مالي الحالية كانت ذات يوم جزءًا من ثلاث امبراطوريات أفريقية غربية سيطرت علىالتجارة عبر الصحراء وهيمملكة غاناومالي (منها سميت مالي)وصونغاي. استولت فرنسا على مالي أثناءالزحف على إفريقيا أواخر القرن التاسع عشر، وجعلتها جزءا منالسودان الفرنسي. نالت السودان الفرنسية (سميت بعد ذلك باسم الجمهورية السودانية وهي ليست جمهورية السودان الحالية) استقلالها في سنة 1959 مكونة مع السنغالاتحاد مالي الذي ما لبث أن انحل عقده بعد عام في أعقاب انسحاب السنغال، فسمت الجمهورية السودانية نفسها باسم جمهورية مالي. ثم بعد ذلك أي بعد فترة طويلة من حكم الحزب الواحد حصل انقلاب في تلك الجمهورية سنة 1991 أدى إلى كتابة دستور جديد وإنشاء دولة مالي كدولة ديمقراطية متعددة الأحزاب. حوالي نصف السكان يعيشون تحتخط الفقر أي أقل من 1.25 دولار في اليوم.[16]
حصلانقلاب عسكري في البلاد في 18 أغسطس (آب) 2020 حين اعتقل الجيشُ رئيس الدولةإبراهيم أبو بكر كيتا ورئيس وزرائها، في إثر اضطرابات شعبية عمَّت البلاد نتيجة استمرار تدهور الحالة الاقتصادية والأمنية.
كانت قبائلسونينكيوماندينغا (أو «ماندينجو» أو «مالينغي»)، قد انفصلت عنواغادو (غانا) عام1230 م. حيث قام قائد ماندينكاسوندياتا كيتا، بتكوين اتحاد للقبائل في الوادي الخصيب بأعالينهر النيجر وجعل جيرانه تحت سيطرته مؤسساًإمبراطورية مالي وكانت أكبر منمملكة غانا. وأثناء أوجها امتدت من ساحلالمحيط الأطلنطي بالغرب إلى ماوراء تخوم منحنينهر النيجر بالشرق. ومن حقولالذهب فيغينيا بالجنوب إلي محط القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال. وكان إمبراطورهامانسا موسى قد حج لمكة عام1324 م. عبْرالقاهرة واستقبلهالمماليك فيالقاهرة بحفاوة بالغة. وقد انخفض سعرالذهب بالعالم اثر رحلةالحج تلك لكثرة ما وزع من ذهب على طول الرحلة. وفي هذه السنة أصبحت العاصمةتمبكتو بجنوب غرب نهر النيجر مركز تجارة الذهب وتعليم الإسلام. وفي اواخرالقرن 14 استقلت الأقاليم الخارجية. ومن جنوب منحنينهر النيجر هامت قبائل موسي قلب الإمبراطورية واستولىالطوارق بدو جنوب الصحراء الكبرى علىتمبكتو العاصمة. وفي سنة1500 امتد حكم مالي لمناطق بأعالينهر النيجر.مالي دولة قامت وبدأت من بقاياالفنيقيينوالأمازيغ[وفقًا لِمَن؟] وكانتتمبكتو هي عاصمة مالي منذ انشاها وكلمة تمبوكتو كلمة أمازيغية وهي في الأصل تين ايبوكتن[بحاجة لمصدر] وهي ما يجمع فيه المزارعينالدخن بعد حصاده وقامت مملكة بعد اتحاد بين الأمازيغ وبقايا الفنيقين الذين خرجوا منهم الطوارق وهم الذين أصبحوا بدو الصحراء الغربية والذين ينسبون اصلهملتين هينان[بحاجة لمصدر] والتي كانت ابنة أحد ملوك المغرب العربي والذي كان من البربر ويوجد قبرها في الجزائر في منطقة جبال الأهجار وقد امتدت مملكة مالي حتى حدود مملكة دارفور قديما[بحاجة لمصدر]
