نصب السلام التذكاري في هيروشيما (اليابان)هيروشيما ليلا
هيروشيما (باليابانية: 広島市) هي مدينة فياليابان، تقع في جزيرة «هونشو»، وتشرف على «خليج هيروشيما».[7][8][9] عاصمة «محافظة هيروشيما» وأكبر مدنها. اشتهرت عالميا لانها كانت أول مدينة في العالم تلقى عليهاقنبلة ذرية. يبلغ عدد سكانها حوالي 1,136,684 نسمة (2003).
شيد الميناء -والذي يعتبر الأحدث في اليابان من حيث التجهيزات- والعديد من المنشآت الصناعية الأخرى علىرصيف ومنصات بحرية اصطناعية. الصناعات في «هيروشيما» متنوعة: المنسوجات، بالغذائية، صناعة الـ«ساكي» (الجعة المحلية).
شيدت المدينة عام1594 م، على ستة من الجزر الواقعة على دلتا نهر «أوتا». تطورت المدينة وأصبحت مركزا للتجارة، كما أقيمت فيها قاعدة عسكرية عام1868 م.
في يوم الـ6 من أغسطس سنة1945 م قامت إحدى الطائرات الأمريكية («إينولا غاي»)، بقيادة الطيار الكولونيل بول تيبيتس، بإلقاء القنبلة الذرية (قنبلة A) على مدينة «هيروشيما»، دمر 90% من مباني ومنشآت المدينة، وقتل أكثر من 80,000 شخص، كما جرح 90,000 آخرون، وبقي عشرات الآلاف بدون مأوى (عام1945 م بلغ تعداد سكان المدينة 350,000 نسمة).
بعدها بثلاثة أيام قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنبلة أخرى على مدينةناجازاكي. قتل على إثرها أكثر من 75,000 شخص.
لا يُعرف السبب المباشر في إقدامالولايات المتحدة على فعلها هذا فقد كانت الإمبراطوريةاليابانية تحتضر ولم يستدعي الأمر قنبلتين نوويتين لإرغام اليابان على الاستسلام. إلا أن السبب المنطقي الأمريكي الغير مُعلن أن المقاتل الياباني مُقاتل عنيد ولا يستسلم وكان عناد الجندي الياباني يسبب خسائر في الأرواح في صفوف الجنود الأمريكيين فكان لابدّ من إرسال رسالة أمريكية لا لبس فيها لكسر العناد الياباني وتمثّلت الرسالة الأمريكية بقنبلة هيروشيما ولم يرضخ اليابانيون الا بعد قنبلةناكاساكي.
بعد الحرب وتحت إشراف «تانغي كينزو» (معماري ياباني مشهور) تم إعادة بناء المدينة، أخذت النشاطات التجارية بعدها تستعيد حيوتها.
استعملت مرتين. التفجير الأول والأكثر شهرة كان في مدينة هيروشيما، حيث أسقطتالولايات المتحدة قنبلةيورانيوم تزن أكثر من 4.5 طن اسمهاLittle Boy (الولد الصغير) على هيروشيما في السادس من أغسطس سنة 1945، وقد اختير جسر أيووي وهو واحد من 81 جسرا تربط السبعة أفرع في دلتا نهر أوتا ليكون نقطة الهدف، وحدد مكان الصفر لأن يكون على ارتفاع 1980 قدما، وفي الساعة الثامنة وخمس عشر دقيقة تم إسقاط القنبلة من إينولا جيي، وقد أخطأت الهدف قليلا وسقطت على بعد 800 قدم منه، وفي الساعة الثامنة وست عشر دقيقة وفي مجرد ومضة سريعة كان 66000 قد قتلوا و69000 قد جرحوا بواسطة التفجير المتكون من 10 آلاف طن.
كانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف، وسبَّبَ التفجير تدميرًا كاملا لمساحة قطرها ميل، وسبب تدميرا شديدا لمساحة قطرها ميلين، واحترق كل شيء قابل للاحتراق تماما في مساحة قطرها ميلين ونصف، وما تبقي من منطقة التفجير كان متوهجا أو محمرا من الحرارة الشديدة، وكان اللهب ممتدا لأكثر من ثلاثة أميال قطرا.
قالت سيدة نجت من تلك المذبحة:
«كان عمري 12 عاماً، وكان ذلك اليوم صحواً... فجأة رأيت صاعقة من البرق أو ما يشبه عشرات الآلاف الصواعق تومض في لحظة واحدة، ثم دوّى انفجار هائل، وفجأة ساد المكان ظلام تام، عندما أفقت وجدت شعري ذابلاً، وملابسي ممزّقة، وكان جلدي يتساقط عن جسدي، ولحمي ظاهر وعظامي مكشوفة. الجميع كان يعاني من حروق شديدة، وكانوا يبكون ويصرخون ويسيرون على وجوههم وكأنهم طابور من الأشباح. لقد غطّى مدينتنا ظلام دامس بعد أن كانت منذ قليل تعجّ بالحياة، فالحقول احترقت ولم يعد ثمة ما يذكرنا بالحياة»
، ولا تزال تلك السيدة حية حتى الآن، وأجريت لها خمس عشرة عملية تجميل لإصلاح وجهها الذي تشوّه بشدة، لكنها تقول:
«إني محظوظة لمجرد بقائي على قيد الحياة»
.
اختلف الخبراء في تقويم الفعل الأمريكي هذا، فبعضهم أيّد وجهة النظر الأمريكية التي قالت إن إلقاء القنابل سارع في إنهاء الحرب العالمية، ووفّر ملايين القتلى على البشرية، ويرى آخرون أن هذا مجرد تبرير غير منطقي، إذ يرون أن الحرب كانت تضع أوزارها، ولن تطول مدتها كثيراً، وما قامت به أميركا ليس سوى عرض عضلات أرادت من ورائه أن تلقي هيبتها وتفرض سيطرتها على العالم.
يذكر أن نحو 140 ألف شخص لقوا مصرعهم من جراء القنبلة وما أعقبها من تداعيات.