ازدهرت الكتابات الغنوصية بين بعض الجماعات المسيحية في عالمالبحر المتوسط في القرن الثاني الميلادي تقريبًا، في الوقت الذي اعتبرهمآباء الكنيسة فيههراطقة.[6] نجحت الجهود المبذولة لتدمير هذه النصوص إلى حد كبير، مما أدى إلى بقاء قليل جدًا من كتابات اللاهوتيين الغنوصيين.[7] ومع ذلك، رأى المعلمون الغنوصيون الأوائل مثلفالنتينوس أن معتقداتهم تتوافق مع المسيحية. في النصوص المسيحية الغنوصية، يُنظر إلىيسوع على أنه كائن إلهي اتخذ شكلًا بشريًا من أجل إعادة البشرية إلى الاعتراف بطبيعتها الإلهية. لا تمتلك الغنوصية نظامًا موحدًا، وإن كانت تتفق على أن الخبرة المباشرة تسمح بمجموعة واسعة من التعاليم، مثلما تعتقد تيارات متميزة مثلالفالنتينيةوالشيثية. انتشرت الأفكار الغنوصية فيالإمبراطورية الفارسية حتى الصين عبر الحركةالمانوية، بينما انتشرتالمندائية، وهي الديانة الغنوصية الوحيدة الباقية من العصور القديمة، فيالعراقوإيران ومجتمعاتالشتات.[8] يعتقد جورون باكلي أنالمندائيين الأوائل ربما كانوا من بين أوائل من صاغوا ما عُرف فيما بالغنوصية في مجتمع أتباع يسوع الأوائل.[9]
لعدة قرون، كانت معظم المعرفة العلمية حول الغنوصية مقتصرة على الكتابات المناهضة للهرطقة لشخصيات مسيحية مبكرة مثلإيرينيئوسوهيبوليتوس الرومي. تجدّد الاهتمام بالغنوصية بعد اكتشافمخطوطات نجع حمادي فيمصر سنة 1945م، وهي عبارة عن مجموعة من النصوص المسيحية والغنوصية المبكرة النادرة، من بينهاإنجيل توماوسفر يوحنا السري. لاحظتإلين باجلز التأثيرالهلنستي اليهوديوالزرادشتيوالأفلاطوني على نصوص نجع حمادي.[7] منذ التسعينيات، أصبحت الغنوصية تحت تدقيق متزايد من قبل العلماء. إحدى هذه القضايا هي ما إذا كان ينبغي اعتبار الغنوصية أحد أشكالالمسيحية المبكرة، أو ظاهرة بين الأديان، أو ديانة مستقلة. وذهب البعض أبعد من ذلك، فتساءل علماء معاصرون آخرون مثل مايكل ألين ويليامز[10] وديفيد ج. روبرتسون عما إذا كانت الغنوصية ذات فائدة تاريخية، أم أنها مجرد مصطلح فني يستخدمهعلماء هرطقاتالمسيحية التقليدية المبكرة لوصف مجموعة متباينة من الجماعات المسيحية المتعاصرة.
كلمة (بالإنجليزية:Gnosticism) (منالكلمة الإغريقية: γνωστικός،رومنة:gnōstikós،اليونانية العامية المختلطة: [ɣnostiˈkos]، 'امتلاك المعرفة') «غنوسيس» هي كلمة يونانية مؤنثة تعني «المعرفة» أو «الوعي».[11] وغالبًا ما تستخدم للإشارة إلى المعرفة الشخصية مقارنة بالمصطلح «εἴδειν» (إيدين) الذي يشير إلى المعرفة الفكرية. تُعد الصفة «غنوستيكوس» (المعرفي)،[12] صفة شائعة إلى حد ما في اللغة اليونانية القديمة.[13]
بحلولالفترة الهلنستية، بدأت الغنوصية ترتبطبالأسرار اليونانية الرومانية، وأصبحت الكلمة مرادفةً للمصطلح اليوناني «موستيرون». في السياق الديني، ارتبط معنى الغنوصية بالمعرفة الصوفية أو الباطنية التي تعتمد على الاتصال المباشر بالإله. في معظم الأنظمة الغنوصية، تُعدُّ معرفة الإله سببًا كافيًا للخلاص، وهي "معرفة داخلية"، تشبه تلك التي نادى بهاأفلوطين، وتختلف عن الرؤيةالمسيحية التقليدية المبكرة حول الخلاص.[14] ويُعرّف الغنوصيون على أنهم "أولئك الموجهون نحو المعرفة والفهم - أو الإدراك والتعلم - كسبيل للحياة".[15] المعنى المتعارف عليه لكلمة «غنوستيكوس» في النصوص اليونانية القديمة هو «متعلم» أو «مثقف»، حيث استخدمهأفلاطون في المقارنة بين مصطلحي «عملي» (praktikos) و«مثقف» (gnostikos).[ا][ب] يعد استخدام أفلاطون لمصطلح «المتعلم» أمرًا معتادًا إلى حد ما في النصوص القديمة.[ج]
استخدمت هذه الصفة أحيانًا فيالترجمة السبعينيةللكتاب المقدس العبري، ولم تستخدم في العهد الجديد، لكن استخدمهاإكليمندس الإسكندري[د] حين تحدث عن المسيحي «المتعلم» (غنوستيكوس) في كثير من الأحيان كأسلوب للمُجاملة.[16] أما ربط كلمة «غنوستيكوس» بالهرطقة، فقد نشأت مع تفسيراتإيرينيئوس. يرى بعض العلماء[ه] أن إيرينيئوس استخدم أحيانًا كلمة غنوستيكوس ليعني ببساطة «المثقف».[و] أما مصطلح «الغنوصية» ذاته بمدلوله المعاصر، لم يظهر في المصادر القديمة،[18][ز] حيث صيغ المصطلح لأول مرة في القرن السابع عشر الميلادي على يدهنري مور في تعليقه على الرسائل السبعلسفر الرؤيا، حيث استخدم مور مصطلح الغنوصية لوصف الهرطقة فيثياتيرا.[19][ح] عند صياغته للمصطلح، اختار هنري مور الاسم «الغنوصية» اشتقاقًا من الصفة اليونانية «gnostikos» التي استخدمها إيرينيئوس لوصف مدرسةفالنتينوس حين قال عنهم "الهرطقة المسماة بالمتعلمين".[20][ط]
عربيًا، هناك خلاف حول ترجمة المصطلح إلى العربية، بين مصطلحات «العرفانية» و«المعرفية» و«الغنوصية» و«الروحية» و«الأدرية» و«مذهب العرفان» و«الإدراكية».[22]
أصول الغنوصية غامضة ولا تزال محل نزاع. وصفت الجماعات المسيحية التقليدية المبكرة الغنوصية بالبدعة المسيحية،[ي][24] ولكن وفقًا للعلماء المعاصرين، فإن أصل الغنوصية الديني يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأوساط الطائفية اليهودية والطوائف المسيحية المبكرة.[25][26][27] ويزعم بعض العلماء أن الغنوصية لها جذوربوذية، بسبب التشابه في المعتقدات،[28] كما زعم البعض أنها مستوحاة منالزرادشتية.[29] ولكن في النهاية، لا زالت أصولها غير معروفة. مع تطور المسيحية، أصبحت المسيحية أكثر شعبية، في الوقت الذي تطورت فيه أيضًا الغنوصية، حيث غالبًا ما كانت المجموعات المسيحية التقليدية والمجموعات المسيحية الغنوصية متواجدة في الأماكن نفسها. كان المعتقد الغنوصي منتشرًا على نطاق واسع داخل المسيحية، حتى نبذته المجتمعات المسيحية التقليدية المبكرة في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، فأصبحت الغنوصية من أولى الفرق التي اعتُبرت فرقًامهرطقة.[24]
يفضل بعض العلماء الحديث عن "المعرفة" عند الإشارة إلى أفكار القرن الأول الميلادي التي تطورت فيما بعد إلى الغنوصية، ويقصرون مصطلح "الغنوصية" على توليفة الأفكار المتماسكة التي ظهرت في القرن الثاني الميلادي.[30] وفقًالجيمس روبنسون، لا توجد نصوص غنوصية تُنسب على وجه التأكيد إلى فترة ما قبل المسيحية.[يا]
تتفق الدراسات المعاصرة إلى حد كبير على أن الغنوصية لها أصوليهودية مسيحية نشأت في أواخر القرن الأول الميلادي بين الطوائف اليهودية غير الحاخامية والطوائف المسيحية المبكرة.[33][25][26] تقول إثيل درور أنه: «يبدو أن اليهودية غير الأرثوذكسية فيالجليلوالسامرة قد اتخذت الشكل الذي نسميه الآن الغنوصية، وربما كانت موجودة في وقت ما قبل العصر المسيحي.[34]:xv»
وصف آباء الكنيسة عددًا من رؤساء المدارس الغنوصية بأنهم مسيحيون يهود استخدموا الكلمات العبرية وأسماء الله في اليهودية في تعاليمهم الغنوصية.[35] تأثر الغنوصيون المسيحيون بالأفكار اليهودية حولنشأة الكون. كما وجدغرشوم شوليم آثارًا للتصوفالمركافي اليهودي في بعض الوثائق الغنوصية.[33] ويرى غيل كيسبل أن الغنوصية كانت تطورًا يهوديًا مستقلاً نشأ على أيدييهود الإسكندرية الذين ارتبط فالنتينوس بهم أيضًا.[36]
هناك إشارات عدة حول اليهودية فيمخطوطات نجع حمادي، بعضها وجّه انتقادًا عنيفًا للإله اليهودي،[26][يب] حتى أن غيرشوم شوليم وصف ذات مرة الغنوصية بأنها "أعظم حالاتمعاداة السامية الميتافيزيقية".[37] كما اعتقد ستيفن بايم إنه من الأفضل وصف الغنوصية بأنهامعادية لليهودية.[38] تُظهر الأبحاث الحديثة حول أصول الغنوصية تأثيرًا يهوديًا قويًا، خاصة للأدبالهالاخي.[39]
في المسيحية الأولى، ربما كانت تعاليمبولس الطرسوسيويوحنا الإنجيلي نقطة انطلاق للأفكار الغنوصية، مع التركيز المتزايد على التعارض بين الجسد والروح، وقيمة الكاريزما، وتنحية الشريعة اليهودية. كان الجسد الفاني عندهم ينتمي إلى عالم القوى الدنيوية الأدنى (الأراخنة)، حيث يمكن فقط للروح النجاة والخلود. لذا، اكتسب مصطلح «معرفة الإله» (غنوستيكوس) عندهم أهمية أعمق.[40] كانت الإسكندرية ذات أهمية مركزية في نشأة الغنوصية، حيث كانت الكنيسة المسيحية ذات أصل يهودي مسيحي، لكنها جذبت أيضًا أعضاءً يونانيين، لذا أتيحت لديهم مجالات فكرية مختلفة، مثلنهاية العالم اليهودية، والتكهنات حول الحكمة الإلهية، والفلسفة اليونانية،والديانات الغامضة الهلنستية.[40]
فيما يتعلق بالمسيحية الملائكية عند بعض المسيحيين الأوائل، يقول داريل حنا:
«اعتقد [بعض] المسيحيين الأوائل أن المسيح قبل التجسد، كان ملاكًا. اتخذت هذه المسيحية الملائكية أشكالًا عديدة، وربما ظهرت في وقت مبكر من أواخر القرن الأول، وهو ما يفسّر وجود المقارنة بين المسيح والملائكة في الفصول الأولى منالرسالة إلى العبرانيين. ربطالألكسيون، أو على الأقل المسيحيون المتأثرون بهم، بين المسيح الذكر والروح القدس الأنثي، وتخيّلوا أنهما ملاكين عملاقين. وافترض بعض الغنوصيين الفالنتينيين أن المسيح اتخذ طبيعة ملائكية، وأنه قد يكون مُخلّص الملائكة. اعتبر مؤلف سفرعهد سليمان[الإنجليزية] أن المسيح هو ملاك "مُدافع" فعّال خصوصًا في طرد الأرواح الشريرة. اعتبر مؤلف كتاب "دي سينتزما" وكتابالإبيونيونلإبيفانيوس أن المسيح هو أعلى وأهم رؤساء الملائكة المخلوقين، وهي وجهة نظر مشابهة في كثير من النواحي لمساواةهرمس للمسيح معميخائيل. أخيرًا، هناك نص تفسيري محتمللصعود إشعياء[الإنجليزية]، استشهد به معلمأوريجانوس العبري، يشير إلى مسيحانية ملائكية أخرى، بالإضافة إلىالعلوم الملائكية.[41]»
جاء في النص المسيحيالمنحولصعود إشعياء وصف ليسوع في هيئة ملائكية في قوله:
«وسمعت صوت العليّ، أبو إلهي، إذ يقول لإلهي المسيح الذي سيُدعى يسوع: "اخرج وانزل عبر كل السماوات..."[42]»
