الكبك[7][8][9] ويقالالكباك[10] (بالفرنسية:Québecⓘ؛ /keˈbɛk/) أكبر أقاليمكندا مساحة بعدنونافوت[11]، عاصمتهامدينة كبك وأهم مدنها مدينةمونتريال.[12][13][14] تقع شرقكندا بين إقليمأونتاريو وأقاليم المحيط الأطلسي. لها حدود مشتركة، من الجنوب، معالولايات المتحدة ويعبرها نهر مهم يسمىنهر سان لوران الذي يمتد من بحيرة أونتاريو إلى المحيط الأطلسي. تعد الإقليم الأكبر في كندا بحكم مساحتها التي تتراوح 1,542,056كم2.[15] تحصي إقليم كبك 8 ملايين نسمة، تتركب من الفرنكوفونيين الذين يشكّلون الأغلبية، وأقلية مركبة من الأنغلوفونيين والسكان الأصليين[16]، ما جعل اللغة الفرنسية اللغة الرسمية في الإقليم.[17]
عرفت كبك تاريخ ممزوج بين الهيمنة الفرنسية تارة والهيمنة الإنجليزية تارة أخرى. حيث امتدت مدة كونها مستعمرة فرنسية منذ اكتشافها سنة 1534م حتى سنة 1763 م تحت مسمىفرنسا الجديدة. ثم تليها فترة كانت مستعمرة إنجليزية ممتدة من 1763م حتى 1867م. وبعد انضمامها للإتحاد الكندي سنة 1867م أطلق عليها اسم إقليم كبك. جرت محاولات عبر التاريخ الحديث لفصلها عن كندا من خلال استفتاءات انتهت بعدم الموافقة على الانفصال في سنة1980م ومرة أخرى سنة 1995م.
مارست الكنيسة الكاثوليكية، في كبك، حتى عام 1960م دور هام ومحوري في تسيير المؤسسات بمختلف فروعها. حدث بعدها ما يُعرف بالثورة الهادئة، ليصبح للبرلمان صلاحية تامة في تسيير شؤون الإقليم السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية خاصة، حيث تم إبعاد الكنيسة بطريقة تدريجية من كل مظاهر السلطة، إذ تعرف الإقليم اليوم فصل واستقلال تام بين الكنيسة ومؤسسات الدولة.
المناخ السياسي في كبك يشهد تمحورا حول وضعية الإقليم سياسيا وجدل الإستقلالية، ما ينتج تتفرع إديولوجيتين: الانفصاليون المنادون باستقلالية الإقليم عن كندا والفيدراليون الموالون لكندا وينادون بالحفاظ على التمثيل الحالي لكبيك ككونه إقليم تابعة لكندا. ولكل إيديولوجية تفرعات حزبية مختلفة.
يرجع أصل تسمية الإقليم إلى لغةسكان كندا الأصليين. أما معنى كلمة كبك فهو المكان الذي يتضايق فيه النهر تدريجياً.[18] بدأ استعمال كلمة كبك عند السكان الأصليين لوصف المكان الذي يبدأ فيهنهر سان لوران بالتضايق في مدينة كبك[19]، ثم عمم ليشمل كل الإقليم من طرف الأوروبيين المهاجرين.[20]
تتكون من مرتفعاتالدرع الكندي العالية، وهي كتلة جبلية قديمة البنية، يشكلنهر سانت لورنس فاصلاً بينها وبين كتلةجبال الأبلاش في الولايات المتحدة، وآثار التعرية الجليدية ظاهرة بوضوح في هذه الكتلة، فكشفت عن مكنونها من الثروات المعدنية، والكتلة الجبلية قليلة الارتفاع، وتنحدر بشدة نحو خليج سانت لورنس، وتنحدر من الكتلة الجبلية أنهار عديدة نحوخليج هدسن في شمالها وغربها، وكذلك نحو الشرق إلىالمحيط الأطلسي، أو جنوباً إلىسان لوران. والإقليم جميلة جداً من حيث المناظر الطبيعية بسبب وجود الغابات والبحيرات والأنهار حتى أطلق عليها لقب (بالفرنسية:La Belle Province).
ينقسم مناخ إقليم كبك إلى قسمين: في الشمال يسود الشتاء الطويل البارد حيث يسيطر التجمد وتتدنى درجة الحرارة فتصل إلى ما دون الصفر معظم أيام السنة، والصيف قصير دافئ لا يسمح بالنشاط الزراعي إلا في مناطق محدودة، وتنمو الغاباتالصنوبرية، وتقل كلما اتجهنا إلى الشمال، وتحل نباتاتالتندرا والطحالب ويناسب المناخ الإنتاج الزراعي في فصل الصيف. وتشمل قائمة المعادن المنتجةالحديد،والنحاسوالذهب،والزنكوالألومنيوم.
أُنشئت كبك كمستعمرة فرنسية عام 1534 وظلت كذلك حتى عام 1763 حين أطلق عليها اسم فرنسا الجديدة. ثم أصبحت مستعمرة تابعة للإمبراطورية البريطانية عام 1763. منذ الفتح عام 1763، قامت الكنيسة الكاثوليكية بحماية كبك ضد التآكل الثقافي، ولعبت دوراً رائداً في تطوير المؤسسات الاجتماعية والثقافية في كبك حتى قامت ثورة مدنية هادئة في عام 1960.
تعداد سكان كبك هو الثاني من حيث العدد بعدأونتاريو. يعيش معظم السكان في المناطق الحضرية بالقرب من نهر سان لوران بين مونتريال، وهي أكبر مدنها، ومدينة كبك. أما المناطق الوسطى الشمالية من الإقليم فهي قليلة السكان ويقطنها في المقام الأول منشعوب أميركا الأصليون.
تلعب القومية دوراً كبيراً في السياسة في الإقليم، كما تحاول الأحزاب الثلاثة السياسية الرئيسية الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي والاعتراف للشعب الكبكي كأمة. يشغل كبك منذ عام 1960 نقاش حول دور الفرنكوفونية في كندا، علما بأن سكان معظم الأقاليم الكندية ناطقونباللغة الإنكليزية. بُذلت الكثير من الجهود لتحقيق مزيد من السيادة لإقليم كبك، وهناك أفكار مختلفة تتراوح بين وجود صلاحيات تشريعية كاملة ضمن كندا، أو الانفصال. ضمن النظام الفيدرالي الكندي، تتمتع الإقليم بصلاحيات كاملة في المجالات الداخلية مثل التعليم والصحة والبلديات والشرطة، بينما تتقاسم الصلاحيات مع الحكومة الفيدرالية في مجالات الزراعة والموارد الطبيعية والضرائب. في المقابل، تنفرد الحكومة الفيدرالية بمجالات الدفاع والسياسة الخارجية. إضافة إلى ذلك، تتمتع حكومة كبك بحق اختيار مهاجرين للإقامة في أراضيها، وهؤلاء يحصلون على التأشيرة من السفارات الكندية بموجب تزكية من مفوضية كبك.