مُرَّاكُش (بالأمازيغية: ⴰⵎⵓⵔⴰⴽⵓⵛمركش وتعني «مر بسرعة» بلغة المصامدة[12][13][14][15]، وفي تفسير غربي حديث مبتكر من أمورنواكوش بمعنى《أرض الله》[16]) تسمى أيضًا بالمدينة الحمراء وعاصمةالنخيل، هي رابع أكبر مدينة فيالمملكة المغربية من ناحية عدد السكان.[17] وهي عاصمةجهة مراكش آسفي. تقع مراكش على بعد 580 كم (360 ميل) جنوبشرقطنجة، 327 كم (203 ميل) جنوب شرق العاصمة المغربيةالرباط، 239 كم (149 ميل) جنوب شرقالدار البيضاء، و246 كم (153 ميل) شمال شرقأكادير. تُعد مراكش رمزًا عالميًا للهوية المغربية، إذ ارتبطت في المخيال الغربي بصورة الشرق الساحر منذ أن استقطبت الرحالة والفنانين في القرن التاسع عشر. وقد رسخت مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية كبرى، ومركزًا من مراكز القوة الناعمة للمغرب وجسرًا للتواصل بين الشرق والغرب
بعد فترةٍ من التراجع، استطاعت أن تتجاوزمدينة فاس، ولكن في أوائل القرن السادس عشر، أصبحت مراكش مرة أخرى عاصمة المملكة. استعادت المدينة تفوقها في ظل السلاطينالسعديين الأثرياءالقائم بأمر الله السعديوأحمد المنصور الذهبي، الذين قاموا بتزيين المدينة بالقصور الفخمة مثلقصر البديع (1578) وترميم العديد من الآثار المدمرة. ابتداءً من القرن السابع عشر، أصبحت المدينة مشهورة بين الحجاجالصوفيينالشرفاء السبعة الذين تم دفنهم فيها. في عام 1912 فترة الحماية الفرنسية بالمغرب أصبحالتهامي الكلاوي باشا مراكش وتولى هذا المنصب تقريبًا طوال فترة الحماية حتىاستقلال المغرب وإعادة تأسيس النظام الملكي في عام 1956. في عام 2009، أصبحت رئيسة بلدية مراكشفاطمة الزهراء المنصوري ثاني امرأة يتم انتخابها عمدة في المغرب.
تضم مراكش ساحة محصنة قديمة مكتظة بالباعة وأكشاكهم فيالمدينة القديمة وهي أحدمواقع التراث العالمي لليونسكو.[18] اليوم هي واحدة من المدن الأكثر سياحة في أفريقيا، وتعمل كمركز اقتصادي رئيسي ووجهة سياحية، السياحة مدعومة بقوة من قبل العاهل المغربي الملكمحمد السادس، بهدف مضاعفة عدد السياح الذين يزورون المغرب والذين وصلت نسبتهم إلى 20 مليون سائح بحلول عام 2020. على الرغم من الركود الاقتصادي، نمت العقارات والفنادق في مراكش كثيرًا في القرن الحادي والعشرين. تحظى مراكش بشعبيةً كبيرة، خاصةً لدى الأوروبيين، والعديد من المشاهير الأوروبيين يمتلكون ممتلكات في المدينة. تمتلك مراكش أكبر سوق تقليدي في المغرب، حيث يتوفر على حوالي 18 سوقًا لبيع سلعًا تتراوح بينالزربية الأمازيغية التقليدية والإلكترونيات الاستهلاكية الحديثة. وتوظف الحرف التقليدية نسبة كبيرة من السكان، الذين يبيعون منتجاتهم أساسا للسياح.
بفضل مكانتها التاريخية والسياحية أضحت المدينة الحمراء من بين المدن الدائمة التواجد في تصنيفات أفضل المدن السياحية الواجب زيارتها وفق المواقع العالمية المتخصصة في السياحة والأسفار.[19][20][21][22][22][23][24][25]
إن كلمة مراكش مكونة من كلمتين مر وكش وتعني بلغة المصامدة مر بسرعة، حيث كانت المنطقة قديما مكمنا للصوص[26] يقولالقاضي العباس بن إبراهيم السملالي المراكشي عن أصل تسمية 《مراكش》؛ " وهذا الموضوع كان يسمى بذلك الاسم ومعناه بلغة المصامدة إمش مسرعاً، وكان ذلك الموضع مكمنا للصوص، فكان المارون فيه يقولون لرفقائهم تلك الكلمة فعرف الموضع بها، وضبط هذه الكلمة صاحب كشف الظنون عند ذكر الأجوبة المحبرة عن الأسئلة المحيرة للقاضي عياض بضم الميم وفتح الراء المشددة بعدها ألف وبعد الألف كاف مكسورة تم شين معجمة وتقدم عن تقويم البلدان ".[12] وهو ما سبق وصرح بهابن عذاري المراكشي كذالك.[13]
ويقول صاحبالإستقصا[14] ؛ " وفي كتاب المعرب إن يوسف بن تاشفين اختط مدينة مراكش بموضع كان يسمى بذلك الاسم ومعناه بلغة المصامدة إمش مسرعاً، وكان ذلك الموضع مكمنا للصوص فكان المارون فيه يقولون لرفقائهم تلك الكلمة فعرف الموضع بها وضبط هذه الكلمة بضم الميم وفتح الراء المشددة بعدها ألف وبعد ألف كاف مكسورة ، ثم شين معجمة ". ونفس الأمر أكده جمع كبير من المؤرخينكالإمام الذهبي[15] وابن خلكان[27] إلخ.[28][29][30]
أما معهد الثقافة الأمازيغية فقد أوجد العديد من الروايات حول معنى التسمية .[31] والأصل المحتمل الذي قدمه لاسم مراكش هو من كلمة «أموراكش» (الأمازيغية ⴰⵎⵓⵔ ⵏ ⴰⴽⵓⵛ)، التي تعني «أرض الله» .[32] وإستعين بقول المؤرخة سوزان سيرايت، أنه وثِّق اسم المدينة لأول مرة في مخطوطة من القرن الحادي عشر فيمكتبة القرويينبفاس، حيث أُعطي لها معنى «بلد أبناء كوش» .[33] تُستخدم الكلمة[34] الآن في الأمزيغية غالبًا للمؤنث «تَمورت». ونفس الكلمة «مور» تظهر فيموريتانيا، مملكةشمال أفريقيا في العصور القديمة، على الرغم من أن الارتباط لا يزال مثيرًا للجدل لأنّ هذا الاسم ربما نشأ من μαύρος مافروس، الكلمة اليونانية القديمة للسود .[31] وما زالت هذه التسمية متداولة لحد الآن في كل اللغات كالفارسية (مراكش) والأسبانية (مارويكوس) والإنجليزية (موروكو) .[34]
ونشير أنه منذالعصور الوسطى وحتى بداية القرن العشرين، كان المغرب الأقصى يُعرف أحيانا ب«مملكة مراكش»، حيث كانت أن مراكش هي إحدى عواصم المغربالتاريخية.[35][36] اسم المغرب لا يزال حتى يومنا هذا يعرف فيالفارسيةوالأردية «بمراكش»، فضلًا عن العديد من اللغات الأخرى في جنوب آسيا.
