ولي العهد هو الأمير الذي يعين بحكم القوانين أو الأنظمة أو العرف أو القرار الملكي وريثًا للعرش وسيصبح ملكًا بعد وفاة الملك الحالي أو مرضه أو تنازله عن العرش أو خلعه أو إقصائه عن الحكم. وهو منصب موجود في أنظمة الحكمالملكية سواء كانتملكيات دستورية أوملكيات مطلقة. وعلى الرغم من أن المنصب يتواجد في الدول الوراثية إلا أن طريقة اختياره ومهامة تختلف من بلد لآخر.
تختلف طريقة اختيار ولي العهد بين الدول، حيث فيالدول العربيةوالإسلاميةواليابان على سبيل المثال يكون الحكم فيهاللذكور، لذك فإن ولي العهد يجب أن يكون ذكرًا، بينما فيالدول الأوروبية فلا يوجد مانع من أن يعتلي العرش امرأة، لذلك فإن ولي العهد يكون في الغالب هو ابن الملك الأكبر سواء كانذكر أوأنثى.
لقد تغيرت بعض القوانين في أوروبا أهمها التي كانت تعطي الأفضلية للذكر، والتي كانت تجبر الملك ان ينجب وريثاً ذكراً حتى يرتاح ويؤمن مملكته ويحفظ شملها، لكن تلك القوانين قضي عليها في أغلبالدول الأوروبية، علما انالأنثى من قبل كانت تعتلي العرش في حالة واحدة وهي عدم وجود شقيقذكر لها وهو الحال بالنسبةإليزابيث الثانية وكانت تسلم ولاية العهد والخلافة للفتاة الأكبر سناً بين شقيقاتها.اما حالياً فيصبح الطفل الأول للملك هو ولي العهدوالملك المستقبلي للبلاد بشكل تلقائي دون النظر إلى جنسه، فإن كانت انثى فلن تفقد حقها بولاية العهد بمولد اخاها. وكانت أغلبالدول الأوروبية التي تتبع النظام الملكي وآخرهابريطانيا العظمى، قضت على اسبقية الذكر أو ما يعرف بحق الابن الذكر البكر وقامت بالإقرار ان الابن الأول للملك هو الأحق في وراثة العرش وحمل لقب ولي العهد أي كان جنسهذكر أمأنثى كهدف لضمان المساواة للجنسين في حمل لقب ولي العهد وتولي العرش مستقبلاً. وتعتبرفيكتوريا ولية عهد السويد والأميرة أماليا من هولندا وأنغريد من الدنمارك وإليزابيث من بلجيكا من المستفيدات من هذا التصليح. أما إسبانيا فيبقى البلد الأوروبي الوحيد الذي لم يغير القانون وما زال يعطي الأسبقية للذكور على الإناث، إذ في حال ما كانلليونور أميرة إسبانيا شقيق ذكر فإنه سيخلف أباه بدلاً منها رغم أن موضوع تعديل القانون بإلغاء اسبقية الذكر تم فتحه أكثر من مرة لكن خمدت النيران حين أنجبفيليبي أمير أستورياس مولوده الثانيأنثى هي الأميرة صوفيا.
تختلف طريقة اختيار ولي العهد فيالدول العربية ذاتالنظام الملكي، حيث أن هناك دول تكون فيها ولاية العهد بشكل رأسي من الأب إلى الابن ومثال ذلكالأردنوالمغربوقطروالبحرين، بينما هناك دول ولاية العهد فيها أفقيًا مثالالسعودية حيث أن ولي العهد منذ وفاة الملكعبد العزيز آل سعود كانت بين الأشقاء، بينما فيالكويت فلا يوجد ترتيب لولاية العهد حيث يرشح الأمير أي فرد من ذرية الشيخمبارك الكبير ويعرض هذا الترشيح على مجلس الأمة للموافقة وإذا رفض المرشح رشح الأمير 3 أشخاص من ذرية مبارك الكبير ليبايع المجلس أحدهم وليا للعهد.