وصف العمل الأدبي المسيحيراعي هرمس الذي اعتبره بعض آباء الكنيسة مثلإيرينيئوسكتابًا قانونيًا يسوع في هيئة ملائكية في الرؤية الخامسة، عندما وصف مؤلف السفر ابن الله، بأنه رجل فاضل مملوء بروح مقدسة موجودة منذ القدم.[43]
افترضت الأبحاث المبكرة حول أصول الغنوصية وجود أصول أو تأثيرات فارسية امتدت إلى أوروبا، واندمجت مع الأفكار اليهودية.[48] ويعتقد فيلهلم بوسيه (1865–1920)، أن الغنوصية كانت شكلاً من أشكالالتوفيق بين المعتقدات الإيرانية ومعتقدات بلاد الرافدين، كما حدّد ريتشارد أوغست رايتزنشتاين (1861–1931) أن أصل الغنوصية يرجع إلى بلاد فارس.[44] حلّل كارستن كولبي فرضية رايتزنشتاين الإيرانية، وانتقدها موضحًا أن العديد من فرضياته لا تصمد أمام المفنّدين.[49]
زعم جيو ويدنغرين (1907-1996) أن الغنوصية المندائية نشأت من تزاوج الأفكارالزورانيةالمزدكية مع الأفكار الآرامية في بلاد الرافدين.[36] ومع ذلك، يعتقد علماء متخصصون في المندائية أمثالكيرت رودولف ومارك ليدزبارسكي ورودولف ماكوش وإثيل درور وجيمس ماكغراث، وتشارلز هابرل وجورون باكلي وسيناسي جوندوز أن أصل المندائية فلسطيني. رجح معظم هؤلاء العلماء أن المندائيين على الأرجح لديهم علاقة تاريخية مع تلاميذيوحنا المعمدان المقربين.[34][50][51][52][53][54][55][56] وجد تشارلز هابرل، وهو أيضًا لغوي متخصص فياللغة المندائية، تأثيرًا فلسطينيًا وسامريًا آراميًا على المندائية، مما دعاه لقبول فكرة وجود تاريخ فلسطيني مشترك للمندائيين مع اليهود.[57][58]
في سنة 1966م، بيّن إدوارد كونز، الباحث فيالبوذية، عن وجود تشابه ظاهري بين الغنوصية والبوذية[59]في بحثه عن "البوذية والغنوصية" الذي درس فيه الفكرة التي ساقهاإسحاق جاكوب شميت.[60][يج] لا تدعم الدراسات الحديثة بأي شكل من الأشكال وجود تأثير للبوذية على النصوص الغنوصية الفالنتينية (حوالي سنة 170م) أونصوص نجع حمادي (القرن الثالث الميلادي)، وإن كانتإلين باجلز رأت "احتماليته".[64]
تفترض النصوص السريانية-المصرية وجود إله أعلى بعيد، وهوالموناد.[65] من هذا الإله الأعلىتفيض كائنات إلهية أدنى، تسمىالأيونات[الإنجليزية]، وأنالديميرج أحد الأيونات هو من خلق العالم المادي. وأن هناك عناصر إلهية "سقطت" في العالم المادي، وهي كامنة في البشر. تتحرر هذه العناصر الإلهية "الساقطة" عندما يحصل البشر على المعرفة الإلهية أو الباطنية أوالحدسية.[66]
تفترض المذاهب الغنوصية وجود ثنائية بين الإله والعالم،[67] تتراوح بين "الثنائية المطلقة" كما فيالمانوية إلى "الثنائية البسيطة" كما في الحركات الغنوصية القديمة. تفترض الثنائية المتطرفة أو الثنائية المطلقة، وجود قوتين إلهيتين متساويتين، بينما في الثنائية البسيطة يكون أحد القوتين أدنى من الآخر بطريقة ما. في الأحادية، قد يكون الكيان الثاني إلهيًا أو شبه إلهي. تعد الغنوصية الفالنتينية شكلًا من أشكالالأحادية المُعبّر عنها بمصطلحات استخدمتها سابقًا المذاهب الثنائية.[68]
مال الغنوصيون إلىالزهد، خاصة في ممارساتهم الجنسية والغذائية.[69] في مجالات أخلاقية أخرى، كان الغنوصيون أقل صرامة، حيث اتخذوا نهجًا أكثر اعتدالًا فيما يتعلق بتصحيح السلوك. في المسيحية الأولى العيارية، حدّدت الكنيسة معايير السلوك الصحيح للمسيحيين، بينما في الغنوصية كان الأهم هو الدوافع الداخلية. تصفرسالة بطليموس الغنوصي إلى فلورا الزهد عامةً، بأنه قائم على الميول الأخلاقية للفرد.[يد] فمثلًا، لم يكن لممارسة الطقوس نفس قدر أهمية أي ممارسة أخرى، إلا إذا كانت ممارستها تتم بدافع شخصي داخلي.[70]
من الصعب العثور على نساء حقيقيات مذكورات في المصادر التي توصف بأنها "غنوصية". صُوّرت القلة المذكورة في تلك المصادر على أنها فوضوية، وعاصية، وحتى غامضة.[71] ومع ذلك، وضعت النصوص الغنوصية الهامة مثل مخطوطات نجع حمادي النساء في أدوار القيادة والبطولة، مما يتناقض مع السرد القائل بأن النساء في الأوساط الغنوصية كن مجرد ضحايا لظروفهن.[71][72][73] ولا يزال الدور الذي لعبته المرأة في تطور الغنوصية محل دراسة.
في معظم الجماعات الغنوصية، يُعرف الإلهبالموناد (الواحد).[يه] الإله هو المصدر الأعلى للكمال، وتسمى فيوضاته المختلفة الأيونات. وفقًالهيبوليتوس الرومي، فقد تأثر الغنوصيونبالفيثاغورثيين الذين أطلقوا على أول شيء جاء إلى الوجود اسم الموناد، الذي أوجدالدياد، الذي أوجد الأعداد، التي أوجدتالنقطة، التي أوجدتالخطوط، وهكذا.
البليروما (الملأ الأعلى) هو مصطلح يشير شمولية قوى الإله. الملأ الأعلى السماوي هو مركز الحياة الإلهية، وهو منطقة من الضوء "فوق" عالمنا (لا ينبغي فهم المصطلح مكانيًا)، تشغلها كائنات روحية مثل الأيونات (الكائنات الأبدية) وأحيانًاالأراخنة. اعتُبر يسوع أيونًا وسيطًا أُرسل من الملأ الأعلى، وبمساعدته يمكن للبشرية استعادة المعرفة المفقودة بالأصول الإلهية للبشرية. وبالتالي فإن هذا المصطلح أساسيًا حولنشأة الكون في الغنوصية.
يُستخدم مصطلح البليروما أيضًا في اللغة اليونانية العامة، وتستخدمهكنيسة الروم الأرثوذكس بهذا الشكل العام، حيث يظهر المصطلح فيالرسالة إلى أهل كولوسي. يميل مؤيدو الرأي القائل بأن بولس الطرطوسي كان في الواقع غنوصيًا، مثلإلين باجلز، ينظرون إلى المصطلح في رسالة أهل كولوسي يجب تفسيره بمعناه الغنوصي.
يعتقد الغنوصيون بأن النور الألهييفيض تنازليًا عبر سلسلة من المراحل والتدرجات والعوالموالأقانيم ليصبح تدريجيًا أكثر مادية وتجسُّدًا. وبمرور الوقت سيعود أدراجه إلى الواحد، متتبعًا خطواته من خلال المعرفة الروحية والتأمل.
في العديد من الجماعات الغنوصية، تُعد الأيونات فيوضات مختلفة للإله الأعلى أو الموناد. تبدأ بعض النصوص الغنوصية بالأيونالمُخنّثباربيلو[74][75][76] الكائن الفيضي الأول الذي يتفاعل مع الموناد تفاعلات مختلفة، مما يؤدي إلى فيض أزواج متتالية من الأيونات، غالبًا أزواج من الذكور والإناث تسمى "السيزيج" (المقترنان معًا).[77] يختلف عدد هذه الأزواج من نص إلى نص، رغم أن البعض حدّد عددها بأنه ثلاثين زوجًا.[78] اثنان من أكثر أزواج الأيونات شيوعًا هما المسيح وصوفيا (الحكمة)؛ تشير صوفيا إلى المسيح باعتباره "قرينها" في أحد النصوص الفالنتينية.[79]
في النصوص الغنوصية، يشير الاسم "صوفيا" (الحكمة) إلى الفيض الأخير للإله، وتتطابق معروح العالم. بحلول سنة 90م، كانت نقاشات الغنوصية اليهودية حول صوفيا نشطة.[80] في معظم نسخ الأساطير الغنوصية، إن لم يكن كلها، ولدت صوفيا الديميُرج، الذي يؤدي دوره في خلق المادية. تعتمد الصور الإيجابية والسلبية للمادة على تصوير الأسطورة لأفعال صوفيا. توصف صوفيا في هذه الرواية شديدة التحيز للرجال بأنها جامحة وعاصية بسببها أتت الفوضى إلى العالم.[73] فمثلًا كان خلق الديميُرج عملاً تم دون موافقة قرينها، مما ساهم في وصفها بالجامحة والعاصية.[81]
فاضت صوفيا دون قرينها، فنتج عن ذلك الديميُرج،,[82] الذي يشار إليه أيضًا في النصوص الغنوصية باسم "يالدابعوث".[74] أُخفي هذا المخلوق خارج الملأ الأعلى[74] في معزل، وظنًّا منه أنه بمفرده، خلق المادية ومجموعة شركائه الذين يُشار إليهم باسم الأراخنة. كان الديميُرج مسؤولًا عن خلق الإنسان؛ وعن تخبئة عناصر من الملأ الأعلى التي سُرقت من صوفيا داخل أجساد البشر.[74][83] ردًا على ذلك، فاض الإله بأيونين مُخلّصين، المسيح والروح القدس؛ ومن ثم تجسّد المسيح في صورة يسوع، ليتمكن من تعليم البشر كيفية تحقيق المعرفة، التي يمكنهم من خلالها العودة إلى الملأ الأعلى.[84]
إله بوجه أسد، عُثر عليه في تزيين غنوصي في كتاب "العصور القديمة موضحة وممثلة بالأرقام" لبرنار دي مونتفوكون، قد يكون تصويرًاللديميرج.[85]
مصطلح الديميُرج مشتق من الشكلاللاتيني للمصطلح اليوناني «ديميورجوس» (العامل العامّ أو العامل الماهر).[يز] تُسمّى تلك الشخصية أيضًا «يالدابعوث»[74] أوسامائيل (تعنيبالآرامية: الإله الأعمى) أو «ساكلاس» (تعنيبالسريانية: الأحمق)، لأنه يتجاهل أحيانًا الإله الأعلى، وأحيانًا يُعارضه؛ فيُعتبر في تلك الحالة خبيثًا. من أسمائه الأخرى عند الغنوصيين،أهريمانوإيلوالشيطانويهوه.
خلق الديميُرجالكون المادي والجانب الماديللإنسانية.[87] كما خلق مجموعة من المشاركين له يُسمونالأراخنة الذين يُديرون العالم المادي، وفي بعض الحالات، يمثلون عقبات أمام الأرواح الساعية للصعود منه.[74]
تختلف الأحكام الأخلاقية حول الديميرج من جماعة إلى أخرى ضمن الجماعات الغنوصية المتعددة، حيث تختلف نظرة تلك الجماعات إلى المادية ما إذا كانت شريرة بطبيعتها، أم مجرد معيبة ومفيدة بقدر ما تسمح به المادة المكونة لها.[88]
في العصور القديمة المتأخرة، استخدمت بعض الجماعات الغنوصية مصطلح «الأرخن» للإشارة إلى عدد من خدم الديميرج.[83] وفقًالأوريجانوس في كتابه «ضدسيلسوس»، اعتقدت طائفة تسمىالأوفيتيين[الإنجليزية] في وجود سبعة أراخنة، أولهم يالدابعوث الذي خلق الستة الباقين: أياو، وسابوث، وأدونايوس، وإلايوس، وأستافانوس، وهورايوس.[89] كان ليالدابعوث رأس أسد.[74][90]
اعتقد بعض الغنوصين أن يسوع تجسيد للإله الأسمى الذيتجسد ليجلب المعرفة إلى الأرض،[84][92] بينما نفت فئة من الغنوصيين بشدة أن الإله الأسمى جاء في الجسد، زاعمين أن يسوع مجرد إنسان نالالاستنارة من خلال المعرفة، وعلّم تلاميذه أن يفعلوا الشيء نفسه.[93] واعتقدت فئة ثالثة أن يسوع كان إلهيًا، وأنه لم يكن لديه جسد مادي، كما كان يعتقدالدوسيتيين. أماالمندائيون، فقد اعتبروا يسوعمسيحًا كاذبًا[الإنجليزية] حيث حرّف التعاليم التي عهد بها إليهيوحنا المعمدان.[94] حدّدت نصوص أخرىماني مؤسسالمانويةوشيث الابن الثالثلآدم وحواء، كشخصيتين مُخلّصتين.
