هذه نسخة متحقق منها من هذه الصفحة
| معركة متيجة في 1839م | |||||||
|---|---|---|---|---|---|---|---|
| جزء منالمقاومة الشعبية الجزائرية ضد فرنسا | |||||||
| معلومات عامة | |||||||
| |||||||
| المتحاربون | |||||||
| القادة | |||||||
| الأمير عبد القادر، أحمد بن سالم، محمد بن علال. | سيلفان شارل فالي برتران كلوزيل نيكولا شانجارنيي جان ألكسندر دي بورجولي. | ||||||
| القوة | |||||||
| الخسائر | |||||||
| 658 | أكثر من 100[1] | ||||||
![]() | |||||||
| تعديل مصدري -تعديل | |||||||
معركة متيجة في1839م شملت الأرجاء المتاخمةلمدينة الجزائر في سهلمتيجة.
كانتمعاهدة تافنة التي وقع عليهاالأمير عبد القادر في30 ماي1837م مباشرة وبعدمعركة الثنية فرصة لتنظيم شؤون الدولة الجزائرية من غربها إلى شرقها.[2]
وكان الفرنسيون قد استفادوا من هذهالهدنة من أجل التفرغ للقضاء على مقاومةأحمد باي في الشرق الجزائري، إعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال فيمنطقة القبائلوالتيطريوالونشريس، فك الحصار عن المراكز الاستيطانية الفرنسية، وانتظار وصول الإمدادات العسكرية منفرنسا[3] · .[4]
وأثناء ذلك، استغلالأمير عبد القادر هذهالمعاهدة لتعزيز قواته العسكرية وتنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية والتنظيمات العسكرية.ذ، فقام بتشكيل مجلس وزاري مصغر يضم رئيس الوزراء، نائب الرئيس، وزير الخارجية، وزير الخزينة الخاصة ووزير الأوقاف (وزير الأعشار والزكاة)، ثم الوزراء الكتبة وهم ثلاثة حسب الحاجة واتخذت هذه الدولة من مدينةمعسكر عاصمة لها.[5]
وقام الأمير عبد القادر بتأسيس مجلس الشورى الأميري المتكون من 11 عضوا يمثلون مناطق مختلفة.[6]
وكان من أهم إنجازات المرحلة هو التقسيم الإداري للبلاد إلى ثمان مقاطعات أو ولايات، وكل مقاطعة يديرهاخليفة، وقسم كل مقاطعة إلى عدة آغاليك أو دوائر، ووضع على رأس كل آغاليك قائدا يدعى برتبة آغا، ويضم الآغاليك عددا من القبائل يحكمها قائد، ويتبع القائد مسؤول إداري يحمل لقب شيخ.[7]
وقام الأمير عبد القادر بتنظيم الميزانية وفق مبدأ الزكاة، وفرض ضرائب إضافية لتغطية نفقات الجهاد وتدعيم مدارس التعليم، كما أجرى تدعيما للقوة العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة والذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء حتى يزيد من فاعلية جيشه.[8]
وبادر كذلك إلى تصميم علم وطني وشعار رسمي للدولة، بالتوازي مع ربط علاقات دبلوماسية مع بعض الدول.[9]

شعر الفرنسيون بخطورة نشاط الأمير على مصالحهم فنقضوامعاهدة تافنة من خلال مبادرة «المارشال فالي» إلى خرقالهدنة بعبور قواته الأراضي التابعة للأمير.[7]
فما كان منالأمير عبد القادر إلا أن أعلن من جديد الجهاد ضدالاحتلال الفرنسي في يوم15 جوان1839م.[10]
فتم بذلك رسميا نقض المعاهدة واستئناف الحرب في سنة1839م بضراوة كبيرة.[11]
وتم ترسيم العودة إلى الحرب في «حصن تازا» بمنطقةبرج الأمير عبد القادروتيسمسيلت أين احتضن هذا الموقع حدثا مهما يوم3 جويلية1839م وهو انعقاد «المجلس الشوري للمقاومة» الذي تمخض عنه إعلانالأمير عبد القادر الجهاد مجددا ضد الاحتلال الفرنسي بعد نقض فرنسالمعاهدة تافنة[12] · .[13]
ذلك أنالجنرال بيجو كان قد استعد بجيوش جديدة أثناء فترةالهدنة منذ30 ماي1837م، وكرر الفرنسيون نقض المعاهدة عدة مرات منذ مطلع عام1839م، وبدأالجنرال بيجو يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، ويحرق القرى والمدن التي تساند الأمير.[14]
وكانالمارشال فالي هو الذي تكفل بالعمليات الدموية الناقضة للمعاهدة لأنه كان يرى أن محيطمدينة وهرانومدينة الجزائر يجب أن يتم تحصينه وتحريره من سلطة الجزائريين، فاقترح على الحكومة الفرنسية أن يتم احتلال مدينتيالقليعةوالبليدة.
