البلادديمقراطية تمثيلية عاصمتها وأكبر مدنها غواتيمالا دي لا أسونسيون والمعروفة أيضًا باسممدينة غواتيمالا. تضيف وفرة النظم الإيكولوجية الفريدة في غواتيمالا إلى صيتأمريكا الوسطى باعتبارها نقطة ساخنة من حيث التنوع البيولوجي.[15] تمركزتحضارة المايا السابقة في أمريكا الوسطى والتي استمرت طوال فترة ما بعد الكلاسيكية حتى وصولالإسبان. عاشالمايا في غواتيمالاوالهندوراس وبليز والجزء الجنوبي منالمكسيك والأجزاء الشمالية منالسلفادور قبل وصول المستوطنينالأوروبيين.
نالت غواتيمالا استقلالها عنإسبانيا في عام1821، وانضمت إلى الإمبراطورية المكسيكية. بعد أن أصبحت دولة مستقلة في حد ذاتها، حكمها مجموعة من الحكام المستبدين وبمساعدة منشركة يونايتد فروتس. شهدت غواتيمالا في أواخرالقرن العشرين حربًا أهلية دامت 36 عامًا. بعدالحرب، شهدت غواتيمالا انتخابات ديمقراطية متعاقبة، كان آخرها في عام2007.
منشأ التسمية «غواتيمالا» غير واضح، ولكن توجد عدة نظريات. قد تشتق «غواتيمالا» (Guatemala) من «غوتيمالا» (Goathemala)، والتي تعني «أرض الأشجار» في لغة الماياتولتيك.[16] تفيد نظرية أخرى أنها تأتي من التعبير الناهيوتلي «كوايهتيتلان» (Cuauhtitlan) ومعناه «بين الأشجار». «كوايهتيتلان» كان اسم الجنودالتلاكسكاليكانيين الذين رافقوابيدرو دي ألفارادو أثناء الغزو الإسباني. أخيراً، هناك نظرية تقول أن التسمية هي تحريف إسباني لكلمة من ناهوا هي «كوكتموكت-لان» (coactmoct-lan) والتي تعني «أرض الثعبان آكل الطيور»[17]
أول دليل على استيطان الإنسان لغواتيمالا يعود إلى ما لا يقل عن 12,000 سنةقبل الميلاد. هناك أدلة قد تضع هذا التاريخ قرب 18,000 عامًاقبل الميلاد، مثل وجود رؤوس السهامالسبجية والتي عُثِر عليها في أجزاء مختلفة منالبلاد.[18] هناك أدلة أثرية على أن أوائل المستوطنين الغواتيماليين كانوا صيادين وجامعي ثمار، ولكن عينات من غبار الطلع من بيتين وساحل المحيط الهادئ تشير إلى تطوير زراعة الذرة 3,500 قبل الميلاد.[19] عُثِر على مواقع يعود تاريخها إلى 6,500قبل الميلاد في كيتشي في المرتفعات وسيباكات في اسكوينتلا في مركز ساحل المحيط الهادئ.
يقسم علماء الآثار تاريخ أمريكا الوسطىما قبل كولومبوس إلى فترة ما قبل كلاسيكية (2000ق.م إلى 250 م)، والفترة الكلاسيكية (250-900 م) والفترة الكاليستية (900-1500 م).[20] وحتىوقت قريب، اعتبرت الفترة الكلاسيكية كطور تكويني، حيث ظهرت قرى صغيرة تضم مزارعين يعيشون في أكواخ، وبعض المباني القليلة الدائمة، ولكن تم الطعن هذه الفكرة عبر الاكتشافات الأخيرة لصروح معمارية تعود لتلك الحقبة، مثل مذبح لا بلانكا فيسان ماركوس الذي يعود إلى عام 1,000 ق.م؛ والمواقع الشعائرية في ميرافلوريس وال نارانخو لنحو 801 ق.م، وأوائل الأقنعة الأثرية والمدن في حوض ميرادور مثل ناكبه وكسولنال وال تينال وواكنا وال ميرادور.
كانت ال ميرادور إلى حد بعيد المدينة الأكثر سكانًا في أمريكا ما قبل كولومبوس؛ حيث يغطى كل من الهرمين تيغري ومونوس مساحة بحجم أكبر من 250,000 م3.[21] كانت ميرادور أول دولة ذات تنظيم سياسي في أمريكا، وتعرف باسم مملكة كان في النصوص القديمة. كانت هناك 26 مدينة تربطها ساكبيوب (طرق سريعة) والتي بلغ طولها عدة كيلومترات وبعرض وصل إلى 40 متراً وبارتفاع بين 2-4 م عن سطح الأرض ممهدة بالجص والتي يمكن تمييزها بوضوح من الجو في معظم الغابات المطيرة البكر الواسعة النطاق فيأمريكا الوسطى.
الفترة الكلاسيكية من الحضارة الأمريكية الوسطى تتوافق مع ذروةحضارة المايا، والتي يمثلها عدد لا يحصى من المواقع في جميع أنحاء غواتيمالا، على الرغم من أن أكبر تجمع يقع في بيتين. تتميز هذه الفترة ببناءالمدن الواسع، ونموالدولالمدن المستقلة، والاتصال مع الثقافات الأخرى فيأمريكا الوسطى.
استمر هذا الحال حتى حوالي900 م، عندما انهارتحضارة المايا الكلاسيكية.[22] تخلىالمايا عن العديد منالمدن في السهول الوسطى، أو راحوا ضحية مجاعة سببها الجفاف.[23] يناقش العلماء قضية انهيارحضارة المايا الكلاسيكية، ولكن نظرية الجفاف هي الأكثرها قبولًا والتي اكتشفهاعلماء درسوا قاع البحيرات وبذور الطلع القديمة وأدلة مادية الأخرى.[24] يعتقد أن سلسلة من موجات الجفاف طويلة الأمد خلفت صحراء موسمية أهلكت المايا، الذين اعتمدوا في المقام الأول على مياه الأمطار العادية.
تمثل الممالك الإقليمية الفترة ما بعد الكلاسيكية، مثل إتزا وكويوج في منطقة البحيرات في بيتين، ومام وكيشيس وكاكشيكيل وتزوتوهيل وبوكومشي وكيكشي وتشورتي في المرتفعات. حافظ هذه المدن على العديد من جوانب حضارة المايا، ولكنها لم تعادل حجم أو قوةالمدن الكلاسيكية.