نهاية القرن الأول الميلادي وأوائل القرن الثاني الميلادي: تطور الأفكار الغنوصية تزامُنًا مع كتابةالعهد الجديد.
منتصف القرن الثاني الميلادي إلى أوائل القرن الثالث الميلادي: ذروة عصر المعلمين الغنوصيين القدامى ومذاهبهم، "الذين زعموا أن مذاهبهم تمثل الحقيقة الداخلية التي كشف عنها يسوع".[95]
نهاية القرن الثاني الميلادي إلى القرن الرابع الميلادي: رد فعل الكنيسة الأرثوذكسية المبكرة وإدانتها للغنوصية باعتبارها هرطقة، ثم انحدار الغنوصية.
خلال الفترة الأولى، ظهرت ثلاثة أنواع من النصوص الغنوصية:[95]
أُعيد تفسيرسفر التكوين في الأوساط اليهودية، حيث تغيرت النظرة إلىيهوه على أنه إله غيور يستعبد الناس؛ لذا من الواجب الفكاك منه.
تطورت نصوص الحكمة، حيث فُسّرت أقوال يسوع على أنها تحوي حكمة باطنية، حيث يمكن للروح أن تتألّه من خلال التمازج مع الحكمة.[95][يح] ربما أُدخلت بعض أقوال يسوع في الأناجيل لوضع حد لهذا التطور. ربما تكون الصراعات الموصوفة فيالرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس مستوحاة من الصدام بين نصوص الحكمة تلك وبين روايات بولس عن الصلب والقيامة.[95]
تطورت قصة أسطورية حول نزول مخلوق سماوي ليكشف عن العالم الإلهي باعتباره الموطن الحقيقي للبشر.[95] ونظرت المسيحية اليهودية إلى المسيح، على أنه "مظهر أبدي لطبيعة الإله الخفية، "روحه" و"حقيقته"، الذي كشف عن نفسه عبر التاريخ المقدس".[40]
امتدت الحركة الغنوصية إلى المناطق التي سيطرت عليهاالإمبراطورية الرومانية والقوطالآريوسيين،[97] وفيالإمبراطورية الفرثية. واستمرت في التطور في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط قبل وأثناء القرنين الثاني والثالث الميلاديين، ولكن بدأت في الانحدار خلال القرن الثالث الميلادي أيضًا، بسبب النفور المتزايد من كنيسة نيقية، والتدهور الاقتصادي والثقافي للإمبراطورية الرومانية.[98] أدى التحول إلى الإسلام،والحملة الصليبية على الكثار (1209–1229م)، إلى انخفاض كبير في العدد المتبقي من الغنوصيين خلال العصور الوسطى، وإن كان لا يزال هناك مجتمعات مندائية إلى اليوم في العراق وإيران وفي الشتات. أثّرت الأفكار الغنوصية والغنوصية الزائفة في بعض فلسفات الحركاتالصوفية الباطنية المختلفة في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين في أوروبا وأمريكا الشمالية، بما في ذلك بعض الفلسفات التي تعرّف نفسها صراحةً على أنها إحياء أو حتى استمرار للمجموعات الغنوصية القديمة.
اعتبر علماء الهرطقة المسيحيون، وأبرزهمإيرينيئوس، أن الغنوصية هرطقة مسيحية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أنالمسيحية الأولى كانت متنوعة، وأن العقيدة المسيحية لم تستقر إلا في القرن الرابع الميلادي، عندما تراجعت الإمبراطورية الرومانية وفقدت الغنوصية تأثيرها.[99][98][100][101] تشارك الغنوصيون والمسيحيون الأرثوذكس الأوائل بعض المصطلحات. وفي البداية، كان من الصعب التمييز بينهما.[102]
وفقًا لوالتر بوير، ربما كانت "الهرطقات" هي الشكل الأصلي للمسيحية في العديد من المناطق.[103] تطورت تلك الفكرة بشكل أكبر عندإلين باجلز[104] التي زعمت أن «الكنيسة الأرثوذكسية الأولى وجدت نفسها في مناقشات مع المسيحيين الغنوصيين، مما دعاهم إلى تثبيت معتقداتهم الخاصة».[101] وفقًا لجيل كيسبل، نشأت الكاثوليكية ردًا على الغنوصية، ووضع ضمانات في شكلالأسقفية الملكية والعقيدةوتقنين الكتاب المقدس.[105]
احتوت نصوص الحركات الغنوصية على معلومات عن يسوع التاريخي، إذ احتفظت بعض تلك النصوص بأقوال له تتشابه مع أقواله في الأسفار القانونية.[106] لعل أبرز تلك النصوص،إنجيل توما الذي يحتوي على قدر كبير من الأقوال المشابهة.[106] ومع ذلك، فإن الاختلاف المذهل بينهما جاء في أن الأقوال القانونية تركز على نهاية الزمان القادمة، بينما تركز أقوال توما على ملكوت السماوات الموجود هنا بالفعل، وليس عن حدث مستقبلي.[107] أرجع هيلموت كويستر سبب ذلك إلى أن أقوال توما أقدم، مما يعني أنه في الأشكال الأولى للمسيحية، كان يُنظر إلى يسوع على أنه معلمًا للحكمة.[107] تنص فرضية بديلة على أن مؤلفي إنجيل توما كتبوه في القرن الثاني الميلادي، فغيروا الأقوال الموجودة وحذفوا المخاوف المتعلقة بنهاية العالم.[107] وفقًا لأبريل ديكونيك، حدث مثل هذا التغيير عندما لم يأت وقت النهاية، وتحولت الرواية التوماوية نحو "لاهوت جديد للتصوف" و"التزام لاهوتي بمملكة السماء الحاضرة بالكامل هنا والآن، حيث بلغت كنيستهم المكانة الإلهية لآدم وحواء قبل الهبوط".[107]
تصف مقدمةإنجيل يوحنااللوغوس المتجسد في شخص يسوع الذي هو النور الذي جاء إلى الأرض.[108] يحتويأبوكريفون يوحنا على مخطط لثلاثة هبوطات من العالم السماوي، ثالثها كان يسوع، تمامًا كما في إنجيل يوحنا. ربما تشير أوجه التشابه إلى وجود علاقة بين الأفكار الغنوصية والمجتمع اليوحناوي.[108] وفقًالريموند براون، يُظهر إنجيل يوحنا "تطور بعض الأفكار الغنوصية، وخاصة اعتبارهم المسيح مُلهمًا سماويًا، وتأكيدهم على فكرة النور في مواجهة الظلام، والعداء ضد اليهود."[108] تكشف الكتابات اليوحناوية عن وجود نقاشات حول أسطورة المخلص.[95] وتظهر رسائل يوحنا أن هناك تفسيرات مختلفة لقصة الإنجيل، وربما ساهمت التصويرات اليوحناوية في الأفكار الغنوصية حول يسوع في القرن الثاني الميلادي باعتباره الفادي الذي نزل من السماء.[95] وفقًا لديكونيك، يُظهر إنجيل يوحنا "نظامًا انتقاليًا من المسيحية الأولى إلى المعتقدات الغنوصية من خلال نشأة فكرة وجود إله يسمو عن عالمنا"،[108] وأن إنجيل يوحنا أظهر تشعبًا لفكرة الإله اليهودي إلى الآب السماوي وأب اليهود، "أبو الشيطان" (استخدمت معظم الترجمات عبارة "أبوكم الشيطان")، والتي ربما تطورت إلى فكرة الموناد والديميُرغ الغنوصية.[108]
سمّىترتليانبولس باسم "رسول الهراطقة"،[109] لأن كتابات بولس كانت جاذبة للغنوصيين، وتُفسّر بطريقة غنوصية، بينما وجده المسيحيون اليهود منحرفًا عن الجذور اليهودية للمسيحية.[110] فيالرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 8: 10، أشار بولس إلى بعض أعضاء الكنيسة الذي " له علم". يقولجيمس دان أنه في بعض الحالات، أكد بولس وجهات نظر كانت أقرب إلى الغنوصية منها إلى المسيحية الأرثوذكسية الأولى.[111]
وفقًالكليمندس السكندري، فإن تلاميذ فالانتينوس الغنوصي قالوا أن فالانتينوس كان تلميذًا لثيوداس الذي كان تلميذًا لبولس،[111] وتشيرإلين باجلز إلى أن فالانتينوس فسّر رسائل بولس بطريقة غنوصية، وأنه بإلامكان اعتبار بولسأصلًا للغنوصية[الإنجليزية] بالإضافة إلى كونه أصلًاللكاثوليكية.[91] تعتبر العديد مننصوص نجع حمادي مثل صلاة بولس ورؤيا بولس القبطية، بولس "رسولًا عظيمًا".[111] وقد نالت فكرة إدعائه أنه تلقى إنجيله عن طريق وحي مباشر من الله استحسان الغنوصيين، حيث إدعى بولس "المعرفة" من المسيح القائم.[112] أشارالنحشيونوالقايينيونوالفالنتينيون في كتاباتهم إلى رسائل بولس.[113] استفاض تيموثي فريك وبيتر غاندي في كتابهم في الحديث على فكرة أن بولس كان معلمًا غنوصيًا؛[114] إلا أن فرضيتهم القائلة بأن يسوع اخترعه المسيحيون الأوائل بناءً على عبادة غامضة يونانية رومانية، لم تلق قبول العلماء.[115] وبصفة عامة، لم تكن صفة وحي بولس، مشابهة لفكرة الوحي عند الغنوصيين.[116]
كانت الألكسية طائفة معمودية يهودية مسيحية نشأت في شرق الأردن، ونشطت بين سنتي 100م-400م.[117] كان أعضاء هذه الطائفة يقومون بمعموديات متكررة للتطهير، وكان لديهم نزعة غنوصية.[117][119]:123 ونُسبت طائفتهم إلى اسم زعيمهم إلكساي.[120] وفقًالجوزيف لايتفوت، فإنإبيفانيوس السلاميسي أحد آباء الكنيسة (الذي كتب في القرن الرابع الميلادي)، اعتبر إلكساي نبيًا في أحد المجموعتين الرئيسيتين داخلالإسينيين الذي سمّاهم «الأوسيانيين»، حيث قال:[118] «من الذين جاءوا قبل زمنه [إلكساي (النبي الأوسياني) وفي زمانه، الأوسيانيونوالناصريون».[121]
تُعد المندائية ديانة غنوصيةتوحيديةوعرقية.[122]:4[123] المندائيون هم مجموعةعرقية دينية يتحدثون لهجة منالآرامية الشرقية تُعرف باسمالمندائية، ويُعدّون الغنوصيون الوحيدون الباقون من العصور القديمة.[8] في البداية، مارس المندائيون ديانتهم حول أحواض أنهاركارون السفليوالفراتودجلة والأنهار التي تحيط بممرشط العرب المائي، أي في جنوب العراق وفيمحافظة خوزستان في إيران. لا يزال هناك أعداد قليلة من المندائيين في أجزاء من جنوب العراق ومحافظة خوزستان الإيرانية، ويُعتقد أن هناك ما بين 60,000 إلى 70,000 مندائي حول العالم.[124]
يأتي اسم "المندائيين" من الكلمة الآراميةماندا والتي تعني المعرفة.[125] يُعديوحنا المعمدان الشخصية الرئيسية في تلك الديانة التي تُركّز علىالمعمودية ضمن معتقداتهم الأساسية، وهم يعتبرون أن يوحنا المعمدان كانناصورائيًا مندائيًا،[119]:3[126][127] ويعتبرونه معلمهم الأعظم والأخير.[52][119] وفقًاناثانيال دويتش، فإن النصوص المندائية هي انعكاس للنصوص الحاخامية والغنوصية.[128] يُقدّس المندائيونآدموهابيلوشيثوأنوشونوحوساموآرام، وبصفة خاصة يوحنا المعمدان. لا تزال كميات كبيرة من الكتب المندائية الأصلية المكتوبة باللغة الآرامية المندائية باقية حتى اليوم. يُعرف الكتاب المقدس الأكثر أهمية باسمكنزا ربا، ويحتوي على أجزاء حدّد بعض العلماء زمن نسخها بأنه في وقت مبكر من القرنين الثاني والثالث الميلاديين،[119] وأرجعها آخرون مثل س. ف. دونلاب إلى القرن الأول الميلادي.[129] ومن كتبهم أيضًا، كتابالقلستا أو كتاب الصلاة القانوني،وسدرة يحيى وكتب مقدسة أخرى.
