كلمة «مسيح» فياللغة العبرية هي «ماشيح - מָשִׁיחַ» من الفعل «مشح» أي «مسح» ومعناها فيالعهد القديم الممسوح بالدهن المقدس، ونقلت كلمة «ماشيح» إلىاللغة اليونانية كما هي ولكن بحروف يونانية «ميسياس -Мεσσίας» ومن ثم ترجمت ترجمة فعلية «خريستوس -Хριτός» من الفعل اليوناني «خريو -chriw» أي يمسح؛ وجاءت في اللاتينية «كريستوس ـ Christos» ومنها في اللغات الأوربية " Christ"؛ إن عملية المسح تتم فيالعهد القديم بواسطةالدهن المقدس الذي كان يصنع منزيت الزيتون مضافًا إليه عددًا من الطيوب (سفر الخروج 22:30-31)، وقد ظل هذا التقليد حتى أيامنا هذه في المسيحية فيسر الميرون؛ وكان الشخص أو الشيء الذي مسح يصبح مقدساً ومكرساً للرب؛ وحصر استخدامه للكهنة، الملوك والأنبياء (خروج 30:30)؛ ولهذا دعوا بمسحاء الرب (المزامير 15:105)، ومفردها «مسيح الرب» (صموئيل الثاني 1:23)، ويصفهم الله بمسحائي (أخبار الأيام الأول 22:16)؛ لكن الوحي الإلهي في أسفار العهد القديم يؤكد أن هؤلاء «المسحاء» جميعاً؛ كانوا ظلاً ورمزاً للآتي والذي دعي منذ داود فصاعداً بـ «المسيح»، وكانوا جميعاً متعلقينبمسيح المستقبل الذي سيأتي في ملء الزمان ودعاه دانيال النبيالمسيح الرئيس (دانيال 24:9)، و«المسيح» و«قدوس القدوسين» (دانيال 25:9)، لأنه سيجمع في شخصه الصفات الثلاث: الكاهن والنبي والملك؛ وهذا الشخص وفق العقيدة المسيحية هويسوع، بينما لا تزالالديانة اليهودية تنتظر قدومه.
كنيسةالقديس بطرس فيأنطاكية، وفي هذه المدينة إتخذ أتباع يسوع لأنفسهم لقب مسيحيين نسبةً إلى لقبه.[29]
الراجح أنيسوع وأتباعه الأوائل - طبقاًللكتاب المقدس - لم يبتدعوا اسماً يميزون به أنفسهم عن سائراليهود،فالمسيح لما طلب من المرأةالسامرية أن تعطيه يشرب استنكرت عليه ذلك وقالت: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟»[30] ومع ذلك لم يبد أي اعتراض على نعتها إياهبيهودي بل استطردا في حديثهما إلى أن قال لها: «أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ. لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ».[31] وعلى هذا فهو يرى نفسه كواحدٍ من اليهود، وكذلك فإنشاول الطرسوسي المعروفببولس لم يجد حرجاً في أن يعتبر نفسه يهوديًا بالرغم من تنصره واتباعهللمسيح[32][33]، وليس أدل على أن التلاميذ استمروا في استخدام مصطلح يهود مما رواهبولس فيرسالته إلى أهل غلاطية حيث قال:
وقد ظهر استخدام كلمة مسيحي لأول مرة بين سنتي 42 - 43 م، وأقدم نص مكتوب يذكر كلمة «مسيحي» ورد بكتابات المؤرختاسيتس (ولد سنة56 ميلادي)، ويبدو أن كلمة «مسيحي» في الأصل أطلقت على أتباع يسوع الأوائل بهدف التوبيخ والتحقير من شأنهم، ولكن شاع استخدامها فيما بعد وأقرها المسيحيون فيما بينهم، حيث تقول دائرة المعارف الكتابية تحت مادة «مسيح - مسيحيون»:
... ولعلها (أي كلمة مسيحي) كانت تنطوي أساساً على نوع من التهكم، ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية، ولكنه على توالي الأيام، التصق بهم وصاروا يعرفون به"[35]
ويذهب كاتبو قاموس الكتاب المقدس لنفس الرأي فيقولون تحت مادة «مسيحي»:
دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة فيأنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43 م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بط 4: 16)..."[36]
عليّة صهيون، حيث تمالعشاء الأخير والعنصرة، وكانت مركز المسيحية المبكرة الأول.
بالإمكان العثور على مجموعة واسعة من المعتقدات والممارسات في جميع أنحاء العالم بين هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين. لا يوجد تعريف موّحد بين الطوائف والمذاهب حول تعريف «المسيحية». على سبيل المثال، يشير تيموثي بيل التفاوت من المعتقدات بين أولئك الذين يعرفون أنفسهم كمسيحيين في الولايات المتحدة على النحو التالي:
على الرغم من أن الجذور التاريخية لهذه الطوائف تعود إلى كل مناللاهوت المسيحيوالتقاليد المسيحية. إلاّ أن هناك البعض قد لا يعتبر فئات أخرى ضمن تصنيف أكبر وهو المسيحية؛ على سبيل المثال معظم المعمدانيين والأصوليين المسيحيين، لا يعتبرون المورمونية أو العلم المسيحي أنهم ضمن العائلة المسيحية. في الواقع، فإن ما يقرب من 77 في المئة من الأميركيين يعرّفون نفسهم بأنهم مسيحيون وينتمون إلى مجموعة متنوعة من التقاليد المسيحية.[37]
حاولت ليندا هولم تقديم تعريف شائع حول من هم المسيحيين مشيرة إلى أنّ «حول أيًا كان قد يختلف حوله المسيحيين؛ على الأقل هناك اتفاق في الاعتقاد بأن يسوع له أهمية فريدة من نوعها».[38] الفيلسوف مايكل مارتن، في كتابهالقضية ضد المسيحية' يقيّيم ثلاثة عقائد مسيحية تاريخية (قانون الإيمان الرسوليّ والنيقاوي والأثانسياوسي) لوضع مجموعة من الافتراضات الأساسية والتي تشمل الاعتقادوالإيمان بالله،وتاريخية يسوع،وسر التجسد، والخلاص من خلال الإيمان بيسوع، والإيمان فييسوع باعتباره قدوة أخلاقية.[39]
يشيع في الثقافة العربية استخدام كلمتين للتعبير عن المسيحيين منها لفظ «نصارى» وهو اللفظ الذي يُستخدم في الكتب والأدبيات الإسلامية بشكل عام بحيث يطلق على الديانة المسيحية مصطلح نصرانية إذ جاء فيالقرآن:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ١٤﴾ [الصف:14]. وقد ورد لفظ نصارى في القرآن 13 مرة. وقد تعود أيضًا كلمة «نصارى» إلى مدينةالناصرة.[43] في حين مصطلح «مسيحي» ذات الأصولالسريانية هو المصطلح الأكثر انتشارًا ويعني أتباع المسيح.[43][44]
المصطلح السرياني «ناصري» يطلق غالبًا علىمسيحيين القديس توما في ولايةكيرالا،الهند. كما يَطلق المسيحيين فيشبه القارة الهندية، على أنفسهم «عيساي» (بالهندية: ईसाई) و (بالأردوية: عیسائی) وهي الكلمة الشائعة أيضًا لوصفهم من قبل اصحاب الديانات الأخرى.[45] ويعود مصدر الكلمة إلىعيسى مسيح أييسوع المسيح. في الماضي، استخدمالملايو مصطلح «سيراني» لغة ملاوية (بالملاوية: Serani) لتسميةالبرتغاليين ومصدر الكلمة مناللغة العربية من كلمة نصراني. اليوم يتم استخدام مصطلح سيراني لتسمية المجتمع المسيحي من الكريول فيماليزيا.
الكلمة الصينية المستخدمة لوصف المسيحيين هي جيدو تو وهي حسب نظامبينيين تكتب jīdū tú (بالصينية: 基督徒) تعني حرفيًاأتباع المسيح. فيفيتنام يستخدم أيضًا مصطلح أتباع المسيح (بالفيتنامية: tín đồ Cơ đốc giáo) لوصف المسيحيين. المصطلح الياباني لوصف المسيحيين هو كيريشتن (باليابانية: キリシタン) وهو مصطلح مماثل (للكلمة البرتغالية: cristão) والتي تعني حرفيًا أتباع المسيح. وقد شاع المصطلح أولًا للإشارة إلى أتباعالكنيسة الرومانية الكاثوليكية في القرن 16 و17 وذلك قبل حظرها من قبلتوكوغاوا شوغن.
العقيدة الدينية والديانة التي يمارسها المسيحيين هي «الديانة المسيحية» وهي إحدىالديانات الإبراهيميةوالديانات التوحيدية؛ الجذر اللغوي لكلمة مسيحية تأتي من كلمةمسيح[8] موجد المسيحية هويسوع وهو بحسب العقيدة المسيحيةالمسيح، ابن الله، الله المتجسد، المخلص وغيرها من التسميات الأخرى؛[46] المسيحية تعتبر أكبر دين معتنق فيالأرض[47] ويبلغ عدد أتباعها 2.2 مليار أي حوالي ثلث سكان الكوكب منالبشر،[48] كذلك فالمسيحية دين الأغلبية السكانية في 120 بلدًا من أصل 190 بلدًا مستقلاً في العالم.[49]
نشأت المسيحية حوالي العام27 من جذور مشتركة معالديانة اليهودية ولا تزال آثار هذه الأصول المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيينللتوارةوالتناخ والتي يطلقون عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسمالعهد القديم الذي يشكل القسم الأول منالكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبرالعهد الجديد القسم الثاني منه؛ يعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونهاأنبياءالعهد القديم قد تحققت في شخص المسيح،[50] وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة أماالعهد الجديد فهو بشكل عام قصة حياة المسيح وتعاليمه، التي تشكل أساس العقائد المسيحية.[51]
تؤمن أغلب الطوائف المسيحية أنيسوع هوالمسيحوالابن أيالأقنوم الثاني فيالثالوث الأقدس، وبالتالي فهوإله كامل.[46][52][53] وقد ولد من عذراء بطريقة إعجازية. وخلال حياته الأرضية اجترح العجائب والمعجزات، ثم صلب ومات تكفيرًا عن خطايا البشرية، وقام من الموت في اليوم الثالث وصعد إلى السماء متحدًا معالله الآب، بيد أنه أرسلالروح القدس ثالث الأقانيم الإلهية، وسيعود فياليوم الأخير لإدانة البشرية ومنح الحياة الأبدية فيملكوت السموات للصالحين والمؤمنين.[53]
تتألف المسيحية من ستة طوائف أو ستة عائلات كبيرة،[54] وتتفرع عن كل طائفة منها مجموعة من الكنائس أو البطريركيات التي هي ذات نظام إداري مستقل أو شبه مستقل عن سائر الكنائس أو البطريركيات؛ إنما في أمور الإيمان فهي تتبع العائلة الكبرى التي تنتمي إليها؛ وغالبًا ما يكون الاختلاف بين الكنائس المنتمية لطائفة واحدة هو في ظاهر الطقوس، لكون الطقوس ترتبط بشكل أساسي بثقافات الشعوب وحضارتها، أكثر من كونها ترتبط بالعقائد.[55]
أحد الأديار الأرمنية القديمة من القرن السابع مقابلجبل أرارات، تعتبرأرمينيا أول الممالك التي تحولت بالكامل إلى المسيحية.
من خلال نظرة تاريخية للانتشار الديموغرافي للمسيحية، فمن المعروف أن المسيحية قد انطلقت منالقدس وتمركزت في المدن الكبرى على الساحل الشرقيللبحر الأبيض المتوسطكأنطاكيةوجبيلوقبرص ومن ثم انتشرت فياليونانوتركياوروما؛[56] وكانت النقطة الفاصلة في تاريخها صدورمرسوم ميلانو عام313،[57] نتيجة تكاثر عدد المسيحيين المطرد اضطرتالإمبراطورية الرومانية للاعتراف بالمسيحية كدين من أديان الدولة، منهية بذلك حقبة طويلة منالاضطهادات، وأخذت المسيحية تتسارع إبانها بالنمو؛ ومن ثم أعلنت المسيحية دينالإمبراطورية الرومانية الوحيد خلال عهد الإمبراطورقسطنطين ما أدى إلى تحولها من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم؛ وأخذت المناطق التي ظلّت عصيّة على حركة التبشير المسيحية خصوصًا في القرى والأرياف التحول من الأديان الوثنية السائدة نحو المسيحية. أما فيأوروبا فإن المسيحية لم تدخل إلى شمال القارة قبلالقرنين السابعوالثامن وذلك بنتيجة عاملين أولهما حركة التبشير النشطة ويمكن أخذ تجربةالقديس باتريك فيبريطانياوإيرلندا كمثال على ذلك،[58] والحروب التي شنهاالقوط الشرقيون وغيرهم من الأقوام المسيحية، تجاه الأقوام الوثنية في الشمال؛ وكان لاعتناقروسيا المسيحية أواخرالقرن التاسع دور بارز في انتشار المسيحية في الشمال الأوروبي. ويعود إلى تنصير الشعوب السلافية مثلالبلغاروالصرب وباقي شعوبأوروبا الشرقية إلىكيرلس وميثوديوس.[59] أما فيآسيا، فمع استثناءالشرق الأوسط حيث كانت القاعدة الأساسية للمسيحية، فإن حركات التبشير استطاعت اجتذاب عدد من سكانالصينوالهندوأفغانستان نحو المسيحية، وقد تأسست أبرشيات ناشطة في تلك الأصقاع، لكنها اندثرت بشكل تدريجي بعيدالقرن السابع بنتيجة التحولات الهامة فيالشرق الأوسط ممثلة ببروزالإسلام؛ غير أن الحال فيأفريقيا كان مواتيًا بشكل أكبر للمسيحيين، إذ حافظت عدد من الدول على ذاتها المسيحية ومنهاأثيوبياوأرتيريا.
