مهاة أبو عدس أومها أبو عدس،[3] والذي يُعرف حديثا أيضاباللغة العربية بمجردأبو عدس وأحيانابالبقر الوحشي والظبي اللولبي القرون، هو أحد أنواعالظباء الصحراوية المهددة بالانقراض والذي يعيش في بضعة مناطق معزولة فيالصحراء الكبرى حاليّا وبعض محميات الطرائد الخاصة فيالولايات المتحدة وبعض أنحاءأوروبا. يُعتقد أن هذا النوع من الحيوانات كان يتواجد في جنوبفلسطين منذ آلاف السنين، فقد ورد ذكر فيالتوراة لاسمعبري لأحد الحيوانات التي استوطنت فلسطين وتُرجم هذا الاسم على أنه أبو عدس، على أنه يحتمل أن تكون الترجمة غير دقيقة. هذه الحيوانات قريبة من مختلف أنواعالمهاة، إلا أنها تختلف عنها من جهة امتلاكهالأسنان مربعة شبيهة بأسنانالماشية، وافتقادها للغدد المفرزةللمسك على وجنتيها.
يعتبر أبو عدس من الحيوانات المألوفة في الأسر على الرغم من ندرته في موئله الطبيعي، حيث يتم إكثاره في المزارع الخاصة بتربية الطرائد لصيده بالإضافة لحدائق الحيوانات. هناك أقل من 500 رأس باق من هذه الحيوانات في البريّة، وأقل من 860 في الأسر. ويجدر بالذكر أن اسم مهاة أبو عدس فيالإنكليزية «Addax،أداكس» يشتق من العربية «أبو عدس».
جاء في «حلية الفرسان وشعار الشجعان» لابن هذيل في باب «السلاح والعدة على الإطلاق» أنَّ «الّلمط هو حيوان من إحدى غرائب المغرب، يَعْمُرُ الصَّحارَى يُصنع من جلده الدَّرق. وخاصية دَرَقة جلد الّلمط أنها أن أصيبت بضربة سيف أو رمح انغلقت الضَّربةُ والتحمت من وقتها واختفت فلا تظهر».[4]
يبلغ ارتفاع أبو عدس حواليالمتر عند الكتفين ويزن ما بين 60 و120كيلوغراما.[5] يكون لون هذه الظباء أبيض على معظم الجسد عدا الصدر والعنق والرأس التي تكون بنيّة بمعظمها عدا بقعة بيضاء صغيرة فوق جسرالأنف وحولالفم، ويتغير لونشعر هذه الحيوانات بتغيّر الفصول حيث تكون بيضاء في الصيف بنية في الشتاء. تمتلك هذه المهاة علامات بنية أو سوداء على رأسها تتخذ شكل "X" فوق أنفها،[6] كما تمتلك لحية هزيلة وخيشومين حمراوين، بالإضافة لشعر أسود يبرز من بين القرون ويُشكل لبدة خفيفة حول العنق. يمتلك كلا الجنسينقرونا ملتوية يصل طولها في الإناث 80 سنتيمترا و120 سنتيمترا في الذكور، ولها أيضاحوافر عريضة مبطنة بما يشبه الخف ليساعدها على المشي فوقالرمال الناعمة. وذيلها قصير ينتهي بخصلة شعر.[7]
تعيش مهاة أبو عدس فيالمناطق الصحراوية حيث تتغذى علىالأعشاب وأوراق أي صنف من الشجيرات والآجام التي تجدها، وهي لا تشرب الماء في العادة بل تحصل على كل العصارات التي تحتاجها من النبات الذي تأكله. وهذا الصنف من الظباء ليلي النشاط وتبقى خاملة خلال النهار لتحافظ على نشاطها ولتتفادى ارتفاع حرارة جسدها. تتكون قطعان أبو عدس من أفراد من الذكور والإناث، ويتراوح عدد أفراد القطيع من رأسين إلى 20 رأسا على الرغم من أن الأعداد كانت أغزر في الأزمنة السابقة. ويجول القطيع لمسافات شاسعة بحثا عن مصادر للطعام، ولهذه القطعان نظام اجتماعي تراتبي بحسب السن على ما يُعتقد حيث يقود القطيع الذكر الأكبر سنا،[7] والذييتزاوج مع جميع الإناث. يولد صغير واحد عادةً ويُفطم بشكل كامل عندما يبلغ الشهر من العمر. يمكن لمهاة أبو عدس أن يُعمّر حتى 25 سنة في الأسر.[8]
قطيع من مهاة أبو عدس في محمية حاي-بار يوطفاتا فيصحراء النقب.
هذه الحيوانات تنتشر، منذ آلاف السنين، عبرشمال أفريقيا بكامله، وصولا إلى بعض أنحاءشبه الجزيرة العربيةوفلسطين. تُظهر الرسومات في المقابر المصرية القديمة أن هذه الحيوانات أحتفظ بها كمواش مستأنسة قرابة العام 2500 ق.م. وحتى ما يُقارب مئة سنة كانت هذه الحيوانات لا تزال منتشرة بشكل واسع من محيط اطلسي غرب المغرب وموريتانيا وصولا إلىالسودان شرقا، ولكن أعدادها تراجعت وانحصرت في مناطق محددة لأسباب مختلفة. ومن هذه الأسباب تدمير المسكن لغرض إقامة مشاريع تنموية، والصيد المكثّف بغية الحصول على قرونها وجلدها. ومما ساعد على انخفاض أعدادها بهذه الوتيرة أنها ظباء بطيئة الحركة مقارنة بالأنواع الأخرى، ويُعرف عنها أنها تُنهك نفسها بالعدو حتى الموت، مما جعلها طريدة سهلة المنال للصيادين المزودينبالأحصنة أوالسيارات.[7]
يتم إكثار أبو عدس في العديد منحدائق الحيوانات والمنتزهات القومية والمحميات حول العالم، ومن هذه المحمياتمحمية حاي-بار يوطفاتاالإسرائلية التي تقوم بتربية هذه الحيوانات وتزويجها في الأسر تمهيدا لإطلاق ممكن في المستقبل في صحراءالنقب جنوبي فلسطين، على الرغم من أن هذه المنطقة قد تكون خارج النطاق الطبيعي لموطن هذا النوع. ومن أكبر برامج الإكثار في الأسر لمهاة أبو عدس هي تلك التي تتم فيحديقة حيوانات هانوفر فيألمانيا، حيث تتم تربية هذه الحيوانات هناك ومن ثم إرسال بعض المجموعات منها إلىالمغربوتونس حيث يتم إبقائها في مناطق مسيجة كي يصار إلى إطلاقها في المستقبل إلى البريّة.[9] كانت هذه الحيوانات قد انقرضت في البرية سابقا، إلا أن حديقة حيوانات بروكفيلد في بلدة بروكفيلد،إلينوي، قامت بإطلاق 4 رؤوس منها إلى البرية حيث تكاثرت بسرعة كبيرة.
^Alden, P.C. (1996) Field Guide to African Wildlife. HarperCollins Publishers, London.
^ابجBurton, Maurice and Burton, Robert (1974).The Funk & Wagnalls Wildlife Encyclopedia. New York, N.Y.: Funk and Wagnalls. ج. 1.OCLC:20316938.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Spevak, E., Gilbert, T., Engel, H., Correll, T. and Houston, B. (2006) Returning the addax and the oryx to Tunisia. Communiqué, American Zoo and Aquarium Association, 2006: 13 - 14.