



اللغة البشرية هي نظام يشمل تطوير واكتساب وصون واستخدام أنظمةاتصالمعقدة، كما تشير أيضًا إلى القدرة البشرية التي تتيح هذهالعمليات. ولغة واحدة هي مثال محدد لمثل نظام الاتصال هذا (على سبيل المثال،اللغة الفرنسية).
تتميز اللغة البشرية بخواصالإنتاجيةوالحركية، وتعتمد اعتمادًا كليًا علىالأعراف الاجتماعيةوالتعلم. وتوفر بنياتها المعقدة نِطاقًا أوسع للتعبير أكثر بكثير من أي نظام آخر معروف فيالتواصل الحيواني. من الممكن أن تكون اللغة قد تطورت عندما بدأأشباه البشر القدامى في تغيير أنظمة تواصلهم البدائية تدريجيًا، وتطوير القدرة على تكويننظرية للعقل و تأسيسقصدية مشتركة، وأن هذه التطورات قد تزامنت مع تعاظمحجم الدماغ البشري.
وتندرج الدراسة العلمية للغة كنظام تواصل ضمن مجال علم اللسانيات. ومن أبرز الشخصيات في هذا العلم:فرديناند دي سوسير ونعومتشومسكي. و تعنى تخصصات أخرى باللغة حيث تدرس علاقاتها بالفكر، مثلعلم الاجتماعوالفلسفة وعلمالنفس وعلومالأعصابوفقه اللغة. و يتم استجلاء الأسس الفسيولوجية للغة فيالدماغ البشري من خلالعلم اللغويات العصبية و يتم دراسة تمفصلات الكلام عن طريق علمالصوتيات.
و يتيح علم اللسانيات وَصفًا دَقيقًا للكلام واللغات. حيث تعتمد جميع اللغات على عمليةسيميوز التي تربط بينعلامات محددة ودلالات. وهكذا تتضمن اللغاتالشفهيةوالإيمائية واللمسية على نظامصوتي يحكم كيفية استخدام الرموز لتشكيل تسلسلات (ذات معنى) مثل الكلماتوالوحدات الدلالية الصغرى، ونظامنحوي يحكم كيفية الجمع بين الكلمات والوحدات الدلالية الصغرى لتكوين جمل وتعبيرات.
و يبدأاكتساب اللغة عند الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة من خلالالتفاعل الاجتماعي. و استخدام اللغة متجذر بعمق فيالثقافة الإنسانية، فزيادة على وظيفتها التواصلية، تؤدي وظائف متنوعة، مثل خلق الانتماء للمجموعة،والتمايز الاجتماعي، والارتباط بسياق اجتماعي معينوالترفيه.
تنحدر كلمة "لغة" منالجدر الهندو أوروبي القديم*dn̥ǵʰwéh₂s، أو*dn̥g̑huhā،*dn̥ǵ(h)wā- و*dhn̥ǵ(h)wā-، والتي تعني "اللسان (العضو)، والكلام، واللغة"»[1]،[2]،.[3] وقد مُنِحَت المصطلحاللاتيني lingua المشتق من الكلمة اللاتينيةالقديمة(dingua)، بمعنى " اللسان "، ثم تطورت فيالفرنسية القديمة لتحمل مصطلح" language"»[2]،.[4] و يُستخدم الاصطلاح أحيانًا أيضًا للإشارة إلىالشفراتوالأرقام في علم التشفير وأصناف أخرى منأنظمة الاتصال المبرمجة اصطناعيا مثللغات الكمبيوتر و المستخدمة فيالبرمجة الحاسوبية. و على عكس اللغات البشرية، فإناللغة الصورية هينظام من العلامات هدفهاترميز المعلومات وفك ترميزها، و يركز هذا المقال بالتحديد على خصائصاللغة البشرية الطبيعية كما تمت دراستها من قبل تخصصات مثل:اللسانيات وعلمالنفس اللغوي وعلماللغة العصبي.
يحمل مصطلح "اللغة" من وجهة النظر اللغوية معنيين: الأول هو مفهوم مجرد والثاني هو نظام لغوي محدد، و مثال ذلك: اللغةالفرنسية. و قد حدد العالم اللغوي السويسريفرديناند دي سوسير- الذي وضع أسس علم اللغة المعاصر- الفرق الواضح بين ثلاثة مصطلحات: اللغة (للإشارة إلى المفهوم المجرد)، واللسان (مثال محدد لنظام لغوي معين)، والكلام (الجانب الملموس لاستخدام الصوت في لغة معينة ما).