تشتركحضارة المايا في العديد من الميزات مع الحضارات الأخرى في أمريكا الوسطى نظراً للدرجة عالية من التفاعلوالانتشار الثقافي التي اتسمت بها المنطقة. لم تقدم تلك الحضارة الكتابة أوالنقوش أو التقويم، لكن حضارة المايا طورتها بالكامل. يمكن الكشف عن تأثير المايا فيهندوراس وغواتيمالا وشمالالسلفادور حتى مناطق بعيدة مثل وسطالمكسيك، وأكثر من 1000كم بعدًا من منطقةالمايا. عُثِر على العديد من التأثيرات الخارجية في الفن والعمارة والتي يعتقد أنها تعود للتبادل التجاري والثقافي بدلًا من الغزو الخارجي المباشر.
بعد وصولهم إلى ما سميبالعالم الجديد، باشر الإسبان عدة حملات في غواتيمالا ابتداء من عام1519. بعد فترة لا تعد بالطويلة، أسفر الاتصال بالإسبان عنوباء دمرالسكان الأصليين. منحهرنان كورتيس - الذي قاد الغزو الإسبانيللمكسيك - تصريحًا للقائدين غونزالو دي ألفارادو وشقيقهبيدرو دي ألفارادو للسيطرة على هذه الأرض. تحالف ألفارادو في البداية مع شعب كاكتشيكيل لمحاربة خصومهم التقليديين شعب كيشي. انقلب ألفارادو لاحقًا ضد كاكتشيكيل وبسط في نهاية المطاف السيطرة الإسبانية على كامل المنطقة.[25] صعدت عدة عائلات من أصل إسباني لاحقًا على الساحة الغواتيمالية الاستعمارية بما في ذلك الألقاب دي أريفياغا وأرويافي وألفاريز دي لاس أستورياس وغونزاليس دي باتريس وكورونادو وغالفيس كورال ومينكوس ودلغادو دي نأخيرا ودي لا توفيا وفارون دي بيرييزا.[26]
خلال الفترة الاستعمارية، كانت غواتيمالا أودينثيا وقبطانية عامة (كابيتانيا جينيرال دي غواتيمالا) من إسبانيا، وجزء من إسبانيا الجديدة (المكسيك). امتدت من الولايات المكسيكية الحديثةتاباسكووتشياباس (بما في ذلك إدارة سوكونوسكو المنفصلة حينها) وصولاًلكوستاريكا. لم تكن تلك المنطقة غنية بالمعادن (الذهب والفضة) مثل المكسيك والبيرو وبالتالي لم تمتلك أهمية تذكر. كانت المنتجات الرئيسية قصب السكر والكاكاو وصباغ الأنيل الأزرق والصباغ الأحمر منالدودة القرمزية، والأخشاب الثمينة المستخدمة في العمل الفني في الكنائس والقصور في إسبانيا.
سميت أول عاصمة تكبان غواتيمالا والتي تأسست في 25 يوليو 1524 بينما أطلق اسم فيلا دي سانتياغو دي غواتيمالا على منطقة قرب إكسيمشي عاصمة كاكتشيكيل. نقلت العاصمة إلى مدينة سيوداد فيخا يوم 22 نوفمبر 1527 عندما هاجم كاكتشيكيل المدينة. في 11 سبتمبر 1541 أغرقت المدينة عندما انهارت بحيرة فيفوهة بركان أغوا بسبب الأمطار الغزيرة والزلازل، ونقلت 6 كم إلى أنتيغوا في وادي بانتشوي وهو الآن منمواقع اليونسكو للتراث العالمي. دمرت عدة من الهزات الأرضية المدينة في 1773-1774، عندما منح ملك إسبانيا الترخيص لنقل العاصمة إلى وادي ارميتا، والذي سمي باسم كنيسة كاثوليكية، إلى فيرجن دي إل كارمن في موقعها الحالي في 2 يناير 1776.
في 15 سبتمبر 1821، أعلنت القبطانية العامة لغواتيمالا (التي شكلتهاتشياباس وغواتيمالاوالسلفادورونيكاراغواوكوستاريكاوهندوراس) رسميًا إستقلالها عنإسبانيا واندماجها في الإمبراطورية المكسيكية والتي انحلت بعد عامين. خضعت هذه المنطقة رسميًا لسيطرةإسبانيا الجديدة طوال الفترة الاستعمارية، ولكن جرت إدارتها بشكل منفصل لأسباب عملية. انفصلت جميعها لاحقًا عنالمكسيك عدا ولاية تشياباس بعد أن أجبر أغوستين الأول منالمكسيك على التنازل عن العرش.
شكلت مقاطعات غواتيمالا المقاطعات المتحدة فيأمريكا الوسطى، أو كما يعرف أيضاً باسماتحاد أمريكا الوسطى. انحل الاتحاد في الحرب الأهلية 1838-1840. كان رافائيل كاريرا الغواتيمالي ذا دور مؤثر في قيادة التمرد ضد الحكومة الاتحادية وتفكك الاتحاد. خلال هذه الفترة أعلنت منطقة المرتفعاتلوس ألتوس الاستقلال عن غواتيمالا، لكن كاريرا ضمها مجدداً حيث هيمن على الحياة السياسية في غواتيمالا حتى عام 1865 مدعوماً من المحافظين وأصحاب الأراضي الكبيرة والكنيسة.
دارت «الثورة الليبرالية» في غواتيمالا عام 1871 تحت قيادة خوستو روفينو باريوس الذي عمل على تحديث البلاد وتحسين التجارة وإدخال محاصيل جديدة والتصنيع. خلال هذه الحقبة أصبح البن محصولاً مهماً في غواتيمالا. كان لباريوس طموحات بتوحيد أمريكا الوسطى وقاد البلاد إلى الحرب في محاولة فاشلة لتحقيق هذا الأمر حيث خسر حياته في ساحة المعركة في عام 1885 ضد قوات السلفادور.
