تشيرالأواني الفخارية التي عثر عليهاعلماء الآثار في مالطا أن أول البشر الذين سكنوا الجزر المالطية قد أتوا من جزيرةصقلية، وكانوا يمارسون حرفة الزراعة والصيد البري، وكان ذلك فيالعصر الحجري في 5200ق.م. وقد ربطوا بين انقراضأفراس النهر المالطيةوالأفيال القزمة.[25] كانت سيكاني هي القبيلة الوحيدة المعروفة التي سكنت الجزر المالطية.[26][27] كانت ثقافة بناء المعابد عند سكان مالطا القدماء ببناء المعابد الحجرية التي تطورت فيما بعد إلى هياكل، وخلال الفترة 3500 ق.م. أنشأوا أقدم هياكل لا تزال قائمة حتى اليوم في العالم، مثل معابد غانتيجا القائمة على جزيرة غَوْدَش.[28] تتميز المعابد بتميز هندستها المعمارية وتصميمها المعقد، وكان ذلك في الفترة من 4000-2500 ق.م. تشير عظام الحيوانات والسكين الموجودة خلف حجر الذبح المتحرك إلى وجود أضحيات وقرابين حيوانية ضمن طقوس العبادة، وتشير المعلومات المبدئية إلى أنها كانت لآلهة الخصوبة.[29] اختفت تلك الثقافة من مالطا في 2500 ق.م. ويعتقد علماء الآثار بأن بناة المعابد وقعوا ضحية المجاعة أو المرض. بعد 2500 ق.م. هجر السكان مالطا لعدة عقود حتى جاءت موجة جديدة من المهاجرين فيالعصر البرنزي، واتبعوا ثقافة جديدة وأقاموا الدولمينات (هياكل صخرية صغيرة).[30]
التجارالفينيقيون، الذين استعملوا جزرالبحر المتوسط كمحطات للتوقف أثناء رحلاتهم التجارية، نزلوا إلى مالطا كسكان،[31] وسكنوا في منطقةمدينة والرباط.[32] بعد سقوط فينيقيا في 332 ق.م. باتت مالطا تحت سيطرةقرطاج.[33]
بدأ غزو مالطا في827، حينما طلبالأدميرال البيزنطي يوفيميوس منالأغالبة غزوها.[36] وبعد معارك عنيفة عام870 أصبحت مالطا بيد المسلمين وفي عام1048 غدت تابعةًلإمارة صقلية الإسلامية. استحدث المسلمون نظام الري، وتوسعوا في زراعة القطن والفواكه،[37] كان المسيحيون في الجزيرة في العهد الإسلامي يدفعون الجزية (ضريبة مالية) كمواطنين يتمتعون بحرياتهم كاملةً مثلحرية العقيدة.[38] ووجدت آثار عربية كثيرة فيها منها حجر الأميرةميمونة بنت حسان الهذلي.
بعد سقوط إمارة صقلية على يدالنورمان في1091 بقيادةروجر الأول كونت صقلية، رحب السكان المسيحيون به.[34] وكان هو الذي قدم علم مالطا للمالطيين، وهو العلم المستعمل حاليًا.[34][39] بعدما أنشأ النورمانمملكة صقلية، كانت مالطا جزءًا من هذه المملكة.[34]
أصبحت مالطا جزءًا منتاج أراغون في1282.[40] أقارب ملوك أراغون حكموا الجزيرة حتى عام1409، وقد كان الحاكم يحمل لقب «كونت مالطا». على الرغم من معارضة المالطيين للتاج، إلا أنهم أعلنوا ولاءهم له؛ ونتيجة لذلك منحت مدينةمدينة لقب مدينة بارزة.[34]
مالطا هيجمهورية[41] ذات نظام برلماني، فتكون بذلك أقرب في نظام الحكم إلى نظام ويستمنستر. ولديها مجلس نيابي واحد هومجلس النواب، وينتخب بالانتخاب العام المباشر مرة كل 5 سنوات مالم يُحل المجلس في وقت سابق من الرئيس بناء على طلب مجلس الوزراء، ويتكون من 69 عضوًا، ولكن إذا فاز حزب من الأحزاب بالأغلبية المطلقة من الأصوات ولكن لا يفوز بأغلبية المقاعد فإن هذا الحزب يمنح مقاعد إضافية لضمان وجود أغلبية برلمانية، ويختار الرئيس رئيس الوزراء من بين أعضاء حزب الأغلبية بمجلس النواب حسبالدستور المالطي. ويعين الرئيس لمدة 5 سنوات بقرار من مجلس النواب بأغلبية بسيطة. ويعد منصب رئيس الجمهورية منصبًا شرفيًا إلى حد كبير.