يعتقد المندائيون أن هناك معركة أو صراع مستمر بين قوى الخير والشر. تتمثل قوى الخير في صورة نهورا (النور) ومايا حي (الماء الحي)، وتتمثل قوى الشر في صورة هشوقا (الظلام) ومايا طهمي (المياه الميتة أو الفاسدة). يمتزج الماءان في كل شيء ليحصل التوازن. كما يؤمن المندائيون أيضًا بالحياة الآخرة أو الجنة التي تسمى ألما د-نهورا (عالم النور).[130] يحكم عالم النور إله أعلى، يُعرف باسمحي ربي (الحياة العظيمة أو الإله الحي العظيم)،[119][125][130] كما يعتقدون أن هناك عددًا لا يحصى منالأوثرا (الملائكة أو الأوصياء)،[52]:8 وهم من نور، يحيطون ويمجّدون الإله ويكرمونه، ويسكنون عوالم منفصلة عن عالم النور، ويعتقدون أن بعضهمفيوضات إلهية تخضع للإله الأعلى المعروف أيضًا باسم "الحياة الأولى"، وتشمل أسمائهم الحياة الثانية والثالثة والرابعة (على الترتيبيوشامينوأباثوروبثاهيل).[131][52]:8
يعتقد المندائيون أيضًا أنكرون هو حاكمعالم الظلام الذي يتكون من المياه المظلمة التي تمثل الفوضى.[131][119] المدافع الرئيسي عن عالم الظلام هو وحش عملاق، أو تنين، يُدعىأور، كما تسكن حاكمة شريرة في العالم المظلم، تُدعىروهة.[131] ويعتقدون أيضًا أن هناك حكام حاقدين خلقوا ذرية شيطانية، يعتبرون أنفسهم أصحابالكواكب السبعةوالأبراج الاثني عشر.[131] وفقًا للمعتقدات المندائية، فإن العالم المادي هو مزيج من النور والظلام أنشأهبثاهيل الذي يلعب دورالديميرج بمساعدة من قوى الظلام مثل روهة.[132] ويعتقدون أن جسد آدم (أول إنسان خلقه الله في المعتقد الإبراهيمي) صمّمه هؤلاء الكائنات الظلامية، أما روحه (أو عقله) فقد خلقه النور مباشرةً. لذا، يعتقدون أن الروح قادرة على الخلاص لأنها تنبع من عالم النور. يُشار إلى الروح أحيانًا باسمآدم كاسيا (آدم الداخلي) التي هي في حاجة ماسة إلى من ينقذها من الظلام، حتى تتمكن من الصعود إلى عالم النور السماوي.[131]
تُعد المعمودية من الأمور الرئيسية في المندائية، حيث يعتقدون أنها ضرورية لخلاص الروح. لا يقوم المندائيون بمعمودية واحدة، كما هو الحال في الديانات مثل المسيحية؛ بل ينظرون إلى المعمودية كطقس قادر على تقريب النفس من الخلاص.[133] لذا، يتعمّد المندائيون بشكل متكرر خلال حياتهم.[134]
يعتقد جورون باكلي وغيره من العلماء المتخصصين في المندائية أن المندائيين نشأوا منذ حوالي ألفي عام في منطقة فلسطين، ثم انتقلوا شرقًا بسبب الاضطهاد.[135][9][136] بينما يزعم آخرون أن أصلهم من جنوب غرب بلاد الرافدين.[137] ويرى بعض العلماء أن المندائية قديمة وتعود إلى عصور ما قبل المسيحية.[138] كما يؤكد المندائيون أن دينهم يسبق اليهودية والمسيحية والإسلام كعقيدة توحيدية،[139] وهم يعتقدون أنهم ينحدرون مباشرة من سام بن نوح، [119]:182 وأنهم أحفاد تلاميذ يوحنا المعمدان الأصليين.[140]
بسبب إعادة الصياغة والترجمات الحرفية من الأصول المندائيةلمزامير توما، هناك اعتقاد سائد الآن أن وجود الديانة المندائية قبلالمانوية هو الأكثر ترجيحًا.[140]:IX[141] كما اعتمد الفالنتينيون صيغة المعمودية المندائية في طقوسهم في القرن الثاني الميلادي.[9] ويرىبيرغر بيرسون أنالأختام الخمسةالشيثية هي إشارة لطقوس الغمر الخماسي في الماء فيالمسبوطا المندائية.[142] ويعتقد جورون باكلي أن الأدب الغنوصي الشيثي اعتمد على إيديولوجية المعمودية المندائية.[143]
بالإضافة إلى قبوله لفكرة الأصل اليهودي أو الإسرائيلي للمندائية، يقول باكلي: «ربما كان المندائيون مخترعو - أو على الأقل مساهمين في تطوير - الغنوصية... فقد أنتجوا أكثر الأدب الغنوصي الذي نعرفه، بلغة واحدة... مما أثر على تطور الغنوصية، والمجموعات الدينية الغنوصية الأخرى في العصور القديمة المتأخرة [مثل المانوية والفالنتينية].[9]»
وفقًا لألدو ماغريس، كانت الطوائف السامرية المعمدانية من أتباعيوحنا المعمدان،[144] وكانت إحدى تلك الطوائف يرأسها دوسيثيوسوسمعان المجوسيوميناندر الغنوصي. أمنت تلك الطائفة بفكرة أن العالم خلقه ملائكة مجهولون. واعتقدوا بأن طقوس معموديتهم تزيل عواقب الخطيئة، وتخلّد أرواحهم بعد التغلب على الموت الطبيعي، الذي يسبّبه هؤلاء الملائكة.[144] كان يُنظر لقادة هذه الطائفة على أنهم "تجسيد لقوة الإله، أو روحه، أو حكمته، وباعتبارهم المُخلّصون الموُحى لهم بالمعرفة الحقيقية.[144]
تحلّقالسمعانيون حول سمعان المجوسي، الساحر الذي عمّده فيلبس، ووبخه بطرس في سفرأعمال الرسل 8، والذي كان يُنظر إليه في المسيحية المبكرة كمثال للمعلم الكاذب. ربما كانت إشاراتيوستينوس الشهيدوإيرينيئوس وغيرهم للعلاقة بين المدارس في عصرهم مع شخصيته المذكورة في أعمال الرسل خيالية، مثل العديد من القصص المرتبطة به منالأسفار المنحولة. وقد ذكر يوستينوس أن ميناندر الأنطاكي كان تلميذًا لسمعان المجوسي. وبالنسبة الىهيبوليتوس الرومي، فقد كان يرى أن السمعانية هي شكل سابق للعقيدةالفالنتينية.[145]
كانالقوقيون جماعة اتبعت نوعًا من الغنوصيةالسامريةوالإيرانية فيأربيل في القرن الثاني الميلادي وما جاورها في شمال العراق. سميت الطائفة على اسم مؤسسها قوق، المعروف باسم الخزّاف. انتشرت أيديولوجية القوقيين فيالرهاوسوريا في القرن الثاني الميلادي. تشبّث القوقيونبالكتاب المقدس العبري، وأدخلوا تغييرات علىالعهد الجديد، وكانت معتقداتهم انتقائية، وتضم مواد من اليهودية والمسيحية والوثنية والتنجيم والغنوصية.
تشمل الغنوصية السريانية-المصريةالشيثيةوالفالنتينية،والبازيليدية، والنصوصالتوماسيةوالغنوصية الثعبانية، بالإضافة إلى عدد من المجموعات الصغيرة الأخرى والكُتّاب.[146] وتعتبر الهرمسية أيضًا نصًا غنوصيًا غربيًا،[98] على الرغم من اختلاف هذه المجموعات الأخرى حول أخذ هذا النص في الاعتبار.[147] استمدت المدرسة السريانية المصرية الكثير من لأفكارها من التأثيرات الأفلاطونية. فاعتبرت الخلق نتيجة لسلسلة منالفيوضات من مصدر أول وواحد، مما أدى في النهاية إلى خلق الكون المادي. تميل هذه المدرسة إلى النظر إلى الشر في صورته المادية التي يكون فيها أدنى بصورة ملحوظة من الخير، وافتقاره للبصيرة الروحية، لذا فهما لا يتساويان في القوة.
استخدمت العديد من هذه الحركات نصوصًا ترتبط بالمسيحية، حيث عرّف البعض أنفسهم على أنهم مسيحيون على وجه التحديد، على الرغم من اختلافهم تمامًا عن الاعتقاداتالأرثوذكسية أوالرومانية الكاثوليكية. زعمت تلك المدارس أنيسوع والعديد من تلاميذه مثلتوما هم من أسسوا الغنوصية التوماسية، ويُبجّلونمريم المجدلية التي يعتقدون أنها زعيمة معرفية تتفوق على الرسل الاثني عشر في بعض النصوص الغنوصية مثلإنجيل مريم. كما زعم بعض المفسرين الغنوصيين أنيوحنا الإنجيلي غنوصيًا،[148] وكذلك الحال أيضًا معبولس الطرسوسي.[91] أغلب مؤلفات هذه الطوائف نعرفها من خلالمخطوطات نجع حمادي.