وفى نهاية القرن التاسع عشر أخضع الفرنسيون هذه المنطقة التي أصبحت مستعمرة فرنسية وفي عام 1904 سميت بالسودان الفرنسية وفي عام1920 أصبحت جزءاً من الاتحاد الفرنسي.استقلت كل من الجمهورية السودانية والسنغال عن فرنسا في 22 سبتمبر 1960 باسم فيدرالية مالي. وعندما انسحبتالسنغال بعد ذلك بشهور قليلة، تم تغيير تسمية الجمهورية السودانية إلى مالي. وفي ستينيات القرن العشرين، ركزت مالي على التنمية الاقتصادية، وواصلت تلقي المساعدة من الكتلة السوفيتية ومن الدول الغربية ومن الوكالات الدولية كذلك، وفي أواخر الستينيات بدأت تتراجع عن العلاقات الوثيقة بين الصين لكن قيام الرئيس موديبو كيتا بتصفية معارضيه، زاد النفوذ الصيني ونفوذ المتعاطفين معه في عام 1968 فقام الجيشبانقلاب عسكري بزعامة الملازمموسى تراوري عندما تدهورت الأحوال الاقتصادية، وأزاح كيتا من السلطة تم تعطيل الدستور وفي عام 1974 صدر دستور جديد جعل مالي دولة الحزب الواحد يسيطر عليها حزب الشعب المالي الديمقراطي الاشتراكي القومي بزعامة تراوري. وفي 1979 قامت مظاهرة طلابية تم سحقها وقتل 12 طالبا. وكان قد أنشئ في عام 1975 وبمقتضى معاهدة لاجوس الاقتصادية لدى دول غرب إفريقيا ضمت مالي، موريتانيا، ساحل العاج، السنغال، بنين والنيجر وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وكوت ديفوارو جامبيا وغانا وغينيا وغينيا بيساو سيراليون وتوجو ونيجيريا، ومقرّهم في أبوجا عاصمة نيجيريا في ديسمبر 1985 تقاتلت مالي مع بوركينا فاسو بسبب نزاع حدود طويل بينهما وانتهت الحرب بعد 5 أيام وأُحيل النزاع. وفي أواخر الثمانينات قوّت مالي علاقاتها مع العالم الغربي، وفي المجال الاقتصادي انتهجت سياسات السوق الحرة والخصخصة بينما راح النفوذ السوفيتى هناك يضعف. وتم إنهاء الحكم الدكتاتوري عام1991 بحكومة انتقالية. وفي1992، تم إجراء أول انتخابات رئاسية ديمقراطية فاز فيها الرئيسألفا عمر كوناري، ولدى إعادة انتخابه عام1997، سار في نهج الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد. وفي2002 خلفه بانتخابات ديمقراطية الرئيسأمادو توماني توري.
حدثتمرد عسكري في مالي في21 مارس2012، حيث سيطرت مجموعة من العسكريين الماليين على السلطة، بعد استيلائها على القصر الرئاسي في العاصمةباماكو. الانقلاب جاء بعد عدم استجابة الحكومة لمطالب الجيش، الذي يطلب بتسليح رفاقهم الذين يعانون هزائم متكررة في شمال البلاد،[17] في حربهم ضدالطوارق وأنشطة مجموعات إسلامية مسلحة ورجال مدججون بالسلاح قاتلوا لحساب نظاممعمر القذافي.
تنقسم مالي إلى ثلاثة أقاليم طبيعية، الصحاري القاحلة في الشمال، والسهول شبه الصحراوية في الوسط، وأراضي الحشائش المنبسطة في الجنوب. وتوجد مرتفعات جبلية قليلة في مالي، تصل أعلى قمة إلى نحو 1,155 م فوقمستوى سطح البحر وهي قمة جبل همبوري تندو في الجنوب.
ونهر السنغالونهر النيجر هما النهران الرئيسيان في مالي حيث يعيش السكان في المدن والقرى الواقعة بالقرب من أوديتهما. ويجري نهر السنغال في الجنوب الغربي من مالي في حين يدخل نهر النيجر في أراضي مالي قرب باماكو، ثم يتجه نحو الشمال الشرقي في دلتا داخلية هي أكثر الأراضي خصوبة في مالي، وبعد ذلك ينحني النهر مكوِّنًا التواءً كبيرًا يُعرف بالتواء نهر النيجر، ومن ثم يتجه نحو مصبه في جنوب نيجيريا تاركًا خلفه شبكة من المصارف المائية والبحيرات في أراضي مالي.ومالى بلد داخلي يقع في الغرب الأوسط للصحراء الكبرى لكن نهر النيجر العظيم يجرى جنوب البلاد وتكون قنواته وبحيراته المستنقعية دلتا داخلية مناسبة لزراعة القطن والارز، وبدون الرى من نهر النيجر ونهر السنغال تصبح الزراعة مستحيلة وفي وسط مالى قاحلة بها شجيرات جافة واشواك.الأقاليم الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية جبلية.
