هذه المقالة عن الإطار العام للمسافة والاتجاه. لمعلومات عن لفضاء خارج الغلاف الجوي للأرض، طالعفضاء خارجي. لمعلومات عن معانٍ أخرى، طالعفضاء (توضيح).
فضاء
نظام إحداثي ديكارتي ثلاثي الأبعاد تابع لاتجاهات اليد اليمنى يستخدم لتحديد المواضع في الفضاء (المكان).(طالع شرح التصحيح الضروريّ للرسم البياني في صفحته.)
الفضاء هو مُنْفَسَح ثلاثي الأبعاد لا حدود له تأخذ فيهالأجسام والوقائع وضعا واتجاها نسبيا.[1] بالتوازي تستخدم أيضا كلمة «الفضاء» فيالفيزياء للتعبير عن مجمل المكان الفيزيائي التي تشغله المادة وتتواجد فيه الأجسام الصغيرة والكبيرة كالذرات والأيونات أو الكواكب والنجوم، وفق التصورالنيوتني، والذي يشكل مسرحا للحوادث في الفيزياء النيوتنية. وغالبا ما يتم تصور «المكان الفيزيائي» كفضاء ثابت غير متحرك ذي ثلاثةأبعادخطية (مستقيمة). مع أنعلماء الفيزياء الحديثة عادة ما ينظرون له مع البعدالزمني للأحداث، على انهما جزءا منتسلسل رباعي الابعاد متصل لا حدود له، يُدمج فيه المكان مع الزمان، فيما يعرفبالزمكان. يظهر ذلك التصور جليا في مسلماتالنظرية النسبية، إذ أن النسبية العامة تجعل من هذا الزمكان بأبعاده الأربعة فضاء متحركا متموجا، كما أن النظريات الحديثة عن الفضاء الكوني تقدم تصورا أنه يتوسع مع الزمن بناء على ما تم رصده من تباعد للمجرات عن بعضها البعض. أما في علمالرياضيات، فيتم التمعن في«الفضاءات» الرياضية باستخدام أعداد متباينة من أبعاد وهياكل ضمنية مختلفة. يعتبر مفهوم الفضاء ذا أهمية أساسية لفهم طبيعةالكون. ومع ذلك، لا يزال الخلاف مستمر بينالفلاسفة حول ما إذا كان هو نفسه عبارة عن «كيان»، أو «علاقة بين كيانات»، أو «جزءا منإطار تصوري للعمل».
يرجع السجال حول طبيعة وجوهر ومنوال تواجد المكان إلى العصور القديمة؛ ونعني بذلك إطروحات مثل إطروحةتيماوس (باللاتينية:Timaeus) (وتعني «القيمة») التي وضعهاأفلاطون أوسقراط في تأملاته فيما سماه الإغريق «الخورا» (باللاتينية:Khôra) (أي «الفضاء»)،أو فيفيزياءأرسطو (الكتاب الرابع، دلتا) في تعريف «التوبوس» (باللاتينية:topos) (أي المكان)، أو حتى في أطروحات الموسوعي العربيابن الهيثم في مرحلة لاحقة حول «المفهوم الهندسي للمكان»، كما كتب في مخطوطته(قول في المكان) في القرن الحادي عشر، التي عارض فيها مفهوم أرسطو الفلسفي حول المكان.[2] نوقشت العديد من هذه الأسئلة الفلسفية الكلاسيكية في عصر النهضة ومن ثم أُعيد صياغتها في القرن السابع عشر، ولا سيما خلال مراحل التطور المبكرةلعلم الميكانيكا الكلاسيكي (القديم). فمن منظور السيرإسحاق نيوتن، الفضاء كان مكان مطلق أو بَحْت، بمعنى أنه كان موجود دائما وبصرف النظر عما إذا كانت هناك أي مادة أو شيء يملأ هذا الفضاء.[3] ومع ذلك أعتقدالفلاسفة الطبيعيون الأخرون، وخصوصاغوتفريد لايبنتز، أن الفضاءكان في الواقع عبارة عن مجموعة من العلاقات بين الكيانات، تُعطى بواسطة تعريفمسافاتهاواتجاهاتها من بعضها البعض. في القرن الثامن عشر، حاول الفيلسوف واللاهوتيجورج بيركلي أن يدحض «الرؤية للعمق المكاني» في مقالة بعنوان: «مقالة نحو نظرية جديدة للمُتَصَوّر». في وقت لاحق، قال الفيلسوفالماورائيإيمانويل كانت أنه لا يمكن إدراك المكان أو الزمان بشكل تجريبي أو عملي، إنهما عنصران لإطار تصوري للعمل يستخدمه البشر لهيكلة جميع التجارب. وأشار كانت إلى «المكان» في كتابهنقد الإدْراك الصافي بأنه: «شكل مسلم به نقي من أشكال الحدس» الذاتي، وبالتالي فإنه إسْهام لا مفر منه لملكات البشر العقلية.
^إرجع إلى أطروحة أفلاطون "تيماوس" في مكتبة لوب Loeb الكلاسيكية، فيجامعة هارفارد، وتأملاته حول 'الخورا'. انظر أيضا "فيزياء" أرسطو، الكتاب الرابع، الفصل الخامس، حول تعريف 'التوبوس'. وفيما يتعلق بمفهوم القرن الحادي عشر لابن الهيثم "للمكان هندسي" بأنه "إتّساع فراغي"، والذي هو أقرب إلى مفهومديكارت ومفاهيم لايبنتز في القرن السابع عشر (' 'extensio' ' أو التَوَسُّع) و(' 'analysis situs' ' أو تحليل الوضع)، ودحضه الرياضي الخاص لتعريف أرسطو للتوبوس في الفلسفة الطبيعية، نشير إلى مقالة:نادر البزري، "في الدفاع عن السيادة في الفلسفة: نقد البغدادي لهندسة ابن الهيثم للمكان" ، 'مجلة العلوم العربية والفلسفة التاريخية': (مطبعة جامعة كامبريدج)، المجلد 17 (2007)، ص 57-80.