في عهد السلالة الأمازيغية للمرابطين، بُنيت العديد من المساجد والمدارس الإسلامية (المدارس القرآنية)، ممَّا طور المجتمع ليصبح مركزاً تجارياً للمغرب الكبير وأفريقيا جنوبالصحراء الكبرى.[33] نمت مراكش بسرعة وترسخت كمركز ثقافي وديني، حلت محلأغمات، التي كانت لفترة طويلة عاصمةلإقليم الحوز. قام الحرفيون الأندلسيون منقرطبةوإشبيلية ببناء وتزيين العديد من القصور في المدينة، مما طور الطراز الأموي الذي يتميز بقباب منحوتة وأقواس محفورة.[33][42] اندمج هذا التأثير الأندلسي مع تصاميم من الصحراءوغرب أفريقيا، مما خلق أسلوبًا فريدًا من العمارة التي تم تكييفها بالكامل مع بيئة مراكش. أكمل يوسف بن تاشفين أول مسجد في المدينة (مسجد ابن يوسف، الذي سُمي على اسمه)، وبنى المنازل، وسك العملات المعدنية، وجلب الذهب والفضة إلى المدينة في قوافل.[33] أصبحت المدينة عاصمة الدولة المرابطية،[43] التي تمتد من شواطئالسنغال إلى وسطإسبانيا ومن ساحل المحيط الأطلسي إلىالجزائر العاصمة.
استولى الموحدون سنة 1147، بقيادةعبد المؤمن بن علي، على مدينة مراكش. وينتمي هؤلاء إلى قبيلة المصامدة الأمازيغية المنحدرة من جبال الأطلس الكبير، وقد عُرفوا بتشدّدهم في التمسّك بالعقيدة الإسلامية. وبعد حصار طويل ومقتل نحو سبعة آلاف شخص، أُبيد آخر المرابطين، باستثناء من تمكنوا من الفرار إلى جزر البليار. نُهبت المدينة، ودُمّر عدد كبير من معالمها.
شيّد الموحدون عدة قصور ومبانٍ دينية، من أبرزها جامعالكتبية (1184–1199)، الذي أُقيم فوق أنقاض قصر مرابطي، ومئذنته شقيقة خيرالدا في إشبيلية وبرج حسان في الرباط، وقد صُمِّمت المآذن الثلاث على يد المهندس نفسه.[44] كما شيدوا الأسوار والأبواب والحدائق إضافة إلى قنطرة علىوادي تانسيفت التي ظلت تستعمل حتى عهد قريب. كانت القصبة مقرّ إقامة الخليفة، وهو اللقب الذي اتخذه حكّام الدولة الموحدية منذ عهد عبد المؤمن بن علي، في منافسةٍ رمزيةٍ للخلافة العباسية في المشرق. وحملت القصبة اسم الخليفة المنصور. كما طُوّر نظام السقي لتزويد بساتين النخيل والحدائق الجديدة بالماء، ومنهاحدائق المنارة الشهيرة. عرفت مراكش تحت حكم الموحدين إشعاعاً كبيراً جعل منها مركزاً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً لا نظير له في الغرب الإسلامي. بفضل سمعتها الثقافية، جذبت المدينة عدداً كبيراً من الكتّاب والفنانين، خصوصاً القادمين من الأندلس، ومن بينهم الفيلسوف والعالم الشهيرابن رشد القرطبي.[45]
أدّت وفاة أبي يعقوب يوسف الثاني (1213–1223/1224) إلى فترةٍ من الاضطراب السياسي. أصبحت مراكش معقلاً لشيوخ القبائل الموحدية وأهل الدار (وهم ذرية ابن تومرت)، الذين سعوا إلى استعادة السلطة من العشيرة الحاكمة. وتعرّضت المدينة للسقوط والاسترداد عدة مرات على يد خلفاء وادّعاءٍ متنافسين. ومن أبرز هذه الأحداث الغزو الدموي الذي قام به الخليفة الإشبيلي إدريس المأمون، الذي أعقبه مجزرة طالت شيوخ القبائل الموحدية وأسرهم، كما أعلن الخليفة من على منبر جامع القصبة تبرؤه العلني من عقيدة ابن تومرت. وبعد وفاة المأمون سنة 1232، حاولت أرملته تنصيب ابنها خليفةً بمساعدة قادة الجيش الموحدي والمرتزقة الإسبان، الذين وُعدوا بالسماح لهم بنهب مراكش. وعندما علم السكان بذلك، سعوا إلى عقد اتفاقٍ مع القادة العسكريين فأنقذوا المدينة من الدمار بدفع مبلغٍ ضخم قدره خمسمائة ألف دينار.[46] وفي سنة 1269 استولت على المدينة قبائل زناتة الرحّل بعد أن هزمت آخر خلفاء الموحدين، فدخلت مراكش إثر ذلك في مرحلةٍ من الانحدار، سرعان ما أدّت إلى انتقال عاصمة المغرب إلى فاس.[47]
أمام ضعفالموحدين استولىالمرينيون القادمون من الشرق سنة 1269م على المدينة غير أنهم اتخذوا منفاس عاصمة لهم لقرب هذه الأخيرة من موطنهم الأصلي مما أدى إلى تراجع مدينة مراكش وتحولها لمركز ثانوي. في سنة 1551م استعادت المدينة مكانتها كعاصمةللسعديين (1589م –1659م). فعلى عهدهم تم تشييد بنايات ومنشآت جديدة أهمها قصر البديع ومجمع المواسين ومدرسة ابن يوسف وقبورالسعديين وعدد من السقايات.
