النقاب هو قطعة من القماش تغطي به المرأة وجهها باستثناء عينيها،[1][2] وغالباً ما يكون أسود اللون. ينتشر النقاب في بعض الأقطار ذات الأغلبية المسلمة كما ترتديه نساء طائفةالحريديم اليهودية فيالقدس.
غالبًا ما يتم الخلط بين مصطلحي النقاب والبرقع. فالنقاب يغطي الوجه مع ترك العينين مكشوفتين، ترتديه النساء المسلمات اليوم في العديد من البلدان المختلفة، بينما يغطي البرقع الجسم بالكامل من أعلى الرأس إلى أخمص القدم، مع وجود حاجز شبكي يسمح لمن ترتديه بالرؤية، وعادة ما يوجد فقط فيأفغانستان وأحيانًا فيآسيا الوسطى.
النقاب هي كلمة يراد بها التعبير عن ما تغطي به المرأة رأسها وعند بعض فقهاء المسلمين هو ما يتم به تغطية الرأس والصدغين أو العنق كذلك، وللتفريق بينالحجاب والنقاب يقال بأنَّ الحجاب يستر كافة جسد المرأة وشعرها ولكن النقاب هو ما تستر به المرأة رأسها ووجهها، والفرق بين الحجاب والنقاب أن الحجاب ساتر عام أما النقاب ساتر لوجه المرأة فقط. النقاب أيضا في كثير من الحالات تظهر منه العيون ، وهناك أنواع أخرى من النقاب التي تشمل توسيع فتحتي العين ومنها ما يظهر الخد والأنف والجبهة.
أستخدمت أشكال مختلفة من حجاب الوجه منذ عصور ما قبل الإسلام.[3][4] وعرف غطاء الوجه والبرقع واللثام عند العرب منذالجاهلية، واستمر لما بعد الإسلام، ومما يدل عليه هو قول الشاعر الجاهليعنترة بن شداد:[5][6]
إن تغدفي دوني القناع فإنني
طب بأخذ الفارس المستلئم
والإغداف: إرخاء القناع على الوجه، وأَغْدَفَت المرأَةُ قِنَاعَها: أَرسلَتْه على وجهها.[7]
والنصيف كما جاء في معجم لسان العرب هو: ثوب تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها، وسمي نصيفا لأنه نصف بين الناس وبينها فحجز أبصارهم عنها، قال: والدليل على صحة ما قاله قول النابغة: سقط النصيف، لأن النصيف إذا جعل خمارا فسقط فليس لسترها وجهها مع كشفها شعرها معنى".[9]
أما الرحالة والمؤرخابن جبير فقد زارجزيرة صقلية، ووصف زي النساء المسيحيات في مدينةأطرابنش قائلا:[10] «وزي النصرانيات في هذه المدينة زي نساء المسلمين: فصيحات الألسن، ملتحفات، منتقبات، خرجن في هذا العيد المذكور وقد لبسن ثياب الحرير المذهب، والتحفن اللحف الرائقة، وانتقبن بالنقب الملونة، وانتعلن الأخفاف المذهبة، وبررن لكنائسهن أو كنسهن حاملات جميع زينة نساء المسلمين من التحلي والتخضب والتعطر».
نساء يرتدين النقاب
تذكر الدكتورة هدى درويش في كتابها "حجاب المرأة بين الأديان والعلمانية" أن النقاب والبرقع معروف في الديانة اليهودية، وتورد نصوصا عديدة من التوراة تدل على ذلك، كما تورد نصوصا عن المسيحية في الحجاب والغطاء.[5] أماقاسم أمين فقد نقل عنلاروس في كتابه "تحرير المرأة" قوله[11]:«كانت نساء اليونان يستعملن الخمار إذا خرجن ويخفين وجههن بطرف منه كما هو الآن عند الأمم الشرقية.. ترك الدين المسيحي للنساء خمارهن وحافظ عليه عندما دخل في البلاد فكن يغطين رؤوسهن إذا خرجن في الطريق وفي وقت الصلاة. وكانت النساء يستعملن الخمار في القرون الوسطى، خصوصا في القرن التاسع فكان الخمار يحيط بأكتاف المرأة ويجر على الأرض تقريبا. واستمر كذلك إلى القرن الثالث عشر حيث صارت النساء تخفف منه إلى أن صار كما هو الآن نسيجا خفيفا يستعمل لحماية الوجه من التراب والبرد. ولكن بقي بعد ذلك بزمن في إسبانيا وفي بلاد أمريكا التي كانت تابعة لها». إذ من الواضح أن حديث لاروس كان عن لباس نساء اليونان قبل المسيح، وأن المسيحية جاءت وحافظت على الخمار.[5]
يعتقد بعض الباحثين أن غطاء الوجه كان في الأصل جزءاً من لباس المرأة بين فئات معينة فيالإمبراطورية البيزنطية واعتمد في الثقافة الإسلامية أثناء الفتح العربي في الشرق الأوسط.[12] ومع ذلك، رغم تصوير الفن البيزنطي قبل الإسلام للنساء عادة بحجاب للرأس أو غطاء الشعر، فإنه لا يرسم النساء بنقاب على الوجه. وفي أوائل القرن الثالث من الميلاد، أشار الكاتب المسيحي ترتليان بوضوح في بحثه "حجاب العذارى" إلى أن بعض «الوثنيات» العرب يرتدين غطاء لا يغطي فقط الرأس وإنما أيضا كامل الوجه.[بحاجة لمصدر] علقإكليمندس الإسكندري أيضا على الاستخدام المعاصر لأغطية الوجه. هناك أيضا اثنين من المراجع فيالكتاب المقدس في سفر التكوين 38.14 والتكوين 24.65 تحث على تغطية الوجه. هذه المصادر الأولية تظهر أن بعض النساء في مصر، السعودية،كنعان وفارس إستخدمن النقاب لفترة طويلة قبل ظهور الإسلام. يذكر الكتاب المقدس أيضا في سفر التكوين كيف رأى يهوذا فتاة تسمى تامار على قارعة الطريق وكانت تغطي وجهها:[13]«فلما رآها يهوذا ظن أنها امرأة ساقطة، لأنها كانت تغطي وجهها». وهو مما يدل على أن تغطية الوجه كان معروفا قبل الإسلام.