فقامالمارشال فالي بالاحتلال الفعلي لمدينتيالقليعةوالبليدة في شهرماي1838م، لينتقل بعدها إلىمنطقة الشفة التي تمثل الحدود الغربيةلمتيجة مع دولةالأمير عبد القادر الجزائري.
كما قام بإنشاءمخيمات في منطقةالفندق على ضفافوادي قدارة قرببودواو.
وانتقل بعدها خلال إلى خريف وشتاء1838م نحو الشرق لتحصين وتنظيممنطقة عنابة.
وأثناء فصل الخريف لسنة1839م، اتجهالمارشال فالي نحو هضبةسطيف من أجل الإخضاع الكلي لقبائلها التي كان يعمل أعوانالأمير عبد القادر على دفعها للتمرد.
فقامت القوات الفرنسية باقتحاممضيق البوابات الحديدية فيمنطقة القبائل بتاريخ27 أكتوبر1839م.
وكانتحملة البوابات الحديدية على إقليم موضوع تحت سلطةالأمير عبد القادر في «مقاطعة مجانة» إيذانا باعتبارمعاهدة تافنة لاغية واندلاع شرارة الحرب من جديد.

غداة نقضمعاهدة تافنة من طرف الفرنسيين، شاركت قوات الخليفة «أحمد بن سالم» في هجومالأمير عبد القادر على سهلمتيجة في مطلع سنة1839م كرد فعل علىحملة البوابات الحديدية.[15]
وكانالأمير عبد القادر قد أعطى أوامره في بداية1839م لحلفائه من قبائلحجوط كي يزعجوا القبائل العميلة في «وطن بني موسى» و«وطن بني خليل» داخلمتيجة لجعلهما غير قابلين للاستيطان الفرنسي في انتظار الاكتساح الجزائري لهذه المنطقة.
وكان الفارس «البشير بن خويلد» هو أشجع فرسانحجوط الذي كان يقود الغارات على «وطن بني موسى» و«وطن بني خليل» وسائر مناطقمتيجة لبث الرعب وسط الفرنسيين، وكان ابن عمه «إبراهيم بن خويلد» ساعده الأيمن في العمليات الحساسة، بالإضافة إلى «الجيلالي بن دواد» و«علي بن عودة» و«رمضان بلحاج» و«علي بن حميدة» و«الحاج سليمان» و«قويدر بن ضياف».
