الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء منالعالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الأفريقية، وتعتز بامتدادها الآسيوي، وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية.
المصريون، هذا هو الاسم الأساسي لهذا الشعب ونسبته إلىمصر واسم مصر فياللغات السامية الأخرى نسبة إلىمصرايم بنحام بننوح، ويفسره البعض بأنه مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو البسيطة (الممتدة)، وقد يعني أيضا الحصينة أو المكنونة. كلمة مصريين مشتقة من المصطلحالقرآنيمصر، ومصطلحالكتاب العبريمتزرايم، ومصطلحرسائل تل العمارنةمصري (أي أرض مصر)[25] وهناك سجلاتأشورية تدعو مصرمو-صور.[26]
(رمتن كيمت): مصطلح أطلقه المصريون على أنفسهم ويعنى أهلمصر.
(من اليسار إلى اليمين)
(كيمتيو): مصطلح آخر أطلقه المصريون على أنفسهم ويعنى أيضاً أهل مصر. (رمتن باتا): مصطلح أطلقه المصريون على أنفسهم ويعنى أُناس الأرض.
(من اليسار إلى اليمين)
(قبط): مصطلح أطلقه اليونانيون على المصريين، مشتق من (حا كا بتاح) أي بيت ومعبد بتاح ومنه أُخِذ لفظ (أجيبتوس) أي مصر عند اليونانيين.
أقام المصريون حضارة عظيمة وهيالحضارة المصرية القديمة وقد امتدت تلك الحضارة لآلاف السنين ويعتقد أن العديد من الشعوب الحالية جاءت من نسب المصريين، ولكن مع اختلاط الشعوب والحضارات والنزوحات في العصر الحديث يصعب الجزم بذلك.
ولقد قدِم إلىمصر عديد من الشعوب الأخرى للتعلم والتجارة كالإغريقوالنوبيينوالليبيّنوالفرسوالعرب بعدالفتح الإسلامي لمصر، ولكن لم يحدث اختلاط يذكر للنسب المصري بهم فنجد أن أسماء الأجداد المصرية كما هي،المنوف نسبة لمنفوالمنوفيةوالأسيوطي والمصري وهكذا. وأثبتت البحوث التابعة لمركز دعم المعلومات واتخاذ القرار التابعلرئاسة مجلس الوزراء المصرية أن نسبة الدم المصري في المواطنين تتعدى 91%[بحاجة لمصدر] ويوجد رغبة كبيرة من الدارسين على التعرف على الأصول المصرية كما يوجد بعض الشعوب التي تُنسَب أو تَنسِب نفسها للنسل المصري مثلالبلقان للمصريين.[27][28][29] ومن المقولات الشهيرة بهذا الخصوص، إن كل من شرب منالنيل يصبح مصريًّا.[30]
رُحِبالإسكندر الأكبر عند دخوله مصر عام 332 ق.م. على أنه مخُلِّص للشعب المصري. انتهت الحقبة المتأخرة لمصر القديمة بوفاته عام 323 ق.م. حكمتالأسرة البطلمية مصر من 305 ق.م. وحتى 30 ق.م. وأدخلتالثقافة الهلنستية إلى مصر. حاول 4000 مرتزقة منالقلط القيام بانقلاب عسكري طموح ضدبطليموس الثاني عام 270 ق.م. ولكن باءت بالفشل.
أثناء زمن الفراعنة (من 2920 ق.م. حتى 525 ق.م. وفقًاللتسلسل الزمني لمصر القديمة)، كانت الملكية المقدسة هي ما حافظ على تماسك المجتمع المصري وكانت واضحةً أكثر فيالمملكة القديمةوالوسطى واستمرت حتى الفتح الروماني. استمر الهيكل الاجتماعي الذي خلقه هذا النظام من الحكم دون تغيير حتى الزمن المعاصر.[31] ضعف دور الملك بشكل كبير بعدالأسرة العشرين، والذي عرض مصر للتأثير الخارجي والاحتلال. كان دور الملك هو أن يكون ابنرع وكلّف بالمحافظة علىماعت (القانون)، وهو مبدأ الحقيقة والعدالة والنظام، وأن يحسن من الاقتصاد الزراعي المصري عبر التأكد من حدوثفياضانات النيل. عكس تولي العرش المصري أسطورة حورس الذي تولّى الحكم بعدما قام بدفن أبيه المقتولأوزيريس. ملك مصر، مجسدًا لحورس يمكن له أن يتولى العرش بعد دفنه للحاكم السابق له، والذي غالبًا كان أباه.
كان الاهتمام الذي أعاره المصريون لأمواتهم، والتقدير الذي كان يُنظر إليهم به من أبرز صفاتالمجتمع المصري القديم، بنى المصريون قبورًا لموتاهم وسعوا وراء جعلها خالدة. مُثِّل ذلك بشكل واضح فيأهرامات الجيزة، تعني الكلمة المصرية القديمة للقبر پر-دچت pr-djet «بيت الخلود». أحب المصريون أيضًا الحياة كما يظهر في الجداريات والنقوشات والكتابات وغيرها من المصادر التي تظهر المصريين وهم يشاركون في نشاطات كالزراعةوالصيد والرحلات التجارية والاحتفال بالأعياد والقيام بالحفلات واستقبال الضيوف معكلابهموقططهموقردتهم الأليفة، كما أحبوا الرقص والغناء والطعام والشراب ولعب الألعاب. عُرِف عنالمصريين القدماء امتلاكهم لروح دعابة ممتع مثل أحفادهم المعاصرين.[32]
من الصفات المميزة لهذه الحقبة أيضًا هي سلوك المصريين تجاه الأجانب، فكانوا يعتبرونهم أقل حظًا كونهم ليسوا أعضاء من المجتمع المصريرِمِتِ rmt أو «الناس» (المصريون). سهَّل السلوك هذا التواصل المصري مع الشعوب الأخرى خلالالمملكة الحديثة عندما امتدت مصر وأصبحت إمبراطورية شملتالنوبة عبرجبل البركل وأجزاء منالشام.
غُذي شعور المصريون بالاستعلاء عبر التصديق الديني، حيث آمن المصريين أن الأجانب في أرض تا-ميري (مصر) كانوا انتهاكًا لحرمةماعت، وهو منظور عبرت عنهمعاتبة إيبوير في رد فعل على الأحداث الفوضوية التي وقعت أثناءالفترة الانتقالية الثانية. وُصِف الأجانب في النصوص المصرية بمصطلحات مهينة مثل «الآسيويون البؤساء (الساميون)» و«الكوشيون الحقراء (النوبيون)» و«الكلاب الآيونيون (اليونانيون)». لم تتأثر المعتقدات المصرية بوقوع العرش تحت حكمالهكسوسوالأشوريينوالليبيينوالفرسواليونانيين، فتولى الحكام دور الفرعون المصري وأُظهروا وهم يدعون إلى الآلهة المصرية على الجداريات.
استخدمالمصريون القدماءتقويم شمسي قسّم السنة إلى 12 شهراً بطول 30 يوم، مع خمسة أيام إضافية. دار التقويم حول الطوفان النيلي السنوي (أخ.ت)، والذي كان أول المواسم الثلاث التي قسمت إليها السنة. كانت المواسم الأخرى هي الشتاء والصيف، كليهما يستغرق أربعة أشهر. يقومالفلاح المصري الحديث بحساب المواسم الزراعية، والتي ما زالت تحمل أشهرها نفس الأسماء القديمة لها بنفس الطريقة التي كان يستخدمها الفلاح المصري القديم.
لا يمكن التشديد أكثر على أهميةالنيل في الحياة المصرية القديمة والحديثة، فكان الطمي الغني بالعناصر الذي حمله النهر أساس قيام المجتمع ومن ثمالحضارة المصرية. كان المصريون يحتفلون بوفرة الطوفان; فكانت تتسبب المياه المنخفضة غالبًا بالمجاعات، جسد المصريون القدماء الطوفان النيلي في الإلهحابي وكرثواترنيمة النيل للاحتفال به. لذلك، فكانت كِمِت، الأرض السوداء (لتربتها الداكنة الغنية) كما وصفهاهيرودوت «هبة النيل».
جداريةلحرفيين مصريين في ورشة عمل، مقبرة نيبامون وإيبوكي 1349 ق.م.
