
غزوة ذي قَرَد أوغزوة الغابة. وقعت فيالسنة السادسة للهجرة بين 500 إلى 700 من قوات المسلمين بقيادة النبيمحمد
، طاردوا خلالها 40 راكباًو سيد ذبيان عيينة بن حصن الفزاري مع جماعة منغطفان، الذين قد أغاروا على لقاح (حوامل الإبل ذات اللبن) والنبيمحمد
بالغابة، وقتلوا حارسها واحتملوا امرأته معالإبل وفروا نحوأرض نجد.[1]
هذه الغزوة حركة مطاردة ضد فصيلة من بني فَزارة قامت بعمل القرصنة في لِقَاحِ النبيمحمد
.
وهي أخر غزوة غزاهاالنبي محمد
قبل صلحالحديبية،ولقد ذكرالبخاري في ترجمة باب أنها كانت قبل فتح خيبر بثلاث، وروي ذلكمسلم مسنداً من حديثسلمة بن الأكوع. وذكر الجمهور من أهل المغازي أنها كانت قبل صلحالحديبية، وما في الصحيح أصح مما ذكره أهل المغازي.
وخلاصة الروايات عنسلمة بن الأكوع بطل هذه الغزوة أنه قال: «"بعثمحمد بن عبد الله
بظهره مع غلامه رباح، وأنا معه بفرس أبي طلحة، فلما أصبحنا إذاعبد الرحمن الفزاري قد أغار على الظهر، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه، فقلت: يا رباح، خذ هذا الفرس فأبلغه أبا طلحة، وأخبرمحمد بن عبد الله
، ثم قمت على أكَمَة، وأستقبلتالمدينة، فناديت ثلاثاً: يا صباحاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز، أقول:"»
«"فو الله ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إلى فارس جلست في أصل الشجر، ثم رميته فتعفرت به، حتى إذا دخلوا في تضايق الجبل علوته، فجعلت أرديهم بالحجارة، فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهررسول الله
إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه، ثم اتبعتهم أرميهم، حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، وثلاثين رمحاً يستخفون، ولا يطرحون شيئاً إلا جعلت عليه آراماً من الحجارة، يعرفهارسول الله
أصحابه. حتى أتوا متضايقاً من ثَنِيَّةٍ، فجلسوا يتغدون، وجلست على رأس قَرْن، فصعد إلي منهم أربعة في الجبل، قلت: هل تعرفونني؟ أناسلمة بن الأكوع، لا أطلب رجلاً منكم إلا أدركته، ولا يطلبني فيدركني، فرجعوا. فما برحت مكاني حتى رأيت فوارسمحمد بن عبد الله
يتخللون الشجر، فإذا أولهمأخرم، وعلى أثرهأبو قتادة، وعلى أثرهالمقداد بن الأسود، فالتقى عبد الرحمن وأخرم، فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فقتله، وتحول على فرسه، ولحق أبو قتادة بعبد الرحمن فطعنه فقتله، وولي القوم مدبرين، فتبعتهم أعدو على رجلي، حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له : ذو قَرَد، ليشربوا منه، وهم عطاش، فأجليتهم عنه، فما ذاقوا قطرة منه، ولحقنيرسول الله
والخيل عشاء، فقلت : يارسول الله
، إن القوم عطاش، فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما عندهم من السَّرْح، وأخذت بأعناق القوم، فقال : " يا بن الأكوع! ملكت فأسجح"، ثم قال: " إنهم ليقرون الآن فيغطفان".وقالرسول الله
: " خير فرساننا اليومأبو قتادة، وخير رجالتناسلمة". وأعطاني سهمين، سهم الراجل وسهم الفارس، وأردفني وراءه على العَضْبَاء راجعين إلىالمدينة.استعملرسول الله
علىالمدينة في هذه الغزوةابن أم مكتوم، وعقد اللواء للمقداد بن عمرو."»[2]
| قبلها: غزوة بني لحيان | غزوات الرسول غزوة ذي قرد | بعدها: صلح الحديبية |