منذ عام 2016، تم تقسيم مالي إلى عشر مناطق ومنطقة باماكو، تحمل كل واحدة منها اسم المدينة الرئيسية بها، والمناطق بدورها تنقسم إلى 49 دائرة.وهذه المناطق هي:
حتىالانقلاب العسكري في 22 مارس 2012،[19][20] كانت ماليديمقراطيةدستوري يحكمها دستور 12 يناير 1992، والذي تم تعديله في عام 1999.[21] ينص الدستور على فصل السلطات بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية للحكومة.[21] يمكن وصف نظام الحكم بأنه "شبه رئاسي".[21] السلطة التنفيذية منوطة بالرئيس، الذي يتم انتخابه لمدة خمس سنوات بالاقتراع العام ويقتصر على فترتين.[21][22] مالي جمهورية بغرفة برلمان واحدة،السلطة التنفيذية بيد الرئيس وحكومته.والسلطة التشريعية بيد البرلمان الوطني، أماالسلطة القضائية فتشرف عليها المحكمة العليا للبلاد.
الأحزاب السياسية: التحالف من اجل الديموقراطية في مالي: يسار الوسط حزب اللجنة الوطنية للمبادرة الديموقراطية والتقدم: يسا الوسط حزب التجمع من اجل الديموقراطية-والتقدمشهدت البلاد سنة1991 إرساء لديموقراطية بعد انقلاب الذي قادهأمادو توماني توري ضد النظام المتسلطلموسى تراوري. ورغم الصعوبات المهمة التي واجهت انتخابات الرئاسية لسنة 1997 وتشريعية في نفس السنة فإن البلاد تتمسك بصورة ديموقراطية مثالية. ضعف المشاركة في الانتخابات وعدم فهم جزء كبير من ساكنة البلاد لأهمية الانتخابات يشكل تأثيرًا سلبيًا على هذه الصورة.[23]
شهدت البلاد انتقال زمام الحكم بين 5 رؤساء منذ الاستقلال.
تتكون القوات العسكرية في مالي من جيش يضم القوات البرية والقوات الجوية،[24] بالإضافة إلى قوات الدرك شبه العسكرية والحرس الجمهوري، وكلها تحت سيطرة وزارة الدفاع والمحاربين القدامى في مالي،برئاسة مدني.
تفتقر مالي لحقوق الإنسان وهذا مما جعلها في آخر القائمة الصادرة من قبل الأمم المتحدة في عام 2010 وذلك لعدم إعطاءحرية المعتقد وحرية الكلمة وذلك كون الدولة هي المسيطر الوحيد على الإعلام ومنه تكتيم الأفواه.
تطور نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مالي حسب الأعوام
مالي بلد فقير يشتغل أكثر من ثلاثة أرباع سكانه بالزراعة والرعية، ويُنتِج من المحاصيل الغذائية، الدخن والأرز والذرة الرفيعة ومحاصيل غذائية أخرى تشمل المنيهوت (الكاسافا) والذرة الشامية واليام. أما أهم المحاصيل النقدية فهي القطن وقصب السكر. ويرعى البدو الرحل قطعانًا كبيرة من الأبقار والأغنام والماعز. كما يُعتبر صيد الأسماك من الأنشطة الاقتصادية المهمة، ومعظم الإنتاج يكون من أسماك الشبّوط والسلور والأسماك النهرية. وتأتي معظم الثروة السمكية من نهر باني ونهر النيجر وبحيرة دبو.[بحاجة لمصدر]
يستوعب قطاع الخدمات، كالعمل في المرافق الحكومية والسياحة والأعمال التجارية، 15% من القوى العاملة في مالي، ويعمل معظم هؤلاء في باماكو والمدن الأخرى.
تعتبر صناعة النسيج والمواد الغذائية والمنتجات الجلدية من أهم النشاطات الصناعية بالبلاد. فتمتلك الحكومة كل المصانع الكبيرة، ولكنها تعمل على تشجيع زيادة الاستثمارات الفردية. وقد تم تشييد معظم المصانع الكبرى بفضل المساعدات الخارجية مثل مصانع الاسمنت والسكر والتعليب والنسيج.
