موساد (بالعبرية:מוסד) اختصار لـاستخبارات ومهمات خاصة (بالعبرية:המוסד למודיעין ולתפקידים מיוחדים هموساد لموديعين ولتفقيديم ميوحاديم) هيوكالة استخباراتإسرائيلية، تأسست في13 ديسمبر1949. يُكلف جهاز الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة من قبل دولة إسرائيل بجمع المعلومات بالدراسة الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج «حدود إسرائيل».[2][3][4] يعمل الموساد بصفته مؤسّسة رسمية بتوجيهات من قادة «الدولة»، وفقا للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسريّة في أداء عمله، وتندرج بين المجالات المتنوعة التي يعمل فيها الموساد إقامة علاقات سرية كعقد معاهدتي السلام معمصروالأردن وفي قضايا الأسرى والمفقودين بالإضافة إلى مجال التقنيات والأبحاث.[5]
تورطَ الموساد في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية منها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها ولا يزال يقوم حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة والتي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها.[6]
التاريخ
كانت «'الموساد'» اختصار لعبارةموساد لعالياه بت أي منظمة الهجرة غير الشرعية وهي إحدى مؤسسات جهاز الاستخبارات الإسرائيلية والجهاز التقليدي للمكتب المركزي للاستخبارات والأمن. أُنشئت عام 1937 بهدف القيام بعمليات تهجير اليهود. وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه.
يوجد جهاز تنفيذي تابع للجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات الإسرائيلية ويحمل نفس الاسم، أُسس عام1953 وقوامه مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام التابع لمنظمة الهاغاناه، وتطوّر ليتولى مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات.[6]
يعد الموساد أحد المؤسسات المدنية في إسرائيل ولا يحظى منتسبوا الموساد برتب عسكرية إلا أن جميع الموظفين في جهاز الموساد قد خدموا فيالجيش الإسرائيلي أغلبهم من الضباط.
اغتيال العديد من قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في الخارج.
الإدارة
الأقسام
قسم المعلومات: ويتولى جمع المعلومات واستقراءها وتحليلها ووضع الاستنتاجات بشأنها.
قسم العمليات: ويتولى وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل ضمن إطار مخطط عام للدولة.
قسم الحرب النفسية: ويشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها مستعينا بذلك بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية.
أُلحِقَت بجهاز الموساد مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسيحيفا ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية.
يتولى الجهاز التنفيذي مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات وتنحصر مهماته الرئيسية في:
إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية وزرع عملاء وتجنيد المندوبين في كافة الأقطار.
إدارة فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في أنحاء العالم.
وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية، مرفقا بمقترحات وتوصيات حول الخطوات الواجب اتّباعها في ضوء المعلومات السرية المتوافرة.
مهام أخرى
وسع الموساد رقعة نشاطاته على مدار السنوات لتشمل اليوم مجالات كثيرة، حيث يشمل الجزء الرئيسي لهذه المجالات ما يلي:
جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد.
إحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط تسلّحها بهذه الأسلحة.
إحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج.
إقامة علاقات سرية خاصة، سياسية وغيرها، خارج البلاد، والحفاظ على هذه العلاقات.
إنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل من خلال المؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميا بالقيام بهذه المهمة.
الحصول على معلومات استخباراتية إستراتيجية وسياسية، وعلى معلومات ضرورية تمهيدا لتنفيذ عمليات.
التخطيط والتنفيذ لعمليات خاصة خارج حدود دولة إسرائيل.
تملك شركات وهمية
يمتلك الموساد العديد من الشركات التجارية الوهمية حول العالم، حيث يوجد شركات جوفاء بعناوين وأرقام تسجيل تجارية، وكشوف ضريبية سليمة، ولكن في حقيقتها هي عبارة عن أماكن تستخدم كغطاء أمني لأنشطة الموساد.[7]
احتكاكات ومشاكل داخلية بين الموساد والشاباك
تحدثت تقارير صحافيّة إسرائيليّة عن أنّه تدور معركة خفية خلف كواليس المخابرات الإسرائيلية بين جهازالشاباك والموساد ليتضح أنّ المعركة لم تعد مقصورة بين الشاباك والاستخبارات العسكرية، بل انضم لها الموساد في ظل الفشل الاستخباري المتوالي والمتتالي الذي يُواجه إسرائيل فيغزة خاصة بعد العرض العسكري الأخير الذي نظمتهحماس والفيلم الذي عرضته وظهر فيهمحمد الضيف حيًّا يرزق، كما شدّدّ على ذلك موقع (NRG) الإسرائيليّ.