كانت الشيثية واحدة من التيارات الرئيسية للغنوصية خلال القرنين الثاني والثالث الميلاديين، وأنها أول نماذج الغنوصية بحسب اعتقادإيرينيئوس.[149] تنسب الشيثية معرفتها إلىشيث الابن الثالثلآدم وحواء،ونوريا زوجةنوح، التي تلعب أيضًا دورًا فيالمندائيةوالمانوية. كتابهم الرئيسي هوسفر يوحنا السري الذي لا يحتوي على مواد مسيحية،[149] وهو عبارة عن مزيج من نصين أسطوريين سابقين.[150] تظهر تلك النصوص السابقة مثلنهاية العالم لآدم علامات ترجّح عودة النص إلى ما قبل المسيحية، وهو يركّز على شيث الابن الثالث لآدم وحواء.[151] استمر النصوص الشيثية التالية في التفاعل مع الأفلاطونية. اعتمدت نصوص شيثية مثلزوستريانوسوألوجينيس على نصوص شيثية أقدم، لكنها استخدمت كمية كبيرة من المفاهيم الفلسفية المستمدة من الأفلاطونية المعاصرة لها (أي الأفلاطونية الوسطى المتأخرة) دون وجود أي آثار لمحتوى مسيحي.[46][يط]
وفقًاجون تيرنر، فإن الباحثين الألمان والأمريكيين ينظرون إلى الشيثية على أنها "ظاهرة يهودية داخلية بشكل واضح، وإن كانت توفيقية وهرطقية"، بينما يميل الباحثون البريطانيون والفرنسيون إلى اعتبار الشيثية "شكلًا من أشكال الهرطقة المسيحية المُحتملة".[152] يشير رويلوف فان دن بروك إلى أن الشيثية ربما لم تكن أبدًا حركة دينية منفصلة، وأن المصطلح يشير بالأحرى إلى مجموعة من الموضوعات الأسطورية التي تظهر في نصوص مختلفة.[153] وفقًا لكارل سميث، ربما بدأت الشيثية كنص قبل المسيحية، وربما كانتعبادة توفيقية بين الأفلاطونية والمسيحية الناشئة.[154] ويعتقد تيمبوريني وفوغت وهاسي، أنه قد يكون الشيثيون الأوائل متطابقين أو مرتبطينبالناصريين أوالأوفيين أو المجموعات الطائفية التي أطلق عليهافيلو اسم الهراطقة.[151]
وفقًا لتيرنر، تأثرت الشيثيةبالمسيحيةوالأفلاطونية الوسطى، ونشأت في القرن الثاني الميلادي كاندماج لمجموعة معمودية يهودية يُطلق عليهم اسم الباربيلويين،[155] المنسوبة إلىباربيلو أول فيوضات الإله الأعلى، ومجموعة من مفسري الكتاب المقدس المدعوين بالشيثيين.[156] وفي نهاية القرن الثاني الميلادي، انفصلت الديانة الشيثية عن المسيحية التقليدية الناشئة، التي رفضت وجهة نظر الشيثيينالدوسيتية حول المسيح.[157] في أوائل القرن الثالث الميلادي، رُفض المذهب الشيثي بكامله من قبل علماء الهرطقة المسيحيين، حيث تحوّلت الشيثية نحو الممارسات التأملية الأفلاطونية، وفقدت الاهتمام بأصولها الأولى.[158] وفي أواخر القرن الثالث الميلادي، هوجمت الشيثية من قبل الأفلاطونيين الجدد مثلأفلوطين، وأصبحت الشيثية بعيدة عن الأفلاطونية. في أوائل القرن الرابع الميلادي إلى منتصفه، انقسمت الشيثية إلى مجموعات طائفية غنوصية مختلفة مثلالأرخنيين والأوديينوالبوربوريين والفيبيونيين، وربماالستراتيوتيسيين، والسكونديين.[159][46] بقيت بعض هذه المجموعات حتى العصور الوسطى.[159]
سُميت الفالنتينية نسبةً إلى مؤسسهافالنتينوس (ق. 100م– ق. 180م)، الذي كان مرشحًا لأن يكونأسقف روما، لكنه أنشأ مجموعته الخاصة عندما تم اختيار مرشح آخر.[160] ازدهرت الفالنتينية بعد منتصف القرن الثاني الميلادي. اشتهرت هذه المدرسة، وامتدت إلى شمال غرب أفريقيا ومصر، وعبر آسيا الصغرى وسوريا شرقًا.[161] عندما ذكر إيرينيوس فالنتينوس قرن اسمه دوما بلقب الغنوصي. كانت الفالنتينية مذهبًا نابضًا بالحياة الفكرية،[162] ذات الفكر الغنوصي المُكثّف. أفاض تلاميذ فالنتينوس في الحديث عن تعاليمه ونصوصه. ويُعتقد أن الغنوصية الفالنتينية آمنت بالأحادية بدلًا منالثنائية.[ك] كانت الأساطير الفالنتينية، لا تُرجع سبب العيوب المادية في الخلق إلى أي فشل من جانب الديميرج، وإنما لكون الديميرج أقل كمالًا من الكيان الأعلى الذي فاض منه.[164] كما كان الفالنتينيون يتعاملون مع الواقع المادي بازدراء أقل من المجموعات الغنوصية الأخرى.[164]
حاول الفالنتينيون تفسير رسائل تلاميذ المسيح بشكل منهجي، زاعمين أن معظم المسيحيين ارتكبوا خطأ بقرائتهم الرسائل حرفيًا، وليس مجازيًا. فسّر الفالنتينيون أن الصراع بين اليهود والأمم فيالرسالة إلى أهل روما بأنها إشارة مشفرة إلى الاختلافات بين الوسطاء الروحانيون (الأشخاص الذين هم روحانيون جزئيًا ولكنهم لم يحققوا بعد الانفصال عن الجسدانية)والهوائيين (الأشخاص الروحيون تمامًا). زعم الفالنتينيون بأن مثل هذه الإشارات كانت متأصلة في الغنوصية، حيث أن السرية مهمة لضمان التقدم السليم نحو الفهم الداخلي الحقيقي.[كا]
وفقًالبنتلي لايتون، فإن الغنوصية التقليدية ومدرسة توما سبقتا وأثرتا على التطور الفالنتيني، الذي وصفه لايتون بالمُصلح الغنوصي العظيم والنقطة المحورية للتطور الغنوصي. كما اعتقد لايتون أنه أثناء وجود فالنتينوس في الإسكندرية، حيث ولد، ربما كان على اتصال بالمعلم الغنوصيبازيليد، وربما تأثر به.[165] وضع سيمون بيتريمنت وهو يُحاجج حول الأصل المسيحي للغنوصية، فالنتينوس بعد بازيليد، ولكن قبل الشيثيين. صنّف بيتريمنت فالنتينوس بأنه كان معتدلًا في معاداته لليهودية مقارنة بالمعلمين الهيلينيين الأوائل.[166]
تأسست طائفة البازيليديين على يدبازيليدس السكندري في القرن الثاني الميلادي. ادعى بازيليدس أنه تعلم مذاهبه على يد جلوكوس أحد تلاميذبطرس، ولكن من الممكن أيضًا أنه كان تلميذًا لميناندر الغنوصي.[167] ظلت البازيليدية حتى نهاية القرن الرابع الميلادي حيث ذكرإبيفانيوس البازيليديين الذين يعيشون فيدلتا النيل.
كانمرقيون قائدًا كنيسًا منسينوب، وقد بشّر في روما حوالي سنة 150م،[170] لكنه طُرد وأنشأ رعيته الخاصة، والتي انتشرت في جميع أنحاء البحر المتوسط. رفض مرقيون العهد القديم، واتبع قانونًا مسيحيًا محدودًا، والذي تضمن فقط نسخة مُنقّحة منإنجيل لوقا، وعشر رسائل مُنقّحة لبولس.[95] لا يعتبره بعض العلماء مرقيون غنوصيًا،[171][كب] غير أن تعاليمه تشبه بشكل واضح بعض التعاليم الغنوصية.[170] كان مرقيون يرى بوجود فرق جذري بين إله العهد القديم،الديميرج، "الخالق الشرير للكون المادي"، والإله الأعلى، "الإله الروحي المحب الذي هو أبو يسوع"، الذي أرسل يسوع إلى الأرض لتحرير الإنسان من طغيان الشريعة اليهودية.[170][15] زعم مرقيون مثله مثل الغنوصيين بأن يسوع كان في الأساس روحًا إلهيًا تظهر للرجال في شكل إنساني، وليس شخصًا في جسد مادي حقيقي.[172] ورأى مرقيون أن الآب السماوي (أبو يسوع المسيح) كان إلهًا غريبًا تمامًا؛ ولم يكن له أي دور في خلق العالم، ولا علاقة له به.[172]
الغنوصيون الثعبانيون. أعطىالنحشيونوالأوفيتيون والثعبانيون أهمية لرمزية الثعابين، ولعب التعامل مع الثعابين دورًا في احتفالاتهم.[170]
أسسسيرينثوس (حوالي سنة 100م) مدرسة ذات أفكار غنوصية. كالغنوصيين، اعتقد سيرينثوس أن المسيح روح سماوية منفصلة عن يسوع الإنسان، واعتبر الديميرج خالقًا للعالم المادي. لكنه خالف الغنوصيين، حيث أمر سيرينثوس أتباعه بأن يلتزموا بالشريعة اليهودية؛ وكان يعتبر الديميرج مقدسًا، وليس متواضعًا؛ وكان يبشّر بالمجيء الثاني. وكانت غنوصيته تعليمًا سريًا منسوبًا إلى أحد التلاميذ. ويعتقد بعض العلماء أن رسالة يوحنا الأولى كتبت ردًا على سيرينثوس.[173]
سُمّيالقايينيين بهذا الاسم لأنهيبوليتوس الرومي زعم أنهم عبدواقايينوعيسووقورحوالسدوميين. لا يُعرف الكثير عن طبيعة هذه المجموعة. إدعى هيبوليتوس أنهم يعتقدون أن الانغماس في الخطيئة هو مفتاح الخلاص لأنه بما أن الجسد شرير، فيجب على المرء أن يدنسه من خلالالفجور. ولا يشير اسمهم إلى انحدار أتباع هذه الجماعة من نسل قايين.[174]
كتبة مانويون يكتبون على مكاتبهم، مع لوح منقوش عليهباللغة الصغدية. مخطوطة من قوشو فيحوض تاريم.
تأسست المانوية على يدماني. كان والد ماني عضوًا في الطائفةالمسيحية اليهوديةالألكسيين، وهي مجموعة فرعية منالإبيونيين. في عمر 12 و24 عامًا، شاهد ماني رؤى عن "التوأم السماوي"، دعته لترك طائفة والده والتبشير برسالة المسيح الحقيقية. في سنة 240م-241م، سافر ماني إلى مملكةساكاالهندية الإغريقية فيأفغانستان المعاصرة، حيث درسالهندوسية وفلسفاتها المختلفة. وعندما عاد سنة 242م، انضم إلى بلاطسابور الأول الذي أهدى له عمله الوحيد المكتوب باللغة الفارسية، والمعروف باسمشابوهراجان. وكانت كتاباته الأصلية مكتوبةباللغة السريانية،وبالخط المانوي الفريد.
تتصور المانوية وجود عالمين متعايشين من النور والظلام بينهما صراع. أصبحت عناصر معينة من الضوء محاصرة في الظلام، والغرض من خلق المادة هو الانخراط في عملية بطيئة لاستخراج هذه العناصر. وفي النهاية، ستنتصر مملكة النور على الظلام. ورثت المانوية هذه الأساطيرالثنائية عنالزرادشتية الزورفانية،[178] حيث يعارض الروح الأبديةأهورامزدا نقيضهأهريمان. شمل هذا التعليم الثنائي أسطورة كونية تضمنت هزيمة الإنسان البدائي على يد قوى الظلام التي التهمت وسجنت جزيئات الضوء.[179] وفقًالكيرت رودولف، فإنالمانوية تراجعت في بلاد فارس في القرن الخامس الميلادي لمنع انتشار الحركة إلى الشرق والغرب.[131] وفي الغرب، انتقلت تعاليم المدرسة إلى سوريا وشمال شبه الجزيرة العربية ومصر وشمال أفريقيا.[كج] وهناك أدلة على وجود المانويين في روماودلماسية في القرن الرابع الميلادي، وكذلك في بلاد الغال وإسبانيا. ومن سوريا، انتشرت أكثر إلىفلسطينوالأناضول،وأرمينيا البيزنطيةوالفارسية.
تعرض تأثير المانوية للانتقادات، لكنها ظلت سائدةً حتىالقرن السادس الميلادي، وأدى تأثيره لظهورالبلكانيةوالبوغوميليةوالكاثارية في العصور الوسطى، حتى قضت عليهالكنيسة الكاثوليكية في نهاية المطاف.[131] أما في الشرق، يقول رودولف، تمكنت المانوية من الازدهار، لأن الاحتكار الديني الذي كانت تتمتع به المسيحية والزرادشتية سابقًا كُسر على يد الإسلام الناشئ. في السنوات الأولى من الفتح الإسلامي، وجدت المانوية أتباعًا مرة أخرى في بلاد فارس (معظمهم بين الأوساط المتعلمة)، لكنها ازدهرت بشكل أكبر في آسيا الوسطى، التي انتشرت إليها عبر إيران. وهناك، في سنة 762م، أصبحت المانوية دين الدولة فيخاقانية الأويغور.[131]
بعد انحسارها في عالم البحر المتوسط، عاشت الغنوصية في محيط الإمبراطورية البيزنطية، وعادت إلى الظهور في العالم الغربي. ظهرتالبلكانية وهي مجموعة ازدهرت بين سنتي 650م-872م في أرمينيا وشرقالإمبراطورية البيزنطية، اتهمتهم المصادر الأرثوذكسية في العصور الوسطى بأنهم غنوصيون ومسيحيين متشبّهين بالمانويين. كما ظهرتالبوغميلية فيبلغاريا بين سنتي 927م-970م، وانتشروا في جميع أنحاء أوروبا، وكان بمثابةحركة توفيقية بين البلكانية الأرمينية وحركة إصلاحالكنيسة البلغارية الأرثوذكسية. واتهم أعداءالكاثارية أو الألبجينية الحركة أن لهم سمات غنوصية؛ على الرغم من عدم وضوح تأثر الكاثارية بالغنوصية القديمة أم لا.
تصور بعض التفسيراتالصوفيةإبليس على أنه يحكم الرغبات المادية بطريقة تشبهالديميرج الغنوصي.