تحت حكمالعلويين، قام المولى رشيد بترميم مسجد بن صالح المريني، غير أن خلفهالمولى إسماعيل ولكن أولى كل اهتمامه بعاصمة حكمه الجديدةمكناس. وقد عمل السلطان سيدي محمد على إعادة مراكش إلى مكانتها وذلك من خلال إنشاء أحياء ومعالم جديدة. ويمكن القول أن مراكش اتخدت شكلها النهائي ابتداءً من فترة حكم هذا السلطان إذ اقتصرت المراحل القادمة على ترميم ما تم إنجازه منذ العصر الوسيط.
برًا، تبعد مراكش 580 كيلومتر (360 ميل) جنوب غربطنجة، 327 كيلومتر (203 ميل) جنوب غرب العاصمة المغربيةالرباط، 239 كيلومتر (149 ميل) جنوب غرب العاصمة الاقتصاديةالدار البيضاء، 196 كيلومتر (122 ميل) جنوب غرببني ملال، 177 كيلومترا (110 ميل) شرقالصويرة، و 246 كيلومترا (153 ميل) شمال شرقأكادير.[48] توسعت المدينة شمالاً من وسط المدينة القديم وضواحي مثل الداوديات وديور المساكين وسيدي عبّاد وصقر وامرشيش، إلى الجنوب الشرقي سيدي يوسف ابن علي، إلى الغرب مع ماسرة وترجة، وجنوب غرب محاميد خارج المطار.[48] على الطريق P2017 المؤدي جنوبًا من المدينة للقرى كبيرة مثلدوار لهنا،وتواجانا[الإنجليزية]،لكواسم، ولاهيبيتشات. والذي يؤدي من خلال الصحراء إلى مدينةتحناوت المتواجد على حافةالأطلس الكبير، أعلى سلسلة جبلية فيشمال أفريقيا.[48] يبلغ متوسط ارتفاع الأطلس الكبير المغطى بالثلوج فوق 3000 متر (9,800 قدم). وهي تتألف أساسا من الحجر الجيري الجوراسي. تمتد سلسلة الجبال على طول ساحل المحيط الأطلسي، ثم ترتفع إلى الشرق منأكادير وتمتد شمال شرقالجزائر قبل أن تختفي فيتونس .[49]
يقع نهر الأوريكا على بعد 30 كلم جنوبي مراكش ويمكن رؤية جبل ياغور المكلل بالثلوج جنوب المدينة. وكان المغامر الأميركي دافيد بريسكوت بارووز قد وصف مراكش بلقب «المدينة الأغرب» عندما كان يشرح عن طبيعتها حيث قال:
تقع المدينة حوالي الـ15 أو 20 ميلاً بعيداً عن حافةجبال الأطلس التي تبدو من هنا بأكبر ارتفاع لها وحيث مشهد الجبال رائع. عبر هواء الصحراء الصافي يمكن للعين أن تتلمس الملامح الوعرة للسلسلة من الشمال والشرق، حيث ثلج الشتاء يغطيها بالبياض والسماء الفيروزية تشكل إطاراً للصخور الرمادية والقمم اللامعة صاحبة الجمال الذي لا مثيل له
تتوفر مراكش على 130,000 هكتار من المساحات الخضراء وأكثر من 180,000 شجرة النخيل فيبستان النخيل بمراكش[الإنجليزية]، تعتبر المدينة واحة من النباتات الغنية متنوعة. طوال فصول السنة، توجد فيحديقة أكدال وحديقة المنارة وغيرها من الحدائق في المدينة أشجار البرتقال والتين والرمان والزيتون بمختلف عطورها والوانها وفواكهها .[51] تتميز حدائق المدينة بالعديد من النباتات المحلية إلى جانب الأنواع الأخرى التي تم استيرادها على مر القرون، بما في ذلكالخيزران العملاقواليوكاسوالبردي وأشجار النخيل وأشجار الموزوالسرووشجرة الحبوشجيرات الوردوالبوغَنْڤيلياوالصنوبر وأنواع مختلفة مننباتات الصبار.