لحق وفاة الإسكندر الأكبر انتشار قصة أننختنبو الثاني كان أبًا له، والذي جعل منه وريث شرعي للعرش ذا صلة بالفراعنة الأصليين في عين المصريين.[33] على النظير، قام الحكام البطلميون الجدد باستغلال مصر لمنفعتهم الشخصية مسببين شقة اجتماعية بين المصريينواليونانيين.[34] حافظ الكهنة المحليون على السلطة التي تمتعوا بها عبر عصر الأسرات. استمر المصريون في ممارسة ديانتهم بلا تدخل واستطاعوا بشكل كبير أن يعيشوا في مجتمعات خاصة منفصلة عن المحتلين الأجانب.[35] أصبحتاليونانية لغة الإدارة، ولكن استمرت الكتلة الأكبر من السكان في التحدثبالمصرية وكانوا مرتكزين في الريف، بينما عاش معظم اليونانيون في الإسكندرية ولم يستوعب منهم اللغة المصرية إلا قلة.[36]
لم يغير الحكام البطالمة من أسمائهم وألقابهم اليونانية، لكن ظهروا للعوام في هيئة فراعنة مصر. تشكلت أغلبية النصوص الأدبية العامية في هذه الفترة من المرحلةالديموطيقية مناللغة المصرية، وكان تركيز المضمون على المراحل المبكرة من التاريخ المصري عندما كانت مصر مستقلة ويحكمها فراعنة أصليين عظام مثلرمسيس الثاني. تداول المصريون كتابات نبوئية تعد بالطرد الجماعي لليونانيين، وشهدت الفترة البطلمية ثورات متواترة من المصريين.[37] يعتقد أن إحياءعبادة الحيوانات التي كانت منتشرة في عصور ما قبل الأسر والأسر المبكرة جاءت لتملأ فجوة روحانية بفعل إرهاق وشعور المصريين بالخذل للوقوع ضحية لأمواج متكررة من الاحتلال الأجنبي.
بقي الهيكل الاجتماعي الذي صنعه اليونانيون متماسكًا بشكل كبير بعد الاحتلالالروماني لمصر عام 30 ق.م. عاش أباطرة الرومان خارج مصر ولم يقوموا بالوظائف الشعائرية المعتادة للملكية المصرية كما كان يفعل البطالمة. ازدهر فن رسماللوحات لأوجه المومياوات في هذه الفترة، وانتشرت الطبقية في المجتمع المصري مع تصدر الرومان قمة الهرم الاجتماعي المصري، بينما شغلاليونانيينواليهود نصف الهرم، وشغل المصريين بالرغم من تشكليهم الأغلبية العظمى قاعدة الهرم. دفع المصريون الضرائب كاملة، بينما دفع اليونانيين النصف وأعفي منها الرومان بشكل تام.[38]
أيّد الإمبراطور الرومانيكاراكلا طرد المصريين من مدينة الإسكندرية قائلًا «يمكن التعرف عن المصريين الحقيقيين من بين نساجو الكتان عبر أسلوب الحديث الخاص بهم.»[39] ظل هذا الإسلوب تجاه المصريين حتى مُنِحوا الجنسية الرومانية عام 212 ب.م، لكن دام الانفصال العرقي بلا تغير كبير.[40] عاملالرومان المصريين كما عاملهمالبطالمة على أنهم أملاك خاصة، حيث استغلوا الأراضي المصرية لمنفعة الصفوة الأجنبية. عاني الفلاحون المصريون من ضغوطات شديدة حيث أمروا بزيادة الإنتاج لملاقاة حاجات الرومان من المحصول، والذي أدى إلى فرار البعض منهم إلى الصحراء.[41]
كانت دياناتإيزيسوأوزيريسوسيرابيس الأشهر في مصر وفي أنحاءالإمبراطورية الرومانية حتى قدومالمسيحية، وظلت هذه الديانات المنافس الأول للمسيحية في أعوامها الأولى. دام المعبد الأساسي لإيزيس مركز عبادة كبير في مصر حتى حكم الإمبراطورالبيزنطيجستينيان الأول في القرن السادس عندما تم إغلاق المعبد. أقام المصريون المتعبون من الانتهاك الأجنبي مقارنة موازية بين قصة الإلهة الأم إيزيس وحمايتها لابنهاحورس وقصة هروبمريم العذراء مع ابنهايسوع من الإمبراطورهيرودس الأول.[42]
كنتيجة، أصبحت مواقع عديدة اعتقد المصرون أن العائلة المقدسة أقامت بها مؤقتًا أثناء بحثها عن ملجئ مقدسة لهم. رأي مسيحيو مصر أن زيارة العائلة المقدسة هي تحقيق لنبوءة التوراتية «لما كان إسرائيل غلاما أحببته ومن مصر دعوت ابني.» (هوشع 11:1). أصبح عيد قدوم رب مصر في الأول من يونيو جزء مهم من التقاليد المسيحية المصرية. حسب التقاليد، أُدخِلت المسيحية إلى مصر من قبلالقديس مرقس في أربعينيات القرن الأول الميلادي تحت حكم الإمبراطور الرومانينيرون. كان أوائل معتنقو الدين هميهودالإسكندرية، والتي كانت مركزًا ثقافيًا وعلميًا لسكان حوض البحر المتوسط.
قيل أن القديس مرقس هو من أسس الكرسي الرسولي المقدس في الإسكندرية وأصبح أولبطريرك له. في غضون 50 عام من وصول القديس مرقس إلى الإسكندرية، ظهرت قطع منالعهد الجديد فيالبهنسا مقترحًا أنه كان للمسيحية انتشار جنوب الإسكندرية في وقت مبكر. بحلول نصف القرن الثالث الميلادي، كان يتم اضطهاد عدد كبير من أتباع المسيحية من المصريين من قبل الرومان لتبنيهم الدين الجديد بدءًا بحكمديكيوس. كانت المسيحية مقبولة في الإمبراطورية الرومانية حتى عام 284م، عندما اضطهد وأمر بقتل المسيحيين المصريين الإمبراطورديوكليتانوس.[43]
أصبح هذا الحدث نقطة تحول في تاريخ المسيحية في مصر حيث عَلَّمَ بداية تكون الكنسية المصريةالقبطية. يُعرَف هذا العصر الآن باسم «عصر الشهداء» وتُحيا ذكراه فيالتقويم القبطي حيث تبدأ تواريخه بداية من تاريخ حكم ديوكليتانوس. تحت اضطهاد مستمر من الحكم، ذهب العديد من المصريين إلى الصحراء للبحث عن مأوى، وغُرِسَت بذلك بذرة ممارسةالرهبانية الفردية التي يُعَد القديسينأنطونيوسوباخوموشنودةوآمون روادها. بحلول القرن الرابع الميلادي قُدِر أن الغالبية العظمي من المصريين قد اعتنقوا المسيحية.[43]
أسستمدرسة الإسكندرية المسيحية من قبلبنتينوس في القرن الثالث الميلادي، حيث أصبحت مركزًا مؤثرًا لدراسة المسيحية وكذلك العلوم والرياضيات والعلوم الأدبية. تُرجِمسفر المزامير وجزء منالعهد الجديد في المدرسة من اللغة اليونانية إلى المصرية، والتي بدأت في أن تتبنى الأحرف اليونانية مع عدد من الأحرف الديموطيقية. تُعرَف هذه المرحلة من تطور اللغة المصرية الآنباللغة القبطية. كان ثالث لاهوتي بالمدرسة هو اللاهوتي المصريأوريجانوس، والذي أثبت تفوقه في مجال اللاهوتية وأصبح من أكثرآباء الكنيسة تأثيرًا. كان كثير الترحال، حيث ذهب للتدريس بالعديد من الكنائس حول العالم وصنع العديد من الأعمال المهمة مثلالتفسير الديني للعديد من تراجمالعهد القديم «هيكسبالا[الإنجليزية]». تُرجِم العهد الجديد بالكامل إلى القبطية في ذروة الحكمالبيزنطي. بينما استمرت المسيحية في الازدهار في مصر، واجه معتنقو المعتقدات الوثنية القديمة الناجية ضغوطات متزايدة لتركها.