وعندما يُنْظَرُ إلى اللغة من جهة كونها مفهوما عاما، فإن التعريفات المستخدمة تركز على جوانب مختلفة من هذه الظاهرة. و تعكس هذه التعريفات مقاربات مختلفة و أفهاما متباينة للغة، كما أنها تنبئ عن نظريات لغوية مختلفة وأحيانا مُتَنَابذَة. و ترجع المناقشات حول طبيعة ونشأة اللغة إلىالعصور القديمة، حيث ناقش فلاسفة يونانيون مثلجورجياسوأفلاطون العلاقة بين الكلمات والمفاهيم والواقع. فرأىجورجياس أن اللغة لا يمكن أن تمثل لا التجربة الموضوعية ولا التجربة الإنسانية؛ وبالتالي فإن التواصل والحقيقة هما أمران مستحيلان بحسبه. أما أفلاطون، فأكد أن التواصل ممكن لأن اللغة تمثل أفكارا ومفاهيم موجودة بشكل مستقل عن اللغة وسابقة عليها[5]،[6]،.[7]
غدت النظريات حول أصل اللغة شائعة خلالعصر التنوير بسبب المناقشات السائدة آنداك حول أصل الإنسان، و اقترح مفكرون مثلروسووهيردر فكرة أن اللغة نشأت من التعبير الفطري عن العواطف، وأنها كانت في الأصل أقرب إلى الموسيقى والشعر منه إلى التعبير المنطقي عن الفكر العقلاني، فيما ذهب الفلاسفة العقلانيون أمثالكانطوديكارت عكس ذلك. و مع مطلع القرن العشرين، بدأ المفكرون في بحث دور اللغة في بناء تجربتنا حول العالم. و تساءلوا عما إذا كانت اللغة تعكس ببساطة البنية الموضوعية للعالم، أم أنها تخلق مفاهيم تؤثر على تجربتنا في هذا العالم الموضوعي. وأدت هذه التأملات إلى طرح سؤال مفاده: أليست المشكلات الفلسفية هي مشكلات لغوية على وجه التحديد؟ و هكذا ظهرت من جديد فكرة أن اللغة تؤدي دورًا مهمًا في نشأة المفاهيم وتداولها، وأن دراسة الفلسفة هي دراسة اللغة أساسا، و ارتبط ذلك بما سُمِيبالمنعطف اللغوي وأيضا بالفلاسفة الذين يمثلونه، وخاصةفيتجنشتاين. وتستمر هذه النقاشات حول اللغة و علاقتها بالمعنى والإشارة، والإدراك والوعي.[8]
تصف إحدى التعريفات اللغة بأنها مَلَكة عقلية تتيح للإنسان تعلم اللغات وخلق الجمل وفهمها. و يؤكد هذا التعريف وجود اللغة لدى جميع البشر، ويبرز الأسس البيولوجية لهذه القدرة عند الإنسان، و التي نتجت عن تطور فريدللدماغ البشري. و يستند الفلاسفة والباحثون الذين يفترضون وجود ملكة لغوية فطرية لدى البشر على حقيقة أن أي طفل ذي نمو معرفي طبيعي، و نشأ في بيئة تتَدَاوَلُ فيها اللغة، يكتسبها دون تعليم نظامي. بل إن اللغات قد تتطور تلقائيًا في البيئات التي يعيش فيها الناس و يكبرون معًا، دون وجود لغة مشتركة، كما هو الحال فياللغات الكريولية ولغات الإشارة التي تطورت عفويا مثللغة الإشارة النيكاراغوية. و من هذا المنظور، الذي يعود إلى فلسفةكانطوديكارت، تعتبر اللغةفطرية إلى حد كبير. و يتفقتشومسكي مع هذا الطرح، و هو الذي طوّر نظريةالقواعد الكلية حول هذا المفهوم، وكذلك الفيلسوفجيري فودور الذي طوّر نظريةفطرية متطرفة. وتُستخدم غالبًا ما هذه الأنواع من التعريفات في مجالالعلوم المعرفية واللسانيات العصبية[9]،.[10]
يُنظر إلى اللغة في تعريف آخر، من زاوية اعتبارهانظاما شكليا للرموز يحكمه عدد من القواعد النحوية التي تنقل المعنى. و يركز هذا التعريف على حقيقة أن اللغات البشرية يمكن وصفها بأنهاأنظمة هيكلية مغلقة تتكون من قواعد تربط رُموزًا معينة بمعانٍ محددة[11]، و تم تقديم هذا النهج البنيوي لأول مرة من قبلفرديناند دي سوسير[12]، والذي تظلبنيويته أساسًا للعديد من المقاربات المعاصرة للغات.[13]

دافع بعض أنصار أفكار سوسير حول اللغة عن مقاربة شكلية تدرس بنية اللغة بدءًا من تحديد عناصرها الأساسية. و حاولت هذه الدراسة بعد ذلك وصف القواعد التي تتركب وفقها هذه العناصر لتشكيل الكلمات والجمل. و روج هذه النظرية بشكل رئيسينعوم تشومسكي، مؤلف نظريةالنحو التوليدي والتحويلي، والذي عَرَّفَ اللغة على أنها : بناء جمل يتم توليدها باستخدام قواعد نحوية تحويلية.[11] و يعتقد تشومسكي أن هذه القواعد هي سمة فطرية للعقل البشري وتشكل أساسيات لماهية اللغة.[14] و من ناحية أخرى، تُستخدم هذه القواعد النحوية التحويلية أيضًا بشكل شائع لتقديم تعريفات شكلية للغة يتم استخدامها عَادةً فيالمنطق الصوري، وفيالنظريات الشكلية للنحو، وفياللسانيات الحاسوبية التطبيقية[11][15]، و في فلسفة اللغة، يتصور فلاسفة أمثالألفريد تارسكي وبرتراند راسل وغيرهم منالمناطقة الصوريين المعنى اللغوي على أنه يَكْمُنُ في العلاقات المنطقية بين القضايا والواقع.