ثم اقتحم «أحمد بن سالم» منطقةمتيجة في28 أفريل1839م مع جنوده المشاة حتى وصل إلى منطقةبئر خادم، وفي15 ماي1839م تم الوصول إلى منطقةالحامة على مشارفمدينة الجزائر، قبل أن ينسحب الجزائريون نحوالحراش أين اشتبكوا مع الفرنسيين من جديد ليفقدوا بذلك بعض الجنود الذين من بينهم القائد «الحسين بن زعموم».[16]
وكان الاكتساح الكبير الموعود بُعيد يوم11 نوفمبر1839م بمشاركة الخلفاء الثلاثة «أحمد بن سالم» من الشرق (البويرة)، «محمد بن علال» من الغرب (مليانة)، و«محمد بن عيسى البركاني» من الجنوب (المدية).
| رقم | القائد | الإقليم | العاصمة |
|---|---|---|---|
| 01 | الأمير عبد القادر الجزائري | إقليممعاهدة تافنة | معسكر |
| 02 | الخليفةأحمد بن سالم الدبيسي | «مقاطعةحمزة» | البويرة |
| 03 | الخليفة «محمد بن عيسى البركاني» | «مقاطعةالتيطري» | المدية |
| 04 | الخليفة «محمد بن علال» | «مقاطعةمليانة» | مليانة |
وقد حشد «أحمد بن سالم» جنوده وفرسانه من أجل تخريب ممتلكات الفرنسيين فيمتيجة وسلبها أثناء هذا الهجوم.
فتم الانتقام من القبائل العميلة المتعاونة مع الفرنسيين فيمتيجة لتكون حصيلة القتلى من الفرنسيين وحلفائهم كبيرة جدا بالإضافة إلى خراب المستوطنات الزراعية.
وقام «أحمد بن سالم» بالهجوم على القبائل العميلة في «وطن الخشنة» شرق سهلمتيجة بتاريخ15 ديسمبر1839م أين أجبر عملاء فرنسا على ترك دواويرهم مع قائدهم العميل «أحمد بن قاية» الذي احتمى فيمدينة الجزائر.
فانسحب «قائد بني خليل» المدعو «محمد بن حليمة» نحومدينة الجزائر في18 ديسمبر1839م للاحتماء بها من المقاومين الجزائريين.
وقد تسلل 2.000 فارس جزائري نحومتيجة بتاريخ20 ديسمبر1839م، حيث أن فرسان «أحمد بن سالم» هاجموا «الدواوير» العميلة في «جبال الخشنة» من الشرق، في حين أن فرسانا آخرين قادمين منالمدية مروا عبروادي الحراش، إلا أن الجنود الفرنسيين في معسكر «وطن بني موسى» صدوا هؤلاء الفرسان الآتين من الجنوب.
وهاجم «أحمد بن سالم» في22 ديسمبر1839م موكبا من 200 جندي في «الفوج الثامن والأربعين من مشاة الخط» قربالحراش، وكان تعداد الجزائريين يصل إلى 800 جندي نظامي، إلا أن رد فعل «الرائد مارشزان» سمح بإنقاذ جنوده من الإبادة وإيصالهم إلىالحراش سالمين.


بعد اشتباكات ضارية نشبت بين الجزائريين والفرنسيين منذ11 نوفمبر1839م في سهلمتيجة، حاصرت قواتالأمير عبد القادر المخيمات الفرنسية التي أنشئت حول مدينتيالبليدةوبوفاريك، وابتدأ هذا الحصار يوم15 ديسمبر1839م[17] · .[18]
فتم حشد كل القوات الجزائرية المتوفرة من طرف خليفتَيْ «مقاطعة التيطري» و«مقاطعة مليانة» قصد الاستحواذ على مدينتيالبليدةوالشفة، في حين أن المشاة النظاميين والفرسان الكثيرين كانوا متجمهرين في منحدر «وادي الكبير»[19] · .[20]
وتم إنهاء المعركة الكاسحة بين الجزائريين والفرنسيين في يوم31 ديسمبر1839م حينما تم إجبار جنود وفرسانالأمير عبد القادر على الانسحاب الكلي منسهل متيجة.[21]
وأصبحت كل قبائلمتيجة لا تخضع منذ ذلك اليوم لسلطةالأمير عبد القادر ما عدا «قبيلة الهاشميين».[22]