تتمتع مراكشبمناخ شبه جاف حيث الشتاء معتدل ورطب والصيف جاف وحار، معدل الحرارة في المدينة يبلغ 28-48 درجة مئوية صيفاً و12 درجة مئوية شتاءً، ويماثل نمط ترسب مياه الأمطار شتاءً في مراكش باقي مناطقالبحر الأبيض المتوسط، لكن بمعدلات أمطار أقل من نظيرتها المتوسطية.جدول يبين معدل درجة الحرارة بمراكش خلال أشهر السنة:
البيانات المناخية لـمدينة مراكش المغربية (مطار مراكش المنارة الدولي) 1961–1990، المتطرفات من 1900 للحاضر
المصدر 2:الأرصاد الجوية الألمانية (مستويات عالية قياسية لفبراير وأبريل ومايو وسبتامبر ونوفمبر، الرطوبة),[53] Meteo Climat (مستويات عالية ومنخفضة قياسيتان ليوينو ويوليو وأغسطس فقط)[54]
وفقا لإحصائيات سنة 2024، بلغ هدد السكان 1560103نسمة.[55] فيما كان العدد سنة 2014،هو 928.850 نسمة.وسنة 2004 هو 843.575 نسمة. وكان عدد الأسر في عام 2014،
وفي سنة 2024 بلغ عدد الاسر402389.[55] وفي سنة 2014 كان العدد هو 217.245 أسرة مقابل 173603 أسرة في عام 2004.[56][57]
تعد مراكش عنصر حيوي لاقتصاد وثقافة المغرب. فالتحسينات على الطرق السريعة بينالدار البيضاءوأكاديرومطار مراكش المنارة أدت إلى زيادة كبيرة في السياحة في المدينة، التي تجذب الآن أكثر من مليوني سائح من مختلف الدول سنوياً. ونظرًا لأهميّة السياحة لاقتصاد المغرب، الملكمحمد السادس بن الحسن تعهد بجذب 20 مليون سائح سنوياً إلى المغرب بحلول عام 2020، مُضاعفاً عدد السياح عن عام 2012. والمدينة شعبيّة بالفرنسيين، وقد اشترى العديد من المشاهير الفرنسيين العقارات في المدينة بما في ذلك عمالقة الأزياءإيف سان لورانوجان بول غوتييه.
في التسعينات، كان يعيش في المدينة عدد قليل جداً من الأجانب، ولكن مشاريع التنمية العقارية ارتفعت في خلال السنوات ال 15 الماضية، وبحلول عام 2005 اشترى أكثر من 3,000 من الأجانب عقارات في المدينة، وجذبهم إلى ذلك ثقافتها وأسعار المساكن الرخيصة نسبياً.[بحاجة لمصدر] وقد ذُكِر ذلك في المجلة الأسبوعية الفرنسيةلوبوان أن مراكش أصبحت موقف مرغوب فيه لمجموعة الطائرات الأوروبية.
تُعتبرساحة جامع الفنا أشهر الساحات المعروفة والمشهورة في أفريقيا وهي مركز نشاط المدينة والتجارة. وهي ساحةٌ مشهورةٌ عالميًا، تُعد جسرًا بين الماضي والحاضر والمكان حيث التقاليد المغربية والتراث الشفوي.[59] وهي تعتبر منمواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام1985م .[60][61] جُدّدت الساحة مع جزء كبير من مدينة مراكش، التي تم تمديد جدرانها من قبلأبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن وخاصةً من قبليعقوب المنصور في سنة 1147-1158. كما تم إصلاح المسجد والقصر والمستشفيات والحدائق المحيطة بحافات الساحة، بالإضافة إلى تحصينالقصبة كذلك.[62] تاريخيًا، اسُتخدمت هذه الساحة لقطع رؤوس الناس من قبل الحُكام الذين سعوا للحفاظ على سلطتهم عن طريق تخويف الجمهور. جذبت الساحة السكان من الصحراء والجبال المحيطة للتجارة، وتم رفع الأكشاك في الساحة من أوائل تاريخها. جذبت الساحة التجار، وسحرة الثعابين، والرقصالشلوح من قبيلة أطلس، والموسيقيين الذين يعزفون على المزامير والدف والطبول الأفريقية.[61] قال ريتشارد هاملتون أن الجماع الفنا ذات مرة تفوح منها رائحة خاصة أمزيغية،[63] واليوم تجذب الساحة الناس من خلفيات اجتماعية وعرقية متنوعة والسياح من جميع أنحاء العالم. سحرة الثعابين والبهلوانات والسحرة والصوفيين والموسيقيين ومدربي القردة وباعة الأعشاب ورُواء الحكايات والأساطير وأطباء الأسنان والفنانين في زي القرون الوسطى لايزالون يملؤون الساحة إلى الآن.[60][64][65]
وكانت قد عرفت هذه الساحة حدثًا فريدًا أقيم في الفترة ما بين 19 و26 يناير 2025، حيث تمكن الحكاؤون من تسجيل رقم قياسي عالمي لأطول جلسة متواصلة في فن الحكي، وذلك ضمن فعاليات مهرجان مراكش الدولي للحكاية في دورته الثالثة، واستطاع المشاركون تقديم عروض سردية استمرت لمدة 80 ساعة و35 دقيقة دون انقطاع، ليحطموا بذلك الرقم القياسي السابق ويدخلواموسوعة غينيس للأرقام القياسية.[66][67][68][69][70]
