الحقيقية لكل شخص وتسمىآتمان.[41] وفي للاهوتالأحاديةووحدة الوجود الهندوسي (كمدرسةأفايتا فيدانتا)، أنّ الآتمان لا تنفصل عنالبراهمان- الروح الأسمى-، فَسُمِّيَتْ هذه المدارس بـاللاثنائية.[42] وهدف الحياة في مدرسة الأفايتا أن يدرك الشخص أنّ روحه مطابقةٌ للبراهمانِ الروحِ الأسمىِ.[43]
وتقولالأوبانيشاد أن من يدركْ أنّ روحه (آتمان) مطابقة للبراهمان يَصِلْ إلىالموكشا (الحرية أو التحرر).[41][44]
والمدارسالثنوية (انظردافايتاوبهاكتي) تفهمالبراهمان على أنه كينونة أسمى تملك شخصية وبالتالي هم يعبدونه باعتبارهبراهما،فيشنو،شيفا،وشاكتي، وذلك مُتَوَقِّفٌ على نوع الطائفة التي ينتمي إليه الفرد. الآتمان تعتمد على الإله، والموكشا على الحب للإله وعلى نِعَمِ الإله .[48] وإذا رُئِيَ الإلهُ كينونةً أسمىً متجسدًا في صورة شخص (أكثر من كونه مبدأ لا متناهي) سُمِّيَ حينها بـإيشفارا (الرب)[49]، و''بهاجافان'' (السعيد)[49]، و''باراميشوارا'' (الرب الأعلى).[42][49]على أية حال فإن ترجمات وتأويلات الإيشفارا تتنوع من عدم الإيمان به من قبل مدرسةالميماسا، إلى التعريف بأنالإيشفاراوالبراهمان كيان واحد كما في مدرسة الإيدفايتا.[42] أما في معظم التقاليد الفيشناوية فيعتبرفيشنو، لكنه في النصوص الفيشناوية هوكريشنا، وأحياناً يشار إليه بأنهسافيام باهجافام. على أية حال فإنه في الشاكتية يعتبرديفي أوآدي باراشاكتي الروح الأسمى، أما فيالشيفية فيعتبرشيفا الكينونة الأسمى.
مفهومبراهمان في الهندوسية خصوصًا في فلسفةأدفايتا فيدانتا حيث يُعتقد أن كلالآلهة والبشر والموجودات جميعًا هي مجرد تجليات للحقيقة النهائية، اللامتناهية، غير الشخصية، غير المتغيرة، الأبدية والتي تسميبراهمان، والهدف الروحيللتأمل واليوغا هو تحقيق "الموكشا" أي تحرر الذات الفردية (آتمان) من الجهل (أفيذا) ووهم الإنفصال وإدراك وحدتها معبراهمان. ولا يعتبر الإنسان مساويًا تمامًا لبراهمان بل هو كائن مخلوق منه أو جزء منه (مثل شعاع منالشمس أو شرارة مننار)
(يديه وقدميه في كل مكان،ينظر في كل إتجاه، عينيه وأذنه ووجهه يشيرون لكل الإتجاهات،وكل العوالم الثلاثة محاطة بهم.)
أما المعتقدات الإلحادية فتسود مدارس هندوسية مثل سامكيا، ميماسا.[56]
سامكيابرافاشانا سوترا أو سامكيا تقول بأن وجود الله أوإيشفارا لا يمكن إثباته ولذا لا يمكن الاعتراف بوجوده،[57] وتقول بأن إلهاً واحداً غير متغير لا يمكن أن يكون المصدر لعالم دائم التغير، وتقول أن الله كان افتراضية ميتافيزيقية ضرورية تطلبتها الظروف،[58]أنصار مدرسة الميمامسا والتي تأسست على تقويم السلوك والطقوس تقول أنّ الدلائل المشيرة لوجود الله ليست كافية، وأنه لا ضرورة من فرضية وجود صانع للكون، تماماً مثلما ليس ضرورياً إثبات مؤلف للفيدا أو إله ليعطي الشرعية للطقوس.[59] والميمامسا تعتبر أنّ الإله المذكور في الفيدا ليس له وجود وذلك بعيداً عن المانترا أو التعبد الذي يذكر اسم الإله، وفي هذا الشأن فإن قوة المانترا (التعبد) هو ما يُرى على أنه قوة الآلهة.[60]
الكارما مبدأ إلهي يعني الجزاء من جنس العمل وسيحدث خلال حياتك أو بعد موتك ويدعوا لعمل الخير والامتناع عن فعل الشرور.