البلاد تتكون من ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي:مالطة،غَوْدَشوكَمُّونة، والجزر غير المسكونة: كمونات، فلفلة وجزيرة القديس بولس. نشأت هذه الجزر كبقايا للوصل الجغرافي الذي كان يوما ما يربط قارتيأوروباوأفريقيا.
تتمتع مالطابمناخ متوسطي، وتقع ضمنالمناطق شبه الاستوائية،[24][42] فيكون الطقس دافئ وممطر شتاءً، وحار وجاف صيفًا. معدل درجات الحرارة السنوي يتراوح بين 16 و 23درجة مئوية.[43] نسبة هطول الأمطار تبلغ زهاء 500 مم، معظمها يسقط في أشهر الشتاء. معدل عدد ساعات شروق الشمس في مالطا أكثر من 3 آلاف ساعة سنويًا، وهو واحد من أعلى المعدلات في العالم، بمتوسط 12 ساعة يوميًا فييوليو و 5 ساعات فيديسمبر.[44][45]
البيانات المناخية لـمالطا (اللقة في الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة الرئيسية، 1991–2020)
عدد سكان مالطا يراوح الأربعمائة ألف نسمة. بسبب صغر مساحة البلاد، فإن نسبة الكثافة السكانية تعد عالية جدا، حيث تبلغ نحو 1200 نسمة للكيلو متر المربع الواحد . هذه النسبة تجعل منها ثالث أعلى بلد بالعالم من حيث الكثافة السكانية. 94% من سكان البلاد يسكنون في المدن. كما تبلغ نسبة الأجانب نحو 5% من مجموع السكان. يبلغ عدد سكان جزيرةغودش نحو ثلاثين ألف نسمة، بينما العدد لا يذكر على جزيرةكمونة.
غالبيةسكان مالطة هم مسيحيونكاثوليك. هناك عدد ضئيل من الأديان الأخرى في البلاد. تأثير الكنيسة كبير على سياسة الدولة الداخلية، على سبيل المثال،فالإجهاضوالطلاق ليسا محرمين دينيا فحسب، وإنما مرتكبيهم يعرضوا أنفسهم للمسائلة القانونية والغرامات. المذهب الكاثوليكي مذكور في الدستور كدين رسمي للبلاد.
نظراً لكون مالطا دولةجزيرةصغيرة المساحة. و هذا عامل قوي في جعلها تبقى على ضعفها قياسا بالدول التي تقاربها وتتمتع بأكبر مساحة. هذه الميزة جعلت من سكانها لا يجدون موارد تساعدهم على الازدهار أكثر. إذ يبقى مورد اقتصادها الأهم والأكبر هوالصيد البحريوالسياحة و رسو سفن البضائع بها للراحة والتزود باحتياجات السفر.
وقّعت مالطا اتفاقية تعاون معوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) لمزيدٍ من التعاون المكثف في مشاريع وكالة الفضاء الأوروبية.[48]مجلس مالطا للعلوم والتكنولوجيا (MCST) هو الهيئة المدنية المسؤولة عن تطوير العلوم والتكنولوجيا على المستوى التعليمي والاجتماعي. يتخرج معظم طلاب العلوم في مالطا منجامعة مالطا وتمثّلهم جمعية طلاب العلوم (S-Cubed)، ورابطة طلاب الهندسة بجامعة مالطا (UESA)، ورابطة طلاب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بجامعة مالطا (ICTSA).[49][50]جاءت مالطا في المركز 25 فيمؤشر الابتكار العالمي عام 2023.[51] ما لبثت أن تراجعت إلى المركز 29 وفق مؤشر عام 2024.[52][53] في مؤشر 2025، تقدمت مالطا إلى المركز 27.[54]
متى تذكر جزيرة إلا ويتبادر للذهن صيد الأسماك ومالطا لا تستثنى من هذا. و ذكر الصيد بها يضعنا أمام اسم مرفأ له صيته وكثرة المتوافدين إليه من صيادين وسياح. مرسى كسولوك و الذي يعني (مرسى سيروكو) الشهير مؤسسوها الأوائل هم الفنيقيون بالقرن التاسع قبل الميلاد بأحد خلجان الجزيرة أين يرى الزائر مجموعة كبيرة من زوارق الصيد الملون بالألوان الطبيعية ترسو محملة بأنواع كثيرة من الأسماك. و اللون الأحمر يرمز للشمس والأصفر لشجاعة الصيادين والأخضر للأمل والحظ و الأزرق للبحر. و الكثير من الزوارق نراها تحمل صورا على جدرانها ل(أعين اوزريس) الآتي من تراث الفنيقيين والحافظ لهم من هيجان البحر. رغم أن من يقطن بجوار البحر المتوسطي له تاريخ مشترك به دفع فيه نصيبه من الاقتتال والقرصنة. و مرسى كسولوك ليست مستثناة من هذا والآثار و الأثر الفينيقي بها لا يزال راسخا بذكراه على مر الأزمنة والدهور برغم تحصنه والذي ركب إليه الفنيقيون والإغريق ثم الرومان ثم جاءت هجرة أكثر من 40000 من الأتراك إليه سنة1565 و بعده أي سنة1798 حل بهنابليون بونابرت و أخيرا غزو للجزيرة كان لـالألمان إبانالحرب العالمية الثانية.