مراكش لديها أكبر سوق تقليدي في المغرب وترتبط صورة المدينة ارتباطًا وثيقًا بأسواقها. يقول بول سوليفان عن أسواق مراكش بأنها واجهة جذب رئيسية للتسوق في المدينة: «قرص العسل من الأزقة المرتبطة بشكل معقد في ما بينها، هذا القسم الأساسي من المدينة القديمة هو مدينةً صغيرة في حد ذاتها، تضم عددًا مذهلاً من الأكشاك والمحلات التجارية التي تتراوح بين أكشاكها التي لا تزيد عن خزانة الملابس قزم إلى واجهات المتاجر التي تتحول إلى كهوف علاء الدين المتلألئة بمجرد دخولك .[71]» تاريخيًا كانت أسواق مراكش مقسمة إلى مناطق بيع بالتجزئة لتجارة معينة مثل الجلد، السجاد، والمعادن والفخار. ولا تزال هذه الانقسامات موجودة تقريبًا ولكن مع تداخل كبير. تبيع العديد من الأسواق سلعًا مثل السجاد والبساط، والملابس الإسلامية التقليدية، والحقائب الجلدية، والفوانيس .[71] لا تزالالمساومة جزءًا مهمًا جدًا من التجارة في الأسواق .[72]
أحد أكبر أسواق المدينة سوق السمارين، الذي يبيع كل شيء من الصنادل والنعال المرصعة بالجواهر ذات الألوان الزاهية والمقاعد الجلدية إلى المجوهراتوالقفطان .[73] يحتوي سوق أبلوح على أكشاك متخصص في الليمون، والفلفل الحار (الهريسة)،الكَبَر،المخللات والزيتون الأخضر والأحمر والأسود، والنعناع، وهو مكون مشترك بالشاي من المشروبات المغربية. وبالمثل، سوق Kchacha متخصصة في الفواكه الجافة والمكسرات، بما في ذلك التمور، والتين، والجوز،والكاجو،والمشمش .[74] سوق الرحبة القديمة يحتوي على أكشاك بيع السلال المنسوجة يدويًا، والعطور الطبيعية، والقبعات المحبوكة، والأوشحة، والقمصان،والجينسينج،والقاطور وجلودالإغوانا. سوق سياغين معروف بمجوهراته، وسوق سماتا المعروف بمجموعته الواسعة من البابوش (حلزون مطهي)و الأحزمة. يتخصص سوق الشراطين في الأدوات الجلدية، ويبيع سوق بلعارف السلع الاستهلاكية الحديثة .[73] سوق الحدادين متخصص في الأدوات الحديدية والفوانيس .[75]
مجمع الصناعة التقليدية هو مجمع تديره الحكومة للفنون والحرف الصغيرة والذي يقدم مجموعة من السلع الجلدية والمنسوجات والسجاد. يتدرب المتدربين الشباب على مجموعة من الحرف اليدوية في ورشة العمل في الجزء الخلفي من هذا السحاة .[76]
بُنيت أسوار مراكش، التي تمتد مسافتها 19 كيلومترًا (12 ميل) حول المدينة، من قبلالمرابطين في القرن الثاني عشر من أجل تحصيناتٍ وقائيةٍ. ينبت الجدران من طين الأحمر البرتقالي وطباشير مميز، مما يعطي المدينة لقبها باسم «المدينة الحمراء»؛ يصل ارتفاعها إلى 19 قدمًا (5.8 م) ولديها 20 بوابة و 200 برج على طولها .[77]
خلال عهدالموحدون، عمل الخليفة يعقوب المنصور على تقوية نسيج المدينة وتحصيناتها ببناء القصبة التي كانت مقر الحكم أو مدينة المخزن، وذلك على غرار مدن أخرى في الغرب الإسلامي. دعم الموحدون القصبة بعدة أبواب اندثر بعضها ولم يبق منها إلاباب أكناو الذي لازال راصعا قبالة صومعة الجامع، وهو الباب الرئيسي للقصبة الموحدية والذي ينفرد بشكله عن باقي الأبواب من خلال قوسه التام المتجانس الأطراف، وزخرفته الرفيعة.بابي دكالة واغمات (طالعباب دكالةوباب أغمات).
يعتبر بابي دكالة واغمات من الأبواب الرئيسية التي تتخلل أسوار المدينة العتيقة لمراكش، حيث يتوطن باب دكالة في جهتها الغربية ويؤدي إلى مسجد باب دكالة، بينما يوجد باب أغمات في الجهة الشرقية من المدينة العتيقة منفتحا بذلك على الطريق المؤدية إلى زاوية سيدي بن صالح.
فيما يتعلق بباب دكالة فهو يتشكل من برجين كبيرين يتوسطهما ممر يؤدي إلى قلب المدينة العتيقة، وتعود تسمية هذا الباب بدكالة إلى المجال المجاور للمدينة والذي كانت آنذاك تقطنه الساكنة الموحدية. أما فيما يتعلق بباب أغمات فهو يشكل منافذ أحد الأبراج التي تتخلل الجهة الشرقية لأسوار المدينة .
يعود تاريخ إنشاءحدائق المنارة إلى عصرالموحدين التي كانت عبارة عن تكنة للتدريب الجنود على السباحة،[78][79] وقد زينُوها بأشجارالزيتون في بداية القرن 12.
تقع حدائق المنارة على بعد حوالي 3 كلم خارج أسوار مدينة مراكش. في عطلة نهاية الأسبوع يحُج العديد من المراكشيين إلى هذه الحدائق لقضاء نزهة. توجد في وسط الحدائق بركة أو خزان المنارة الكبير والمملوء بالماء وعمقه متران ومحيطه 510 أمتار. يصله الماء عبر قنوات من جبالالأطلس المتوسط.
