مصحف فاطمة هو كتاب ينسبه بعضالشيعة إلىفاطمة بنت محمد، وقد اختلف في ما يحتويه وهو كتاب غير موجود حالياً، ويعتقدالشيعة الإثنا عشرية بأنه كتاب املتهالملائكة على فاطمة وأنه كان موجوداً لدىأئمتهم الإثني عشر متناقل لديهم حسب ما دلت عليه الروايات المروية عنهم أي أنه الآن عندالمهدي ولا يملكه أي أحد آخر. أماأهل السنة والجماعة فلا يعترفون بوجوده.[1]
يعتقد علماء منالشيعة بأنه كتاب مستقل، وليس بقرآن فهو تفسير لبعض الأحكام، وليس مصحفا من مصاحف القرآن أملاه النبي محمد على الإمام علي.[2][3]
يعتقدالشيعة أنعلي بن أبي طالب عنده صحف يعتبرونها من دلائلإمامته[4] مثل:
وقد ورد ذكر مصحف فاطمة في أكثر من موضع في كتبهم، مثل كتابالكافي،من لا يحضره الفقيهوبحار الأنواروالتفسير الصافيوتفسير نور الثقلين وغيرها.
يقول بعضالإمامية أنَّجبريل نزل علىفاطمة الزهراء بعد وفاة أبيها ليعزيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه، وما سيحل بأبنائها وذريتها من بعدها، وأخبرها كذلك بجميع الحوادث الخطيرة الآتية، خصوصاً ما سيواجه ذريتُها، من المصائب والبلايا، وأيضاً الانتصارات، ويشتمل على أسماء جميع الملوك والحكّام إلى يوم القيامة.[5][6]
ويعتقد بعض الشيعة كذلك أن مصحف فاطمة مثل القرآن ثلاثة مرات وليس فيه من القرآن شيء، أو ليس فيه من القرآن حرف واحد وفقاً لما قالهالكليني في كتابهالكافي.[7]
و يقال أنعلي بن أبي طالب زوجفاطمة الزهراء هو من قام بتدوين أحاديثجبريل، بل وهو صاحب فكرة تدوين الكتاب أصلاً، جاء فيبحار الأنوار:
«وخلفت فاطمة مصحفاً، ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله، أنزله عليها، إملاء رسول الله، وخط علي».[8]
حيث يقول بعض علماء الشيعة أن المقصود بالرسول هنا هوجبريل ويستشهدون بآيات منالقرآن الكريم مثل:
﴿قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا١٨ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا١٩﴾(سورة مريم) حيث أن المقصود بالرسول في هذة الآية هوجبريل.
روىالكليني عنعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ تَعَالَى:
««سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ لِلْكٰافِرينَ» بِوَلاَيَةِعَلِيٍّ «لَيْسَ لَهُ دٰافِعٌ» ثُمَّ قَالَ هَكَذَا وَ اَللَّهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ».[9][10] أي أنه أضاف عبارة «بولاية علي» للآية؛ وهذه الرواية تتضارب مع الروايات الأخرى التي تقول أن مصحف فاطمة يحتوي على أحداث وأسماء وليس قرآن، إلا أنالمجلسي قال عن الرواية أنها ضعيفة[11] بسبب وجود محمد بن سليمان(1) وأبيه وهممتروكين الحديث.[12]
أما الدكتورأحمد الوائلي أنه نفس القرآن الذي بين أيدينا لكن فيه شروح وأسباب نزول الآيات.[بحاجة لمصدر]
لم يثبت لدى أهلالسنة وجود مثل هذا المصحف، بل وينكرون كذلك كل الصحف التي ينسبهاالشيعة لأحد الأئمة،[13] ويرفضأهل السنة والجماعة القول بنزولجبريل على أحد بعد النبيمحمد ويرفضون هذا الكلام ويعتبرونه باطل من أساسه لأن الأحداث التي سوف تحدث من الأمور الغيبية التي لاينبغى أن يعلمها أحد إلا الله وكذلك أسماء الحكام وكل تلك الأمور الغيبية، فهذا مناف لعقيدتهم، وبهذا فإنهم يعتبرون جميع هذه الكتب إدعاءات كاذبة.[14]
يرد عليهم بعض الشيعة ان مريم بنت عمران واسيا وكثير من الأشخاص نزل عليهم الوحي كما أن الله يؤتي علمه من يشاء فالقرآن الکریم غیب علمه الله تعالی لنبیه وهو بدوره علمه لأصحابه.[بحاجة لمصدر]
زعم العديد من أهل السنة أن الشيعة لا يعترفون بالقرآن الكريم وأنهم أبدلوه بمصحف فاطمة والذي هو «قرآن ثاني» عندهم. ويبدو أن هذه الإشاعة قد أصدرت عنهم منذ زمن الدولة الأموية حسب مزاعم الشيعة.[15] فعند ملاحظة الأحاديث نعرف أن الشبهة كانت منتشرة في عصر الأئمة الاثنا عشر ولهذا نراهم يستنكرونها ويرفضونها بكل حزم وجد.
المصحف لا يشتمل حتى على آية واحدة من آيات القرآن الكريم، كما هو المستفاد من الأحاديث الكثيرة كما أنه ليس من قبيل القرآن ولا يشبهه من ناحية المحتوى أصلاً وروية في أحاديث الشيعة عن على بن سعيد عن أبي عبد الله ما فيه آيةٌ من القرآن.[16] وفي أحاديث أخرى: عن على بن الحسين عن أبى عبد الله عندنا مصحف فاطمة، أما والله ما فيه حرفٌ من القرآن.[17] عبد الله بن جعفر عن موسى بن جعفر عن الوشاء عن أبي حمزة عن أبي عبد الله قال: مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله.[18] عن عنبسة بن مصعب قال: كنا عند أبي عبد الله ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن.[19]
كما أن الحديث الذي ينص على أن المصحف: فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات.[20] والظاهر أن المقصود هو من ناحية الكمية وحجم المعلومات، لا من حيث المحتوى. وأيضاً المستفاد من أحاديث كثيرة أن مصحف الزهراء ليس فيه شيء من الحلال والحرام أصلاً، ومن تلك الأحاديث قوله: أما إنه ليس من الحلال والحرام.[21]
1- قالالشيخ الطوسي «له كتاب، يرمي بالغلو»[22] وقال مره «بصري، ضعيف»[23] وقالالنجاشي «ضعيف جدا لا يعول عليه في شيء»[24] وقالابن الغضائري «ضعيف في حديثه، مرتفع في مذهبه، لا يلتفت إليه».[12][25]
{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)