«الكارما»: الكارما لغةً معناها العمل أو الفعل،[61]
ويمكن وصفها بأنها القانون الأخلاقي للسبب والمسبب،[62] فهي قانون الجزاء، أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض، هذا العدل الذي سيقع لا محالة، إما في الحياة الحاضرة، أو في الحياة القادمة، وجزاء حياةٍ يكون في حياة أخرى، والأرض هي دار الابتلاء، كما أنها دار الجزاء والثواب. ووفقاً للأوبانيشاد الفرد تُسَمّى جيفا- آتما، ة يطلق (سانسكارا) (انفعالات) من الأفعال سواء كانت أفعال مادية أو عقلية.
#تناسخ الأرواح: إذا مات الإنسان يفنى منه الجسد، وتنطلق منه الروح لتتقمص وتحل في جسد آخر بحسب ما قدم من عمل في حياته الأولى، وتبدأ الروح في ذلك دورة جديدة.
الانطلاق: صالح الأعمال وفاسدها ينتج عنه حياة جديدة متكررة لتثاب فيها الروح أو لتعاقب على حسب ما قدمت في الدورة السابقة. «من لم يرغب في شيء ولن يرغب في شيء وتحرر من رق الأهواء، واطمأنت نفسه، فإنه لا يعاد إلى حواسه، بل تنطلق روحه لتتحد بالبراهما».
وحدة الوجود: التجريد الفلسفي وصل بالهنادكة إلى أن الإنسان يستطيع خلق الأفكار والأنظمة والمؤسسات، كما يستطيع المحافظة عليها أو تدميرها، وبهذا يتحد الإنسان مع الآلهة، وتصير النفس هي عين القوة الخالقة.
الآله الهندوسي أيانار عبادته منتشرة بينشعوب درافيد جنوبالهند، يؤمن الهندوس بحلول روح الآلهة داخل كل شيء ولذلك يصلون تجاه تمثال أو حيوان أو غيرهم وهو ما يُعرف بعقيدةوحدة الوجود
أ -الروح كالآلهة أزلية سرمدية، مستمرة، غير مخلوقة .
ب - العلاقة بينالإنسانوالآلهة كالعلاقة بين شرارة النار والنار ذاتها، وكالعلاقة بين البذرة وبين الشجرة.
ت - هذا الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا.
ه- أفكار ومعتقدات أخرى:
- الأجساد تحرق بعد الموت لأن ذلك يسمح بأن تتجه الروح إلى أعلى، وبشكل عمودي، لتصل إلى الملكوت الأعلى في أقرب زمن، كما أن الاحتراق هو تخليص للروح من غلاف الجسم تخليصاً تاماً .
- عندما تتخلص الروح وتصعد يكون أمامها ثلاثة عوالم:
ليس هناك جهنم واحدة، بل لكل أصحاب ذنب جهنم خاصة بهم.
البعث في العالم الآخر إنما هو للأرواح لا للأجساد.
المرأة التي يموت عنها زوجها لا تتزوج بعده، بل تعيش في شقاء دائم، وتكون موضعاً للإهانات والتجريح، وتكون في مرتبة أقل من مرتبة الخادم، ولذلك قد تحرق المرأة نفسها إثر وفاة زوجها تفادياً للعذاب المتوقع الذي ستعيش فيه، وقد حرم القانون هذا الإجراء في الهند الحديثة.