من 1898 إلى 1920، حكم الدكتاتور مانويل استرادا كابريرا والذي دعم وصوله إلى سدة الرئاسة شركة الفواكه المتحدة. كان خلال فترة رئاسته الطويلة أن أصبحت شركة الفواكه المتحدة قوة كبرى في غواتيمالا.[27]
مشهد لأنتيغوا غواتيمالا من سيرو دي لا كروز (تلة الصليب) 2009
في 4 يوليو 1944 اضطر الدكتاتور خورخي أوبيكو كاستانيدا إلى الاستقالة من منصبه استجابة لموجة من الاحتجاجات وإضراب عام. كما أجبر الجنرال البديل خوان فريدريكو بونسي فايدس في وقت لاحق على التنحي من منصبه في 20 أكتوبر 1944 بعدانقلاب عسكري بقيادة الميجور فرانسيسكو خافيير أرانا والكابتنجاكوبو أربينز غوزمان. قتل نحو 100 شخص في الانقلاب. قادت البلاد لجنة عسكرية تتكون من أرانا وأربينز وخورخي تورييو غاريدو.
دعا المجلس العسكري الحاكم للانتخابات الحرة الأولى في غواتيمالا والتي فاز بها بغالبية 85% الكاتب والمعلم البارز خوان خوسيه أريفالو بيرميخو والذي عاش في المنفى في الأرجنتين لمدة 14 عاماً. كان أريفالو أول رئيسمنتخب ديمقراطياً في غواتيمالا ينهي بصورة كاملة فترة حكمه التي انتخب لها. انتقدت سياساته «المسيحية الاشتراكية» المستوحاة من «الصفقة الأميركية الجديدة» من قبل ملاك الأراضي والطبقة العليا بأنها «شيوعية».
كانت هذه الفترة أيضاً بدايةالحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، والتي كان لها تأثير كبير على تاريخ غواتيمالا. دعمت حكومة الولايات المتحدة الجيش الغواتيمالي منذ الخمسينيات وحتى التسعينيات دعماً مباشراً بالتدريب والسلاح والمال.
في عام 1954، أطيح بجاكوبو أربينز غوزمان -خليفة أريفالو المنتخب ديمقراطياً- في انقلاب دبرتهوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. اعتبر غومان نفسه اشتراكياً وبعد الإصلاحات الزراعية التي قام بها تدخلت وكالة المخابرات المركزية لخشيتها من تحول الحكومة الاشتراكية إلى رأس جسر سوفياتي في نصف الكرة الغربي.[28] تم تثبيت الكولونيل كارلوس كاستيو أرماس رئيساً للبلاد في عام 1954 وحكم البلاد حتى اغتياله على يد أحد حراسه الشخصيين عام 1957. تشير العديد من الأدلة على تورط شركة الفاكهة المتحدةالأمريكية (التي غيرت اسمها في عام 1970 إلى تشيكيتا براندز انترناشيونال) في دور فاعل في هذا الانقلاب، حيث أن الإصلاحات التي قام بها جاكوبو أربينز هددت مصالح الشركة في غواتيمالا، لا سيما أن الشركة تمتلك علاقات مباشرة معالبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية.
تولى الجنرال ميغيل يديغوراس فوينتيس السلطة في الانتخابات التالية. ذاع صيت ذاك الرئيس لتحديه الرئيس المكسيكي إلىمبارزة جنتلمان على جسر على الحدود الجنوبية لإنهاء الخلاف حول موضوع الصيد غير المشروع من قبل الزوارق المكسيكية على الساحل الغوتيمالي من المحيط الهادئ، حيث أغرق سلاح الجو الغواتيمالي اثنين منها. أذن يديغوراس بتدريب 5000 كوبي مناهضلكاسترو في غواتيمالا. كما قدم أيضاً مهابط طائرات في منطقة بيتين لما أصبح يعرف فيما بعدبغزو خليج الخنازير الفاشل عام 1961. أطيح بحكومة يديغوراس في عام 1963 عندما هاجمت القوات الجوية الغواتيمالية قواعد عسكرية عدة. قاد الانقلاب وزير دفاعه العقيد انريكي بيرالتا أزورديا.
كاييه سانتاندير هو شارع سياحي في مدينة باناخاشيل، 2009
انتخب خوليو سيزار منديز مونتينغرو عام 1966 رئيساً لغواتيمالا تحت شعار «الانفتاح الديمقراطي». كان منديز مونتينغرو مرشحاً عن الحزب الثوري، وهو حزب عن يسار الوسط تعود أصوله لحقبة ما بعد أوبيكو. تشكلت في الفترة ذاتها المنظماتشبه العسكرية اليمينية، مثل «اليد البيضاء» (مانو بلانكا) والجيش السري المناهض للشيوعية. كانت تلك المنظمات في طليعة «فرق الموت» سيئة الصيت. أرسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين منقواتها الخاصة (القبعات الخضر) إلى غواتيمالا لتدريب قواتها والمساعدة في تحويل جيشها إلى قوة حديثة في مكافحة التمرد مما جعلها في نهاية المطاف الأكثر تطوراً في أمريكا الوسطى.
في عام 1970، انتخب العقيد كارلوس مانويل أرانا أوسوريو رئيساً للبلاد. دخلت حركة حرب عصابات جديدة البلاد من المكسيك، في المرتفعات الغربية في عام 1972. في الانتخابات المتنازع عليها في عام 1974، فاز الجنرال كخيل لوغيرود غارسيا على الجنرال إفراين ريوس مونت مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي والذي زعم أنه تعرض للغش وحرم النصر عبر الاحتيال. في 4 فبراير 1976، دمر زلزال كبير عدداً من المدن وتسبب في أكثر من 25,000 حالة وفاة. في عام 1978، وفي انتخابات مزورة، تولى الجنرال روميو لوكاس غارسيا السلطة.
شهدت السبعينات ولادة منظمتين عسكريتين هماجيش الفقراءومنظمة الشعب المسلح واللتان باشرتا عملهما وكثفتاه في نهاية السبعينات. شنتا هجمات حرب عصابات على المناطق الحضرية والريفية أساساً ضد الجيش وبعض المدنيين المؤيدين للجيش. في عام 1979، أمر الرئيس الأميركيجيمي كارتر بفرض حظر على جميع المساعدات العسكرية للجيش الغواتيمالي بسبب الانتهاكات واسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان.