حركات التبشير والاستيطان النشطة إبانعصر النهضة والاكتشافات فيأوروبا ساهمت في نقل المسيحية نحوأمريكا الشماليةوأمريكا الجنوبية والتي تحولت إلى قارات مسيحية وذلك بفضل الإرساليّات التبشيرية خاصًة مناليسوعيين، كذلك بنشر المسيحية من جديد فيآسيا والمناطق المكتشفة حديثًا فيأفريقيا،[60] وقد اصطدمت في بعض الأحيان بالظروف السياسية كمنعالصين للمسيحية فيالقرن الخامس عشر إثر توتر العلاقات بينالإمبراطوروالرهبنة اليسوعية التي رفضت إدخال بعض الطقوس القادمة من الديانات الصينية التقليدية، ومنها إكرام الإمبراطور، ضمن الطقوس المسيحية الرسمية. وقد حققت الإرساليات البروتستانتية انتشارًا واسعًا في أفريقياوأوقيانوسيا وآسيا خاصًة الكنيسةالمشيخيةوالأبرشانيون توّج ذلك في بتأسيس جمعية لندن التبشيرية التي كان لها أثر هام في وصول البروتستانية إلىالشرق الاقصىوأوقيانوسيا، وكان للإرساليات البروتستانتية الأثر الأكبر في ادخالالطب الحديث للصين خاصًة من خلال المبشرين أمثال الجراح روبرت موريسون والقس جون ليفينغستون.
أما فيالشرق الأوسط فقد ظلّ للمسيحيين حضور فاعل طوالالعصر الأمويوالعباسي، لكنه أخذ بالتقهقر بنتيجة الاضطهادات الدينية التي تزامنت مع انهيارالدولة العباسية وأدت إلى حصر المسيحيين في بعض المناطق النائيةكطور عابدين أوسهل نينوى أومعلولا أوجبل لبنان، على أن الوجود المسيحي لم يندثر يومًا من المدن الكبرىكحلب أودمشق أوبيروت. وفي العصر الحالي، فإن المشرق يعاني من نسب هجرة مرتفعة بين مواطنيه المسيحيين وهي ظاهرة أخذت بالانتشار منذ نهايةالقرن التاسع عشر؛ يقابلها هجرة من مختلف دول العالم بما فيها المسيحية نحو الدول النفطية الغنية فيالخليج العربي.
أما من ناحية التوزيعالقاري فيُشكّل المسيحيون فيالأمريكتين نسبة 86.0% من السكان،[66] أمّا فيأوروبا فيُشكّل المسيحيين نسبة 76.2% وفيأوروبا يتواجد أكبر تجمع مسيحي في العالم،[67] أما فيالقارة الأسترالية فُيشكّل المسيحيون نسبة 73.36% من تعداد السكان وفيالقارة الأفريقية حيث تشهد المسيحية انتشارًا كبيرًا فيُشكّل المسيحيون نسبة 47.60% من سكانها، أي أن عددهم يصل إلى أكثر من 516,470,000 مليون نسمة، أما فيالقارة الآسيوية فيُشكّل المسيحيون نسبة 12.6% من سكانها، وتتراوح أعدادهم بين 285,120,000-364,780,000 مليون نسمة.
يعتنق أغلب الأوربيين المسيحية ديناً، إذ يُعرِّف 76.2% من الأوروبيين أنفسهم كمسيحيين وتصل أعدادهم إلى 565,560,000 نسمة، وبالتالي يتواجد في أوروبا أكبر تجمع مسيحي في العالم.[67] وتأويروسيا أكبر التجمعات المسيحية فيأوروبا من حيث عدد السكان، تليها في ذلكإيطاليا،وألمانيا،والمملكة المتحدة،وفرنسا،وأوكرانيا،وإسبانيا،وبولندا،ورومانياواليونان. وتعتبر هذه مجتمعة موطنًا لحوالي 20% من مسيحيين العالم. المسيحية هي الديانة السائدة في 50 بلدًا وإقليمًا أوروبيّاً، باستثناءالشعب الألبانيوالبوشناقوالأتراك حيث أنّ المسيحيبن يعدون أقليّة بينهم؛ بالمقابل فإنّ غالبيّة شعوب وعرقيّات أوروبا تعتنق المسيحيّة دينًا. ويُعتبر مسيحيي أوروبا وفقًا لدراسة معهد بيو المجموعة المسيحيّة الأكبر سنًّا إذ أنّ متوسط العمر العمر هو 42.[11]
تاريخياً، عاش أغلبية المسيحيين فيدول غربيَّة،وبيضاء، والتي غالباً ما تم تصويرها على أنهاحضارة "أوروبية مسيحية".[73] وتَمتلك أوروباثقافة مسيحية غنيَّة بوجود العديد منالقديسينوالشهداء فضلًا عن كون الغالبيّة العظمى منالباباوات هم من الأوروبيين. المسيحيين الأوروبيين كان لهم أكبر الأثر في صقل الديانة المسيحية، حيث بشّر الأوروبيين بالمسيحية فيالعالم الجديد،أفريقيا جنوب الصحراءوأوقيانوسيا وكان لهم الأثر في دخول سكانها للمسيحية. فضلًا عن ذلك أعطت شعوب أوروبا البصمة الحضارّية والثقافيّة للمسيحية العالميّة.
الغالبية العظمى من سكانأمريكا اللاتينية (93%)[74] هم من المسيحيين، ومعظمهم من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية[75]، وحوالي 70% من سكانأمريكا اللاتينية يعرّفون أنفسهم ككاثوليك.[76] أفادت دراسة عام2012 أجراها مركز بيو الاميركي للأبحاث حول الديانات إلى أنّ عدد المسيحيين في اميركا اللاتينية وجزر الكاريبي يصل إلى 531,280,000.[11] في منطقةالكاريبي ينقسم شعوب المنطقة بين الكاثوليكية والبروتستانتية، الكاثوليكية هي الديانة السائدة فيجزر الأنتيل الكبرى، والدولالناطقة بالفرنسية؛ بينما البروتستانتية هي السائدة في الدولالناطقة بالإنكليزية. ويعتنق الديانة المسيحيّة 95.6% من سكان دولأمريكا الوسطى؛ الغالبيّة العظمى منهم تنتميللكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة (84%).
يُعتبر مسيحيي أمريكا الجنوبية من المجموعات المسيحيّة الشابة والأصغر سنًّا فمتوسط العمر لدى المسيحيين اللاتينيين هو 27.[11] تحوي أمريكا اللاتينية ثاني أكبر تجمع مسيحية وأكبر تجمع كاثوليكي في العالم،[77] وكثيرًا ما يطلق عليها بالقارة الكاثوليكية، كون غالبية السكان من الكاثوليك، كذلك فإن 40% من كاثوليك العالم يعيشون فيأمريكا اللاتينية.[77] في الآونة الاخيرة ازدادت أعداد ونمو البروتستانتية خاصًة الكنائس الإنجيليةوالخمسينية في أمريكا الجنوبية، الجدير بالذكر أن في البرازيل وحدها يصل أعداد البروتستانت إلى 40 مليون. ويعتبر أعضاء الكنائس البروتستانتية خاصًةالخمسينيةوالإنجيلية المجموعات الأكثر نموًا وانتشارًا في أمريكا اللاتينية الآن.
يَعود حضور المسيحية بين شعوب القارة إلى البعثات التبشيريّة الإسبانيّة والبرتغاليّة والفرنسيّة التي أرسلت الكهنة خاصًة مناليسوعيين من أجل تحويل السكان الأصليين للكاثوليكية، وقد تعزز الوجود المسيحي خاصًة في الأرجنتينوالأوروغواي وتشيلي وجنوب البرازيل بفضل الهجرة الكبيرة من الدول الأوروبية إلى القارة حيث هاجر الملايين إليها بشكل خاص من الأصولالإيطاليةوالإسبانيةوالبرتغالية. وتشمل كذلك أصولأوروبية أخرىكالألمانيةوالآيرلندية،والفرنسية،والكرواتيةوالإنكليزية غالبية هؤلاء المهاجرين كانوا من خلفية دينية كاثوليكية وحملوا معهمالثقافة الكاثوليكيةوتقاليدها إلى القارة اللاتينية.كما أن كثيرًا من الذين ينتمون إلى أصول هندية أو إفريقية بشكل خاص يمزجون الشعائر الكاثوليكية مع العقائد الروحية لثقافاتهم التقليدية. مما أدّى إلى نشأةثقافة كاثوليكية مميزة خاصًة في البرازيلوالبيرو حيث دمج الأفارقة الذين وصلوا القارة كعبيد وحررّوا من ذلك فيما بعدوالشعوب الأصليّةوالمستيزو في القارة تقاليدهم الدينية مع الكاثوليكية.
تؤوي أفريقيا جنوب الصحراء ثالث أكبر تجمّع مسيحي عالمي، حوالي 23.8% من مسيحيي العالم موجودين في أفريقيا. يشكلّون 63.2% من سكان القارة وذلك حسب احصائية مركز البحاث الاميركي بيو في حين يٌشّكل البروتستانت حوالي (57.2%) من مجمل مسيحيين أفريقيا، بينما تصل نسبة الكاثوليك 34.1% والأرثوذكس 7.8% من مجمل المسيحيين في أفريقيا.[79] على من الرغم من أن الشعبالإثيوبي يُعتبر واحد من أقدم الأمم المسيحيّة في العالم وقد كان لهثقافة مسيحية خاصًة ومميزّة وفريدة من نوعها.[80] فإن غالبيّة شعوب أفريقيا جنوب الصحراء دخلت المسيحية حديثًا نسبيًّا وذلك من خلال جهود البعثات التبشيريّة. وتؤوي نيجيريا أكبر التجمعات المسيحية في أفريقيا من حيث عدد السكان، تليها في ذلكالكونغو الديمقراطية،وأثيوبيا، وجنوب أفريقيا،وكينيا،وأوغندا،وتنزانيا،وأنغولا،وغاناوزامبيا. يعتبر مسيحييّ أفريقيا المجموعة المسيحية الأكثر شبابًا والأصغر سنًا فمتوسط العمر لدى الأفارقة المسيحيين هو 19.[11]
وفي دراسة أخرى للباحث الإيطالي ماسيمو انتروفيني عام2012، وجدت أن المسيحية أصبحت الدين الأول في أفريقيا،[81] حيث أصبح عدد المسيحيين أكبر من عدد المسلمين في القارة الأفريقية، إذ يشكل المسيحيين نسبة 53.46% من سكان أفريقيا،[81] مقارنة مع المسلمين الذين يشكلون نسبة 46.40% من سكان أفريقيا.[81] وقد أشارت الدراسة أيضًا إلى أن هناك أغلبية مسيحية في 31 دولة أفريقية مقابل أغلبية إسلامية في 21 دولة وأغلبية لأتباع الأديان التقليدية في ست دول أفريقية.[81]
تحوي آسيا على 13% من مجمل المسيحيين في العالم، وتتراوح نسبتهم فيالقارة الآسيويّة بين 7%-12%، وقد قدرّت دراسة قامت يها معهد بيو سنة 2010 أعداد المسيحيين في آسيا بحوالي 285,120,000 مليون نسمة (بلا احتسابمسيحيو الشرق الأوسط)؛[82][83] في حين قدرّت دراسة قامت بها مركز البحوث للمسيحيّة العالميّة لسنة 2010 عدد المسيحيين الآسيويين بحوالي 341,566,079؛[84] بالمقابل قدرّت دراسة نشرتهاالموسوعة البريطانية سنة 2013 أعداد المسيحيون في آسيا بحوالي 364,780,000 مليون نسمة.[85] يُشّكل البروتستانت نصف مسيحييآسيا أي حوالي 49%، والكاثوليك 46.1%، والأرثوذكس 4.2% من مجمل المسيحيين في آسيا. يُعتبر مسيحيي آسيا مجموعة شابة نسبيًا فمتوسط العمر هو 27.