وأنّ الكثير من الاحتكاكات تقع أيضًا بين الشاباك والموساد بعد أنّ تم تحويل الكثير من الصلاحيات التي كانت ضمن صلاحيات الشاباك لجهاز الموساد خاصة في موضوع محاربة تهريب السلاح. وحسب الموقع وحتى نتمكن من فهم أصول وأساس الخلافات يجب أن نعلم بأن التشكيلات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تجد صعوبة كبيرة في توزيع الصلاحيات المتعلقةبقطاع غزة فيما بينها وهنا يقوم الفشل الاستخباري مقابل غزة بتغذية هذه الصراعات والخلافات حيث يدعي كل جهاز بقدرته على العمل بطريقة أفضل.[8]
الموساد في الثقافة الشعبية
بسبب سمعة الموساد وسرية عملياته، قد كُتب الكثير عنه. تعتبر رواياتدانيال سيلفا الكتب الأكثر دقة في وصف تاريخ الموساد وطريقة قيامه بعملياته، حيث أن الكاتب يستشير العديد من العملاء السريين الإسرائيليين خلال كتابة رواياته، التي تتناول أحيانا مهاما تاريخية حقيقية للموساد (كاغتيالأبي جهاد عام 1988 بتونس).كما أن الصحفيحسن صبرا كشف عبر مجلة الشراع التي يملكها عن عملية لجهاز الموساد كانت تستهدف القيادي الفلسطينيسعيد السبع في مدينةطرابلس، لبنان عام1973[9]
سيانيم: أي يهودي يعيش خارج إسرائيل ويخدم إسرائيل طواعية
فشل الموساد من طرابلس إلى ليلهامر
برغم أن جهاز الموساد حقق الكثير من العمليات الناجحة في عام1973 إلا أنه ارتكب الكثير من الأخطاء أثناء حربه الأمنية مع الفلسطينين، يقولرونين بيرغمان الخبير المقرب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن جهاز الموساد نفذ خلال أربعة عشر شهرا التي سبقت وتلتعملية فردان أكثر من خمسين عملية أمنية[10]، استهدفت قادة العمل الوطني الفلسطيني من اغتيال ومحاولة اغتيال وتصفية، ولم يعلن إلا عن خمس وعشرون عملية، وهناك الكثير من الضحايا الذين قضوا في تلك العمليات ولم يعرف حتى الآن أنهم كانوا ضحايا لعمليات الاغتيال من قبل فريق كيدون، بالعودة إلى الإخفاقات التي وقع بها جهاز الموساد، فإن اكتشافأبو باسل لعملية تصوير منزله دفعته لإبلاغالأمن العام اللبناني وهذا يعتبر الإخفاق الأول، ثم تلاه محاولةأورلخ لوسبرخ خطف جول مسعد قنصلالمانيا الغربية في مدينةطرابلس (لبنان)[11] ومحاولة لوسبرخ إلصاق التهمة بسعيد السبع أنه وراء خطف القنصل أو قتله في محاولة من جهاز الموساد لافتعال مشاكل بينمنظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الألمانية خاصة إن هذه المحاولة جاءت بعدعملية ميونخ[12] الشهيرة، ومن ثم إقدامه على تدبير عملية خطف نفسه بالتعاون مع ثلاثة لبنانيين وخطيبته جميلة معتوق، وإصدار بيان باسم منظمة وهمية كان قد انشائها فيطرابلس تحمل اسم منظمةميونخ 72 تتبنى عملية خطفه وتطالب الحكومة الألمانية بدفع مبلغ 15 مليون ليرة لبنانية، في محاولة أخرى من جانبه لاتهامسعيد السبع إنه وراء عملية خطفه بسبب موقف الحكومة الألمانية المتماهي مع الاسرائليين خلال تنفيذعملية ميونخ، فتم اعتقاله من قبل النقيب عصام أبو زكى، واعترف أمامه إنه كان مشاركا فيعملية فردان وإنه