تقعحدائق الماجوريل في مدينة مراكش في كليز. وتسمى الماجوريل نسبة إلى اسم بانيها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي بدأ تأسيسها سنة 1924.[80][81] وفي سنة1937 أقدم الرسام الفرنسي على صباغة مباني الحديقة بلون أزرق ناصع وهو ما فاجئ سكان المدينة الحمراء حيث تم إطلاق اسم أزرق الماجوريل على هذا المستوى من اللون الأزرق في اللغة الفرنسية نسبة لهذه الحديقة، فيما بعد تعرض الرسام الفرنسي لحادث سير نقل على إثره لفرنسا حيث مات هناك سنة 1967.[80][81] في سنة 1980 قام مصمم الأزياء العالمي إيف سان لوران والكاتب الفرنسي بيير بيرجي بشراء الحديقة حيث فتحوا جزءًا منها للعموم.[80][81] وتعد الحديقة حاليا أحد أهم معالم مدينة مراكش السياحية حيث تم تحويل المبنى المحاط بالحديقة إلى متحف للفنون الإسلامية وتحتوي الحديقة على نباتات وأزهار نادرة قادمة من القارات الخمس خصوصا مختلف أنواع نبات الصبار.[80][81]
حدائق أكدال
حدائق أكدال أو بساتين أكدال هي منتزه طبيعي على مشارف مراكش بالمغرب. يمكن للزائر أن يجد فيها مئات من أشجار الزيتون والبرتقال والمشمش وغيرها من الأشجار المثمرة. هذه الحدائق تعتبر مكانا مميزا للاستمتاع بالهدوء والاسترخاء، فهي بعيدة عن الضجيج وملاذ حقيقي للفارين من ضوضاء المدينة الحمراء.تتوفر حدائق أكدال على عشرات الأنواع من الأشجار المثمرة، وهي متاحة للزوار على مساحة تتجاوز 500 هكتار، ما يضفي على الحديقة رونقا خاصا هو استقطابها لمجموعة من الطيور النادرة، فزوارها يستمتعون كثيرا بمراقبة الطيور والإنصات إلى زقزقتها وشدوها الذين يشنفان الآذان. يحار الزائر إذن في التمييز بين حدائق وجنان مدينة البهجة أو التفضيل بينها، فهي أجزاء متناغمة تتجمع لتشكل صورة مدينة لم يثنها التحضر والتعمير عن الحفاظ على ثروتها الخضراء التي لا تقدر بثمن.
نباتات نادرة بمنتزه مولاي الحسن
عرصة مولاي عبد السلام هي حديقة ثقافية وتاريخية تقع في وسط مدينة مراكش مليئة بالنباتات المتنوعة وأشجار عمرها مئة عام، تعد أول حديقة متصلة كليا بشبكة الإنترنت عالي الصبيب فيالمغرب.
منتزه مولاي الحسن هو مشروع ايكولوجي يقع على مساحة 17 هكتار تم افتتاحه يوم 8 ماي 2022 ويضم عدة مرافق ملاعب مسرح في الهواء الطلق اكشاك مطاعم، وحديقة فريدة لنباتات الصبار بالإضافة لاشجار الزيتون والنخل وأنواع من الورود كما يتوفر المتنزه على منصة بانورامية لمشاهدة المنظر كاملا تطل علىمطار مراكش المنارة.[82]
تتجلى الثروة التاريخية للمدينة في القصور ورياض وغيرها من المساكن الفخمة. القصور الرئيسية هيقصر البديع، ودار المخزنوقصر الباهية. الرياض (القصور المغربية) شائعة في مراكش. وتتميز هذه الساحات، بناءً على تصميم الفيلا الرومانية، بفناء حديقة مركزية مفتوحة محاطة بجدران عالية. توفر هذه الأبنية لساكنها الخصوصية وكذلك خفض درجة الحرارة داخل المبنى .[83]المباني البارزة داخل المدينة هي رياض أرجانا، رياض أوبري، رياض إنيجة، رياض المزوار، رياض فرانس أنكون، دار موسين، رياض لوتس، رياض الإكسير، رياض لي بوغانفيلييه، رياض دار فندوك،دار شريفة، دار مرزوتو، دار الضمانة، ورياض بنكو بالينو. وتشمل المعالم الأخرى البارزة خارج منطقة المدينة قصر شار باغ، أمانجانا، فيلا مها، دار أحلام، دار الهندد، دار طيدة .[84]
يعتبر قصر البديع من منجزات الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي سنة 1578م تزامن بناؤه مع انتصار المغرب على الجيش البرتغالي في معركة وادي المخازن. وتشير المصادر التاريخية إلى ان السلطان قد جلب لبنائه وزخرفته أمهر الصناع والمهندسين المغاربة والأجانب حتى أن بعض المؤرخين والجغرافيين القدامى قد اعتبروه من عجائب الدنيا.[85]
يقعقصر البديع في الجانب الشمالي الشرقي للقصبة، يتميز التصميم العام للمعلمة بتوزيع متناسق للبنايات حول ساحة مستطيلة الشكل . يتوسط هذه الآخيرة صهريج كبير طوله 90 مترا وعرضه 20 مترا وأربعة صهاريج أخرى جانبية تتخللها أربع حدائق. إن أهم ما يميز قصر البديع كثرة الزخارف وتنوع المواد المستعملة كالرخام والتيجان والأعمدة المكسوة بأوراق الذهب والزليج المتعدد الألوان والخشب المنقوش والمصبوغ والجبس. إلا أن هذه المعلمة البديعة تعرضت للهدم سنة 1696م حيث استعمل المولى إسماعيل العناصر المزينة لها لزخرفة بنايات عاصمته الجديدة مكناس.القبة المرابطية.
تقع معلمةقصر الباهية وسط المدينة العتيقة التابعة لبلدية مراكش المدينة. شيدت معلمة قصر الباهية في القرن التاسع عشر عند مدخل المدينة العتيقة لمراكش من طرف أحد أشهر وزراء السلطان مولاي الحسن المعروف بباحماد. ونظرا لشساعته وحجمه الكبير فقد استغرقت الأشغال به مدة طويلة حتى استكمل بناءه ابنه فيما بعد.[85]
يمتد القصر على مساحةهكتارين تقريبا وقد كانت بعض مرافقه معرضة بشكل دائم للعوامل المناخية الأمر الذي أدى إلى تدهورها وتلاشيها بينما حافظ الجانب الأوسط من القصر والمفتوح للزيارة العمومية على حالة جيدة نسبياً، وتتألف مرافق القصر من رياض صغير وصحن صغير وساحة شرفية مساحتها (50م.50م) مرصفة بالرخام تحيط بها أروقة مدعمة بأعمدة خشبية ورياض كبير بناه السي موسى ثم جناح خاص (المنزه).