يركز تعريف آخر للغة على كونها نظاما للتواصل يسمح للبشر بتبادل العبارات اللفظية أو الرمزية. ويؤكد هذا التعريف علىالوظائف الاجتماعية للغة وحقيقة أن البشر يستخدمونها للتعبير عن أنفسهم و التعامل مع الأشياء في بيئتهم. و تشرحالنظريات الوظيفية للنحو البنى النحوية من خلال وظائفها التواصلية. فهي تنظر إلى البنيات النحوية للغة على أنها نتيجة لعملية تكيف تم من خلالها تطوير قواعد «مصممة خصيصًا» لتلبية احتياجات التواصل لمن يستخدمها[16]،.[17]
يرتبط هذا المنظور بدراسة اللغة في مجالاتالتداولية،والمعرفية،وعلم الاجتماع اللغوي، واللسانيات الأنثروبولوجيا و تميل النظريات الوظيفية إلى دراسة النحو كظاهرة ديناميكية، حيث تتطور البنيات باستمرار تبعا لاستخدام المتحدثين. و من ثم، يعطي هذا الرأي أهمية كبيرة لدراسةالتصنيف اللغوي، أي تصنيف اللغات وفقا لخصائصها البنيوية، لأن العمليات النحوية تميل إلى اتباع مسارات تعتمد جزئيًا على هذا التصنيف.[18] و في فلسفة اللغة، غالبًا ما يتم ربط فكرة: أن التداولية هي جوهر اللغة وبهذا المعنى هي ترتبط بالأعمال المتأخرةلفيتجنشتاين، وبالفلاسفة أمثالج.ل.أوستن،بول جرايس،جون سيرل،ويلارد فان أورمان كواين.[15]
تمتلك اللغة البشرية خصائص فريدة إذا قارناها بصور أخرى منالتواصل الحيواني. فإذا كانت حيوانات أخرى مثلالنحل أوالقردة تستخدم أنظمة للتواصل فإنها تظل أنظمة مغلقة تتكون من عدد محدود من التصورات التي يمكن التعبير عنها,.[19][20]

اللغة البشرية منفتحةومنتجة، حيث أنها تسمح للبشر بخلق مجموعة واسعة من الجمل من تشكيلة محدودة العناصر وإنشاء كلمات وجمل جديدة. و يمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال حقيقة أن اللغة البشرية تعتمد على ترميز مزدوج، حيث يمكن دمج مجموعة من العناصر مثل الأصوات أوالحروف أو الإيماءات لتكوين وحدات جديدة ذات معنى مثل الكلمات والجمل.[21] ففي عام 1961، لاحظ لأول مرةأندريه مارتينيه ما أسماهالتمفصل المزدوج للغة[22]، والذي يميز اللغة البشرية من خلال إبراز المرونة الكبيرة لتراكيبها. وبالنسبة لأندريه مارتن، "التمفصل الأول هو الطريقة التي يتم بها تنظيم التجربة المشتركة بين جميع أعضاء مجتمع لغوي معين"، في حين أن التمفصل الثاني هو "الشكل الصوتي"، ويمكن مقاربته على أساس أنه "تسلسل وحدات" صوتية.[22]

ومع ذلك، كشفت دراسة أن طائرا أستراليا، و يعرف ب: البوماتوستوم ذو القلنسوة البنية (Pomatostomus ruficeps)، قادرعلى استخدام عناصر صوتية متشابهة بتنسيقات مختلفة لإنشاء نداءين مختلفين وظيفيا.[23] بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف أن طائرالكراتيروب ذو اللونين (Turdoides bicolor) قادر على توليدنداءين مختلفتين يتكونان من نفس النوع من الأصوت، والذي لا يمكن التمييز بينهما إلا من خلال عدد من العناصر المتكررة.[24]
ومع ذلك، بينت دراسة أن طائرا من أستراليا و هو طائر البوماتوستوم ذي القلنسوة البنية (Pomatostomus ruficeps)، قادر على استخدام عناصر صوتية متشابهة في ترتيبات مختلفة لإنشاء نداءين صوتيين لهما وظائف متمايزة.[25] علاوة على ذلك، تم توثيق قدرة طائرالتردوئيدي ذي اللونين (Turdoides bicolor) على توليدنداءين صوتيين مختلفتين مكونين من نفس النوع من الصوت، والذي لا يمكن التمييز بينهما سوى من خلال عدد العناصر المكررة.[26]
لقد أظهرت العديد من أنواع الحيوانات أيضاً قدرتها على اكتساب أشكال من التواصل انطلاقا من التعلم الاجتماعي: على سبيل المثال، تعلم قرد البونوبوكانزي التعبير عن نفسه باستخدام مجموعة منالرموز الدلالية. وبالمثل، فإن أنوعا من الطيور تتعلم تغريدها وأنواع من الحيتان تتعلم أصواتها من خلال تقليد أفراد نوعها الآخرين. ومع ذلك، على الرغم من أن بعض الحيوانات قد تتعلم عدداً كبيراً من الكلمات والرموز، إلا أن أياً منها لا يصل إلى امتلاك قدرةٍ على تعلم الإشارات مثل قدرة طفل عمره أربعة أعوام، كما أنها لا تستطع تعلم قواعد نحوية معقدة تضاهي تلك الموجودة في اللغة البشرية,.[27][28]
تختلف اللغات البشرية أيضًا عن أنظمة التواصل الحيواني من حيث أنها توظف فئات نحوية ودلالية من قبيل الأسماء والأفعال، و أزمنة المضارع والماضي، والتي تُستخدم للتعبير عن معان تتعقد باضطراد. كما أن خاصيةالتكرارية (récursivité) فريدة أيضا في اللغة البشرية: فعلى سبيل المثال، يمكن أن تحتوي المجموعة الاسمية علىمركب اسمي أخر كما في: [فم ]الشمبانزي] أو يمكن لجملة أن تحتوي على جملة أخرى كما في: [أرى]الكلب الذي يركض[29]،.[30] كما أن اللغة البشرية هي النظام الطبيعي الوحيد المعروف الذي يمكن وصف قابليته للتكيف بأنه مستقل عن الوسيلة. وهذا معناه أنه يمكن استعمالها ليس فقط للتواصل من خلال قناة أو وسيط واحد، ولكن أيضًا من خلال عدة قنوات. على سبيل المثال، تستخدم اللغة المنطوقة الوسيلة السمعية، بينما تستعمللغات الإشارة والكتابة الوسيلة البصرية، و يعتمدنظام برايل الوسيلة اللمسية .
