من ناحية سياسية، تعدّ فلسطين من أكثر مناطق العالم توترا أمنياً جرّاء ما تعدّه كثير من منظمات حقوق الإنسان الدولية انتهاكات إسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين إلى جانب العمليات الاستيطانية التي تزيد من تأزم الوضع إضافةً إلى المعاملة العنصرية كجدار الفصل الإسرائيلي الذي أقامته في الضفة الغربية والذي اعتبره الكثيرون عنصريًا، كل هذه الأمور تسببت في خلق مناخ أمني سيئ. منذ تأسيسالسلطة الوطنية الفلسطينية عام1993، فإن اسم فلسطين قد يستخدم دولياً ضمن بعض السياقات للإشارة أحياناً إلى الأراضي الواقعة تحت حكم السلطة الفلسطينية.[10] أما لقب فلسطيني فيشير اليوم، وخاصة منذ 1948، إلى السكان العرب في جميع أنحاء المنطقة (بينما يفضل السكان اليهود عدم استخدام هذا اللقب إشارة إلى أنفسهم).[11]
من التدوينات التي تعارف عليها لاستخدام اسم «فلسطين» إشارة إلى المنطقة الجغرافية جنوبيبلاد الشام ما كتبه المؤرخالإغريقيهيرودوت في مؤلفاته في القرن الخامس قبل الميلاد، إذ أشار إلى منطقتيبلاد الشاموبلاد الرافدين باسم «سوريا» وإلى جنوبها ب«فلسطين» (Παλαιστινηپَلَيْسْتِينِيه) و«فلسطين السورية». وعلى ما يبدو استعار هيرودوت هذا الاسم من اسم «پلشت» الذي أشار إلى الساحل الجنوبي ما بينيافا وواديالعريش حيث وقعت المدنالفلستية. وكان الفلستيون منشعوب البحر ومن أبرز الشعوب التي عاشت في منطقة فلسطين من القرن ال12 ق.م. ولمدة 500 عام على الأقل.[12]
وعم استخدام اسم فلسطين كاسم منطقة ذات حدود سياسية معينة في القرن الثاني للميلاد عندما ألغت سلطاتالإمبراطورية الرومانية «ولاية يهوذا» (Provincia Iudaea) إثر التمرد اليهودي عليهم عام132 للميلاد وأقامتولاية فلسطين السورية (Provincia Syria Palestinae) محلها. أصبحت فلسطين تُسمى «جند فلسطين» في بداية عهد الخلافة الإسلامية، وكانت تتداخل حدودها مع «جند الأردن».[13]
والحدود المشار إليها اليوم كحدود فلسطين التاريخية هي نتيجة سلسلة من المفاوضات والاتفاقيات بين الإمبراطوريات التي سيطرت علىالشرق الأوسط في مطلع القرن الـ 20 والتي أدت كذلك إلى تصميم الحدود السياسية في عموم الشرق الأوسط. بين1917و1948 أشار اسم فلسطين إلى منطقةالانتداب البريطاني على فلسطين وكان يتكون منعدة وحدات إدارية.
تقع فلسطين في موقع استراتيجي بينمصرولبنانوسورياوالأردن، وهي أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية، حيث مرت على أقدم مدينة فيها وهيأريحا، إحدى وعشرون حضارة منذ الألف الثامن قبل الميلاد. وهي مهد الديانتيناليهوديةوالمسيحية، ولهذه الأرض تاريخ طويل وجذور بالثقافة والدين والتجارة والسياسة. وفي فلسطين تتكلم الشواهد التاريخية عن تاريخ هذه الأرض الطويل والمتشابك منذ ما قبل التاريخ. أقدم شعب معروف استوطن هذه الأرض همالكنعانيون. وقد تمت السيطرة على المنطقة من قبل العديد من الشعوب المختلفة، بما في ذلك قدماء المصريين والفلستينيين وبني إسرائيل، والآشوريين والبابليين والفرس والإغريق والرومان والبيزنطيين، والخلافة العربية، والصليبيون، والأيوبيين، والمماليك والعثمانيون، والبريطانيون وأخيراإسرائيل بعدالنكبة عام 1948.
قسم علماء الآثار والمؤرخون في المنطقة تاريخ فلسطين حسب المخطط الآتي ضمن مجال دراستهم علم الآثار في فلسطين:
خارطة فلسطين القديمة تبين تواجدالكنعانيين، وهم أقدم من أستوطنها.من آثارالفلستينيين الذين استقروا فيعسقلان ومدن أخرى في الجنوب.الحصار الروماني وتدمير القدس، بريشة ديفيد روبرتس،1850.
وجدت آثار الوجود البشري في منطقة جنوبيبحيرة طبريا، وهي ترقى إلى نحو 600 ألف سنة قبل الميلاد، وفيالعصر الحجري الحديث (10000ق.م. - 5000 ق.م.) أنشأت المجتمعات الزراعية الثابتة، ومنالعصر النحاسي (5000 ق.م. - 3000 ق.م.) وجدت أدوات نحاسية وحجرية في جوارأريحاوبئر السبعوالبحر الميت، ووصلالكنعانيون من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين بين 3000ق.م. و 2500 ق.م. حسب القصةالتناخية وفي نحو 1250 ق.م، استولى بني إسرائيل على أجزاء من بلاد كنعان الداخلية، وما بين عامي 965 ق.م. و 928 ق.م. بنى الملك سليمان هيكلاً في القدس، وفي عام 928 ق.م. قسمتدولة بني إسرائيل إلى مملكتيإسرائيلويهودا وفي 721 ق.م. استولىالآشوريون على مملكة إسرائيل، وفي عام 586 ق.م. هزمالبابليون بقيادةبختنصرمملكة يهوذا وسبوا أهلها إلىبابل وهدموا الهيكل. 539 ق.م. يستوليالفرس على بابل ويسمحون لليهود بالعودة، ويبنى الهيكل الثاني.
وفي عام 333 ق.م. يستوليالإسكندر الأكبر على بلاد فارس ويجعل فلسطين تحت الحكم اليوناني، وبموته وبحدود 323 ق.م. يتناوبالبطالسة المصريون والسلوقيون السوريون على حكم فلسطين. حاولالسلوقيون فرض الدين والثقافة الهلينيستية (اليونانية) ولكن في عام 165 ق.م. حسب التاريخ اليهودي يثور المكابيون على انطيوخس ابيفانس السلوقي حاكم سوريا، ويمضون في إقامة دولة يهودية مستقلة، وفي عام 63 ق.م. تضم فلسطين إلىالإمبراطورية الرومانية.[15]
ويمتد من 63 ق.م - 324 م. في نهاية العصر الهيلنستي ظهرتروما كدولة قوية في غرب البحر المتوسط، وأخذت تتطلع لحل مكان الممالك الهيلينية في شرق البحر المتوسط، فانتهز قادة روما فرصة وجود الاضطراب والتنافس بين الحكام، وأرسلوا حملة بقيادة «بومبي بومبيوس» الذي استطاع احتلال فلسطين، فسقطت مدينة يافا تحت الحكم الروماني عام 63 ق.م. والذي استمر إلى نحو 324 م، وقد لقيت يافا خلال حكمالرومان الكثير من المشاكل، فتعرضت للحرق والتدمير، أكثر من مرة، بسبب كثرة الحروب والمنازعات بين القادة أحياناً، وبين السلطات الحاكمة والعصابات اليهودية التي كانت تثور ضد بعض الحكام أو تتعاون مع أحد الحكام ضد الآخرين، أحياناً أخرى. وكانت هذه المحاولات تقاوم في أغلب الأحيان بكل عنف، فعندما اختلف «بومبيوس» مع يوليوس قيصر، استغل اليهود الفرصة، وتعاونوا مع يوليوس في غزوه لمصر، فسمح لهم بالإقامة في يافا مع التمتع بنوع من السيادة. وعندما تمردوا على الحكم عام 39 ق.م. في عهد «أنطونيوس»، أرسل القائد الروماني «سوسيوس» (Sosius) جيشاً بقيادة «هيروز» لتأديبهم، واستطاع إعادة السيطرة الكاملة على المدن المضطربة وبخاصة يافا،والخليل،ومسادا (مسعدة) ثمالقدس عام 37 ق.م. وقد عاد للمدينة استقرارها وأهميتها، عندما استطاعت «كليوباترا» ملكة مصر في ذلك الوقت احتلال الساحل الفلسطيني وإبعاد هيرودوس، حيث بقي الساحل الفلسطيني، ومن ضمنه مدينة يافا تابعاً لحكم «كليوباترا» حتى نهاية حكمها عام 30 قبل الميلاد.
ويمتد العهد البيزنطي بعد ذلك من 324 م - 636 م. فدخلت فلسطين في حوزةالبيزنطيين في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في عهد الإمبراطورقسطنطين الأول (324 - 337 م) الذي اعتنقالمسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي. وقد شهدت فلسطين عامة أهمية خاصة في هذا العصر لكونها مهدالمسيحية. وقد احتلت مركزاً مرموقاً في العهد البيزنطي، إذ كانت الميناء الرئيس لاستقبالالحجاج المسيحيين القادمين لزيارةالأرض المقدسة.[16]
في عام 325 بعد إعلانحرية التعبد للديانة المسيحية، طلب القديس مكاريوس بطريرك القدس من الإمبراطور أن يعيد المكان المقدس، فبنت القديسة هيلانة بازيليك الميلاد. في عام 384 مع وصول القديس هيرونيموس إلى بيت لحم قام في المدينة مركز عبادة لاتيني دام بعد وفاته سنين عديدة. في عام 614 أدّى غزو جيوش كسرى إلى خراب اليهودية ولم ينج من بيت لحم سوى بازيليك الميلاد وذلك كما يقال بفضل رسم للمجوس قائم على جدار البازيليك. والمجوس وهم ملوك الفرس الذين سجدوا ليسوع الطفل بحسب الرواية الإنجيلية.
استمدتبيت لحم شهرتها العالمية الكبرى من مولدالمسيح فيها. ويروى أنيوسف النجار،ومريم العذراء ذهبا إلى بيت لحم لتسجيل اسمهما في الإحصاء العام، فولدت مريم وليدها هناك. وترى المصادر المسيحية أن الولادة كانت في مغارة قريبة من القرية، ولكن القرآن (يقول): (فَأجَآءَهَاَ المَخَاضُ إِلَى جِذعِ النَخلَةِ)، وفي سنة 330 م بنت هيلانة أم قسطنطين الكبير، كنيسة فوق المغارة التي قيل إن يسوع ولد فيها، وهي اليوم أقدم كنيسة في العالم. والمغارة تقع داخل كنيسة الميلاد، ومنحوته في صخر كلسي، وتحتوي على غرفتين صغيرتين، وفي الشمالية منها بلاطة رخامية، منزل منها نجمة فضية، حيث يقال إن المسيح ولد هناك. وعندما دخلعمر بن الخطابالقدس، توجه إلى بيت لحم، وفيها أعطى سكانها أمانًا خطيًا على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم. ولما حان وقت الصلاة، صلى بإشارة من راهب، أمام الحنية الجنوبية للكنيسة، التي أخذ المسلمون يقيمون فيها صلواتهم، فرادى، وجعل الخليفة على النصارى إسراجها وتنظيفها. وهكذا صار المسلمون والمسيحيون يقيمون صلواتهم جنباً إلى جنب.[17]
يتميز العصرالعربيالإسلامي في فلسطين عامة، بمميزات هامة تجعله مختلفاً تماماً عن العصور السابقة، سواء منها البيزنطية، أم الهيلنستية، أم الفارسية، أم غيرها.فالفتح العربي الإسلامي لفلسطين لم يكن من أجل التوسع أو نشر النفوذ، أو إقامة الإمبراطوريات، إنما بدوافع دينية لنشر دين الله، وتخليص الشعوب المغلوبة على أمرها، ويبدو ذلك بكل وضوح في عدم تعرض مدن فلسطين إلى أي تدمير عند فتحها. فلقد استطاعت الموجة العربية الإسلامية القادمة منالجزيرة العربية، في القرن السابع الميلادي تحرير بني قومها من سيطرة البيزنطيين، ومن ثم تعزيز الوجود العربي فيها، ورفده بدماء عربية جديدة، حيث سبقتها الموجات العربية القديمة، منأنباط نحو 500 ق.م.وآراميين نحو 1500 ق. م.وأموريين،وكنعانيين نحو 3000 ق.م.[18][19]
أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين بعد حادثةالإسراء والمعراج وفق المعتقد الإسلامي، وبعد أن فُرضتالصلاة على المسلمين، أصبحوا يتوجهون أثناء إقامتها نحو المدينة، وبعد نحو 16 شهرًا، عاد المسلمون ليتوجهوا في صلاتهم نحومكة بدلاً من القدس،[20] بسبب كثرة تعيير اليهود لمحمد وللمسلمين بسبب استقبالهم لقبلة اليهود، ولأسباب أخرى.[معلومة 1]
وقدفتح المسلمون فلسطين، ابتداء من 634 للميلاد. في 636 م، وقعتمعركة اليرموك بين المسلمين والروم البيزنطيين في وسطبلاد الشام، انتصر فيها المسلمون. وفي عهدعمر بن الخطابوالفتوحات الإسلامية، أًرسلعمرو بن العاصوأبو عبيدة بن الجراح لفتح فلسطين عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكنالقدس عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة، المدعو «صفرونيوس»، طلب منهم أن لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه، فكان الفتح العمري لبيت المقدس. كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم «العهدة العمرية» وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم،[21]
وبعد أن فُتحتبلاد الشام، قسمت إلى مقاطعات عدة دُعي كل منها «جُنداً» وهي تعني المحافظات العسكرية. وكانت منطقة فلسطين واقعة ضمنجند فلسطينوجند الأردن، وهما من بين خمسة أجناد تابعةلولاية الشام. كانت الأجناد الأخرى هي جند قنسرين وجند دمشق وجند حمص.[22] في عام 661 م، ومع اغتيال الخليفةعلي بن أبي طالب، أصبحمعاوية بن أبي سفيان بلا منازع خليفة العالم الإسلامي بعد أن توج فيالقدس. كانمسجد قبة الصخرة، الذي أنجز بناؤه في 691، العمل المعماري الأكبر في العالم والأول من نوعه في العمارة الإسلامية. استبدل العباسيون الحكم الأموي عام 750، وأصبحت بعدهاالرملة المدينة الرئيسية والمركز الإداري للقرون التالية، كما أصبحتطبريا مركزا مزدهرا للمنح الدراسية للمسلمين.[23][24][25]
أصبحتطبريا في العهد العباسي مركزا علميا مزدهرا.الإسبتارية يدافعون عن أسوارعكا عام 1291 - بريشة كرستيان غانثر.
ابتداء من 878 م، حُكمت فلسطين من مصر، مع تمتعهابحكم ذاتي شبه مستقل لقرن تقريبا.[26] فيالعهد الفاطمي، اجتيحت المنطقة في 970 بجيش منالبربر في الغالب، وهو التاريخ الذي يصادف بداية الفترة المتواصلة من الحروب بين القبائل التي دمرت الكثير من مدن البلاد. في 1073 سيطرت على فلسطينالإمبراطورية السلجوقية الكبرى، إلا أن استعادها الفاطميون عام 1098، ثم فقدوها لصالحالصليبيين في 1099 الذين غزوا فلسطين فيحملات مختلفة وأسسوا فيهامملكة بيت المقدس. استمرت سيطرتهم علىالقدس ومعظم فلسطين قرن تقريبا حتى هزيمتهم على يد قواتصلاح الدين الأيوبي فيمعركة حطين عام 1187. بعد ذلك، تمت السيطرة على معظم فلسطين من قبلالأيوبيين. بقيت الدولة الصليبية تنازع في المدن الساحلية الشمالية لمدة قرن من الزمان. قادالحملة الصليبية الرابعة مباشرة إلى انهيارالإمبراطورية البيزنطية، والحد كثيرًا تأثيرالمسيحية في جميع أنحاء المنطقة.[27]
فيالعهد المملوكي، كانت فلسطين إحدى إقطاعياتالظاهر بيبرس. وفي عام 1260 تحديدا، شهدت منطقةعين جالوت الواقعة بينبيسانوجنين واحدة من المعارك الفاصلة في التاريخ، حيث تعدمعركة عين جالوت من أهم المعارك في تاريخالعالم الإسلامي، انتصر فيها المسلمونالمماليك انتصارا ساحقا علىالمغول وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهدجنكيز خان. أدت المعركة لانحسار نفوذ المغول في بلاد الشام وخروجهم منها نهائيا وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 1258م. في 1486، اندلعت أعمال القتال بين المماليك والأتراك العثمانيين في معركة للسيطرة على غرب آسيا، وقد سيطر العثمانيون بعدها على فلسطين وكل بلاد الشام في 1516.[28]
مع مطلع هذه الفترة التي انتهى فيها الحكم المملوكي وانضوت فلسطين وكل بلاد الشام في إطار الدولة العثمانية التي دام حكمها قرابة الأربعة قرون. امتد سلطان الدولة العثمانية المتمركزة في إسطنبول على البلقان والأناضول خلال قرنين من الحروب والتوسع.