حسبالدستور الأردني فإن العرش هو وراثي بأسرة الملكعبد الله الأول بن الحسين وبين الأبناءالذكور، وينص الدستور على انتقال الحكم من الملك إلى أكبر أبنائه، وإن توفي أكبر الأبناء قبل أن يتولى العرش فإن ولاية العهد تنتقل إلى أكبر أبناء الأمير المتوفى حتى إن كان للملك أبناء آخرين، إلا أن بتعديل أدخل على الدستور عام1965 أتيح للملك اختيار أحد أخوته لولاية العهد على أن تنتقل ولاية العهد عند تولي الأمير الحكم إلى أكبر أبنائه. ويشترط فيمن يتولى الملك (وبالتالي ولاية العهد قبلها) أن يكونمسلمًا عاقلًا ومولودًا من زوجة شرعية ومن أبوينمسلمين.
يختلف الوضع فيالإمارات عن غيره من الدول على الرغم من أن يحكمه أسر حاكمة وذلك كونه نظام اتحادي مكون من اتحاد سبعة إمارات، لذلك فإن هناكمجلس أعلى للاتحاد هو من ينتخب الرئيس ونائب الرئيس، لذلك فإن وجود نائب الرئيس لا يعطيه الأحقية بأن يتولى الرئاسة في حال وفاة الرئيس ما لم ينتخبهالمجلس الأعلى للاتحاد. وقد حصلت هذه الحادثة بعد وفاة الشيخزايد بن سلطان آل نهيان، حيث أن نائب الرئيس حينها الشيخمكتوم بن راشد آل مكتوم بقي نائبًا للرئيس وتم انتخاب الشيخخليفة بن زايد آل نهيان رئيسًا للدولة.[2]
إلا أن من جانب آخر فإن الأسر الحاكمة لكل إمارة من الإمارات السبع يوجد لديها ولي عهد لحاكم الإمارة يتولى الحكم حال ما يعلن عن وفاة الحاكم، وفي الغالب فإن ولي عهد الحاكم يكون ابن الحاكم.
حسبالدستور البحريني فإن الحكم وراثي انتقل من الشيخعيسى بن سلمان آل خليفة إلى أكبر أبنائه الشيخحمد بن عيسى آل خليفة وينتقل بعده لأكبر أبنائه، وهكذا طبقة بعد طبقة من الأب للابن الأكبر، إلا إذا عين الملك في حياته ابن آخر من أبنائه غير الابن الأكبر. وهذا يعني أن ولي العهد يكون دومًا ابن الملك.
حسب الفقرة (ب) من المادة الخامسة منالنظام الأساسي للحكم فإن الحكم يكون في أبناء الملكعبد العزيز آل سعود وأبناء أبنائه، على أن يختار الملك ولي العهد بأمر ملكي ويعفيه بأمر ملكي أيضًا. وفي عام2006[4] أصدر الملكعبد الله بن عبد العزيز نظام جديد لاختيار ولي العهد وهوهيئة البيعة[4] والمشكلة من أبناء وأحفاد الملكعبد العزيز آل سعود[5]، وبين نظام الهيئة في المادة السابعة فقرة (أ) على أن الملك يختار بعد توليه الحكم وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة واحد أو اثنين أو ثلاثة ممن يراه مناسبًا لولاية العهد[4]، وعلى الهيئة اختيار واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته وليًا للعهد، وفي حالة عدم ترشيحها لأي منهم فعلى الهيئة ترشيح من تراه مناسبًا لولاية للعهد[4]، وفي حالة عدم موافقة الملك على ترشيح الهيئة، تقوم الهيئة بعملية تصويت بين من رشحته والآخر يختاره الملك، وتتم بعد ذلك تسمية الحاصل على أكثر الأصوات وليًا للعهد.[4]