تتفرد اللغة البشرية أيضًا بقدرتها على الإشارة إلى المفاهيم المجردة، والأحداث خيالية أو الافتراضية، وكذلكالوقائع التي حدثت في الماضي أو يمكن أن تقع فيالمستقبل . تسمى هذه القدرة على الإشارة إلى أحداث ليست في نفس الزمان أو المكان الذي يتحدث به صاحب الكلام بالانزياح . و على الرغم من أن بعض الحيوانات يمكن أن تستخدم الانزياح في تواصلها (مثلالنحل الذي يمكنهالتوصيل حول مواقع مصادر الرحيق التي تكون خارج نطاق الرؤية)، إلا أن الانزياح المستخدم في اللغة البشرية يعتبر فريدا من حيث تعقيده.[31]

يرى بعض اللغويين أنه من الأهمية فهمالوظيفة الأساسية للغة، أي جانبها الفعّال. و يصف كتاب "القواعد النحوية لبورتو رويال "المنشور عام 1660، اللغة كوسيلة للتواصل بين البشر لنقل أفكارهم، مضيفاً أن للغة وظيفة تمثيلية إذ عليها أن تشكل صورة للفكر لتمكين هذا التواصل[32] .و يعتبر الفيلسوف الألمانيفيلهلم فون هومبولت أن الوظيفة الأساسية للغة ليست هي التواصل، بل تمثيل الفكر. واستناداً إلى أعماله، عمّق عالم النفس ومنظّر اللغةكارل بوهلر الجوانب الفعّالة للغة وحاول التوفيق بينها وبين لسانيات سوسير (انظرعلم اللغة البنيوي) التي تطورت من بداية القرن العشرين. و يتضمن نشاط الكلام متكلما ورسالة ومتلقياً. في هذا النموذج، تؤدي اللغة ثلاث وظائف: وظيفة التمثيل (المحتوى المُبلغ عنه)، ووظيفة النداء (تجاه المتلقي)، ووظيفة التعبير (للمتحدث الذي يعبر عن مواقفه، النفسية أو الأخلاقية).[33] وأكمل اللغوي رومان جاكوبسون هذا المخطط، مستلهما الوظائف الثلاث التي وصفها بوهلر (وأعاد تسميتها بالوظيفة المرجعية والإفهامية والتعبيرية) مضيفاً إليها ثلاث وظائف أخرى:الما فوق لغوية (الإشارة إلى شفرة اللغة في الملفوظ)، والشعرية (الملفوظ باعتباره غاية في حد ذاته)، والانتباهية (الجهد المبذول للحفاظ على الاتصال مع المتحدث).[34]
أصبحت دراسة اللغة:اللسانيات علما مع ظهور أولى التوصيفات للغات النوعية فيالهند ، منذ حوالي 2000 عام، وذلك بعد تطور الكتابةالبراهمية . وعلم اللسانيات الحديث هو علم يهتم بجميع جوانب اللسان واللغات، من خلال فحصها من زوايا متعددة.[35]
تعدّ اللغة موضوعا للدراسة العلمية أو الأكاديمية في العديد من التخصصات، ويتم تناولها من زوايا نظرية شتى ، و تسمح جميعها ببناء المقاربات الحديثة لعلم اللسانيات. على سبيل المثال، تدرساللسانيات الوصفية قواعد اللغات الفريدة. و تُطوّراللسانيات النظرية نظريات حول أفضل طريقة لفهم وتعريف طبيعة اللغة بناءً على البيانات المجمعة من مختلف اللغات البشرية الموجودة. و تدرسالسانيات الاجتماعية كيفية استخدام اللغات لمقاصد اجتماعية، مما يثري دراسة الوظائف الاجتماعية للغة ووصف البنيات النحوية . و تبحث السانيات العصبية كيفيات معالجة اللغة من طرف الدماغ البشري ، مما يتيح باختبار النظريات تجريبياً. و تعتمداللسانيات الحاسوبية على اللسانيات النظرية والوصفية، لبناء نماذج حاسوبية للغات والتي تهدف غالبا إلى تحليل اللغة الطبيعية واختبار الفرضيات اللغوية. وتعتمد اللسانيات التاريخية على الأوصاف النحوية و المعجمية للغات لتتبع تاريخها الفردي وإعادة بناء أشجارعائلات اللغات باستخداممناهج مُقارنة.[36]