في عام 1980، قامت مجموعة من سكان الكيشي الأصليين بالسيطرة على مقر السفارة الإسبانية للاحتجاج على مجازر الجيش في الريف. أطلقت الحكومة الغواتيمالية هجوماً قتل فيه جميع من في المبنى تقريباً نتيجة للحريق الذي التهم المبنى. زعمت الحكومة الغواتيمالية أن النشطاء هم من أشعلوا الحريقمضحين بأنفسهم.[29] مع ذلك شكك السفير الإسباني الذي نجا من النيران في ذاك الادعاء مدعياً أن الشرطة الغواتيمالية قتلت عمداً كافة المعتصمين في المبنى وأشعلت النار لمحو الأثر. نتيجة لهذا الحادث، انهارت العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا وغواتيمالا.
أطيح بالحكومة في عام 1982 وعين الجنرال إفراين ريوس مونت رئيساً للمجلس العسكري. استمرت الحملة الدموية من التعذيبوالاختفاء القسريوسياسة الأرض المحروقة. أصبحت البلاد دولة منبوذة دولياً. أطيح بريوس مونت من قبل الجنرال أوسكار أومبرتو ميخيا فيكتوريس والذي دعا إلى انتخاب جمعية وطنية دستورية لكتابة دستور جديد، مما أدى إلى إجراء انتخابات حرة في عام 1986 فاز بها فينيسيو سيريزو أريفالو مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي.
انتهت الحرب الأهلية الغواتيمالية 1996 باتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين. أدارتالأمم المتحدة الحوار بين الطرفين، حيث كانت المفاوضات كثيفة برعاية دول مثلإسبانياوالنرويج. تنازل كلا الطرفان تنازلات مهمة. نزع المتمردون سلاحهم وتلقوا أرضاً ليعملوا بها. وفقاً لبعثة تقصي الحقائق الأممية (بعثة من أجل التوضيح التاريخي) فإن قوات الحكومة والمنظمات شبه العسكرية التابعة لها كانت مسؤولة عن 93% من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب.[30]
خلال السنوات العشر الأولى، كان ضحايا العنف الذي رعته الحكومة من الطلاب والعمال والأخصائيين وشخصيات المعارضة، ولكن في السنوات الأخيرة شمل العنف الآلاف منالمايا الفلاحين القرويين والعزل. دمرت أكثر من 450 قرية من قراهم كما شرد نحو مليون شخص ضمن غواتيمالا أو لجؤوا لدول أخرى. قتل نحو 200,000 شخص في الحرب الأهلية أغلبهم من المايا.[31]
في مناطق معينة مثل باخا فيراباز، اعتبرت لجنة تقصي الحقائق الدولة الغواتيمالية قد انخرطت في حرب إيادة ضد مجموعة عرقية محددة في الحرب الأهلية.[30] في عام 1999 صرح الرئيس الأمريكيبيل كلينتون أن الولايات المتحدة أخطأت بدعمها للقوات المسلحة الغواتيمالية والتي ساهمت في القتل الوحشي للمدنيين.[32]
منذ محادثات السلام، شهدت غواتيمالا عدة انتخابات ديمقراطية متتالية كان آخرها 2011. وقعت الحكومة الأخيرة معاهدة تجارة حرة مع الولايات المتحدة وبقية دول أمريكا الوسطى عبر منظمة كافتا ومعاهدات أخرى مع المكسيك. في انتخابات 2007 نجحت الوحدة الوطنية للأمل ومرشحها للرئاسيات ألفارو كولوم في انتخابات الرئاسة وحصلت على الأغلبية في الكونغرس.
متوسط الأعمار الحالي في غواتيمالا 19.4 سنة، بواقع 18.9 للذكور و 20 للإناث.[33] يعد هذا الوسطي الأدنى في نصف الكرة الغربي ويقارن بدول في وسط أفريقيا وأفغانستان. يدل هذا الوسطي على تدني مأمول الحياة كنتيجة للأمراض وسوء البنية التحتية والتعليم الرسمي القليل. بالإضافة إلى ذلك توجد تقارير عن عنف غير مبلغ عنه ومواقف اجتماعية بعيدة الأمد تجلت في العنف الممنهج ضد المرأة. يضاف إلى ذلك تجارة المخدرات التي قد تكون عاملاً في الوفيات في المناطق الحضرية.
غواتيمالا جمهورية ديمقراطية دستورية حيث رئيس البلاد هوقائد الدولة والحكومة ضمننظام متعدد الأحزاب. تمارس الحكومةالسلطة التنفيذية. أماالسلطة التشريعية فتقع على عاهل الحكومة والكونغرس.السلطة القضائية مستقلة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية. الرئيس الحالي لغواتيمالا هو ألفارو كولوم اعتباراً من 14 يناير 2008.
غواتيمالا مركزية جداً حيث المواصلات والاتصالات والأعمال والسياسة وأغلب أوجه الحياة الحضرية جميعها فيمدينة غواتيمالا. يقطن العاصمة نحو مليوني شخص ضمن حدودها و 5 ملايين ضمن المنطقة الحضرية. تشكل تلك الأرقام نسبة هامة من إجمالي تعداد السكان البالغ 14 مليون نسمة.[34]
تقع غواتيمالا بين خطي عرض 13 درجة و 18 درجة شمالاً، وخطي طول 88 درجة و 93 درجة غرباً.
تتسم البلاد بطبيعتها الجبلية مع وجود مناطق صحراوية وبقع صغيرة من الكثبان الرملية، والوديان الجبلية المليئة بالسكان، باستثناء المنطقة الساحلية الجنوبية والسهول الشاسعة الشمالية في بيتين. يعبر البلاد سلسلتان جبليتان من الغرب إلى الشرق وتقسمان البلاد إلى ثلاث مناطق رئيسية هي: المرتفعات حيث توجد الجبال وساحل المحيط الهادئ إلى الجنوب من المرتفعات ومنطقة بيتين إلى الشمال منها. تقع جميع المدن الرئيسية في المرتفعات وعلى ساحل المحيط الهادئ. مقارنة بما سبق فإن الكثافة السكانية منخفضة في بيتين. تختلف هذه المناطق الثلاث في المناخ والارتفاع والمشهد الطبيعي مما يوفر تناقضات مثيرة بين الأراضي المنخفضة الرطبة الحارة والاستوائية وقمم المرتفعات الأكثر برودة وجفافاً. يعد بركان تاخومولكو عند ارتفاع 4220 م أعلى نقطة في دول أمريكا الوسطى.
