كانأكسل فريدريك كرونستيد أوّل من تمكّن من عزل فلزّ النيكل، وذلك في سنة 1751، ولكنه أخطأ في البداية وظنّه معدناً من معادن النحاس؛ ثمّ تمكّن بعد ذلك من تمييزه على أنّه عنصرٍ كيميائيٍّ جديد. تُشتَقّ تسمية هذا العنصر من الأساطير الجرمانية، إذ كان ينتشر بين عمال المناجم لفظ «نيكل» للإشارة إلى اسم عفريت، والذي كان يطلق على خامة من خامات النيكل والنحاس، والتي لم يكن ينتج عن صهرها فلزّ النحاس المنشود. استُخدِمَ النيكل منذ اكتشافه في طلي الحديد والنحاس الأصفر، وفي صناعة السبائك؛ كما يكثر استخدام النيكل فيسكّ النقود المعدنية. للنيكل تطبيقاتٍ عمليّةٍ أخرى في مجالالتحفيز الكيميائي، مثلنيكل راني، وفي صناعةبطّاريات المَرْكبات الكهربائية.
بسبب سهولة الخلط بين خامات النيكل وبين خاماتالفضّةوالنحاس، فلم تفهم خواص فلزّ النيكل فهماً كاملاً إلّا في العصور الحديثة نسبياً. مع ذلك، فإنّ النيكل المرافق لخامات النحاس والفضّة قد بُرْهِنَ على دخوله بنسبة عظمى تصل إلى 2% من تركيب قطع أثريّة تاريخيّة قديمة مصنوعة منالبرونز، عثر عليها فيسورية، وتعود إلى أقدم من 3500 ألف سنة قبل الميلاد.[2] كما تشير بعض النصوص الصينية القديمة إلى سبيكة منالنحاس الأبيض، والتي كانت تعرف باسمبايتونغ[ط 1]، وهي تعرف حالياً باسم سبيكة «النيكل النحاسي»كبرونيكل[ط 2]، وكانت مستخدمةً حينها في عهود تتراوح بين 1700 إلى 1400 سنة قبل الميلاد. صُدِّرَ هذاالنحاس الأبيض إلى دولأوروبا الغربية في بدايات القرن السابع عشر، ولكن لم يعرف أنّ تلك السبيكة كانت حاويةً على النيكل إلّا في سنة 1822.[3] وُجِدَ أيضاً أنّ نقوداً معدنية كانت قد سُكَّت من سبيكة النيكل النحاسي منالملوك البُخْتريين[ط 3]:أغاثوكليس[ط 4]وإيوثيديموس الثاني[ط 5]وبنتاليون[ط 6] في القرن الثاني قبل الميلاد، والتي غالباً كانت مُستقدَمةً من الصين.[4]
عُثِرَ في ألمانيا في فترة القرون الوسطى على معدن مصفَرّ في منطقةجبال الخام[ط 7]، والذي كان يشبه خام النحاس؛ إلّا أنّ عمال المناجم لم يتمكّنوا من استخراج النحاس من ذلكالخام، ممّا دفعهم إلى الاعتقاد بوجود قدرة خارقة تحول دون الحصول على مبتغاهم، لذلك أطلقوا اسم عفريت منالأساطير الجرمانية يدعىنيكل[ط 8] على اسم ذلك الخام، ليدعى حينها باسمKupfernickel (كُبفرنيكل، حيث تعني كلمةKupfer النحاس فياللغة الألمانية).[5]
معدن النيكلين
يُعرَف هذا الخام حالياً باسمنيكلين[ط 9] (عُرف مسبقًا باسمنيكوليت[ط 10])؛ وهو يتكوّن كيميائياً منزرنيخيد النيكل. في سنة 1751 تمكّن البارونأكسل فريدريك كرونستيد[ط 11] في أثناء تجاربه لعزل النحاس من معدنكُبفرنيكل في منجمللكوبالت فيالسويد من الحصول على فلزّ أبيض، ليتبيّن له فيما بعد أنّه عنصر جديد، وأعلن اكتشافه وأطلق عليه اسم «نيكل»، نسبةً إلى أسطورة العفريت التي مَنَحَت الخام ذلك الاسم.[6] لا يزال اسمكُبفرنيكل مستخدماً في اللغة الألمانية، ولكن للإشارة إلى سبيكةالنيكل النحاسي (كبرونيكل).[7]