عملت الإمبراطورية البيزنطية على محو كل الآثار المتبقية للديانات المصرية القديمة، فتحت حكمثيودوسيوس الأول تبنت الإمبراطورية الدين المسيحي دينًا رسميًا لها ومُنِعت كل الديانات الوثنية. هدمت العديد من المعابد المصرية القديمة أو حولت إلى أديرة عقب وقوع مصر تحت السلطة القضائيةالقسطنطينية بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية.[44]
من أهم اللحظات في تاريخ الكنسية المصرية هي الجدال الذي نشب حول طبيعةيسوع المسيح والتي أدت إلى الانقسام النهائيللكنيسة القبطية عن الكنيسة البيزنطية والرومانية. عُقدمجمع خلقيدونية في451م، والذي كان دليل على عزم الإمبراطورية البيزنطية على الهيمنة المعتقدية على مصر. بعد إعلان المجمع طبيعة المسيح الثنائية المتجسدة في فرده، كان الرد المصري سريعًا حيث قام برفض جميع مراسيم المجمع لتعارضها معالمذهب الميافيزي للأرثوذكسية القبطية. كان للتمسك القبطي بالمذهب الميافيزي أمام التأييد اليوناني الملكاني للخلقيدونية عواقب لاهوتية وقومية. كما فسرهاعالم القبطيات جيل كامل «فتح الجانب الذي اتخده المصريون المجال لتأسيس الكنسية القبطية لنفسها كجسم مستقل غير متعلق عقائديًا بالقسطنطينية، وبدأ اللاهوتيون في الكتابة باللغة القبطية أكثر من اليونانية. كونالفن القبطي شخصيته القومية الخاصة واتحد الأقباط سويًا ووقفوا ضد القوي الإمبريالية.»[45]
في العهد الإسلامي من أواخر العصر القديم إلى العصور الوسطى
سبقالفتح الإسلامي لمصر استعادة الإمبراطورهرقل حكمه للبلاد بعدالغزو الساساني (الفارسي) لمصر في616م، وعيّنكورش بطريركًا. عمل كورش على القضاء على الميافيزية المصرية بأية وسيلة، فطرد الرهبان والأساقفة الأقباط من أديرتهم ومات العديد منهم في الفوضى التي لحقت، وأوصل ذلك استياء المصريين من الحكم البيزنطي قمته.[46]
جامع أبو الحجاجبالأقصر، بُني في القرن الحادي عشر على أنقاض معبد مصري قديم. تُعكَس تقاليد عيد أوبيت المصري القديم في عيد أبو الحجاج الذي يحتفل به السكان المحليين كل عام عبر مواكب من المركبات النيلية في شوارع الأقصر.[47]
في الوقت نفسه، كانالدين الإسلامي الجديد ينتشر بسرعة كبيرة فيشبه الجزيرة العربية معالفتوحات الإسلامية التي كانت تقرب الحدود المصرية بمرور الساعة عقب وفاة النبيمحمد. زحف الجيش الإسلامي بقيادةعمرو بن العاص إلى مصر عام639م والتحم مع الجيش البيزنطي فيمعركة عين شمس التي انتهت بخسارة على الجانب البيزنطي. كانت العلاقة ملتهبة بينأقباط مصر واليونانيين الملكيين لدرجة عدم مقاومة غالبية المصريين قدوم العرب بقوة تذكر.[48]
نقل الحكام المسلمون العاصمة إلىالفسطاط وحافظوا على الهيكل الإداري البيزنطي باللغةاليونانية بشكل كبير حتى القرن السابع الميلادي. شغل المصريون المناصب الإدارية وتمتعوا بحرية العبادة طالما حافظوا على دفعالجزية، بالإضافة إلى ضريبةالخراج التي كان جميع المصريين مطالبين بدفعها بغض النظر عن الدين. نال المذهب الميافيزيللكنيسة القبطية اعترافًا رسميًا للمرة الأول على المستوي القومي.[49]
حسباليعقوبي، بدأت ثورات متعددة منمسيحيي مصر في الظهور ضدالمسلمين العرب في القرن الثامن والتاسع الميلادي تحت الحكمالأمويوالعباسي. كان أكبر هذه الثورات حينما انضم مسلمين مصريين إلى أقرانهم المسيحيين في محاولة فاشلة لطرد العرب عام 830م.[49] اتخذ المؤرخ المصري المسلمابن عبد الحكم موقفًا عدائيًا تجاه العباسيين، وهي حسب عالم المصريات عكاشة الدالي ردة فعل يمكن تفسيرها «في إطار المقاومة المصرية ضد الخلافة العباسية في العراق.»[50]
هيمن المذهبالسني على مصر، بالرغم من خلط المصريين بعض نواحي معتقداتهم الأصلية الناجية عبر المسيحية القبطية مع دينهم الجديد. كما كان المصريون روادالرهبانية المبكرة، أصبحوا روادًا في تطوير المذهبالصوفي.[51] تأسست العديد منالطرق الصوفية في القرن الثامن الميلادي وازدهرت حتى يومنا الحاضر. كان من أوائل صوفيي مصرذو النون المصري، الذي ولد فيأخميم عام 796م وحقق درجة عالية من القيادة السياسية والاجتماعية على المصريين.[52]
يرجع إدخال مفهومالغنوسيس إلى الإسلام إلى ذو النون، كما استطاع أن يفك شفرة بعض الرموز الهيروغليفية فضلًا لمعرفتهبالقبطية.[53] كان لديه اهتمامًا كبيرًا بالعلوم المصرية القديمة، وادعي أنه تلقي معرفتهالخيميائية عبر مصادر مصرية.[54]
في الأعوام اللاحقة، تكونت هرمية اجتماعية في المجتمع المصري حيث أصبح المصريين الذين اعتنقوا الإسلام «موالي» للنخبة العربية الحاكمة، بينما أصبح هؤلاء المحافظين على دينهم المسيحي (الأقباط) منأهل الذمة، واستمر العرب في إطلاق اسم «الأقباط» على المصريين الذين اعتنقوا الإسلام حتى العصرالمملوكي.[55] احتلالإخشيديون الأتراك مصر في القرن العاشر الميلادي بعد ضعف القبضة العربية على الحكم في أنحاءالخلافة الإسلامية، وجعلوا منها جسم سياسي منفصل عن باقيالخلافة.
تمتع المصريون بحياة اجتماعية وسياسية منفصلة عن محتليهم نهاية بالقرن العاشر إلى الثاني عشر حينما بدأتاللهجة المصرية العربية بالتشكل تحت الحكم الشيعيالفاطمي، والتي بدأت في حل محل اللغة القبطية كلغة التحاور الرسمية. أسستجامعة الأزهرعام 970م في العاصمة الفاطمية الجديدةالقاهرة، بالقرب من موقع العاصمة المصرية القديمةمنف. أصبحت العاصمة مركزًا للدراسات الإسلامية في مصر وبحلول الحكمالأيوبي كانت قد تبنت المذهبالسني. عرف عن الفاطميين التسامح مع الأديان مع بعض الاستثناءات حيث واظبوا على العادات والتقاليد المحلية والأعياد للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، واستمرت الدولة في الازدهار تحت الحكم الأيوبي.
كانمماليك مصر (1258م-1517م) من أكثر حكام مصر تثقيفًا حيث أظهروا براعة في الفنون وتنفيذ النظام والقانون وخدمات البريد والاهتمام بشؤون الناس، وشق الطرق والقنوات، وبناء الجسور والقناطر.[56] بالرغم من الخلافات الداخلية التي غالبًا ما اتخذت جانبًا عنيفًا، وضعف الإدارة السياسية والاقتصادية، حافظ المماليك على التقاليد الفنية لأسلافهم. تميز حكمقايتباي (1468م-1496م) بإنجازات مهمة في الفنون المعمارية، حيث أظهر حس فني رفيع في بناء القبور والمساجد والقصور الأنيقة، وكانت فترة ازدهار في مجال التعليم.
«بحلول القرن الخامس عشر الميلادي كانت الغالبية العظمي من المصريين قد اعتنقت الإسلام، وأصبح المسيحيين الأقباط أقلية. تشكل المماليك من أتراك وشركسيين أُسِروا واستُعبِدوا ثم أُدرِجوا إلى صفوف الجيش للمحاربة تحت راية الخلافة الإسلامية. لم يسمح للمصريين الأصليين بالانضمام إلى جيش حتي حكم محمد علي باشا.[57][58]»
كتب المؤرخ جيمس جانكووسكي:
«اعتمد الحكم المملوكي بشكل كبير على الردع بالقوة. عُلِمَت فترة حكمهم بأمثلة عديدة على العنف ضد السكان الأصليين لمصر... من على متن خيولهم قاموا ببث الرعب في قلوب الأعراق الأقل سلطةً التي اعترضت طريقهم. الاستخدام المفاجئ والمفرط للقوة من الطبقة الحاكمة والنخبة العسكرية المهيمنة، واللجوء للقسوة لإنفاذ رغباتهم، ووسائل التعذيب الخلاقة التي استخدمت لأغراض نموذجية ولاستخراج المال ممن يريدون: كانت كل هذه الأساليب ممارسات روتينية في العصر المملوكي. لم تكن مصر مكانًا آمنًا للعيش فيه تحت حكم المماليك.[59]»
عاش المصريون تحت الحكمالعثماني من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر الميلادي في هرمية اجتماعية مشابهة لتلك التي عاشوها أثناء الحكم المملوكي والعربي والروماني واليوناني والفارسي في الماضي. استخدم المصرون مصطلح «أتراك» للإشارة إلى العثمانيين والمماليك الذين كانوا على قمة الهرم الاجتماعي المصري، بينما شكل المصريين الذين كانوا غالبًا من الفلاحين قاعدة الهرم. نشبت العديد من الثورات قام بها فلاحو مصر ضدبكوات العثمانيين والمماليك في القرن الثامن عشر الميلادي، تحديدًا في صعيد مصر حيث نجح الفلاحون في التحكم في المنطقة وأعلنوا تكوين حكومة مستقلة.[60]
كانت الطائفة المصرية الوحيدة التي وصلت إلى نوع من السلطة في هذه الفترة هم علماء الدين، الذين أداروا الشؤون الدينية والاجتماعية للشعب المصري ومثلوهم في تعاملاتهم مع النخبة الشركسية التركية. يعتقد أيضًا أنه سمح للمصريين والمسيحيين الأقباط الانضمام إلى صفوف الجيش المصري في العصور المتأخرة من الحكم العثماني لمصر لأول مرة منذ الحكم الروماني.
