
لهجات سوريا، هياللهجات العربية المستعملة في التخاطب اليومي بين معظمالسوريين؛ يمكن تصنيفها في عائلتين، العائلة الأولى أقرب إلىاللهجة العراقية، والعائلة الثانية أقرب إلىاللهجة الشامية، مع إمكانية تصنيفها في سلسلة عائلات فرعية حسب المناطق الجغرافية. اللهجة السورية بشكل عام هي أحد ثماراستعراب سوريا، وبشكل أساسي نتيجة تزواج مناللغة الآرامية -السريانية - لغة سوريا قبل الاستعراب منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد؛ وحسب بعض الباحثين فإن نصف مفرداتها على الأقل سريانية الأصل؛ إلى جانب اقتباسها بعض القواعد اللفظية منها مثل تسكين أوائل الحروف في أغلب الكلمات خلافًاللعربية الفصحى التي تقضي بتحريك الحرف الأول، ومع كونها لهجة غير ذات قواعد نحوية أو صرفية مضبوطة من جهة واحدة، يمكن تمييز عدد من القواعد فيها مثل استعمالالباء في بدايةالفعل المضارع المفرد مثلبكتب، بدرس، بنام، والميم في بداية المضارع في حالة الجمع مثلمنكتب، مندرس، منّام؛ ووجود صيغ أفعال غير موجودة في العربية مثل فعل المضارع المستمر بإضافة السابقة عم مثلعمبكتب، عمبدرس.[1]
نتيجة علاقتها مع اللغة السريانية إن من ناحية المفرادت وإن من ناحية اللحن، وتقاربها مع اللهجات المجاورة في سائر أنحاءالشام، يمكن تصنيف اللهجة السورية ضمن اللهجة الشرقية - التي تعرف أيضًا بالشامية - والتي تشترك جميعها بهذه الصفة؛ أيضًا فإن التشابه بين اللهجة السورية واللهجات المنتشرة في بعض مناطق لبنان والأردن وفلسطين - وتحديدًانابلس التي تدعى دمشق الصغرى - قد دفع لاعتبار وجود وحدة عضوية بين هذه اللهجات «ويمكننا القول بأن سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن، يشكلون وحدة عضوية ثقافية واجتماعية، ما سهّل التواصل اللغوي بين سكانها». أيضًا فمن الممكن تصنيف اللهجة السورية نفسها بسلسلة تصانيف فرعية حسب المناطق الجغرافية، إلى عدة عائلات فرعية، تتمايز عن بضعها لبعض بطريقة مط الألف، مع الاتفاق على مطّها مثللكان، أو إبدالها مثلعشي بدلاً منعشاء. الأوفر تمايزًا في هذا السياق،اللهجة الحلبية، إن من ناحية اللفظ المفخّم، أو من من ناحية المفردات.[1] وبشكل أساسيفاللهجة العربية النجدية[وفقًا لِمَن؟]دير الزور،ولهجة رقاوية فيالرقة،والمردلية فيالحسكة. اللهجة السورية تأثرت أيضًا وبشكل ثانوي، بمجموعة مفردات من أصول تركية أو فرنسية، بشكل ملحوظ أسماء بعض المأكولات، والمهن، والأدوات، وقد قال عيسى معلوف أن نحو 600 لفظة تركية موجودة في اللهجة السورية.[1] إلى جانب استعمالها في التخاطب اليومي، تعتبر اللهجة السورية مستعملة في بعض نواحي الفن والإعلام - أغاني، أفلام، مسلسلات، شعر - مع كونها غير مدرسة، وغير ذات وضع رسمي. قبل مرحلةالنهضة العربية كانت الوثائق الرسمية تحرر باللهجة المحلية، أما حاليًا ففي المجالات الرسمية والتعليم تستخدم الفصحى الحديثة.
على الرغم من انقسام كل من هذه الأقسام الرئيسية إلى عدة أقسام لكن يمكن التميز بينها.على سبيل المثال يمكن لشخص من دمشق يتكلماللهجة الوسطى التعرف على آخر يتكلم بـاللهجة الساحلية لكن لا يستطيع تحديد إذا كان من اللاذقية أم طرطوس. أما الفرق الأساسي ما بين هذه اللهجات هو في لفظ الألف المعتلة، حيث تمال الألف إلى /e:/ في حلب (مثال: عامل /ʕe:mel/)، وتفخم تفخيما غليظا إلى /o:/ على الساحل (مثال: عامل /ʕo:mel/)، وأما في الداخل فإنها تفخم تفخيما خفيفا (مثال: عامل /ʕɔ:mel/).
إن هذه الظواهر الصوتية مع أنها لم تعد موجودة بشكل كامل في اللهجات المعاصرة إلا أن آثارها لا نزال تطبع كل قسم من الأقسام الثلاثة بطابعه المميز، ففي حلب مثلا تكثر جدا الألف المرققة /æ/ والتي ما هي إلا بقية من الألف الممالة /e/، وعلى الساحل تكثر جدا الألف المغلظة /ɔ/ والتي ما هي إلا بقية من الألف المفخمة تفخيما تاما /o/، وأما في دمشق فتسود الألف المغلظة /ɔ/ وحدها، ويبدو أن اللهجة الدمشقية كانت قديما كالساحلية من حيث التفخيم، أما الحلبية فكانت قديما كاللبنانية من حيث الإمالة، رغم ما في اللهجة اللبنانية المعاصرة من المبالغة وتصنع الإمالة مما لا يصح معه اتخاذها مرجعا للمقارنة.
|
|
اللهجة اليبرودية: نسبة إلى مدينة يبرود في القلمونقريبة من اللهجات اللبنانية |
عادةً عندما يتكلم غير السوريين عن «اللهجة السورية» يقصدون خصوص لهجة مدينة دمشق المعاصرة لأنها الشائعة في الدبلجة والمسلسلات.[بحاجة لمصدر]
نماذج عامة
| نماذج عن التأثر بالسريانية
|