قالالطبري: «ومن أهل الأنساب من يزعم أن هودًا هوعابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح». وذكرهابن قتيبة على أنه هو المرجح عنده. والقولان الأول والثاني أوجه من القول الثالث؛ لأن تسميته بما سماه به القرآن الكريم أولى، ولأن الثالث يدل على قرب عهد هود بنوح عليهما السلام، ومثل هذا الزمن القريب يستبعد فيه انتشار الوثنية وعودة الناس إلى الكفر إلى درجة أنهم نسوا ما كان عليه أسلافهم ولم يذكروا إلا أسلافا قد انغمسوا في الكفر، كما أن قبيلة عاد كانت على مستوى من التمكين الذي يقتضي كثرة العدد، ولا يظن أن تكون قد بلغت هذا المبلغ في هذه الفترة الزمنية القصيرة. كما أن هذا القول يخرج نسب هود من قوم عاد ويجعله لا يلتقي معهم إلا في سام بن نوح، والمعلوم أن أخا القوم منهم.
قال تعالى: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ} [سورة هود آية ٥٠]. أي: أخوهم في النسب لا في الدين، وأخو القوم واحد منهم، قال الرازي: «واعلم أنه تعالى وصف هودًا بأنه أخوهم ومعلومٌ أن تلك الأخوة ما كانت في الدين، وإنما كانت في النسب، لأن هودًا كان رجلًا من قبيلة عادٍ، وهذه القبيلة كانت قبيلةً من العرب ونظيره ما يقال للرجل: يا أخا تميمٍ ويا أخا سليمٍ، والمراد رجلٌ منهم».لهذا فالأمر يدور بين القول الأول والثاني والاختلاف بينهما في اسم الجد الثاني هل اسمه الخلود أم الحارث، ولا يمكن الترجيح بينهما لعدم وثوق المصادر، ولكنهما يقتضيان رجوع نسب هود إلى عاد، وهذا النسب هو المشتهر عند المؤرخين والنسابين.[9]
يفسر بعض المسلمون أننوح لم يكن من أبناءإدريس، لورود حديثصححهالبخاري[11]، حيث يورد الحديث أنمحمداً التقىإدريس فيعروجه للسماء، وأنإدريس خاطبه قالا له: «"مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح"»، ويرون أنه لو كانمحمداَ من أبنائه لقال: «"مرحبا بالإبن الصالح"».. ولأنهم يعتقدون بأنمحمداً من أبناءنوح، فيستنتجون أننوح ليس من أبناءإدريس".
مترفين في الحياة الدنيا، قد أمدهمالله بأنعام وبنين، وجنات وعيون، وألهمهم أن يتخذوا مصانع لجمع المياه فيها، وقصوراً فخمة شامخة، إلى غير ذلك من مظاهر النعمة والترف.
يبنون على الروابي والمرتفعات مباني شامخة، ليس لهم فيها مصلحة تقصد إلاَّ أن تكون آيةً يتباهون بها، تُظهر قوتهم وبأسهم في الأرض.
كما هو الحال غالبا مع قبورالأنبياء هناك عدة مواقع يعتقد أنها قبر النبي هود، نذكر منها:
يقال أنه في قرية مهجورة فيحضرموت يطلق عليها اسمشِعْب هود،[19] حوالي 310 كم شمالاً من مدينةالمكلا.[20][21] جاء في «تفسير ابن كثير»: «قال مُحَمَّدُ بن إسحاق، عن مُحَمَّدِ بن عبد اللَّه بن أبي سعيدٍ الخُزَاعِيِّ، عن أبي الطُّفَيْلِ عامِرِ بن واثِلَةَ، سمعتُ عليَّ بن أبي طالبٍ يقولُ لرَجُل مِن حَضرَمَوت: هَل رَأيتَ كَثِيبًا أَحْمَرَ تُخَالِطُهُ مَدَرَة حَمْرَاءُ ذَا أرَاكٍ وسِدْرٍ كَثِيرٍ بِنَاحيَةِ كَذا وكَذا مِن أَرضِ حَضرَمَوت، هَل رَأَيتَهُ؟ قال: نَعَم يا أمير المُؤمنينَ. واللَّهِ إِنَّكَ لَتَنْعَتُهُ نَعْتَ رَجُلٍ قد رَآهُ. قال: لا ولَكِنِّي قَد حُدِّثتُ عنه. فقال الحَضْرَمِيُّ: وَمَا شَأْنُهُ يا أمير المُؤمنينَ؟ قال: فِيهِ قبرُ هُودٍ، عليه السَّلام. رواهُ ابن جَرِيرٍ وهذا فيه فائدة أَنَّ مَساكِنَهُم كانت باليَمَنِ، وأَنَّ هُودًا، عليه السَّلام، دُفِنَ هُناك».[22][23]
يقال أن فيدمشق يقع قبر هود في جهة الجدار الجنوبي من المسجد.[25] بالإضافة إلى الاستناد إلى بعض أهل العلم أن المسجد المذكور فيدمشق يوجد فيه نقش، يقول: «هذا هو قبر هود».[26]
يقال أنمقام النبي هود يقع على قمة جبل مرتفع شرق مدينةجرش الأثرية وفيقرية النبي هود والمعروفة بهذا الاسم. والطريق إليه ضيق ومتعرج ذو ارتفاع حاد. ويتكون البناء من غرفة مساحتها 16 مترا مربعا تعلوها قبة وأرضيتها مفروشة بالسجاد والحصر ومساحة قطعة الأرض الكلية 160 مترا مربعا تحيط به مقبرة وفي الجهة الشرقية منه كهف قديم مظلم.
ويقال أن قبره على قمة جبل غرب مدينة جرش الأثرية في بلدة تسمىتمنية، ويُعتقد أن القبر لا يزال موجوداً على قمة ذلك الجبل وقد روي عنابن كثير أن قومعاد كانوا يتزودون بالمياة من آبار تلك البلدة إذا ذهبوا إلىالكعبة المشرفة.[28] كما روي عن النبي محمدﷺ أن النبي هود مربوادي عسفان -شمالِ مكة- ملبيًا للحج.[29]