يضع القرآن فارقًا واضحًا بين الدنياوالآخرة. يعتقد المسلمون عمومًا أن الله يتجاوز الفهم البشري. في بعض المدارس الفكرية الإسلامية، تُعرّف اللهبالجوهر الفرد (الموناد).[182][183] ومع ذلك، وفقًا للإسلام، وعلى عكس معظم الطوائف الغنوصية، فإن فعل الأعمال الصالحة هو الذي يؤدي إلىالجنة. وفقًا للعقيدة الإسلامية فيالتوحيد، ليس هناك مكان لإله أدنىكالديميرج.[184] وفقًا للإسلام، يأتي الخير والشر من إله واحد، وهو موقف يعارضه المانويون خصوصًا. صوّرابن المقفع، الذي تحوّل من المانوية إلى الإسلام،الإله الإبراهيمي على أنه كيان شيطاني "يقاتل البشر ويفتخر بانتصاراته" و"يجلس على العرش يمكن أن ينزل منه"، واعتقد بأنه من المستحيل أن يكون النور والظلمة مخلوقين من مصدر واحد، لأنهما يعتبران مبدأين أبديين مختلفين،[185] وقد ردّ عليه في ذلك علماء دين مسلمون.[186]
في الكتابالشيعي الإسماعيليأم الكتاب، يلعبعزازيل دورًا يشبه دور الديميرج،[187] حيث يتمتع بالقدرة على خلق عالم، ويسعى إلى حبس البشر في العالم المادي، لكن قوته هنا محدودة، وتعتمد على الإله الأعلى.[188] يظهر هذا الفكر بشكل متكرر في نصوص الشيعة الإسماعيلية،[189] الذين وصفهمالغزالي بأنهم جماعة يدّعونالتشيّع ظاهريًا، ولكنهم من أتباع ديانة ثنائية وفلسفية. هناك آثار أخرى للأفكار الغنوصية في الصوفية،[190] مثل المفهوم الغنوصي حول تقيُّد البشر داخل المادة، حيث تعترف النصوص الصوفية بأن الروح البشرية خاضعة للرغبات الجسدية، بطريقة تشبه الفكرة الغنوصية حول إحاطة الأجسامالأرخنية بالروح.[191] لذلك يجب علىالروح أن تتغلب علىدناءة النفس وارتباطها بالمادة للتغلب على طبيعتها الحيوانية. حيث أن الإنسان الذي تسيطر عليه رغباته الحيوانية، يدّعي خطئًا استقلاله الذاتي عن "الإله الأعلى"، وبالتالي يشبه الإله الأدنى في النصوص الغنوصية القديمة. ومع ذلك، بما أنه ليس الهدف التخلي عن العالم المخلوق، بل مجرد تحرير النفس من الرغبات الدنيّة، لذا فهناك خلاف حول ما إذا يمكن اعتبار ذلك الفكر غنوصيًا، أم مرتبطًا برسالة محمد.[185]
ويبدو أن الأفكار الغنوصية كانت جزءًا مؤثرًا من الفكر الفلسفي الإسلامي القديم، لكنها فقدت تأثيرها فيما بعد. ومع ذلك، فقد ظلّت بعض الاستعارات الخفيفة وفكرةوحدة الوجود سائدة في الفكر الإسلامي اللاحق، مثل فكرابن سينا.[183]
كتبغرشوم شوليم مؤرخالفلسفة اليهودية، أن العديد من الأفكار الغنوصية الأساسية ظهرت مرة أخرى فيالقابالاه في العصور الوسطى، حيث استُخدمت لإعادة تفسير المصادر اليهودية السابقة. في هذه الحالات، وفقًا لشوليم، قامت نصوص مثلالزوهار بتكييف المبادئ الغنوصية لتفسيرالتوراة، دون استخدام لغة غنوصية.[192] واعتقد شوليم كذلك أن هناك غنوصية يهودية أثرت على الأصول المبكرة للغنوصية المسيحية.[193] وبالنظر إلى أن بعض أقدم نصوص القبالاه ظهرت فيبروفنس في العصور الوسطى، وفي الوقت الذي نشطت فيه حركاتالكاثار، فقد زعم شوليم وغيره من علماء منتصف القرن العشرين الميلادي وجود تأثير متبادل بين الجماعتين. وفي المقابل، قالجوزيف دان بأنه لا نص موجود يثبت هذه الفرضية.[194]
كانكارل يونغ (الذي دعمها) وإيرك فوجلين (الذي عارضها)وخورخي لويس بورخيس (الذي أدرجها في العديد من قصصه القصيرة)وآليستر كراولي من بين مفكري أوائل القرن العشرين الميلادي الذين درسوا الغنوصية بشكل مكثف وتأثروا بها، بالإضافة إلى شخصيات مثلهرمان هيسه الذي تأثر بالغنوصية بشكل أكثر اعتدالًا. أسسرينيه غينون المراجعة الغنوصية "La Gnose" سنة 1909م، قبل أن ينتقل إلى موقفأكثر ديمومة، ويؤسسمدرسته التقليدية. نسبت المنظماتالثيليمية الغنوصية مثل الكنيسة الغنوصية الكاثوليكية ورتبة المعبد الشرقي نفسها إلى فكر كراولي. كما كان لاكتشاف مخطوطات نجع حمادي وترجمتها بعد سنة 1945م الأثر الكبير على الغنوصية منذ الحرب العالمية الثانية. ومن بين المثقفين الذين تأثروا بشدة بالغنوصية في هذه الفترةلورانس داريلوهانس يوناسوفيليب ك. ديكوهارولد بلوم، مع تأثرألبير كامووألين غينسبيرج بشكل أكثر اعتدالًا.[198] وكتبت سيليا غرين عن ارتباط المسيحية الغنوصية بفلسفتها الخاصة.[199] كما كانألفريد نورث وايتهيد على علم بوجود المخطوطات الغنوصية المكتشفة حديثًا. وبناء على ذلك، اقترحميشيل فيبر تفسيرا غنوصيًا لميتافيزيقاه المتأخرة.[200]
ترجع هذه الحركة إلى عصر الشهيد يوستين الذي أدان القائلين بأن "الابن هو الآب" (حوار مع تريفو 128). جاءت هذه الحركة أولًا كرد فعل خاطئ لمقاومة الفكر الغنوصي في القرن الثاني، حيث كان الغنوصيون يتطلعون إلى الابن والروح القدس أنهما أيونان صادران عن الله الأسمى، وانهما أقل منه، فأراد البعض تأكيد الوحدانية بين الثالوث فسقطوا في نوعٍ منالسابيلية.[201]
قبل اكتشاف مخطوطات نجع حمادي سنة 1945م، كانت الغنوصية معروفة في المقام الأول من خلال أعمال علماء الهرطقة، وهمآباء الكنيسة الذين عارضوا تلك الحركات. كان كتاباتهم ذات تحيز عدائي تجاه التعاليم الغنوصية، ولم تعط معلومات متكاملة حول تلك الحركات. بذل العديد ممن كتبوا حول الهرطقات، مثل هيبوليتوس الرومي، القليل من الجهد في الكتابة حول طبيعة تلك الطوائف، لم ينسخوا نصوصهم المقدسة. في العصر الحديث، حاول البعض إعادة بناء النصوص الغنوصية غير المكتملة، لكن كانت الأبحاث حول الغنوصية متأثرة بالآراء الأرثوذكسية لعلماء الهرطقة هؤلاء.
قبل الاكتشافات فينجع حمادي، كان هناك عدد محدود من النصوص المتاحة حول الغنوصية، حيث أعيد بناء بعضها من كتابات علماء الهرطقة، ولكن معلوماتها تأثرت بالدافع وراء كتابتها في كل مصدر. كانتمخطوطات نجع حمادي مجموعة من النصوص الغنوصية التي اكتُشفت سنة 1945م بالقرب من نجع حمادي بصعيد مصر. عُثر على اثني عشرسفرًا منورق البردي مغلفة بالجلد مدفونة في جرة مغلقة من قبل مزارع محلي يدعى محمد السمان.[203] تضم هذه الأسفار 52رسالة أغلبها غنوصية، ولكنها تتضمن أيضًا ثلاثة أعمال تنتمي إلى الكتابات الهرمسية مع ترجمة وتعديل جزئي لكتاب الجمهورية لأفلاطون. ربما كانت هذه الأسفار تنتمي إلى دير القديسباخوم القريب، ودُفنت بعد أن أدان الباباأثناسيوس الأول استخدامالكتب غير القانونية في رسالته الاحتفالية لسنة 367م.[204] على الرغم من أن اللغة الأصلية للتأليف كانت على الأرجحيونانية، إلا أن الأسفار المتنوعة التي عُثر عليها كانت مكتوبةباللغة القبطية. يُعتقد أن تاريخ تأليف الأصول اليونانية المفقودة كان في القرن الأول الميلادي أو القرن الثاني الميلادي، وإن كان ذلك محل خلاف؛ أما تاريخ المخطوطات نفسها فيرجع إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين. أظهرت نصوص نجع حمادي تنوّع الكتاب المقدس المسيحي المبكر والمسيحية المبكرة نفسها.[كد]
قبل اكتشافات نجع حمادي، كان يُنظر إلى الحركات الغنوصية إلى حد كبير من خلال عدسة علماء الهرطقات في الكنيسة الأولى. يعتقد يوهان لورينز فون موشيم (1694-1755) أن الغنوصية تطورت من تلقاء نفسها في اليونان وبلاد الرافدين، ثم انتشرت إلى الغرب وتضمنت أفكارًا يهودية. وبحسب موشيم، فإن الفكر اليهودي أخذ الأفكار الغنوصية واستخدمها ضد الفلسفة اليونانية.[48] ويعتقد ج. هورن وإرنست ليوالد أن الغنوصية ذات أصول فارسية وزرادشتية، بينما وصف جاك ماتر الغنوصية بأنها تُدخل التكهنات حول أصل الكون والتصوف الديني الشرقي إلى المسيحية.[48] في ثمانينيات القرن التاسع عشر الميلادي، صُنّفت الغنوصية ضمن الفلسفة اليونانية، وخاصة الأفلاطونية الجديدة.[44] اعتقدأدولف فون هارناك الذي كان ينتمي إلى مدرسة تاريخ العقيدة أن الغنوصية كانت تطورًا داخليًا داخل الكنيسة تحت تأثير الفلسفة اليونانية.[44][206] وفقًا لهارناك، كانت الغنوصية "هلينة حادة للمسيحية".[44]
كانلمدرسة تاريخ الأديان في القرن التاسع عشر الميلادي تأثير عميق على دراسة الغنوصية.[44] اعتبرت تلك المدرسة الغنوصية كظاهرة ظهرت قبل المسيحية، وأن الغنوصية المسيحية كانت عَرَضًا هامشيًا لهذه الظاهرة.[44] وفقًا لفيلهلم بوسيت (1865–1920)، كانت الغنوصية شكلاً من أشكال التوفيق بين المعتقدات الإيرانية ومعتقدات بلاد الرافدين،[44] واعتقدإدوارد نوردن أيضًا في الأصل ما قبل المسيحي للغنوصية،[44] بينما اعتقد ريتشارد أوغست رايتزنشتاينورودولف بولتمان أن أصلها فارسي.[44] فيما رأىهانز هاينريخ شيدر وهانز ليسغانغ أن الغنوصية عبارة عن مزيج من الفكر الشرقي في شكل يوناني.[44]
اتخذهانس يوناس منهجًا وسطًا، حيث استخدم كلاً من المنهج المقارن لمدرسة تاريخ الأديان والتأويل الوجودي الذي سبق منهجيةرودولف بولتمان فينزع الأساطير[الإنجليزية]،[207]:94-95 أكّد يوناس على الازدواجية بين الإله الغنوصي والعالم، وخلص إلى أن الغنوصية لا يمكن أن تشتق من الأفلاطونية أو اليهودية.[207][33] بدلاً من ذلك، اقترح أن الغنوصية ظهرت نتيجة فتوحاتالإسكندر الأكبر وتأثيرها على دويلات المدن اليونانية والطوائف "الشرقية" من الكهنة والمثقفين. [208][207]:107-108 ورغم ذلك، يتفق الباحثون المعاصرون إلى حد كبير على أن الغنوصية لها أصول يهودية أو يهودية مسيحية.[33]