تقول الهندوسية بالتناسخ استناداً إلى ما قدمت النفس من عمل (كرم), فإذا مات الجسد، خرجت منهالروح لتحلّ في جسد آخر جزاء على ما قدمت من عمل، تبلغ أجناس الحياة ثمانية ملايين و400 ألف تتناسخ فيها النفوس، تنتقل روح الإنسان السعيد إلى جسم سعيد بعد موت الجسم الأول، وليس بالضرورة انتقال الروح إلى إنسان آخر، فقد تنتقل الروح إلى حيوان أو حشرة.وهي ديانة تحرم أكل اللحوم.
على أية طريقة يعرف بها الهندوس الهدف من الحياة إلى أن هناك طريق عدة (يوجات) قام بتعليمها الحكماء كي يصل الفرد إلى هذه الغاية. ومن ضمن المخطوطات المكرسة لليوجا مخطوطةالبهاغافاد غيتا، يوجا سوترا، هاثا يوجا، براديبيكا، وبالطبع المرجع الأساسي التاريخي الفلسفيالأوبانيشاد.
ومن الطرق التي يتبعها الفرد ليصل للهدف الروحي للحياة (موكشا،سامادهي، أونيرفانا) هي:
النصوص الهندوسية مثلاليوغا سوترا لباتانجالي، والبهاغافاد غيتا، والپورانات تتحدث عن أناليوغيين والريشيين (الحكماء)، إذا بلغوا مراحل متقدمة جدًا من الصفاء العقلي والروحي، يمكن أن يمتلكوا قدرات خارقة تُسمى: "سيدهيس" (Siddhis) = القوى الروحية الخارقة وهي مرتبطة بعقيدةوحدة الوجود؛ فالإنسان يمكنه التحكم في عناصرالطبيعة بعقله فقط عبر التأمل وإدراك وهم الإنفصال ومن أمثلةالقوي الروحية الخارقة التي يمكن أن يحصل عليها الشخص:[64]
التحكم بالعناصر الطبيعية (الهواء، النار، الماء...).
المشي على الماء.
الطيران أو التنقل الفوري.
قراءة الأفكار.
شفاء الأمراض.
التحكم في الأشخاص روحيا لجلب المنفعة له أو للإيذاء
الإختفاء أو التصغير والتكبير الجسدي (Anima, Mahima... إلخ).
وقد أستخدمت تلك القدرات الخارقة بحسب التقاليد والنصوص الهندوسية في السحر، التعاويذ، وجلب النفع عبر السيطرة علي عناصر الطبيعة، والسيطرة علي الأشخاص روحيا ونفسيا أو حتي ايذائهم عن بعد أميال، والقدرات الخارقة (سيدهيس) ليست حكرًا علىالبراهمة كطبقة اجتماعية، بل على كل شخص يؤمنبوحدة الوجود والتحرر من الجهل وتحقيق (الموكشا) أي التحرر من الوهم الدنيوي المبني علي وهم الإنفصال، ويسلك طريق الانضباط الروحي، واليوغا، والتأمل الخالص فتنصالبهاغافاد غيتا «اليوغي السامي يرى كل الكائنات في نفسه ونفسه فيهم.».[65] كما يُظهركريشنا "روحه الكونية" (Vishvarupa) بتحكم كامل بالطبيعة والعالم، مما يرمز لقوة الإله و"من يتحد به".[66][67]
في النصوص الهندوسية، هناك محاربون (كشاتريا)، ونساء، وأشخاص من طبقات دنيا وحتى من غير الهنود، نالوا قوى روحية عظيمة، إذا اعتقدوا بوحدة الوجود وإدراك وهم الإنفصال، ومارسوا التقشف (تاباسيا)، والعبادة العميقة.
