تم تعريف المتر في الأصل عام 1791م من قِبلالجمعية الوطنية الفرنسية على أنه واحد على عشرة ملايين من المسافة منخط الاستواء إلىالقطب الشمالي على طول دائرة كبيرة، وبالتالي فإن محيط القطب الشمالي للأرض يبلغ حوالي 40,000 كم. جاء اللفظ من الكلمة الأنجليزية meter ويعادل المتر تقريباً 39.37بوصة (3.28قدم) ويعتبر وحدة القياس الطولية الأكثر استعمالا في العالم.
أما حديثا: فإن علم القياس (الميترولوجيا) يضع - باستمرار- بين أيدي المختصين أجهزة أدق من سابقاتها، لمواكبة ركب التقدم العلمي، وهو يعتمد قبل كل شيء على اختيار مناسب لوحدة القياس التي يراد منها أن تكون أساسية وعالمية (ولنقل كونية).
علم القياس يحرص ويتحقق من عدم فقدان الكثير من الدقة في تجسيد هذه الوحدة على شكل وحدة قياس معيارية يرجع إليها العالم كله.
لذلك يشترط أن تكون وحدة القياس التي يحتاجها الإنسان - عالما كان أم لا - سهلة الاستخدام، مضاعفاتها أو أجزاؤها بسيطة الاستنتاج والحساب ومجسدة، فوق كل ذلك، بدقة.
كانت وحدات القياس - المستخدمة سابقا - تحتوي على العديد من السلبيات: اختلاف اسم الوحدة بين إقليم وآخر، نقص في الدقة في بعض الوحدات، غياب العلاقات البسيطة بين مختلف الوحدات، وبين هذه الوحدات وأجزائها، ناهيك عن التعقيدات المتعلقة بها.
في أيام الثورة الفرنسية قامت أكاديمية العلوم فيفرنسا عام (1790م) بالبحث عن نظام بسيط موحد للمقاييس ليضع حدا لكل هذه الصعوبات، فعينت الأكاديمية لجنتين من العلماء للدراسة والتنفيذ.
قررت هاتان اللجنتان أن نظام القياس سيكون عشريا وأن الوحدة البدئية سيبحث عنها وتنتقى من الطبيعة كي يمكن إعادة صنعها واستخدامها، إن زالت لسبب ما. وتقرر أن تكون هذه الوحدة «وحدة طول» وأن طولها يجب أن يكون مساويا ل 1/10,000,000 ربع طول محيط الأرض - وهو الخط الواصل بين قطبيالكرة الأرضية - من جهتين أي محيط الأرض المار بالقطبين أي أنها تساوي (1/ 40,000,000) وسميت هذه الوحدة بالميتر لتحل محل «التواز» (الوحدة التي كانت مستخدمة من قبل).
بعد ذلك قام العالماندولامبروميشان بقياس القوس منخط الطول الواصل بين. مدينتيدنكرك بفرنساوبرشلونةبإسبانيا بواسطة ما يسمى ب«تثليث هندسي» وهي مجموعة من العمليات تقوم على قياس مجموعة من المثلثات ثم تبدأ بحلها الواحدة تلو الأخرى، وهي عمليات تعتمد على علم دراسة شكل ومقياس الأرض وتمثيلها في المستوى وهو العلم المسمى بالجيوديسيا.
وبمقارنة النتائج التي توصلا إليها بالنتائج التي حصل عليها فيالبيرو، وفيالسويد وجد أن ربع طول خط الطول (هذا) والمار في مدينةباريس يساوي 5,130,740 «تواز» أي أن طول الميتر أصبح معروفا ويساوي (0.5130740 تواز).
تأسس النظام المتري عام1795م وأعطيت بذلك القيمة القانونية للنموذج المعياري المصنوع منالبلاتين الخالص ومن ثم أودع خزائنالأرشيف الوطني في باريس، يعطي هذا النموذج طول المتر من البلاتين عند درجة الحرارة صفر مئوية. وهو النموذج الذي يستخدمه ويرجع إليه صانعو آلات القياس والمختصون لتدقيق الآلات والأجهزة التي نستخدمها.
وعندما اجتمع المؤتمر الأول للأوزان والقياسات بمشاركة عشرين دولة في باريس عام 1875م اعتمد النظام المتري كنظام عالمي (احتفظت بعض الدول كبريطانيا بأنظمة قياس خاصة بها)، وصنع النموذج العالمي للمتر من خليطة من البلاتينوالإريديوم وأودع خزائنالمكتب العالمي للأوزان والمقاييس في فرنسا.
لكن لم تعد دقة هذا النموذج كافية بعدما حدث من تقدم علمي، فبينما كان - في نهاية القرن الثامن عشر - الجزء من فئة من الميلليمتر صعب المنال، أصبحنا في بدايةالقرن العشرين نميز الجزء من فئة منالميكرون.
استطاع هذا النموذج أن يفي بأغراض علم القياس بخطأ يقدر ببضعة أعشار الميكرون، حتى عام 1960م. حيث إنه مع التقدم العلمي المطرد والحاجة إلى دقة تفوق الحدود التي يقدمها النموذج الميكانيكي للمتر، ومن أجل تعريف كوني له، قرر المؤتمر الحادي عشر للأوزان والقياسات إعطاء المتر تعريفًا يعتمد على الخصائص الذرية للعناصر فجاء التعريف على النحو التالي: طول المتر يساوي 1,650,763.73 مرةطول موجةالإشعاع المنطلقة من نواة ذرة نظيرالكريبتون 86 للانتقال بين المستويين.
إن هذا التقدم الذي طرَأَ على تعريف المتر ضروري، ولم يكن هناك ابدًا منه إِذ لولاه لما رأينا الكثير من الاختراعات والاكتشافات التي قام بها العلماء فيالفيزياء، أوالفلك أو حتى فيعلم الأحياء.
تُستخدم البادئات الدولية (SI) للتعبير عن المضاعفات العشرية والأجزاء العشرية للمتر، كما هو موضح في الجدول أدناه. عادةً للمسافات الطويلة يتم التُعبير عنها بوحدات الكيلومتر (كم)، أوالوحدة الفلكية (149.6 جيجامتر)، أوالسنوات الضوئية (10 بيتامتر)، أوالفراسخ الفلكية (31 بيتامتر)، بدلاً من استخدام الميجامتر أو مضاعفات أكبر. كما أن التعبيرات مثل "30 سم"، "30 م"، و"300 م" أكثر شيوعاً في الاستخدام من "3 ديسيمتر"، "3 ديكامتر"، و"3 هكتومتر" على التوالي.[9]
تم استخدام مصطلحي «ميكرون» و«ميلي ميكرون» بدلاً من ميكرومتر (μm) ونانومتر (nm) على التوالي، ولكن هذه الممارسة غير مستحبة.[10]
رموز النظام الدولي للوحدات ومضاعفاته الجزئية للمتر
^مذكور في:SI Brochure (8th edition). المُؤَلِّف: المكتب الدولي للأوزان والمقاييس. الناشر: المكتب الدولي للأوزان والمقاييس. لغة العمل أو لغة الاسم: الفرنسية. تاريخ النشر: 2006.
^ابجمذكور في:ISO 15 Quantities and units—Part 1: General. الصفحة: 17. قسم أو آية أو فقرة أو بند: 6.5.2. الناشر: المنظمة الدولية للمعايير. لغة العمل أو لغة الاسم: الإنجليزية. تاريخ النشر: 15 نوفمبر 2009.