ويوجد في مالي إرسابات معدن البوكسيت والنحاس والذهب وخام الحديد والمنجنيز والفوسفات والملح واليورانيوم. ويُعدُّ استخراج الملح أكبر إنتاج معدني في البلد بجانب استخراج قليل من الذهب.
الزراعة هي الصناعة الرئيسية في مالي. يُعد القطن أكبر محصول تُصدره البلاد، ويُصدّر غربًا إلى السنغال وساحل العاج.[26][27] خلال عام 2002، أُنتج 620,000 طن من القطن في مالي، لكن أسعاره انخفضت بشكل ملحوظ في عام 2003.[28] بالإضافة إلى القطن، تُنتج مالي الأرز والدخن والذرة والخضراوات والتبغ والمحاصيل الشجرية. يُشكل الذهب والثروة الحيوانية والزراعة 80% من صادرات مالي.[29]
يعمل ثمانون بالمائة من العمال يفمالي ي الزراعة. ويعمل 15% من العمال الماليين في قطاع الخدمات.[26]
يُشكل القطن المحصول الرئيسي للتصدير، ويُقَدَّر بحوالي نصف الصادر من مالي. وتعمل مالي أيضًا على تصدير الأسماك والجلود والماشية واللحوم والفول السوداني. وتتمثل أهم الواردات في المواد الكيميائية والمواد الغذائية والآلات والنفط والمنسوجات. ويتم التبادل التجاري أساسًا مع دول غرب إفريقيا وفرنسا وبعض دول غرب أوروبا.
يبلغ طول الطرق في مالي 18,000 كم منها 10% فقط معبدة، إضافة إلى نهر النيجر الذي يصلح مجراه للملاحة داخل أراضي مالي. وهناك خط سكة حديدية يربط باماكو مع داكار في السنغال. كما تملك مالي خطوط طيران قومية تعمل داخل القطر وخارجه للأقطار الإفريقية وأوروبا.
وفي مجال الاتصالات، هناك صحيفتان يوميتان للدولة بجانب محطة واحدة للبث الإذاعي.
وتواجه مالي العديد من المشكلات الاقتصادية، إذ يَعتمد القطر على الزراعة في حين أن خُمس أراضيه فقط تعتبر أرضًا خصبة وصالحة للإنتاج الزراعي. لذلك تعمل الدولة للتقليل من قيمة الزراعة من خلال خفض أسعار السلع الزراعية. كما يواجه الإنتاج الزراعي بمخاطر تَذَبْذُب الأمطار التي قد تصل إلى ما دون المتوسط، هذا بجانب أن المرعى الطبيعي قد ينحسر كثيرًا في بعض الأحيان. ولقد تعرضت الحياة النباتية في إقليم السهل في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين إلى سنوات جفاف أدت إلى تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي وإلى موت ملايين الأبقار والأغنام والمعز. كما أدى تدني أسعار القطن وزيادة أسعار البترول في السوق العالمية إلى شدة تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
احتلت مالي المركز 129 فيمؤشر الابتكار العالمي لعام 2023.[30] في حين تراجعت إلى المركز 131 في مؤشر 2024،[31] ثم تراجعت للمركز 135 في مؤشر 2025.[32]
[[ملف:Mali1974-151 hg.jpg|تصغير|الطوارق هم السكان البدو التاريخيون في شمال مالي.]]
تنقسم مالي إلى ثلاثة أجزاء كل جزاء تحكمه أحد القبائل الثلاث، يبلغ عدد سكان مالي من العرب ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف نسمة بحكم قربها من الجزائروموريتانيا ويبلغ عدد السكان من قبائل الطوارق الأمازيغ حوالي ربع السكان ينتشرون بالقرب من الصحراء الكبرى ومناطقهم هي تمبكتو وكيدال وغاو ويبلغ عدد سكان مالي من البمبرا ثلث عدد السكان ينتشرون فيباماكووسيكاسو وسايغو وبقية المناطق الأخرى.