وفي ظل هذه القوة المركزية والبارزة في المنطقة بدأ تزايد الصراع على النفوذ بين ثلاثة قوى هي الدولة العثمانية والدولة الصفوية الناشئة في تبريز، والمماليك من جهة ثالثة، ففي آب/ أغسطس (1514 م)، كانت الموقعة الأولى الفاصلة بين الدولة العثمانية بزعامة «سليم الأول» والدولة الصفوية بزعامة «الشاه إسماعيل» في (جالديران) قرب (تبريز) وانتصر فيها العثمانيون بفضل فعالية السلاح الناري الذي كانوا يتفوقون في استخدامه. وبعد عامين هزم العثمانيون المماليك في موقعة حاسمة في (مرج دابق) قرب حلب في (23 آب/ أغسطس 1516 م)، وكان ذلك نهاية السلطة المملوكية باحتلال العثمانيين لمصر.
وفي نفس العام دخلسليم الأول بلاد الشام دون أدنى مقاومة وذلك لكره الشاميينللمماليك في ذاك الوقت من جهة، وخوفهم من العثمانيين من جهة أخرى. وبعد موت «سليم» تولى السلطة ابنه «سليمان» (1520 -1566 م) والذي لُقببسليمان القانوني نظراً لكثرة القوانين التي أصدرها في شؤون تنظيم الدولة. وفي عهده بلغت الإمبراطورية العثمانية مبلغها في الاتساع والازدهار، وامتدت على ثلاث قارات، كما ورثت الخلافة العباسية والإمبراطورية البيزنطية وأصبحتإسطنبول مركزاً للعالم الإسلامي وانبعاث الحضارة الإسلامية من جديد. ولكن بعد اكتشاف أمريكاورأس الرجاء الصالح وبداية النهضة الأوروبية بدأ مركز القوة يتحول إلى الغرب.
ولقد ترك العثمانيون أثرا كبيرا في ازدهار فلسطين، حيث إزدادت أهمية موانئها على أيامهم، وانشأوا المدارس والمساجد والكنائس والحمامات والأسواق والسرايا وغيرها من الأبنية الحكومية والخاصة، وخاصة في مدنالقدس،عكا،يافا،نابلس،جنين،وبيت لحم.[29][30][31]
تعد حملة نابليون علىمصروبلاد الشام بداية الصراع الاستعماري الأوروبي لاحتلال أقطارالوطن العربي في أعقابالثورة الصناعية في أوروبا. فقد توجهنابليون بونابرت بحملته إلى بلاد الشام بعد انتصاره على المماليك ودخوله القاهرة في (21 تموز/ يوليو 1798).
اقتصرت حملة نابليون بونابرت على فلسطين، ولم تتجاوز الشريط الساحلي منها سوى منطقةالناصرة –طبرية، حيث هزمت الجيش العثماني، وبدأت الحملة باحتلال منطقة قطبة على الحدود مع الشام في 1798 في سيناء ثم قلعة العريش، وبعد ثلاثة شهور أخذت الحملة بالتراجع إلى مصر بعد فشلها فياحتلال عكا في 1799.[33][34]
وكانسنجق عكا سنجق عثماني يقع في ولاية بيروت. تمتد حدوده بين سنجق حوران ونهر الأردن شرقاً والبحر المتوسط غرباً،وسنجق نابلس شمالاًوسنجق بيروت جنوباً. اقتطع سنجقا عكا ونابلس منولاية سوريا وألحقابولاية بيروت عام 1888.
تقرر أن تقع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوبسوريا وعرفت بفلسطين تحت إدارة دولية (عداصحراء النقب)، يجري الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائيحيفاوعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناءحيفا مقابل حرية استخدام بريطانيا لميناءاسكندرون السوري الواقع تحت الوصاية الفرنسية. لقد تبنتإنجلترا منذ بدايةالقرن العشرين سياسة إيجاد كيانيهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا سياستها هذهبوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك عام 1916.
في عام 1917، سقطت فلسطين بيدالجيش الإنجليزي، ودخلت مدن فلسطين مظلةالانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920 والذي سمح للهجرة اليهودية إلى فلسطين، وقد قامتمصر بدخول قطاع غزة عام1948، كما قام الأردن بدخول الضفة الغربية. في فبراير عام1949 وقعت كل منمصروالأردن من جهةوإسرائيل من جهة أخرى هدنة تقضي باحتفاظمصر بالقطاع،والأردن بالضفة. ولذلك كانت مأوى لكثير من اللاجئين الفلسطينيين عند خروجهم من ديارهم. وبقي هذان الجزءان تحت الحكم المصري والأردني حتىحرب 1967.
خارطةتقسيم فلسطين عام 1947.القوات البريطانية فيغزة عام 1918.
بدأ التوتر بين السكان العرب وبين المهاجرين اليهود يظهر في نهاية العشرينات من القرن الفائت، ووصل لذروته في منتصف الثلاثينات عندما أعلن الفلسطينيونالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936. قامت هيئةالأمم المتحدة عام 1947 بمحاولة لإيجاد حلالصراع العربي الإسرائيلي القائم على فلسطين، وقامت هيئة الأمم بتشكيل لجنة UNSCOP المتألّفة من دول متعدّدة باستثناء الدّول دائمة العضوية لضمان الحياد في عملية إيجاد حلّ للنزاع. أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطينللدولة اليهودية، وشملت حصّة اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري (منإسدود إلىحيفا تقريبا، ما عدا مدينةيافا) وأغلبية مساحةصحراء النقب (ما عدا مدينةبئر السبع وشريط على الحدودالمصرية). ولم تكن صحراء النّقب في ذاك الوقت صالحة للزراعة ولا للتطوير المدني، واستند مشروع تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكن تواجد التّكتّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتّلات داخل حدود الدولة اليهودية.[35][36]
بعد انتهاءالحرب العالمية الثانية، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين، مما حدا ببريطانيا إلى إحالة المشكلة الفلسطينية إلىالأمم المتحدة، وفي28 ابريل بدأت جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين، واختتمت أعمال الجلسات في 15 مايو1947 بقرار تأليف (UNSCOP) لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين،[37] وفي 14 أيار / مايو 1948 انسحبت بريطانيا من فلسطين، وأعلنت المنظمة الصهيونية في نفس اليوم إعلان دولة إسرائيل على أكثر من الجزء المخصص لها في التقسيم من أرض فلسطين.
وقد نشبت أول حرب بين العرب وإسرائيل في عام 1948 عقب إعلان قيامدولة إسرائيل على أرض فلسطين، حيث قامت قوات خمس دول عربية (مصروسورياوالأردنولبنانوالعراق) بدخول فلسطين لمنع قيام الدولة العبرية على أرض فلسطين، واستمرت العمليات العسكرية حتى يناير/ كانون الثاني 1949 بعد أن سيطرتإسرائيل عمليا على الأجزاء التي أعطاها إياها قرار التقسيم 194 وأكثر منها. وفي ذاك التاريخ ولدت مسألة اللاجئين بخروج أكثر من 700 ألف فلسطيني من ديارهم إلىالضفة الغربية (التي اتبعتبالأردن لاحقا)وقطاع غزة (الذي ضمتهمصر أيضا)، بالإضافة لدول الجوار والمهجر، ليبدأ الصراع العربي الإسرائيلي. فينكبة عام1948 م، طُرِد وهُجِّر غالبيّة سكان المدن العربية منها فاستحالوا لاجئين حيث لم يسمح إلا للقليل منهم بالعودة إلى مدنهم، في حين صادرت دولة إسرائيل البيوت العربية التي هجرت من أهلها.[38]
اعتبرت القيادات الصهيونية السياسية والعسكرية أن بقاء المدن الكبرىكيافاوحيفا بيد العرب كارثة كبرى للمشروع الصهيوني، لذا فإن تصفية تلك المدن هو في حد ذاته مساهمة كبيرة في نجاح هذا المشروع، وبالتالي يؤدي إلى إضعاف أي محاولة فلسطينية لإعادة بناء المدينة الفلسطينية من جديد. وقد أقدمت بلديات تلك المدن بعد النكبة بهدم مئات البيوت والمباني العربية في معظم الأحياء العربية التي استولت عليها عصابة الهاغاناه وذلك من منطلق منع عودة العرب إلى مدنهم.[42][43][44][45][46][47]
وقد نشبت حرب وقعت أحداثها فيمصروقطاع غزة في 1956 وكانت الدول التي اعتدت هيفرنساوإسرائيلوبريطانيا على أثر قيامجمال عبد الناصر بتأميمقناة السويس. تعرف أيضا هذه الحرب بحرب 1956. دام احتلال إسرائيل لقطاع غزة فيها عدة أشهر استمر حتى 1957، وكان يطلق عليها في العالم العربي (العدوان الثلاثي) وفي الإعلام الغربي (أزمة السويس) وفي الإعلام الإسرائيلي (حرب سيناء).[48]
ساهمتمنظمة التحرير الفلسطينية مع غيرها من فصائل المقاومة الأخرى فيانتفاضة 1987 التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية من جديد بعد سنوات من الإهمال السياسي. وكان من أهم نتائج هذه الانتفاضة إضافة إلى الخسائر المادية التي ألحقتهابإسرائيل أن أزالت الخوف من صدور الشباب الفلسطيني وأعادت خيار المقاومة المسلحة إلى صدارة الحلول المطروحة لحل المشكلة الفلسطينية. في عام1988 تبنت منظمة التحرير رسميا خيار الدولتين في فلسطين التاريخية، والعيش جنبا لجنب معإسرائيل في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام1967 وبتحديدالقدس الشرقية عاصمة لهم. فيسبتمبر1993، بعد مُفاوضات سرية، وقّع كل من رئيس وزراء إسرائيلإسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينيةياسر عرفات اتفاقية إعلان مبادئ التي تقر انسحاب إسرائيل منقطاع غزة ومناطق أخرى، وتحويل إدارة الحكومة المحلية للفلسطينيين.[51]
فيمايو1994، إنسحبت القوات الإسرائيلية منالقطاعوالضفة الغربية جزئيًا تاركة عدة مستوطنات لها تحت امرة الجيش الإسرائيلي في عمق القطاع، وأصبحت المنطقة جُزئيًا تحت حكم السلطة الفلسطينية إلى أن انسحبتإسرائيل بالكامل من أراضي قطاع غزة في15 أغسطس2005 بأوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتهاأريئيل شارون.
وقد اندلعتانتفاضة الأقصى فيسبتمبر2000 عقب الزيارة التي قام بهاأرييل شارون المتورط في مجازر عدة بحق الشعب الفلسطيني من أشهرهامجزرة صبرا وشاتيلا1982. وشاركت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في هذه الانتفاضة وكبدت إسرائيل خسائر بشرية ومادية موجعة. واتهمت الحكومة الإسرائيلية أحد فصائل المنظمة (حركة فتح) وكتائب شهداء الأقصى التابعة لها بالإرهاب كما وصفتها الإدارة الأميركية بالشيء نفسه ووضعتها على قائمة المنظمات الإرهابية المطلوب محاربتها وتفكيكها، الأمر الذي وضع المنظمة نفسها بين مطرقة الضربات الإسرائيلية وسندان الضغوط الأميركية.
مظاهرة ضد حاجز الطريق، كفر قدوم ، آذار 2012
في عام 2006، وفي خضمالحرب الإسرائيلية على لبنان، ردحزب الله اللبناني بقصف مدن في شمال البلاد مثلحيفا بعشرات الصواريخ موقعة العشرات من الإصابات بين الإسرائيليين بين قتيل وجريح، فيما دوت صفارات الإنذار في مختلف مدن شمال إسرائيل بعد سقوط دفعة من صواريخحزب الله، والذي كان مؤشر على تصعيد نوعي لعمليات المقاومة ضد إسرائيل. كما أوضح الحزب في بيان له أن ذلك القصف جاء ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت مختلف المناطق اللبنانية وخصوصا بعض مناطق العمق، وارتكابها لمجازر فيها.[52][53] يُشار بالذكر إلى أن إسرائيل قد شهدت قصفا بصواريخ عربية سابقا، وتحديدا فيحرب الخليج الثانية عام 1991، عندما قامالعراق بقصف عدة مواقع إسرائيلية في حيفاوتل أبيب ومدن أخرى بعدة صواريخسكود.[54]
وفي عام2008 وبعد فوزحركة حماس بالانتخابات التشريعية وسيطرتها علىقطاع غزة، حاصرت القوات الإسرائيلية القطاع، وقطعت عنهاالكهرباءوالوقود، وحرمت المرضى منالأدوية، ومنعت الدول العربية المُجاورة من إدخال الوقود إلىالقطاع، وما زال الحصار مفروضًا علىالقطاع حتى الآن، وقد قتل كثير من الفلسطينيين من جراء الاشتباكات والتوغلات الإسرائيلية في القطاع. في نهاية هذا العام، بدأتإسرائيلحرب شرسة علىقطاع غزة بدأت بالقصف الجوي العنيف لجميع مقرات الشرطة الفلسطينية ثم تتالى القصف لمدة أسبوع للمنازل والمساجد وحتى المستشفيات وبعد أسبوع بدأت بالزحف البري إلى الأماكن المفتوحة في حملة عسكرية عدوانية غاشمة كان هدفها حسب ما أعلن قادة الاحتلال الصهيوني هو إنهاء حكم حركة المقاومة الإسلاميةحماس، والقضاء على المقاومة الفلسطينية لا سيما إطلاق الصواريخ محلية الصنع مثلصاروخ القسام أو صواريخ روسية أو صينية مثل صاروخ غراد التي وصل مداها خلال الحرب إلى 50 كم، واستُخدمت القوات الصهيونية الأسلحة والقذائف المحرمة دوليًا مثل القنابل الفسفورية المسرطنة والقنابل آجلة التفجير وغيرها.
في نوفمبر2012، أقدمت إسرائيل علىالهجوم على غزة بقصف عشوائي استهدف في بادئ الأمر أحد قياديحماس، إلاّ إنه طال المدنيين، ونتج عنه العشرات من الضحايا. وقد ردت المقاومة الفلسطينية ردًا غير مسبوق عبر قصفها لمدن في العمق الإسرائيليكتل أبيب،وهرتسيلياوبئر السبع بعشرات الصواريخ.[55][56][57]
تقع فلسطين في غربيالقارة الأسيوية بين خط طول 15-34ْ و40- 35ْ شرقاً، وبين دائرتي عرض 30-29ْ و 15 -33ْ شمالاً.وهي تشكل الشطر الجنوبي الغربي من وحدة جغرافية كبرى فيالمشرق العربي، هيبلاد الشام، التي تضم - فضلا عن فلسطين -كلا منلبنانوسوريةوالأردن، ومن ثم كانت حدودها مشتركة مع تلك الأقطار، فضلاً عن حدودها معمصر.