لكن هذه القدرات رغم كونها مفيدة جدا ونافعة لأنها تحقق الأمنيات والمعجزات والمكانة الروحية لدي الناس. لكنها ليست هدفًا في الهندوسية بحد ذاتها، بل مشتتات في طريق التنوير، حسب اليوغا سوترا: «قد تأتي السيدهيس، لكن لا تتعلق بها، لأنها تعيق التحرر»[67][68]
إيقاد شمعة دينية هندوسية ووضعها في معبد لوكناث لتحقيق أمنياتهم.فتاة هندوسية تمارساليوجا، تُعداليوجا إحدى العبادات والطقوس الهندوسية للتواصل مع الألهة.قرابين للإلهآجني أثناءالفيفاههوما، بأحد الأفراح الهندوسية
لا غرابة في تمركز أكبر نسبة من الهندوس في شبه القارة الهندية حيث نشأت الهندوسية، ولا غرابة بوجود أتباع للهندوسية في المناطق المجاورة للهندكنيبال وجزيرةبالي فياندونيسيا، ولكن توجد الهندوسية في أماكن بعيدة جغرافياً عن الهند، وربما يعزى السبب لهجرة الهنود لهذه الدول. نجد الهندوسية في جنوب أفريقيا (1.2 مليون)، المملكة المتّحدة (1.2 مليون)، كندا (0.7 مليون)، هولندا (0.4 مليون)، سورينام (أمريكا اللاتينية 0.2 مليون)، جمهورية جويانا (أمريكا اللاتينية (0.4 مليون)، الولايات المتحدة (1,478,670)Hinduism in the United States
واستُحدثت طبقة خامسة سببت الإزعاج للحكومةالهندية وقامت الحكومة الهندية رسمياً بإلغاء هذه الطبقة في عام1950. ونذكر هذه الطبقات الأربع ابتداءً من الأعلى ونزولاً إلى أوطاها حسب التقسيم الطبقي الهندوسي. الطبقة البيضاء، أو طبقة «البراهمنة» والتي ينتمي إليها رجال الدين العلماء، طبقة «الكاشترييا»، أو ما يعرف بالطبقة الحمراء وتشمل الأمراء الفرسان، الطبقة الصفراء «الفيشيا» وتشمل المزارعين والتجار، طبقة «الشودرا»، أو الطبقة السوداء وتشمل أهل الحرف اليدوية والصناعة. أمّا بالنسبة للطبقة الخامسة (باريان)، أو ما يعرف بطبقة الأنجاس فتشمل أهل الحرف المتدنّية وتتكون هذه الحرف من حفّاري القبور وعمال نظافة دورات المياه وخلافه من أعمال النظافة.
ووفقاً للأهيمسا أنّ الكثير من الهندوسنباتيون احترامًا للأشكال الأعلى للحياة، ويقدر عدد النباتيون المعتمدون على منتجات الألبان في الهند (بما فيهم معتنقوا الديانات الأخرى) بحوالي 20% إلى 42%.[76]
وتتنوع العادات الغذائية وفقاً للتجمع أو المنطقة، بعض الطوائف لديها عدد نبانيين أقل وسَكَنة السَّواحِلِ يعتمدون على الأسماك،[77][78] والبعض يتجنب
^Lisa Hark, Lisa Hark, PH.D., R.D., Horace DeLisser, MD (7 سبتمبر 2011).Achieving Cultural Competency. John Wiley & Sons.ثلاثة آلهة،براهما،فيشنو،شيفا، وآلهة أخرى تعتبر مظاهر لإله واحد، وتُعبد على أنها تجسدلبراهما.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^John McCannon (1 يناير 2006).World History Examination. Barron's Educational Series. مؤرشف منالأصل في 2022-06-29.In addition to the Brahman, Hinduism recognizes literally hundreds of gods and goddesses. Thus, Hinduism is a polytheistic religion. However, Hindus consider all deities to be avatars, or incarnations of the Brahman. بالإضافة إلىبراهما فإن الهندوس يعرفون مئات الآلهة والإلهات. وبالتالي فإن الهندوسية هي ديانة متعددة الآلهة. على أية حال فإن الهندوسية تعتبر كل هذه الآلهةأفاتار أو تجسدلبراهما.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
^Brandon Toropov, Luke Buckles (3 مايو 2012).The Complete Idiot's Guide to World Religions. Penguin.The members of various Hindu sects worship a dizzying number of specific deities and follow innumerable rituals in honor of specific gods. Because this is Hinduism, however, its practitioners see the profusion of forms and practices as expressions of the same unchanging reality. The panoply of deities are understood by believers as symbols for a single transcendent reality. أعضاء الطوائف الهندوسية المختلفة يعبدون عدداً رهيباً من الآلهة، ويتبعون تقاليداً لا حصر لها على شرف آلهة معينة. ولأنها الهندوسية فإن ممارسيها يرون غزارة الأشكال والممارسات على أنها نفس الحقيقة الثابتة. ومظلة الآلهة المتعددة يفهمها المؤمن على أنها رموز لنفس الحقيقة السامية