الأنهار قصيرة وضحلة في حوض تصريف المحيط الهادئ، بينما تكون أكبر وأعمق في منطقة البحر الكاريبيوخليج المكسيك، والتي تشمل نهري بولوشيك ودولسي، والذين يصبان في بحيرة إيزابال، وأنهار موتاجوا وسارستون الذي يشكل الحدود مع بليز ونهر أوسوماسينتا الذي يشكل الحدود بين بيتينوتشياباس فيالمكسيك.
طالبت غواتيمالا بكل أو جزء من أراضيبليز المجاورة والتي كانت سابقاً جزءاً من المستعمرة الإسبانية، بينما حالياً هي مندول الكومنولث المستقلة والتي تعترف بالملكةإليزابيث الثانيةقائدة للدولة. نتيجة لهذا النزاع الإقليمي، فإن غواتيمالا لم تعترف باستقلال بليز حتى عام 1990، ولكن لم يتم حل النزاع. تجري مفاوضات حالياً تحت رعايةمنظمة الدول الأمريكية ودول الكومنولث لاستكمالها.[35][36]
قرية على الطريق السريع الرابط للأمريكيتين على مقربة من فوهة بركان.
تقع غواتيمالا بين البحر الكاريبي والمحيط الهادئ مما يجعلها هدفاً للأعاصير، مثل إعصار ميتش في عام 1998 وإعصار ستان في أكتوبر 2005 والذي قتل أكثر من 1500 شخص. لم يكن الضرر مرتبطاً بالرياح وإنما بسببالفيضانات والانهيارات الطينية الكبيرة الناجمة.
تقع مرتفعات غواتيمالا على طول صدع موتاجوا، وهو جزء من الحدود بينالصفيحتين التكتونيتين الكاريبيةوالأمريكية الشمالية. كان هذا الصدع مسؤولاً عن العديد من الزلازل الكبرى في الأزمنة التاريخية، بما في ذلك زلزال قوته 7.5 في 4 فبراير 1976 والذي راح ضحيته أكثر من 25000 شخص. بالإضافة إلى ذلك، خندق أمريكا الوسطى وهو تراكب صفيحي كبرى تقع قبالة ساحل المحيط الهادئ. تقع هنا صفيحة كوكوس تحت صفيحة الكاريبي مما ينجم عنها نشاط بركاني داخلياً من الساحل. يوجد في غواتيمالا 37 بركاناً، أربعة منها نشطة: بكايا وسانتياغيتو وتاكانا وفويغو. ثار كل من فويغو وبكايا في عام 2010.
للكوارث الطبيعية تاريخ طويل في هذا الجزء النشط جيولوجياً من العالم. على سبيل المثال، نقلت عاصمة غواتيمالا من مكانها ثلاث مرات اثنتان منهما بسبب الانهيارات الطينية البركانية 1541 والزلازل 1773.
يوم الخميس 27 مايو 2010، اندلعت الحمم والصخور البركانية من البركان باكايا وغطت مدينة غواتيمالا بالرمل الأسود (وأغلق المطار الدولي). أعلنت «حالة الكارثة.» خلف البركان باكايا حوالي 8 سم من الرماد والرمل في كامل غواتيمالا سيتي. بعد ذلك تمت أعمال التنظيف.
يوجد في البلاد 14 منطقة من النظم البيئية تتراوح بين غابات المنغروف إلى كلا سواحل المحيطات بخمسة نظم بيئية مختلفة. يسجل في غواتيمالا 252 من المناطق الرطبة بما في ذلك 5 بحيرات و61 بركة و 100 نهر و 4 مستنقعات. كانت حديقةتيكال الوطنية أولموقع تراث عالمي مختلطلليونسكو. تتميز غواتيمالا أيضاً بتنوعها الحيواني. يوجد في البلاد 1246 نوعاً معروفاً. من بينها 6.7%مستوطنة و 8.1% مهددة. غواتيمالا هي موطن لما لا يقل عن 8681 نوع من النباتات الوعائية، منها 13.5% مستوطنة. 5.4% من غواتيمالا محمي تحت الفئات الأولى حتى الرابعةللاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة.
يقع في محافظة بيتين محمية المحيط الحيوي للمايا بمساحة 2,112,940 هكتار،[37] مما يجعلها ثاني أكبر الغابات فيأمريكا الوسطى بعد بوساواس.
رجال من التزوتوخيل في سانتياغو أتيتلان.نساء غواتيماليات في أنتيغوا غواتيمالا.
وفقاًلكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية، بلغ تعداد سكان غواتيمالا 12,728,111 (بتقديرات 2007). يشكل اللادينو حوالي 43% من السكان ويسمون أيضاًبالمستيزو (عرق مختلط نتيجة تزاوجالسكان الأصليينوالإسبان الأوروبيين). أما السكان البيض فهم أقلية ضئيلة جداً (أكثر من 16%) من أصول إسبانية ولكن أيضاً من أصولإيطاليةوألمانية وبريطانية وإسكندنافية. يضم السكان الأصليون مجتمعات الكيشي 9.1% والكاكشيكيل 8.4% والمام 7.9% والكيكشي 6.3%. يعد 8.6% من السكان «مايا أخرى» بينما 0.4% من السكان أصليون من غير المايا، مما يجعل المجتمعات الأصلية في غواتيمالا تشكل حوالي 40.5% من السكان.[38]
توجد مجتمعات أصغر ومنها الغاريفونا والذين ينحدرون أساساً من الأفارقة السود الذين عاشوا وتزاوجوا مع السكان الأصليين من سانت فنسنت. يعيش معظمهم في ليفينغستون وبويرتو باريوس. تضم تلك المجتمعات سوداً ومولاتو منحدرين من عمال الموز. هناك أيضاً آسيويون ومعظمهم من أصولصينية. أما الجماعات الآسيوية الأخرى فتشملالعرب من أصوللبنانيةوسورية. يوجد أيضاً مجتمعكوري متنامي في مدينة غواتيمالا وميكسكو القريبة ويبلغ عددهم حالياً حوالي 10,000. يعود تقليد شجرة عيد الميلاد في هذا البلد إلى المهاجرين من أصل ألماني.