وفلسطين بحكم موقعها المتوسط بين أقطار عربية تشكل مزيجاً من عناصر الجغرافيا الطبيعية والبشرية لمجال أرض أرحب يضم بين جناحيه طابع البداوة الأصيل في الجنوب، وأسلوب الاستقرار العريق في الشمال. وتتميز الأرض الفلسطينية بأنها كانت جزءاً من الوطن الاصلي للإنسان الأول، ومهبطاً للديانات السماوية، ومكاناً لنشوء الحضارات القديمة، ومعبراً للحركات التجارية، والغزوات العسكرية عبر العصور التاريخية المختلفة، وقد أتاح لها موقعها المركزي بالنسبة للعالم أن تكون عامل وصل بين قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوروبا، فهي رقعة يسهل الانتشار منها إلى ما حولها من مناطق مجاورة، لذا أصبحت جسر عبور للجماعات البشرية منذ القدم، وهي رقعة تتمتع بموقع بؤري يجذب إليه - لأهميته - كل من يرغب في الاستقرار. وكان هذا الموقع محط أنظار الطامعين للسيطرة عليه والاستفادة من مزاياه.[58]
يتكون السهل الساحلي من سهلعكا بينالناقورةوحيفا، ومن السهل الساحلي الأكبر، الذي تفصله عن سهلعكاجبل الكرمل الذي يمتد منها إلىغزةورفح، وهو يزداد اتساعًا في اتجاههللجنوب، فيصبح عندغزة نحو الثلاثين كم، ويتصلبهضبة النقب التي تبلغ مساحتها نحو نصف مساحة فلسطين، أماالجبال فإنها على العموم تزداد ارتفاعًا بالاتجاه جنوبًا، ويفصل بين جبال الجليل وجبال نابلس مرج بن عامر المتسع والخصب. ويمتد غور الأردن من منطقةمرج الحولة جنوبًا عبربحيرة طبرية إلىالبحر الميت.
وتحوي فلسطين على عدة مدن ساحلية على شاطئ البحر المتوسط ومن أهمها:عكا،حيفا،الخضيرة،نتانيا،هرتسليا،تل أبيب،يافاأشدود،عسقلان (المجدل)،وغزة، والتي تعدّ من أهم مدن فلسطين من الناحية الجغرافية والاقتصاديةوالديمغرافية حيث يتركز في المدن والبلدات الساحلية نحو 60% من السكان (نحو 75% من السكان اليهود، ونحو 40% من السكان العرب)، وتوجد فيها أكبر المراكز الصناعية والتجارية. وتعدّ هذه المنطقة الساحلية، وخصوصًا منطقة تل أبيب وقطاع غزة، من أكثر مناطق العالم كثافة.
تمتلك فلسطين عدّة مناطق خصبة، أهمها المروج الشمالية بين جبال الجليل،مرج بن عامر وبعض المروج في وسط البلاد. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة، وهي معتمدة على مياه الأمطار التي تهطل خلال فترة 5 أشهر سنويًا لا غيرها (من نوفمبر إلى مارس). تعدبحيرة طبريا أهم وأكبر مصادر المياه الطبيعية للشرب والري في المنطقة، إذ كانت بحيرة الماء العذبة الوحيدة فيه. ويكون مصدر مياه البحيرة هو مياه الأمطار الهاطلة عليها مباشرة أو مياهنهر الأردن المغذَّى بثلوججبل الشيخ المذوبة فيموسم الربيع. نهر الأردن هو أكبر الأنهر في المنطقة، يتدفق جنوبًا خلال بحيرة طبريا إلىالبحر الميت الشديد الملوحة. كذلك تُضخ مياه الشرب منالإكويفيرات (الطبقات تحت الأرضية الحاملة لمياه الأمطار المتغلغلة في الأرض)، وفي الآونة الأخيرة تعرضت هذه الخزانات الطبيعية تحت الأرضية للتمليح والتلوث بسبب زيادة جلب المياه منها ونقص مياه الأمطار التي تغذيها، وكذلك بسبب دفن النفاية الصناعية في أرض المنطقة الساحلية.
وتتداخلجبال نابلس بجبالالقدسوالخليل، التي يتراوح ارتفاع القسم الأكبر منها بين خمس مئة وألف من الأمتار، وبسبب قلة الأمطار التي تسقط عليها فإن عوامل التعرية لم تفعل فيها فعلها في جبال نابلس، لذلك فإن الأودية العميقة وخطوط الارتفاعات غير المنتظمة التي نراها في هذه الجبال أقل منها في تلك. وتظل هذه الجبال مرتفعات متصلة تكون هضبة عالية. قلما تختلف طبيعتها من مكان إلى آخر.[60]
طبقات من الحجر الكلسي في أحد الكهوف الصخرية فيرأس الناقورة.
جيولوجيا
تتألف فلسطين جيولوجيًا من طبقة منالحجر الرملي الأحمر فوق الصخور الأصلية يعقبهاالحجر الكلسي الطباشيري الذي يشكل القسم الأعظم من الأرض. ويغشاه حجر كلسي نموليتي وتراب غريني. في القسم الشمالي الشرقي كتل ضخمة من الصخر البركاني. على امتداد الساحل الشرقيللبحر الميت وقسم من الجدار الصخري الملاصقلوادي الأردن شرقًا تمتد طبقة منالحجر الرملي النوبي الموجود أيضًا على المنحدرات الغربية منلبنان والجبل الشرقي، لونه أحمر قاتم أو مسمرّ. وفوق هذه الطبقة طبقة منالحجر الكلسي الطباشيري الذي يتألف منه معظم النجد شرقينهر الأردن وغربيه. وفيالقدس طبقتان منالحجر الكلسي طبقة عليا صلبة تعرف بالمزّي، وأخرى سفلى أقل صلابة تعرف بالملكي.[61]
تتميز الحياة البرية في فلسطين التاريخية بتنوعها الكبير، وذلك عائد للتنوع المناخي في المنطقة ولوقوعها في منتصف قاراتالعالم القديم الثلاث:آسياوأفريقياوأوروبا، الأمر الذي جعل منها معبرًا لهجرةأنواع عديدة من الشمال إلى الجنوب والعكس، وأضفى عليها أنماطا مناخية مختلفة ومتناقضة في بعض الأحيان، مما مكّن طائفة عظيمة من الكائنات المتنوعة من استيطانها. اندثر الكثير من أنواع الحيوانات الضخمة في فلسطين، أو في بعض أجزائها دون الأخرى، بفعلتدمير الموائل الطبيعية لغرض الاستيطان والاستغلال البشري، أو بسبب الصيد الجائر منذ القدم، ومنذ أواخرالقرن العشرين أقيمت عدّةمحميات طبيعية في كافة أنحاء البلاد، بجهود محليّة تارة ودولية تارة أخرى، للحفاظ على ما تبقى من أنواع حيوانية وموائل طبيعية فريدة، وقد أصاب بعض من تلك المحميات نجاحًا باهرًا في الحفاظ على الحياة البرية ومساكنها. ويُعد اليوم التمير الفلسطيني أوعصفور الشمس الفلسطيني، الطائر الوطني لفلسطين.
عانت الحياة البرية في فلسطين التاريخية من تداعيات الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى الممارسات الضارة للمزارعين والرعاة والمصطافين. أقيمت كثير من المستعمرات الإسرائيلية في مناطق غابات وأحراج مثل مستعمرات عيلي وأريئيل وقدوميم وألون موريه وبراخا فينابلس ومستعمرةجبل أبو غنيم فيبيت لحم ومستعمرتي ميتاتياهو وكريات سيفر ومعظم مستعمراتهضبة الجولان. كانت المستعمرات مسؤولة عن 78% من الخسارة في أراضي الغابات في الضفة الغربية. إضافة إلى ذلك، تقوم إسرائيل باستغلال المناطق الطبيعية سياحيًا، مما أثر على الحياة الطبيعية فيها. على سبيل المثال، في منطقة عين الفشخة على شاطئالبحر الميت أزيلت الأشجار فلم يتبق سوى شجرةسنط سيال واحدة وانحسرت مساحة أشجارالأراك إلى 3 دونمات فقط.[62]
وقد قامت عدة مؤسسات غير حكومية في داخل وخارج فلسطين بمشاريع تتضمن إعادة زراعة الأشجار التي اُقتلعت من أراض فلسطينية جرفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فيالضفة الغربيةوقطاع غزة المحتلين لبناء أو توسيعالمستوطنات اليهودية والطرق المؤدية اليها وإنشاءجدار الفصل العنصري. ويجري حاليا زراعة مئات الاف أشجار الزيتون وأشجار الفواكه والنخيل في مواقع مختلفة.[63]
توجد فيالضفة الغربية 48 محمية طبيعية، بعضها أعلن كمحميات في أثناء فترةالانتداب البريطاني على فلسطين بينما أعلنت السلطات الإسرائيلية خلال سنوات وجودها المتعاقبة عن البقية. تبلغ مساحة المحميات مجتمعة 330700 دونم (أكثر من 330 كم2)، وهو ما يشكل 5.6% من مساحة الضفة الغربية. توجد معظم هذه المحميات في مناطق المنحدرات الشرقيةوغور الأردن. كان الهدف الرئيس من هذه المحميات تسهيل الاستيلاء عليها لإقامة مستعمرات جديدة، ومع ذلك، ساهمت بعض هذه المناطق المحمية في حماية الحياة النباتية.محمية شوباش هي أكبر المحميات بمساحة تزيد على 55 كم2. بينما أجملها محميةوادي الباذان الواقعة على بعد 5 كم إلى الشمال الشرقي مننابلس. قامتالسلطة الفلسطينية ببرامج تشجير وحماية للغابات بالتعاون مع هيئات محلية وأجنبية.[62]
في عام1986، تأسست الجمعية الأمريكية للحفاظ على الحياة البرية في إسرائيل للمساعدة على توعية الناس وتثقيفهم بشأن القضايا البيئية المختلفة، وما زالت تمارس عملها منذ ذلك الحين، لتكون أقدم جمعيات الحياة البرية في البلاد.[64] أما على الصعيد الحكومي، فإن مصلحة البيئة والمتنزهات القومية الإسرائيلية هي الهيئة الرسمية التي تقوم بصيانة وحماية الأنظمة البيئية المختلفة في البلاد بالإضافة إلى التنوع الحيوي، كما وتتولى تثقيف المزارعين حول أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. وقد ولدت هذه الهيئة في سنة1963 بعد إصدارالكنيست قرارًا بتشكيل هيئة لصيانة ما تبقى من الغابات والصحاري قبل أن تمتد إليها يد الإنسان،[65] وقد أنشأت الهيئة عددًا ضخمًا من المحميات في إسرائيل، كان أولها محمية الحولة التي فتحت أبوابها للعموم سنة1964، وعُمل خلال السنوات اللاحقة على إعادة تأهيل أراضيها حتى أصبحت ملائمة لاستضافة أعداد الطيور الهائلة المهاجرة عبر سماءالشام، وقد نجحت هذه المحمية نجاحًا باهرًا في الحفاظ على الطيور المهاجرة والمقيمة، بالإضافة للأسماك النهريةوالحشرات وبعض أنواعالثدييات، وبلغ من درجة نجاحها أن بعض أنواع الطيور المهاجرة أخذت تستقر فيها طيلةالربيعوالخريف دون أن تتابع طريقها جنوبًا نحوأفريقيا، خاصةً بعد تشجيع المزارعين على رمي الحبوب والخضار باستمرار لإطعام الطيور.[66]
من المحميات البارزة الأخرى في البلاد، محميتا حاي بار، الكرمليّة ويوطڤاتا الصحراوية، وقد تأسست منظمة «حاي بار» خلالعقد الستينيات من القرن العشرين، على يد إبراهيم يوفي، الذي وضع نصب عينيه الحفاظ على ما تبقى من الحياة البرية في أرض فلسطين، وإعادة إدخال ما انقرض منها، وقد أصابت المحمية الكرملية نجاحًا كبيرًا في الحفاظ علىالأيائل السمراء الفارسية وأعيد إدخالها إلى البرية، كما بذلت جهودًا في حمايةنسور الفتخاء الأوراسية، وأعادتاليحمور الأوروبيوالأروية الأناضولية إلى البلاد.[67] أما محمية حاي بار يوطڤاتا الصحراوية، فتُعنى بحماية وإكثار الحيوانات المذكورة فيالتوراة والتي قيل أنها سكنت أرض فلسطين في الأزمان الغابرة، وقد تمكن الخبراء في تلك المحمية من إعادة إدخالالحمر البرية الآسيويةوالمها العربية إلىصحراء النقب، كما يقومون بإكثار عدد آخر من الحيوانات الشاميّة والأفريقية الصحراوية، مثلالنمور العربيةومها أبو حراب.[68]
يعد مناخ فلسطين انتقالياً بينمناخ البحر المتوسطوالمناخ الصحراوي، لذا فإنه يتأثر بكل من البحر المتوسط والصحراء، إذ تسود في معظم الأيام مؤثرات البحر المتوسط، بينما تسود في بعض الايام مؤثرات الصحراء. ويتأثر مناخ فلسطين من حيث الحرارة وكمية الأمطار بأمور ثلاثة: أولها أن في البلد سلسلة جبال تمتد من الشمال إلى الجنوب محاذية للسهل الساحلي. وثانيها أنه إلى الجنوب والجنوب الغربي، وهما طريق الرياح الغربية التي تحمل الأمطار في الشتاء، تقع صحاري واسعة بدءاً بصحراءسيناء ومروراًبمصر إلى شمالأفريقيا، وثالثها أن البلد يجاور في الجهة الشرقية جزءاً منالصحراء السورية. فالرياح التي تهب من الشرق والشمال الشرقي، وهي الرياح الشرقية عامة مع تسميات محلية مختلفة، هي رياح جافة، لا تنقل معها رطوبة ولا تسقط مطراً. بل على العكس من ذلك لها قدرة على امتصاص الرطوبة، ومن ثم فإنها تزيد التبخر في الصيف. وهبوبها مدداً متطاولة، وخصوصاً في أواخر الربيع، يكون عادة نذير سوء للفلاح. وإذا هبت الرياح الشرقية (الخمسينية) في أواخرالربيع مدة طويلة خشي الناس على الزيتون خاصة. أما فيالشتاء فتكون هذه الرياح باردة جداً، وإليها يعود انخفاض درجة الحرارة في المناطق المرتفعة، هذا مع العلم بأن فلسطين تتعرض أيضاً لرياح شمالية تهب في فصل الشتاء، فتزيد من انخفاض درجة الحرارة وخصوصاً في الشمال.