تتنوع أشكال النقاب وغطاء الوجه الذي ترتديه المرأة المسلمة في جميع أنحاء العالم. لكن جميعها تظهر العينين وهناك نوعين من الأشكال الأكثر شيوعا هي نصف النقاب والنقاب الخليجي.
نصف النقاب هو قطعة نسيج تلف حول الوجه فوق الحجاب وتربط بعلاقات من الخلف، وتكون العينين وجزء من الجبهة مرئية. وفي الخليج تطور نصف النقاب ليصبح لثمة تردها المرأة على أنفها، وأحيانا تستخدم طرف الخمار وتلفه على الوجه حتى طرف الأنف.
النقاب الخليجي ويغطي كامل الوجه. يتألف من شريط علوي يلتف على الجبهة، وقطعة واسعة من القماش الأسود تغطي الوجه، وتترك العينين مكشوفة. العديد من النساء يفضلن وضع طبقة خفيفه على النقاب فوق العين حيث يمكن ارتدائها أو رفعها عاليا فوق الحجاب. حين تقوم بانزال الغطاء فإن الشخص الذي يطالع المرأة لن يكون قادرا على رؤية عينيها، بينما هي سوف تكون قادرا على الرؤية من خلال النسيج الرقيق.
أخرى أقل شيوعا من أشكال النقاب هو نمطالبرقع الأفغاني الطويل الذي يمتد من الرأس إلى القدمين مع شبك صغير على الوجه. وهناكالشادور الغطاء الفارسي تلبسه النساء في إيران، الذي يتكون من قطعة وشاح كبيرة مثلثة. يربط الوشاح من الخلف أسفل الرأس ويوضع فوق الأنف ويغطي الوجه كاملا ما عدا العينين.
يُعتبر النقاب واجبًا فيالمذهب الحنبليوالشافعي، بينما يُعتبر مستحبًا فيالمذهبين الحنفيوالمالكي.[14] يرى الكاتب محمد الغبان[15] بأن ظهور الاختلاف في الرأي بين المسلمين بين من يرى وجوب تغطية الوجه وبين ما يبيح كشفه لم يظهر إلا منذ وقت قريب وبعد دخول الإستعمار الغربي بلاد الإسلام.[16] الغالبية العظمى من أقوال العلماء وأئمة المسلمين على مر التاريخ الإسلامي تذهب إلى أنه يجِبُ على المرأةِ سَترُ بدَنِها كُلِّه أمامَ الرجُلِ الأجنبيِّ، بما في ذلك الوجهُ والكَفَّانِ.[17] ، وهو مذهبُ الجُمهورِ: الحنفيَّة[18]، والأظهَرُ مِن مذهَبِ الشافعيَّة[19] والصَّحيحُ مِن مذهَبِ الحنابلةِ[20]، وهو قولُ جمعٍ مِن عُلَماءِ المالكيَّة[21] وغيرِهم[22]، وحُكِيَ فيه اتِّفاقُ المُسلِمينَ[23]
منذ عام 2009 النقاب أثار جدلاً بين العلماء والناس والفقهاء على حد سواء بشأن ما إذا كان فرض أو استحباب أو عرف.[بحاجة لمصدر] يُذكر أن شيخ الأزهر الراحلمحمد سيد طنطاوي رفض السماح بارتداء النقاب في مؤسسات التعليم الأزهري، مما دعا المجلس الأعلى للأزهر للرد على الشيخ الطنطاوي بأن النقاب مسموح به في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر في وجود الرجال.[24][25][26] أثارت هذه الحادثة غضب بعض رجال الدين وذكر بعض الحقوقيين أن قرار الشيخ الطنطاوي مخالف للقانون والدستور، في حين ذكر علماء آخرين إن النقاب ليس مفروضا في الإسلام الذي أقر بأن وجه المرأة ويديها ليس من "العورات".[25]
يرى أغلب فقهاءالشيعة الإثنا عشرية بأن النقاب فضل وعمل راجح وفيه خير للمرأة وصلاح لها في الحياة الدنيا والآخرة، حيث يروي عنفاطمة الزهراء: «خير للمرأة ان لا ترى الرجل ولا الرجل يراها»، و«ان ادنى ما تكون من ربها ان تلزم قعر بيتها».[27][28]