تلقت دراسة الغنوصية والمسيحية السكندرية المبكرة زخمًا قويًا منذ اكتشافمخطوطات نجع حماديالقبطية سنة 1945م.[209][210] نُشرت عدد كبير من الترجمات، وتناولت أعمالإلين باجلز، أستاذة الدين فيجامعة برينستون، وخاصة الأناجيل الغنوصية، تفاصيل قمع بعض الكتابات التي عُثر عليها في نجع حمادي من قبل أساقفة الكنيسة المسيحية الأوائل. أدى ذلك إلى انتشرت المعلومات عن الغنوصية في الثقافة السائدة،[web 1][web 2] ولكنها أثارت أيضًا ردود فعل وإدانات قوية من الكتاب الدينيين.[211]
اقترح مؤتمرميسينا سنة 1966م حول أصول المعرفة والغنوصية تعريف الغنوصية بأنها: «... مجموعة معينة من أنظمة القرن الثاني الميلادي التي سُميت باسم "الغنوصية"، مع استخدام لفظ "غنوسيس" لتعريفمفهوم المعرفة الذي يتجاوز الزمن، والذي وُصف بأنه "معرفة العارفين للأسرار الإلهية".[212]» لم يعد هذا التعريف ساريًا الآن.[213] نشأت الغنوصية كديانة، من مفهوم "الغنوسيس" الذي كان فكرةً منتشرةً في الديانات القديمة،[كه] مما يوحي بالاعتقاد بوجود مفهومًا موحّدًا عن الغنوصية عند تلك الديانات الغنوصية، ولكن ذلك لم يكن موجودًا في ذلك الوقت.[214] وفقًا لديلون، أوضحت نصوص نجع حمادي أن تعريف ميسينا كان محدودًا، وأنه يمكن تعريف الغنوصية بشكل أفضل بحسب الحركات (مثل الفالنتينيين)، أو تشابه الأساطير مثل (الشيثيين)، أو المفاهيم المتشابهة (مثل وجود الديميرج).[213] وأشار ديلون أيضًا إلى أن التعريف المسيحي للغنوصية استبعد أيضًا غنوصية ما قبل المسيحية وتطورها اللاحق، مثل المندائيين والمانويين.[213]
ميّز هانس يوناس تيارين رئيسيين في الغنوصية، هما السرياني-المصري، والفارسي، الذي شملالمانويةوالمندائية.[33] مالت المدارس السريانية-المصرية إلى وجهة نظر أكثر أحادية. بينما امتلكت الغنوصية الفارسية ميولًاثنائية أكثر، مما يعكس تأثرها القوي بالمعتقداتالزرادشتية الزورفانية الفارسية. أما حركات العصور الوسطى مثل الكاثارية والبوغوميلية والكاربوقراطية، فقد تضمنت أفكارًا من كلا التيارين. ومع ذلك، فإن علماء مثل كيرت رودولف، ومارك ليدزبارسكي، ورودولف ماكوتش، وإثيل درور، وجورون جاكوبسن باكلي زعموا بنشأة المندائية في فلسطين. قسّم غيل كيسبل الغنوصية السريانية-المصرية إلى غنوصية يهودية (أبوكريفون يوحنا)[149] وغنوصية مسيحية (مرقيون، وبازيليد، وفالنتينوس). تمركزت الغنوصية المسيحية حول المسيح، وتأثرت بكتابات مسيحية مثل إنجيل يوحنا ورسائل بولس.[215] أشار مؤلفون آخرون إلى أن الغنوصيين كانوا تيارًا فرعيًا بارزًا في الكنيسة المبكرة.[216]
كانأدولف فون هارناك من أبرز الذين يميلون إلى تعريف الغنوصية كهرطقة مسيحية، حيث ذكر أن "الغنوصية هيهلينة حادة للمسيحية".[217] ووفقًا لديلون، "سار العديد من علماء اليوم على خطى هارناك في قراءة الغنوصية، باعتبارها نسخة متأخرة ملوثة من المسيحية"، وأبرزهم داريل بلوك، الذي انتقد وجهة نظر إلين باجلز بأن المسيحية المبكرة كانت متنوعة كثيرًا.[218]
في أواخر الثمانينيات، أعرب العلماء عن مخاوفهم بشأن اتساع دائرة تصنيف "الغنوصية". اقترح بنتلي لايتون تصنيف الغنوصية من خلال تحديد المجموعات التي صُنّفت على أنها غنوصية في النصوص القديمة. وفقًا للايتون، فقد طُبّق هذا المصطلح بشكل أساسي من قبل علماء الهرطقات على الأسطورة الموصوفة في أبوكريفون يوحنا، واستخدمه بشكل أساسي الشيثيونوالأوفيتيون، وقال بأنه يمكن تسمية النصوص التي تشير إلى هذه الأسطورة باسم "الغنوصية التقليدية".[219] بالإضافة إلى ذلك، استخدم أليستر لوغان النظرية الاجتماعية لتحديد الغنوصية، حيث استخدم نظريةرودني ستارك ووليام بينبريدج الاجتماعية حول الدين التقليدي والطوائف والعبادات. وفقًا لذلك صنّفها لوغان بأنها طائفة كانت على خلاف مع المجتمع ككل.[219]
وفقًا لتقرير الندوة المسيحية حول الغنوصية الصادر عنمعهد ويستار في خريف 2014م، لا توجد مجموعة بعينها تمتلك كل السمات المنسوبة للغنوصية عادةً، حيث تمتلك كل مجموعة تقريبًا واحدة أو أكثر منها، أو نسخة معدلة منها.[220] وفقًا لمايكل آلان ويليامز، فإن تصنيف النصوص الغنوصية كنصوص دينية متميزة أمر مشكوك فيه، لأن "الغنوصية" كانت سمة منتشرة في العديد من النصوص الدينية في العصور القديمة، ولم تقتصر على ما يسمى بالجماعات الغنوصية.[10] ويقول ويليامز أيضًا، أن الأسس المفاهيمية التي صُنّفت على أساسها الغنوصية هي بقايا أجندة علماء الهرطقة.[10] حدّد علماء الهرطقات في الكنيسة الأوائل لأنفسهم تعريفًا تفسيريًا للغنوصية، واتّبعتهم الدراسات الحديثة في ذلك، وأنشأت تعريفًا تصنيفيًا لهم. ويعتقد ويليامز أن هذا التعريف يحتاج إلى تعديل ليعكس بشكل أكثر دقة تلك الحركات التي يشتمل عليها،[10] واقترح استبداله بمصطلح "النصوص الكتابية الديميرجية".[221]
وفقًا لكارين كينغ، فإن العلماء "واصلوا دون قصد مشروع علماء الهرطقات القدماء" في بحثهم عن التأثيرات غير المسيحية، وبالتالي استمروا في تصوير المسيحية بأنها في الأصل نقية.[221] في ضوء هذا الرفض العلمي المتزايد و/أو التقييد لمفهوم الغنوصية، كتب ديفيد ج. روبرتسون عن التشوهات التي تسببت الاستخدام الخاطئ للمصطلح في إدامتها في الدراسات الدينية.[222]
درسكارل يونغ الغنوصية من منظور نفسي، وتبعه في ذلك غيل كيسبل. وفقًا لهذا المنظور، فإن الغنوصية هي صورة للتطور البشري، حيث يتطور شخصية الشخص المتماسك، المتمركز حول ذاته، من شخصيته المتشتتة في صغره. وفقًا لكيسبل، فإن المعرفة هي قوة ثالثة في الثقافة الغربية، إلى جانب الإيمان والعقل، والتي توفر وعيًا تجريبيًا لهذه الذات.[221] وفقًا لإيوان كوليانو، أصبحت المعرفة ممكنة من خلال إعمال العقل الشامل، بحيث يمكن استخدامه "في أي وقت وفي أي مكان".[223] وقد قدّم إدوارد كونزي تفسيرًا مشابهًا، حيث قال بأن أوجه التشابه بينبراجنا وصوفيا (الحكمة) قد تكون بسبب "التجارب الفعلية للعقل البشري"، والتي تؤدي في ظروف معينة إلى خبرات مماثلة.[224]
^استخدمها أفلاطون في الحوار بين الشاب سقراط والرجل الغريب في مجادلتهرجل الدولة (258e).
^perseus.tufts.edu, LSJ entry:γνωστ-ικός, ή, όν, A. of or for knowing, cognitive: ἡ -κή (sc. ἐπιστήμη), theoretical science (opp. πρακτική), Pl.Plt.258e, etc.; τὸ γ. ib.261b; "ἕξεις γ." Arist.AP0.100a11 (Comp.); "γ. εἰκόνες" Hierocl.in CA25p.475M.: c. gen., able to discern, Ocell. 2.7. Adv. "-κῶς" Procl.Inst.39, Dam.Pr.79, Phlp.in Ph.241.22.
^10x Plato, Cratylus, Theaetetus, Sophist, Statesman 2x Plutarch, Compendium libri de animae procreatione + De animae procreatione in Timaeo, 2x Pseudo-Plutarch, De musica
^يقول دوندربرغ: "المشاكل المتعلقة بمصطلح الغنوصية نفسه الذي أصبح الآن معروفًا جيدًا. لا تظهر في المصادر القديمة على الإطلاق"[18]
^قال بيرسون:"كما أشار بنتلي لايتون، فإن مصطلح الغنوصية تمت صياغته لأول مرة بواسطةهنري مور (1614–1687) في عمل تفسيري للرسائل السبع لسفر الرؤيا. استخدم مصطلح الغنوصية كثيرًا لوصف الهرطقة في ثياتيرا."[19]
^ذكر إيرينيئوس ذلك في عمله "كشف وإسقاط ما يسمى بالعرفان"، حيث استخدم مصطلح "العلم المزعوم" في اقتباس منه لإشارةبولس الطرسوسي إلى "المعرفة المزعومة زورا" في رسالته الأولى إلى تيموثاوس (6:20)، وقصد بها جماعات مختلفة، وليس فقط الفالنتينيين.[21]
^قال روبنسون: "في هذه المرحلة لم نعثر على أي نصوص غنوصية تسبق بوضوح نشأة المسيحية."[31] و"لا تكاد غنوصية ما قبل المسيحية في حد ذاتها أن تكون موثقة بطريقة تحسم الجدل مرة واحدة وإلى الأبد."[32]
^يقول كوهين ومنديس فلور: “على أية حال، تميل الأبحاث الحديثة إلى التأكيد على أن اليهودية، وليس بلاد فارس، كانت الأصل الرئيسي للغنوصية. في الواقع، يبدو من الواضح بشكل متزايد أن العديد من النصوص الغنوصية المنشورة حديثًا تمت كتابتها في سياق من لا يغيب عنه اليهود. في بعض الحالات، بدا أن الرفض العنيف للإله اليهودي، أو اليهودية، كان أساسيًّا في هذه النصوص. ... ظاهريًا، بدا أن الاتجاهات المختلفة في الفكر والأدب اليهودي في فترة الهيكل الثاني كان لها تأثيرًا محتملًا على الأصول الغنوصية.[26]
^أول من طرح فكرة أن الغنوصية مشتقة من البوذية كان جامع الأحجار الكريمة الفيكتوري وعالم العملات تشارلز ويليام كينغ سنة 1864م.[61] واعتبرهنري لونغفيل مانسل سنة 1875م[62] أن المصادر الرئيسية للغنوصية هي الأفلاطونية والزرادشتية والبوذية.[63]
^يقول بطليموس الغنوصي فيالرسالة إلى فلورا: "يُلاحظ الصوم الجسدي الخارجي حتى بين أتباعنا، لأنه يمكن أن يكون مفيدًا للروح إذا صاحبه السبب (اللوغوس) متى تم ذلك لاعتزال الآخرين، أو بمخالفة العُرف، أو بسبب اليوم، كما لو كان قد خُصِّص لذلك».
^من بين أسمائه الأخرىالكامل، أيون تليوس (الأيون المثالي)، بيثوس (عميق المعرفة)، برو أرخي (الذي كان قبل البداية)، هي-أرخي (البداية).