وتقع فلسطين في المنطقة المسماةمنطقة البحر المتوسط مناخياً. ومعنى هذا أنالشتاء هو فصل المطر فيها، وأنالصيف هو فصل الجفاف، وهذا واضح جداً، لكن الرياح التي تحمل الأمطار إلى فلسطين منالبحر المتوسط هي رياح جنوبية غربية. ويعني هذا أن الرياح التي تحملها الأمطار إلى شمال فلسطين تقطع مسافة بحرية أكبر من تلك التي تقطعها الرياح التي تهب على جنوبها، ولذلك فإن كميات بخار الماء التي تحملها أقل، والمطر الذي تسقطه أقل تبعاً لذلك، فبينما يسقط من الأمطار في سهلعكا والجزء الشمالي من السهل الحالي بين 50,100 سم في السنة نجد أن منطقةغزة وتتراوح أمطارها بين 25,37 سم فقط. أما كون سلسلة الجبال موازية للسهل الساحلي ومتعامدة مع مهاب الرياح الغربية الحاملة للأمطار. فمعناه أن السفوح الغربية للجبال تتلقى الأمطار أولاً وتأسرها، وأن السفوح الشرقية أقل مطراً. (وهذا أكثر وضوحاً في لبنان منه في فلسطين). والمطر في السهل الساحلي معتدل أو غزير على العموم، لكنه يتناقص كلما اتجهنا جنوباً،فحيفا ينالها نحو 65 سم من الأمطار، أماغزة فيسقط فيها نحو 35 سم فقط. ترتفع درجة الرطوبة في الصيف فتصل فييافا 73% في حزيران/يونيو وفيغزة 77% في كانون الثاني/يناير. هذا في السهل الساحلي، أما في المرتفعات فتنخفض الحرارة عنها في الساحل شتاءً وصيفاً، ومعدل درجة الحرارة الشتوية فيالقدسوالخليل يتراوح بين 8 و10 درجات مئوية، وقد تنخفض الحرارة إلى الصفر أو تحته قليلاً في ليالي الشتاء في هاتين المدينتين وفيرام اللهوصفد. أما في الصيف فيختلف الوضع تماماً. ففي جبالالقدس تكون درجة الحرارة أقل منها في الساحل كثيراً، بينما في جبلالجليل قد لا يتجاوز الفرق بينهما وبين الساحل درجة أو درجتين. وتبلغ الحرارة أعلى درجاتها في الصيف في كل من سهلالنقبوغور الأردن، ففي المنطقة الأولى سجلت محطات الرصد 35 درجة مئوية في شهر آب/أغسطس في بئر السبع، أما في غور الأردن فتظل الحرارة فيأريحا نحو 38 درجة مئوية أكثر شهور الصيف، ولكن كثيراً ما تبلغ 43 درجة مئوية أو 50 درجة.والرطوبة أقل في الجبال والمرتفعات منها في السهل الساحلي، وتتراوح بين 10% و20% بين الشتاء والصيف. وقد تهبط حتى إلى 9% في الصيف (في القدس مثلاً) إبان هبوب الرياح الشرقية.[69]
بعد الانتهاء من الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى عام 1948 (النكبة)، وجرى التوقيع علىاتفاقيات رودس التي فرضت الهدنة بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن ولبنان. وجرى بموجب هذه الاتفاقيات رسمالخط الأخضر الذي حُدد رسميا خطًا وقف إطلاق النار، ولكنه أصبح بالفعل حدودا بين دولة إسرائيل الحديثة آنذاك والدول العربية المجاورة.
بقيت داخل الخط الأخضر، أي في إسرائيل، عدد من البلدات والمدن العربية الفلسطينية والمدن المختلطة التي يسكنها يهود وعرب.
كذلك بقي داخل الخط الأخضر الجزء الغربي من مدينةالقدس إذ مر الخط الأخضر وسط المدينة. ويطلق على السكان العرب الذين بقوا في هذه المدن والبلدات لقبفلسطينيو 48، وحازوا على الجنسية الإسرائيلية بموجب قانون المواطنة الإسرائيلي، الذي ينص على اعتبار كل من أقام داخلالخط الأخضر في 14 يوليو 1952 (أي عندما أقر الكنيست الإسرائيلي القانون) مواطنا إسرائيليا.
من ناحية أخرى، أغلق هذا القانون الباب أمام اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم حتى هذا التاريخ، حيث يمنع منهم الدخول في دولة إسرائيل كمواطني الدولة. وأهم المدن الفلسطينية أو المختلطة الواقعة في إسرائيل بحدود الخط الأخضر هي:
في عام 1967 احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة خلالحرب 1967 (أو ما يسميها عليها العرببالنكسة)،[70] فسقطت كامل مدن الضفة الغربية التي كانت تابعةللأردن إدارياً، وعلى رأسهاالقدس الشرقية. (تشكل الضفة ما نسبته 21% من مساحة فلسطين، أي قرابة 5860 كم مربع).
أما قطاع غزة فيشكل ما نسبته 1.3% من مساحة فلسطين، أي نحو 360 كم مربع. ويتركز فيه معظم لاجئي الداخل وخاصة مدن الساحل مما يجعله المنطقة الأكثف سكاناً في العالم.
شاب فلسطيني يتحدى جنود الاحتلال، ويتظاهر ضد مصادرة أراضيرام الله.النكبة عام 1948.
بدأ الوعي السياسي في فلسطين مبكرًا وكان هذا الوعي ملحوظًا في فترة الدولة العثمانية. وكان لفلسطين دور فيالدولة العثمانية حيث كان لأهل فلسطين ممثلون فيمجلس المبعوثان الذي انتخب في اعقاب صدور الدستور إذ كانروحي الخالديوسعيد الحسينيوحافظ السعيد مندوبين عن لواءالقدس والشيخ أحمد الخماش عن لواءنابلسوأسعد الشقيري عن لواءعكا.وكان للمثقفين الفلسطينيين دور هاما في التصدي لسياسة التتريك ومواجهة الهجرة اليهودية إلى بلادهم وقد أسسوا نحو 17 من المنظمات والأحزاب السياسية للتعبير عن آرائهم والدفاع عن حقوقهم الوطنية وارتبطت كثير منها بقضايا المنطقةوالأمة العربية.
لقد قاوم الفلسطينيون باختلاف انتماءاتهم السياسية والعقائدية الاحتلال بكل الوسائل المدنية والعسكرية، ففاوضت القيادة الفلسطينية إسرائيل ابتداءً منمؤتمر مدريد للسلام وانتهاءبكامب ديفيد، مروراباتفاق أوسلو على وضع حد للاحتلال وإقامة السلام، إلا أن إسرائيل تنصلت من معظم هذه الاتفاقيات. وفي فلسطين اليوم كثير من الفصائل والأحزاب التي تجمعها أهداف كبرى كتحرير الأرض وإخراج المستوطنين وعودة اللاجئين لديارهم.
الوضع السياسي
تشكّل الحكومة (المجلس الوزاري) السلطةَ التنفيذية للدولة وهي مكلَّفة بإدارة شؤونها الداخلية والخارجية بما في ذلك الشؤون الآنيّة. سلطاتها صانعة السياسة كثيرة ولها صلاحية اتّخاذ الخطوات في أي مجال لا يخضع قانونيًا لصلاحية سلطة أخرى.تحدّد الحكومة الإجراءات الخاصة بعملها وآلية اتّخاذ القرار حيث تلتئم عادةً مرّةً في كل أسبوع مع العلم أنّ اجتماعات إضافية يمكن الدعوة إليها إذا اقتضت الضرورة ذلك. كما وتستطيع الحكومة التصرُّف عبر لجانها الوزارية أيضًا.اعتمدت جميع حكومات إسرائيل حتّى الآن على تحالف عدد من الأحزاب نظرًا لعدم تمكُّن أي حزب من الحصول على العدد الكافي من مقاعد الكنيست لتشكيل الحكومة وحده.
من جهة أخرى، وبالرغم من أن دستور السلطة الفلسطينية ينص على انتخابرئيس للسلطة ومجلس تشريعي انتخابًا دوريًا، إلا أن الانتخابات تمت مرتين فقط خلال الفترة بين إنشاء السلطة وحتى عام 2010، الأولى عام 1996 والثانية عام 2006، وفي 24 يناير كانون ثاني عام 2010، حيث أضحى الرئيس الفلسطيني منتهي الولاية، أما المجلس التشريعي طبقا للمادة 47 مكرر منالقانون الأساسي الفلسطيني تنتهي ولايته «عند أداء أعضاء المجلس الجديد المنتخب اليمين الدستورية». وهو أحد مؤسساتالسلطة الوطنية الفلسطينية. يرأسه الدكتورعزيز دويك، تأسس بناء على إعلان المبادئواتفاقية أوسلو الموقعة بينمنظمة التحرير الفلسطينية وحكومة دولةإسرائيل. تأسس المجلس في العام 1996 على إثر الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت في بداية ذلك العام. يقوم المجلس التشريعي الفلسطيني بمهام البرلمان حيث أنبطت به مسؤولية سن القوانين والرقابة على السلطة التنفيذية.
السلطة التشريعية
مبنىالكنيست، أو البرلمان الإسرائيلي، في القدس.بيت الشرق، المقر السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس.مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني المدمر في مدينة غزة، الصراع بين غزة وإسرائيل ، سبتمبر 2009
تقع في القدس أبرز المؤسسات الحكومية الإسرائيلية، بما فيها البرلمان أوالكنيست،[71]والمحكمة العليا،[72] والمقر الرسمي لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. وقبيل إعلان قيام دولة إسرائيل، كانت القدس عاصمةً إداريةللأراضي الشاميّة الخاضعة للانتداب البريطاني، أي تلك التي تشمل اليوم أراضيالسلطة الفلسطينيةوإسرائيلوالأردن.[73][74] كانتالقدس الغربية عاصمةً لإسرائيل من سنة1949 حتى سنة1967، إلا أن دول العالم لم تعترف بهذا الأمر بما أنقرار الأمم المتحدة رقم 194 كان قد نصّ على تدويل المدينة. بعد أن خضعت المدينة بشطريها لإسرائيل بعد حرب سنة 1967، أعلنت حكومةليڤي أشكول تطبيق القانون الإسرائيلي علىالقدس الشرقية وامتداد نطاق اختصاص القضاء الإسرائيلي إليها، لكنها وافقت على خضوع منطقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة لوزارة الأوقاف الأردنية.[75] أمرت السلطات الإسرائيلية بإقفالبيت الشرق، وهو مقرّمنظمة التحرير الفلسطينية، في سنة1988 لأسباب أمنيّة، وفي سنة1992 أعيد افتتاح البيت بصفته مضافة.[76][77] نصّتاتفاقية أوسلو على أن الوضع النهائي للقدس يجب أن يتحدد عن طريق مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، التي تعدّ القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية. وقد قال الرئيس الفلسطينيمحمود عبّاس أن أية مفاوضات لا تتضمن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ستكون غير مقبولة.[78]
تأسس الجيش الإسرائيلي بعد 12 يوما من الإعلان الرسمي لقيام دولةإسرائيل باتحاد عدةميليشيات صهيونية بعضها إرهابية[79]، بأمر صدر عن رئيس الحكومة المؤقتة في 26 مايو (أيار)1948. في 31 مارس (أذار) 1976 قررتالكنيست الإسرائيلي ترسيخ مكانة الجيش وأهدافه في «قانون أساس» (قانون دستوري) حيث يوضح خضوع الجيش لأوامر الحكومة والحظر على قيام قوة مسلحة بديلة له.[80]تعمل أذرعالجيش الإسرائيلي الثلاثة (القوات البرّية وسلاحا الجو والبحرية) تحت إمرة قيادة مركزية موحّدة في أعلى هرمها رئيس الأركان الذي يحمل رتبة جنرال وهو مسؤول أمام وزير الدفاع. تعيّن الحكومة رئيس أركان الجيش اعتمادًا على توصيات رئيس الوزراء ووزير الدفاع ويشغل منصبه لمدّة ثلاثة أعوام تمدَّد عادة بسنة أخرى. ويتمّ تجنيد جميع الرجال والنساء المؤهّلين البالغة أعمارهم 18 وتستمرّ خدمة الرجال ثلاثة أعوام وخدمة النساء 21 شهرًا، وقد تُمنَح التأجيلات للطلاّب الكفؤ في مؤسّسات التعليم العالي.[81]
في فلسطين التاريخية اليوم، كيانان سياسيان. أنشئ الأول بعدحرب 1948 وهوإسرائيل على ما نسبته 78% من أرض فلسطين التاريخية، متجاوزا ما خصصتهالأمم المتحدة للدولة العبرية في قرارتقسيم فلسطين عام 1947. أما الكيان الآخر، فهو غير مستقل، ويتمثل فيسلطة الحكم الذاتي الفلسطيني التي نشأت بناء على اتفاقية أوسلو عام 1993، ولها سيادة جزئية على مناطق من الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشكل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية المناطق المحتلة منذحرب 1967 والتي تشكل مجتمعة نسبة 22% من فلسطين التاريخية. إلاّ أنه من الوجهة الدولية، تعدّإسرائيل دولة معترف بها دوليا، أما السلطة الفلسطينية فتسعى للحصول على اعترافبدولة فلسطينية، والتي لا تحظى باعتراف دولي أو سيادة دولة مستقلة إلى حد الآن.
حل الدولة الواحدة هو حل مقترح للصراع العربي الإسرائيلي، وهو المقابل لمحاولات تتمحور حول حل الدولتين والذي يحظى بتأييد معظم الدول.يدعو أنصار حل الدولة الواحدة إلى إنشاء دولة واحدة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بحيث يكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق متساوية في الكيان الموحد ثنائي القومية، وبينما يتبنى البعض هذا التوجه لأسباب أيديولوجية، فإن البعض الآخر يرى فيه الحل الوحيد الممكن نظرا للأمر الواقع القائم على الأرض.
دولة فلسطين: هي الدولة التي تطالب بإنشائها الجهة الفلسطينية الرسمية على جزء من أرض فلسطين التاريخية وهوالضفة الغربيةوقطاع غزة وعاصمتهاالقدس الشرقية، بجانب الدولة الإسرائيلية الحالية. على الرغم من إعلان قيام الدولة الفلسطينية في عام 1988 في الجزائر، إلا أن الإعلان قد جرى من طرف واحد دون أن يكون لذلك تداعيات عملية على أرض الواقع.
دولة إسرائيل: دولة اُنشئت على ما نسبته 78% من أرض فلسطين التاريخية، كما أنها تحتلالضفة الغربية المحاذية للأردن في الشرقوقطاع غزة في الجنوب الغربي بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط ومصر مسيطرة بالتالي اليوم على كامل مساحة فلسطين بحسب ترسيم الحدود حتى عهد الانتداب البريطاني، كما تحتلمرتفعات الجولان السورية. تأسست دولة إسرائيل في14 أيار/مايو1948 حيث أعلنها المجلس اليهوديالصهيوني في فلسطين في اليوم المتمم لفترة الانتداب البريطاني حسب قرار الأمم المتحدة وحكومةبريطانيا، وفي ظل حرب بين العرب واليهود الصهاينة أسفرت عنالنكبة الفلسطينية وإبادة الكثير من المدن والقرى الفلسطينية حيث أصبح معظم سكانها لاجئين فيالضفة الغربيةوقطاع غزة وفي بعض البلدان العربية أومهجرون داخليا في إسرائيل. وقد أعلنت دولة إسرائيل هدفا لها استقبال اليهود الذين رُحّلوا من شرقي أوروبا خلالالحرب العالمية الثانية ووطنوا في الدولة اليهودية، وكذلك استقبال اليهود من جميع أنحاء العالم. وأصبحت بذلك الدولة الوحيدة في العالم ذات أغلبية دينية يهودية اليوم.
تفاوضالسلطة الفلسطينية اليوم ومنذ تأسيسها عام 1994، على قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة (الذين يشكلان معاً ما نسبته 22% من مساحة فلسطين التاريخية). تقع في هاتين المنطقتين مدن فلسطينية كبيرة مثلالقدس الشرقيةوغزةونابلسوالخليلورام الله. وتتخذ السلطة من مدينتيرام اللهوغزة مقرا مؤقتا لمؤسساتها، ريثما تصل المفاوضات لحل.
في الوقت الراهن تخضع منطقتي الضفة الغربية وقطاع غزة لطريقة حكم مختلطة، وبينما تتمتع أجزاء معينة منها من حكم ذاتي، ما زالت أجزاء أخرى منها تخضع للاحتلال الإسرائيلي. وتعدّ مكانة قطاع غزة السياسية معقدة خصوصًا منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي منها عام2005 دون اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على طبيعة السلطة فيه، وكذلك بسبب استيلاء حركة حماس عليه رغم معارضة السلطة الفلسطينية لذلك.