اعتنت الفلسفة باللغة منذ عهدأفلاطونوأرسطو[37]، و وفقا لأرسطو تستطيع الحيوانات التعبير عن شعورها باللذة أو الألم، لأنهما إحساسان، و لكن لا تسطيع التعبير عن العدل أو الظلم، كونهما فكرتان (وهذا هو السبب في أن الإنسان، والإنسان وحده ، هو "حيوان سياسي")[38]، أما أفلاطون فرأى ان التفكير "حوار الروح مع ذاتها ".[39] و يرىديكارت ، أن اللغة وحدها (في شكل كلمات منطوقة أو أي نظام علامات مكافئ ) قادرة على صياغة الأفكار ونقلها إلى الآخرين,[40][41] و بالنسبة للفيلسوف الفرنسي، فإن الإنسان، و من خلال اللغة، "يعبر عن أفكاره بحرية دون أن تتحكم فيه المؤثرات الخارجية"».[42] و شرح فلاسفة آخرون (توماس هوبز ،جان جاك روسو ، أو حديثاجول جيليرون) أسباب هذا الارتباط المميز بين الفكر واللغة ): فليست اللغة مجرد تعبير عن الفكر فقط ؛ بل هي أداته و نقطة انطلاقه[43]،[44]،[45]
تشغل اللغة مكانًا مهمًا فيالتحليل النفسي ويعزى ذلك إلى العلاقة الوثيقة بين اللغة والفكر. ففيالعلاج بالتحليل النفسي تُعطى الأولوية لـ"كلام" المريض الذي يُصغي إليه المحلل. وفي كتابه مدخل إلى التحليل النفسي ، يشير سيغموند فرويد إلى أي مدى يمكن أن تتأثر الحالة العاطفية للفرد بفعل كلمات ينطقها المحبوب أو رئيس العمل. و يؤكد أيضًا، في كنابه علم النفس المرضي للحياة اليومية ، أن الأخطاء اللغوية[46]، مثلزلات اللسان[46]، ليست وليدة الصدفة ، بل هي تجلياتاللاوعي أو الرغبات اللاواعية . و في كتابه تأويل الأحلام (1900)، يظهر من خلالعمل الأحلام أن الكلمات يمكن معالجتها كأشياء ، كما هو الحال في "الذهان" العابر[47]، فكما أن في "الفصام" تُعالج تمثلات الكلمات نفسها كتمثلات للأشياء ما يُعرف ب"العملية الأولية"، كذلك في حالة الحلم "تخضع العبارات التي قيلت في حالة اليقظة لعمليات التكثيف والإزاحة تماماً مثل تمثلات الأشياء».[46]
مع إدخال مفهومالدال ،قامجاك لاكان بتوضيح ووضع إطار لوظيفة "اللغة" ضمن نظريته الخاصة، وذلك من منظوربنيوي. وقد استعار"لاكان" أعمالفرديناند دي سوسير حولالدال والمدلول، ولكنه قلب العلاقة بينهما: فأكد أن الدال يسبقالمدلول أهميةً من وجهة النظر النفسية، وبالنسبة إلى"لاكان" فإن الطفل ينغمس منذ ولادته في اللغة و الصور الصوتية (الدلالات)، التي لا يدرك معناها مباشرة، ولكنها تشكلبنيته النفسية . وقد لخص "لاكان"ذلك قائلا": "اللاوعي مُنظم كبنية لغوية ". وقد تعرضت هذه الأطروحة إلى النقد من قبل مؤلفين آخرين، ومن بينهم الفيلسوف و المحلل النفسيجان لابلانش[49].
يشمل علم النفس على العديد من التخصصات التي تُعنى بدراسة اللغة البشرية، حيث تختلف أهدافها و مناهجها على النحو التالي:
أدت التطورات التكنولوجية دورًا هاما في التقدم العلمي لهذه التخصصات حيث أتاحت وصف العمليات المعرفية المعنية بدقة متزايدة. و على سبيل المثال، سمحت التطورات في قياس حركة العين (oculométrie) بدراسةالتثبيتات والحركات السريعة للعين أثناء القراءة. كما أن تطور تقنياتالتصوير الدماغي تمّ اعتماده أيضًا في علم النفس المعرفي ، إلى درجة أن تخصص علم النفس المعرفي "قد يندمج" مع العلوم العصبية المعرفية، بالنظر إلى العلاقات الوثيثة بشكل متزايد بين التخصصين.[53]
وهكذا تم دمج الأساليب والتطورات العلمية المنبثقة منعلوم الأعصاب في العلوم المعرفية واللسانيات في تخصصاللسانيات العصبية ,[46][54] وعلم النفس العصبي اللغوي أو وعلم النفس العصبي اللغوي المعرفي.[55] اللسانيات العصبية هو مجال متعدد التخصصات ينبع منعلم الأعصاب وعلمالحُبسة في القرن التاسع عشر . ويمكن تعريفها بأنها «دراسة العلاقات بين اللغة والدماغ» (study of language-brain relationships ).[56] و منذ القرن التاسع عشر ، قام الأطباء بإجراء ملاحظات سريرية على المرضى الذين يعانون مناضطرابات اللغة، على وجه الخصوصفقدان القدرة على الكلام (الحُبسة)، واستنتجوا منها نظريات حول الأسس البيولوجية للغة.[56]
