الفقمات الحقيقية أوالفقمات عديمة الآذان (الاسم العلمي:Phocidae) تعد واحدة من ثلاث مجموعات رئيسية منالثدييات داخل فيلقزعنفيات الأقدام. ويتبع جميع الفقمات الحقيقية فصيلةالفقميات. ويطلق عليها أحيانًاالفقمات الزاحفة وذلك لتمييزها عنفقمات الفراء وأسود البحر التابعين لفصيلةعجل البحر (أوتاريدي). ويعيش العديد من الفقمات داخلالمحيطات الموجودة في نصفي الكرة الأرضية، ولكن يقتصر معظمهم على العيش فيالقطبية ودون القطبية والمناطق ذاتالمناخ المعتدل، وذلك باستثناء النوع الأكثر استوائية وهوالفقمات الراهبة[الإنجليزية]. ويُسمّى صغير الفقمة جروًا سواء كان ذكرًا أو أنثى.
تختلف الفقمات التي تنتمي إلى فصيلة الفقمات الأصيلة (فوسيديا) بمقدار بمقدار 1.17 متر(3.8 قدم) طولاً و45 كيلو غرام (99 باوند) وزنًا فيالفقمات الحلقية، وتصل إلى 4.9 أمتار (16 قدم) و2,400 كيلو غرام (5,300 باوند) فيفقمات فيل البحر الجنوبية.[5]
ويمكن تصنيف هذه الفقمات في الحياة المائية وذلك بدرجة أعلى من الفقمات ذوات الآذان. وليس لهذه الفقمات أذن خارجية ولكنها تتمتع بجسد أملس وانسيابي. ومما يسهم في زيادة انسيابية جسدها أن بهاحلمتينوخصيتين داخليتين وغلاف قضيبي داخلي يمكن طيهم. كما توجد طبقة ملساء منالدهن تحت الجلد. ولديها القدرة على تحويلالدم المتدفق إلى هذه الطبقة كي تستطيع التحكم في درجة حرارتها.
تستخدم هذه الفقمات زعانفها الأمامية في توجيه زحفها، بينما تكون زعانفها الخلفية مقيدةبالحوض بحيث لا تستطيع أن تجعلها تحت جسدها كي تتمكن من السير عليها.
كما أنها تستطيع السباحة لمسافات طويلة وبشكل فعال وذلك بسبب ما تتمتع به من انسيابية مقارنة بفقمات الفراء وأسود البحار. وعلى الرغم من ذلك، فلا تتمتع هذه الفقمات بالرشاقة الكافية، وذلك لأنها لا تستطيع تحريك زعانفها الخلفية إلى أسفل مما يجعلها تحتاج إلى أن تتلوى مستخدمةً لزعانفها الأمامية وعضلات بطنها.
وتمتلك الأنواع التي تنتمي لأسرة الفوسيديا أسنانًا أقل مما تمتلكه الأنواع البرية لفصيلةاللواحم، ولكنها مع ذلك تمتلك أنياب. كما أن بعض الأنواع ليس به أيأضراس تمامًا. ترتيب أسنانها كالآتي:
يسمح التنفسوالدورة الدموية لهذه الأنواع أن تغوص إلى أعماق كبيرة، كما يساعدها على قضاء فترات طويلة تحت الماء بين الأنفاس. أثناء الغوص يُحبس الهواء بشكل إجباري منالرئتين داخل ممرات جهاز التنفس العلوي، حيث يكون من الصعب امتصاص الغازات داخل مجرى الدم. مما يساعد على حماية الفقمات منالانثنائات. كما أنالأذن الوسطى مبطنة بتجويف دموي ينتفخ أثناء الغوص مما يساعد على الحفاظ على ضغط ثابت.[5]
بينما تعرف الفقمات ذوات الآذان (الأوتاريدس) بالسرعة والمناورة، تشتهر هذه الأنواع بالحركة الاقتصادية والفعالة. مما يسمح لها أن تطوف في الأرض بحثًا عن الطعام مستغلة لموارد أية فريسة، بينما تُقيد الأوتاريدس بالمناطق متقلبة الأمواج القريبة من مناطق توالدها.
وتسبح هذه الأنواع عن طريق حركات جانبية لأجسادها وذلك باستخدام الزعانف الخلفية الخاصة بها إلى أقصى درجة ممكنة.[5]
يظهر في الصورة سبع من كبار وصغار الفقمات، حيث يقترب بعضهم من البعض بشدة على الشاطئ
تقضي هذه الأنواع معظم أوقاتها في البحر، ولكنها تعود إلى الأرض أو إلى قطعة من الجليد لتتزاوج وتتناسل.
كما تقضي الإناث الحوامل فترات طويلة في البحر باحثةً عن الطعام ومكونةً مخزونًا دهنيًا، ثم تعود إلى منطقة تناسلها لتستخدم هذه الطاقة المخزنة في تربية الصغار الرُضع. تبدي الفقمات الشائعة إستراتيجة إنجابية مشابهة لتلك التي في الأوتاريدس، حيث تقوم الأم برحلات قصيرة بحثًا عن الطعام لصغارها.
وعلى الأم أن تبقىصائمة أثناءالرضاعة، وذلك لبُعد مصادر الطعام عن مكان الولادة لمئات الكيلومترات. ويتطلب هذا الجمع بين الصوم والرضاعة أن تفرز الأم كميات كبيرة من الطاقة لصغارها في الوقت الذي لا تأكل فيه (ولا تشرب غالبًا). ولا بد أن يتوفر للأمهات احتياجاتهم الأيضية أثناء فترة الرضاعة. وتعتبر هذه الطريقة نسخة مصغرة من إستراتيجيةالحوت السنامي. حيث يصوم أثناء شهور الهجرة الطويلة من مناطق جلب الطعام في القطب الشمالي إلى المناطق الاستوائية حيث الولادة والرضاع ثم يعود مرة أخرى.