دولياً هناك إجماع ضمني بأنها أراضي ستؤول مستقبلاللدولة الفلسطينية، وإن إسرائيل هي طرف محتل لها. لا اعتراف دولي بضم الجزء الشرقي من مدينة القدس إلى إسرائيل، ولكن معظم دول العالم (باستثناء الدول العربية) تعدّ القدس مكانا ذا أهمية خاصة الذي من شأنه أن يخضع لتسوية خاصة. وفي أساس الموقف الدولي تجاه هاتين المنطقتين يوجد القرار الأممي الذي صدر في نوفمبر 1967 والمرقمب242 والذي ينص على: «إقرار مبادي سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط القرار حيث أن مجلس الأمن إذ يعرب عن قلقه المتواصل بشان الوضع الخطر في الشرق الأوسط وإذ يؤكد عدم القبول بالاستيلاء على أراض بواسطة الحرب. والحاجة إلي العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمن وإذ يؤكد أيضاً أن جميع الدول الأعضاء بقبولها ميثاق الأمم المتحدة قد التزمت بالعمل وفقاً للمادة 2 من الميثاق». وقد اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على تبني نص قرار 242 كأساس التسوية بينهما ضمناتفاقيات أوسلو.
إن أول آثار معروفة في فلسطين تعود لقوم يسمونبالكنعانيين وقوم آخرين يسمونبالأموريين وهذان الشعبان قبائل هاجرت من شبه الجزيرة العربية شمالا واستقرت في بلاد الشام وفلسطين تحديدا وهذا ثابت وواضح في تاريخ فلسطين واجمع عليه جميع المؤرخين الشرقيين منهم والغربيين ومن ثم سكنها شعوب أخرى تسمىبشعوب البحر (البحر المتوسط) يعتقد البعض أنها أتت من جزيرةكريت، ويبدو أن شعوب البحر أصابتهم مجاعة أو ظروف معينة ما جعلهم يهاجمون شواطئ الشام ومصر وصدهم أولًا رمسيس الثالث فيمعركة لوزين المشهورة والتي حدثت في مصر وكان رمسيس لا يريدهم أن يسكنوا بلاده وبعد المفاوضات استقر الأمر على أن يرحلوا إلى فلسطين وأمرهم رمسيس أن يسكنوا فيها وهمالفلستيون ومن هنا جاء اسم فلسطين. هذه الشعوب تجاورت مع الكنعانيين (السكان الاصليين) ومع تقدم السنين ذاب الفلستيون مع الكنعانيين ولم يعد لهم أثر وغاب ذكرهم التاريخي. وقبل أن تبدأ عمليات الهجرة المنظمة للأراضي الفلسطينية في بداية القرن العشرين وحتى وقوعالنكبة وتأسيسإسرائيل، ظلالفلسطينيون يشكلون الأغلبية الساحقة لسكان فلسطين. وانقسم المجتمع الفلسطيني لثلاث فئات هم أهل المدن والفلاحون والبدو، حيث أسهم كل في موقعه بخلقثقافة فلسطينية خاصة ميزت الدولة الفلسطينية عن بقية الدول المجاورة لها التي ارتبطت شعوبها مع الشعب الفلسطيني بعلاقات ثقافية وتجارية وفنية شأنها في ذلك شأن كل دول المنطقة.[84]
وفي الوقت الحالي، يسكن في مناطق فلسطين التاريخية التي شكلتدولة إسرائيل في حدود عام 1948 أقلية تتحدثالعربية من السكان الموجودين قبل قيام دولة إسرائيل والهجرةاليهودية، وأغلبية يهودية هاجرت من مختلف بقاع العالم. ومن الجدير بالذكر أن اليوم ما يزيد على خمسة ملايينلاجئ فلسطيني يعيشون خارج حدود الأراضي الفلسطينية ويتمركز أغلبيتهم فيالأردنوسورياولبنان. بالإضافة إلى مئات الآلاف من ذوي الأصول الفلسطينية الموزعين في الشتات حول العالم وبالأخص دول الخليج والأمريكيتين.[85]
يقدر التعداد العالمي للفلسطينيين بما يقارب 11 مليون نسمة، نصفهم يعيش كلاجئ خارج حدود فلسطين التاريخية، أما النصف الآخر فهم يعيشون داخل حدود فلسطين التاريخية، ولكن ليس بالضرورة في بلداتهم الأصلية، فنسبة كبيرة منهم أيضاً لاجئون. ويقطن في المنطقة المسماةبالضفة الغربيةوقطاع غزة أغلبية من السكان الأصليين واللاجئين والنازحين من المناطق التي تأسست عليها دولة إسرائيل المتحدثين بالعربية، كما أن من المستوطنين الإسرائيليين أقليةٌ في تجمعات سكانية متفرقة في الضفة الغربية، وقطاع غزة سابقًا.[86]
يعيش اليوم ما يزيد على خمسة ملايين فلسطيني خارج حدود فلسطين التاريخية. ويتمركز أغلبيتهم فيالأردنوسورياولبنانوتشيلي. معظمهم يدينون بإسلام السنة (ما عدا في أمريكا اللاتينية وكندا والمملكة المتحدة فمعظمهم مسيحيين)
فيالأردن:[92] عددهم 3.024.000 يمثلون نحو نصف فلسطينيي الشتات، يحملون الجنسية الأردنية ويشكلون 48% من مجموع من يسكن الأردن من مواطنين وأجانب (60% إذا احتسبنا فقط مجموع السكان المواطنين). لهم فعالية كبيرة اقتصادياً في الأردن ولا يشاركون كثيراً سياسياً. يتمركزون فيعمّانوالزرقاء ومخيمات اللاجئين المختلفة.
فيسوريا: عددهم 581,000 يحملون وثائق سفر خاصة للاجئين الفلسطينيين في سوريا. يتمركزون فيمخيم اليرموك في دمشق. بالإضافة إلى هذا العدد.
فيلبنان: عددهم 544,000 يحملون وثائق سفر خاصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان. يتمركزون في مخيمات اللاجئين المختلفة. يعيشون حياة قاسية حيث أن السلطات اللبنانية تمنعهم من مزاولة العديد من المهنات.
فيأمريكا اللاتينية: عددهم نحو نصف مليون. هؤلاء الشريحة من الفلسطينيين هاجروا في بداية القرن العشرين معظمهم من مسيحيي الأرثوذكس. يحملون جوازات سفر البلدان التي استقبلتهم. اليوم، معظمهم لا يتكلم العربية؛ حيث أن الآباء لم يعلموا أبنائهم العربية من أجل التركيز على الإسبانية (أو البرتغالية لمن سكن البرازيل) بغية الاندماج في المجتمع المستضيف لهم. عددهم فيتشيلي نحو 400,000.
إسرائيليون
وهم بالأساس أبناء شعوب مختلفة هاجرت إلى فلسطين منذ بداية القرن العشرين، وهم بالغالبية من الديانةاليهودية. وقد هاجروا بالأساس منألمانياوأوروبا الشرقيةوروسيا ومن بلدان عربيةكاليمنوالعراقوالمغرب. بالإضافة إلى أقلية يهودية كانت موجودة في فلسطين التاريخية منذ زمن بعيد.
يسمون بفلسطينيي الداخل (داخلالخط الأخضر) أو فلسطينيي الـ48 أو عرب إسرائيل (لأن معظمهم من العرب). وهم الفلسطينيون الذين بقوا في ديارهم داخل حدوددولة إسرائيل عند قيامها سنة1948، منهم أيضاً من هُجِّر من دياره ولكن مع انتهاء الحرب سنة1949 كانت إسرائيل قد ضمت مكان سكنه الجديد إليها. حصلوا على الجنسية الإسرائيلية سنة 1952 (اليهود منهم حصلوا على الجنسية فوراً بعد قيام دولة إسرائيل). يعانون من عنصرية (أحياناً مُشَرَّعة في القانون الإسرائيلي). اليوم، يقدر عددهم (2011) بـ 1,575,700 (21% من مجموع سكان إسرائيل). يتشكلون من عرقيات مختلفة وإن كانت النسبة الكبيرة منهمعرباً.[93]
الجدول الآتي لسكان فلسطين التاريخية وفقا لإحصاء 2007، في كل من التقسيمات الإدارية الفلسطينية والإسرائيلية:
التقسيم الإداري الحالي في فلسطين التاريخية. المنطقة الرمادية:السلطة الفلسطينية، المنطقة الصفراء:إسرائيل.
ظهرت ما قبل الميلاد في فلسطين بما تسمى «اللغات الكنعانية» تحدث بها في ذلك الوقت الكنعانيين والفينقيين والعبرانيين، وكانت هذه اللغات تتمثل بالفينيقية والتي تحدث بها الكنعانيين الذين كانوا يعيشون في شمال فلسطين، والعبرية التي انتشرت في مناطق الجبال (الضفة الغربية والقدس حاليا) والمناطق الساحلية الشمالية وقد كان يتحدثها الكنعانيين وأخذها عنهم بعد ذلك العبرانيين بعد دخولهم إلى فلسطين، أما الساحل الجنوبي من فلسطين والذي يشمل منطقة (قطاع غزة حاليا)وعسقلان (عشقلون بالكنعانية) كانت اللغة السائدة به «اللغة الفلستية».
ابتداءً من نحو القرن الخامس قبل الميلاد، بدأت تنقرض اللغات الكنعانية، وتأخذ مكانها اللغة الآرامية التي تحدث بها في ذلك الوقت الكنعانيين إلى جانب اليهود والمسيحيين، وقد استمر بالحديث بها حتى انتشرت اللغةالعربية في فلسطين لغة أم لسكانها حيث تكلم بها أهلها طيلة ما يقارب 10 قرون. ولكن حالياً يتحدث بها نحو 45% من السكان داخل فلسطين التاريخية كلغة أم (وذلك على إثرالنكبة وتهجير قرابة نصف الفلسطينيين). ويتكلم الفلسطينيونباللهجة الفلسطينية، وهي إحدى اللهجات العربية العامية تتبع طائفةاللهجات الشامية الجنوبية، وأيضاً لهجة بدو سيناء والنقب (للبدويين من سكان صحراء النقب). ويمكن تقسيم اللهجة الفلسطينية إلى لهجات فرعية، فللهجات الفلسطينية الريفية أو الفلاحية مزايا وسمات مختلفة كنطق القاف كاف تميزها عن باقي اللهجات العربية. أما لهجات المدن فهي تأخذ شيئاً مناللهجات الشامية الشمالية.
منذالانتداب البريطاني على فلسطين عُدّت اللغاتالإنجليزيةوالعربيةوالعبرية لغات رسمية لمنطقة فلسطين التاريخية (كونها أحد مناطق الانتداب البريطاني). هذا وقد بدأت اللغةللعبرية بالتسرب إلى فلسطين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين بالتزامن مع الهجرات اليهودية المكثفة وإقامةالمستوطنات اليهودية على أرض فلسطين. فيما سبق كان التحدث بالعبرية محدوداً جداً في فلسطين يقتصر على مستوى حاخامات اليهود المتوزعين في مناطق فلسطين المختلفة.
بعدنكبة فلسطين سنة 1948، أصبحت اللغةالعبريةوالعربية اللغتين الرسميتين والأساسيتين للسكان داخلإسرائيل، حيث أصبح عدد السكان العرب 20.2% من سكان الدولة العبرية وبعد مطلبتهم بالاعتراف بان اللغة العربية لغة رسمية في البلاد استجابت الحكومة بعد عدة ضغوطات من العرب داخل اراضي ال 1948، كما يمكن عمومًا التمييز بين لكنة اليهود الشرقيين والغربيين عن النطق بالعبرية. علماً بأن اللغة العبرية تنقسم هناك إلى العبرية القديمة والعبرية الحديثة القياسية. أما فيالضفة الغربيةوقطاع غزة (وهي مناطقالسلطة الفلسطينية) فيتكلم غالبية السكان اللغة العربية وهم الفلسطينيون الأصليون واللاجئون من مدن أخرى داخلالخط الأخضر.
يشار إلى أن جزء كبير من الشعبين يتحدث اللغتين بطلاقة، بالإضافةللغة الأنجليزية كلغة أجنبية. كما توجد أقليات تتحدث اللغاتالأرمنية وهم الفلسطينيون المنحدرون من أصول أرمنية، فضلاً عن اللغاتالروسيةوالرومانيةواليديشيةوالأمهرية وهم أبناء المهاجرين اليهود.
لفلسطين أهمية دينية في الديانات السماوية الثلاث:الإسلاموالمسيحيةواليهودية. وخلال تاريخها اتخذت بعض النزاعات عليها طابعا دينيا مثلالحروب الصليبية كما يعطي البعضالصراع العربي الإسرائيلي طابعا دينيا. ويشكل الإسلام والمسيحية واليهودية الديانات الرئيسية المكونة لسكان فلسطين التاريخية اليوم.
لفلسطين مكانة كبيرة عند المسلمين، فهي الأرض المباركة التي ذكرهاالله فيالقرآن في عدة سوَر كما فيسورة الإسراء: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله». وذكر الله أرض فلسطين المباركة أيضًا في كتابه: «نجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين» (الأنبياء،آية 71)، وأيضا حينما قال «ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين» (الأنبياء، آية 81)، وعندما أمر الله النبي موسى وبني إسرائيل بدخول فلسطين قال «وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين» (البقرة، آية 58)، والقرية هيأريحا، وفي قوله «يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين» (المائدة، آية 21). وذكر الله عن قصةمريم العذراء في كتابه «فحملته فانتبذت به مكانا قصياً» (مريم 22) والمكان المقصود هو وادي يقع بينبيت لحموالقدس.[95]وللقدس أهمية خاصةللمسلمينوالمسجد الأقصى كما هو معروف بأنه أولى القبلتين، ومنه عرجالنبي محمد إلى السماء وبقي مسجد هذه المدينة قبلة للمسلمين مدة ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، حتى قال تعالى «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره». فتحولت قبلة المسلمين بعدها إلى الكعبة فيمكة المكرمة.
ويطلق المسلمون اسم «بيت المقدس» أو «القدس» على المدينة لقدسيتها. كما يؤمن المسلمون بوجود مقامللنبي إبراهيم وأبنائه وأحفاده الأنبياءإسماعيلوإسحقويعقوب وزوجاتهم داخلالحرم الإبراهيمي فيالخليل. وفيها ولد عيسى ابن مريم، وفي فلسطين العديد من المساجد التاريخية والشواهد الإسلامية مثلمسجد عمرومسجد البراق في القدسوالجامع العمري فيغزةوبيت لحم بالإضافة لكثير من مقامات الأنبياء مثلمقام الخضرومقام النبي الياسومقام النبي داوودومقام النبي صالح. وما يزيد تشريفا لأرض الشام وبيت المقدس هو فرض الصلوات الخمس على المسلمين من فوق أرضها، وصلاة النبي إماماً بالأنبياء - حسب المعتقد الإسلامي تحت صخرتها المشرفة. حيث حدَّث رسول الله أصحابه المؤمنين، وأخبرهم ما شاهده في السموات من الآيات، وما تلقاه من الأمر الإلهي بفرض الصلوات الخمس اليومية.[96] وينتمي معظم المسلمين في فلسطين إلىالطائفة السنية، كما ينتمي البعض الآخر إلى طوائف أخرى مثلالجماعة الأحمدية، ويتمركز أغلبهم في حيالكبابير في مدينة حيفا.[97]
تسمى فلسطين عند المسيحيينبالديار المقدسة، إذ بحسب الإيمان المسيحي، ولد وعاش فيهايسوع المسيحورسله وحدثت معظم الأحداث المذكورة فيالعهد الجديد والعديد من الأحداث المذكورة فيالعهد القديم. وحسب التراث المسيحي انطلقت البشارة المسيحية منالجليل ويهوذا، أي من شمالي فلسطين وأوساطها، وانتشرت في أنحاء العالم. لذا تحتوي فلسطين على العديد من الأماكن المقدسة للمسيحيين وعلى رأسها مدينةبيت لحم، مسقط رأس المسيح حيثكنيسة المهد، ومدينةالناصرة حيث تلقتمريم العذراء البشارة بولادةالمسيح منالروح القدس وحيث ترعرع يسوع بعد عودة أهله من بيت لحم، ومدينة القدس، أو أورشليم باسمها المسيحي التقليدي، حيث دعا المسيح أهل يهوذا إلى اتباعه إلى أن خطى خطواته الأخيرة علىطريق الآلام ومن ثم صُلب ودفن باعتقاد المسيحيون، إذ يؤمن المسيحيون بوجود قبر يسوع فيكنيسة القيامة بالمدينة. كما توجد غربجنين كنيسة أشفى في مكانهايسوع بمعجزته عشرا من المرضى بالبرص بحسب التقاليد المسيحية، وهيكنيسة برقين. وكذلك يقدس المسيحيين أماكن مختلفة فيالجليل وخاصة حولبحيرة طبريا وعلى ضفةنهر الأردن. وكذلك يقدس المسيحيون بعض الأماكن المذكورة في العهد القديم والتي يقدسها اليهود والمسلمون أيضا مثلالحرم القدسيوالحرم الإبراهيمي فيالخليل وغيرهما. كانت المسيحية في فلسطين متأثرة منذ البداية باتجاهات مختلفة، فمنذ القرن الأول الميلادي تعايشت في الأراضي المقدسة عدة طوائف مسيحية مختلفة مع بعضها البعض. ولم ينقطع الوجود المسيحي في فلسطين إلى يومنا هذا. تعدّكنيسة القيامة فيالقدس إحدى أهم الكنائس في العالم، ويحج إلى فلسطين آلاف المسيحيين سنويا قادمين إلىبيت لحموالقدسوالناصرة ومناطق أخرى مختلفة من فلسطين التاريخية. يشار بالذكر إلى أن المسيحيين في فلسطين ينتمون إلى عدة طوائف أهمهاالروم الكاثوليك، حيث تعدّ حيفامقر مطرانية الروم الكاثوليك فيمنطقة الجليل،والأرثوذكس، بالإضافة إلىاللاتينوالموارنة.[98][99] إلى جانبالأرمن والطوائفالبروتستانتية.
