الفيزيوقراطية (Physiocrats)، أوالمذهب الطبيعي مذهب نشأ فيفرنسا في القرن الثامن عشر، وذهب أصحابه إلى القول بحريةالصناعةوالتجارة وبأنّالأرض هي مصدر الثروة كلها.
وزعيم هذا المذهب هو الدكتورفرنسوا كيناي، (1694 - 1778)، (Quesnay)، طبيبالملك لويس الخامس عشر، ومن أنصاره مرسييه دلاريفير (Mercier De La Riviere)، وميرابو (Murabeau)، وديبون دي تيمور (Dupont de Nemours)، وأطلق عليهم الطبيعيون، لاعتقادهم بسيادة القوانين الطبيعية، وقد انتقدوا مذهب التجاريين (المركنتلية) الذين اعتبروا ثروة الأمم أنما تقاس بما تملكه من معادن نفيسة (الذهبوالفضة)، وقالوا بأن هذين المعدنين ليسا غاية النشاطالاقتصادي وإنما هما وسيلة له.
وتقوم مبادئ المذهب الطبيعيالفيزيوقراطية على الآتي:
الاعتقاد بوجود نظام طبيعي (Natural order)، يستمد قواعده من العناية الإلهية (Providential order)، وهي ليست من صنع البشر.
وإن هذه القواعد أو القوانين يمكن أن تسري من تلقاء نفسها دون تدخلالإنسان.
أساس النظام في المذهب الطبيعي هو الملكية الفردية، والحرية الاقتصادية، وشعار الطبيعيون (الفيزوقراطيون) هو:
دعه يمر دعه يعمل (Laissez Passer, Laissez Fair).
العمل الزراعي هو العمل المنتج الوحيد،والزراعة هي التي تغل ناتجا صافيا، وإنالصناعةوالتجارة هما عبارة عن أعمال خدمية غير منتجة.
وكانوا يسمون التجار والصناع وأرباب المهن بالطبقة العقيمة غير المنتجة، لأنها لا تخلقثروة جديدة، ولهذا فإن أهم ما ترتب على نظرية (الفيزوقراط) أو المذهب الطبيعي من نتائج أنها اختصتبالضرائب.وطالما إنالأرض هي مصدر الثروة فيجب أن تقتصر عليهاالضريبة فقط.
وكان من رأيهم أن تكون السلطة الدستورية مطلقة للملك وأن تسند هذه السلطة إلى مستبد عادل، وتكون مهمته توجيه الأفراد نحو النظام الطبيعي (Physiocrats)، وكانوا يطالبون بأن تكون الحكومة ملكية ووراثية مطلقة. وكان الفيزوقراط يسمون أنفسهم كذلكبالاقتصاديين (Economistes).
وأهم ما يوجه من انتقاد نحو المذهب الطبيعي الفيزوقراطي هو تعريفهمللأنتاج بأنه خلق مادة جديدة، إذ أنالإنتاج في حقيقته هو خلق منفعة أو زيادتها لا خلقمادة جديدة، كذلك أنتقد رأيهم بأقتصارالضريبة علىالأرض، إذ أن ذلك أجحافا بطبقةالمزارعينوالفلاحين، بالإضافة لأن هذهالضريبة لا تكفي وحدها لسد نفقات الدولة.
كان المذهب الطبيعي ينسبللأرض القيمةالاقتصادية الكبرى، فأعطى المذهب الكلاسيكي هذه القيمة للعمل، وليس مرد ذلك إلى الانتقال من العصرالزراعي إلى العصرالصناعي فحسب، بل إنه ليعبر عن رغبات الطبقة الجديدة التي تريد أن تفرض نفوذها المالي علىالمجتمع، وتستأثربالعمال الذين كانت غالبيتهم تعمل فيالزراعة.[1]