«تشير الأعمال الأدبية المصرية من العصور العثمانية والمملوكية أن المصريين المثقفين لم يعلقوا هوياتهم بالإسلام، لكن كانوا واعين بهوية مصر كمنطقة مميزة وخصبة في العالم الإسلامي، وكأرض لها تاريخ عظيم… وإلى بعض المصريين علي الأقل، كانت "الديار المصرية" كيان مميز له قيمة عاطفية كبيرة في العالم الإسلامي والتي كانت مصر مقاطعة به.[61]»
لم يدم الاحتلال الفرنسي طويلًا حيث نجحالبريطانيين في إخراج القوي الفرنسية من مصر في 1801م بعد هزيمة الأسطول الفرنسي فيمعركة أبي قير البحرية. كان للاحتلال تأثيرًا كبيرًا على المجتمع المصري بالرغم من ذلك من الناحية الثقافية والاجتماعية. عادي المصريون الحملة الفرنسية بشكل كبير وأظهروا مقاومة عنيفة تجاههم، وبالرغم من ذلك فأدخلت الحملة الفرنسية إلى مصر مبادئالثورة الفرنسية والتي كان لها تأثيرًا كبيرًا على الوعي الذاتي والحس الاستقلالي المصري الحديث.
عندما دعي نابليون علماء دين مصر لقيادة حكومة مصرية تحت إشراف فرنسي، أوقدت هذه الدعوة حس وطني استقلالي عند المصريين للانفصال عنالعثمانيين. أدخلت الحملة أيضًا الآلة الطابعة إلى مصر ونشرت أول جريدة في مصر «كورييه دليجيبت» والتي اهتمت بإيصال أخبار فرنسا إلى الجيش الفرنسي المنقطع في مصر، وأخرى «لايكاد إيجيبسيان» اهتمت بجميع الظواهر الثقافية والاجتماعية والأدبية المصرية.[62] ألف العلماء والباحثون الذين أتوا مع الجيش الفرنسي كتابوصف مصر والذي يعتبر أحد أهم الكتب التي ألفت عن المجتمع والاقتصاد والبيئة المصرية.
خلق انسحاب القوات الفرنسية من مصر فراغ في السلطة قام بملئهمحمد علي بعد فترة من عدم الاستقرار السياسي، وكان محمد علي ضابطًا عثمانيًا ذي أصولألبانية. عمل على جني آراء الشعب المصري حتى عين واليًا على مصر. قام محمد علي بالعديد من المشاريع الكبيرة في مجال الري والزراعة، وحسّن من إنتاج المحاصيل المكسبة، وزاد من تَصنُّع مصر، كما حسن من نظام التعليم. تركت هذه المشاريع بصمة محسوسة على مصر دامت حتى هذا اليوم، ولذلك فيعرف محمد علي أيضًا بلقب «مؤسس مصر الحديثة».[63]
لزيادة نفوذه السياسي في مصر، عمل محمد علي للقضاء على الهيمنة التركية-الشركسية على المناصب الإدارية والعسكرية، ولأول مرة منذ الحكم الروماني شغل المصريين المناصب الدنيا من الجيش الوطني. قام الجيش لاحقًا بحملات عسكرية فيالشاموالسودان وضد الوهابيين فيشبه الجزيرة العربية.[63] أرسل العديد من التلامذة المصريين في بعثات إلى دول أوروبية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي للدراسة في الجامعات الأوروبية وجني المهارات التقنية كالطباعة وصناعة السفن والتقنيات العسكرية الحديثة. كان أحد هؤلاء التلامذةرفاعة الطهطاوي (1801م-1873م) والذي كان الأول ضمن موجة المفكرين المصريين الذين أوقدوا عصر النهضة المصرية الحديث.
بالرغم من استخدام اللغة العربية في بعض أجزاء مصر الشرقية في عصور ما قبل الإسلام،[64] فكانت القبطية اللغة الأساسية للأغلبية العظمي من المصريين بوادي النيل. تبني حكام مصراللغة العربية كلغة رسمية بعدالفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع الميلادي، وتدريجيًا بدأت العربية تحل محل القبطية كلغة الحديث.[66] انقرضت اللغة القبطية كلغة تحاور بشكل كبير بحلول القرن السابع عشر، لكن من المحتمل أنه بقي استخدامها في صعيد مصر حتى أواخر القرن التاسع عشر بشكل منعزل، وينحصر استخدامها الحالي على الصلوات الكنائسية.[67]
اللغة العربية هي اللغة الرسمية الحالية لمصر، لكنها ليست لغة التحاور المستخدمة. اللهجات العربية المستخدمة هياللهجة المصرية (مصري)،واللهجة الصعيدية (صعيدي) بأشكالهما،واللهجة البدوية (بدوي) في سيناء، وأيضًا اللهجة الغربية في الصحراء الغربية. اللغة العامية الأكثر انتشارًا وهيبة هي اللهجة القاهرية، حيث ينطق بها 50% من السكان، وتلحقها اللهجة الصعيدية الأقل هيبة والمتحدث بها حوالي 35-40% من السكان. ينحصر استخداماللغة العربية الفصحي الحديثة على الشؤون الرسمية بشكل عام كالمستندات الرسمية والمحتوي التعليمي ونشرات الأخبار.
يرجع بداية التاريخ المسجل للعربية المصرية كلهجة إلىمصر العثمانية في وثيقة من القرن السابع عشر للمؤلف يوسف المغربي خلال زياراته لمصر بعنوان «دفع الإصر عن كلام أهل مصر» كان يحكي بها عن غرائب الحديث عند المصريين.[68] يشير ذلك إلى أن اللغة كانت مستخدمة وقتها من قبل الأغلبية في مصر. والجدير بالذكر هو أن المصريون يدعون منطقة القاهرة العظمي (القاهرة،والفسطاط،والجيزة، ومحيطهم) باسم «مصر»، وهو نفس الاسم المستخدم للإشارة إلى سائر أراضي مصر. كنتيجة، أصبح من الشائع الإشارة إلى أهل عاصمة مصر بهذا الاسم.[69] تُمَثَّل اللهجة المصرية بجسم من الأعمال الأدبية باللغة العامية يتكون من الروايات، والمسرحيات والشعر المنشور على مدار القرنين التاسع عشر والعشرين. كانللعربية الفصحي أيضًا بصمة كبيرة على الأعمال الأدبية المصرية، حيث كان الروائيون والشعراء المصريون من أول من ابتكر في الأساليب الحديثة للأدب العربي والتي قُلِد من هيئاتها المطورة.
بينما تعتبر العربية المصرية مشتقة من اللغة العربية الفصحي، تركت العديد من اللغات الأخرى بصمات واضحة عليها مثلاللغة الفرنسية،والتركية،والإيطالية. يعتبر ذلك بسبب كون مصر ضحية تاريخية للعديد من الاحتلالات والفتوحاتكالحملة الفرنسية على مصروالدولة العثمانية. مع مرور الفتوحات حافظ المصريون على بعض الكلمات والمصطلحات الجديدة التي سهلت من التواصل فيما بينهم. هناك أيضًا تأثيريوناني على العربية المصرية، والهيكل النحوي الخاص بها يحمل إراث متعددة عن الهيكل النحوي الخاص بالمرحلة القبطية من تطوراللغة المصرية القديمة.
من الجدير بالذكر أن اللهجة المصرية هي الأكثر سهولة في الفهم من بين اللهجات الأخرى فيالوطن العربي، ويرجع ذلك إلى التأثير الكبيرللأفلام والموسيقي المصرية على المنطقة الذي جعل من المحتوي المصري الأكثر انتشارًا في المنطقة، كما أن لنفوذ مصر الثقافي والسياسي في المنطقة أثر على ذلك. كنتيجة لذلك، نشأ سكان أغلبية دول المنطقة وهم يتعرضون إلى اللهجة المصرية ويواجهون صعوبة قليلة في فهمها، بالرغم من تحدثهم بلهجاتهم الخاصة، مع تبني بعض العناصر من اللهجة المصرية. لا يعني ذلك أن يمكن للمصريين فهم اللهجات الأخرى المتحدث بها في المنطقة لكون التأثير غير متبادل.
كان المصريون القدماء يكتبونبالهيروغليفية، والتي تعني النقش المقدس، ولم تكن لغة منطوقة، وإنما كانوا يتحدثونالديموطيقيةوالهيراطيقية.كان معني الهيروغليفية مبهمًا في البداية حتى عام 1799 حين حفر جنودنابليون بونابرتحجر رشيد. وجد حجر رشيد في حال سيء وغير مكتمل، واحتوى على 14 سطر من الهيروغليفية، و32 سطر من الديموطيقية، و53 سطر فياليونانية القديمة (الإغريقية). أدي فك شفرته الحجر إلى فهم اللغة المصرية القديمة.