يطلق اليهود على فلسطين اسم 'أرض إسرائيل' (بالعبرية:ארץ ישראל إيرتس يسرائيل)، وأيضاً 'أرض الميعاد'، نسبة لما يقال عنها فيالتناخ (العهد القديم في المسيحية): «الأرض التي أقسم الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم» (سفر التثنية، الأصحاح الأول، 8).
بحسب الإيمان اليهودي، كانت فلسطين الأرض التي أقيمت فيهامملكة إسرائيل، قبل انفصالها إلى مملكتيإسرائيل الشماليةويهوذا، وينسب اليهود المعاصرين أنفسهم إلى أبناء مملكة يهوذا القديمة التي كانت عاصمتها أورشليم (أي مدينة القدس) والتي يعتقدون أنه وقف فيهاهيكل سليمان، وهو المركز اليهودي القديم. وتقدس طائفة السامريين القريبة من اليهود دينيا وثقافيا،جبل جرزيم قربنابلس.
في التراث اليهودي تعدّالقدسوالخليلوطبرياوصفد المدن المقدسة الأربع إذ توجد فيه أماكن ذات أهمية خاصة في الديانة اليهودية وفي تاريخ الشعب اليهودي.
ويعدّحائط المبكى (المسمى أيضا ب'الحائط الغربي'، أو ب'حائط البراق' عند المسلمين) أكثر مصلى يهودي أهمية في أيامنا ويحتشد أمامه المصلين اليهود على مدار السنة، وخاصة فيالأعياد اليهودية. ويقدس اليهود الحرم الإبراهيمي في الخليل (كما يقدسه المسلمون والمسيحيون)، وكذلك أماكن مختلفة في الجليل.
فيالشريعة اليهودية وصايا يمكن تطبيقها في الأرض المقدسة فقط، ويتعلق معظم هذه الوصايا بالأعمال الزراعة. ومن أبرز هذه الوصايا وصيةالشميتا.
يعتبرالبهائيين مدينةعكاوحيفا مدناً مقدسة؛ ففي مدينةعكا نفيبهاءالله، مؤسس الديانةالبهائية، إلى سجن عكا من عام1868 حتى وفاته عام1892. ويحتويالضريح في عكا على رفاتبهاء الله ويتكون الضريح من منطقة مركزية تحتوي على حديقة صغيرة مليئة بالأشجار محاطة بمسارات مغطاة بسجاد فارسي.[100][101] وقد بُني سقف زجاجي بعد وفاة بهاءالله.[102] ويوجد في الزاوية الشمالية الغربية من المنطقة الوسطى غرفة صغيرة تحتوي على بقايا بهاءالله.[103] ويعد الضريح أقدس الأماكن بالنسبة للبهائيين كونهالقبلة التي يتوجهون إليها من جميع انحاء العالم خلال صلاتهم.
هناك نحو 130ً مكاناً مقدًساً ومقاماً لدىالدروز في أنحاء منطقة الشرق الأوسط،[110] من بينها نحو 70 في فلسطين التاريخية.[110] وتقع هذه الأماكن المقدسة والمقامات داخل القرى، وعلى رؤوس الجبال، وفي المغاور، وبالقرب من عيون الماء والينابيع.[110] وتقوم معظم الأماكن المقدسة والمقامات لدى الطائفة الدرزيّة في مواقع تشكل علامات بارزة في شخصيات لديها أهمية دينية في مذهب التوحيد أو موقع دفنها، والأماكن المقدسة لدىالموحدون الدروز هي مواقع أثرية مهمة للمجتمع وترتبط بالأعياد الدينية؛[111] وأبرز مثال على ذلكمقام النبي شعيب، هو مقام النبيشعيب الشخصية المحورية في المذهب الدرزي،[112][113][114] والذي يقع قربقرية حطين حيث يُعتقد بأنّ النبيشعيب قد دُفن فيه، ويُعتبر هذا المقام أحد أقدس المواقع عند الطائفة الدرزية، ومقصدًا للزوار الدروز. وبعد عام 1948 نُقل حجز القبر إلى الطائفة الدرزية، والذين يحجون إليه في كل عام في موعد محدد من 25-28 إبريل.[115] أما ثاني أبرز المقامات الدرزية فهو مقام الخضر فيكفرياسيف، ويُعدالخضر من أهم ّ الأنبياء في مذهب التوحيد الدرزي؛ يليه مقام النبي سبلان في قريةحُرفيش وهو أحد الأماكن المقدسة الهامة لدى الدروز.[110]
يقوم الموحدون الدروز بين الحين والآخر بارتياد الأماكن المقدسة لديهم، وهو ما يسمى بطقس «الزيارة». قسم من هذه الزيارات هي زيارات عموميَّة لعامة أبناء الطائفة، حيث تكون هذه الزيارات في مواعيد ثابتة من كل سنة، وفي أيام الأعياد أساسًا؛ بينما بقيّة الزيارات هي زيارات شخصيَّة وفرديَّة يقوم بها الأفراد مع أبناء عوائلهم في الأوقات الملائمة لهم.[110] ويسكن أبناء الطائفة الدرزية في "19" بلدة وقرية تقع جميعها على رؤوس الجبال فيمنطقة الجليلوجبل الكرمل.[116]
يُعد الاقتصاد في مناطقالسلطة الفلسطينية اقتصادا هشاً بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي والإغلاق المستمر للحدود والمعابر. وقد ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل بنسبة 7% في السنة 1968-1980 ولكن تباطأ خلال الثمانينات. ويُستخدم حاليا في الأراضي الفلسطينيةالدينار الأردنيوالدولار الأمريكي إلى جانبالشيكل كوضع مؤقت، بعدما كانت العملة الوطنية لفلسطين التاريخية قبلحرب 1948 هيالجنيه الفلسطيني.[117]
في أعقابانتخابات يناير 2006 التشريعية، التي فازت بهاحماس، قطعتاللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط جميع الأموال إلىالسلطة الفلسطينية التي يرأس حكومتهاإسماعيل هنية. وكان على السلطة الفلسطينية عجز نقدي شهري قدره 60 مليون دولار، بعد أن تلقت 50 مليون دولار. بعد الانتخابات، انخفض سوق الأوراق المالية الفلسطينية بنحو 20 في المئة. كما استنفدت السلطة الفلسطينية قدرتها على الاقتراض من البنوك المحلية، وتوقفتإسرائيل عن تحويل 55 مليون دولار من عائدات الضرائب إلىالسلطة الفلسطينية.[118] وفي مايو 2006، تظاهر مئات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية مطالبين بدفع رواتبهم. وارتفعت حدة التوتر بين حماس وفتح نتيجة لهذه «الضائقة الاقتصادية» على السلطة الفلسطينية.[119]
أما الاقتصاد الإسرائيلي -الذي يعدّالشيكل هو عملته الوطنية، فيُعد من أكثر الاقتصادات تنوعًا على مستوىالشرق الأوسطوشمال أفريقيا. كما أندخل الفرد في إسرائيل من أعلى الدخول في العالم، حيث يبلغ نحو 28 الف دولار / الفرد. ويعتمد الاقتصاد على صناعة التكنولوجيا ومعداتها وكذلك على الزراعة والسياحة، فلإسرائيل باع طويل في مجال الصناعات عالية التقنية والبرمجيات المتنوعة وتتواجد على أرضها العديد من شركات تصنيع الحواسيب وبرمجياتها الإسرائيلية أو العالمية من مثل مايكروسوفت وإنتل وكذلك شركات الاتصالات من مثل موتورولا. وتعدّ إسرائيل من الدول الرائدة في مجال إعادة استخدام المياه وتحلية المياه وتقليل الاعتماد على موارد الطاقة الخارجية. الركيزة الثانية للاقتصاد الإسرائيلي هي الزراعة، حيث تعد إسرائيل من أكثر الدول ذات الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي وتقوم بتصدير الفائض الزراعي من خضروات وفواكه إلى دول العالم المختلفة.كذلك فإن السياحة تشكل مصدرا مهماللدخل القومي حيث تزخر إسرائيل بالعديد من نقاط الجذب السياحي الديني، وفوق هذا وذاك فإن إسرائيل تتلقى دعما ماديا كبيرا منالولايات المتحدة الأمريكية حيث يقدر الدعم المادي المخصص لإسرائيل خلال العشر سنوات القادمة بنحو 30 مليار دولار أمريكي، وتعدأمريكاوالإتحاد الأوروبي الشريكين الرئيسيين لإسرائيل على المستوى التجاري.[120]
الصناعة
أكبر طبق شمسي يوجد فيصحراء النقب، يُستخدم لأبحاث الطاقة البديلة.
منذ القدم، مارس سكان فلسطين التاريخية الصناعة، حيث انتشرت الصناعة اليدوية، بل إن بعض حارات المدن الفلسطينية سميت بأسماء هذه الحرف، مثل سوق الغزل وحارة الزجاجيين فيالخليلوسوق القطّانين فيالقدس، وتعد كل منالخليلوغزةونابلس أهم المراكز الصناعية في الأراضي التي تسيطر عليهاالسلطة الوطنية الفلسطينية، حيث تشتهر في صناعة الصابون والنسيج والصناعات الخشبية والخزف والنسيج وتصنيع المواد المعدنية ومشتقاتها والأدوات الكهربائية.[121]
من جهة أخرى، تعدّإسرائيل اليوم بلدا صناعيا، حيث تعتمد معظم صناعاتها، بما فيها العديد من الصناعات التقليدية، على البحث والتطوير المكثفَين الإبداعيَين والعمليات والأدوات والماكينات ذات التقنية العالية، وذلك كنتيجة لعملية التطوير السريعة والمكثفة. ونظرا لافتقار إسرائيل للموارد الطبيعية والمواد الخام، تعدّ ميزة إسرائيل الوحيدة هي عمالتها ذات الكفاءة العالية ومعاهدها العلمية ومراكز البحث والتطوير العاملة فيها، حيث تتركز الصناعات الإسرائيلية حاليا على صناعة المنتجات ذات القيمة المضافة العالية من خلال تطوير المنتجات المعتمدة على مواردها البشرية الذاتية المتميزة بالإبداعية والابتكارية.وعلى خلاف معظم البلدان المتطورة التي بقي فيها عدد الأشخاص العاملين في الصناعة مستقرا أو تراجع خلال أوائل التسعينات، ما زال عدد هؤلاء في إسرائيل يزداد، حيث احتلت أرقام النمو الصناعي الإسرائيلي في 2006 المركز الثاني بين الدول المتطورة بعد كوريا الجنوبية.في العقدين الأخيرين حقق الإنتاج الصناعي الإسرائيلي قفزات كبيرة على مستوى العالم في مجالات الإلكترونيات الطبية والتكنولوجيا الزراعية والاتصالات البعيدة والمواد الكيماوية الدقيقة وعتاد الحاسوب وبرمجياته، بالإضافة إلى قطْع الألماس وصقله. وفي عام 2008 كانت الصناعات الإنتاجية توظف 384,000 شخص، كانت نسبة حمَلة المؤهلات العالية منهم أعلى من نظرائهم في كافة أنحاء العالم باستثناء الولايات المتحدة وهولندا.[122]
يتميز القطاع الزراعي في فلسطين التاريخية بنظام إنتاجي مكثف يعود إلى ضرورة التعويض عن شح الموارد الطبيعية، ومنها المياه والأرض الصالحة للزراعة بوجه خاص. وترجع الزيادة المطردة للإنتاج الزراعي إلى التعاون الوثيق بين الباحثين والمزارعين والصناعات المرتبطة بالزراعة، حيث تقوم هذه الأطراف سوية بتطوير وتطبيق أساليب جديدة في جميع الفروع الزراعية، لتكون النتيجة زراعة عصرية في بلد تغطي الصحراء أكثر من نصف مساحته.[123]
وتمثل الزراعة القطاع الإنتاجي السلعي الرئيسي فيالضفة الغربية، فقد كانت تسهم ب 27% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، و 37% من الأيدي العاملة. وقد بلغت المساحات المزروعة في الخمسينيات نحو 2435000 دونم، أي ما يوازي 40% من مجموع مساحة الضفة الغربية، بلغت المساحات المروية 322.000 دونم أي ما يوازي 13.2% من مجموع المساحات المزروعة، ولم تشهد المساحات المزروعة أي تراجع قبل عام 1967 بل شهدت الزراعة تقدما ملموسا فيما بين 1950 – 1967، لاستخدام التقنية الحديثة إلا أن الإنتاج الزراعي شهد تذبذبات بسبب تفاوت كمية الأمطار من سنة لأخرى.
وشهدت المساحة المزروعة فيقطاع غزة زيادة مستمرة من عام 1948، وحتى عام 1967 فارتفعت من 97 ألف دونم عام 1948 إلى 146 ألف دونم وفي عام 1960 170 ألف دونم. أدت عملية مصادرة الأراضي، والسيطرة الإسرائيلية على الموارد المائية، إلى انعكاسات سلبية على القطاع الزراعي لذلك فإن مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي تتراجع تراجعًا ملحوظًا من 36.3% عام 1966 إلي 26.3% عام 1983 في الضفة الغربية. أما في قطاع غزة فقد تراجعت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي من 28.1% إلى 16.1% في السنوات نفسها، ويعود هذا الانخفاض إلي سياسة إسرائيل، في مصادرة الأراضي، والتحكم بكميات المياه المتاحة وتشجيع العمالة الزراعية على هجرة حرفة الزراعة.[124]
كما تعد الزراعة أحدالقطاعات الاقتصادية الهامة فيإسرائيل، حيث تشكل 2.5% منمجموعا الناتج المحلي و 3.6% من صادرات إسرائيل، ويوظف القطاع الزراعي نحو 3.7% من مجموع العمال في إسرائيل، ويُنتج ما يصل إلى 95% من احتياجاتها الغذائية للدولة داخل إسرائيل، وعلى الرغم من كل ذلك يواجه القطاع الزراعي العديد من التحديات والصعوبات التي تحد من نموه، إذ أن نصف أراضي إسرائيل أراضي صحراوية كما أن الموارد المائية والطقس لا يساعدان على جعل القطاع الزراعي جذابا من الناحية الاقتصادية فضلا عن أن 20% من الأراضي في إسرائيل فقط صالحة للزراعة، ويتواجد في إسرائيل نوعان من المجتمعات الزراعية هماالكيبوتسات والموشاف.