في القرن العشرين، أكملت تقنياتالتصوير الدماغي هذه المقاربات السريرية الأولى. حيث أتاحت ربط الأعراض التي لُوحِظت سريريًا مثل أعراض فقدان القدرة على الكلام (الحُبسة) بالآفات الدماغية التي تم رصدها باستخدام تقنيات مثل الجهود المستثارةالجهود المُسْتثارة potentiels évoqués وتقنيات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني ، والتصوير المقطعي بالإصدار الفوتوني المفرد (TEMP scans) ، وقد تم استكمال الدراسات على المرضى بدراسات على أشخاص لا يعانون من أمراض،، حيث سمح التصوير الدماغي أيضا بملاحظة التغيراتالأيضيةوالفسيولوجية فيالدماغ أثناء استخدام اللغة.[57]
يعودتاريخ الأدب ودراسة الأدب إلىالعصور القديمة. منذ تلك العصور ، تمت دراسة إنتاج اللغة المكتوبة بشكل أساسي من ثلاثة جوانب:الشعرية، التي استهلها أرسطو و تهتم بالبعد الفني للغة. والبلاغة التي تعتني بالإمكانات المستخدمة لإنتاجخطاب فعال، و تروم تحسين فن الخطابة المستخدم على نطاق واسع في الحياة العامة. والهرمنيوطيقا هي تخصص يهتم بتفسير النصوص المكتوبة، بداية منالنصوص الدينية أو المقدسة، إلى النصوص الدنيوية أيضًا. و فيعصر النهضة، تم استبدال الهرمنيوطيقا تدريجياًبالفيلولوجيا (فقه اللغة)، و الفيلولوجيا الحديثة هي:
"فن تأويلي يستخدم لفهم النصوص ، حيث يُعرَّف هذا الفهم بأنه إعادة بناء المعنى المقصود، أي المعنى الذي أراده المؤلف من النصوص." أوسوالد دوكرو، 1995
يميزم.ه.أبرامز أربعة جوانب للتحليل الأدبي، ، بناءً على ما إذا كان التركيز ينصب على الكاتب، أو العمل المُنجَز ، أو الواقع الذي يشير إليه العمل، أو الجمهور. وتتمثل هذه الجوانب على التوالي في النظريات التعبيرية، والموضوعية (التي تشمل الشعرية)، والمحاكاتية (المرتبطة بالهرمنيوطيقا)، والتداولية (بما في ذلك البلاغة). و قد تطورت النظريات التعبيرية بشكل خاص منذ العصرالرومانسي.
الكلام المنطوق هو الشكل الأساسي للغة في جميع الثقافات، ويعتمد استقباله علىالجهاز السمعي . و يتطلب إنتاج اللغة المنطوقة قدرات متقدمة للتحكم بالشفاه واللسان (العضو) ومكونات أخرى من الجهاز الصوتي، كما يتطلب القدرة على فك الشفرة الصوتية لأصوات الكلام ، و أيضا توفر الجهاز العصبي اللازم لاكتساب اللغة وإنتاجها[58] . في عام 2014، كانت دراسة الأسسالجينية للغة البشرية لاتزال في مرحلة مبكرة، و كان الجين الوحيد المعروف بوضوح بتدخله في إنتاج اللغة هوFOXP2[59] ، حيث يمكن أن يؤدي وجودطفرات[60] فيه إلى نوع من اضطرابات اللغة الخلقية .

الدماغ هو مركز تنسيق جميع الأنشطة اللغوية. فهو يتحكم في كل من إنتاجات الإدراك والمعنى اللغوييين، زيادة على آليات إنتاج الكلام. و لا تزال معرفتنا بالأسس العصبية للغة قاصرة نسبيا. ومع ذلك، فقد تطورت هذه المعرفة بشكل هائل منذ استخدام تقنيات التصوير الحديثة. و يُعرف التخصص في اللسانيات الموجه لدراسة الجوانب العصبية للغة باسماللسانيات العصبي.[61]
وقد ركزت الأعمال الأولى في اللسانيات العصبية على دراسة اللغة لدى المرضى الذين عانوا من سكتة دماغية، وأحيانًا لدى المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية أو عانوا من التهابات أو حوادث أو أورام دماغي، و مع التقدم التكنولوجي في أواخر القرن العشرين، ساهمالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (MFRI)و القياسات الكهرو فيزيولوجية في فهم أفضل للعمليات اللغوية لدى الأشخاص غير المصابين بأي عجز.[62]