وتنتج الأمهات لبنًا غليظًا وغنيًا بالدهون مما يمد الصغار بكميات كبيرة من الطاقة في فترات قصيرة. وهذا يسمح للأمهات أن تعود مرة أخرى للبحر لتُجدد مخزونها. وتتراوح معدلات الرضاعة ما بين 28 يومًا بالنسبة إلى فقمة فيل البحر الشمالية إلى ثلاثة أو خمسة أيام فقط بالنسبة إلى الفقمة الحلقية. وتُنهي الأم فترة الرضاعة بتركها لصغارها في مكان الولادة باحثةً عن الطعام.(ويمكن للصغار تكملة الرضاعة إذا أتيحت لهم الفرصة ). غالبًا ما يقوم «سارقو اللبن» بالرضاع من أمهات غير أمهاتهم أو من الأمهات النائمة، مما يؤدي إلى موت صغير هذه الأم لأن الأم الواحدة تكفي لارضاع صغيرٍ واحد.
يحتوي النظام الغذائي للصغار على سعرات حرارية عالية والتي تساعد على بناء مخزون دهني. وتترك الأم صغارها قبل أن يكونوا قادرين على جلب الطعام بأنفسهم، حيث تستهلك الصغار الدهون الخاصة بهم خلال أسابيع أو شهور في الوقت الذي تنموا فيه. وتحتاج الفقمات كباقي الثدييات البحرية إلى وقت لكي تمنوا فيه خزانات الأوكسجين والعضلات المستخدمة في السباحة والممرات العصبية اللازمة للبحث عن الطعام والضرورية لعمليات الغوص. وخلال هذه الفترة لا تأكل الصغار طعامًا ولا تشرب ماءً، وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض الأنواع القطبية تأكل الثلج. وتتراوح الفترة التي يظل فيها الصغار صائمين بعد الرضاع من أسبوعين بالنسبة للفقمات ذات القلنسوة إلى 9-12 أسبوعًا بالنسبة لفقمات فيل البحر الشمالية. تعد هذه التكيفات الفيسيولوجية والسلوكية التي تسمح للصغار بتحمل هذا الصيام الجدير بالملاحظة تربة خصبة للبحث والدراسة.
أدى التحليلالوراثي العرقي (phylogenetic) الذي اُجري عام 1980 على الفوسيديات إلى بضعة استنتاجات حول الترابط بين الأجناس المختلفة. شكلت الأجناس الأربعةهيدورجا وليبتونايكوتس ولوبودون وأوماتوفوكو بتشكيل مجموعةأحادية العرق منقبيلة الفقمة الحقيقية (لوبودونتيني). وكذلك أسرة الفوسينيا التي تتكون من (أيريجناسوس وسايستوفرا، وهاليكورس وفقمات الفوكا) هي أيضًا أحادية العرق. وفي الفترة الأخيرة، اُشتقت خمسة أنواع أخرى منالفوكا مكونةً بذلك ثلاثة أنواع إضافية. ومع ذلك فإن فصيلة فقمات الموناشينا وهي (فقمة البحر المتوسط الراهبة وميرونجا من المحتمل أن يكونوا من مجموعةشبه عرقي.
يرجع أقرب تاريخ لحفريات الفوسيدا إلى منتصففترةالميوسين (Miocene)، منذ 15 مليون سنة وكانت في شمال الأطلنطي. يعتقد العديد من الباحثين حتى وقت قريب أن هذه الأنواع قد تطورت بشكل منفصل عن سباع البحرفيلة البحر (odobenids)وثعلب الماء (otter)، مثلالبوتاموثيريم (Potamotherium) والتي تعيش في البحيرات الوروبية ذات المياه العذبة. وتشير بقوة العديد من الأدلة الحديثة إلى أن جميع زعنفيات الأقدام من سلف مشترك واحد، وربما يرتبطالينالياركتوس (Enaliarctos) أكثربالدببة.
ويعتقد أنفقمة البحر المتوسط الراهبة (Monk seals)وفقمة الفيلة (elephant seals) قد دخلتا لأول مرة المحيط الهادي عبر مضيق مفتوح بين أمريكا الشمالية والجنوبية والذي تم غلقه في فترةالبلوسين. من الممكن أن يكون قد استخدمت مختلف الأنواع القطبية الأخرى نفس الطريق، أو من المحتمل أن يكونوا قد سافروا إلى أسفل الساحل الإفريقي الغربي.[7]
^Andrew T. Smith; Yan Xie; Darrin P. Lunde;Don E. Wilson; W. Christopher Wozencraft; Robert S. Hoffmann; Wang Sung; John R. MacKinnon (2008), Andrew T. Smith; Yan Xie (eds.),A Guide to the Mammals of China. (بالإنجليزية), Illustrator: Federico Gemma, Princeton:Princeton University Press, p. 429,QID:Q19604469
^ابجMcLaren, Ian (1984). Macdonald, D. (المحرر).The Encyclopedia of Mammals. New York: Facts on File. ص. 270–275.ISBN:0-87196-871-1.
^Peter Saundry. 2010.True Seals. Encyclopedia of Earth. topic ed. C.Michael Hogan, ed. in chief C.Cleveland, National Center for Science and the Environment, Washington DC"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2013-06-12. اطلع عليه بتاريخ2012-12-10.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)