يستطيع أكثر من 28 مليون مصري التحدث باللغة الإنجليزية، وهي اللغة الثانية الأكثر شيوعًا في مصر،[70][71] تلحقها اللغة الفرنسية بـ 8 ملايين متحدث حسب عام 2014،[72] وأقل شيوعًا اللغة الإيطالية.
ينسب المصريون هويتهم إلى كل حقبة من حقب تاريخ مصر بدرجات متفاوتة. حلت أسئلة الهوية في المقدمة في القرن 20 عندما سعى المصريون إلى تحرير أنفسهم من الاحتلال البريطاني، مما أدى إلى ارتفاع القومية المصرية العلمانية العرقية (المعروفة أيضا باسم «الفرعونية»). بعد حصول المصريين على الاستقلال من بريطانيا العظمى، تطورت أشكال أخرى من القومية، بما في ذلكالقومية العربية العلمانية، بالإضافة إلىالإسلاموية.
ارتفعت «الفرعونية» إلى الصدارة السياسية في عقد 1920 و1930 أثناء الاحتلال البريطاني، حيث تطورت مصر بشكل منفصل عنالعالم العربي. قال جزء من الطبقة العليا المصرية المتأثرة بالغرب بأن مصر كانت جزءا منحضارة البحر المتوسط. ظهر هذا الفكر إلى حد كبير بسبب تاريخ مصر الطويل قبل الإسلام وقبل أن تصبح عربية، وبسبب العزلة النسبيةلوادي النيل وبسبب النسب والعرق الأصلي المتجانس غير العربي لأغلب المصريين،[73] وذلك بغض النظر عن الهوية الدينية الحالية. كان من أبرز دعاة الفرعونيةطه حسين الذي قال «إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين، وستبقى كذلك بل يجب أن تبقى وتقوى، والمصري فرعوني قبل أن يكون عربياً ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها وإلا كان معنى ذلك: اهدمى يا مصر أبا الهول والأهرام، وانسى نفسك واتبعينا... لا تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطى، مصر لن تدخل في وحدة عربية سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد».[74]
أصبحت الفرعونية هي الأسلوب السائد للتعبير عن الأنشطة المصرية ضد الاستعمار في فترات الحرب. في عام 1931، عقب زيارة إلى مصر، لاحظ القومي العربي السوريساطع الحصري أن «المصريين لم يمتلكوا مشاعر قومية عربية; ولم يقبلوا أن مصر كانت جزءا من الأراضي العربية، ولا يعترفون أن الشعب المصري جزء من الأمة العربية.»[75] أصبحت بعد ذلك أواخر عقد 1930 المرحلة التكوينية للقومية العربية في مصر، ويعود جزء كبير من ذلك بسبب جهود المثقفين السوريين والفلسطينيين واللبنانيين.[76]
المشاعر العربية-الإسلامية السياسية كان يغذيها التضامن بين المصريين المكافحين من أجل الاستقلال عن بريطانيا ونظائرهم في دول العالم العربي المشاركين في نضالات مماثلة مناهضة للإمبريالية. بشكل خاص، نموالصهيونية في فلسطين المجاورة كان ينظر إليه باعتباره تهديدا من قبل العديد من المصريين وتم تبني فكرة المقاومة هناك بسبب صعود الحركات الإسلامية مثلالإخوان المسلمين وكذلك القيادة السياسية بما في ذلكالملك فاروق الأول ورئيس الوزراءمصطفى النحاس.[73] ومع ذلك، بعد مرور عام على إنشاءجامعة الدول العربية في عام 1945، والتي أصبح مقرها في القاهرة، كتب المؤرخ فيجامعة أكسفورد هـ. س. دايتون:
معظم المصريون في الزمن الحالي يعتبرون أنفسهم عرب، مع وجود أقلية غير عربية. وهم غالبيتهم مسلمون. بالفعل يلعب الإسلام دوراً أكبر في حياتهم من دوره لدى أي من السوريين المسلمين أو العراقيين المسلمين. لكن المصري، خلال الثلاثين سنة الأولى من القرن العشرين، لم يكن على دراية بأي ارتباط محدد بالشرق العربي... ترى مصر في القضية العربية هدفاً جديراً بالتعاطف الحقيقي والنشط، وفي نفس الوقت فرصة عظيمة ومناسبة لممارسة القيادة، وكذلك للتمتع بثمارها. لكن مصر لا تزال عربية لذلك، واهتماماتها الرئيسية لا تزال محلية.[77]
لم تصبح القومية العربية -والاشتراكية العربية- سياسة الدولة حتى عهدجمال عبد الناصر، بعد أكثر من عقد من الزمن، وأصبحت وسيلة تحديد موقف مصر في الشرق الأوسط والعالم،[78] وعادة ما كانت في مواجهة الصهيونية في الدولة الجديدة المجاورةإسرائيل. تشكلت سياسة ناصر بناء على اقتناعه بأن جميع الدول العربية لديها نضالات مناهضة للإمبريالية وبالتالي التضامن بينهم ضرورة حتمية من أجل الاستقلال. نظر ناصر إلى القومية المصرية الأقدم (تلك الخاصةبسعد زغلول) على أنها تنظر إلى الداخل بدرجة مبالغ فيها ولم ير أي تعارض بين الوطنية المصرية والقومية العربية.[79] لفترة من الزمن شكلت مصروسورياالجمهورية العربية المتحدة. عندما تم حل الاتحاد، ظلت مصر تعرف باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971 عندما اعتمدت مصر الاسم الرسمي الحالي «جمهورية مصر العربية».[80] بدأ تشكيك المصريين في العروبة خاصة بعدحرب 1967. الآلاف من المصريين فقدوا حياتهم، وأصيبت البلاد بخيبة أمل فيما يتعلق بالسياسة العربية.[81] على الرغم من أن العروبة التي تم غرسها في البلاد من قبل عبد الناصر لم تكن متأصلة في المجتمع، كانت هناك قرابة راسخة مع بقية العالم العربي ونظرت مصر إلى نفسها على أنها قائدة هذا الكيان الثقافي الأكبر. شددت نسخة عبد الناصر منالعروبة على السيادة والقيادة المصرية للوحدة العربية بدلا من الدول العربية الشرقية.[79]أحيى خليفة ناصرأنور السادات، من خلال السياسة العامة وكذلك مبادرته للسلام مع إسرائيل، توجها مصريا، مؤكدا بشكل قاطع أن مصر والمصريين فقط مسؤوليته. وفقا لدويشة، مصطلحات «العرب» و«العروبة» و«الوحدة العربية»، أصبحت غائبة بشكل واضح.[82] ومع ذلك، وعلى الرغم من محاولات السادات المنهجية للقضاء على المشاعر العربية، ظلت القومية العربية في مصر قوة فعالة.[83]
خلال هذه الحقبة، في عام 1978، درس الباحث المصري-الأمريكي في علم الاجتماعسعد الدين إبراهيم الخطاب الوطني بين 17 من المثقفين المصريين فيما يتعلق بهوية مصر والسلام مع إسرائيل. ولاحظ أنه في 18 مقالة، تم الاعتراف بالهوية العربية وتمت معارضة الحياد فيالصراع، بينما في ثمانية مقالات تم الاعتراف بالهوية العربية مع دعم الحياد، بينما فقط في ثلاث مقالات كتبها الكاتبلويس عوض تم رفض الهوية العربية ودعم الحياد.[84] شدد الباحث المصريجمال حمدان على أن الهوية المصرية فريدة من نوعها، ولكن أن مصر هي «المركز الثقافي» في العالم العربي، مجادلا أن «مصر بالنسبة للعالم العربي مثل القاهرة لمصر.» حمدان أكد أيضا: «نحن لا نرى الشخصية المصرية -مهما كانت متميزة- كأي شيء سوى جزء من شخصية الوطن العربي الأكبر».[83]
العديد من المصريين اليوم يشعرون أن الهويات المصرية والعربية ترتبط ارتباطا وثيقا، مع التأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في العالم العربي. يواصل آخرون الاعتقاد أن مصر والمصريين هم ببساطة ليسوا عربا، مؤكدين على التراث والثقافة المصرية المستقلة ونظام الحكم، مشيرين إلى ما يروه كإخفاقات للسياسة العربية والقومية العربية. توضح عالمة الأنثروبولوجيا المصرية ليلى الحمامصي العلاقة الحديثة بين الاتجاهين قائلة: «في ضوء تاريخهم، المصريون... يجب أن يكونوا على وعي بهويتهم الوطنية ويعتبرون أنفسهم فوق كل شيء مصريين. كيف للمصري مع هذا الإحساس القوي بالهوية المصرية، أن ينظر إلى نفسه كعربي أيضا؟»[85] شرحها لذلك هو أن التمصير يفسر كتعريب، وينتج عن ذلك «زيادة وتيرة التعريب، بسبب فتح اللغة العربية النوافذ لإرث غني من الثقافة العربية.... وهكذا من خلال البحث عن الهوية الثقافية، أحيت مصر تراثها الثقافي العربي.»[84]
يرى النقاد المصريون للقومية العربية أنها عملت على نبذ وإبعاد الهوية المصرية الأصلية بفرض جانب واحد فقط من جوانب الثقافة في مصر. تم التقاط هذه الآراء والمصادر حول الهوية الجماعية في الدولة المصرية في كلمات عالم أنثروبولوجيا لغوية أجرى عملا ميدانيا في القاهرة:
من الناحية التاريخية، اعتبر المصريون أنفسهم مختلفين عن «العرب»، وحتى في الوقت الحاضر نادراً ما يستخدمون ذلك التعريف في السياقات غير الرسمية. يشير مصطلح «العرب» كما يستخدمه المصريون بشكل رئيسي إلى سكان دول الخليج... مصر هي زعيمة للعروبة وفي نفس الوقت موقع استياء شديد من تلك الإيديولوجية. اضطر المصريون أن يتحولوا، رغما عنهم في كثير من الأحيان، إلى «عرب» [خلال عهد عبد الناصر] لأنهم لم يعرِّفوا أنفسهم تاريخياً على هذا النحو. كانت مصر دولة ذات وعي ذاتي، ليس فقط قبل العروبة، بل قبل أن تصبح مستعمرة للإمبراطورية البريطانية. إن استمراريتها الإقليمية منذ العصور القديمة، وتاريخها الفريد كما يتضح في ماضيها الفرعوني، وفيما بعد في لغتها وثقافتها القبطية، قد جعلت مصر بالفعل أمة لقرون. رأى المصريون أنفسهم وتاريخهم وثقافتهم ولغتهم على أنها مصرية على وجه التحديد وليست «عربية».[86]
دِنا مترابط صليبيًا مستخلص من كبد كاهن مصري قديم يدعي نيخت-عنخ من 4000 عام.