في عام 1900، كان عدد سكان غواتيمالا 885,000.[39] نما تعداد سكان البلاد على مدار القرن العشرين وهو أسرع نمو في نصف الكرة الغربي. أدت الهجرة المتزايدة إلى الولايات المتحدة لنمو المجتمعات الغواتيمالية في ولايات كاليفورنيا وفلوريدا وإلينوي ونيويورك وتكساس ورود آيلاند وغيرها منذ السبعينيات من القرن الماضي.[40]
أجبرت الحرب الأهلية العديد من الغواتيماليين على بدء حياتهم خارج بلادهم. تقع الغالبية العظمى منالشتات الغواتيمالي في الولايات المتحدة حيث تضعهم التقديرات بين 480,665[41] و 1,489,426 نسمة.[42] تكمن الصعوبة في الحصول على تعداد دقيق للغواتيماليين في الخارج لأن العديدين منهمطالبو لجوء في انتظار تحديد وضعهم. فيما يلي تقديرات بالنسبة لبعض البلدان:
وفقاًلكتاب حقائق العالم فإن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هو 5,000دولار أمريكي؛ إلا أن هذاالبلد النامي لا يزال يواجه العديد من المشاكل الاجتماعية، حيث أنه من بين أفقر 10 بلدان في أمريكا اللاتينية. لا يزال توزيع الدخل غير متكافئ للغاية حيث أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر الوطني[45] بينما بلغ عددالعاطلين عن العمل أكثر من 400,000 (3.2٪). يعتبر كتاب حقائق العالم أن 56.2٪ من سكان غواتيمالا يعيشون فيفقر.[46]
تشكل التحويلات المالية من الغواتيماليين الذين لجؤوا إلى الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية أكبر مصدر وحيد للدخل الأجنبي (أكثر من مجموع قيمة الصادرات والسياحة).[47]
في السنوات الأخيرة، نمى قطاع تصدير المنتجات غير التقليدية بشكل حيوي، مشكلاً أكثر من 53% من الصادرات العالمية. بعض المنتجات الرئيسية للتصدير هي الفواكه والخضروات والزهور والحرف اليدوية والملابس وغيرها.
قدر الناتج المحلي الإجمالي فيتعادل القدرة الشرائية في عام 2006 بنحو 61.38 مليار دولار أمريكي. يعد قطاع الخدمات أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 58.7٪، يليه قطاع الزراعة بنحو 22.1 ٪ (تقديرات عام 2006). لا يمثل القطاع الصناعي سوى 19.1 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي (تقديرات عام 2006). تنتج المناجم الذهب والفضة والزنك والكوبالت والنيكل.[48] أما القطاع الزراعي فيمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي وخمسي الصادرات ونصف القوى العاملة. القهوة العضوية والسكر والمنسوجات والخضروات الطازجة والموز هي الصادرات الرئيسية في البلاد. بلغ معدل التضخم 5.7 ٪ في عام 2006.
أزالت اتفاقات السلام لعام 1996 التي أنهت الحرب الأهلية عقبة رئيسية أمام الاستثمار الأجنبي. كما تزداد أهمية السياحة كمصدر للدخل لغواتيمالا.
في مارس 2006، صادق البرلمان الغواتيمالي على اتفاق التجارة الحرة لدول أمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيكان (كافتا) بين عدة دول من أمريكا الوسطى والولايات المتحدة.[49] كما لغواتيمالا أيضاًاتفاقيات تجارة حرة معتايوانوكولومبيا.
فتاتان غواتيماليتان ترتديان الملابس التقليدية في تشيتشيكاستينانغو.
مدينة غواتيمالا مقر للكثير من المكتبات والمتاحف في البلاد، بما في ذلك الأرشيف الوطني والمكتبة الوطنية ومتحف الآثار وعلم الأجناس، والذي يحتوي على مجموعة واسعة من تحف المايا. هناك متاحف خاصة، مثل إخشيل والتي تركز على المنسوجات، وبوبول فوه الذي يركز على آثار المايا. يقع كلا المتحفان داخل حرم جامعة فرانسيسكو ماروكين. تقريباً كل البلديات الـ 329 تمتلك متحفاً صغيراً.
أنتجت غواتيمالا العديد من الفنانين من السكان الأصليين الذين يتبعون العديد من التقاليد ما قبل الكولومبية. إلا أنهم أيضاً يعكسون تاريخ غواتيمالا الاستعماري وما بعد الاستعماري، كما أن اللقاءات مع العديد من الحركات الفنية العالمية أنتجت مجموعة كبيرة من الفنانين الذين دمجوا ما يسمى «البدائية» أو «السذاجة» الجمالية التقليدية بالتقاليد الأوروبية والأمريكية الشمالية وغيرها. تعد المدرسة الوطنية للفنون التشكيلية «رافاييل رودريغيز باديلا» المدرسة الفنية الرائدة في البلاد والتي خرجت العديدين من الفنانين الأصليين الرائدين والذين يعرضون أعمالهم في المجموعة الدائمة في المتحف الوطني للفن المعاصر في العاصمة. من بين الفنانين المعاصرين الغواتيماليين والذين اكتسبوا سمعة خارج غواتيمالا داغوبيرتو فاسكيز ولويس رولاندو إخكياك خيكارا وكارلوس ميريدا[52] وأنيبال لوبيز وروبرتو غونزاليس غويري وإلمار رينيه روخاس.[53]
الجائزة الوطنية الغواتيمالية في الأدب هي جائزة لمرة واحدة فقط تكرم أعمال الكاتب. تمنح سنوياً منذ عام 1988 من قبل وزارة الثقافة والرياضة.
فازميغل أنخل أستورياس بجائزة نوبل للأدب عام 1967. من بين مؤلفاته الشهيرةإل سنيور بريزيدنتي أوالسيد الرئيس وهي رواية تقوم على حكومة مانويل استرادا كابريرا.
حازتريغوبيرتا مينتشو على جائزة نوبل للسلام لمحاربتها الظلم ضد السكان الأصليين في غواتيمالا وتشتهر بكتابيهاأنا، ريغوبيرتا مينتشو وعبور الحدود.