التكنولوجيا
يمكن العثور على أسرع معدلات النمو (بواقع 8 في المئة سنويا خلال السنوات الأخيرة) في فروع الهايتك التي تتميز بكثافة رؤوس الأموال والكفاءات وتتطلب التقنيات الإنتاجية المتطورة كما واستثمار الأموال الطائلة في البحث والتطوير، وهو ما تنفق عليه إسرائيل 4.4 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، أي أعلى نسبة في العالم. وتصنف جودة البحث والتطوير في إسرائيل – والكلام لخبراء الأمم المتحدة – بين العشر الأوائل في العالم. ومن المساهمات الناجحة في ذلك كله ما تقدمه معاهد البحث الجامعية التي توفر جانبا كبيرا من البحث والتطوير الأساسيين ورأس مال المخاطرة.ومما يوضح أهمية نمو صناعات الهايتك كونها شكلت 37% فقط من الناتج الصناعي في عام 1965، ثم ارتفعت هذه النسبة إلى 58% عام 1985، لتصل إلى نحو 70% في العام 2006، مع العلم أن ما يقارب الثمانين في المئة من منتجات الهايتك يُصدر إلى الخارج، فيما تبلغ نسبة المصدّر من إنتاج شركات التقنية الأقل تطورا نحو 40% فقط من مجموع إنتاجها. وقد ازدادت صادرات الهايتك 4 أضعاف من 3 مليارات دولار في سنة 1991 إلى 12.3 مليار عام 2000 ثم بلغت 29 مليار دولار سنة 2006 (زائد خدمات تقنية عليا مصدرة للخارج تعادل قيمتها 5.9 مليار دولار). في عام 2009، بلغ إجمالي ناتج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 19 مليار دولار، مسهما بنسبة 17.3 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي لقطاع الأعمال، حيث وظفت هذه الصناعات 204,000 شخص وقامت بتصدير ما قيمته 19 مليار دولار إلى الخارج.[125]
تشكل الثقافة في فلسطين جزءا لا يتجزأ من هويةالشعب الفلسطيني على مر التاريخ والعصور، حيث كانت فلسطين حاضرة في وجدان مثقفيها من فنانين وتشكيليين ومسرحيين. كما كان جرح فلسطين عميقًا ومؤلما في ذاكرة الشعب الفلسطيني وما زال حاضرًا في وجدان فنانيه على امتداد العالم. مما لابد من الإشارة إليه أن بدء ظهور المجلات والملاحق الثقافية في فلسطين يعود إلى عام 1905؛ حيث الاهتمام بنشر كتابات المثقفين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي الشتات، إضافة إلى ما ينتجه الكثير من المثقفين وكبار الكتاب والشعراء والأدباء العرب المناصرين للقضية الفلسطينية.[126]
يُعتبر المثقفين الفلسطينيين جزءا لا يتجزأ من الأوساط الفكرية العربية. في الضفة الغربية توجد نسبة أعلى من المراهقين من السكان المسجلين في التعليم الثانوي.[127] حتى منذ ثلاثين عاما، (الفلسطينيون) ربما كانوا بالفعل أكبر نخبة من المتعلمين بين جميع الشعوب العربية.[128] الثقافة الفلسطينية هي الأوثق صلة مع تلك الثقافات الشرقية القريبة وبالأخص بلدان مثل لبنان، سوريا، والأردن، وكثير من بلدان العالم العربي. المساهمات الثقافية لمجالات الفن والأدب والموسيقى والملابس والمطبخ أعربت عن تميز التجربة الفلسطينية، وهي لا زالت تزدهر، على الرغم من الفصل الجغرافي الذي حدث في فلسطين التاريخية بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والشتات.
إن ما يميز فلسطين التاريخية هو هذا التناغم والتنوع والاختلاف في إطار الوحدة، جعل منها مكان جذب للكثيرين من مختلف المناطق والبيئات والأديان ممن بحثوا عن الأمن والأمان. وقد خلق هذا الأمر أيضاً تنوعاً ثقافياً وحضارياً فريداً، ووجد الجميع فيه ما يصبون إليه فتشكلت هذه المدينة المنوعة في ثقافتها وتوجهاتها في إطار من التواصل الغريب.
ولتطريز الأثواب في فلسطين نكهة خاصة فهي لغة للتعبير وحالة نادرة ومميزة عن بقية المناطق الأخرى، بحيث يدمج بين الأشكال الهندسية والمجردة المستطيلة (كالمربعات، والنجوم) وبين الصور الرمزية، ما يعكس الحياة اليومية لأهل رام الله وسكانها. ومن أهم المهرجانات التي تقام خصيصا من أجل الحفاظ على هذا التراث، مهرجان الوفاء للتراث وارث الاجداد السنوي الذي ينظمه نادي شباب رام الله، حيث يجري تنظيم عرضاً للأزياء التراثية الفلسطينية.[129][130][131][132]
تعدّالقدس،حيفاويافا من أهم المراكز الثقافية الفلسطينية - خاصة قبل النكبة عام1948، وانتشرت فيها الجمعيات والأندية والمهرجانات واللقاءات الفكرية لمواجهة الظلم الاستعماري، وقد قامت الجمعيات الإسلامية والمسيحية بأدوارها في توجيه الرأي العام، وتنبيه الأمة لما يهددها من مخاطر، كشف نوايا الاستعمار.
ولم تهمل هذه المدن الناحتين الاقتصادية والفكرية، فتأسست جمعية النهضة الاقتصادية العربية، وكانت غايتها النهوض بالبلاد علميًا واقتصاديًا، وكان من أعضائها علماء وأدباء ومحامون، كما برزت فيها حياة نقابية رائدة أخذت تشكل نقابات لكل مهنة وفن، وكان من هذه النقابات (حلقة الأدب) غايتها تعزيز اللغة العربية، وتشجيع فن الخطابة، والعناية بالإصلاح والتعليم، ونشر الكتب الأدبية، وكان أعضاؤها من حملة الأقلام والخطباء والأدباء، وكانت حلقة الأدب هذه تشارك في الحياة السياسية والأدبية والقومية.
وظلت هذه المدن تتحرك لتكون مركز إشعاع فكري، وأخذت أنديتها وجمعياتها تقيم الحفلات وتنظم المحاضرات، وتشارك في التحرك الوطني في كل اتجاه، فقدمت المسرحيات واستقدمت الفرق المسرحية، فقد دعيت إلىحيفافرقة رمسيس المصرية برئاسةيوسف وهبيوجورج أبيض، واهتمت جمعية الرابطة الأدبية بهذا الفن وجعلت حفلاتها التمثيلية عامة ومجانية. كما شهدت الأندية والمسارح عروض مسرحيات عديدة من تأليف فرقة (الكرمل التمثيلية) ونالت نجاحاً باهراً.[133]
كان بعدالنكبة جهد كبير لتشجيع الكتاب والشعراء للانتقال إلى المدن، وتأسس مسرح حيفا، وهو أول مسرح بلدية تأسَّسَ في البلاد. وفيها أيضاًمسرح الميدان، وهو المسرح الرئيسي لخدمة اللغة العربية للسكان العرب في الشمال. تشمل المسارح الأخرى في المدينة «مركز كريجر للفنون المسرحية والفنون» و«مركز رابابورت الثقافة». ويستضيف مركز المؤتمرات المعارض والحفلات والمناسبات الخاصة.[134][135]
أما بالنسبة للصحافة، فقد شهدت فلسطين مبكرا العديد من الصحف، كما فيالقدسويافاوحيفا، والتي صدرت فيها أهم الصحف العربية والبارزة في فترة ما قبلالحرب العالمية الأولى 1914-1918. ومن أهم الصحف التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الصحافة في هذه المدن ومثلتها قبل النكبة، كانتجريدة الكرمل،والنفير،والنفائس العصرية، وحيفا، وغيرها الكثير من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية.[136] واليوم تصدر صحف محلية في هذه المدن مثل جريدة القدس، والأيام الفلسطينيتان، ويديعوت أحرنوت، وهارتز ومعهارف الإسرائيلية. والكثير من المحطات الإذاعية.[137][138][139][140][141][142][143]
الفلافل، أحد المأكولات الشعبية في فلسطين التاريخية معروفة بالمنطقة.
عدد من المؤسساتوالمنظمات اللاربحيّة في القدس وعدة مدن في فلسطين التاريخية كحيفا ويافا وعكا والناصرة، التي تسعى للتقريب بين السكان من العرب والإسرائيليين، ومن شاكلة هذه المنظمات: «الصندوق الإبراهيمي»[144] و«مركز التبادل الثقافي المقدسي»،[145] الذان يُشجعان على القيام بمشاريع ثقافية مشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كذلك «مركز القدس للموسيقى والرقص الشرقي»[146] الذي يُخصص حلقات عمل للإسرائيليين والعرب على حد سواء، ويهدف إلى تعزيز لغة الحوار والتواصل بين الطرفين عن طريق تشجيعهم على القيام بأعمال فنيّة مشتركة،[147] أيضًا الأوركسترا اليهودية العربية الشبابيّة، التي تؤدي عروض موسيقية تقليدية أوروبية وشرق أوسطيّة.[148] قام الفنانالبولندي «تشيسلاو دزاڤيگاي» بصنع منحوتة تمثّل التعايش السلمي الذي يُطمح إليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأطلق عليه «نصب التسامح» ونُصب في سنة2008 على تلة فاصلة بين مستوطنةتلبيوت الشرقيةوجبل المكبر، كعلامة على نضال المقدسيين في سبيل الحصول على السلام.[149][150][151]
تحتوي البلاد عشرات المتاحف، كما فيالقدسوحيفا وكثير من المدن الفلسطينية مثلالخليلوجنينوغزة. المتحف الأكثر شعبية في القدس هومتحف فلسطين للآثار (روكفيلير) وهو أقدم متحف في الشرق الأوسط يختص بالآثار، والذي تتخذه اليوم سلطة الآثار الإسرائيلية مقرا لها.[152][153] وفيها عدة متاحف مقدسية أخرى كالمتحف الإسلامي والمتحف الإسرائيلي. وتحوي مدن أخرىكحيفا الكثير من المتاحف، ومن أشهرها المتحف الوطني للعلوم والتكنولوجيا والفضاء، والتي سجل ما يقرب من 150,000 زائر في عام 2004. ومتحف حيفا لبيوت الفن، ويحتوي مجموعة من أعمال الفن الحديث والكلاسيكي، ويعرض تاريخ مدينة حيفا. ومتحف الفن الياباني "Tikotin"، وهو المتحف الوحيد في منطقة الشرق الأوسط المخصص للفن الياباني حصراً. وفي حيفا متاحف أخرى تشمل متحف ما قبل التاريخ، والمتحف البحري الوطني، ومتحف مدينة حيفا، ومتحف هيشت، والمتحف الأثري داجون، ومتحف السكة الحديد، ومتحف البحرية... وغيرها.[154][155]
عدة أنماط معماريّة جنوبجنين: منازل منفصلة (مفرَدة وفلل)، مباني دينية (مسجد)، ومباني متعددة الأغراض.
لمدن فلسطين هوية معمارية متناقضة بينالطابع التراثي العربي القديم،والطابع الحداثي الغربي الذي أتى به الغرب ثماليهود المهاجرون من دول العالم (باستثناء الضفة وغزة) بعدحرب 1948 وتأسيسإسرائيل. إن العمارة الفلسطينية التقليدية هي مشابهة لإسلوب العمارة في المدن الشامية. كما أن التراث المعماري الفلسطيني في المدن بعد خرب 1948 يختلف عن العهد الذي سبقه من حيث العمران الحديث، حيث أن التراث المعماري الفلسطيني في الحقبة الأولى تميّز بكونه اعتمد علىالحجر الكلسي وبساطته، بينما في الحقبة الثانية، تميّز بتألقه، وما تبقى منه قائما في أحياء المدن أجمع. ولقد تميز الإعمار العربي الفلسطيني في تلك الفترة ببناء شرفات فيها أعمدة رخامية، وعادة ما كان عددها ثلاث فقط. ولقد نجح العرب بالحفاظ على العديد من المباني رغم قرارإسرائيل بهدم معظم المعالم التاريخية للمدينة، خاصة بعد حرب 1948.
كما استعان سكان المدن داخل الخط الأخضربمهندسين معماريينعرباويهودا على حد سواء، إضافة للأجانب وبينهمالألمان الذين كانوا قد قدموا لمدن كحيفا. حيث ثمت اختلاف في الهندسة والعمران، من حيث الطابع العربي والطابع الأجنبي، فعلى سبيل المثال، حافظ العرب على الأعمدة الثلاث كطابع للبنيان العربي، دامجين مع ذلك «مطلع درج» كما هو معهود في العمران الأوروبي – المودرني. كما أنه في العديد من أنحاء أوروبا لم ينجح هذا الأسلوب، بينما في مدن فلسطينية كثيرة بقيت هذه المباني وهذاالطابع المودرني كما هو وحوفظ عليه.[156]
أما في مدنالضفة الغربية، فيسود طرازان معماريان مختلفان: الطراز القديم السائد في البلدات القديمة حيث القباب والجدران السميكة المبنية من الحجر الكلسي والشبابيك والأبواب على شكل أقواس، والمباني فيها ملتصقة ببعضها ومتراصة وشوارعها ضيقة ومقسمة إلى حارات لكي يسهل الدفاع عنها. أما الطراز الثاني فهو الطراز الحديث السائد في مناطق السكن الجديدة حيث البيوت الحديثة المستقلة أو العمارات المكونة من طبقات. وتعدّ هذه المدن سكنية إلى حد كبير، بالإضافة لكونها مراكز تجارية وزراعية، إلا أن طابع المنازل والبنايات السكنية يغلب عليها، ويختلف حجم البناء ومساحة المساكن في هذه المدن فبلغ متوسط عدد الغرف في المدن الفلسطينية هو 3.6 غرفة، وقد يعود هذا إلى عدد من العوامل منها العادات والتقاليد، حيث أن البناء حجمه وشكله ومادته كلها تعزز القيمة الاجتماعية للأسرة. ويظهر ذلك بوضوح عند الذين تركوا الأرياف ثم انتقلوا إلى السكن في المدن، كما للدخل دور في عدد الغرف بالمسكن.[157]
مبنى كلية علوم الحاسب الآلي فيمعهد التخنيون -حيفا.مدرسة ترسنطة، أحد أعرق مدارسعكا.
تعدّ النسبة الوطنية الفلسطينية للتعليم فيالضفة الغربيةوقطاع غزة عالية بالمقاييس العالمية والإقليمية، وتعدّ من أعلى النسب فيالعالم العربي (المرتبة الثانية حسب التصنيف العالمي)، حيث بلغت هذه النسبة في السنوات الأخيرة 91,2%، في حين أن نسبة التعليم بين كلا الجنسين (ما بين عمري 15-24) قد بلغت 98,2%. ولكن هذا لا ينفي وجود مشاكل التسرب من المدارس وعمالة الأطفال.[158]
من جهة أخرى، تعدّ نسبة محو الأمية فيإسرائيل من الأعلى عالميا، ووفقا لترتيب ويبوماتركس Webometrics، ادرجت ست من الجامعات الإسرائيلية في لائحة أفضل 100 جامعة في آسيا.[159] ووفقا لتصنيفلجياو تونغ شنغهاي الأكاديمي العالمي للتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم، وصلت أربع جامعات إسرائيلية إلى لائحة أفضل 150 جامعة في العالم، وثلاثة منهم، دخلت لائحة تصنيف كيو إس للتعليم العالي العالمي للتايمز (أي «أفضل 200 جامعة عالمية»).
