النواقل العصبية هي مواد كيميائية موجودة في منطقة ارتباطخلية عصبية بخلية عصبية أخرى، المشبك، وتنظم هذه المواد الكيميائيةالإشارة العصبية القادمة منالدماغ أو المتجهة إلى الدماغ. تتكون هذه المواد الكيميائية في منطقة تدعى ماقبلمنطقة التشابك بين خليتين عصبيتين وتقوم بارسال الأيعازات إلى منطقة ما بعد التشابك بين الخليتين. يوجد عادة ما لايقل عن 10,000 من نواقل الإرسال العصبية في منطقة تشابك أي خليتين عصبيتين وعندما يصل إيعاز معين منالدماغ إلى نهاية خلية عصبية يتحفز الآلاف من نواقل الإرسال العصبية لتقوم بنقل الإيعاز إلى منطقة ما بعد التشابك مع الخلية العصبية المجاورة حيث تقوم بالاتحاد مع مستقبلات موجودة في الخلية العصبية المجاورة.
هناك نوعين رئيسين من نواقل الإرسال العصبية:
نواقل إرسال عصبية محفزة وتقوم بتحفيز أعضاء معينة في الجسم للقيام بنشاط معين. منها على سبيل المثالحمض الغلوتاميكوأسيتيل كولين
وبعد انتهاء مهمة التحفيز أو المنع التي قامت به أي نوع من نواقل الإرسال العصبية تقومأنزيمات معينة بالتخلص من نواقل الإرسال أو يتم إرجاع نواقل الإرسال العصبية إلى مكانها الأصلي في منطقة ماقبل التشابك مع الخلية العصبية المجاورة كي لاتكون هناك استمرارية في الإيعاز. فعلى سبيل المثال إذا تم تحفيزعضلة ما على التقلص لإنجاز مهمة ما، إن لم يتم التخلص من نواقل الإرسال المحفزة لهذا التقلص فسوف يستمر تقلص العضلة إلى مالا نهاية.
رسم توضيحي لعملية النقل المشبكي في الخلايا العصبية، مقتطع من الأصل في كتيب المعهد الوطني للشيخوخة
حتى أوائل القرن العشرين، افترض العلماء أن معظم الاتصالات المشبكية في الدماغ كهربائية بطبيعتها. مع ذلك، نجح رامون إي كاخال من خلال الاختبارات النسيجية التي أجراها في اكتشاف فجوة متراوحة بين 20 إلى 40 نانومتر بين العصبونات، ما يُعرف اليوم باسم الشق المشبكي. أشار اكتشاف مثل هذه الفجوة إلى وجود تواصل عبر الرسائل الكيميائية العابرة من خلالالشق المشبكي، إذ استطاع عالم الأدوية الألمانيأوتو لوفي في عام 1921 إثبات قدرة العصبونات على التواصل مع بعضها البعض من خلال تحرير المواد الكيميائية. من خلال سلسلة من التجارب التي شملت العصب المبهم لدى الضفادع، نجح لوفي في إبطاء معدل ضربات قلب الضفادع يدويًا من خلال التحكم في كمية المحلول الملحي المتوضع حول العصب المبهم. بعد الانتهاء من هذه التجربة، أكد لوفي أنه من الممكن توسط التنظيم الودي لوظيفة القلب من خلال التغييرات في التركيزات الكيميائية. علاوة على ذلك، يعود الفضل إلى أوتو لوفي في اكتشاف الأسيتيل كولين (إيه سي إتش) – أول ناقل عصبي معروف.[1]
يتم تخزين الناقلات العصبية في المشبك فيالحويصلات التشابكية، حيث تتجمع تحتالغشاء الخلوي فيالنهاية المحورية التي تقع في الجانب قبل المشبكي في المشبك. يتم إطلاق النواقل العصبية إلى الخارج وتنتشر عبر الشق التشابكي، حيث ترتبط بمستقبلات خاصة في الغشاء في الجانب بعد المشبكي في المشبك.[2]