تتألف موسيقى غواتيمالا من العديد من الأساليب والتعبيرات. منحت المشاهد الموسيقية القوة للتغيير الاجتماعي الغواتيمالي مثل نويفا كانسيون، التي تمزج قضايا تاريخية وقضايا يومنا هذا سوية بالإضافة إلى القيم السياسية والنضال الشعبي. امتلكالمايا ممارسة موسيقية مكثفة كما هو موثق. كانت غواتيمالا أيضا واحدة من المناطق الأولى في العالم الجديد التي تنتشر فيها الموسيقى الأوروبية بداية من عام 1524. ساهم العديد من المؤلفين الموسيقيين من عصر النهضة والباروك والكلاسيكي والرومانسي والمعاصرة في جميع الأنواع الموسيقية.الماريمبا هي الأداة الموسيقية الوطنية والتي طورت ذخيرة كبيرة من القطع الجذابة جداً والتي امتلكت شعبية لأكثر من قرن من الزمان.
نشرت مؤسسة تاريخ غواتيمالا العام سلسلة من الأقراص المدمجة للموسيقى الغواتيمالية التاريخية والتي تضم كافة الأنواع الموسيقية من عهد المايا فالعهد الاستعماري فعهد الاستقلال والعهد الجمهوري وصولاً للزمن الحالي. هناك العديد من المجموعات الموسيقية المعاصرة في غواتيمالا في مجال الموسيقى الكاريبيةوالسالسا وبونتا (متأثرة بغاريفونا) والبوب اللاتيني والمكسيكي المحلي والمارياشي. هناك أيضا مشهد نابض بالحياة لما هو معروف في العالم اللاتيني بالروك باللغة الإسبانية.
خريطة اللغات في غواتيمالا وفقاً للجنة الغات الأصلية الرسمية في غواتيمالا. القشتالية تثمل اللغة الإسبانية.
على الرغم من أن الإسبانية هي اللغة الرسمية، فإنها لا تستخدم كلياً بين السكان الأصليين، كما أنه لا تستخدم كثيراً كلغة ثانية بين المسنين من السكان الأصليين. يتحدث في البلاد بإحدى وعشرين لغة من لغات المايا ولا سيما في المناطق الريفية بالإضافة إلى اثنتين من اللهجاتالأمريكية الأصلية غير المايا هما شينكا وهي لهجة أصلية وغاريفونا يستخدمهاالأراواك على ساحل البحر الكاريبي. وفقاً للنظام رقم 19 لعام 2003 هناك 23 لهجة غير معترف بها كلغات وطنية.[54]
باعتبارها لغة أولى وثانية، يتحدث الإسبانية نحو 93 ٪ من السكان. وفقاً لاتفاقات السلام الموقعة في ديسمبر 1996 يجب ترجمة بعض الوثائق الرسمية والمواد الانتخابية إلى عدة لغات عدة أصلية وتوفير مترجمين في القضايا القانونية لغير الناطقين بالإسبانية. يقبل الاتفاق أيضاً التعليم باللغة الإسبانية واللغات الأصلية. ومن الشائع بين الغواتيماليين الأصليين تحدث ما بين 2-5 لغات أصلية إضافة للإسبانية.
يعتنق 50-60 ٪ من السكانالكاثوليكية بينما يشكلالبروتستانت 40 ٪، أما 3 ٪ فيتبعونالأرثوذكسية الشرقية و 1 ٪ العقائد الأصليةللمايا.[55] كانت الكاثوليكية دين الدولة الرسمي خلال الحقبة الاستعمارية. مع ذلك، انتشرت البروتستانتية بصورة ملحوظة في العقود الأخيرة. أكثر من ثلث الغواتيماليين بروتستانت وهمإنجيليون أوخمسينيون. من الشائع أيضاً دمج بعض ممارسات المايا الوثنية ذات الصلة في مراسم العبادة الكاثوليكية عندما تتماشى مع معنى العقيدة الكاثوليكية وهي ظاهرة تعرف باسم الأقلمة.[56][57] تزداد ممارسة الشعائر الدينية التقليدية للمايا نتيجة للحماية الثقافية التي أنشئت بموجب اتفاقات السلام. وضعت الحكومة سياسة لتقديم المذابح في كل مناطق المايا الأثرية في البلاد بحيث يمكن إجراء الاحتفالات التقليدية هناك.
هناك أيضا جاليات صغيرة مناليهود تقدر بين 1200 و 2000 شخص،[58]والمسلمين 1200والبوذيين في حوالي 9,000-12,000، وأفراد من ديانات أخرى وأولئك الذين لا يعتنقون أي دين.
يتبعكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في الوقت الراهن أكثر من 215,000 عضو في غواتيمالا، وهو ما يمثل حوالي 1.65 ٪ من سكان البلاد حسب تقديرات عام 2008. عمد أول عضو في كنيسة قديسي الأيام الأخيرة في غواتيمالا في عام 1948. نمت العضوية إلى 10,000 بحلول عام 1966، وبعد 18 عاماً مع بناء معبد غواتيمالا سيتي عام 1984،[59][60] ارتفعت العضوية إلى 40,000. بحلول عام 1998 تضاعف العدد أربع مرات إلى 164,000[61] ولا تزال الكنيسة تجذب العديدين في غواتيمالا؛ أعلنت بدء أعمال البناء في معبد غواتيمالا كويتزالتينانغو[62] وهو ثان معبد لها في البلاد.[63]
أعلن مؤخراً أن عدد أعضاء الكنيسة الأرثوذكسية التابعين لبطريركية القسطنطينية في غواتيمالا يبلغ 520,000 شخص بالتواصل مع بطريركية القسطنطينية المسكونية. تمتلك بطريركية القسطنطينية الأرثوذكسية عضوية تقريبية بنحو 527000 من المؤمنين والموعوظين وهم بأغلبية ساحقة من السكان الأصليين حيث لهم 334 كنيسة في غواتيمالا وجنوب المكسيك، مع 12 من رجال الدين و14 من الإكليريكيين 14 الذين يساعدهم في خدمتهم الرعوية 250 من الكهنة و380 من معلمي التعليم المسيحي. تقع المكاتب الإدارية للكنيسة على 280 فدان من الأرض، مع كلية ومدرستين و12 معلماً. بالإضافة إلى ذلك، يقع الدير على مساحة 480 فدان. يندرج حالياً أربعة عشر طالباً من غواتيمالا بمنحة دراسية كاملة في معهد القديس غريغوريوس نازيانزن اللاهوتي الأرثوذكسي لدرجة إجازة في البرنامج. البرنامج معتمد بشكل كامل من قبل قسم التعليم من المتروبوليس المقدس.
