وفي أي يوم صاف، يمكن رؤية الساحل المواجه والبنايات الموجودة على الشاطئ أيضًا بالعين المجردة، وأثناء فترة الليل يمكن مشاهدة الأضواء الساطعة من الأرض هناك، كما في قصيدة الشاعر الإنجليزيماثيو أرنولد «دوفر بيتش (شاطئ دوفر)».
يمر معظم النقل البحري بينالمحيط الأطلنطيوالشمالوبحر البلطيق عبر مضيق دوفر، بدلاً من السفر عبر الطريق الأطول والأكثر خطورةً حول شمالاسكتلندا. لذلك فهو يُعد أزحم طريق بحري دولي في العالم، حيث تستخدمه أكثر من 400 سفينة تجارية يوميًا. وقد جعل هذا الازدحام من الأمن مسألةً حرجة؛ حيث يلتزمخفر السواحل الخاص بجلالة الملكة بمراقبة المضيق طوال اليوم وفرض نظام صارم على الممرات الملاحية.[3]
بجانب الحركة المرورية المُكثَّفة بين الشرق والغرب، يتقاطع المضيق من الطريق بين الشمال والجنوب بسببالعبَّارات التي تصلدوفربـكاليهوبولوني. وقد كانت هذه العبَّارات تعبر من خلال المضيق حتى التسعينيات لأنه كان الطريق الوحيد الذي يمر من فوق السطح، إلا أننفق المانش الآن يقدم طريقًا بديلاً، من خلال العبور تحت المضيق بمتوسط عمق 45 مترًا أي (150 قدمًا) تحت سطح البحر.وتمت تسمية إحدى المناطق البحرية التابعةلـتنبؤات الطقس للملاحة البريطانية على اسم مدينة دوفر.
صورة التقطتها وكالة ناسا (NASA) من خلال الأقمار الصناعية في ديسمبر 2002
يُعتقد أن المضيق تشكَّل على هذه الهيئة نتيجةتعرية تعرض لها جسر أرضي كان يصل بينويلد فيبريطانيا العظمى وحتىبولونيس في الإقليم الفرنسيباد كاليه. ويهيمنالصخر الطباشيري على جيولوجيا المضيق في كلا الجانبين البريطاني والفرنسي بالإضافة إلى قاع البحر. وعلى الرغم من مقاومة المضيق إلى حدٍ ما للتعرية، إلا أن التعرية التي حدثت على كلا الساحلين قد شكَّلتمنحدرات دوفر الصخرية البيضاء الشهيرة في المملكة المتحدة كما شكَّلت منحدراتكاب بلان نيز في فرنسا. وقد تم حفرنفق المانش بين الصخر الطباشيري الصلب.
صورة التقطتها وكالة ناسا (NASA) من خلال القمر الصناعي تيرا في مارس 2001
تدفقنهر الراين (كما حدث معنهر إرستروم) في اتجاه الشمال إلى بحر الشمال بسبب انخفاض مستوى سطح البحر أثناء بداية أول عصرالبليستوسينالعصور الجليدية خلال الحقبة البليستوسينية. وقد صنع الجليدسدا منإسكندنافيا وحتىاسكتلندا، واجتمع نهر الراين ونهرالتيمز مع المصبات القادمة من معظمشمال أوروبا، وكونوا بحيرةً واسعة خلف السد، والتي تسربت في النهاية نحو منطقة الويلد إلىبحر المانش. ثم اتسعت فيما بعد هذه القناة الفيضية تدريجيًا وتعمقت حتى كونت مضيق دوفر. لذلك يُعتقد أن قناة ضيقة أكثر عمقًا على طول منتصف المضيق كانت هي قاع نهرالراين في آخر عصر جليدي. يوجد فيشرق أنجيليا رواسب جيولوجية تشير إلى المجرى الشمالي القديمقبل العصر الجليدي لنهر الراين.
استنتجت دراسة تم إجراؤها عام 2007 أن[4][5] بحر المانش قد تشكَّل بسبب تعرية حدثت نتيجةفيضانيين كبيرين. حدث الفيضان الأول منذ حوالي 425 ألف سنة، عندما فاضت بحيرة محاطة بسدٍ جليدي في بحر الشمال الجنوبي وكسرت سلسلة جبال ويلد-أرتوا الطباشيرية في حدث تعرية كارثي وحادثة فيضان مدمرة. ثم بعدها، أفاض نهر تيمزونهر شيلدت من خلال الفجوة نحو بحر المانش، بينما استمرنهر الميز والراين في الفيضان باتجاه الشمال. وفي فيضانٍ ثانٍ منذ حوالي 225 ألف سنة، كان نهرا الميز والراين محاطين بسدِ جليدي داخل بحيرة حطمت حاجزًا عاليًا وضعيفًا بطريقةٍ مأساوية (ربما كان من الصخر الطباشيري، أورُكام جليدي-نهائي قد خلَّفه الغطاء الجليدي). اخترقت هذه الفيضانات قنوات فيضانية هائلة في قاع بحر المانش الجاف، تشبه في ذلك نوعًا ما مرتفعاتChanneled Scablands (مرتفعات قاحلة تخترقها قنوات جافة) أونهر واباش في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد تم محاولة صنع العديد من وسائل العبور بخلاف تلك الموجودة في السفن التقليدية، ومنها:قارب صغير ببدالات،وحوض استحمام (بانيو)،ومدرعات برمائية أما الوسيلة الأكثر شيوعًا فهيالسباحة. يحظر القانون الفرنسي العديد من هذه الوسائل بينما لا يحظرها القانون البريطاني، لذا فإن معظمها ينشأ في إنجلترا.
^Gupta، Sanjeev؛ Collier، Jenny S.؛ Palmer-Felgate، Andy؛ Potter، Graeme (2007)، "Catastrophic flooding origin of shelf valley systems in the English Channel"،Nature، ج. 448، ص. 342–346،Bibcode:2007Natur.448..342G،DOI:10.1038/nature06018،PMID:17637667.
^Europe cut adrift", by Philip Gibbard, pp 259-260,نيتشر (توضيح), vol 448, 19 July 2007