يعتنق أغلب شعوب أمريكا الشماليّة المسيحية ديناً، إذ يُعرِّف 77.4% من سكّان أمريكا الشمالية أنفسهم كمسيحيين.[11] ويَصل أعداد المسيحيون في أمريكا الشمالية إلى نحو 266,630,000 مليون وبالتالي يشكلون 12.3% من مجمل مسيحيي العالم.تنقسم الطوائف المسيحية في أمريكا الشمالية إلىالكنيسة الرومانية الكاثوليكية حيث يعتنقها ما يقرب من 24% من سكانالولايات المتحدة؛[89] وأكثر من 40% منالكنديين.[90]والبروتستانتية والتي يعتنقها معظم سكان الولايات المتحدة، حيث أنّ نصف السكان من البروتستانت، فضلًا مع ما يزيد قليلًا عن ربع سكانكندا. يُعتبر مسيحيي أمريكا الشمالية من المجموعات المسيحية الأكبر عمرًا فمتوسط العمر لدى مسيحيي القارة هو 39.[11]
يُعتبر مسيحيي أمريكا الشمالية من المجموعات المسيحية الأكثر ثراءً في العالم. حيث كشف تقرير جديد نشرته مؤسسة «نيو ورلد ويلث» سنة 2015 المتخصصة في أبحاث الثروة العالمية عن سيطرة المسيحيين خصوصًا مسيحيي أمريكا الشمالية على السواد الأعظم من الثروات العالميّة، وأوضح التقرير أن إجمالي الثروات التي يمتلكها المسيحيون تصل إلى 107.280 مليار دولار، ما يمثل أكثر من 55% من الثروات العالمية.[91]
غالبيّة شعوب المنطقة من السكان الأصليين دخلت المسيحية حديثًا وذلك بجهود الإرساليّات التبشيرية. أمّا في أستراليا ونيوزيلاندا فقد تعزز الوجود المسيحي بفضل موجات المهاجرينالإنكليزوالاسكتلندينوالألمانوالإسكندنافيين والإيطاليين والأيرلنديين وغيرهم من الشعوب المسيحية الأوروبية التي هاجرت إلى هذه الدول.
يعتنق 92.1% من سكان جزرميلانيزيا الديانة المسيحيّة؛ وتتصدر المذاهب البروتستانتيّة كأكبر الطوائف المسيحيّة في جزرميلانيزيا ويُعتبر مذهبالميثوديّة أكبر المذاهب المسيحيّة في جزرميلانيزيا. وتشكّل المسيحيّة نسبة 93.1% من السكان في مجموعة جزرمايكرونيزيا، أكثر من نصف المسيحيين (60%) في مجموعة جزرمايكرونيزيا هم من الكاثوليك في حين أن النسبة الباقية هي من نصيب الطوائف البروتستانتيّة. ويعتنق 96.1% من سكان مجموعة جزربولنيزياالديانة المسيحية؛ أكثر من نصف المسيحيين (52.6%) في مجموعة جزربولنيزيا هم من البروتستانت بالأخص أتباع مذهبالأبرشانيّ في حين أنّ النسبة المتبقيّة من نصيبالكنيسة الرومانية الكاثوليكية.[84]
يعيش اليوم فيالشرق الأوسطوشمال أفريقيامسيحيين عرب سواءً عن طريق النسب العربي أو بحكم انتشار العروبة كلغة وثقافة وهوية، بالإضافة أيضًا إلى الوجود التاريخي لكل منالسريانوالأرمن والوجود الحديث للأثيوبيين والإريتريين والهنود وسواهم من الجاليات الوافدة سيّما على دول الخليج العربي.[98]وتشكلمصر أكبر تجمّع داخلالوطن العربي في حين يشكللبنان التجمع الأعلى من حيث النسبة؛ هناك تواجد ملحوظ للمسيحيين فيسورياوالأردنوفلسطينوالعراق كما تضم بعض البلدان المجاورة مثلإسرائيلوتركياوإيران تجمعات من المسيحيين، كما ويوجد أكثر من مليوني مسيحي فيجنوب السودان، لكن لا يحسب هؤلاء ضمن سكانالشرق الأوسط. ويتواجد أيضًا في بعض دولالخليج العربي مثلالكويتوالبحرين أقليات مسيحية من السكان المحليين كما ويتواجد في كافة دول الخليج العربي جاليات مسيحية كبيرة وفدت للعمل، وكذلك الأمر في دولالمغرب العربي فيشمال أفريقيا، حيث تتواجد تجمعات من المسيحيين غالبيتهم منأصول أوروبية، بالإضافة إلى تواجد جماعات مسيحية محليّة وهي إما عربية أوأمازيغية أكثرها منمعتنقو المسيحية.
رهبان أرثوذكس يصلون في كنيسة القديس جرجس فيإسطنبول،تركيا.
حسب إحصائيّة مركز الأبحاث الأميركي بيو لعام 2011 يُشّكل الكاثوليك (الأغلبيّة تنتمي إلىالكنائس الكاثوليكية الشرقية) حوالي 43.5% من مجمل مسيحيين الشرق الأوسط، بينما الأرثوذكس (الأغلبيّةأرثوذكسية مشرقية) يُشّكلون 43.0% من مسيحيين الشرق الأوسط، أما البروتستانت فنسبتهم حوالي 13.5% من مجمل المسيحيين في الشرق الأوسط.[101]
اليوم لم تعد الأوصاف الجغرافيا للمسيحية (شرقية وغربية) تمثل حقيقة فعلية على أرض الواقع، وذلك بسبب الهجرات الكثيرة التي قام بها المسيحيون الشرقيون باتجاه الغرب وبالعكس، بالإضافة لحركات التبشير العالمية التي قامت بها الكنائس المختلفة خلال القرون الخمسة الأخيرة وعلى الأخصالكاثوليكية.
تاريخيًا ارتبطت المسيحية الغربية مع المصطلح جيوسياسية «الغرب المسيحي»، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الدور الذي لعبته الكنائس المسيحية الغربية في تشكيل ملامحالحضارة الغربية، والدور الذي لعبه الغرب في نشر المسيحية وتشكيل تاريخها.[105][106]
وتقوم الكنيسة بإدارة المدارس والجامعات والمستشفيات والملاجئ ودور العجزة في تلك البلدان. وكوَّن الكاثوليك في بعض الأقطار التي تسكنها غالبية كاثوليكية أحزابًا سياسية قوية. وكان للكنيسة الكاثوليكية أثر كبير في تاريخ أوروبا السياسي والثقافي والأدبي والفني.[108]
وجدت الدراسة التي أعدّها «مركز (بيو) حول الدين والحياة العامة» لعام 2011 أنّ المسيحية الكاثوليكية تأتي في مقدمة الطوائف المسيحية وهم حوالى حوالي 1.13 مليار نسمة (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية).[77] يشكل المنتمين إلى الطقس اللاتيني الغالبيّة العظمى من أتباع الكنيسة الكاثوليكية وتصل أعدادهم إلى 1.1 مليار نسمة.
معظم البلدان التي لديها أكبر عدد من السكان الكاثوليك لديها أغلبية الكاثوليكية. على من الرغم من أنّالولايات المتحدة لديها رابع أكبر عدد من السكان الكاثوليك فيالعالم الا أنّ نسبة الكاثوليك في البلاد هي 24%. هناك 67 بلدًا في العالم فيه الكاثوليك يشكلّون غالبية السكان.[77]
حقَّقت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية نجاحًا كبيرًا فيالعالم الجديد. وتحولت أمريكا الجنوبية إلى قارة كاثوليكية بامتياز في حين انكنداوالولايات المتحدة تعزز فيها الوجود الكاثوليكي بفعل موجات الهجرة الأوروبية الكاثوليكية خاصًة منإيطالياوأيرلندا. استطاع الكاثوليك نشر عقيدتهم في آسيا يحيث تملك اليوم تجمعات كاثوليكية ذات شأن فيالفلبين،وفييتنام،والصين،واليابانوالهند وغيرها من الدول.
سبّبالإصلاح البروتستانتي، انقسامالمسيحية الغربية ونقطة بداية البروتستانتية، التي ولدت في أوروبا فيالقرن السادس عشر. وعلى الرغم من أنّ أوروبا هي مهد ومنشأ البروتستانتية فاثنين فقط من بين أكبر عشرة دول تضم أكبر عدد من البروتستانت هي دول أوروبيّة.[111]
يعيش في الولايات المتحدة أكثر عدد من البروتستانت ففي حوالي 160 مليون بروتستانتي ويشكلون 20% من إجمالي البروتستانت جميع أنحاء العالم. في حين تحتل نيجيريا المرتبة الثانية، مع ما يقرب من 60 مليون بروتستانتي ويشكّل هؤلاء نسبة 7% من مجمل البروتستانت في جميع أنحاء العالم. وتحتل الصين المرتبة كثالث أكبر تجمع بروتستانتي في العالم بحوالي 58 مليون، وذلك على الرغم من أن البروتستانت يشكلّون أقل من 5% من إجمالي عدد السكان في الصين.[111]
يُشّكل البروتستانت الأغلبية السكانيّة في 49 بلدًا. على الرغم من الروابط التاريخية بين أوروبا والبروتستانتية، فان فقط 13% يقطنون في أوروبا خاصًة فيأوروبا الشمالية في حين يعيش حوالي 37% من بروتستانت العالم فيأفريقيا جنوب الصحراء وحوالي 33% فيالأمريكتين ويعيش في كل منآسياوأوقيانوسيا 17% من البروتستانت في العالم.
تتصدرالكنيسة المعمدانية أكبر المذاهب البروتستانتية وذلك بحوالي 100 مليون،[113] ويتواجد أغلب أتباعها في أمريكا الشمالية، وأفريقيا وآسيا.تعتبرالكنيسة الأنجليكانية وفقًا لإحصائيات مختلفة ثاني أكبر المذاهب البروتستانتية ويعتنقها 85 مليون شخص وهي المذهب الغالب فيالمملكة المتحدة وتشكل المذهب الرئيسي لجزء كبير من السكان في دول مختلفة منهاكندا،وأستراليا،ونيوزيلندا،وجنوب أفريقيا فضلًا عن عدد من الدول الأفريقية وجزرالكاريبي.[114]يبلغ عدد أتباع المذهباللوثري حوالي 70 مليون شخص،[115] تشكل اللوثرية الديانة الغالبة في ألمانياوالدول الإسكندنافيةونامبيا ولها حضور تاريخي ذو شأن فيإستونياولاتفيا؛ وعلى الرغم من أن نامبيا هي الدولة الوحيدة ذات الغالبيّة اللوثريّة خارج القارة الأوروبية الا أن اللوثرية تنتشر أيضًا في كافة أنحاء دول العالم. يصل عدد المنتمين إلى مذهبالميثودية حوالي 70 مليون،[116] العدد الأكبر منهم متمركز في أمريكا الشماليّة وأفريقيا وآسيا ويُذكر أنتونغا الدولة الوحيدة في العالم فيهاالميثودية هي الديانة السائدة. الكنائسكالفينية أو الإصلاحيّة، وهي كنائس تتبنّى لاهوت المصلح الفرنسيجان كالفن يعتنقها حوالي 75 مليون نسمة، لها حضور تاريخي وثقافي ذو شأن فيسويسراوهولنداواسكتلندا فضلًا عن الولايات المتحدة ولهذا المذهب قاعدة اجتماعية عريضة راسخة في الطبقات الوسطى والعليا ذات النفوذ الاقتصادي والسياسي والثقافي في الولايات المتحدة،[117] وهي من المذاهب الرئيسيةللواسب فضلًا هناك حضور مميز للكالفينية فيإندونيسياوكوريا الجنوبية ودول شتى فيأوقيانوسيا. أمّاالأدفنتست فتصل أعدادهم إلى حوالي 17 مليون ويتوزعون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية.
المذاهب التي ذكرت سابقًا هي جزء منالمذاهب التقليدية والتاريخية في حين أنّ تقدر عدد أتباع التيّاراتالإنجيلية بحوالي 285 مليون،[118] وتشمل الكنائس الخمسينية والتي يبلغ عدد أتباعها حوالي 280 مليون.[119] يتوزعون في كافة أنحاء العالم وبشكل خاص في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا.
هناك حوالي 28 مليون مسيحي في العالم الذين لا ينتمون إلى التقاليد المسيحية الثلاثة الكبرى .[120] ويشكّل هؤلاء حوالي 1% من نسبة السكان المسيحيين في العالم.