كان خامكُبفرنيكل هو الوسيلة الوحيدة للحصول على النيكل حتّى بداية القرن التاسع عشر، ولكن منذ سنة 1824 أصبح من الممكن الحصول على هذا الفلزّ ناتجاً ثانوياً من عمليات استخراج خضابأزرق الكوبالت[ط 12]؛ أمّا الإنتاج على صعيدٍ كبيرٍ فكان قد بدأ فيالنرويج في سنة 1848 من خامات معدنالبيروتيت[ط 13] الغنيّة بالنيكل. ساهمت إضافة النيكل في عمليّاتإنتاج الفولاذ في سنة 1889 إلى ازدياد الطلب العالمي عليه، وقد ساهم اكتشاف التوضّعات الرسوبية الغنيّة بالنيكل في جزركاليدونيا الجديدة في تأمين حاجة السوق حتّى بدايات القرن العشرين، ثمّ تلاها اكتشاف كمّيّات كبيرة من خامات النيكل في كندا وروسيا وجنوب أفريقيا، بالشكل الذي أمّن حاجة السوق من هذا الفلزّ.[3]
يتركّز وجود النيكل على كوكب الأرض بمرافقة الحديد في تركيباللبّ الداخلي[ط 15]والخارجي[ط 16] لباطن الأرض؛[8] وتقدّر نسبةالكسر الكتلي للنيكل في لبّ الأرض بقرابة 5%.[9] يدخل النيكل أيضاً في تركيبالنيازك الحديدية[ط 17] وذلك على هيئة شكلين محدّدين من أشكال السبيكة مع الحديد، وهماالكاماسيت[ط 18]والتاينيت[ط 19]. تتراوح نسبة النيكل في الكاماسيت بين 5-10%، مع احتمالية وجود شوائب منالكوبالت أوالكربون؛ في حين أنّ محتوى النيكل في التاينيت يتراوح بين 20% إلى 65%.[10] اكتُشِفَ وجود النيكل في النيازك الحديدية أوّل مرّة سنة 1799 من العالمجوزيف لويس بروست[ط 20]، والذي كان حينها يحلّل عيّنات من النيازك الحديدية المُستَجْلَبَة من موقعكامبو دل ثيلو[ط 21] الأرجنتيني؛ وَوَجد أنّ نسبة النيكل فيها تصل إلى قرابة 10%.[11]
ازدياد الإنتاج العالمي من النيكل منذ بداية القرن العشرين.[وب-إنج 4]
تشير بعض التقديرات إلى أنّ النيكل يُعَدّن عالمياً بأكثر من حوالي 2.5 مليون طن سنوياً؛ ووفقاً لبيانات سنة 2020 تتصدّرإندونيسيا تلك الدول بإنتاج عالمي سنوي مقداره 760 ألف طن، ثمّالفلبين بمقدار 320 ألف طن، ثمّروسيا بمقدار 280 ألف طن، ثمّكاليدونيا الجديدة بمقدار 200 ألف طن، ثمّأستراليا بمقدار 170 ألف طن، ثمّكندا بمقدار 150 ألف طن.[17] توجد توضّعات مهمّة لخامات النيكل فيحوض سودبوري[ط 39] في كندا، وفي مدينةنوريلسك[ط 40]وشبه جزيرة كولا[ط 41] في روسيا، وفي ولايةكوينزلاند[ط 42] في أستراليا، وفي مدينةموا في كوبا. إجمالاً تمتلك دولتاأسترالياوإندونيسيا أكبر احتياطيٍّ عالميٍّ من النيكل، وذلك بنسبةٍ تبلغ 43.6% من الاحتياطيّ العالميّ.[وب-إنج 5]