لـ مالطا سياحة نوعاً ما متطورة رغم قلة الإمكانيات وصغر البلد مساحة. ولكن لها مداخيل قد تفي بحاجة المتعاملين بالسياحة والشيء الذي كان سببا رئيسا في توافد السياح عليها هو مناخها المعتدل شتاء ومعدل درجات الحرارة 10 درجات مئوية واللطيف بسائر فصول السنة الأخرى، وهذا ما يجعل السياح الإنجليز يتوافدون إليها بشهريأبريلوأكتوبر بكثرة. كما أن درجة الحرارة بسائر مناطقها لا تتعدى 30 درجة مئوية وهذا عامل آخر يزيد في تقاطر السياح عليها. إذ رغم عدم توفرها على شواطئ رملية بالقدر الكافي نظراً للتكوين الطبيعي لها الذي يتميز بوجود شواطئ صخرية وعمق لهذه الأخيرة مما يدفع عنها الإصطياف. و لكن لهذه فائدتها إذ تستعمل في رياضة الغوص واصطياد اللؤلؤ والأصداف البحرية والمرجان. كما تستقل أيضا بتوافد الوفود الرياضية التي تقيم بمدنها وفنادقها ومخيماتها فترات تدريبية يكون فيها الجو مساعدا. وتشتهر مدينةفاليتا ومانيها بتوفر فنادق وشواطئ رملية إلا أنها قليلة مساحة. و الملفت للنظر أن السلطات المالطية تسهر على المحافظة على النمط الموروثي الذي يعاقب كل معتدي. إذ لا تكاد ترى بجزرها من يكشف عن ألبسة شبه عارية وشواطئها كلها لا تجد بها مظاهر العري الذي تجده بشواطئ بلدانأوروبا.و قد لا تعتمد السياحة الداخلية والخارجية على الشواطئ وفقط، بل تتعداه إلى المنابع الساخنة التي توجد بكثرة عبر الجزيرة وهي مورد للكثير من سكانها، لأن سكانها اعتادوا ومن أزمنة مبكرة على مثل هذه السياحة واعتبروها موردا لا يستغني عنه أحد في التشافي والتطبيب الطبيعي.و إلى جانب هذين الموردين تبقى زيارة الكنائس والحصون و القلاع القديمة والآثار و الهياكل التي أسست من طرف أقوام تحكموا بهذه الأرض من صقليين إلىرومانوأرغونوعرب فاتحين.
تشتهر مالطا أيضا بالسياحة التعليمية، فيمكن تعلم اللغة الإنجليزية فيها وممارسة التحدث بها. بعض البلاد ترسل فصولاً من الطلبة إلى مالطا لإتقان التحدث باللغة الإنجليزية، لمدة أسبوعين مثلا. يستفيدون من تلك الممارسة ما ينفعهم في حياتهم العملية إلى جانب النجاح في المدرسة.
هناك نظام قديم يحكم حماية دولة مالطا أقرته الكنيسة الكاثوليكية سنة1099 لجنود الشرف القدسي لالقديس جان و الذي أخذ اسمه من مدينةالقدس و هو كتبة تمولها الكنيسة لحماية الجزيرة إبانالحروب الصليبية ثم تطور هذا العهد إلى أمر سيادي اتخذته الكنيسة الكاثوليكية ليأخذ اسم العهد السيادي العسكري لمالطا.
أكبر البنوك التجارية في مالطا هما بنك البلد وبنك HSBC، أما شركة مالطا المالية فهي شركة شبه حكومية مكلفة بالتسويق وتثقيف رجال الأعمال في محاولة لجذبهم للاستثمار في مالطا وتسلط الضوء على القوة الاقتصادية الناشئة في مالطا باعتبارها المختصة بالأعمال المصرفية والتمويل والتأمين.[55]
من أبرز المشكلات الاقتصادية في مالطا الفقر والتهميش الاجتماعي، ومع أن تلك المشكلات ليست أسوأ في مالطا مما هي عليه في بقية دولالاتحاد الأوروبي، إلا أن تلك المشكلات تتجه إلى التفاقم والازدياد.[57]
1 كُلياً داخلآسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود.3 معظم أراضيها في آسيا.4 جغرافياً هي جزء منإفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.