أُثبِت عبر تحاليل لبقايا هياكل عظمية لسكان صعيد مصر والوجه البحري ترجع إلىعصر ما قبل الأسرات أنه كان هناك اختلاف وراثي بين المجموعتين، وهو ما يقترح حدوثتنوع سمات من الشمال إلى الجنوب.[87][88][89][90]
بدأ الاختلاف الوراثي يقل وضوحًا بعد توحيد قطري مصر عام 3200 ق.م. خالقًا تماثلًا أكبر بين سكان مصر بالرغم من احتفاظهم ببعض الصفات المميزة حتى هذا اليوم.[91][92][93] يؤمن بعض علماء الأنثروبولوجيا الحيوية مثل شوماركا كيتا بوقوع نطاق تغاير بين السكان في النطاق الأصلي وأنه لم يتكون بفعل اختلاط شعوب مختلفة جينيًا بشكل كبير.[94] يصف كيتا الأنماط الشمالية والجنوبية لعصر ما قبل الأسرات كـ«مصري-مغربي-شمالي» و«متغاير أفريقي استوائي» (متداخل معالنوبة/كوش) على الترتيب، ويُظهِر تغيرًا في صعيد مصر باتجاه النمط الشمالي المصري في عصر ما قبل الأسرات. ظل النمط الجنوبي مهيمنًا علىأبيدوس في الصعيد حتىالأسرة المصرية الأولى، مع وجود أنماطمغربيةوأوروبية وهذا ما يشير إلى وجود تنوع كبير.[95] أقامت مجموعة مرموقة من الأنثروبولوجيين الفيزيائيين دراسات قحفية وجهية لبقايا هياكل عظمية مصرية ووصلت لاستنتاج مشابه على النحو التالي:[96]
«حافظ المصريون على استقرارهم منذ عصر البليستوسين ولم يتأثروا بشكل كبير من أي فتوحات أو هجرات. وكما دون آخرون، فالمصريون هم المصريون، كما كانوا بالماضي كذلك.»
تظهرالتحاليل الجينية الحديثة للمصريين أن لهمسلفأبوي مشترك ينتمي إلى سكان شمال-شرق أفريقيا بشكل أساسي وإلىالشرق الأدنى بدرجة أقل، وانتشرت هذه الأنساب غالبًا خلالالعصر الحجري الحديث واستقرت فيعصر ما قبل الأسر.[97][98] اقترح عالم المصريات فرانك يوركو منجامعة شيكاغو الاستمرارية التاريخية واللغوية والعرقية والمكانية للمصريين مؤكدًا أن «المومياوات والهياكل العظمية الخاصة بالمصريين القدامى تشير إلى أنهم كانوا متشابهين مع المصريين الحاليين وشعوب أخرى من التصنيف العرقيالأفروآسيوي».[99] وجد بحث آخر أنه لدى الذكر المصري متوسط 85% أصل شمال أفريقي، ووُجِدَ أن للمسلمين والمسيحيين من المصريين صلة قرابة قوية وأنهم مندرجون من النسل عينه حسب دراسة أجراها طه وآخرون (2020) نشرت في دورية علم الطب الجنائي الدولية (بالإنجليزية:Forensic science international) عام 2020،[100] وكتب في البحث:
«وبذلك، فنستنبط من هذه النتائج أن للمصريين المسلمين والمسيحيين نفس الأصل الجيني.»
أظهرت دراسةحفريات حيوية علىشكل أسنانالمصريين القدماء قام بها البروفيسور جويل أيريش عام 2006 ملامح أسنان متأصلة في شمال أفريقيا وبدرجة أقل فيجنوب غرب آسيا وسكان أوروبا. ضمن العينات المدروسة هياكل عظمية منمقابر هوارة بالفيوم المخلوطة معالبداري في عصر ما قبل الأسرات. كل العينات خصوصًا تلك الخاصة بعصر الأسرات كانت منفصلة بشكل كبير عن عينة الصحراء الغربية من النوبة السفلى. باتت الاستمرارية الحيوية سليمة من عصر الأسرات إلى عصور ما بعد الفراعنة. وبحسب أيريش:[101]
هذه مقالة تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها إلىتدقيق لغوي أو نحوي. فضلًا ساهم فيتحسينها من خلالالصيانة اللغوية والنحوية المناسبة.
«تعرض العينات (996 مومياء) مجموع سني بسيط وذو كتلة منخفضة مشابهة لتلك الموجودة في شمال إفريقيا (أيريش، 1993، 1998a-c، 2000)، وإلى حد (مصري) أقل غرب آسيا وأوروبا (تيرنرن 1985a; تريرنر وماركوويتز، 1990; رولر، 1992; ليبشولتز، 1996; أيريش، 1998a). أبلغ عن قياسات قفح جبهية مشابهة ضمن عينات من هذه المناطق أيضًا (بريس وغيره، 1993)… تحليل لنتائج الـ MMD لا تظهر أي دليل على زيادة في الاختلاف الظاهري بين العينات من أول وثاني نصف لمدة ما يقرب من 3000 عام. من الأمثلة على ذلك أن الاختلافات الظاهرية بين أبيدوس في عصر الأسرات الأول والثاني وسقارة في عصر الأسرات الرابع (MMD ¼ 0.050)، وطيبة في عصر الأسرات الـ11-12 (0.000)، وليشت في عصر الأسرات الثاني عشر (0.072)، والقرنة في عصر الأسرات التاسع عشر (0.053)، والجيزة في عصر الأسرات الـ 26-30 (0.027) لا تظهر زيادة في أي اتجاه مع الوقت… لذلك، بالرغم من زيادة التأثير الأجنبي على مصر بعد الفترة المصرية الانتقالية الثانية، لم تحافظ مصر على ثقافتها فقط (لويد، 2000a)، بل عرضت الناس استقرار حيوي من ناحية سِنِّية كذلك… وجبل رملة في الواقع مختلف بشكل كبير عن البداري حسب الـMMD 22-سمة (جدول 4). تظهر عينات الصحراء الغربية من العصر الحجري الحديث اختلافًا كبيرًا عن كل العينات الأخرى لكنها أقرب إلى عينات ما قبل الأسرات وعصور الأسرات المبكرة.»
وصفت دراسة أجراها شوينمان وزملاؤه (2017) عن طريق استئصال وتحليلالدِنا الخاص بـ 151 مومياء مصرية قديمة اكتشفت بقاياها فيأبو صير الملق في مصر الوسطى. عاشت العينات فترة ممتدة منالمملكة الحديثة المتأخرة إلىالعصر الروماني (1388 ق.م.-426 ب.م.). استُخلصدنا متقدرة مكتملة (mtDNA) لتسعين من المومياوات وقورنت فيما بينها ومع قواعد بيانات أخرى حديثة وقديمة. وجد العلماء أن الأفراد المصريين القدماء امتلكت ملفات دنا متقدرة متشابهة بشكل كبير داخل مجموعة البيانات الخاصة بهم خلال فترة التحاليل. يحمل سكان مصر الحديثة نمطالهابلوغروب المتقدرة هذا بشكل عام. استطاعت الدراسة أن تقيس الدنا المتقدرة الخاصة بـ 90 فردا وأظهرت أن تركيب الدنا المتقدرة للمومياوات متقارب جدًا مع دنا سكانالشرق الأدنىوشمال أفريقيا وكان أقرب بكثير إلى سكان جنوب-شرق أوروبا عن سكانأفريقيا جنوب الصحراء.