هذه الطوائف عبارة عن مجموعة من الكنائس المستقلة والمنفصلة عن بعضها البعض ولها معتقدات متفاوتة، بعضهاتنكر ألوهة المسيح وترى أنه كائن روحي أشبهبالله. أكبر الطوائف التي تتبع هذا التصنيف هيكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرةوشهود يهوهوالتوحيديةومسيحيون بلا طائفة.[120] وفقًا لدراسة معهد بيو تعتبر الولايات المتحدة موطن ل37% من المسيحيين الآخرين، على الرغم من أن حوالي 3% من الأمريكيين ينتمون إلى هذه المجموعات.[120] حوالي ثلثي (67%) المسيحيين الآخرين يعيشون في 10 بلدان التي تحوي على أكبر عدد من المسيحيين الآخرين.[120]
يعيش غالبية المسيحيين الآخرين في الأمريكتين (63%). وتعيش أعداد من فئة المسيحيين الآخرين في أفريقيا جنوب الصحراء (17%)، وأوروبا (11%) ومنطقةآسيا والمحيط الهادئ (9%). يعيش أقل من 1% من المسيحيين الآخرين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.[120]
وقد تشاركت الكنائس الشرقية بالتقليد الديني ولكنها انقسمت على نفسها خلال القرون الأولى للمسيحية وذلك بسبب خلافات عقائديةكرستولوجيةولاهوتية بالإضافة لأسباب سياسية.
وعلى الرغم من الاختلافات اللاهوتية والعقائدية بين هذه الفئات، إلا أنها تتشابه فيما بينها في الممارسات التقليدية والتي تختلف وتتميز بها عنالكاثوليكيةوالبروتستانتية في الغرب.
المسيحية الأرثوذكسية هي مذهب يُرجع جذوره بحسب أتباعه إلىالمسيح والخلافة الرسولية والكهنوتية. وكانت المسيحية كنيسة واحدة حتىالانشقاق الذي حصل بين الكنيسة الغربية وهي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والشرقية وهيبطريركية القسطنطينية المسكونية.وهي ثاني أكبر الكنائس المسيحية بعد الكنيسة الكاثوليكية في العالم؛ بالمقابل تتخطى المذاهب البروتستانتية مجتمعة الكنيسة الأرثوذكسية، وتتراوح أعداد أتباع الأرثوذكسية الشرقيين بين 223 مليونًا و300 مليون.[122]
ما يقرب من أربعة من كل عشرة مسيحيين أرثوذكس في جميع أنحاء العالم (39%) يقيمون في روسيا،[123] وهو أكبر بلد أرثوذكسي في العالم. على الرغم من أنتركيا هي مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية، أي مركز المسيحية الأرثوذكسية فعدد المسيحيين الأرثوذكس فيها صغيرة نسبيًا (حوالي 180,000 يشمل الرقم الأرثوذكس المشرقيين).
ينتشر الأرثوذكس بشكل خاص فيأوروبا الشرقية حيث الغالبية هناك أرثوذكسية. ويعيش بالمجمل 76.9% من الأرثوذكس فيأوروبا،[123] ويتواجد 6.7% من أرثوذكس العالم فيتركياووسط آسياوالشرق الأوسط،[123] أمّا الأمريكتين ففيها 1% من مجمل الأرثوذكس.
يوجد داخل الكنيسة الكاثوليكية مجموعة من التقاليد الكنسية، فإلى جانبالتقليد الروماني اللاتيني الذي ينتمي له غالبية الكاثوليك تحتضن الكنيسة خمسة تقاليد شرقية تتبعهاكنائس كاثوليكية شرقية. جميع هذه التقاليد والمرجعيات لها تنظيمها الخاص وقيادتها الذاتية تحت سلطةالبابا، وهي محمية من أي محاولة لتحويلها للتقليد اللاتيني. وهي تنقسم إلى خمسة تقاليد وهي التقليد البيزنطي، الأنطاكي، الكلداني، الإسكندري والأرمني. تصل أعداد أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية إلى 17.2 مليون.[131]
الكنائس الأصغر عددًا والتي تتبع التقاليد البيزنطية وهيكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، التي تشكل أكبر تجمع فيإسرائيل ولها ثقل فيسوريا سيّما فيحلبومرمريتا وفيلبنان سيّما فيزحلة. والكنيسة الرومانية الكاثوليكية المتحدة والكنيسة الروثينية الكاثوليكية والتي لها ثقل في رومانيا، والكنيسة الهنغارية اليونانية الكاثوليكية والتي لها ثقل فيالمجر، والكنيسة السلوفاكية اليونانية الكاثوليكية.
كنيسة المشرق ((ب[ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ]خطأ: {{اللغة-؟؟}}: نص الرومنة ليس بالخط اللاتيني (الموضع 1: ع) (مساعدة)))، كما عرفت بعدة أسماء مثلكنيسة فارس والكنيسة النسطورية هي كنيسة مسيحية وجزء تاريخي من تقليدالمسيحية السريانية ضمنالمسيحية الشرقية. نشأت هذه الكنيسة ضمنالإمبراطورية الساسانية وانتشرت بعدئذ في معظم أنحاء آسيا. وهي منقسمة إلى قسمينكنيسة المشرق القديمة والتي كانت الكنيسة الام وتكوين كنيسة جديدة ما يسمى اليومكنيسة المشرق الآشورية وبطريركها مار دنخا خننيا وإلى اليوم بقي كرسيكنيسة المشرق القديمة في بغداد بينما كرسي الكنيسة التي انفصلت حديثاً أصبح فيالولايات المتحدة. غالبيّة أتباع هذا المذهب يعيشون في العراق وإيران وفي المهجر في الولايات المتحدة وأوروبا الشمالية وعددهم بالمجمل 600,000.[132]
الثقافة المسيحية هي مصطلح أو تعبير يستعمل في أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا بالمسيحيين في جميع أنحاء العالم.
تاريخيًا عرفت أوروبا فجوة اقتصادية-اجتماعية بين الكاثوليك والبروتستانت فاستنادًا إلىماكس فيبر كانلأخلاق العمل البروتستانتية، خاصة المذهبالكالفيني، من انضباط وعمل شاق وإخلاص، وراء ظهور العقليةالرأسمالية فيأوروبا، مما جعل من الدول والمجتمعات البروتستانتية في أوروبا أن تصبح الدول والمجتمعات الأكثر ثراء ورفاهية في القارة.[143]: وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص.[144] لم تعد اليوم الفجوة موجودة على أرض الواقع وإن كانت الدول ذات الخلفية البروتستانتية (الدول الإسكندنافية) لا تزال الأكثر ثراء. تحتل دول كاثوليكية مثلفرنساوإيطاليا مكانة مميزة بين الدول الصناعية في العالم؛ كما وتتربع كل منلوكسمبورغ،ليختنشتاين،موناكو،بلجيكا،جمهورية أيرلنداوالنمسا وجميعهادول ذات أغلبية كاثوليكية قائمة أغنى دول العالم.[145] وتعد ولايةبافاريا فيألمانيا ذات الغالبية الكاثوليكية، شبه متكاملة اقتصادياً، فاقتصادبايرين هو الثاني من حيث الحجم في ألمانيا ومن ضمن العشرة الأوائل في أوروبا.
لعبت الموسيقى أبداً دوراً هاماً فيالثقافة المسيحية سواء كانتموسيقى شعبية أوكلاسيكية. ابتكرت بعض الأدوات المرتبطة بالموسيقى الكلاسيكية بما في ذلكالبيانووالكمان في الكنائس كما واستخدمت الموسيقى في طقوس العبادة والصلوات المسيحية. واخذ الغناء شكل فردي وجماعي، وشكلجوقة أو خُورُس.
لا تزال الموسيقى الكلاسيكية ذات شعبية كبيرة في الأوساط المسيحية تظهر من خلال الموسيقى الكنسيّة وتنوعها منها على سبيل المثال الموسيقى الغريغورية هي الموسيقى الدينية الأبرز في تاريخالمسيحية الغربية وهي ذي ألحان وكلمات مأخوذة منالكتاب المقدس للموسيقى الكنسية اللاتينية. وهو فن موسيقي غنائي جاد، ذو سير لحني منفرد (أحادي الصوت) غير مرافق بآلات موسيقيةوالموسيقى الكنسية السريانية تستخدم هذه الموسيقى ثمانمقامات شرقية، ويرجأ تاريخها إلىمار أفرام السرياني. فضلًا عن الموسيقى البيزنطية (باليونانية: Βυζαντινή Μουσική). هي الموسيقى الدينيّة التي نشأت فيالإمبراطورية البيزنطية وفي البلاط الإمبراطوري في مدينةالقسطنطينية.[147] تعد الموسيقى البيزنطية نظام موسيقي عريق بدأ مع بداية المسيحية وتطور باستمرار عبر التاريخ ويستمر إدخال التطويرات والتعديلات عليه حتى اليوم. يستعمل هذا النظام الموسيقي فيالكنائس الأرثوذكسية الشرقية وعدد منالكنائس الكاثوليكية الشرقية ذات التقاليد البيزنطية. وقد أدتالصحوة الكبرى الثانية فيالولايات المتحدة، إلى ظهور نمط شعبي جديد من الموسيقى البروتستانتية الروحيّة أو ما تسمى بموسيقى الغوسبل وهو غناء ديني مسيحي تطوّر في الثلاثينات أولاً عند الأمريكيين الأفارقة وبيض جنوب الولايات المتحدة ثم غزا بقية العالم.
اللغة اللاتينية: هي اللغة الطقسيّة فيالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وهي اللغة الرسميةللكرسي الرسولي والتي يصدر بها جميع الوثائق والمعاهدات، وكانت قبلالمجمع الفاتيكاني الثاني اللغة الرسميّةللكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وقد ظلت اللغة اللاتينية لغة العلم والدراسة في العالم المسيحي الغربي حتى القرن السابع عشر حين بدأت تحل محلها اللغات المحلية، وظلت اللاتينية لغة دولية للمعاملات الدبلوماسية حتى تلك الفترة أيضا حيث حلت محلها الفرنسية كلغة دولية ثم الإنجليزية.
اللغة اليونانيَّة الكوينه: هي اللغة الطقسيّة في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، تعتبر هذه اللغة لغة مقدسة في التقاليد المسيحيّة الشرقية ويعود ذلك بسبب تدوين نصوصالإناجيل باللغة الكوينه الإغريقية، التي كانت لغة التواصل العامة، كما أنالسبعونية هي ترجمةللتناخ بالكوينه نحو زمن كتابة الاناجيل، ومصدر اقتباساتها من التناخ، ويمكن هذا التدوين اللغوين من تتبع كيفية فهم الفقهاء اليهود للتناخ العبري، في الزمن قبيل العصور الميلادية، ويمكن ملاحظة ان الترجمة الكوينيه الإغريقية وضعت بشكل أدق وأكثر إحكاماُ.
نشأت قاعدةالأدب المسيحي منذ فجر المسيحيّة معرسائل بولس وهي إحدى أقدم الوثائق المسيحية الموجودة والنصوص التأسيسيةلعلم اللاهوت المسيحي. وتطول قائمة أهم الإنتاجات الأدبيًّة المسيحية خاصة التي كتبت خلالالعصور الوسطى.منها كتاب القديسأوغسطينوس «الاعترافات»، ويعتبر كتاب «الاعترافات» أول سيره ذاتية مكتوبة في الأدب الغربي. وقد أثرت كتاباتأوغسطينوس ومنها «المدينة الفاضلة» تأثيرًا عميقًا فيالثقافة الغربية.[160] وكتابات اللاهوتي والفيلسوفتوما الأكويني، الذي كان أحد الشخصيات المؤثرة في مذهب اللاهوت الطبيعي، وهو أبوالمدرسة التوماوية فيالفلسفةواللاهوت. وقد ألّف العديد من المؤلفات عنالفلسفة التي تعتبر إحدى الأعمال الأكثر تأثيرًا في الأدب الغربي.[161] ومن الآداب المسيحية الشعبيَّة المعروفة «حكايات ذهبية» أو «الأسطورة الذهبية» وهو من كتابة يعقوب دي فراغسي وفيه يسرد حكايات القديسين وقد أثّر هذاالكتاب في الفن والثقافةوالفلكلور الغربي،[162] فضلًا عن أعمال مثل «يوطوبيا» أو «المدينة الفاضلة» من تأليفتوماس مور، و«الرياضات الروحية» وهو من أعمالإغناطيوس دي لويولا. كتب أعلامالإصلاح البروتستانتي العديد من المؤلفات التي تركت تأثير علىالثقافة المسيحية منها مؤلفاتمارتن لوثر أب الإصلاح حيث عزز الإصدار من قياس مفرداتاللغة الألمانيّة وطورت بذلك أيضًا مبادئ الترجمة،[163]وجان كالفن مؤلف «تأسيس الديانة المسيحية» عام1536، وهي من أهم أعماله الأدبية وتتعرض فيه للمعتقدات المسيحية. كان للمرأة المسيحية دور بارز في كتابة الشعر والقصيدة المسيحية، خاصة في المواضيعالصوفية، مثل القديسةالإيطالية كاترينا السيانيّةوالإسبانية تريــــزا الأفيليةوالفرنسية تريزا الطفل يسوعوالألمانية،يهودية الأصل،إديث شتاين.
