الوشاح أوالدثار أوالغشاء[1] أوالستار[2] هي طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو 2885كيلومتر[3] وتقع فوقهاالقشرة الأرضية التي نعيش عليها والتي يبلغ سمكها بين 30 - 60 كيلومتر. وتبلغ المسافة بين سطح الأرض ومركزها 6370 كيلومتر، ويشكل الجزء المركزي نواة (نصف قطرها 2000 كيلومتر) من معادن ثقيلة ساخنة سائلة، تبلغ درجة حرارتها 6000درجة مئوية. وتقل درجة الحرارة بالصعود من المركز إلى أعلى الدثار (عمق نحو 50 كيلومتر) حتى تصل إلى 1500 درجة مئوية، وتكون في صورةصهارة خفيفة نسبياً.
تتابعت دوراتبركانية نشطة وانصهارالرماد البركاني المتراكم على السطح الرقيق للأرض بسبب الحرارة العالية وذلك على مر العصور مما نتج عنه قشرة منالصخورالمتبلورة على سطحالأرض.
وأثرت الغازات الناتجة عن انصهار الدثار على تكوينالغلاف الجوي، وقد تحددت في الماضي نسب وجود الغازات المختلفة في جو الأرض. واليوم نستنتج خصائص بناء وتكوين الدثار إما من دراستنا للفيزياء الجيولوجيّة أو من تحليل الدثار عن طريق تحليل الطبقة الصخرية «الإكسينوليث».
ولا يختلف الدثار عموماً عن الغلاف فيالكواكب، ويماثل باطن الأرض باطنالكواكب الصخرية في كونه مقسّماً إلى طبقات بحسب تركيبها الكيميائي. ويعتبر الدثار طبقة سميكة ذاتلزوجة عالية وهي تقع بين القشرة الأرضية السطحية ولب الأرض الثقيل. ويبلغ سمك الدثار نحو 2890كيلومتر ويتكون من طبقة سميكة تكون نحو 84% من كامل حجم الكرة الأرضية و65% من كتلتها.[4] وهي طبقة صلبة بصفة عامة وتزيد فيها درجة الحرارة كلما نزلنا واقتربنا من قلب الأرض الشديد السخونة، وهو يحتوي علىالحديدوالنيكل والعناصر الثقيلة. ويشغل قلب الأرض نحو 15% من الحجم الكلي للأرض.
تتكون أحجار الدثار منالأوليفين (Olivine) وأحجار مماثلة له تنشأ تحت ضغوط عالية، منهاالبيركسين. أما في الطبقة بين 660 كيلومتر إلى 800 كيلومتر فترتفع فيها درجة الحرارة والضغط إلى حد لا يسمح باستقرار تلك المواد كيميائياً فتتحول إلى صخور معدنية مكونة ما يسمىالبيروفسكيت والفيروبيريكلاس (Ferroperiklas) المحتوي علىالحديد. وتحتوي مكونات تلك الطبقة على نسبة عالية منالحديدوالمغنسيوم وتقل فيها نسبةالسيليكونوالألمونيوم. ويتعلق التمييز بين القشرة الأرضية والدثار على ذلك الفرق في التركيب الكيميائي.
وتبلغكتلة الدثار نحو 4,08 · 1024كيلوغراماً ويشكل بذلك 68% من الكتلة الكلية للكرة الأرضية. وتختلف فيه درجة الحرارة بين عدة مئات درجة مئوية على الحافة الخارجية للدثار إلى 3500درجة مئوية عند التقاء طبقة الدثار باللب الخارجي. ورغم أن درجة حرارة الدثار في الطبقات التحتية تقترب مندرجة انصهار تلك المواد إلا أنها تحتفظ بكيانها الصخري الصلب. ويمنع الضغط العالي الناشئ عن ثقل الطبقات العليا من سيولة الطبقة السفلى من الدثار.