كان يراقب منزلسعيد السبع تمهيدا لاغتياله، جميع هذه الإخفاقات ودور بعض الجهات الأمنية اللبنانية والأطراف الفلسطينية التي كانت على تعاون وتنسيق مع شبكةأورلخ لوسبرخ والذي كان يتلقي التمويل عبر جهات فلسطينية في لبنان وتحويلات بنكية منسويسراوألمانيا عبر بنك علي جمال فيبيروت، الجهات الفلسطينية المتورطة معه سهلت دخوله إلىمخيم البداوي في شماللبنان لتدريب عناصر الكفاح المسلح الفلسطيني، كل هذا المعطيات والاعترافات ظهرت بعد اعتقال عصام أبو زكى له فيسير الضنية فتم تكليف إبراهيم البطراوي مسوؤل الكفاح المسلح في شماللبنان الاتصال مع عصام أبو زكى ومحاولة التوسط لديه للإفراج عنأورلخ وإغلاق ملفه، بحجة إنه مناضل أممي مناصر للقضية الفلسطينية، لكن النقيب أبو زكي أبلغ المسؤول الفلسطيني أن ملف أورلخ أصبح في المحكمة العسكرية وإنه اعترف بمشاركته في عملية فردان، ومراقبته لمنزلسعيد السبع تمهيدا لاغتياله، كما إنه اعترف لدى المحكمة إنه نقيب في الجيش الإسرائيلي واسمه الحقيقي حاييم روفيل.
اعترافاتأورلخ لوسبرخ أو حاييم رؤفئل كما ادعي وافتضاح دوره وشبكاته دفعت جهاز الموساد لتنفيذ عملية اغتيالأحمد بوشيقي بمدينةليلهامر فيبالنرويج يوم21 يوليو1973 أي بعد عشرة أيام من اعتقالحاييم روفيل في قريةحقل العزيمةبسير الضنية، وأعلنتإسرائيل منتل أبيب إنها قتلتعلي حسن سلامة مسؤول القوة 17 لدوره فيعملية ميونخ مع إنصلاح خلف أكد أن لا دور له فيعملية ميونخ أبدا،إسرائيل التي أعلنت أنها أخطأت الهدف بقتلبوشيقي[13]، كان هدفها التستر على دور أطراف عديدة انكشفت في طرابلس وفردان، فمن يدقق في صور الشخصيتينعلي حسن سلامةوأحمد بوشيقي لا يجد أن هناك تشابه بين الاثنين، كما إنه من المعروف عن جهاز الموساد أنه يسكن بجانب الضحية قبل ستة أشهر على الأقل من تنفيذ جريمته، فيقوم برصد الضحية وأخذ العديد من الصور له ولعائلته وزواره، كما إنه يرسم مجسم لشقته، كما حدث فيفردان حيث استأجر جهاز الموساد عدة شقق حول منزل القادة الثلاثة، وهذا ما حدث عند محاولة اغتيالسعيد السبع، فقد استأجر الموساد عدد من الشقق حول منزله وفوق شقته، ولا يمكن أن يقوم جهاز محترف بحجم وكفاءة الموساد بتصفية شخص لمجرد تشابه كما يدعي، الشيء الآخر الملفت، هل من المعقول أن يسافر رئيس جهاز أمني فلسطيني إلى قريةليلهامر النرويجية ليعمل في فندق ويتنكر بشخصية نادل مغربي ويقوم بتقديم القهوة والشاي للزبائن ؟ كارثة الموساد فيليلهامر لم تكن بسيطة، اعتقال ستة ضباط من جهاز الموساد فيالنرويج[14] إضافة لإخفاقات الموساد فيلبنان التي تكللت باعتقال حاييم رؤفيل في طرابلس، دفعتجولدا مائير لإصدار أوامرها بوقف العمليات الخارجية فورا، كما أنشبتاي شافيت قدم استقالته إلى مدير الموسادتسفي زامير، لم يتوقف الأمر هنا بل أنمايك هراري[15] مدير وحدة كيدوان قدم استقالته أيضا، يعتبر شهر تموز من عام1973 شهر الكوارث لجهاز الموساد، الذي أصبح يدرس في مناهجه خطأ طرابلس الذي تسبب باعتقال سبعة ضباط من وحدة كيدون.