حتّى يكون استخراج النيكل مجدٍ اقتصادياً ينبغي أن يقع محتوى النيكل في الخامة بين 0.5-1%. تُستخرَج خامات النيكل عادةً إمّا من التوضّعات الكبريتيدية التقليدية، أو من تلك الموجودة فيالطبقات اللاتيريتية؛ وهناك نزعة إلى استخراج خامات النيكل من الأخيرة على حساب الأولى؛ رغم ما يرافق ذلك من صعوبات تقنية، إذ يتطلب الاستخراج من الطبقات اللاتيريتية إجراء عمليةتصويل حمضي مرتفع الضغط[ط 43].[18]
يُستَخلص فلزّ النيكل من خاماته تقليدياً وفق عمليات تتضمّنتحميص الخامة[ط 44] ثمّالاختزال[ط 45]، ممّا يمكّن من الحصول على فلزٍّ بنقاوة أكبر من 75%. في تلكالعمليّات الحرارية[ط 46] التقليدية تتعرّض خامات النيكل الكبريتيدية لدرجات حرارة مرتفعة، ممّا يؤدّي إلى الحصول علىخليط كبريتيدي مصهور[ط 47]، والذي يخضع إلى عملياتتنقية[ط 48] لاحقة. أدّى التطوّر في عمليّات المعالجةالمائية[ط 49] إلى الحصول على ناتج من النيكل ذي نقاوة مرتفعة نسبياً، وذلك عبر تركيز الخامات الكبريتيدية بعمليةتعويم زَبَديّ[ط 50]، ثمّ تخضع لاحقاً إلى عمليّات صَهْرٍ حرارية.
ُُتُجرَى عمليّات الصَهْر وفق مراحل تدريجية من أجل فصل الفلزّات المرافقة، إذ للتخلّص منالحديد يُسخّن الخليط الكبريتيدي المصهور أوّلاً من أجل تحويلكبريتيد الحديد إلىأكسيد الحديد؛ ثمّ تضافالسيليكاتوفحم الكوك لاحقاً من أجل الحصول علىخَبَثٍ[ط 51] منسيليكات الحديد. أمّا النحاس فيُفصَل وفق عمليةعملية شيريت غوردون[ط 52] بإضافةكبريتيد الهيدروجينوكبريتيد الصوديوم، ممّا يؤدّي إلى تشكيل كبريتيدات مضاعفة من النحاس والصوديوم سهلة الانصهار والفصل. بعد ذلك يُعرّض كبريتيد النيكل إلى الحرارة ويُحوّل إلى الأكسيد، والذي يُختَزل لاحقاً باستخدام فحم الكوك إلى فلز النيكل. يُنقّى فلزّ النيكل الناتج بعمليّاتاستخلاص كهربائي[ط 53] لاحقة.[19]
قد تتشكّل نواتج ثانوية منخماسي كربونيل الحديد[ط 60] أو منثماني كربونيل ثنائي الكوبالت[ط 61]، ولكن يسهل فصلها عن الناتج الرئيسي.[21] يُمرّر رباعي كربونيل النيكل الناتج ضمن حجرة كبيرة عند درجات حرارة مرتفعة، الأمر الذي يؤدّي إلى تفكّكه وانطلاق غاز أحادي أكسيد الكربون والحصول على كُرَيّات[ط 62] من النيكل مرتفع النقاوة؛ أو يمكن بشكلٍ آخر أن تجرى عمليّة تفكك رباعي كربونيل النيكل في حجرة أصغر عند درجات حرارة تصل إلى 230 °س، ممّا يؤدّي إلى الحصول على مسحوق ناعم دقيق من النيكل مرتفع النقاوة.[22]