يفتح قصر الباهية أمام الزوار طيلة أيام الأسبوع من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً مقابل 70 درهما للأجانب و 10 دراهم للمغاربة، بينما تبلغ تذكرة الأطفال الأجانب أقل من 12 سنة إلى 30 درهم مقابل 5 دراهم رمزية للأطفال المغاربة.[86]
تعد الشاهد الحي بمراكش الذي يبرز جمالية الفن المعماريالمرابطي. تقع القبة المرابطية بالجهة الجنوبية لساحة بن يوسف بالمدينة القديمة. كشفت الحفريات التي أجريت بقلب المدينة ابتداء من سنة 1948م على إحدى البقايا النادرة للعمارة الدينية المرابطية بمراكش تمثل ملحقة لمسجد علي بن يوسف الذي هدمه الموحدون بعد استيلائهم على المدينة حوالي 1130م. ويعزز هذا الطرح نقيشة غير واضحة تعلو القبة، كشف بعض الباحثين أن الاسم المنقوش عليها هو اسم السلطانعلي بن يوسف.
يعتبر تصميم هذه المعلمة من المميزات التي أكسبتها سمة التفرد، حيث برع مشيدوها في إعطائها شكلا مستطيلا، تحمل الواجهات الخارجية للقبة نقوشا غنية تمثل أقواسا وأشكالا تحاكي نجمة سباعية يزين مدخلها من جهتي الشمال والجنوب قوسان مزدوجان على شكل حدوة فرس، ومن جهتي الشمال والشرق قوسان مفصصان.
متحف محمد السادس لحضارة الماء: تم تدشينه في 5 يناير 2017 من طرفولي العهد الأمير مولاي الحسن، المتحف يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع بغلاف مالي اجمالي يصل إلى 163 مليون درهم. ويعتبر أول متحف متخصص في تاريخ وحضارة الماء بالمغرب
تقع قبور السعديين بحي القصبة. انطلقت أشغال بنائها مع نهاية القرن 16 وبداية القرن 17 بتشييد قبة دفن بها أفراد العائلة الملكية السعدية خاصة لالة مسعودة، أم السلطان أحمد المنصور، وأبوه وأخوه. وقد شكلت هذه القبة النواة الأولى للمركب الذي تم توسيعه وزخرفته من طرف السلطانين عبد الله الغالب وأحمد المنصور الذهبي.
يتشكل الضريح من جناحين : يضم الأول مجموعة من الفضاءات التي تم بناؤها من طرفأحمد المنصور حيث دفن بها، وهي مكونة من ثلاث قاعات :قاعة المحراب : وهي عبارة عن مسجد صغير مشكل من ثلاث أروقة ترتكز على أعمدة من الرخام. هذا المسجد يتوفر على محراب جميل ومزخرف بالمقرنصات.قاعة الإثنا عشرة عمودا : دفن بها جثمان السلطان أحمد المنصور والسلاطين الثلاثة الذين تعاقبوا على الحكم من بعده. زينت هذه القبة بمزيج من الجبص والخشب المنقوشين والزليج والرخام، جسدت هذه الكتابات من خلال عناصر نباتية هندسية.قاعة الكوات الثلاث : وهي مكسوة بزخارف أجمل من سابقاتها، وقد استعملت فيها نفس مواد وتقنيات الزخرفة التي تميز باقي الفضاءات.سقاية المواسين
تنتمي سقاية المواسين إلى مجمع يحمل اللإسم نفسه، يتكون هذا الأخير بالإضافة إلى هذه السقاية من مسجد، حمام، خزانة ومدرسة قرآنية. تم تشييد هذا المركب بأمر من السلطان السعدي عبد الله الغالب ما بين 1562-1563 . تقع سقاية المواسين شمال قاعة الوضوء التابعة للمسجد، لها تصميم مستطيل، تحتوي على ثلاثة مداخل وثلاثة أحواض ماء وسقاية، اعتمد تصميمها نموذج سقاية علي بن يوسف المرابطي.
يتوسطجامع الكتبية مدينة مراكش، بالقرب من ساحة جامع الفنا. وتسمية المسجد مشتقة من «الكتبيين»، وهو اسم سوقلبيع الكتب يعتقد أنه كان بمقربة من المساجد.
أمر ببناء جامع الكتبية الأول من الخليفةعبد المؤمن بن علي الكومي سنة 1147م على أنقاض قصر الحجر المرابطي الذي كشفت التنقيبات الأثرية على بناياته ومكوناته المعمارية.
أما المسجد الثاني فقد تم بنائه في سنة 1158م، وهو يشبه من حيث الحجم البناية الأولى، وينتظم في قاعة للصلاة مستطيلة الشكل تضم سبعة عشر رواقا موجهة بشكل عمودي نحو القبلة، تحملها أعمدة وأقواس متناسقة وتيجان فريدة تذكر بتلك التي نجدها بجامع القرويين بفاس. ويشكل التقاء رواق القبلة بقببه الخمسة والرواق المحوري تصميما وفيا لخاصيات العمارة الدينية الموحدية التي كان لها بالغ التأثير في مختلف أرجاء الغرب الإسلامي.