صورة لأحد نساءاليهود الحريديم في القدس مرتدية البرقع الحريدي
يزعم البعض أن النقاب ينحدر من أصول يهودية، ومن بينهم نائبة البرلمانآمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية فيجامعة الأزهر حيث صرحت في صحيفةالمصري اليوم قائلة: «إن النقاب ليس من الإسلام وإنما هو شريعة يهودية وإذا عدنا إلىالعهد القديموسفر التكوين نجد النقاب وإذا رجعنا إلىالتلمود وهو كالسنة عندنا سنجد الحبر الشهيرموسى بن ميمون يقول إذا خرجت المرأة من بيتها دون النقاب فقد خرجت من اليهودية. وإنه فيالعصر الجاهلي كانت القبائل اليهودية والعرب يتشاركون في مناطق واحدة والتشدد في النقاب من القبائل اليهودية انتقل إلى القبائل العربية وجاء الإسلام ووجد النقاب عادة منتشرة ومتجذرة فلم يفرضه ولم يرفضه وهذا مهم وإنما فرض الإسلام أمرين لضمان سلامة النفس والمجتمعات الأول (الزي الإسلامي المحتشم الذي لا يصف ولا يشف ولا يثير الرجل) والثاني (غض البصر) وهذه هي الروشتة الحقيقية لطهارة المجتمع».[29][30] في حين عَقَّبَتْ صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» على تصريحات النائبة معتبرة حديثها «غير صحيح وأنه لا يوجد إثباتٌ تاريخىٌ أو ثقافىٌ بأن للنقاب جذورًا يهودية». وادَّعَتْ الصحيفة العبرية أن النقاب، وهو غطاء الرأس الأكثر تشددًا من الحجاب، لا علاقة له بالمجتمعات اليهودية، ولا يوجد إثباتٌ تاريخىٌ بأن له جذورًا يهودية، وأنه لم ينتقل إلى المجتمعات الإسلامية والعربية من اليهود.[31] وأصر محمد أبو غدير، رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية السابق بجامعة الأزهر، أن النقاب مذكور في العهد القديم أكثر من مرة، وأنه نشأ في منطقة شبه الجزيرة العربية كعادة اجتماعية وليس على أساس دينى، وكشف الأستاذ بجامعة الأزهر أن بعض القبائل اليهودية المتشددة لا تزال نساؤها ترتدى النقاب حتى الآن داخل إسرائيل، فهناك جماعة طالبان الإسرائيلية التي رحلت من كندا إلى إسرائيل لا تزال نساؤها يرتدين غطاء الوجه حتى الآن، معتبرا إنكارهم ليس له أي سبب واضح.[31]
أطلق شيخ الأزهر الدكتورمحمد سيد طنطاوي فتوى، حيث أعلن أن النقاب عادة وليس عبادة وسيوصي بمنعه في المدارس والمعاهد والمدن الجامعية.
بدأت القضية أثناء تفقد شيخ الأزهر للمعاهد الأزهرية في اليوم الأول للعام الدراسي، فوجد في أحد معاهد البنات فتاة في الصف الثاني الإعدادي مرتدية النقاب. لحظتها أجبر الطالبة على خلع النقاب وعدم ارتدائه مستقبلا.[32] وأبدى رئيس جامعة الأزهر آنذاكأحمد الطيب تجاوبه مع موقف شيخ الأزهر حيث تقرر منع الطالبات والمعلمات من ارتداء النقاب داخل المحاضرات والكليات الخاصة بالبنات التي تقوم بالتدريس فيها المدرسات من النساء فقط، مؤكدا أن النقاب لم يرد به أي نص قرآني أو حديث نبوي وليس مباحا أو فضيلة بل هو عادة وأجمع الفقهاء أن كشف الوجه والكفين جائز شرعا.[33]