مُعظم السكان في مالي من الأفارقة الأصليين ويكوّنالفولاني وأقاربهمالتكرور أكبر مجموعة سكانية في مالي. وينحدر أصلالفولاني من الأفارقة والبيض. أما المجموعة الثانية من حيث الحجم فهمالماندينجو. وينقسمون إلى ثلاث مجموعات ثانوية هي:البمبارا والمالنكيونوالسوننكي. كذلك تضم المجموعات السكانية الكبرى في مالي الدوجُن والصنغي والفلتايك. وتشكل العناصر البيضاء 5% من مجموع السكان وهم من العرب والأوروبيين والفرنسيين، خاصة المغاربة،والطوارق.
يعيش 73% من سكان مالي في مناطق ريفية، في حين يسكن المدن 27% من السكان فقط. ومعظم السكان الأصليين يقطنون في قرى صغيرة في الجزء الجنوبي من البلاد، ويعتمدون في معاشهم على الزراعة كما يعملون في المزارع الريفية بالأجر. ويكفي الفرد منهم زراعة ما يحتاجه لغذاء أسرته. وبالنسبة لمحاصيلهم الغذائية فهي المنيهوت والذرة الشامية والدخن والأرز والذرة الرفيعة واليام. ولكن معظم المزارعين في مالي لا يستطيعون شراء الآلات الزراعية الحديثة، لذلك يعتمدون في زراعتهم على الأدوات والأساليب اليدوية. وهم يسكنون في منازل صغيرة تُبنى من الطين وأغصان الأشجار. ويعمل معظم الفولانيين بالزراعة ويسكنون في أكواخ كالقباب سقوفها من القش والحصير. ولكن هناك مجموعات منهم يعملون بالرعي في مناطق السهول شبه الصحراوية وفي أقاليم الحشائش الجنوبية. ويسكن الرعاة في خيام تصنع من وبر الإبل. ويتكوّن غذاؤهم الرئيسي من البلح والدخن. وهم يرحلون في مجموعات يتقدمهم المرابطون، وهؤلاء الرعاة يعشقون الحرية ويدينون بولائهم للمرابطين أكثر من الدولة.
أما الأوروبيون فمعظمهم فرنسيون من سلالة المستعمرين الأوائل، ويتركز وجودهم في باماكو والمدن، وهم يسكنون في منازل من الطراز الحديث. وتعد باماكو أكبر مدن مالي إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 658,275 نسمة. ويزاول كثير من الفرنسيين الأعمال التجارية كما يعمل بعضهم في دواوين الحكومة وفي البنوك والمحلات التجارية والمكاتب.
تؤدي المرأة دورًا مهمًا في الإنتاج الزراعي في مالي؛ حيث تساعد في بذر الحبوب وفي الحصاد بجانب رعي الماشية. وقد أعدت الحكومة برامج حديثة لتدريب النساء العاملات، ولكنَّ قليلاً منهن اللائي يستفدن من هذه البرامج نظرًا للأعباء الكثيرة ومسؤولية الأسرة التي تشغل معظم أوقات المرأة.
في يناير 2022، وبسبب تدهور العلاقات بين مالي والحكومة الفرنسية، أعلنت حكومة مالي جعلالبامبارا اللغة الرسمية،[33] وفي يوليو 2023، تم إسقاط اللغة الفرنسية كلغة رسمية، وأصبحت بدلاً من ذلكلغة عمل. وفي الوقت نفسه، أصبحت اللغات الوطنية الـ 13،البمبارية، بوبو،بوسو، دوجون،الفلانية،الحسانية، كاسونكي،المانينكية، مينيانكا، السنارا،سونغاي كويرابورو سيني،السوننكية،التماشقية هي اللغات الرسمية[34][35] حيث كانتالفرنسية هي اللغة الرسمية في مالي لعقود. وتوجد أكثر من 40 لغة أفريقية تستخدم على نطاق واسع أيضًا من قبل الجماعات العرقية المختلفة. يستطيع حوالي 80٪ من سكان مالي التواصل بلغة البامبارا، وهيلغة التواصل المشترك ولغة السوق.[36] ولغة السونينكي الأكثر سكانا واستخداما بعد البمبارا من جهة السكانية، كما يستخدم السكان لغةالتكرورواللغة الفولانية، بجانب لغات محلية أخرى. ويتحدث العرباللغة العربية (الحسانية)، ولكن الطوارق يتحدثونلغة تماشك البربرية (الأمازيغية).