خصائص الطهي في المدينة غنية ومتبلة بشدة ولكنها ليست ساخنة، وذلك باستخدام مختلف البهارات منراس الحانوت، وهو مزيج من عشرات التوابل التي تشملالتابل والكروياء والزنجبيل والقرفة والفلفل الأسود والكركم وشوش ورد[88] من مميزات المدينة ورمز المطبخ الخاص بهاطنجية المراكشيةوطاجين محلي مُعد بلحوم البقر والتوابل و«سمن» وطهيها ببطء حيت يُطهى الطاجين على نار خفيفة جدًا أما الطنجية فتطهى في فرن تقليدي بدفنها داخل الرماد الساخن .[89] يمكن تحضير الطاجين مع الدجاج أو لحم الضأن أو لحم البقر أو السمك، وإضافة الفواكه الجافة والزيتون والليمون المخلل (الحامض المصير) والخضروات والتوابل، بما في ذلك الكمون والفلفل والزعفران والكركم وراس الحانوت. تعدُّ الوجبة في وعاء طاجين وتطهى ببطء بالبخار. نسخة أخرى من الطاجين تشمل الخضروات والحمص المبتل .[90] يمكن أيضًا تغطية الطاجين بالسمن المغربي «سمن» الذي له نكهة تشبه الجبن الأزرق .[91]
القَمرون والدجاجوالبريوات المملوء بالليمون هي من المأكولات التقليدية التي تتخصص بها مراكش. يُطهى الأرز مع الزعفران والزبيب والبهرات واللوز، في حين أنالكسكس تضاف له الخضروات.البسطيلة هي فطيرة ملفوفة محشوة بالدجاج المفروم أو الحمام الذي تم إعداده باللوز والقرفة والتوابل والسكر .[92] حساء الحرية في مراكش يشمل عادة لحم الضأن مع مزيج من الحمص والعدس والفيرميكيلي ومعجون الطماطم، محنك مع الكزبرة والتوابل والبقدونس. أماالكفتة (لحم المفروم) والكبد في كريبينيتومرقاز والبابوشوالكرشة تُباع عادةً في أكشاكجامع الفنا .[93]
تشمل الحلويات في مراكشالشباكية (كعك البهارات والسمسم الذي يتم إعداده وتقديمه عادةً خلال شهر رمضان)، أوتارت من عجينة الفيلو بالفواكه المجففة، أو تشيز كيك بالتمر.[94]
وتُمارسثقافة الشاي المغربي في مراكش؛ يقديم الشاي الأخضر مع النعناع والسكر من إبريق للشاي المنحني صنبور في أكواب صغيرة .[95] مشروب آخر غير كحولي شائع هو عصير البرتقال .[96] كان استهلاك الكحول شائعًا في عهدالمرابطين .[97] تاريخيًا، كان مئات اليهود ينتجون ويبيعون الكحول في المدينة .[98] في الوقت الحاضر، يُباع الكحول في بعض الحانات والمطاعم فيالفنادق .[99]
تؤكد المصادر التاريخية أن النواة الأولى لهذه المدرسة تعود للفترة المرينية. وقد أعاد السلطان السعدي عبد الله الغالب بناءها بين سنتي 1564-1565. وتعتبر بحق من روائع المدارس المغربية.
تحظىمدرسة بن يوسف بأهمية بالغة، نظرا لموقعها بساحة ابن يوسف، التي تحمل دلالة تاريخية كبيرة، فضلا عن كونها النواة الأصلية لمدينة مراكش.
لقد أعاد السعديون الحياة لهذا الحي ببنائهم للمدرسة ذات الشكل المربع بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 1680 مترا مربعا. وعلى امتداد أربعة قرون، كانت المؤسسة معقلا للعلماء ومقصدا للطلبة المتعطشين للمعرفة في مختلف العلوم، خاصة منها الدينية والفقهية. كما أنها تعكس روعة الفن السعدي.بمدخل البناية، تسترعي انتباه الزائر قبة ذات مقرنصات مصنوعة من الجبس، تحمل نقيشتين. يتوسط المدرسة حوض وأروقة تعلوها غرف تتوزع على الطابق العلوي. أما قاعة الصلاة فهي مكونة من ثلاثة بلاطات عرضية يفصلها صفان من الأعمدة الرخامية. وتتوفر البلاطات الجانبية على خزانات خشبية، استعملت كمكتبات خاصة بطلبة المدرسة.
تتميز مدينة مراكش بالعديد من الأماكن السياحية، حيث يوجد في المدينة الحمراء حدائق ساحرة ومواقع تاريخية تلهم الإعجاب بالإضافة لمجموعة متنوعة من الأسواق التقليدية أو الحديثة، مما يوفر للزوار تجربة تسوق فريدة. كما تتوفر المدينة على فنادق ورياضات ومسابح ومنتجعات سياحية يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية.
بفضل مناخها الشبه جاف، فإن أفضل أوقات الزيارة تكون في فصلي الربيع والخريف تمتد منمارس إلىمايو، ومنسبتمبر إلىنوفمبر، حيث يكون الجو مشمسًا مع درجات حرارة معتدلة تسمح باستكشاف المدينة ومعالمها. من ناحية أخرى، ينصح بتجنب زيارة المدينة الحمراء خلال منتصف فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات غير مريحة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة الزائر، كما يمكن أن يكون فصل الشتاء دافئًا وغير مزدحم، مع الإنتباه لتقلبات درجات الحرارة الكبيرة في الليل.
نظرا لما تزخر به من إرث حضاري كبير، أصبحت مدينة مراكش قبلة للسياحة العالمية ومقراللمؤتمرات الدولية ذات المستوى الرفيع، لتحتل بذلك مكانة خاصة في المغرب الحديث.
حجزت مدينة مراكش مكانها ضمن قائمة أفضل عشر مدن سياحية في إفريقيا والشرق الأوسط لعام 2025، بحسب تصنيف جديد نشرته مجلة «Travel + Leisure» الأمريكية، بناء على تقييمات قرائها الذين شاركوا تجاربهم السياحية في مختلف أنحاء العالم، قد احتلت مدينة مراكش المرتبة الرابعة.[103]
تتميز مراكش بكثرة استعمال الدراجات النارية، أما بخصوص النقل عبر الحافلات أو التنقل بالسيارات فالمدينة يصلها بالعاصمةالرباط إلى الشمال، وبمدينةأكادير إلى الجنوبطريق سيار الدار البيضاء - أكادير و بمدينةالصويرة غربا.
^"Klimatafel von Marrakech / Marokko"(PDF).Baseline climate means (1961-1990) from stations all over the world (بالألمانية). Deutscher Wetterdienst. Archived fromthe original(PDF) on 2019-03-27. Retrieved2016-01-26.