^عُثر على المقطع ذي الصلة في كتاب الجمهورية ضمنمخطوطات نجع حمادي،[86] حيث يوجد نص يصف الخالق بأنه "ثعبان ذو وجه أسد".[74]
^المصطلح dēmiourgos موجود عند عدد من الجماعات الدينية والفلسفية الأخرى، أبرزها الأفلاطونية. يشبه الديميرج الغنوصي الشخصيات الموجودة في كتابيطيماوس والجمهورية. في طيماوس، الديميرج شخصية مركزية، فهو خالق الكون الخيّر الذي يعمل على جعل الكون خيّرًا بقدر ما تسمح به حدود المادة. وفي الجمهورية، وصف "الرغبة" في نموذجالنفس عندسقراط بأنها تتشابه مع أوصاف الديميرج الذي على شكل أسد.[يو]
^وفقًالإيرل دوهرتي، أحد أبرز المؤيدينلنظرية أسطورة يسوع، ربما اعتبر مؤلفوالوثيقة ق أنفسهم متحدثين باسم حكمة الرب، حيث كان يسوع تجسيدًا لهذه الحكمة. ومع مرور الوقت، بدأت نصوص الأناجيل حول هذه الحكمة المتجسدة تُفسّر هذه الحكمة على أنها التاريخ الحرفي لحياة يسوع.[96]
^إن عقيدة "القوة الثلاثية" الموجودة في نص ألوجينيس، المكتشف في مخطوطات نجع حمادي، هي "نفس العقيدة الموجودة في التعليق المجهولبارمينيدس (الجزء الرابع عشر) الذي نسبه هادوت إلى فرفوريوس [...] وموجود أيضًا فيالتاسوع المقدسلأفلوطين.[46]
^تقول إلين باجلز: “الغنوصية الفالنتينية […] تختلف جوهريًا عن الثنائية”؛[99] ويقول شودل: "أحد العناصر القياسية في تفسير الفالنتينية والأشكال المماثلة من الغنوصية هو الاعتراف بأنها أحادية في الأساس".[163]
^ويصف إيرينيئوس كيف يزعم الفالنتاينيون أنهم يجدون دليلاً فيالرسالة إلى أهل أفسس لاعتقادهم المميز بوجودالأيونات ككائنات خارقة للطبيعة، حيث قالوا: "وأيضاً بولس كانوا يذكر هذه الأيونات بشكل واضح ومتكرر، بل ويذهب إلى حد الحفاظ على ترتيبها عندما يقول: "إلى جميع أجيال دهر الدهور (تُرجمت كلمة الأيونات إلى دهر الدهور في الترجمة العربية للرسالة)". (أفسس 3: 21) كلا، نحن أنفسنا، عند تقديم الشكر ننطق الكلمات، "إلى أيونات الأيونات To Æons of Æons" (إلى أبد الآبدين). وفي النهاية، أينما وردت الكلمات أيون أو أيونات، فإنهم يفسرونها في الحال إلى انها هذه الكائنات ". كتاب "في كشف العلم الباطل وإسقاطه" لإيرينيئوس، الكتاب الأول، الفصل 3
^ جاء فيالموسوعة البريطانية: "من وجهة نظر مرقيون، فإن تأسيسه لكنيسته - التي كانت مدفوعة في البداية بالمعارضة - يرقى إلى إصلاحالعالم المسيحي من خلال العودة إلى إنجيل المسيح وإلى بولس؛ ولم يكن هناك شيء يمكن قبوله أكثر من ذلك. وهذا في حد ذاته، يظهر أنه من الخطأ وضع مرقيون بين الغنوصيين. لقد كان بالتأكيدثنائيًا، لكنه لم يكن غنوصيًا".
^وفقًا للايتون، "إن افتقار الكتاب المقدس المسيحي القديم في الفترة المبكرة للاتساق أمر ملفت للنظر للغاية، ويشير إلى التنوع الكبير داخل الدين المسيحي".[205]
^يقول ماركشيز: "كان هناك شيء يسمى "الغنوصية" التي أطلق عليها اللاهوتيون القدماء اسم "الغنوسيس"... لقد ابتكر [مؤتمر] ميسينا مفهومًا للغنوصية لم يستخدم تاريخيًا تقريبًا."[214]
^J. M. Robinson, "Sethians and Johannine Thought: The Trimorphic Protennoia and the Prologue of the Gospel of John" inThe Rediscovery of Gnosticism, vol. 2, Sethian Gnosticism, ed. B. Layton (Leiden: E.J. Brill, 1981), p. 662.
^Gager، John G. (1985).The origins of anti-semitism: attitudes toward Judaism in pagan and Christian antiquity. Oxford University Press. ص. 168.ISBN:978-0-19-503607-7.
^Papandrea، James L. (2016).The Earliest Christologies: Five Images of Christ in the Postapostolic Age. InterVarsity Press. ص. 29.ISBN:978-0-8308-5127-0. مؤرشف منالأصل في 2023-10-27.لعل المثال الأبرز لتبني فكرة المسيحية الملائكية في عصر الكنيسة الأولى ما جاء في الوثيقة المعروفة باسم راعي هرمس. في هذا السفر، المخلص هو ملاك يُدعى "ملاك التفسير"، ويبدو أنه يتوافق مع رئيس الملائكة ميخائيل. على الرغم من أنه غالبًا ما يُفهم أن الملاك هو يسوع، إلا أنه لم يُسمَّى أبدًا باسم يسوع.
^GÜNDÜZ, ŞINASI. The Knowledge of Life. The Origins and Early History of the Mandaeans and Their Relation to the Sabians of the Qurʾān and to the Harranians. Journal of Semitic Studies Supplement 3. Oxford: Oxford University Press on behalf of the University of Manchester, 1994. Pp. vii + 256
^Lidzbarski, Mark 1915 Das Johannesbuch der Mandäer. Giessen: Alfred Töpelmann.
^Macuch, Rudolf A Mandaic Dictionary (with E. S. Drower). Oxford: Clarendon Press 1963.
^R. Macuch, “Anfänge der Mandäer. Versuch eines geschichtliches Bildes bis zur früh-islamischen Zeit,” chap. 6 of F. Altheim and R. Stiehl, Die Araber in der alten Welt II: Bis zur Reichstrennung, Berlin, 1965.
^Nicholas Goodrick-Clarke, Clare Goodrick-ClarkeG. R. S. Mead and the Gnostic Quest 2005 p. 8. Quote: "فكرة أن الغنوصية مستمدة من البوذية تم طرحها لأول مرة من قبل تشارلز ويليام كينج في عمله الكلاسيكي "الغنوصيون وبقاياهم" سنة 1864م. لقد كان واحدًا من أوائل العلماء وأكثرهم تأكيدًا الذين اقترحوا الغنوصية مدينة للفكر البوذي."
^H. L. Mansel, Gnostic Heresies of the First and Second Centuries (1875); p. 32
^International Standard Bible Encyclopedia: E-J p. 490 ed. Geoffrey W. Bromiley — 1982. Quote: "لقد لخص مانسيل المصادر الرئيسية للغنوصية في هذه الثلاثة: الأفلاطونية، والدين الفارسي، والبوذية في الهند."
^Roukema، Riemer (2010)."Jesus′ Origin and Identity – Theodotus [of Byzantium]".Jesus, Gnosis and Dogma. Bloomsbury Publishing. ص. 53.ISBN:978-0-567-61585-5.المخلص، يسوع المسيح، الذي نزل من ملأ الآب الأعلى (البليروما) إلى الأرض، يتوافق معالكلمة، ولكن في البداية ليس تمامًا مع الابن الوحيد. كُتب فيإنجيل يوحنا 1: 14 أن "ورأينا مجده، مجدًاكما لوحيد من الآب"، ومن هنا نستنتج أن مجده يجب أن يتميز عن هذا (7، 3ب). عندما نزل اللوغوس أو المخلص، قدّمت صوفيا (الحكمة)، بحسب ثيودوت، قطعة من اللحم (ساركيون)، أي جسدًا متجسدًا، يسمى أيضًا "البذرة الروحية" (1، 1).
^Schoedel، William (1980)."Gnostic Monism and the Gospel of Truth" inThe Rediscovery of Gnosticism, Vol.1: The School of Valentinus, (ed.) Bentley Layton. Leiden: E.J. Brill.
^اب"Valentinian Monism". The Gnostic Society Library. مؤرشف منالأصل في 2024-01-18. اطلع عليه بتاريخ2009-02-12.
^Benko، Stephen (1967). "The Libertine Gnostic Sect of the Phibionites According to Epiphanius".Vigiliae Christianae. ج. 21 ع. 2: 103–119.DOI:10.2307/1582042.JSTOR:1582042.
^van den Broek، Roelof (2003). "Gospel Tradition and Salvation in Justin the Gnostic".Vigiliae Christianae. ج. 57 ع. 4: 363–388.DOI:10.1163/157007203772064568.JSTOR:1584560.
^Van Den Broek، Roelof (2006).Dictionary of Gnosis & Western Esotericism. Boston: Brill. ص. 194.ISBN:978-90-04-15231-1.
^Zaehner، Richard Charles (1961).The Dawn and Twilight of Zoroastrianism. New York: Putnam.ISBN:978-1-84212-165-8.
^Andrew Philip Smith,The Secret History of the Gnostics: Their Scriptures, Beliefs and Traditions, Duncan Baird Publishers, 2015. (ردمك978-1-780-28883-3)
^ابSmith, Richard. "The Modern Relevance of Gnosticism" in The Nag Hammadi Library, 1990 (ردمك0-06-066935-7)
^Green, Celia (1981, 2006).Advice to Clever Children. Oxford: Oxford Forum. pp. xxxv–xxxvii.
^Michael Weber.Contact Made Vision: The Apocryphal Whitehead Pub. in Michel Weber and William Desmond, Jr. (eds.),Handbook of Whiteheadian Process Thought, Frankfurt / Lancaster, Ontos Verlag, Process Thought X1 & X2, 2008, I, pp. 573–599.نسخة محفوظة 2023-11-13 على موقعواي باك مشين.
Buckley، Jorunn Jacobsen (2010). "Turning the Tables on Jesus: The Mandaean View". في Horsley، Richard (المحرر).Christian Origins. Minneapolis, Minnesota: Fortress Press. ص. 94–111.ISBN:978-1451416640.
Campbell، Joseph (1991).Occidental Mythology. Penguin Arkana.
Dunderberg، Ismo (2008).Beyond gnosticism: myth, lifestyle, and society in the school of Valentinus. Columbia University Press.
Dunn، James D. G. (2016). "'The Apostle of the Heretics': Paul, Valentinus, and Marcion". في Porter، Stanley E.؛ Yoon، David (المحررون).Paul and Gnosis. Brill. ص. 105–118.DOI:10.1163/9789004316690_008.ISBN:978-90-04-31669-0.
Haar، Stephen (2012).Simon Magus: The First Gnostic?. De Gruyter.ISBN:978-3110898828.
Halsall، Guy (2008).Barbarian migrations and the Roman West. Cambridge University Press.ISBN:978-0-521-43491-1.
Harari، Yuval Noah (2015).Sapiens: A Brief History of Humankind. ترجمة: Harari، Yuval Noah؛ Purcell، John؛ Watzman، Haim. London: Penguin Random House UK.ISBN:978-0-09-959008-8.OCLC:910498369.
Huidekoper، Frederic (1891).Judaism at Rome: BC 76 to AD 140. D. G. Francis.
Jonas، Hans (1963) [1958].The Gnostic Religion. Beacon Press.ISBN:0-8070-5799-1.
Magris، Aldo (2005). "Gnosticism: Gnosticism from its origins to the Middle Ages (further considerations)". في Jones، Lindsay (المحرر).Macmillan Encyclopedia of Religion (ط. 2nd). New York: Macmillan Inc. ص. 3515–3516.ISBN:978-0028657332.OCLC:56057973.
Markschies، Christoph (2003).Gnosis: An Introduction. ترجمة: John Bowden. Bloomsbury Academic.ISBN:978-0-567-08945-8.
Quispel، Gilles (2005). "Gnosticism: Gnosticism from its origins to the Middle Ages". في Jones، Lindsay (المحرر).MacMillan Encyclopedia of Religion (ط. 1st). MacMillan.
Robertson، David G. (2021).Gnosticism and the History of Religions. Bloomsbury.ISBN:978-1350137691.
Robinson، James (1978).The Nag Hammadi Library in English. San Francisco: Harper & Row.ISBN:978-0-06-066934-8.
Barnstone، Willis (1984).The Other Bible: Gnostic Scriptures, Jewish Pseudepigrapha, Christian Apocyrypha, Kabbalah, Dead Sea Scrolls. San Francisco: Harper & Row.ISBN:978-0-06-081598-1.
Freke، Timothy؛ Gandy، Peter (2002).Jesus and the Lost Goddess: The Secret Teachings of the Original Christians. Three Rivers Press.ISBN:978-0-00-710071-2.
Haardt, Robert (1967).Die Gnosis: Wesen und Zeugnisse (بالألمانية). Salzburg: Otto-Müller-Verlag. Translated asHaardt، Robert (1971).Gnosis: Character and Testimony. Leiden: Brill.
Jonas, Hans (1993).Gnosis und spätantiker Geist (بالألمانية). Göttingen: Vandenhoeck & Ruprecht. Vol. 2: Von der Mythologie zur mystischen Philosophie.ISBN:978-3-525-53841-8.