مالي دولةعلمانية، وصلالإسلام إلىغرب أفريقيا في القرن الحادي عشر، ولا يزال الدين السائد في معظم أنحاء المنطقة.[37] ما يقدر بنحو 90% من الماليين مسلمين (المذهب السني المالكي وتنتشر الطرق الصوفية خاصة التيجانية والقادرية). وتحتلالمسيحية المرتبة الثانية بنسبة 5% (ثلثي المسيحيين منالرومان الكاثوليك والثلث الآخر من البروستانت). وتصل نسبة الديانات المحلية 5 %.[38]
خلال القرن التاسع الميلادي جلب التجار المسلمين البربر والطوارق الإسلام جنوبًا في غرب أفريقيا. كما انتشر الإسلام في المنطقة من قبل أتباع الطرق الصوفية. ربط الإسلام أهالي سكان منطقة السافانا في غرب أفريقيا من خلال الاعتقاد بإله واحد. مدن تمبكتو وجاو وكانو سرعان ما أصبحت مراكز دولية للتعليم الإسلامي.
كان من أهم ملوك ماليمانسا موسى (1312-1337) الذي شهدت مالي في عهده توسع كبير ومد النفوذ إلى دول النيجر، ومدن تمبكتو، غاو، وجينيه. وكان مانسا موسى مسلم متدين وأفيد أنه كان يقوم ببناء المساجد الكبرى في جميع أنحاء مناطق نفوذ مالي. قيامه بأداء فريضة الحج في مكة المكرمة جعلت منه شخصية معروفة حتى في التاريخ الأوروبي. في عهد موسى مانسا أصبحت تمبكتو واحدة من المراكز الثقافية الكبرى في أفريقيا والعالم.
تواجه مالي باعتبارها دولة نامية، العديد من المشكلات الاجتماعية، إذ أن معظم السكان فيها أميّون، ونحو 69% من الراشدين لا يعرفون القراءة والكتابة، في حين أن 27% فقط من الأطفال يلتحقون بالمدارس. وهناك العديد من المدارس الثانوية العربية في مالي، أشهرها مدارس دار القرآن والحديث في مدينة طوبى التي أسست منذ عام 1959 م على يد الشيخ / محمد عبد القادر الطوبي والمشهور ب: الحاج مودي دوكوري، حيث المدرسة العربية هناك في طوبى من الابتدائية وحتى الكلية، حيث تم فتح كلية للدراسات الإسلامية هناك، وما زالت بحاجة إلى الدعم والمساندات، وتوجد في المدرسة قسم لتحفيظ القرآن والكريم يدرس فيها زهاء الـ 500 طالب وعدد الطلاب في مدرسة دار القرآن والحديث - طوبى 3000 طالب وطالبة، وعدد فروعها في مالي 65 فرعًا، وعدد المدرسين بالدار والفروع 375 مدرسا ومدرسة ولكن كثيرًا من الطلاب يفضّلون الحصول على درجات التعليم العالي من أقطار خارجية مثل فرنسا والسنغال. المؤسسات التي تهتم بالتعليم مؤسسات مخصصة فهناك وزارة التربية والتعليم وهذه الوزارة هي من تهتم بشؤون التعليم في الأساس ووزارة التعليم العالي هي الأخرى المختصة بالتعليم العالي والبحث العلمي، ويوجد في مالي جامعات كثيرة منها ماهي للحكومة ومنها الخاصة. كما أن هناك جامعات خاصة تخص الدارسي العربية كجامعة ساحل مثالا ويمنح فيها درجة الليسانس، إلا أن هناك بعثات إلى فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والمملكة العربية السعودية ومصر والمغرب والسودان وغيرها.
ومن مشكلات مالي أيضًا تَدنّي المستوى الصحي في البلاد حيث يقل متوسط العمر المتوقع فيها عن 50 سنة. ويموت فيها نحو نصف الأطفال حديثي الولادة، كما تنتشر فيها الملاريا التي تتسبب في أكبر نسبة للوفيات بين الأطفال. ويوجد بضع مئات من الأطباء لخدمة السكان في مالي.
^ابجINSTAT (10 Aug 2023)."Résultats du RGPH5".National Institute of Statistics of Mali |ENSTAT (بالفرنسية). Archived fromthe original on 2024-06-03. Retrieved2024-06-03.
^ابجد. قاعدة بيانات البنك الدولي.{{استشهاد ويب}}:الوسيط|title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة) والوسيط|مسار= غير موجود أو فارع (مساعدة)