وقالتسعاد صالح عن قرار شيخ الأزهر انه تأخر كثيراً «مما تسبب بترسيخ فكرة أن النقاب فرض شرعي مع أنه عادة». وأفتت مؤخرا أن «الإسلام لا يوجد به ما يثبت أن النقاب فريضة، وحرام طالما أحدث ضررا في المجتمع».[34] وطالبت العميدة السابقة لجامعة الأزهرآمنة نصير بسن قانون يجرم ارتداء النقاب للحفاظ على سلامة المجتمع «أنا أنتظر مثل هذا القانون الشجاع منذ 25 عامًا لمنع النقاب لأنه شريعة اليهود وعادة وليس تشريعًا إسلاميًا».[35]
في أبريل 2017، دخلت أزمة حظر النقاب منعطفا جديدا عندما أعلن عدد من أعضاءمجلس النواب (البرلمان) قرب الانتهاء من مشروع لقانون، يقضي بمنع ارتداء النقاب تماما في المؤسسات الحكومية، مؤكدين أن «هذا القانون ضروري الآن لأسباب أمنية للتصدي للإرهاب والتطرف».[36]
المرأة السعودية ليست مجبرة من قبل القانون لارتداء النقاب، إلا أنه يعتبر جزء مهم من الثقافة السعودية. في معظم المدن السعودية، الغالبية العظمى من النساء يقمن بتغطية وجوههن. أثار ظهورأحمد الغامدي، الرئيس السابقلهيئة مكة، على التلفزيون مع زوجته مكشوفة الوجه دون نقاب في برنامج تلفزيوني على قناة «إم بي سي» تقدمه الإعلامية السعوديةبدرية البشر، موجة جدل واسعة وردود أفعال مختلفة، انقسمت بين مؤيد ومندد في مجتمع نادراً ما تكشف فيه النساء عن وجوههن أمام العامة، وذلك بموجب التقاليد المعتمدة في السعودية. واعتبر الغامدي أن النقاب ليس من الإسلام كما رأى أنه يمكن للمرأة أن تضع المكياج. وقال للبرنامج الذي تقدمه بدرية «النبي لم يأمر المرأة بأن تغطي وجهها ... ما على الوجه والكفين من زينة جائز إبداؤه».[38] وتعرض الداعية حينها لهجوم من أصحاب الآراء المتشددة، في حين دعمته شخصيات اجتماعية ودينية عديدة.[39]
امرأة مصرية منقبة سنة 1906م
انتقد كل من الداعيةعادل الكلباني وعضو مجلس الشورى السعودي الدكتورعيسى الغيث، القذف الذي تعرض له أحمد الغامدي. ونقلت صحيفة «الوطن» عن الكلباني، قوله إن كشف المرأة وجهها بشكل عام موضوع عليه خلاف فقهي بين أهل العلم، لذلك فإن أي شخص يأخذ بأحد الرأيين فيجب ألا يرمى بالفسق والفجور،[40] كما كان لإمامالحرم سابقا سلسلة تغريدات انتقد فيها «إدخال الأهواء» في التفسير، وقام بنقل آراء «أكابر علماء السلف» حول الموضوع ومنها ما يشير إلى جواز كشف المرأة لوجهها.[41]
ويرى الغيث أن كشف المرأة وجهها مسألة خلافية ومن تكشف وجهها فهي مجتهدة ولا يجوز الإنكار عليها، ولام الغيث بعض المشايخ والمفكرين، واصفاً آراءهم المطروحة عبر «تويتر» بحق الغامدي بالـ«غوغائية»، مشيراً إلى أن الغامدي لو كانإخوانياً أوسرورياً لما تعرض لكل هذا الهجوم، على حد تعبيره.[42]
وقال عيسى الغيث في سلسلة تغريدات على تويتر جاءت تعقيباً منه على الجدل حول ظهور زوجة الغامدي: «ليس عجبي من مواقف العوام تجاه مسائل الاجتهاد ومصادرتهم للرأي الآخر؛ إنما من بعض المشايخ الذين صاروا أكثر استبداداً وغوغائية من مريديهم.. المجتمع المتناقض يستنكر الأسوياء». كما تناولت بدرية البشر نفسها القضية وتداعياتها بتغريدات لها فأشارت في إحداها إلى ما قاله الشيخ الغامدي نقلا عن مفتي المملكة الراحل،عبدالعزيز ابن باز: «قلت للشيخ بن باز إننا في مكة نواجه شعوباً مختلفة المذاهب ونجد خلافاً في تغطية وجه المرأة فكتب لرئاسةالهيئة بعدم التضييق على الناس».