يوجد إحدى وثلاثوننظيراً معروفاً للنيكل، والتي تتراوحأعدادها الكتلية بين 48 و78، منها خمسةنظائر مستقرّة وهي: نيكل-5858Ni ونيكل-6060Ni ونيكل-6161Ni ونيكل-6262Ni ونيكل-6464Ni. أكثر هذه النظائر المستقرّةوفرةً طبيعيةً هو النظير نيكل-58، والذي يشكّل 68.077% من النيكل في الطبيعة، يليه النظير نيكل-60 بوفرة طبيعية مقدارها 26.22%.[وب-إنج 6] هنالك ستّة وعشروننظيراً مشعّاً للنيكل، أطولها عمراً هو نيكل-5959Ni والذي لهعمر نصف 76,000 سنة، يليه النظير نيكل-6363Ni بعمر نصف 100.1 سنة، والنظير نيكل-5656Ni بعمر نصف 6.077 يوم؛ ولباقي نظائر النيكل المشعّة أعمار نصف أقلّ من 60 ساعة، ومعظمها دون 30 ثانية؛ مع العلم أنّه لا يوجدمصاوغ نووي[ط 65] لهذا العنصر.[24]
يوجدد نمطانللتوزيع الإلكتروني داخل ذرّة النيكل، واللذان يَصِفَان ترتيب الإلكترونات داخلالمدارات الذرّية؛ الأوّل: Ar]؛ 3d8 4s2] والثاني: Ar]؛ 3d9 4s1] (يشير [Ar] إلى التوزيع الإلكتروني في ذرّةالآرغون). هناك تقاربٌ كبيرٌ في حسابات السويّة الطاقية بين هَذَين التوزيعَين، إلّا أنّ يوجد خلافٌ في تحديد أيّهما الأقلّ طاقياً.[30] تُدرِجُ المراجع الكيميائية التوزيعَ الإلكتروني الأوّل للنيكل على الشاكلة Ar]؛ 3d8 4s2]؛[31] والذي يُكتَب أيضاً بشكلٍ شائعٍ على الشكل Ar]؛ 4s2 3d8].[32] يتّفق هذا التوزيع معقاعدة ماديلونغ[ط 82] فيمبدأ أوفباو[ط 83] لترتيب المدارات الذرّية طاقياً، والذي يتنبّأ أنّ المدار 4s يُملَأ أوّلاً قبل المدار 3d؛ وذلك مثبتٌ عليه تجريبيّاً.[وب-إنج 10]
من جهةٍ أخرى، ونظراًللبنية الدقيقة[ط 84] السائدة في تركيب الذرّات، فإنّ التوزيع الإلكتروني للمدارَين 3d و 4s ينقسم بدوره إلى عدّة مستويات طاقيّة متعدّدة؛[وب-إنج 10] ممّا يؤدّي إلى حدوث تداخل بينها نظراً للتقارب بين المستويات الطاقية لذانك المدارَين؛ بالتالي فإنّه وفق حساباتالكيمياء النظرية يكون التوزيع الإلكتروني على الشكل الثاني Ar]؛ 3d9 4s1] أخفض طاقياً من الأوّل، لذلك يُدرَج هذا التوزيع الإلكتروني للنيكل أيضاً في مراجع الأبحاث الكيميائية.[30]
النيكل مستقرٌّ كيميائيّاً عند درجة حرارة الغرفة تجاهالرطوبةوالماءوالمحاليل القلويّة؛ أمّا الأحماض الممدّدة، مثلحمض الكبريتيك الممدّد، فتتفاعل مع النيكل ببطء، في حين تستطيع الأحماض المركّزة المؤكسدة، مثلحمض النتريك المركّز، أن تتفاعل مع سطح النيكل في البداية إلى أن تتشكّل طبقةٌمُخَمّلةٌ من الأكسيد على السطح، والتي تقي باقي كتلة الفلزّ من التفاعل اللاحق.
يمكن أن يوجد النيكل بعدّة حالات أكسدة، مثله مثل باقيالفلزّات الانتقالية، وهي تتراوح من -1 إلى +4، إذ يوجد النيكل في حالة الأكسدة 0 مثلاً فيمعقّداته التناسقية، مثلما هو الحال في مركّبرباعي كربونيل النيكل. وتعدّحالة الأكسدة +2 الأكثر شيوعاً بين حالات الأكسدة المذكورة في كيمياء النيكل.