على الرغم من أنعُمان دولة سلطانية والحكم فيها وراثي، إلا أنها تتميز بعدم وجود ولي للعهد، إلا أنه وحسبالدستور يتم اختيار من يتولى الحكم بعد وفاة السلطان عن طريق قيام مجلس العائلة الحاكمة خلال ثلاثة أيام من شغور المنصب السلطاني بتحديد من ينتقل إليه الحكم من ذرية السلطانتركي بن سعيد بن سلطان، وإذا لم يتفق مجلس العائلة على اختيار من يتولى الحكم يقوم مجلس الدفاع بتنصيب من أشار إليه السلطان المتوفى في رسالته إلى مجلس العائلة، ولكن ذلك تغير بعد وفاة السلطان الراحلقابوس بن سعيد وتولي ابن عمه السلطانهيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم في السلطنة، حيث اصدر السلطانهيثم بن طارق مرسوم سلطاني رقم 2021/6 بأصدار النظام الأساسي للدولة[6] وذلك في ذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم في السلطنة الذي قضى بوضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم في السلطنة، ووضع آلية تعيين ولي العهد وبيان مهامه واختصاصاته وذلك لأول مرة في تاريخسلطنة عمان الحديث، وبينت المادة (٥) من النظام الأساسي للدولة، أن «نظـام الحكم سلطاني وراثي فـي الذكور من ذرية السلطانتركي بن سعيد بن سلطان، وفقا لأحكام تُفيد بأن ولاية الحكم تنتقل من السلطان إلى أكبر أبنائه سنّا، ثم أكبر أبناء هذا الابن، وهكذا طبقة بعد طبقة، فإذا توفي الابن الأكبر قبل أن تنتقل إليه ولاية الحكم انتقلت إلى أكبر أبنائه، ولو كان للمتوفى إخوة». وبحسب نص المادة (٥) من النظام الأساسي للسلطنة فإن السيدذي يزن بن هيثم آل سعيد هو أول ولي عهد في تاريخسلطنة عمان الحديث وذلك لكونه أكبر أبناء السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان .[7]
حسبالدستور القطري فإن الحكم وراثي في عائلةآل ثاني وفي ذريةحمد بن خليفة آل ثاني منالذكور، ويكون اختيار ولي العهد من بين أبناء الأمير بدون تحديد ترتيبه من بين الأبناء، إما إذا لم يكن للأمير أبناء ذكور فإن ولاية العهد تنتقل إلى من يسميه الأمير وتكون الوراثة بعد ذلك في ذرية ولي العهد. ويشترط في ولي العهد المختار أن يكونمسلم ومن أمقطريةمسلمة.
حسب المادة الرابعة منالدستور الكويتي فإن الحكم وراثي بذرية الشيخمبارك الصباح[8]، ويجب على الأمير بعد توليته مسند الإمارة أن يرشح شخصا من ذريةالشيح مبارك الكبير خلال سنة على الأكثر من توليه الحكم[8]، ويعرض اسم المرشح الذي تنطبق عليه الشروط الدستورية علىمجلس الأمة[8]، ويجب أن يوافق المجلس بأغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس على اسم المرشح لولاية العهد[8]، وإذا لم يحصل المرشح لولاية العهد على الأغلبية المطلوبة تعين على الأمير حسب نص المادة الرابعة منالدستور أن يقوم بتزكية ثلاثة على الأقل ممن تنطبق عليهم الشروط ويقوممجلس الأمة بمبايعة أحدهم وليًا للعهد.[8] ويشترط بمن يكون وليًا للعهد أن يكون رشيد وعاقلومسلم وابن شرعي لأبوينمسلمين وأن لا يقل عمره يوم مبايعته عن ثلاثين سنة ميلادية كاملة.[8]
حسبالدستور المغربي فان العرش ينتقل إلى الابنالذكر الأكبر سنًا من ذرية الملك، فعلية يكون الأبن الأكبر سنًا هو ولي عهد والده الملك، وما عدا ذلك إذا عين الملك أثناء حياته ابنًا آخر من أبنائه غير الولد الأكبر سنًا وليًا للعهد. وفي حالة لم يكن للملك ابنذكر فولاية العهد تنتقل إلى أقرب أقرباء الملك من جهة الذكور.