لم تستأصل بياناتمجموع مورثي واسعة بشكل ناجح إلا من ثلاثة أفراد. من أصل الثلاثة، يمكن تصنيفكروموسوم واي لاثنين تحتهابلوغروب جي (باللاتينية:Haplogroup J) الخاص بالوطن العربي، وواحد تحت هابلوغروب E1b1b1 المنتشر في المغرب العربي. تراوحت التقادير المؤكدة للأصول الأفريقية جنوب الصحراء في الأفراد الثلاثة من 6 إلى 15%، وهو أقل بدرجة قليلة عن نسب الأصول الأفريقية جنوب الصحراء عند المصريين الآن (أخذت العينات المصرية الحديثة من القاهرة والواحات البحرية) التي تراوحت بين 14 و21%. تعتمد النُطُق على المنهج المستخدم والمجتمع المرجعي. حذر مؤلفو الدراسة أنه يمكن للمومياوات ألا تكون ممثلة للشعب المصري القديم ككل، بالنظر إلى أن العينات أخذت من الجزء الشمالي من مصر الوسطى.[102]
عبر البروفيسور ستيفن كويرك، عالم المصرياتبكلية لندن الجامعية عن حذره من ورقة شوينمان وزملائه (2017)، قائلًا «كانت هناك هذه المحاولات القوية جدًا عبر تاريخ المصريات لفصل المصريين القدماء عن الشعب (المصري) الحديث.» وأضاف «لقد كنت حذرًا خصوصًا تجاه أي تصريح من الممكن أن يحمل عواقب غير مقصودة بتأكيد -مجددًا من منظور شمال أوروبي أو شمال أمريكي- أن هناك انقطاع [بين سكان مصر القديمة والحديثة]».
إجمالي عدد سكان مصر بالداخل والخارج مجتمعين بلغ نحو 85 مليونًا و480 ألفًا و426 نسمة في تعداد 2006، وبلغ عدد السكان الداخل 80 مليونًا و579 ألفًا و30 نسمة حسب الإحصاء المقام في 2009 والمعلن في أبريل 2010 م.
كما يبلغ عدد الأسر نحو 17 مليونًا و265 ألفًا و265 أسرة ويقدر معدل الزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرة بنحو 1.3% وترجع إلى ارتفاع معدل المواليد البالغ 29 في الألف عام 1995 م، في الوقت الذي انخفض فيه معدل الوفيات إلى 9 في الألف، مما أدى إلى ارتفاع معدل الزيادة إلى نحو 20 في الألف عام 1995 م.
تتبنى الدولة وتشجع سياسة تنظيم النسل مما أسهم في بلوغ معدل المواليد مستواه الحالي (28 في الألف) بعد أن كان 41 في الألف خلال أواخر القرن الرابع عشر الهجري (أواخر السبعينيات من القرن العشرين الميلادي)، و37% في نهاية ثمانينياتالقرن العشرين.
يبلغ متوسط الكثافة السكانية في مصر 63 نسمة/كم²، وتبلغ كثافة السكان في منطقة وادي النيل ودلتاه 900 نسمة/كم²، حيث يعيش فيها نحو 98% من مجموع السكان، في حين لا تتجاوز نسبة مساحة هذا النطاق 4% من إجمالي مساحة البلاد، لذا تُعَدُّ الكثافة العامة لسكان وادي النيل ودلتاه من أعلى الكثافات السكانية في العالم.[103]
كان المصريون يعتنقون الديانة المصرية القديمة، ويعتقد أصحاب الديانات السماوية أن هناك العديد من الأنبياء أرسلهم الله للمصريين مثلإدريس وبعضهم زار مصر مثلإبراهيم وتزوج منهاهاجر المصرية أمإسماعيل،ويعقوب الذي استقدمه ابنه النبييوسف الذي سجن واستوزر وبعث في مصر وبدينه آمن من المصريين الكثير، وثم جاءموسى الذي ولد وتعلم بمصر وأرسل إلىفرعون وإلى مصر جاءالمسيحوأمه في رحلة العائلة المقدسة،. بعد ذلك بفترة اعتنق أغلب المصريين الديانةالمسيحية. وبعدالفتح الإسلامي لمصر تحول معظم المصريين إلىالإسلام. سكن في مصر عدد مناليهود لقرون، ولكن معظمهم هاجر إلى فلسطين بعد عام1948،. بقي بعض المصريين على الديانة المسيحية.
حسب بعض التقديرات فان 84–90% من السكان في مصر من المسلمينالسنة حسب التقدير الرسمي[104][105]، بينما يشير تقرير حرية الأديان العالمي الذي أعدته وزارة الخارجية الأمريكية عام 2006 إلى أن المسلمين السنة يشكلون 92% من السكان، والفرق الأخرى 2%،والمسيحيين 10 إلى 15%.[104][105] تذكر الإحصائيات الرسمية أن عدد الأقباط يناهز ثلاثة ملايين[106] (أي نحو 4%)، في حين يذكر الفاتيكان أن عدد الأقباط في مصر حوالي أربعة ملايين ونصف المليون نسمة (نحو 6 في المئة من عدد سكان مصر).
يوجد مصريون يعرفون أنفسهم على أنهملادينيون إلا أنه من الصعب معرفة عددهم نظرا لأن الإحصاءات الرسمية لا تعترف إلا بالديانات الثلاث؛ الإسلام والمسيحية واليهودية، كما يوجد ما بين 500 إلى 2000بهائي في مصر.[107]
يُقَدَّر عدد سكان مصر بـ 102.4 مليون نسمة، أغلبهم ذوي أصل مصري حيث يشكل المصريون 99.6% من مجمل السكان.[108][109][110][111]
ينتمي حوالي 84-90% من سكان مصر إلى ديانةالإسلام (90%سُنّة)[112] و 10-15% إلى الديانةالمسيحية (10-15%أقباط أرثوذكس، و1% طوائف أخرى (غالبيةأرثوذكس يونانيون)) حسب التقديرات.[113][114] يعيش معظم المصريين على طول ضفافنهر النيل حيث أكثر من خُمسي السكان هم من الحضر. الكثافة السكانية على ضفاف النيل هي واحدة من أعلى الكثافات في العالم، بفيض 2000 نسمة/كم² في عدد من المحافظات النهرية. معدل زيادة السكان في مصر مرتفع، فما يقرب من 30% السكان هم من تحت سن الـ 15، وحوالي 60% تحت سن الـ 30. لمقاومة الضغط الاقتصادي الناتج عن التعداد السكاني المرتفع، أقيم برنامج تنظيم أسرة في 1964 ونجح البرنامج في التقليل من معدل المواليد بحلول تسعينيات القرن الـ 20. خفضت التحسينات في جودة الرعاية الصحية معدل وفيات المواليد تحت المتوسط العالمي عند مطلع القرن الـ21. متوسط حياة الإنسان حوالي 72 عام عند الذكور و 74 عند الإناث.[115] يشكل المصريون أقلية في العديد من الدول المجاورة وأمريكا الشمالية، وأوروبا وأستراليا.