أطلقت ملكة الأردنرانيا العبد الله مبادرة «مدرستي فلسطين» وذلك لدعم التعليم وتحسين البيئة التعليمية في مدارس القدس العربية، «لا لأن للأردن علاقة بالقدس ودورًا تاريخيًا فقط ولكن لأن القدس مسؤولية كل عربي أولاً واخيرًا» على حد تعبيرها. من أبرز المؤسسات التعليمية في القدس الشرقية، المركز المعروف باسم «المركز التربوي لتطوير العاملين في حقل التعليم في القدس»، الذي يُعتبر المركز الوحيد التي يقدم الخدمات لمعلمي شرقي القدس.[161] يرى المركز نفسه كمحور تربوي يُقدم الخدمات لجهاز التعليم بكل ما لديه من موارد وإمكانات.[162]
ترتبط فلسطين التاريخية بكبريات شبكات المعطيات التجارية والمالية والأكاديمية في العالم وهي مندمجة تماماً في شبكات الاتصالات الدولية بواسطة الكابلات التحتمائية والأقمار الصناعية. وتتاح الخدمات التلفونية وخدمات التلكس والبريد الإلكتروني والفاكس في مختلف أنحاء البلاد، حيث توفر وسائل للاتصال السريع داخل البلاد وبسائر أنحاء العالم. وتعمل الخدمات البريدية داخل مناطق السلطة الفلسطينية وإسرائيل وتربطها بمعظم دول العالم.
من جهة أخرى كان للتطور الذي حصل في البنية التحتية للأراضي الفلسطينية بعد دخول السلطة الوطنية الفلسطينية اتر إيجابي في التنمية وجذب الاستثمارات الخارجية وتطوير الاستثمارات المحلية، لكن ما لبث هذا الامر ان يحدث الا وقد شابه الكثير من السـلبيات التـيتمثلت في عدم استغلال صحيح وتوجيه سليم لإدارة وتنفيذ مشاريع التنمية ككل في فلسطين والتي كان من ابرزها المشاريع المدعومة لتطوير البنية التحتية للأراضي الفلسطينية خاصة وانها كانت تعاني من نواقص وتشوهات كثيرة بسبب وجود الاحتلال والتي استمرت منذ العام 1967 وحتى يومنا هذا.[163]
النقل
في منطقة ذات مسافات قصيرة مثل فلسطين التاريخية، تشكل السيارات والباصات والشاحنات وسائط النقل الرئيسية. وقد جرى خلال السنوات الأخيرة توسيع شبكة الطرق كثيرًا لكي تتلاءم واحتياجات التزايد السريع في عدد وسائط النقل؛ ولتيسير الوصول حتى أبعد التجمعات السكانية. ويمكن التنقل بين المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بواسطة سيارة أجرة أو حافلات صغيرة. سيارات الأجرة متوفرة دائما في جميع أنحاء المدن، كذلك بالنسبة للحافلات أو الحافلات الصغيرة.
ويتنقل المواطنون الفلسطينيون بين المدن والقرى المجاورة - منذانتفاضة الأقصى بصعوبة بالغة، حيث يعاني المواطن وفي كثيراً من الأحيان الامرّين حتى يصل إلى مبتغاه في الوقت المحدد وربما لا يصله إطلاقاً، مرد ذلك الاجراءات الإسرائيلية من حواجز واغلاقات.
تشغّل سلطة السكك الحديدية خطوطاً للركاب بينالقدس،تل أبيب،حيفا،نهارياوديمونة. كذلك تعمل قطارات النقل في الجنوب أيضاً، إذ توفر الخدماتلميناء أشدود، ولمدينتيعسقلانوبئر السبع، ومناجم المعادن جنوبيديمونة. وقد ازداد في السنوات الأخيرة استخدام القطارات سواء لنقل الركاب أو لنقل البضائع. وشُغلت خطوط لقطارات ترانزيت سريعة فيتل أبيبوحيفا، بعد إصلاح وتحديث السكك الحديدية القائمة. وتعمل هذه القطارات بالتنسيق مع خطوط الباصات الفرعية. ويجري الآن استبدال عربات القطار القديمة بأخرى حديثة، مكيفة الهواء، كما تُدخل أجهزة حديثة لصيانة السكك الحديدية. لا توجد خطوط عاملة فيالضفة الغربية وقطاع غزة منذحرب 1948، حيث كانتا مربوطتان سابقابسورياومصر عبرسكة حديد الحجاز.[164]
أقدمتإسرائيل بعدحرب 1948 على إخلاء ثلاثة من أقدم موانئ فلسطين التاريخية وهيميناء يافا،ميناء عكا،قيسارية لصالح ثلاثة موانئ حديثة وعميقة المياه فيحيفاوإيلاتوإسدود، تخدم الملاحة الدولية. ويعدّميناء حيفا الآن أحد أكبر موانئ الحاويات على ساحل المتوسط، إلى جانب كونه ميناء نشط لنقل الركاب. ويستخدمميناء إسدود بدرجة رئيسية لنقل البضائع، في حين يربط ميناء ايلات، الواقع على ساحل البحر الأحمر، البلاد بالنصف الجنوبي للكرة الأرضية وبالشرق الأقصى. إضافة إلى ذلك يستقبلميناء عسقلان سفنًا محملة بالوقود؛ وتعمل فيميناء الخضيرة محطة لتفريغ حمولات الفحم المخصصة لمحطة توليد الطاقة الكهربائية المجاورة.
من جهة أخرى يعدّميناء غزة المنفذ البحري الوحيد تحت السيطرة الفلسطينية، إلا أنإسرائيل تمنع الصيادين من الإبحار فيه لمسافة تتجازو 6 أميال منذحرب 1967.
بالنسبة للمطارات يُعتبرمطار القدس الدولي أقرب المطارات إلى القدس، وقد كان يُستخدمللطيران المدني حتى أغلقته السلطات الإسرائيلية في سنة2001، وسيطر عليه الجيش الإسرائيلي لقمعالانتفاضة التي قامت في وجه إسرائيل فيالضفة الغربية وقطاع غزة.[165] تحوّلت جميع الرحلات الجويّة بعد إغلاق المطار إلىمطار بن گوريون الدولي، والذي كان سابقا مطاراللد قبل أن تسيطر عليه إسرائيل بعدحرب 1948، وهو اليوم أكبر مطارات البلاد وأكثرها ازدحامًا، حيث يصل عدد المسافرين فيه سنويًا إلى 9 ملايين مسافر.[166]
كما ويقدم مطارإيلات في الجنوب ومطاران صغيران قرب تل أبيب في الوسط، وروش بينا في الشمال الخدمات للرحلات الجوية المستأجرة (التشارتر)، ومعظمها منأوروبا، وللرحلات الجوية المحلية. ويوجد فيقطاع غزة مطار دولي هومطار ياسر عرفات الدولي قربرفح، لكنه تعرض للتدمير بفعل الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
يعتمد جهاز الخدمات الاجتماعية في المناطق تحت السيطرة الفلسطينية والإسرائيلية على مجموعة قوانين تضمن نطاقا واسعاً من الخدمات وطنية ومجتمعية. ومن بين المجالات التي تتوفر فيها هذه الخدمات العناية بالمسنين، وبرامج لمساندة العائلات احادية الوالدين والأطفال والشبيبة، منع الإدمان على الخمر والمخدرات ومعالجة المدمنين. وتشمل الخدمات أيضاً أطراً لمراقبة سلوك الأحداث الذين علقت عقوبتهم، وبرامج للذين تخلوا عن الدراسة، وبرامج لمتابعة ومعالجة الشبيبة في حالات الاضطراب والأزمات النفسية. ومن بين الخدمات التي تقدّم للمعوقين والمكفوفين، توفير فرص العمل في ورشات عمل خاصة بهم، واسداء المشورة لهم في شؤون العمل. وفيها مشاريع مجتمعية وسكنية مختلفة لمعالجة المتخلفين عقليًا.[168]
أرسيت الأسس للجهاز الصحي، بما في ذلك شبكة للطب الوقائي وتشخيص الامراض والعلاج، في فترةالانتداب البريطاني على فلسطين التي حكمت البلاد في تلك الفترة (1918- 1948). فكانت البنية التحتية للخدمات الطبية قد تطورت بدرجة ملحوظة بحيث كان التطعيم الوقائي أمراً شائعاً، كما كانت الإطارات معدة لتحسين الظروف الصحية.[169] توجد في البلاد الكثير من المشافي تتوزع علىالضفة الغربيةوقطاع غزةوإسرائيل. ونتيجة القيود الصارمة على الوقود والكهرباء؛ تُعاني المستشفيات الفلسطينية حاليًا من انقطاع التيار الكهربائي الدائم الذي يصل إلى 8-12 ساعة يوميًا. يُوجد حاليًا نقص 60-70 في المئة في وقود الديزل اللازم لمولدات الكهرباء التي أُبلغ عنها. ووفقًالمنظمة الصحة العالمية، رُفضت تصاريح مغادرة 18.5٪ من المرضى الذين قدموا تصاريح لكي يتلقوا العلاج الطارئ في المستشفيات خارجقطاع غزة في عام2007.[170]
استهداف إسرائيلي ممنهج للبنية التحتية الفلسطينية والمنشأت السكنية فيغزة.
تقوم السلطات الإسرائيلية بحصارقطاع غزة حصاراً كاملاً حيث تمنع السفر من وإلى غزة وتمنع عنها مواد البناء والمواد التموينية والأدوية والمحروقات بأنواعها، وقد دمر هذا الحصار الاقتصاد الغزاوي تدميرًا شبه كامل. وفي أوائل سنة 2009 بدأت إسرائيل في ضرب قطاع غزة كاملاً. وقد زعمتإسرائيل بأنحركة حماس تهدد أمنها وسكانها.
ولكن الشعب الفلسطيني ولم يستسلم وإنما بادر بشق الأنفاق عند حدود الأراضي المصرية، وساعدت هذه الأنفاق بدخول جميع مستلزمات الحياة من مواد غذائية ومواد بناء وأسلحة وأجهزة كهربائية وحتى السيارات. وبعد عام من شنإسرائيل الحرب على غزة قاموا بعقد عدة اتفاقيات وتهدئات ساهمت بتهدئة الوضع فيقطاع غزة وفتحمعبر رفح والسماح للمُسافرين بالدخول والخروج من المدينة ولكن بتنسيق من حُكومةحماس المُقالة والسلطة المصرية.
ما زال المواطن الفلسطيني يعاني من أزمة الغلاء المعيشي بالإضافة للمعونات التي تقدم للمواطنين فهي تقدم فقط لعائلات معينة وليس للجميع. ومع ذلك فإن سكان قطاع غزة يعيشون في نعيم أكثر من الضفة الغربية باستثناء تواصل انقطاع التيار الكهربائي بحجة عدم وجود الوقود.
^Carl S. Ehrlich "Philistines"The Oxford Guide to People and Places of the Bible. Ed. Bruce M. Metzger and Michael D. Coogan. Oxford University Press, 2001.
^قبل مايو 1948 أطلق سلطاتالانتداب البريطاني على فلسطين لقب "فلسطيني" على جميع مواطني الانتداب بما في ذلك اليهود منهم. في حين تفضل وسائل الإعلام الإسرائيلية لقب "عربي إسرائيلي" أو "عربي مواطن إسرائيل" إشارة إلى أحد أبناءعرب 48، بينما يفضل الكثير منهم لقب "فلسطيني إسرائيلي" أو "فلسطيني ذو جنسية إسرائيلية".
^Runciman، Steven (1951).A History of the Crusades:The First Crusade and the Foundation of the Kingdom of Jerusalem. Penguin Books. Vol.1 pp.3–4.ISBN:052134770X.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^قال صاحب معجم البلدان 1/38; «وأما الجند فيجيء في قولهم: جند قنسرين، وجند فلسطين، وجند حمص، وجند دمشق، وجند الأردن. فهي خمسة أجناد، وكلها بالشام. ولم يبلغني أنهم استعملوا ذلك في غير أرض الشام
^موشيه جيل,A History of Palestine, 634-1099, Cambridge University Press, 1997 pp. 134–136.
^Daniel W. Brown,A New Introduction to Islam, Wiley-Blackwell, 2nd.ed. 2011 p.122:'the first great Islamic architectural achievement.'
^موشيه جيل,A History of Palestine, 634–1099, Cambridge University Press, 1997 p.329.
^Gil,A History of Palestine, pp.306ff. and p.307 n.71; p.308 n.73
^صلاح الدين الايوبي (بطل حطين)، دار العلم للملايين /لبنان ط19 1984.
^إحسان النمر. 1975. تاريخ جبل نابلس والبلقاء، "أحوال المئة سنة الماضية"، ج4، مطبعة جمعية عمال المطابع التعاونية، نابلس.
^عكا تراث وذكريات، متى سمعان بوري ود. يوسف أحمد شبل
^كتاب: ولاية بيروت (الجزء الثاني) / لواء عكا - دراسة: د. زهير عبد اللطيف غنايم، د. محمد عبد الكريم محافظ، طبعة 2001 م. - مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية - إربد
^Eurosis European Multidisciplinary Society for Modelling and Simulation Technologyنسخة محفوظة 12 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.
^Orfali، Jacob G. (مارس 1995).Everywhere You Go, People Are the Same. Ronin Publishing. ص. 25.ISBN:0914171755.In the year 1923, [Jerusalem] became the capital of the British Mandate in Palestine{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^Dumper، Michael (15 أبريل 1996).The Politics of Jerusalem Since 1967. Columbia University Press. ص. 59.ISBN:0231106408....the city that was to become the administrative capital of Mandate Palestine...{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^المجموعات السكانية في إسرائيل، موقع مشروع جوشوا للمجموعات الإثنيّة. العدد (1,575,700) لا يشملالفلسطينيين اليهود لعدم وجود أية إحصائيات إسرائيلية تميز بينهم وبين اليهود الوافدين."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2013-12-10. اطلع عليه بتاريخ2019-09-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^National Spiritual Assembly of the United States (يناير 1966)."Shrine of Bahá'u'lláh".Bahá'í News ع. 418: 4. مؤرشف منالأصل في 2018-06-21. اطلع عليه بتاريخ2006-08-12.
^Smith، Peter (2000). "Arc-buildings of; Bahá'í World Centre".A concise encyclopedia of the Bahá'í Faith. Oxford: Oneworld Publications. ص. 45–46, 71–72.ISBN:1-85168-184-1.
^Smith، Peter (2000). "Bahá'í World Centre".A concise encyclopedia of the Bahá'í Faith. Oxford: Oneworld Publications. ص. 71–72.ISBN:1-85168-184-1.
^The World Bank and Bisan Center for Research and Development (2006) The Role and Performance of Palestinian NGOs: In Health, Education and Agriculture, The World Bank and Bisan Center for Research and Development
^يقول علماء الدين المسلمون أناليهود كانوا يُعيّرون محمدًا ويقولون له أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا، فاغتمّمحمد من ذلك غمًا شديدًا وخرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر منالله في ذلك أمرًا، فلمّا أصبح وحضر وقت الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين، فنزل عليهجبريل فأخذ بعضديه وحوّله إلىالكعبة وانزل عليه:﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾، هذا ويضيف العلماء أن لعل من أسباب تغيير القبلة ووجوب إستقبالها حال الصلاة والذبح وغيرها من الأمور، هو أن الله يمتحن الناس ويميّز المؤمنين بهذه الطريقة عن غيرهم أمثال اليهود، وأمثال الذين كانوا يدّعون الإسلام ويتظاهرون به، لكنهم لم يكونوا ملتزمين واقعًا وقلبًا بأوامر الله وأوامر رسوله.
^يشمل العدد أيضا سكان هضبةالجولان السوريّة المحتلة منذحرب 1967، حيث قرر الكنيست الإسرائيلي في ديسمبر 1981 ضم الجزء المحتل من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى إسرائيل بشكل أحادي الجانب ومعارض للقرارات الدولية. ويقطن الجولان المحتل اليوم قرابة 30,000 نسمة هم سكان القرى الذين بقوا - ومعظمهمدروز، بالإضافة إلى المستوطنيناليهود.