تطالب الكتلة النيابية الليبرالية في تونس بمنع النقاب، وتم دعمها من قبل الشخصيات الإسلامية في البلد حيث قال وزير الشؤون الدينية التونسيعثمان بطيخ «ليس هناك حرج في منع النقاب لا شرعًا ولا قانونًا، فالدين طلب ستر الجسد بلباس مقبول ومحترم، ولم يفرض النقاب كما يعتقد البعض». وردّ على من اعتبر هذا المنع تعديًا على الحرية الشخصية، قائلًا: «نتحدّث عن الحرية الشخصية عندما لا يكون هناك تهديد لحرية الغير ولحياته ولأمنه. نحن رأينا صغيرات دون سن البلوغ ودون التكليف الشرعي يفرض عليهن النقاب في اعتداء صارخ على طفولتهن وبراءتهن».[43] وأعرب مفتي الديار التونسيةحمدة سعيد عن تأييده لمنع ارتداء النقاب للضرورات الأمنية، وذلك بعد ثلاثة أيام من صدور قرار لوزارة الداخلية التونسية يقضي بتشديد الرقابة على كل من ترتدي النقاب،[44] وأوضح أن النقاب في تعريفه يعني غطاء الوجه فإذا غطت المرأة وجهها فهي متنقبة أما إذا اعتبر النقاب وغيره حرية شخصية من باب حرية اللباس كما نص على ذلك الدستور التونسي فللدولة الحق في أن تقيد هذا المباح إذا تعلق ذلك بمصلحة البلاد والمجتمع بناء على قاعدة دفع المضرة مقدم على جلب المصلحة.[45]
في صيف عام 2010 نقلت 1200 معلمة يرتدين النقاب إلى وظائف بمناصب إدارية بحجة أن حجاب الوجه يقوض السياسات العلمانية التي تتبعها الدولة فيما يتعلق بالتعليم.[46] في صيف عام 2010، مُنعت الطالبات اللاتي يرتدين النقاب من التسجيل في الفصول الجامعية. وارتبط الحظر بخطوة اتخذتها الحكومة السورية لإعادة التأكيد على الجو العلماني التقليدي لسوريا.[47] في 6 أبريل 2011، ذُكر أن السلطات سمحت للمعلمات بارتداء النقاب مرة أخرى.[48]
النقاب ممنوع في أذربيجان، حيث الأغلبية الساحقة من السكان المسلمين. النساء المنتقبات( تماما مثل النساء المحجبات) لا يمكنهن العمل كموظفين عموميين، ولا يمكنهن مواصلة الدراسة في المدارس بما في ذلك المدارس الخاصة. على الرغم من أنه لا يوجد هناك أي قانون يحظر النقاب في شركات القطاع الخاص، فإنه سيكون من المستحيل تقريبا بالنسبة للمرأة المنتقبة أن تعثر على عمل.[49]
سُنّت التشريعات التي تمنع المسلمة من ارتداء النقاب تحت طائلة فرض الغرامات والعقوبات، مما أثار جدلًا كبيرًا، ارتفعت وتيرته بعدما فرضتفرنسا، وفيها نحو 5 ملايين مسلم، أي أكبر جالية مسلمة في أوروبا، حظرًا على تغطية الوجه.في 2004، أقر البرلمان الفرنسي قانونا لتنظيم «ارتداء أو وضع الرموز التي تشير إلى الانتماء الديني في المؤسسات التعليمية العامة». في هذا القانون تم منع كل الشعارات الصريحة التي تحدد المعتقد الديني لمن يرتديه في المدارس العامة الفرنسية.[52] وتم اقتراح هذا القانون لأن لجنة ستازي، وهي اللجنة التي من المفترض أن تفرض العلمانية في المجتمع الفرنسي، اضطرت للتعامل مع الشكاوي المتكررة حول الحجاب في المدارس العامة الفرنسية، حيث أن الغريبين على الإسلام لم يفهمو الغرض من الأوشحة وبالتالي شعروا بعدم الارتياح.[53]
وفي يوليو / تموز2010، الجمعية الوطنية في فرنسا مررت قانون (يحظر إخفاء الوجه في الأماكن العامة).[54][55] في عام2011، فرضت الحكومة الفرنسية حظرًا على النقاب، مع تغريم مرتديته 150 يورو، وتغريم كل من يجبر امرأة على ارتدائه بغرامة تصل قيمتها إلى 30 ألفيورو وقضاء سنتين في السجن.[56] القانون الفرنسي أثار جدلا واسعا. خاصة عندما صرح الرئيس الفرنسينيكولا ساركوزي علنا «البرقع غير مرحب به في فرنسا لأنه يتعارض مع القيم والمثل العليا ويشكل انتهاكا للمساواة بين الجنسين، وخطرا كبيرا على الرغبة في العيش معا».
على الرغم من أن السائحات الآتيات منالشرق الأوسط يصلن منقبّات إلى الأراضي السويسرية، وافق النواب فيسويسرا على منع النقاب، بعد اقتراح قانون طرحه حزب اتحاد الوسط الديمقراطي (يمين شعبوي). تقول صحيفة «لو ماتان ديمانش» إن 71 في المئة من السويسريين يؤيدون حظر النقاب. علمًا أن عدد المسلمين في سويسرا 300 ألف مسلم. فيكانتون تيسينو في جنوب البلاد، نظمت سلطاته المحلية استفتاء في عام2013 لحظر النقاب أيّده القسم الأكبر من المشاركين فيه. وطبق النظام في2016 عندما أعلنت السلطات السويسرية المحلية حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة.[57]
أعلن كريستيان كيرن، مستشارالنمسا، أنه سيسعى إلى منع النقاب في الأماكن العامة لمواجهة التحدي الذي يفرضه اليمين المتطرف. وقال: «النقاب الذي يغطي كامل الوجه سيُمنع في الفضاءات العامة». ولم يرد أي ذكر لمنع حجاب الموظفات الرسميات، لكن النص أورد أن ممثلي الدولة يجب «أن يقدموا أنفسهم كمحايدين دينيًا».