تدير الحكومة عدداً من المدارس العامة الابتدائية والثانوية. هذه المدارس مجانية على الرغم من أن تكلفة الزي المدرسي والكتب واللوازم والنقل تجعلها تغيب عن متناول الشرائح الفقيرة من المجتمع حيث أعداد كبيرة من الأطفال الفقراء لا يذهبون إلى المدرسة. بينما يذهب الكثير من أبناء الطبقتين العليا والمتوسطة إلى المدارس الخاصة. توجد في البلاد أيضاً جامعة عامة (جامعة سان كارلوس غواتيمالا) وتسع خاصة. كانت جامعة سان كارلوس واحدة من أولى الجامعات في أميركا. أعلنت رسمياً كجامعة في 31 يناير 1676 بأمر الملكي من الملك كارلوس الثاني ملك إسبانيا. تبلغ نسبة محو الأمية 69.1٪ فقط بين السكان ممن تجاوزوا 15 عاماً وهو أدنى معدل محو أمية في أمريكا الوسطى. رغم ذلك يتوقع من غواتيمإلا أن تتغير في غضون السنوات العشرين المقبلة.[64] توجد مدارس مثل كلية القديس جوزيف من ماين والتي تتنقل بين القرى مثل نويفا دي كونسيبسيون لتعليم اللغة الإنجليزية وبناء العيادات الطبية فيها.
في الخمسينيات من القرن الماضي، كتب علماء الأنثروبولوجيا الطبية مثل ريتشارد آدامز وبنجامين بول ولويس بول دراسات مكرسة لمعتقدات وممارسات المايا الطبية. وصف ريتشارد أدامز -رغم أن البحث ثانوي لعمله- الهوة بين المعتقدات والممارسات الطبية للمايا والعلم الغربي، وأظهر لم رفض شعب المايا المشاريع التطبيقية من معهد التغذية لأمريكا الوسطى وبنما. مهد عمله الطريق أمام أربعة عقود من الدراسات الأنثروبولوجية الطبية في غواتيمالا لتشخيص انقطاع التواصل الناجم عن «الجهل في المعتقدات والممارسات المحلية.» نشر العديد من هؤلاء بالتعاون مع معهد التغذية أعمالاً حول مختلف المواضيع التي تهم الأنثروبولوجيا الطبية في غواتيمالا.
في القرن العشرين، حصلت عدة أمور قوضت المماراسات الطبية للشعوب الأصلية. كانت بداية في الاضطهاد الديني من العمل الكاثوليكي والأديان الإنجيلية البروتستانتية ومن ثم عبر حظر المؤسسات الكاثوليكية أعضائها عن استشارة المعالجين التقليديين. ثانياً، قامت بعض عناصر المجتمع الغواتيمالي بممارسة القتل المنهجي ضد طبقة كهنة المايا العليا. وثالثاً، نظام الرعاية الصحية الذي بدأ في الثمانينيات في غواتيمالا والذي يعتمد إلى حد كبير على الطب الغربي، حيث منع هذا النظام الصحي المعالجين التقليديين من الممارسة. في حين أن نظام الرعاية الصحية بذل جهوداً لتدريب القابلات المحليات، يتهم البعض تلك البرامج بأنها لا تعطي الخدمات المناسبة ثقافياً وبجودة عالية.
أدى التفاوت بين الطب الحيوي الغربي والرعاية التقليدية لخلق توترات، حيث تركز برامج الصحة غير الحكومية في المقام الأول على الأكثر تعليماً -أي المتحدثين بالإسبانية- بينما تعيق المنافسات التواصل بين ممارسي الطب الغربي وممارسي الطب التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، يهمل أخصائيو الطب الحيوي الغربي التجربة الاجتماعية للمرضى فضلاً عن البناء الاجتماعي للمرض. تظهر الدراسات التي أجريت في المكسيك وغواتيمالا وغيرها من المناطق الريفية الدعم للقول بأن العديد من ممارسي الطب الحيوي الغربي يتجنبون المناطق النائية إما لأنهم لا يستطيعون كسب ما يكفي من المال هناك أو لأنهم يميزون ضد الأقليات العرقية.
اليوم، يتعين على المرضى الاختيار بين النظامين استناداً إلى الظروف المعقدة المحيطة والتي تقرر النظام الطبي الأرجح لتوفير العلاج.[65]
فازتريغوبيرتا مينتشو بجائزة نوبل للسلام عام 1992 لعملها المهم جداً لصالح شعب المايا واللاجئين المايا في المكسيك والولايات المتحدة. بينما فازميغل أنخل أستورياس بجائزة نوبل في الأدب عام 1967 عن روايتهالسيد الرئيس والتي أثارت الجدل خلال الحرب الأهلية في غواتيمالا. صورت الرواية أهوال الحرب التي عانى منها الغواتيماليون خلال حكم الحكومات العسكرية.
^Douglas R. White, The Marriage Core of the Elite Network of Colonial Guatemala (2002),[2] UC Irvine School of Social Sciences.نسخة محفوظة 13 مارس 2011 على موقعواي باك مشين.
^Frederick Douglass Opie, Black Labor Migration in Caribbean Guatemala, 1882–1923,(University of Florida Press, 2009), chapters 2–3.
^Nicholas Cullather, Secret History: The CIA’s Classified Account of its Operation in Guatemala, 1952–1954 (Stanford University Press, 1999) pp24-7, based on the CIA archives
^"Outright Murder". Time.com. 11 فبراير 1980. مؤرشف منالأصل في 2013-08-26. اطلع عليه بتاريخ2010-06-01.
^Babington, Charles (11 مارس 1999). "Clinton: Support for Guatemala Was Wrong".Washington Post. ص. Page A1.{{استشهاد بخبر}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^"LA Literacy Rates".UNESCO Institute for Statistics. سبتمبر 2006. مؤرشف منالأصل في 2011-06-10. اطلع عليه بتاريخ2007-01-15.
^Walter Randolph Adams and John P. Hawkins,Health Care in Maya Guatemala: Confronting Medical Pluralism in a Developing Country (Norman: University of Oklahoma Press, 2007), 4–10.
^"''Prensa Libre''". Prensalibre.com.gt. مؤرشف منالأصل في 2019-01-17. اطلع عليه بتاريخ2010-06-01.
^"''El Periódico''". Elperiodico.com.gt. مؤرشف منالأصل في 2019-05-28. اطلع عليه بتاريخ2010-06-01.