تتم المعالجة اللغوية فينصف الدماغ الأيسر عند الغالبية العظمى من الأشخاص، ، سواء كان شخصاأيمن أوأعسر . فبالنسبة لمستخدمي اليد اليمنى، فقط 4% منهم تتم معالجة اللغة في نصف الدماغ الأيمن ، وترتفع هذه النسبة لكنها تظل منخفضة عندالأشخاص الذين يستخدمون كلتا اليدين بنفس المهارة (15٪) والأشخاص الذين يستعملون اليد اليسرى (27٪). و يؤدي نصف الدماغ الأيمن دورًا أقل أهمية في معالجة اللغة، ولكنه مع ذلك يشارك في فهم بعض المعلومات وتنظيمها (على سبيل المثال أثناءالنشاط السردي)[63]
تقعمنطقة بروكا في الجزء الخلفي منالفص الجبهي السفلي للنصف الايسر من الدماغ . غالباً ما يصاب الأشخاص الذين يعانون من تلف هذه المنطقة من الدماغ (ولكن ليس دائماً)بالحبسة التعبيرية التي اكتشفهابول بروكا سنة 1861. و يعرف الأشخاص المصابون بحبسة بروكا ما يريدون قوله، ولكنهم يواجهون صعوبات جمة في التحدث. مع أن قدرتهم على فهم اللغة جيدة نسبيًا. و قد يعانون مشاكل في الطلاقة، و النطق ، و صعوبات فيإيجاد الكلمات، وتكرارها، ومشاكل في إنتاج وفهم الجمل المعقدة نحويا ، سواء شفهيًا أو كتابيًا. كما تتأثر بشكل خاص القواعد النحوية والمعلومات التركيبية.[64]
أظهرت الأبحاث التي أجريت العقد الأول و الثاني من القرن الحادي والعشرين أن التلف في منطقة بروكا لا يؤدي بالضرورة إلى اضطرابات لغوية من نوع الحبسة الكلامية,[65][66][67][68] فقد لوحظ أن الحبسة الكلامية في منطقة بروكا تظهر فقط عندما تتضرر مناطق أخرى أيضا[69] بالإضافة إلى منطقة بروكا، هناك مناطق أخرى تشارك في إنتاج اللغة، مثل:الجزيرة الدماغية,[70][71] والمناطق المحيطة بمنطقة بروكا في الفص الجبهي،إضافة إلى شبكات المادة البيضاء المرتبطة بهذه المناطق، كما أن إصاباتالعقد القاعدية، وخاصة رأس النواة المذنبة ، يمكن أن يؤدي إلى الحُبسة تشبه حُبسة بروكا. علاوة على ذلك ، أصبح من المعروف أنه من الممكن استخدام لغة صحيحة نحوياً (أو شبه صحيحة) في حالة غياب منطقة بروكا في الدماغ. حيث يبدو أن هذه المنطقة مكرسة بشكل أساسي للوظائف المعرفية العليا للغة ، وليس لجميع جوانب اللغة (الحركية، التركيبية).
تقعمنطقة فيرنيكه في الجزء الخلفي منالفص الصدغي العلوي، في نصف الكرة المخية المهيمن . و يتعرض الأشخاص الذين يعانون من تلف في هذه المنطقة من الدماغ إلىالحبسة الاستقبالية التي تتجلى في اضطراب كبير في فهم اللغة، مع الحفاظ على إيقاع كلام يبدو طبيعياً وتراكيب جملية سليمة نسبيًا . و كما هو الحال مع منطقة بروكا، ساهم التقدم التكنولوجي في تحسين فهم حبسة فيرنيكه والمنطقة الدماغية التي تحمل الاسم نفسه. و تتأثر عدة قدرات معرفية: مثل التعرف على الكلمات المنطوقة (و تعرف أيضًا بالصمم اللفظي)، وفهم معاني الكلمات، والقدرة على تحويل الأفكار إلى كلمات[72] .
تؤثر الحبسة التعبيرية والاستقبالية أيضًا على استخدام لغة الإشارة، بشكل مماثل لتأثيرها على الكلام المنطوق . و تسبب الحبسة التعبيرية إنتاجا بطيئا للإشارات مليئة بالأخطاء النحوية، بينما في الحبسة الاستقبالية يبدو المريض طليقاً في استخدام الإشارات لكنها تفتقر للمعنى عند المشاهدين ، وتواجه الشخص المصاب صعوبة في فهم إشارات الآخرين. وبالتالي، هذا يؤكد أن الخلل يؤثر تحديداً على القدرات اللغوية، وليس على الوظائف الفسيولوجية المسؤولة عنإنتاج الكلام ,[73][74] .