النقاب فيهولندا ممنوع بشكل جزئي في بعض الأماكن العامة: المدارس والمستشفيات ووسائل النقل المشترك. ويحظر القانون الهولندي إخفاء الوجه في مباني التعليم والرعاية الصحية والحكومة وفي وسائل النقل العام. وسيكون انتهاك القانون الذي يجب أن ينال موافقة مجلس الشيوخ عرضة لغرامة تصل إلى 405 يورو.الحظر ليس ساريًا في الشارع، لكنه يطبّق في «حالات محددة حين تكون رؤية الوجوه ضرورية لأسباب أمنية، مع تأكيد أن لا أسباب دينية لهذا الحظر».
فيبلغاريا، يشكل المسلمون نحو 12 في المئة من عدد السكان، البالغ عددهم 7.2 ملايين نسمة، ينحدرون من عرق تركي. انتشر النقاب في بلغاريا في حي الغجر، الذي يسكنه 70 ألف نسمة، ومسقط رأسر أحمد موسى، الذي أعلن نفسه إمامًا، حتى تم اعتقاله في عام2014 بتهمة الترويج للتطرف، فما كان من البرلمان البلغاري إلا أن حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، لتعزيز الأمن في أعقاب هجمات نفذها متشددون في أوروبا.
في عام2012 فيالنرويج، قام أستاذ فيجامعة ترومسو بحرمان طالبة من استخدام النقاب في الفصول الدراسية.[58] وزعم الأستاذ النرويجي أنه من حق كل معلم رفض استخدام النقاب في فصله الدراسي.[59][60][61] في2017 يجري تطبيق قانون من قبل الحكومة النرويجية لحظر الملابس التي تغطي الوجه مثل النقاب في المدارس والبلديات، معتبرة أنه يعيق التواصل. وبهذه الخطوة ستكون النرويج الدولة الأولى بين الدول الإسكندنافية التي تفرض حظرا على ارتداء النقاب للبالغات والأطفال.[62][63]
في مايو2015، جمهوريةالكونغو الديمقراطية حظرت النقاب من أجل مواجهة التطرف.[64][65] وأعلن القرار من قبل الحاجي جبريل رئيس البلاد الإسلامية في المجلس الأعلى.[66]
النقاب محظور فيمقاطعة كيبيك الكندية في جميع الخدمات الممولة من القطاع العام، لا يمكن للأشخاص الحصول على خدمة عامة أو تقديم خدمة عامة ووجوهم مغطاة، من الأمثلة على هذه الخدمات النقل العام والمستشفيات والمحاكم وغيرها. في 18 أكتوبر 2017، أُقر مشروع القانون رقم 62 وأصبح قانونا نافذا بعد تصويت 66 برلماني في الجمعية الوطنية في كيبيك. أطلق على القانون الجديد اسم "قانون لتعزيز الحياد الديني للدولة، وعلى وجه الخصوص لتوفير إطار لطلبات السكن الديني في بعض الهيئات". إلا أن اللوائح الخاصة بتنفيذ المنع والامتيازات الدينية لم توقع حتى يوليو 2018.[67]
في أكتوبر 2009، دعاالكونجرس الكندي المسلم[الإنجليزية] إلى حظر البرقع والنقاب قائلاً إنهما "لا أساس لهما في الإسلام".[68] واستشهدت المتحدثة باسم الوزارةفرزانة حسن[الإنجليزية] بقضايا السلامة العامة مثل إخفاء الهوية والمساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن ارتداء البرقع والنقاب "ممارسة تهمش المرأة".[68]
في ديسمبر 2012، قضت المحكمة العليا لكندا بأن النساء المسلمات اللواتي يرتدين النقاب عليهن خلعه في بعض الحالات عند الإدلاء بشهادتهن في المحكمة.[69]
في عام 2002، رفعت سلطانة فريمان (ساندرا كيلر سابقًا التي اعتنقت الإسلام في عام 1997 عندما تزوجت من رجل مسلم)[70] دعوى قضائية ضدولاية فلوريدا الأمريكية لرفض السلطات المختصة منحها رخصة قيادة بصورة لها بالنقاب،[71] ومع ذلك قررت محكمة استئناف في فلوريدا بأن طلب الولاية منها الظهور أمام الكاميرا في مكان خاص مع موظفة تلتقط صورة لها من أجل السماح لها بالقيادة هو قانوني.[72][73]
الرأي السائد في فلوريدا حاليًا هو أن إخفاء وجه المرء على وثيقة او مستند رسمي يجعل من الصعوبة التعرف على الفرد مما يبطل الغرض من التقاط الصورة، ومع ذلك هناك 15 ولاية أخرى (بما في ذلك أركنساس وكاليفورنيا وأيداهو وإنديانا وأيوا وكانساس ولويزيانا) لديها قوانين تسمح بالحصول على رخصة القيادة دون حتى وجود صورة، وذلك من أجل حرية الأفراد الذين قد يكون لديهم سبب ديني لعدم رغبتهم بالتقاط صورة لهم،[74] في عام 2012، نفذت سلسلة من عمليات السطو المسلح في فيلادلفيا من قبل مجرمين متنكرين بزي نسائي إسلامي تقليدي؛ خشي المسؤولون المسلمون أن يؤدي التنكر إلى تعريض النساء المسلمات لجرائم الكراهية وإثارة التوترات العرقية.[75]
في مايو 2010، أثارت عملية سطو مسلح ارتكبها رجل يرتدي الحجاب والنظارات الشمسية إلى دعوات لحظر الحجاب الإسلامي؛ لكن هذا التشريع الجديد رُفض من قبل رئيس الوزراءكيفن رود والزعيم الليبراليتوني أبوت.[76]
^The Veiling of Virgins Ch. 17. Tertullian, who never gone in Arabia writes, "The pagan women of Arabia, who not only cover their head but their whole face, so that they would rather enjoy half the light with one eye free than prostitute the face, will judge you. (Judicabunt vos Arabiae feminae ethnicae quae non caput, sed faciem totam tegunt, ut uno oculo liberato contentae sint dimidiam frui lucem quam totam faciem prostituere)."