في قائمة الثمانين شخصية الأكثر تأثيرًا في العلوم من الحاصلين علىجائزة نوبل، ذكرت 65 شخصية مسيحية.[170] وفي قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيرًا في العلوم، ذكرت 75 شخصية مسيحية من مختلف المجالات العلمية.[171]
كما وجد الخبير الاقتصادي جون هوللي الذي عمل معالبنك الدولي في كتابهمذنب، يهود ومسيحيون أن 75% منجوائز نوبل بين الأعوام1901و1990 كانت من نصيب المسيحيين على الرغم من أن نسبة المسيحيين في العالم هي 33.2%.[172] في حين وجدت دراسة أخرىلشيربي أودلبرغ عام 2000 أنّ 35% من الحائزين علىجائزة نوبل هم من البروتستانت أو المسيحيين أو من خلفية مسيحية.[173]
ذكر كتابذكرى 100 عام لجائزة نوبل أنَّ حوالي (65.4%) من الحاصلين علىجائزة نوبل بين الأعوام 1901- 2000 كانوا من المسيحيين.[174][175] في حين وجدت دراسة أخرى قامت بهاجامعة نبراسكا- لينكون سنة 1998 أنّ 60% من العلماء الحائزين علىجائزة نوبل في الفيزياء بين الأعوام 1901-1990 هم من خلفية مسيحية.[176]
على عكس عدد كبير من الديانات الأخرى، فإن المسيحية لا تحوي علىشريعة محددة بممنوعات أو محظورات أو تفرض عادات معينة، غير أنها تدعو إلى حياة أخلاقية واجتماعية عادلة وبالتالي تحرم كل ما يعارضها،القتل بما فيهالإجهاض، السرقة، الحسد،الزنى وغيرها ما يشكل عمليًاالوصايا العشر؛ إن شريعةالعهد الجديد، كما يرى المسيحيون، تختصر في فعل المحبة،[177] فالمسيحي مدعو لأن تكون جميع أعماله تجاه نفسه والمجتمع ناجمة عن المحبة،[178] وذلك لأن المحبة تتفوق في اللاهوت المسيحي علىالإيمان ذاته،[179] وبالتالي فكل فعل صادر عن محبة هو ليس بخطيئة.يترجم فعل المحبة حسب المسيحية إلى ما يسمىأعمال الرحمة، وتأخذ هذه الأعمال أهمية خصوصًا لدىالكنيسة الكاثوليكية،والأرثوذكسيةوالميثودية وينظر إلى هذه الأعمال كوسيلة لنيل النعمة والقداسة، تقليديًا تم تقسيم أعمال الرحمة إلى فئتين، في كل منها سبعة عناصر، أعمال الرحمة البدنية والتي تهتم بالاحتياجات المادية للآخرين، وأعمال الرحمة الروحية التي تهتم بالاحتياجات الروحية للآخرين. وبالتالي اتباعًا لوصية المحبة وأعمال الرحمة أنشأتالكنيسةالمستشفياتوالمدارسوالجامعات والجمعيات الخيرية ودور الأيتام والملاجئ لمن هو بلا مأوى.[108]
تعتبر المسيحية دينًا طقسيًا، أي أنه يترافق مع مجموعة من الطقوس تتم غالبًا فيالكنيسة التي هي مركز الحياة الدينية، وإلى جانب القدّاس الإلهي تكثر الطقوس المرتبطة بمراحل حياة الإنسان وترتبط هذه فيالأسرار السبعة المقدسة، منهاكالعماد وهو سر الدخول إلى المسيحية ويلحق به سر التثبيت باستخدام الميرون،الزواج استنادًا إلى ما ورد فيالرسالة إلى أفسس 32/5،الجنازة وهناك أيضًا سر مسحة المرضى. تمنع الكنيسة الكاثوليكيةزواج الكهنة، مع وجود استثناء فيالكنائس الكاثوليكية الشرقية شرط أن يتم قبل نيل السر،[180] وينذر الرهبان نذر العفة أيالبتولية إلى جانب الطاعة والفقر. بينما تسمح الكنائسالأرثوذكسية الشرقيةوالمشرقية في زواج الكهنة وتفرض البتولية على الرهبان وحدهم، وكذلك حال الكنائس البروتستانتية التقليديّة، أما البروتستانتية الغير تقليدية فلا يوجد لديها سر كهنوت من الأساس.
الأسرة هي صميم الثقافة المسيحية كما كانت دائماً على مدى الأجيال.[181] وهي في المفهوم المسيحي كنيسة صغيرة،[182] وقد اهتمتالكنيسةبالزواج حيث تُقام حفلات الزفاف في الكنائس بمباركة رجال الدين واعتبرته أيضًا سرًا منالأسرار السبعة المقدسة وذلك لكونه يشكل أساس العائلة، بحيث يصبح به الزوجان جسدًا واحدًا.[183] كما ويحضّ الكتاب المقدس على صلة الرحم والقرابة والعلاقات الأسرية. فضلًا عن آيات تدعو إلى تدعو إلى طاعة الوالدين والإحسان إليهما.[184][185] في أغلب الطوائف المسيحية، لا يوجد تعدد زوجات ولا يتم تحبيذ الزواج من غير المسيحية،[186] كذلك من الصعب الحصول علىالطلاق نظرًا لكون الزواج عقدًا غير منحل،[187] غير أنه قد ظهرت عدد من الأوضاع الأخرى مثلبطلان الزواج أوفسخ الزواج فيالكنيسة الكاثوليكية إضافة إلى تسهيلات فيالطلاق لدىالكنائس الأرثوذكسية الشرقية؛ في حين لا يرىالبروتستانت الزواج سرًا مقدسًا أصلاً.
تضم المهرجانات الصقلية الدينية أيضاً منها (مشهد ميلاد المسيح) والذي يجري في وقتعيد الميلاد. الجمع بين الدين والتراث الشعبي موجود في المجتمعات الكاثوليكية والأرثوذكسية حيث تقوم معظم المدن والبلدات والقرى سنويًا بالاحتفالبذكرى القديسين الشفعاء. لعب التقليد الشفوي دوراً كبيراً في الفولكلور المسيحي. تم تناقل قصص القديسيين وأبطالالعالم المسيحي كثيرة من جيل إلى جيل.
الديانة المسيحية لا تحرم أي نوع من المأكولات أو المشوربات، بشكل عام لا توجد قيود على المأكولات وذلك باستثناء كل منكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبيةوالأدفنتست التي تقوم بفرض سلسة من الشرائع على الطعام وهي تشابه القيود الموجودة في الديانة اليهودية، أمّالحم الخنزير لا توجد لدى أغلبية الطوائف المسيحية موانع بأكله. فيالثقافة الكاثوليكية تنتشر عادة أكل السمكوالمأكولات البحرية في يوم الجمعة. لا توجد أطباق مسيحية موحدّة، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات. في بعض الثقافات مثل الهند أضحى لدى المسيحيين مطبخ خاص بهم.
يمتلك المسيحيين ثقافة غنية في الأعياد والمناسبات والتي تكتسب طابعًا اجتماعيًا مميزًا. اليوم أغلب العطل الرسمية في العالم الغربي هي أعياد وعطل مسيحية أو ذات أصول مسيحية. وبسبب هيمنةالمسيحية فيأوروبا طوالالقرون الوسطى، أصبحت العديد منالأعياد المسيحية جزء من الثقافة العالميّة. مثل عيد جميع القديسين (الهالويين)،والفالنتاين دي وعيدالقديس باتريك. وعلى العموم فإنعيد الميلادوعيد الفصح يعتبران من أهم الأعياد المسيحية في الرزنامة المسيحيّة.
عيد القيامة وهو أهم الأعياد الدينية في المسيحية، يسبقهالصوم الكبير والذيالكرنفالات، الذي يبدأ عادة مع العطلة التي تسبقالصوم الكبير، ومن أشهر كرنفالات العالم المسيحي كرنفالريو دي جانيرو في البرازيل وبوينس آيرس في الأرجنتينوفينيسيا في إيطاليا وكرنفالنيس في فرنسا وكرنفالكولونيا ونيو أورلينز، وتعتبر الكرنفالات تقليدكاثوليكي، ثم دخلت على الاحتفالات الأرثوذكسية، لكن الكنائسالبروتستانتية، وخصوصًا المتشددة منها، كانت ترفض القيام بهذه الإستعراضات، وتعوض عنها الدول المجتمعات البروتستانتية فيبريطانيا وإسكندنافيا احتفالات ثلاثاءالبان كيك.
أسبوع الآلام وهو آخر أسبوع في زمن الصيام تستذكر محاكمة المسيح وآلامه وصلبه ومن ثم موته، وتتنوع العادات في هذا الزمن مع تنوع الثقافات ففيجمعة الآلام تقام في الدول ذات التقاليد الكاثوليكية مثل إيطاليا والبرتغالوأمريكا اللاتينية تمثيلاً حيًا لدرب الآلام، المواكب تكون مكونة غالبًا من محفات يحمل كل منها العشرات من الرجال، تمثل المحفات حلقات من قصة الصلب والقيامة وتماثيل للعذراء ويتبع المحفات فرق موسيقية يصاحبها أحيانًا صوت أوبرالي ينطلق من إحدي الشرفات المطلة على الطريق.[189] وتعرض برامج تلفازية حول حياة والآلام يسوع في كافة دول العالم المسيحي فضلًا عن ترانيم تتعلق بالمناسبة. في عيد القيامة في الدول ذات الأغلبية الأرثوذكسية يُعتبربيض الفصح هوالبيض المزيّن الذي يتم عمله ضمن تقاليد الاحتفالبعيد الفصح.
عيد الميلاد والذي يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة ويحتفل فيه بذكرى ميلاديسوع وتُعتبر عطلة رسمية في غالبية دول العالم.[190][191][192] يترافق عيد الميلاد باحتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واحتفالات اجتماعية من إهداء الهدايا ووضعشجرة الميلاد ووجود شخصيةبابا نويل والإجتماعات العائليّة حولمائدة الميلاد، وتقليدالمجوس الثلاثة في إسبانياوالطفل يسوع فيأوروبا الوسطى وقد أضحت هذه التقاليد جزء من الفلكلور والثقافة المسيحية. ويعتبر موسمعيد الميلاد أكثر المواسم التي ينفق عليها البشر مالاً عليها في مختلف أنحاء العالم،[193] يرتبط بعيد الميلادعيد الغطاس الذي يحل في6 يناير ومن أبرز مظاهر العيد في الدول الأوروبية ذات الطابع الأرثوذكسي مثلروسياوبلغاريا أن يُلقىصليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة.[194]
ومن التقاليد المسيحية الأسرية الاحتفال في يوم الاسم Onomastico وهو تقليد مُنتشر في كثير من البلدان في العالم الكاثوليكي بحيث يٌحتفل في يوم من أيام السنة المرتبطة باللاسم الشخصي للفرد. نشأت العادة مع تقويم القديسينللكنيسة اليونانية الأرثوذكسيةوالكنيسة الرومانية الكاثوليكية، حيث يحمل المؤمنين، اسمقديس معين، وبطبيعة الحال سيحتفل في يوم عيد هذاالقديس. في كثير من البلدان، ما يزال يبقى الاحتفال بيوم الاسم شعبيًا خاصة في المناطق التي تسودهاالكاثوليكيةوالأروثوذكسية وذلك بخلاف المناطق التي تسودهاالبروتستانتية. في حين يعتبر تقليدسلافا (بالصربية: Слава) الأرثوذكسي لبتجيل قديس معين والذي يعتبر شفيع الأسرة.
أثرتالكنيسة على النظرة الاجتماعية للمرأة في جميع أنحاء العالم بطرق هامة، حسب بعض المؤرخين أمثال جيوفيري بلايني.[197] أما في تاريخ المسيحية، فبدوره لعبت النساء أدوارًا متعددة إن كان في السلك الرهباني أو العلماني، كاللاهوتيات، والراهبات، والملكات، والصوفيات والشهداء، والممرضات، والمعلمات وحتى مؤسسات مذاهب.[198] علمًا أنه وكما يتضح منإنجيل لوقا، فإن ليسوع نفسه أتباعًا من النساء.
في اللاهوت المسيحي يتساوى الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، استنادًا إلى تعاليميسوع فيالمساواة بين الجنسين،[199] تعارض المسيحية عددًا من العادات الاجتماعية التي هي في نظرها مذمومة ومنهاوأد البنات،والطلاق، وسفاح المحارم،وتعدد الزوجات والخيانات الزوجية وتقوم بمساواة الخطيئة بين الرجل والمرأة.[200][201][202] وتتجلى مظاهر المساواة حسبالكنيسة في القوانين الكنيسة وتشريعاتها مع وجود الاختلافات بين الأحوال الشخصية لمختلف الكنائس،[203] إلا أنها تشترك في عدد من التشريعات مثل قضيةالارث حيث يتساوى الرجل والمرأة في حصته من الإرث،[203] وكذلك في حالتيالطلاق بما فيه فسخ الزواج أو الهجر، حيث يشترك الأب والأم في النفقات وتقاسم الثروات المدخرة بشكل متساوي إلا في بعض الحالات الخاصة،[203] كما تعطى الحضانة للمرأة، في سنين الطفولة الأولى.[203]
غير أن الأمر لا يخلو من الانتقادات، إذ إنالكنيسة الكاثوليكيةوالأرثوذكسية ترفض منح سر الكهنوت للمرأة،[204][205] ما وجده البعض انتقاصًا من حقوق المرأة ومساواتها؛ عمومًا ذلك لا يمنع التأثير الكبير لها في المؤسسات المسيحية وخاصة في الرهبنات وما يتبع لها من مؤسسات، كما كانت هناك العديد منالقديسيات في هذه الكنائس.
الفجوى بين متوسط الدراسة بين الرجال المسيحيين (9.5 سنة) وبين النساء المسيحيات (9.1 سنة) قليلة (0.4) بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى.[206] في العديد من الدول تعتبر النساء المسيحيات أكثر تعلمًا من الرجال خصوصًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، على سبيل المثال في عام2010 حصلت حوالي %43 من الشابات المسيحيات في أوروبا علىالشهادات الجامعيَّة بالمقارنة مع 30% من الشباب المسيحيين، وحصلت حوالي 44% من الشابات المسيحيات في أمريكا الشمالية علىالشهادات الجامعيَّة بالمقارنة مع 34% من الشباب المسيحيين.[207] يعود ارتفاع نسب المتعلمين بين النساء المسيحيات لعدة أسباب حيث تشير الدارسة أن واحدة من الأسباب هي تشجيعالمصلحين البروتستانت أمثالمارتن لوثر وقادة حركةالتقوية المسيحيَّة على تعليم وتثقيف المرأة مما أدى إلىمحو الأمية بين النساء في المجتمعات البروتستانتية في وقت مبكر. وفي بحث قامت بهجامعة ميونخ لبيانات بالنسبة للتعليم في البلدان الأوروبية يعود لعام1970، وجد أنَّ البلدان ذات النسبة العالية من البروتستانت فيها تكافؤ ملحوظ بين الرجال والنساء في سنوات التعليم.[208]
لعلّالقديسة هيلانة والدة الإمبراطورقسطنطين والقديسة مونيكا والدةالقديس أوغسطينوس، من أكثر النساء تأثيرًا في التاريخ الكنسي، أما في العصور الوسطى تزايدت الأعلام النسويّة البارزة وأدوارها القيادية في الأديرة مثل القديسة كلارا الأسيزي، وحتى سياسيات وعسكريات أمثالالقديسة جان دارك «شفيعة فرنسا»،وإليزابيث الأولى ملكة إنكلترا التي ركّزت المذهب البروتستانتي في البلاد والإمبراطورة البيزنطيةتيودورا والتي بدورها دعمتالأرثوذكسية اللاخليقدونية في الإمبراطورية البيزنطية، أما من مؤسسات المذاهب سطعت إيلين وايت مؤسسةالأدفنتست وماري بيكر إيدي مؤسسةالعلم المسيحي. في القرن العشرين، أطلقت الكنيسة الكاثوليكية لقبمعلم الكنيسة الجامعة على ثلاثة نساء هنّ القديسة الإسبانية تريزا الإفيلية، والقديسة كاترين السينائيّة والراهبة الفرنسية القديسة تيريز الطفل يسوع. يُذكر أيضًاالأم تريزا التي نافحت عن العدالة الاجتماعية ورعت مساعدة الفقرات وحازت علىجائزة نوبل للسلام.
أسست المنظمات الكنيسة المستشفيات والمنازل لذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، والمؤسسات التعليمية، والمنظمات التي تقدم المساعدات إلى البلدان النامية، وغيرها من وكالات الرعاية الاجتماعية.[209][210][211] فيالقرن التاسع عشر، ظهر في العالم البروتستانتي حركات نشطة والتي نادت إلى الإصلاح الاجتماعي مثل إلغاء الرق، الإصلاحات في السجن، وحق المرأة في الاقتراع.[212][213][214] كما جوابا على «المسألة الاجتماعية» في القرن التاسع عشر، وألمانيا تحت حكم المستشار البروتستانتيأوتو فون بسمارك تم إقامة برامج التأمين التي قادت الطريق إلىدولة الرفاه (التأمين الصحي والتأمين ضد الحوادث، والتأمين على العجز، ومعاشات الشيخوخة). وتأثر بسمارك وسياسته من حركة «المسيحية العملية».[215][216] هذه البرامج، تم تبنيها من قبل العديد من الدول الأخرى، ولا سيّما فيالعالم الغربي.
خلالالثورة الصناعية ظهرت عدد من العديد من المشاكل الاجتماعية، أدى ذلك إلى ظهور حركات دينية داخل الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية، والتي حاولت ايجاد حلول لهذه المشاكل. منها مثل «جيش الخلاص» و«جمعية الشبان المسيحيين» والتي تدير مؤسسات متعددة تشمل مستشفيات ومراكز تأهيل لمدمني الكحول والمخدرات، ومعسكرات وأندية للصبية والفتيات، وأماكن إقامة للمسنين وأندية ومراكز للعناية اليومية، كما تقدم برامج تعليمية للأمهات غير المتزوجات، ودعمًا للمسجونين وعائلاتهم.[217] وقد تبنت أيضًا هذه الحركات عقيدة النظافة منالإيمان، ومنها حركاتالإنجيل الاجتماعي التي ظهرت داخل الكنائسالبروتستانتية، ولعلّ أبرزها «جيش الخلاص» الذي شكَّله الزوجين وليم وكاثرين بوث، وقد كان لهم دور في نشر والتوعية عنالنظافة الشخصية ونقلًا عن كتاب الصحةوالطب في التعاليم الانجيلية،[218] كان أحد شعاراتهم الأبكر: «الصابون، الحساء، والخلاص». فضلًا عن تشديدهم على الاستحمام خاصة عشية يومالسبتويوم الأحد تحضيرًاللقداس وتقديمهم وإنتاج منتجات خاصةبالنظافة الشخصيّة.[219] ومن الشخصيات التي برزت في هذه الفترة أيضًافلورنس نايتينجيل وهي قديسة فيالكنيسة الأنجليكانية،[220] فقد اهتمت فلورنس بالنظافة وقواعد التطهير، وبتمريض الصحة العامة في المجتمع وتعتبر أول من وضع قواعد للتمريض الحديث وأسس لتعليم التمريض ووضعت مستويات للخدمات التمريضية والخدمات الإدارية في المستشفيات.[221] كما وأسستالأم تريزا رهبانية لمساعدة المشردين فضلًا عن المستشفيات ودور الأيتام والمسنين والمشردين ودرّست أديرتها التمريض. وبسبب الدور المؤثر للراهبات على هذه المهن فقد نظر اليها في الغرب على انهامهن نسائية.
صورة لراهبة تُدَّرسالرياضيات للفتيات في البرازيل عام 1917: شجعت الكنائس المسيحية على تعليم المرأة.
لعبت الكنائس المسيحية المختلفة أدورًا فيمحو الأمية من خلال بناءالمدارسوالجامعات. في بعض البلدان، تعتبرالكنيسة المزود الرئيسي للتعليم وأحيانًا أخرى يكون نظامها التعليمي أفضل من الحكومي. في الوقت الحاضر، لدىالكنيسة الكاثوليكية شبكة كبيرة من المدارس وعددها 125,016 وتمتلك أكبر تنظيم تعليمي غير حكومي فيالعالم.[222] ووجدت دراسةالدين والتعليم حول العالم قامت بهامركز بيو للأبحاث عام2016 أنَّ المسيحيون هم المجموعة الدينيَّة الثانية الأكثر تعليمًا في العالم بعداليهود، فيما يُعد كل منالمسلمونوالهندوس الأقل حصولاً على تعليم رسمي وذلك وفقًا لدراسة ديمغرافية شملت 151 بلدًا عن تباين التعليم بين الأديان ومسح استند على بيانات متوفرة عن فئة متوسط العمر فيها 25 سنة وما فوق.[223] ووفقًا للدراسة يتصدر المسيحيين المرتبة الثانية كأكثر الجماعات الدينية تعليمًا عام2010، إذ تصل معدل سنوات الدراسة للمسيحي في العالم حوالي 9.3 سنة.[224] ووجدت الدراسة أن لدى المسيحيين في المجتمعات والدول التي يشكل فيها المسيحيين الغالبيَّة معدل سنوات دراسة مرتفع،[225] ويتصدر مسيحيينألمانيا (13.6 سنة) ومسيحييننيوزيلندا (13.5 سنة) ومسيحيينليتوانيا (13.0 سنة) المجتمعات المسيحية الأكثر تعليمًا. تشير الدراسة أنَّ ارتفاع المستوى التعليمي للمسيحيين في العديد من الدول يعود لعدة أسباب منها قيام الرهبان المسيحيين فيالشرق الأوسطوأوروبا في بناء المكتبات والمطابع، حيث قاموا في الحفاظ على الثقافة الفكريَّة والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها، وفي كثير من الحالات، تطورت هذه الأديرة المسيحية إلىجامعات مرموقة.[226] وفقًا للدراسة يتصدر المسيحيين المرتبة الثانية كأكثر الجماعات الدينية الحاصلة علىتعليم عال أو تعليم جامعي، أمَّا من حيث العدد بغض النظر عن النسب المئوية فإن المسيحيين يحلّون في المرتبة الأولى من حيث عدد حملةالشهادات الجامعيَّة، بين المجتمعات المسيحيَّة المختلفة يتصدر مسيحييسنغافورة على أعلى نسب من حيث التوجهللتعليم العالي والحصول علىالشهادات الجامعيَّة (67%)، يليهم مسيحيينإسرائيل (63%)،[87] ومسيحيينجورجيا (57%).[88]
يتفوق المسيحيون تعليميًا (مع متوسط سنوات دراسة 6.0 سنة) في مناطقأفريقيا جنوب الصحراء على المسلمين (مع متوسط سنوات دراسة 2.6 سنة)، وعزا بعض علماء الاجتماع ذلك إلى جوانب تاريخية مثل الأنشطة التبشيرية المسيحية خلال فترات الاستعمار الغربي.[227] ويشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد فيجامعة هارفارد أنَّالتعليم «هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية». كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء.[228] الفجوى بين متوسط الدراسة بين الرجال المسيحيين (9.5 سنة) وبين النساء المسيحيات (9.1 سنة) قليلة (0.4) بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى.[206] ويعود ارتفاع نسب المتعلمين بين النساء المسيحيات لعدة أسباب حيث تشير الدارسة أن واحدة من الأسباب هي تشجيعالمصلحين البروتستانت أمثالمارتن لوثر وقادة حركةالتقوية المسيحيَّة على تعليم وتثقيف المرأة مما أدى إلىمحو الأمية بين النساء في المجتمعات البروتستانتية في وقت مبكر. وفي بحث قامت بهجامعة ميونخ لبيانات بالنسبة للتعليم في البلدان الأوروبية يعود لعام1970، وجد أنَّ البلدان ذات النسبة العالية من البروتستانت فيها تكافؤ ملحوظ بين الرجال والنساء في سنوات التعليم.[208]
أجرت مجلةالمسيحية اليوم دراسة واسعة لفهم نطاق الاختلافات بين المسيحيين الأمريكيين والتي تنطبق بشكل أو بآخر على مجمل المسيحيين في العالم. وقد وجدت الدراسة الاستقصائية مواقف وسلوكيات مختلفة تنقسم إلى خمسة قطاعات متميزة. إذ تتنوع الميول الدينية بالنسبة للمسيحيين فمثلًا بدلًا من حضور الكنيسة صباحيوم الأحد والطقوس الجماعيَّة، يختار العديد من المسيحيين خاصًة الشباب طرق أخرى قد تكون أكثر شخصية وفردية. يتنوع أيضًا المسيحيون لاهوتيًا علمًا أنًّ الغالبيَّة العظمى من المسيحيين يؤمنون بألوهية المسيح لكن هناك أقليةتنكر ألوهة المسيح وترى أنه كائن روحي أشبهبالله.[229]
يُعتبر سر العماد، «الأساس والمقدمة لسائر الأسرار»، وهو علامة الدخول في الدين المسيحي، ومشاركة المسيح، وقبول عمله في سر الفداء، ويتم غالبًا بسكب الماء ثلاثًا على رأس المعمد. تمارس الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس الأرثوذكسية وقسم هام من الكنائس البروتستانتية عماد الأطفال وبالتالي حسب المعتقدات المسيحية يعتبر العماد ختم أبدي وبالتالي إن حصل الشخص على سر العماد يعتبر مسيحي بغض النظر عن مدى ايمانه أو التزامه بالطقوس المسيحية. في حين أنّ العديد من الكنائس البروتستانتية تعتبر المسيحي الحقيقي من يقبل يسوع كمخلص شخصي. وقد وجدت دراسات مختلفة أنًّ المسيحيين فيأفريقياوآسياوأمريكا اللاتينية هم أكثر التزامًا من الناحية الدينية وأكثر تدينًا مقارنًة بمسيحييالعالم الغربي وينظبق ذلك أيضًا على الشباب المسيحي إذ يميل الشباب فينصف الكرة الأرضية الجنوبي أن يكون أكثر تدينًّا والتزاما من الناحية الدينيًَة.