تعدّ المعقّدات الأمينية مع رُبَيطات من الأمونيا من المعقّدات التناسقية المعروفة للنيكل الثنائي، وهي توجد إمّا على هيئة معقّدرباعي أمين النيكل الثنائي2+ [Ni(NH3)4] الأزرق الفاتح؛ أو على هيئة معقّدسداسي أمين النيكل الثنائي2+ [Ni(NH3)6] الأزرق الداكن إلى البنفسجي. تُستحصَل هذه المعقّدات من إضافة كمّيّات فائضةٍ من الأمونيا إلى ملح للنيكل الثنائي:[منشور-ألم 2]
أمّا المعقّدات السيانيدية فتُستحصَل عند إضافةسيانيد البوتاسيوم إلى محلولٍ ملحيٍّ للنيكل الثنائي، حيث يَنتجُ أوّلاً مركّبسيانيد النيكل الثنائي Ni(CN)2، والذي ينحلّ عند إضافة كمّيّاتٍ فائضةٍ من سيانيد البوتاسيوم بسبب تشكّل معقّدرباعي سيانو نيكلات البوتاسيوم[ط 108] الأصفر:[منشور-ألم 2]
أشهر مركّبان للنيكل الثلاثي هماالأكسيد Ni2O3وأكسيد الهيدروكسيد NiO(OH)، واللذان يجدان لهما تطبيقات في بطّاريات النيكل المختلفة. يُعثَر أيضاً على النيكل في حالة الأكسدة الثلاثية في بعض من المركّبات الكيميائية، منها مركّباتثلاثي هالو فوسفينات النيكل الثلاثي[ط 114] Ni(PPh3)X3.[منشور-ألم 3] إلّا أنّ مركّبات النيكل الثلاثي غير مستقرّة على العموم، وتحتاج إلى تثبيت عبر الارتباط مع رُبَيطات مانحة للرابطة سيغما[ط 115] مثلالثيولات أوالفوسفينات العضوية[ط 116].[40]
تعدّحالات الأكسدة الأخرى المتبقيّة للنيكل نادرةً وغير شائعة، وتوجد في أشكال معيّنة محدّدة، فالنيكل في حالة الأكسدة 0 (الصفري) يلاحظ في المعقّدرباعي كربونيل النيكل Ni(CO)4، وهومركّب نيكل عضوي يوجد على هيئة سائلمتطاير، والذي يتفكّك إلى النيكل عند تسخينه؛ وتُستغَلّ هذه الخاصّية في الحصول على شكل نقيٍّ من النيكل فيعملية موند.[41] من المعقّدات الأخرى للنيكل في حالة الأكسدة الصفرية معقّدمضاعف (حلقي أوكتاديين) النيكل الصفري[ط 117] والمستخدم في مجالالاصطناع العضوي وكيمياء النيكل العضوية.[42] أمّا النيكل الأحادي فهو أيضاً غير شائع، وتوجد حالة الأكسدة هذه غالباً في المعقّدات التناسقية الحاوية على رابطة Ni-Ni، مثل معقّد K4[Ni2(CN)6] المُستحصَل مناختزال معقّد K2[Ni2(CN)6] باستخدامملغمة صوديوم.[40] لا يعرف للنيكل الرباعي أيضاً إلّا عددٌ قليلٌ من المركّبات الكيميائية،[43][44] منها معقّدات تناسقية مع ربيطةالديكربوليد[ط 118] الضخمة (2-[C2B9H11]).[45][46]
تفاعل تشكّل معقّد مضاعف (ثنائي ميثيل غليوكسيماتو) النيكل الثنائيناتج تجربة تفاعل الكشف عن النيكل
يمكن الكشف عن النيكلنوعياً وفق الوسائل التقليدية للكيمياء التحليلية عن طريق إجراء تفاعل تشكّل معقّد للنيكل الثنائي مع مركّبثنائي ميثيل غليوكسيم. قبل إجراء تفاعل الكشف فإنّه عادةً ما تُرَسّب أملاح النيكل الثنائي من الوسط المائي عبر إضافةكبريتيد الأمونيوم، الأمر الذي يؤدّي إلى الحصول على راسبٍ أسودٍ منكبريتيد النيكل الثنائي، والذييُرشَح ويُفصَل ثمّ يذاب فيحمض النتريك للحصول على أيونات النيكل الثنائي المائية خضراء اللون. يجرى تفاعل الكشف النوعي مع ثنائي ميثيل غليوكسيم في وسطٍ قلويٍّ بإضافةهيدروكسيد الأمونيوم، ممّا يؤدّي إلى الحصول على راسب أحمر توتي من معقّدمضاعف (ثنائي ميثيل غليوكسيماتو) النيكل الثنائي.[منشور-ألم 4]