^Amer، Sahar (2014).What Is Veiling?. The University of North Carolina Press (Kindle edition). ص. 61.
^قال ابن العربي: (أُذِنَ في مُساءلتِهنَّ مِن وراء حِجابٍ في حاجةٍ تَعرِضُ، أو مسألةٍ يُستفتى فيها، والمرأةُ كلُّها عورةٌ، بدنُها وصَوتُها، فلا يجوزُ كَشفُ ذلك إلا لضرورةٍ أو لحاجةٍ، كالشَّهادةِ عليها، أو داءٍ يكونُ ببدَنِها). ((أحكام القرآن)) (3/616). وقال ابن القطَّان: (فإنَّ أكثَرَ هذه- يعني الأعمالَ مِن البيعِ والشراءِ والاستصناعِ- ليست بضرورةٍ تُبيحُ التكشُّفَ؛ فقد تصنَعُ وتَستصنِعُ، وتتصرَّفُ بالبيع والشِّراءِ وهي مستَترةٌ، ولا يُمنَعنَ من الخروجِ والمشيِ في حوائجِهنَّ، ولو كُنَّ مُعتَدَّاتٍ، وإلى المسجِدِ، وإنما يُمنعْنَ من التبَرُّجِ والتكشُّفِ والتطيُّبِ للخُروجِ، والتزَيُّنِ). ((إحكام النظر)) (ص 493). وقال القرطبيُّ: (لَمَّا كانت عادةُ العربيَّاتِ التبَذُّلَ، وكُنَّ يكشِفنَ وجُوههنَّ كما يفعَلُ الإماءُ، وكان ذلك داعيةً إلى نظَرِ الرِّجالِ إليهنَّ، وتشَعُّبِ الفكرةِ فيهنَّ؛ أمر اللهُ رسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم أن يأمُرَهنَّ بإرخاءِ الجلابيبِ عليهن إذا أردْنَ الخُروجَ إلى حوائِجِهنَّ). ((تفسير القرطبي)) (14/243). وقال ابنُ الحاجِّ: (المرأةُ كُلُّها عورةٌ إلَّا ما استُثني مِن ظُهورِ أطرافِها لذي المحارِمِ). ((المدخل)) (1/242). وقال الموَّاق: (وتَسدلُ على وَجهِها إن خَشِيَت رؤيةَ رَجُلٍ). ((التاج والإكليل)) (1/502). وقال النفراوي: (الذي يقتضيه الشَّرعُ وجوبُ سَترِها وَجْهَها في هذا الزَّمانِ). ((الفواكه الدواني)) (2/277).
^قال الغزالي: (فإذا خرَجَت فينبغي أن تغُضَّ بصَرَها عن الرِّجالِ، ولَسْنا نقولُ: إنَّ وَجهَ الرَّجُلِ في حَقِّها عورةٌ كوَجهِ المرأةِ في حَقِّه، بل هو كوجهِ الصَّبيِّ الأمردِ في حَقِّ الرجُلِ، فيَحرُمُ النظَرُ عند خَوفِ الفتنةِ فقط، فإن لم تكُنْ فتنةٌ فلا؛ إذ لم يزَل الرِّجالُ على مَرِّ الزَّمانِ مَكشوفي الوجوهِ، والنِّساءُ يخرُجْنَ مُنتَقِباتٍ، ولو كان وجوهُ الرِّجالِ عَورةً في حَقِّ النِّساءِ، لأُمِروا بالتنَقُّبِ، أو مُنِعنَ مِن الخروجِ إلَّا لضرورةٍ). ((إحياء علوم الدين)) (2/47). وقال النووي: (وإذا قُلنا تُؤَذِّنُ، فلا ترفَع الصَّوتَ فوق ما تُسمِعُ صواحِبَها؛ اتَّفَق الأصحابُ عليه، ونصَّ عليه في الأمِّ، فإن رفَعَت فوق ذلك حَرُمَ، كما يَحرُمُ تكَشُّفُها بحضرةِ الرِّجالِ؛ لأنَّه يُفتَتَنُ بصوتِها، كما يُفتَتَنُ بوَجْهِها). ((المجموع)) (3/100). وقال ابن تيميَّةَ: (قيل: لا يجوزُ- أي النَّظَرُ إلى الأجنبيَّة- وهو ظاهِرُ مذهَبِ أحمد؛ فإنَّ كُلَّ شيءٍ منها عورةٌ، حتى ظُفُرَها). ((مجموع الفتاوى)) (22/110). وقال أيضًا: (وقد ثبت في الصَّحيحِ: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا دخل بصفيَّةَ، قال أصحابُه: إنْ أرخى عليها الحِجابَ فهي من أمَّهاتِ المؤمنينَ، وإن لم يضرِبْ عليها الحِجابَ فهي ممَّا ملَكَت يمينُه، فضَرَب عليها الحِجابَ، وإنَّما ضُرِبَ الحِجابُ على النِّساءِ؛ لئلا تُرى وُجوهُهنَّ وأيديهنَّ). ((مجموع الفتاوى)) (15/372). وقال ابن القَيِّم: (العورةُ عَورتانِ: عورةٌ في النظَرِ، وعورةٌ في الصَّلاةِ؛ فالحُرَّةُ لها أن تصلِّيَ مكشوفةَ الوجهِ والكفينِ، وليس لها أن تخرُجَ في الأسواقِ ومجامِعِ النَّاسِ كذلك. والله أعلم). ((إعلام الموقِّعين)) (2/88). وقال ابنُ عبد الهادي المَقدِسي: (يجِبُ عليها سَترُ وَجهِها إذا برَزَت). ((مغني ذوي الأفهام)) (ص:356). وقال ابن حَجَر: (ولم تزَلْ عادةُ النِّساءِ قديمًا وحديثًا يَستُرنَ وُجوهَهنَّ عن الأجانبِ). ((فتح الباري)) (9/324). وقال السيوطي: (المرأةُ في العورةِ لها أحوال: حالةٌ مع الزَّوجِ: ولا عورةَ بينهما، وفي الفَرج ِوَجهٌ، وحالةٌ مع الأجانبِ: وعورتُها: كُلُّ البدَنِ حتى الوجه والكفَّين في الأصَحِّ). ((الأشباه والنظائر)) (ص: 240). وقال الهيتمي: (من تحقَّقَت نظَرَ أجنبيٍّ لها، يلزَمُها سَترُ وَجهِها عنه، وإلَّا كانت مُعينةً له على حرامٍ، فتأثَمُ).: ((تحفة المحتاج)) (7/193). وقال الخطيبُ الشِّربيني: (... أن تكونَ في مكانٍ وهناك أجانِبُ لا يحتَرِزونَ عن النظَرِ إليها، فلا يجوزُ لها رفعُ النِّقابِ). ((الإقناع في حل ألفاظِ أبي شُجاع)) (1/124). وقال قليوبي: (وأمَّا عند الرجالِ الأجانبِ- أي العورة- فجميعُ البدَنِ). ((حاشيتا قليوبي وعميرة)) (1/201).: : وقال البُجَيْرميُّ: (أمَّا عَورتُها خارِجَ الصَّلاةِ بالنسبة لنظَرِ الأجنبيِّ إليها، فهي جميعُ بدَنِها حتى الوجه والكفين، ولو عند أمنِ الفتنةِ). ((حاشية البُجَيرمي على شرح منهج الطلاب)) (1/450).
^قال الجُوَيني: (مع اتِّفاقِ المُسلمين على منعِ النِّساءِ مِن التبَرُّج والسُّفور وتَركِ التنَقُّب). ((نهاية المطلب في دراية المذهب)) (12/31)، وأقرَّه الرافعي في ((العزيز شرح الوجيز)) (7/472)، والنووي في ((روضة الطالبين)) (7/21). وقال ابن رسلان: (اتفاقُ المسلمينَ على منعِ النِّساءِ أن يخرُجنَ سافراتِ الوجوهِ، لا سيَّما عند كثرةِ الفُسَّاق). ((نيل الأوطار)) للشوكاني (6/137). وقال الرَّملي: (وقضيةُ كلامِ النَّاظمِ- يعني ابنَ رسلان- حُرمةُ نظر الرجلِ الفَحلِ إلى وجهِ المرأة الأجنبيَّةِ وكفَّيها عند أمنِ الفتنةِ، وهو كذلك- كما في المنهاجِ-؛ لاتفاقِ المُسلمين على مَنعِ النِّساءِ مِن الخروجِ سافراتِ الوجوهِ). ((غاية البيان شرح زبد ابن رسلان)) (ص: 247). وقال السَّهارنفورِيُّ الحنفيُّ: ( ويدلُّ على تقييدِ كَشفِ الوَجهِ بالحاجةِ: اتِّفاقُ المُسلمينَ على منعِ النِّساءِ أن يخرُجْنَ سافراتِ الوجوه، لا سيَّما عند كثرةِ الفَسادِ: وظُهورِه). ((بذل المجهود شرح سنن أبي داود)) (16/431). ولا يُمكِنُ أن يقالَ في هذا الزمان إلَّا بهذا القَولِ؛ لِما في كشفِ الوَجهِ مِن فِتنةٍ لا تخفى على بصيرٍ.