^Orlando O. Espín, James B. Nickoloff (2007).An Introductory Dictionary of Theology and Religious Studies. Liturgical Press.The devas are powerful spiritual beings, somewhat like angels in the West, who have certain functions in the cosmos and live immensely long lives. Certain devas, such as Ganesha, are regularly worshiped by the Hindu faithful. Note that, while Hindus believe in many devas, many are monotheistic to the extent that they will recognize only one Supreme Being, a God or Goddess who is the source and ruler of the devas.الديفا هي كينونات روحانية قوية، تشبه إلى حد ماالملائكة في المفهوم الغربي، التي لها وظائف محددة في الكون وتعيش لفترات طويلة جداً. وبعض الديفات، مثل جانيشا يعبدها المؤمن الهندوسي بانتظام. لاحظ أنه بينما يؤمن الهندوسي بديفات متعددة فإن بعض الهندوس موحد لدرجة أنه لا يعترف إلا بكينونة أسمى واحدة، إله أو إلهة هي مصدر وحاكم الديفات كلها.
^Rajadhyaksha (1959)،The six systems of Indian philosophy، ص. 95، مؤرشف منالأصل في 2017-04-18،Under the circumstances God becomes an unnecessary metaphysical assumption. Naturally the Sankhyakarikas do not mention God, Vachaspati interprets this as rank atheism.أصبح الإله تحت الظروف المعاصرة فرضية ميتافيزيقية غير ضرورية، بالطبع فإن السانكياكاريكاس لا يذكرون الإله، إلا أن فاشاسباتي يترجم ذلك على أنه إلحاد
^Neville، Robert (2001)،Religious truth، ص. 51،ISBN:978-0-7914-4778-9، مؤرشف منالأصل في 2017-04-18،Mimamsa theorists (theistic and atheistic) decided that the evidence allegedly proving the existence of God was insufficient. They also thought the was no need to postulate a maker for the world, just as there was no need for an author to compose the Veda or an independent God to validate the Vedic rituals.
^Coward، Harold (2008-02)،The perfectibility of human nature in eastern and western thought، ص. 114،ISBN:978-0-7914-7336-8، مؤرشف منالأصل في 2017-01-22،For the Mimamsa the ultimate reality is nothing other than the eternal words of the Vedas. They did not accept the existence of a single supreme creator god, who might have composed the Veda. According to the Mimamsa, gods named in the Vedas have no existence apart from the mantras that speak their names. The power of the gods, then, is nothing other than the power of the mantras that name them.{{استشهاد}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة)
^Monier-Williams,Religious Thought and Life in India (New Delhi, 1974 edition)
^Radhakrishnan، S (1929)،Indian Philosophy, Volume 1، Muirhead library of philosophy (ط. 2nd)، London: George Allen and Unwin Ltd.، ص. 148
^Forahiṃsā as one of the "emerging ethical and religious issues" in theMahābhārata see: Brockington, John, "The Sanskrit Epics", in Flood (2003), p. 125.
^For text of Y.S. 2.29 and translation ofyama as "vow of self-restraint", see:Taimni، I. K. (1961)،The Science of Yoga، Adyar, India: The Theosophical Publishing House،ISBN:81-7059-212-7, p. 206.