وجدت الدراسة تقسيمات المسيحيين الاميريكيين والتي قد تنطبق على مجمل المسيحيين:
«مسيحيين فعالين وملتزمين» حيث يؤمن هؤلاء أنالخلاص يأتي من خلاليسوع، ويلتزمون في حضور الكنيسة بشكل منتظم، ويداومون على قراءةالكتاب المقدس، وعلى الإستمرار في التنمية الروحيّة من خلال الإيمان الشخصي في كنيستهم، وقبول مناصب قيادية في الكنيسة، ويلتزم العديد منهم فيالتبشير بين الآخرين.
«مسيحيين من دون طائفة» تلتزم هذه المجموعة في «قبول المسيح كمخلص ورب» وذلك كمفتاح لكونه مسيحيًا وفقًا لهم، يكون التركيز لدى هذه المجموعة أكثر على العلاقات الشخصية معاللهويسوع أكثر مما هو على الكنيسة، أو على قراءةالكتاب المقدس أوالتبشير.
«مسيحيين خاصيين» يملك هؤلاء الكتاب المقدس ولكن لا يميلون إلى قراءته. وهم أقل التزاما في حضور الصلوات في الكنيسة. يؤمن أتباع هذا التصنيف بالله والقيام بأشياء جيدة، ولكن ليس بالضرورة في سياق الكنيسة. هذه الفئة بشكل عام فيها تواجد ملحوظ للشباب.
«مسيحيين ثقافيًا» هم أشخاص ذوي خلفية تراثيةوحضارية مسيحية من ناحية عرقية أو ثقافية أو دينية أو تعليمية والروابط العائليَّة وقد لا يؤمنون بالمعتقدات الدينيةالمسيحية، ولكن يعرفون أنفسهم كمسيحيين لارتباطهم بالمسيحية وراثيًا وحضاريًا، وبسبب البيئة الاجتماعية والثقافية التي نشأوا فيها. شريحة واسعة من المسيحيين الثقافة قد يصنفوّنكعلمانيين أو غير ملتزمين دينيًا.
«مسيحيين ملحدين» لا يؤمن هؤلاء بإلهالمسيحية ولكن على الرغم من عدم اتباعهم للعقائد اللاهوتية المسيحية الاّ أنهم يتبعون تعاليمالمسيح الأخلاقيّة والإنسانيّة وبالتالي يعرفون أنفسهم كمسيحيين. على الرغم من عدم ايمان الملحدين المسيحيين بالوهيةيسوع الاّ أنه يحتل نقطه مركزية في مفهومهم حيث أنّ معظمالملحدين المسيحيين يعتبرونيسوع معلم أخلاقي ومثال أعلى ويتقبلوا تعاليمه لكن مع رفض لفكرة ألوهيته إذ أنهم لا يؤمنون بالله. وقد يوصفملحدونولادينيون أنفسهم مسيحيون مثل إخصائي السلوك البريطاني ومؤلف عدة كتب؛ريتشارد دوكينز فعلى الرغم من كونه معروف بآرائه في الإلحاد فقد وصف نفسهكمسيحي.
بالمقابل يُطلق على المسيحيين المتبِّعين لاهوتوالدوغماتية المسيحية عدد من المصطلحات مثلالمسيحي الكتابي الذي يؤمن بعصمة الكتاب المقدس،المسيحي المتلزم،معتنق المسيحية والمسيحي المؤمن. وتُلقى هذه المصطلحات رواج بينالمسيحيين الأصوليينوالإنجيليين حيث يعتبرون المسيحي الحق هو الشخص المؤمنبيسوع المسيح ويقبله مخلصًا شخصيًا لنفسه وممارس لدينه بشكل يومي ولا يكفي أن يكون الشخص مولود كمسيحي ولا يزاول الطقوس الدينية لذلك فالمسيحيينالإنجيليين يشجّعون مسيحيين الثقافة أو المسيحيين الإسميًا الغير الملتزمين على على إعادة الولادة كمسيحيين مرة أخرى أو ما يعرفبالولادة الجديدة.
التحول إلى المسيحية هو تحول ديني ِلشَخص ما من خلفية وديانة غير مسيحية إلى شكل من أشكال المسيحية.[230] لا توجد احصائيات دقيقة حول عدد المتحولين للمسيحية خاصًة وأن عدد من المتحولين يخشون على أنفسهم لو صرحوا بالدين الجديد الذي اعتنقوه، إما لخوفهم من ردود أفعال مجتمعهم، أو لكون سياسة بلدهم تجرّم التحول الديني، وبالتالي تكون إحصائيات معدلات التحويل شديدة الصعوبة. لكن هناك بعض التقديرات حول عدد المتحولين للمسيحية من دول مختلفة. تشير تقديرات مختلفة إلى سنويًّا يعتنق المسيحية 30 مليون شخص قادمين من خلفيات دينية مغايرة أي 23,000 شخص يوميًا[231] ومن حيث النمو العددي بغض النظر عن النسب المئوية فإن المسيحية تحلّ في المرتبة الأولى،[231] ووفقاًللموسوعة المسيحية العالميَّة يعتنق المسيحية سنويًا 2.7 مليون شخص قادمين من خلفيات دينية مغايرة.[232] يذكر أن مناطق جنوبالكرة الأرضية تشهد ازديادًا في معدل نمو المسيحية.[7] وبحسب تقرير معهد بيو تزايد عدد المسيحيين حول العالم بنسبة 4 أضعاف خلال المئة عام المنصرمة،[7]
يواجه عدد من المتحولين للمسيحية انتقادات خاصة أولئك الذين تحولوا للمسيحية لاعتبارات ماديَّة أو من أجل الحصول على فرص تعليم أو عمل أو حياة أفضل أو من أجل تسهيل الهجرة إلى الدول الغربية المتطوّرة ذات التراث المسيحي. يطلق على هذه المجموعة لقبمسيحيي الأرز.[233] في حين يدافع عنهم آخرون على اعتبار أنّ الغالبيّة من المتحولين للمسيحية تحولوا للمسيحية بعد دراستها وعن اقتناع ديني فضلًا عن التحول لدين آخر هو حريّة دينيَّة.[234]
تعتبر الحركات التبشيرية فيآسياوأفريقيا. تشير بعض الدراسات أن المسيحية هي أسرع أديان العالم انتشارًا، خصوصًا المذهبينالكاثوليكيوالبروتستانتي.[235][236][237] في حين تتمسك أخرى بكون الإسلام الأكثر انتشارًا في العالم. تشهد الدول ذات الثقافة البوذية في الشرق الأقصى ظاهرة في ازدياد معتنقي المسيحية منها:
فيالصين، كان عدد المسيحيين قبل 1949 حوالي 4 ملايين نسمة (3 ملايين الكاثوليك ومليون بروتستانتي)، في سنة 2010 وصل عدد المسيحيين في الصين إلى 67 مليون،[238][239] تقول تقارير أن المسيحية أسرع الأديان انتشارًا في الصين بمتوسط سنوي يبلغ 7%.[240] يتوقع أحد التقارير أن تصل أعداد السكان المسيحيين في الصين إلى أكثر من 400 مليون شخص بحلول عام2040، الأمر الذي سيجعل الصين أكبر دولة فيها مسيحيين علىالأرض.[241] وذكر تقرير في صحيفةديلي تلغراف إلى ازدياد أعداد المسيحيين في الصين الشيوعية بشكل مطرد وأنه بحلول عام 2030 قد تصل أعداد المسيحيين الصينيين إلى 247 مليون.[242] وفقاً لتقريرمجلس العلاقات الخارجية نما عدد البروتستانت الصينيين بمعدل 10% سنوياً منذ عام1979.
فيكوريا الجنوبية ارتفعت نسبة المسيحيين من 2.0% عام 1945 حتى وصلت إلى 29.2% عام 2005.[243][244] ووفقًا لقاعدة بيانات المسيحيّة العالميّة نمت المسيحية في كوريا الجنوبية من 20.7% في عام1985 إلى 29.5% في عام2005.[245]
فيسنغافورة ارتفعت نسبة المسيحيين من 12.7% سنة1990 إلى 17.5% سنة2010، وهي إلى جانب اللادينية تحظى باعلى معدل نمو في سنغافورة.[246] واستمرت معدلات النمو حيث وفقاً لتعداد السكان عام2015 بلغت نسبة المسيحيين حوالي 18.8% من السكان.[247]
فياليابان وصلت نسبة المسيحيين حسب احصائيةمؤسسة غالوب سنة 2006 إلى 6% مقارنة 1% سنة 2000،[248] واستنادًا إلى استطلاع عام 2006 الذي أجرتهمؤسسة غالوب وجدت أن المسيحية هي الدين الأسرع انتشارًا بين الشباب الياباني.[249]
فيتايوان شهدت المسيحية نموًا قويًا في عقد عام1950، وظلت العضويَّة ثابتة نسيبيًا في عقد1970.[250] وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن نسبة المسيحيين تصل إلى حوالي 4.5% من السكان.[251] ومنذ عام1978 شاركت الكنيسةالمشيخية في جهود تبشيرية واسعة النطاق المعروفة باسم حركة عشرة واحد والتي تهدف إلى زيادة 10% من عضويتها سنويًا.[252]
فيإندونيسيا يزداد معدل نمو المسيحية وانتشارها بشكل خاص بين الأقلية الصينية.[253][254]
فيفييتنام ازداد عدد السكان المسيحيين بنسبة 600% خلال العقود الأخيرة.
قداس في كنيسة كاثوليكية،إسبانيا، شهدت بعض الدول الأوروبية انخفاض في الممارسة الدينية قابله ارتفاع في عدد منالدول الشيوعية السابقة.
شهدت عدد من المجتمعات المسيحية التقليدية فيالعالم المسيحي خاصًة ذات الخلفية البروتستانتية مثلألمانيا،المملكة المتحدة،هولندا،الدول الإسكندنافيةوأستراليا انخفاضًا في حضور الكنيسة والمداومة على الصلاة والطقوس الكنسية منذ1970. وعلى الرغم من ذلك تحتفظ الكنائس البروتستانية بنسب عالية من الأعضاء المنتمين لها في البلدان الآنفة الذكر. لا يقتصر الأمر على الدول ذاتالثقافة البروتستانتية بل يشمل أيضًا بعضالدول الكاثوليكية، وان كان أقل وضوحًا في الدول الكاثوليكية مقارنًة بالبروتستانتية، منهافرنسا والدولة الشيوعية السابقةالجمهورية التشيكية حيث تصل نسبة المداومين والمؤمنين فيها إلى ادنى مستوايتها.[284] أفضى ذلك إلى ظهور شريحةالمسيحية الثقافية وهو مصطلح واسع يستخدم لوصف أشخاص مسيحيين اسميًا ذوي خلفية تراثيةوحضارية مسيحية وينتمون إلى المسيحية من ناحية عرقية أو ثقافية أو دينية أو تعليمية أو بسبب الروابط العائلية.
بحسب دراسة قامت بها معهد غالوب الدولي عام 2013 وجدت أن المسيحيين هم الأكثر تدينًا بين أتباع الأديان الإبراهيمية من حيث نسب المتدينين بمختلف طوائفهم والتي بلغت 81% بينما كانت نسبة غير المتدينين أو المسيحيين الإسميين منهم 16%،[285] ووجدت دراسات مختلفة أن المسيحيين في أفريقا وآسيا وأمريكا اللاتينية هم أكثر التزامًا من الناحية الدينية وأكثر تدينًا مقارنًة بمسيحيي العالم الغربي. حسب دراسة معهد غالوب وجدت أنّ نسبة المتدينيين بين المسيحيين فيأمريكا اللاتينية تصل بمعدل 84%، وتملك غالبيّة شعوب أمريكا اللاتينية معدلات مرتفعة من حيث المداومة على الطقوس الدينية والتديّن منها على وجه الخصوص البرازيلوالبيرو وذلك بإستثناء كل من الأرجنتينوالأوروغواي حيث أنّ فقط 20% من المسيحيين في الأرجنتين والأوراغواي يعتبرون أنفسهم متدينين.[286]
حققت المسيحية في أفريقيا نموًا هامًا، حيث تزايد عدد السكان المسيحيين 70 ضعفا ليصل إلى 470 مليونًا، وجدت دراسة قام بها معهد غالوب أنّ مسيحيي أفريقيا متحمسون لدينهم، حيث إن 9 من كل 10 قالوا إن الدين مهم جدًا في حياتهم. وفقًا لدراسة قام بها معهد غالوب عام 2010 وجدت أن كل من مسيحييجمهورية الكونغو الديموقراطيةوغانا هم المسيحيين الأكثر تدينًا على مستوى العالم.[287] العديد من المجتمعات المسيحية في الدول الآسيوية مثلالفلبينوالهندوالصينوكوريا الجنوبية متحمسين لدينهم، ولديهم معدلات عاليّة في المواظبة علىالصلاة وفي التردّد على الكنائس وممارسة الشعائر الدينيّة. أمّاالمسيحيين العرب وإن كانوا أقل مواظبة على الصلاة فإنهم بحسب المقاييس الغربية أكثر تدينًا مما في الغرب.