حسبمنظمة الهجرة الدولية، يُقَدَّر عدد المصريين بالخارج إلى 2.7 مليون نسمة يساهمون بشكل فعال في تطوير بلدهم عبر التحويلات المالية ($7.8 مليار دولار أمريكي في 2009)، وكذلك عبر الاستثمار. يعيش حوالي 70% من المهاجرين المصريين في الدول العربية (923,600 فيالسعودية، و332,600 فيليبيا، و226,850 فيالأردن، و190,550 فيالكويت، وغيرهم) ويعيش معظم الـ 30% المتبقية في أوروبا وأمريكا الشمالية (318,000الولايات المتحدة، و110,000كندا، و90,000إيطاليا).[116]
«المصريون بتأصلهم المميز، الذي عادةً ما يفسر علي أنه نتيجة لقرون من تشبث الفلاحين بضفاف النيل، ينعكس في المناظر والأصوات والأجواء المعبرة لكل المصريين. النيل، مهيمنًا علي الجاذبية التي لا يمكن إدراكها لمصر، هو أكثر من مجرد خلفية مستمرة. بألوانه المختلفة ومستويات مياهه المتغيرة التي تعلن قدوم وانحسار فيضان النيل الذي يبث بإيقاع الزراعة في بلد منعدمة الأمطار آسرةً انتباه كل مصري. لا مصري بعيد عن نهره، إلا الإسكندرانيون المنقسمة شخصياتهم عبر النظر إلى المتوسط. المصريون شعب مستوطن برغبة قليلة للسفر والترحال، حتى داخل بلادهم. يعظم المصريون أطعمتهم الوطنية المحتوية علي وصفاتهم المتعددة لحبات الفول. وفوق كلٍ، لديهم شعور شامل بالألفة حينما يكونون بالوطن، وشعور بالاغتراب عندما يكونون بالخارج … هناك نوع من العذاب في الاشتياق إلى مصر: أحيانًا يكون مبالغ فيه، ولكن يتدفق هذا التعلق عبر كل مصري كما يتدفق النيل عبر مصر.[117]»
لم تبدأجالية مصرية كبيرة بالتشكل حتى مقدم ثمانينيات القرن الـ 20، عندما بدأت الأوضاع الاقتصادية والسياسية بدفع المصريين خارج البلاد بأعداد كبيرة. يقرب عدد الجالية المصرية اليوم إلى 4 ملايين نسمة (تقدير 2006).[118] بشكل عام، يميل المصريون الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا إلى البقاء، حيث يبقي 93% من المصريين المهاجرين إلى الولايات المتحدة، بينما يبقي 55.55% من هؤلاء الذين هاجروا إلى دول غرب أوروبا. على النظير، يذهب المصريون إلى الدول العربية تقريبًا دائمًا بهدف العودة إلى مصر بعد الانتهاء من العمل، وتقريبًا لا يبقى أحد في الدول الجديدة بشكل مستمر.[119]
قبل عام 1974، لم يسافر إلا قليل من المهنيين المصريين للبحث عن عمل. أدت الضغوطات السياسية والديموغرافية والاجتماعية إلى أول موجة من الهجرة بعد عام 1952، ثم غادر مصريون أكثر أولًا بعد زيادة أسعار البترول في 1973 ومجددًا في 1979، لكن أصبحت الهجرة ظاهرة بارزة أكثر فقط بعد الموجة الثانية من الهجرة في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الـ 20.[119]
تحفز على الهجرة الحالية معدلات البطالة والنمو السكاني والأسعار المرتفعة أكثر من أي وقت مضي. من العوامل الأخرى المساهمة في زيادة معدلات الهجرة القمع السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان من نظام الحكم المصري. تأثر المصريون أيضًا بالحروب بين مصروإسرائيل، خصوصًا بعدنكسة 1967. تصدر 11 طالب مصري منجامعة المنصورة العناوين عندما تهربوا من الحضور عند المؤسسات الأمريكية المستضيفة لهم في برنامج تبادل طلابي للبحث عن عمل بشكل غير قانوني لعسر الأوضاع الاقتصادية في مصر.[120]
واجه المصريون تحديات كثيرة أثناء العمل في الدول المجاورة. فأبلغ على مدار السنوات عن العديد من حالات الاستغلال وسوء المعاملة تجاه العمال والمهنيين المصريين فيدول الخليج العربيوالعراقوليبيا من قبل جماعات حقوق الإنسان والعديد من وكالات الأخبار.[121][122][123]
عبر الرعايا العرب عن مخاوف من «تمصير» اللهجات والثقافات المحلية بفعل الهيمنة المصرية على مجال التعليم في المنطقة.[124] بينما على الجانب الآخر يعترض المصريين على ما يدعونه بـ «سعودة» ثقافتهم بفعل الاستثمارات السعودية العملاقة المدعمة بمكاسب البترول فيمجال الترفيه المصري.[125] كانت ليبيا على حافة الوقوع في حرب مع مصر مرتين، الأولي بفعل سوء معاملة العمال المصريين والثانية بفعل توقيعمعاهدة السلام مع إسرائيل.[126] بعد انتهاءحرب الخليج، تعرضت العمالة المصرية في العراق لأساليب غير إنسانية وطرد من الحكومة العراقية، مع هجمات عنيفة على العمالة المصرية من قبل العراقيين العائدين من الحرب لإعادة ملئ منافذ العمل المهجورة.[127]
المصريون معروفون بتمسكهم وارتباطهم الشديد بأرضهم وذلك لكونهم منذ البداية مجتمع زراعي مستقر غير متنقل، لذا تولد لديهم الإحساس بالانتماء للوطن والأرض منذ أمد بعيد فلا يبعدون أو ينزحون بعيداً عن أرضهم. على الرغم من ذلك فقد فرضت ظروف العصر الحديث أن يبعد المصريون عن أرضهم بحثاً عن الرزق والعمل، منهم من يهاجر مؤقتاً ومنهم من يهاجر هجرة دائمة. يبلغ عدد المصريين بالخارج خمسة ملايين مصري
المصريون أول من اخترع آلات الموسيقى واستخدموها في الطقوس الدينية والحروب وعلى موائد الطعام للترفيه وفي الاحتفالات والأفراح والأعياد وما زال المصريون يستخدمونها كما هي حتى الآن، من هذه الآلات: المصفقات والجيتار المصري القديم والصاجات والناي والدف والطبول والهارب والسيسترم المصري والمزمار...إلخ. وكما أثُّرت الموسيقى المصرية في الشعوب المجاورة لها فقد دخلت آلات جميلة إلى الموسيقى المصرية عن طريق هذه الشعوب في عملية تأثُّر وتأثير، فدخلت آلاتتركيةوعربيةويونانية إلى الموسيقى المصرية فأثرتها وامتزجت مع الإيقاعات المصرية لتخلق موسيقى مصرية ذات طابع جميل وخاص.
^The language may have survived in isolated pockets inصعيد مصر as late as the 19th century, according to James Edward Quibell, "When did Coptic become extinct?" inZeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde, 39 (1901), p. 87.
^Elisabeth Zack. Yusuf al-Maghribi's Egyptian-Arabic Word List. A Unique Manuscript in the St. Petersburg State University Library, Manuscripta orientalia (ISSN1238-5018 ) 2001, vol. 7, no3, pp. 46–49., literally "The lifting of the burden from the speech of the population of Egypt")) byيوسف المغربي
^An Account of the Manners and Customs of the Modern Egyptians, P 2.LONDON & TORONTO PUBLISHED BY J·M·DENT &SONS IN NEWYORK BY E·P ·DUTTON & CO.
^La langue française dans le monde 2014(PDF). Nathan. 2014. ص. 216–217.ISBN:978-2-09-882654-0. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2015-04-12. اطلع عليه بتاريخ2015-04-05. "Pour la majorité des locuteurs actuels, le français n’est plus une langue maternelle ou une langue seconde ; il est devenu une langue étrangère qui s’apprend à l’école ou dans les centres culturels. Aujourd’hui, précédant l’allemand et suivant l’anglais (répandu à partir des années 1930), le français est la deuxième langue étrangère en Égypte et compte 8 millions d’apprenants en 2013, soit 2 millions de plus qu’en 2009-2010."
^طه حسين، "كوكب الشرق", 12 أغسطس 1933: إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين، وستبقى كذلك بل يجب أن تبقى وتقوى، والمصرى فرعونى قبل أن يكون عربياً ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها وإلا كان معنى ذلك : اهدمى يا مصر أبا الهول والأهرام، وانسى نفسك واتبعينا... لا تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطى، مصر لن تدخل في وحدة عربية سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد.
^أديد داويشا.القومية العربية في القرن العشرين. مطبعة جامعة برينستون. 2003، ص. 99
^Deighton, H. S. "The Arab Middle East and the Modern World", International Affairs, vol. xxii, no. 4 (October 1946), p. 519.
^"Before Nasser, Egypt, which had been ruled by Britain since 1882, was more in favor of territorial, Egyptian nationalism and distant from the pan-Arab ideology. Egyptians generally did not identify themselves as Arabs, and it is revealing that when the Egyptian nationalist leader [Saad Zaghlul] met the Arab delegates at Versailles in 1918, he insisted that their struggles for statehood were not connected, claiming that the problem of Egypt was an Egyptian problem and not an Arab one." Makropoulou, Ifigenia.Pan – Arabism: What Destroyed the Ideology of Arab Nationalism?. Hellenic Center for European Studies. January 15, 2007.نسخة محفوظة 02 أكتوبر 2018 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
^"1971 – Egypt's new constitution is introduced and the country is renamed the Arab Republic of Egypt."Timeline Egypt. BBC News, Timeline: Egyptنسخة محفوظة 04 أكتوبر 2011 على موقعواي باك مشين.
^Keita، SOY (1992). "Further studies of crania from ancient northern Africa: an analysis of crania from First Dynasty Egyptian tombs".Am J Phys Anthropol. ج. 87 ع. 3: 245–254.DOI:10.1002/ajpa.1330870302.PMID:1562056.
^Batrawi A. 1946.The racial history of Egypt and Nubia, Part II. J Roy Anthropol Inst 76:131–156.
^Berry AC، Berry RJ، Ucko PJ (1967). "Genetical change in ancient Egypt".Man. ج. 2 ع. 4: 551–568.DOI:10.2307/2799339.JSTOR:2799339.
^Keita SOY and Rick A. Kittles.The Persistence of Racial Thinking and the Myth of Racial Divergence.American Anthropologist Vol. 99, No. 3 (Sep., 1997), pp. 534–544