لا يوجد دليلٌ قاطعٌ على أنّ النيكل من العناصر المغذّية الأساسية بالنسبة للإنسان، ولكن قد يكون النيكل ضرورياً بالنسبة للبكتريا الموجودة فيالأمعاء الغليظة، وذلك بقيامه بدورمغذٍّ للمُعينَات الحيوية[ط 132].[56] لم تؤكّدالأكاديمية الوطنية للطبّ[ط 133] في الولايات المتّحدة الأمريكية أنّ النيكل من العناصر المغذّية الأساسية بالنسبة للإنسان، لذلك لم تضع لهذا العنصر قِيَماًللمدخول الكافي[ط 134] أوالكمّيّة المُوصى بتناولها[ط 135]؛ في حين أنّها وضعت الحدّ الأقصىللمدخول المقبول[ط 136] بمقدار 1000 ميكروغرام/اليوم على هيئة أملاح نيكل منحلّة؛ إذ أنّ ما يُمتصّ من النيكل يُطرَح في البول.[57] تعدّأواني الطهو من المصادر التي قد يدخل فيها النيكل إلى الغذاء، وذلك من خلال عمليةالرشح في أثناء الطهو؛ فقد وُجِدَ مثلاً أنّه بعد 10 عمليات طهولصلصة الطماطم بذات الآنية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ الحاوي على النيكل فقد رَشَحَ إليها مقدار 88 ميكروغرام من النيكل.[58]
شاع استخدام النيكل فيسكّ النقود المعدنية منذ أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر؛ فعلى سبيل المثال سَكّتِالإمبراطورية البريطانية سنة 1786 في مدينةبرمنغهامنقوداً معدنيّة من النيكل من أجل إدارة التعاملات المالية فيماليزيا.[وب-ألم 2] أمّا في الولايات المتّحدة فتُستخدَم تسمية « نيكل »[ط 137] عبر تاريخها للإشارة إلى عددٍ من فئاتِ النقود المعدنية الحاوية على النيكل في تركيبها، مثل « سنت العقاب الطائر »[ط 138] المتدوال بين سنتي 1857–1858، و« سنت الرأس الهندي »[ط 139] المتداول بين سنتي 1859–1909، بالإضافة إلى « نيكل ثلاثة سنتات »[ط 140] المتداول بين سنتي 1865–1889. أمّا حالياً فتُستخدَم التسمية للإشارة إلى فئةخمسة سنتات التي لا تزال متداولةً حالياً، وهي تحوي على 25% من تركيبها من فلز النيكل و75% المتبقيّة منالنحاس، وذلك يعادل وزناً مقدار 1.1غرام بالنسبة للنيكل، ومقدار 3.75 غرام من النحاس. مع ارتفاع أسعار الفلزّات عالمياً منذ بداية القرن الحادي والعشرين فقد فاق الثمن الحقيقي لهذه القطعة النقدية مقدار قيمتها النقدية؛ ممّا جعلها هدفاً مغرياً للبعض، الذين بدأوا بصهرها والاتّجار بفلزَّي النيكل والنحاس لكسب مرابح مالية؛ الأمر الذي دفعدار السكّ الأمريكية[ط 141] إلى تجريم صهر وتصدير فئات النقود الأمريكية؛[وب-إنج 11] وفرضت غراماتٍ مالية قد تصل إلى 10 آلافدولار أمريكي، وبالسجن لمدّة قد تصل إلى خمس سنوات.[وب-إنج 12] تجدر الإشارة إلى أنه في أثناءالحرب العالمية الثانية جرى سكّ هذه الفئة النقدية من غير إدخال النيكل في تركيبها، من أجل استخدام هذا الفلزّ في تطبيقات عسكرية.[5]