فبعد أن تمت دراسة أرضية المعركة المرتقبة بعد الحصار المضروب على المخيمات، تم اتخاذ قرار مواجهة الجزائريين وانطلقالماريشال فالي منبوفاريك في صبيحة31 ديسمبر1839م ضمن جيش متكون منالفوج الثاني من المشاة الخِفافوالفوج السابع عشر من المشاة الخِفاف، مسنودين بحوالي 1.000 جندي منالفوج الثالث والعشرين من مشاة الخطوالفوج الرابع والعشرين من مشاة الخط، بالإضافة إلى 450 جندي منالفوج الأول من صيادي إفريقيا ترافقهم أربع قطع منالمدفعية.[23]
واتجه هؤلاء الآلاف من الجنود الفرنسيين نحووادي العلايق عبر دروب سهلمتيجة.[24]
وتم الاشتباك في منطقة «سيدي خليفة» مع الفرسان الجزائريين الذين قاموا بمناوشة الفرنسيين الذين ردوا عليهم على مستوىوادي العلايق بهجوم حوالي 2.000 فارس مدعومين بقناصيالفوج السابع عشر من المشاة الخِفاف حيث اندلع تبادل إطلاق نار كثيف بين الطرفين.[25]
وبعد مواجهة الفرسان الجزائريين جاء دور الالتحام مع المشاة قرب المكان المسمى «أشجار السرو الخمسة»، أين تقدم جيش من حوالي 1.500 جندي مشاة، من بينهم 800 جندي من المشاة النظاميين للأمير عبد القادر، وكان هذا الجيش من المشاة الجزائريين يتوجهون نحو مقدمة الجيش الفرنسي وهم ضاربون للطبل ورافعون للأعلام والرايات.[26]
فبادر حينئذالعقيد شانجارنيي الذي كان يقودالفوج الثاني من المشاة الخِفاف بالالتفاف على يمين الجيش الفرنسي من أجل مواجهة الجيش الجزائري.[27]
وبعد أن طلب الإذن من قيادته، تم السماحللعقيد شانجارنيي بالاقتحام بواسطةالحرباتوالسيوف المنحنية في وسط صفوف المشاة الجزائريين ويتبعه في ذلكالفوج الثاني من المشاة الخِفاف.[28]
كانالعقيد بورجولي أثناء ذلك قد التف على الجانب الأيسر من الجيش الفرنسي على رأس أربعوحدات عسكرية منالفوج الأول من صيادي إفريقيا ليصطدم مع القوات الجزائرية.[29]
وبعد تبادل كثيف لإطلاق رصاص البنادق مع استعمال الحراب والسيوف المنحنية، انسحبت القوات الجزائرية في فوضى كبيرة تاركة وراءها حوالي 300 جندي مقتول على أرض المعركة.[30]
وكانت غنائم الفرنسيين متمثلة في قطعة مدفعية، ثلاث رايات، صناديق الطبل الخاصة بالمشاة النظاميين الجزائريين، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة.[31]
وكانالماريشال فالي يتابع شخصيا مجريات المعركة على بعد حوالي 3 كلم، وسرعان ما التحق بصفوفالفوج الأول من صيادي إفريقياوالفوج الثاني من المشاة الخِفاف بعد انتصار الفرنسيين من أجل تهنئة جنوده، وقاموا بدورهم بمنحه الغنائم التي سلبوها من القتلى الجزائريين.[32]
واستقرت حصيلة هذه المعركة عند الفرنسيين بتاريخ31 ديسمبر1839م في 20 جنديا مقتولا،وملازم فيسلاح الفرسان مقتول، بالإضافة إلى 50 جريحا.[33]
وإذا كان عدد الجزائريين المشاة المقتولين بلغ 300 جنديا في هذه المعركة، فإن بعض الفرسان الجزائريين قد سقطوا قتلى كذلك في ساحة الوغى قربوادي العلايق[34] ·[35] · .[36]
{{استشهاد ويب}}:الوسيط|title= غير موجود أو فارغ (مساعدة){{استشهاد ويب}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة) والوسيط|title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)