كما وأظهرت دراسة لمؤسسة بيرتلسمان الألمانية أن معظم الشباب في دول العالم المختلفة أصبحوا أكثر تدينًا، ووجدت أنّ الشباب المسيحي في الدول النامية متدينين بصورة أكبر مقارنة بنظرائهم في أوروبا. فعلى سبيل المثال أظهرت الدراسة أن 80% من الشباب البروتستانت خارج أوروبا متدينين بقوة مقارنة ب7% فقط من الشباب البروتستانت في أوروبا ممن يتصفون بالتدين الشديد. والأمر نفسه ينطبق على الشباب الكاثوليك، إذ أن عدد المتدينين منهم في أوروبا يصل إلى 25% بينما يبلغ عددهم خارج أوروبا 68%. وبحسب الدراسة نفسها هناك 90% من الشباب في دول مثلنيجيرياوغواتيمالا والبرازيل يؤدون الصلاة مرة على الأقل يوميًا. وأكبر نسبة للشباب المتدينين في العالم الغربي كما توضح الدراسة تظهر فيالولايات المتحدة الأمريكية، فهناك 57% من الشباب الأمريكي يصلون يوميا، كما أن 90% من الشباب البروتستانت هناك متدينون بصورة قوية.[288]
القائمة التالية تستعرض نسب المسيحيين المواظبين على حضور الطقوس الدينيَّة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وتختلف نسبة المواظبة على حضور القداس اختلافًا كبيرًا حسب دول العالم.
^Wilken، Robert Louis (27 نوفمبر 2012).The First Thousand Years: A Global History of Christianity. New Haven and London: Yale University Press. ص. 26.ISBN:978-0-300-11884-1.
^Gilley، Sheridan (2006).The Cambridge History of Christianity: Volume 8, World Christianities C.1815-c.1914. Brian Stanley. Cambridge University Press. ص. 164.ISBN:0521814561.... Many of the scientists who contributed to these developments were Christians...
^L. Johnson، Eric (2009).Foundations for Soul Care: A Christian Psychology Proposal. InterVarsity Press. ص. 63.ISBN:0830875271.... . Many of the early leaders of the scientific revolution were Christians of various stripes, including Roger Bacon, Copernicus, Kepler, Francis Bacon, Galileo, Newton, Boyle, Pascal, Descartes, Ray, Linnaeus and Gassendi...
^S. Kroger، William (2016).Clinical and Experimental Hypnosis in Medicine, Dentistry and Psychology. Pickle Partners Publishing.ISBN:1787203042.Many prominent Catholic physicians and psychologists have made significant contributions to hypnosis in medicine, dentistry, and psychology.
^ابجدE. McGrath، Alister (2006).Christianity: An Introduction. John Wiley & Sons. ص. 336.ISBN:1405108991.Virtually every major European composer contributed to the development of church music. Monteverdi, Haydn, Mozart, Beethoven, Rossini, and Verdi are all examples of composers to have made significant contributions in this sphere. The Catholic church was without question one of the most important patrons of musical developments, and a crucial stimulus to the development of the western musical tradition.
^What Christianity Has Done for the World. Rose Publishing Inc. 2014.ISBN:1628621060.Christian, also contributed much to the world of music. A prolific composer, Bach regularly wrote sacred music, dedicating his efforts to the glory of God.
^A. Spinello، Richard (2012).The Encyclicals of John Paul II: An Introduction and Commentary. Rowman & Littlefield Publishers. ص. 147.ISBN:1442219424.... The insights of Christian philosophy "would not have happened without the direct or indirect contribution of Christian faith" (FR 76). Typical Christian philosophers include St. Augustine, St. Bonaventure, and St. Thomas Aquinas. The benefits derived from Christian philosophy are twofold....
^Roy Vincelette، Alan (2009).Recent Catholic Philosophy: The Nineteenth Century. Marquette University Press.ISBN:0874627567.... .Catholic thinkers contributed extensively to philosophy during the Nineteenth Century. Besides pioneering the revivals of Augustinianism and Thomism, they also helped to initiate such philosophical movements as Romanticism, Traditionalism, Semi-Rationalism, Spiritualism, Ontologism, and Integralism...
^Hillerbrand، Hans J. (2016).Encyclopedia of Protestantism: 4-volume Set. Pickle Partners Publishing. ص. 174.ISBN:1787203042.... In the centuries succeeding the REFORMATION the teaching of Protestantism was consistent on the nature of work. Some Protestant theologians also contributed to the study of economics, especially the nineteenth-century Scottish minister THOMAS CHALMERS....
^Ernst، Troeltsch (2017).Protestantism and Progress: A Historical Study of the Relation of Protestantism to the Modern World. Routledge. ص. 80.ISBN:1351496115....It is clear enough without this that the contribution of Protestantism to modern economic development, which is, in point of fact, one of the most characteristic features of our modern world, is to be ascribed, not to Protestantism as a whole, but primarily to Calvinism, Pietism, and the Sectaries, and that even with them this contribution is only an indirect and consequently an involuntary one.
^IsoBaumer,« Unité et diversité des Églises d'Orient en Suisse », dans Martin Baumann et Jorg Stöltz (dir.),La nouvelle Suisse religieuse : Risques et chances de sa diversité, éd. Labor et Fides,(ISBN978-2-8309-1278-4,lire en ligne),p. 168."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-10-21. اطلع عليه بتاريخ2020-10-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Weber, Max "The Protestant Ethic and The Spirit of Capitalism" (Penguin Books, 2002) translated by Peter Baehr and Gordon C. Wells
^Calvin's position is expressed in a letter to a friend quoted inLe Van Baumer، Franklin, editor (1978).Main Currents of Western Thought: Readings in Western Europe Intellectual History from the Middle Ages to the Present. New Haven: Yale University Press.ISBN:0-300-02233-6.{{استشهاد بكتاب}}:|الأول= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^The Columbia Electronic Encyclopedia, 6th ed. 2007 - "Byzantine music"
^Dmitrij Cizevskij.Comparative History of Slavic Literatures, Vanderbilt University Press (2000) p. 27
^Columbia Encyclopedia, Sixth Edition. 2001–05, s.v. "Cyril and Methodius, Saints";Encyclopædia Britannica, Encyclopædia Britannica Incorporated, Warren E. Preece – 1972, p. 846, s.v., "Cyril and Methodius, Saints" and "Eastern Orthodoxy, Missions ancient and modern";Encyclopedia of World Cultures, David H. Levinson, 1991, p. 239, s.v., "Social Science"; Eric M. Meyers,The Oxford Encyclopedia of Archaeology in the Near East, p. 151, 1997; Lunt,Slavic Review, June 1964, p. 216; Roman Jakobson,Crucial problems of Cyrillo-Methodian Studies; Leonid Ivan Strakhovsky,A Handbook of Slavic Studies, p. 98; V.Bogdanovich ,History of the ancient Serbian literature, Belgrade, 1980, p. 119.
^The Columbia Encyclopaedia, Sixth Edition. 2001–05, O.Ed. Saints Cyril and Methodius "Cyril and Methodius, Saints) 869 and 884, respectively, “Greek missionaries, brothers, called Apostles to the Slavs and fathers of Slavonic literature."
^Encyclopædia Britannica,Major alphabets of the world, Cyrillic and Glagolitic alphabets, 2008, O.Ed. "The two early Slavic alphabets, the Cyrillic and the Glagolitic, were invented by St. Cyril, or Constantine (c. 827–869), and St. Methodius (c. 825–884). These men were Greeks from Thessaloniki who became apostles to the southern Slavs, whom they converted to Christianity."
^Cizevskij، Dmitrij؛ Zenkovsky، Serge A.؛ Porter، Richard E.Comparative History of Slavic Literatures. Vanderbilt University Press. ص. vi.ISBN:0-8265-1371-9."Two Greek brothers from Salonika, Constantine who later became a monk and took the name Cyril and Methodius.
^The illustrated guide to the Bible. New York: Oxford University Press. 1998. ص. 14.ISBN:0-19-521462-5.In Eastern Europe, the first translations of the Bible into the Slavoruic languages were made by the Greek missionaries Cyril and Methodius in the 860s
^Smalley، William Allen (1991).Translation as mission: Bible translation in the modern missionary movement. Macon, Ga.: Mercer. ص. 25.ISBN:978-0-86554-389-8.The most important instance where translation and the beginning church did coincide closely was in Slavonic under the brothers Cyril, Methodius, with the Bible completed by AD. 880 This was a missionary translation but unusual again (from a modern point of view) because not a translation into the dialect spoken where the missionaries were The brothers were Greeks who had been brought up in Macedonia,
^Kazhdan، Alexander P. (1991).The Oxford Dictionary of Byzantium. New York: Oxford University Press. ص. 507.ISBN:0-19-504652-8.Constantine (Cyril) and his brother Methodius were the sons of the droungarios Leo and Maria, who may have been a Slav.
^اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، مرجع سابق، ص.20. تذكرالأناجيل عددًا من المواقع التي تفيد بأن المسيح كان يستخدم الآرامية أو السريانية القديمة وليس العبرية، انظر متى 46/27 ومرقس 41/5 ويوحنا 42/1، وهو الأمر الذي كان منتشرًا في المجتمع العبري القديم فيفلسطين خصوصًا إثرسبي بابل.
^أهمية اللغة السريانية وطنيًا وحضاريًا، المحاضرة التي ألقاها ملفونو أبروهوم نورو في حفلة تكريمه بقاعة مار يعقوب السروجي، البوشرية - جبل لبنان بتاريخ 2 نيسان 1998 من قبل الرابطة السريانية في لبنان، موقع سرياني، 29 تشرين الثاني 2010.نسخة محفوظة 7 أغسطس 2020 على موقعواي باك مشين.
^Ross, James F., "Thomas Aquinas,Summa theologiae (ca. 1273), Christian Wisdom Explained Philosophically", inThe Classics of Western Philosophy: A Reader's Guide, (eds.) Jorge J. E. Gracia, Gregory M. Reichberg, Bernard N. Schumacher (Oxford: Blackwell Publishing, 2003), p. 165.[3]نسخة محفوظة 14 أبريل 2015 على موقعواي باك مشين.
^Émile Mâle,L'art religieuse du XIIIe siècle en France (1898) devotes a full chapter toLegenda Aurea، which he avowed was his principal guide for theأيكونغرافيا of saints.
^Fahlbusch, Erwin and Bromiley, Geoffrey William.The Encyclopedia of Christianity. Grand Rapids, MI: Leiden, Netherlands: Wm. B. Eerdmans; Brill, 1999–2003, 1:244.
^Baruch A. Shalev,100 Years of Nobel Prizes (2003),Atlantic Publishers & Distributors , p.57:between 1901 and 2000 reveals that 654 Laureates belong to 28 different religion Most (65.4%) have identified Christianity in its various forms as their religious preference.
^"The Christian Flag".جامعة بوب جونز[لغات أخرى]. مؤرشف منالأصل في 14 نوفمبر 2010. اطلع عليه بتاريخ 2007–10–18.The white on the flag represents purity and peace. The blue stands for faithfulness, truth, and sincerity. Red, of course, is the color of sacrifice, in this case calling to mind the blood shed by Christ on Calvary, represented by the cross.{{استشهاد ويب}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^Geoffrey Blainey;A Very Short History of the World; Penguin Books, 2004
^اب[ Becker, Sascha O. and Wößmann, Ludger. 2008. “Luther and the Girls: Religious Denomination and the Female Education Gap in 19thCentury Prussia.” Discussion Paper No. 3837. The Institute for the Study of Labor in Bonn.]
^Clifton E. Olmstead,History of Religion in the United States, pp. 484-494
^H. Wagner,Diakonie, inDie Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band I, col. 164-167
^J.R.H. Moorman,Anglikanische Kirche, inDie Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band I, col. 380-381
^Clifton E.Olmstead,History of Religion in the United States, pp. 461-465
^Allen Weinstein and David Rubel,The Story of America, pp. 274-275
^M. Schmidt,Kongregationalismus, inDie Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band III, col. 1770
^K. Kupisch,Bismarck, Otto von, inDie Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band I, col. 1312-1315
^P. Quante,Sozialversicherung, inDie Religion in Geschichte und Gegenwart, Band VI, col. 205-206
^David B. Barrett؛ George Thomas Kurian؛ Todd M. Johnson، المحررون (15 فبراير 2001).World Christian Encyclopedia p.360. Oxford University Press USA.ISBN:0195079639.
^Information Services on Latin America (Oakland, Calif.) (1990), p. 300 Yabroud, 50 miles north ofدمشق, is now recognized for just one thing — being the hometown of the parents of Argentine President Carlos Menem.