ازداد سعر النيكل في السوق العالمية بكل مطّردٍ منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، ففي شهر أبريل من سنة 2007 كان سعر هذا الفلز 52,300 دولار أمريكي/الطن.[وب-إنج 15] انخفض سعر الطن بعد ذلك بشكلٍ كبير، ووصل في سنة 2017 إلى سعر 11,000 دولار أمريكي/الطن.[وب-إنج 16] في أثناءالغزو الروسي لأوكرانيا في سنة 2022 زادت المخاوف بأنّ العقوبات على روسيا قد تؤدّي إلىارتفاعٍ حادٍّ قصير الأجل[ط 142] في سعر النيكل في السوق العالمية، ممّا أدّى بالفعل إلى تضاعف سعر النيكل بأربع مرّات في مجرد يومَين، ليصل إلى 100,000 دولار أمريكي/الطن في شهر مارس من سنة 2022.[وب-إنج 17][وب-إنج 18] وفي تلك الفترة أيضاً ألغتبورصة لندن للمعادن[ط 143] عقوداً بقيمة 3.9 بليون دولار أمريكي، وعلّقت التداول التجاري بالنيكل لمدّة أكثر من أسبوع.[وب-إنج 19]
توجد أشكال عديدة للتعرّض لعنصر النيكل؛ ونظراً لكون هذا العنصر جوهرياً في غذاء النباتات، لذلك يمثّل الاستهلاك الفموي عبر تناول الغذاء مصدر تعرّضٍ طبيعيٍّ أساسيٍّ للنيكل.[67] بالرغم من ذلك، فإنّ النيكل يوجد عادةً بتراكيز منخفضة في الطبيعة؛ وما يتناوله الإنسان فإنّه يطرح يومياً مع البول أو البراز من غير امتصاص.[59] تصنّف مركّبات النيكل ضمنالمسرطنات[ط 174]؛[68] وخاصّةً عند استنشاق أبخرتها،[69][70] وذلك وفق بيانات لدراسات تقييمية للحالة الصحّية للعمال الذين يتعرّضون لأبخرة مركّبات النيكل في أثناء عمليات التعدين؛[71] بالإضافة إلى دراسات داعمة لتجارب أجريت على الجرذان والفئران.[72][73] يمثّل مركّبرباعي كربونيل النيكل خاصّةً واحداً من مركّبات النيكل الخطرة، فخطورته تنبع من كونه غازاًسامّاً، وذلك من فلز النيكل بحدّ ذاته، ومن خطر انطلاق غازأحادي أكسيد الكربون السام.[74]
^"Nickel & compounds: Overview".Department of Sustainability, Environment, Water, Population and Communities in Australia (بالإنجليزية). Archived fromthe original on 2011-12-08. Retrieved2023-08-09.
Wolfgang Glöckner (1962),Die Komplexverbindungen (بالألمانية), Köln: Aulis Verlag,OCLC:841171024,QID:Q121363324
Hans Lüschen (1979).Die Namen der Steine: das Mineralreich im Spiegel der Sprache - mit einem Wörterbuch, enthaltend über 1300 Namen von Mineralien, Gesteinen, Edelsteinen, Fabel- und Zaubersteinen (بالألمانية) (2nd ed.). Thun: Q114675722.ISBN:978-3-7225-6265-0.LCCN:80467660.OCLC:6356236.OL:4189181M.QID:Q121359108.
John R. Rumble; David R. Lide, Jr.; Thomas J. Bruno, eds. (18 Jun 2018).CRC handbook of chemistry and physics: ready-reference book of chemical and physical data (بالإنجليزية) (99th ed.). Boca Raton:CRC Press.ISBN:978-1-138-56163-2.OCLC:1043763515.OL:27842487M.QID:Q121365869.
National Toxicology Program (1996). "NTP Toxicology and Carcinogenesis Studies of Nickel Oxide (CAS No. 1313-99-1) in F344 Rats and B6C3F1 Mice (Inhalation Studies)".National Toxicology Program technical report series (بالإنجليزية).451: 1–381.ISSN:0888-8051.OCLC:6922400012.PMID:12594524.QID:Q53452786.