يعتمد الكلام على القدرة العضوية للإنسان في إنتاج الأصوات، وهي موجات طولية تنتشر في الهواء بتردد قادر على إحداث اهتزاز في طبلة الأذن. و تتأسس هذه القدرة على الفسيولوجيا البشرية لأعضاء النطق. وتتكون هذه الأعضاء من الرئتين، والصندوق الصوتي (الحنجرة)، والجزء العلوي من الجهاز الصوتي – و تضم الحلق والفم والأنف. و من خلال التحكم في الأجزاء المختلفة من الجهاز الصوتي، تتم معالجة تدفق الهواء لإنتاج الأصوات المختلفة للكلام.[75]
يمكن تحليل صوت الذي يصدر عند الكلام; و تقسيمه إلى مزيج من الوحدات المنفصلة (المقاطع) والوحدات فوق المقطعية. و العناصر المقطعية هي تلك التي تتبع بعضها البعض على شكل تسلسلي . و في العادة يتم تمثيلها بالحروف في الكتابات الأبجدية، كما هو الشأن في الكتابةاللاتينية. و أثناء الإنتاج اللغوي الطبيعي، لا توجد حدود واضحة بين مقطع والمقطع الذي يليه، ولا وقفات مسموعة بين الكلمات. و من ثم ، تتميز المقاطع بأصواتها المميزة التي تنتج عن اختلاف نطقها، ويمكن أن تكون إماحروف علة أو حروف ساكنة. و تشمل الظواهر فوق المقطعية عناصر مثل النبر، ونوع التصويت، والصوت، والنغمة، والتنغيم أو اللحن، والتي يمكن أن يكون لها جميعا تأثيرات على مجموعات من المقاطع.[76] وتتحدالحروف الساكنة وحروف العلة لتشكيل مقاطع لفظية، والتي بدورها تتحد لتشكيل العبارات اللغوية. ويمكن التمييز بين هذه العبارات من منظور فيزيولوجي من خلال المسافة الزمنية بين عمليتي شهيق متتاليتين. و من الناحية الصوتية، تتميز هذه المقاطع بهياكل مختلفة، تُعرف بالمكونات الصوتية (formants)، والتي تظهر بوضوح في الطيف الصوتي الناتج عن تسجيل الموجة الصوتية (انظر الرسم التوضيحي على اليمين لمخطط طيفي يوضح بنية المكونات الصوتية لثلاثة أحرف علة إنجليزية). المكونات الصوتية هي سعة القمم في الطيف الترددي للصوت,.[76][77]

تُعرّف الحروف الصوتية (حروف العلة) بأنها أصوات لا تصاحبها احتكاكات مسموعة ناتجة عن تضييق أو انسداد في أي جزء من الجهاز الصوتي العلوي. وتختلف هذه الأصوات تبعا لدرجة انفتاحالشفتين وموضعاللسان داخل تجويفالفم. وتصنف حروف العلة إلى حروف مغلقة أو حروف مفتوحة. فالحرف الصوتي المغلق يُنتج عندما تكون الشفتان في وضع شبه مقفل، كما في نطقالصوت [i] في الكلمة الفرنسية "il" (هو). أما الحرف الصوتي المفتوح فيُنتج مع فتح الشفتين نسبياً، مثل الصوت [a] في الكلمة الفرنسية "as" وإذا كان اللسان متموضعا في الجزء الخلفي من الفم ، فإن نوعية الصوت تتغير وتُنتج حرفا صوتيا آخر، مثل الصوت [u] في الكلمة الفرنسية "où" . كما تتغير نوعية الصوت أيضاً بحسب ما إذا كانت الشفتان مستديرتين أم غير مستديرتين، مما يخلق فروقا مثل تلك الموجودة بين [i] الحرف الصوتي الأول غير المستدير كما في الكلمة الفرنسية "il") و[y] (الحرف الصوتي المستدير كما في الكلمة الفرنسية "tu" أو الحرف الصوتي المستدير الأول في الكلمة الألمانية "ü".[76]
"الحروف الساكنة هي تلك الأصوات التي تحدث احتكاكا أو إغلاقا مسموعاً في لحظة معينة في الجزء العلوي من الجهاز الصوتي. و تختلف الحروف الساكنة تبعا لمخرج النطق، أي المكان في القناة الصوتية حيث يتم إعاقة تدفق الهواء فيه. و تحدث العرقلة غالبا عندالشفتين، أوالأسنان، أو الحافة السنخية ، أوالحنك، أو الحنك الرخو ، أواللهاة، أوالحنجرة. كل مخرج نطق ينتج مجموعة مختلفة من الحروف الساكنة، والتي تتمايز مرة أخرى حسب طريقةالنطق: نوع الاحتكاك، وما إذا كان الإغلاق كاملاً، وفي هذه الحالة تسمى الحروف الساكنة انسدادية، أو مختلف درجات الانفتاح لإنتاج الأصواتالاحتكاكية والمهموسة. يمكن أيضاً أن تكون الحروف الساكنةمجهورة أو غير مجهورة، اعتماداً على ما إذا كانت الأحبال الصوتية تهتز مع تدفق الهواء. يخلق هذا التجهير الفرق بين صوت [س] في كلمةباس (صفيرية غير مجهورة) وصوت [ز] في كلمةباز (صفيرية مجهورة).[76]
تتطلب بعض أصوات الكلام، سواء كانت حروف علة أو حروف ساكنة مرور تيار هوائي عبر تجويف الأنف: وهي الحروف الساكنة الأنفية وحروف العلة الأنفية. بينما تُعرف أصوات أخرى بالكيفية التي يتحرك بها اللسان داخل الفم: الحروف الساكنة الجانبية (يتدفق الهواء على جانبي اللسان) والأصوات الرُّوتية (حيث يتموقع اللسان بالنسبة لتدفق الهواء)[78]
يُنتج الإنسان مئات الأصوات المختلفة من خلال استخدام جميع هذه الأعضاء. وبعض هذه الأصوات تظهر بشكل متكرر في العديد من لغات العالم، في حين أن البعض الآخر يكون أكثر شيوعا في عائلات لغوية محددة، أو في مناطق جغرافية معينة، وقد يكون خاصًا بلغة بذاتها.[79]
{{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة){{استشهاد بكتاب}}:|طبعة= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (help){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (help)صيانة الاستشهاد: تنسيق PMC (link) صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link){{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (help)titre chapitre manquant, dansparamètretitre ouvrage manquantChapitreOuvrage.{{استشهاد}}:استشهاد فارغ! (مساعدة) (dans Freud,L'Interprétation du rêve, « Rêve et psychose », Paris, PUF/Quadrige, 2010,ص. 124).19.
{{استشهاد}}:استشهاد فارغ! (مساعدة).[48]{{استشهاد بدورية محكمة}}:|المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (help){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة).{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (help){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (help){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (help)