

الطمع[1] أوالجشع[1] أوالشره[1] رغبة جامحة لامتلاك الثروات أو السلع أو الأشياء ذات القيمة المطلقة بغرض الاحتفاظ بها للذات، بما يتجاوز احتياجات البقاء والراحة بكثير. وهو يسري على الرغبة الطاغية والبحث المستمر عن الثروة والمكانة والسلطة. وايضا هو الهوس بامتلاك جميع الثروات والسلع لابهار المجتمع المحاط بنا.

وكمفهوم علماني نفسي، يعتبر الطمع، بنفس الطريقة، رغبة جامحة للحصول على أكثر مما يحتاجه الشخص وامتلاكه. وهو يستخدم بشكل نموذجي من أجل انتقاد أولئك الذين يسعون خلف الحصول على الثروة المادية الزائدة عن الحد، رغم أنه يسري على الحاجة إلى الشعور بالأخلاقيات الزائدة عن الحد أو الاجتماعية أو الشعور بأن الفردأفضل من الآخرين.
كتب توماس أكويناس «الطمع خطيئة ضد الرب، مثل كل الخطايا المميتة، بقدر ما يزدري الإنسان الأشياء الدائمة من أجل الأشياء الزائلة». فيالمطهر لدانتي، تم ربط النهمين وإلقاؤهم على أوجههم فوق الأرض بسبب التركيز الشديد على الأفكار الدنيوية.
ومن القاموس التفسيري الكامل لفاين، يتم تعريف الطمع على أنه «الطمع للحصول على المكاسب الأساسية». والمكاسب في حد ذاتها ليست خطيئة، ولكن مكاسب الأشياء الأساسية تعد كذلك. كذلك، يعني «الانغماس في الطمع» بشكل حرفي «الانغماس في القذارة». وبالتالي، فإنه شأن أخلاقي، وليس شأن اقتصادي ذاتي غير موضوعي لا يوجد ما يساويه. على سبيل المثال، الرجل الغني للغاية يمكن أن يتم اعتباره «طماعًا» بالخطأ، إذا تم التخطيط لاستخدام تلك الثروة من أجل تحقيق إنجاز كبير أو من أجل بناء مشروع ما.
وقد دافع إيفان بويسكي بشكل شهير عن الطمع في الثامن عشر من مايو 1986، في خطاب الاحتفال في كلية إدارة الأعمالبجامعة كاليفورنيا، بيركلي، وقد قال فيه «إن الطمع أمر جيد، على فكرة. أود أن تدركوا ذلك. إنني أعتقد أن الطمع شيء صحي. فيمكن أن تكون طماعًا، وفي نفس الوقت تشعر بشعور جيد حيال نفسك.».[2] وقد كان هذا الخطاب دافعًا لفيلم وول ستريت الذي ظهر في عام 1987، والذي تظهر فيه العبارة «الطمع أمر جيد، حيث لا توجد كلمة يمكن أن تكون أفضل. إن الطمع أمر جيد، إنه يفيد. فالطمع يوضح ويميز ويلتقط جوهر الروح الثورية. والطمع، في كل أشكاله: مثل الطمع في الحياة، وفي المال، وفي الحب، وفي المعرفة، كان العنصر الذي ميز الطفرات التقديمة للبشرية.»[3]
يعدجمع وتخزين المواد أو الأشياء، أو السرقة والنهب، خصوصًا بالطرق العنيفة، أو الخداع، أو خداع السلطات طرق يتم استلهامها من الطمع. ويمكن أن تشتمل مثل هذه الخطايا علىالسيمونية، عندما يستفيد الشخص من اجتذاب السلع في الحدود الفعلية للكنيسة.ومن الأمثلة الشهيرة للطمع القرصان هندريك لوسيفر، الذي حارب على مدار ساعات من أجل الحصول على الذهب الكوبي، والذي أصيب إصابة قاتلة في تلك العملية. وقد مات بسبب جراحه بعد نقل الغنيمة إلى سفينته.[4]
طَمِعَ طَمَعًا وطماعة وطماعية مخفف، فهو طامِعٌ، وإنه لطَمِعٌ:حريص، والطمَّاع: الكثير الطَّمع.والطَّمع:الأمل والرجاء، وأكثر ما يُسْتَعمل فيما يقرب حُصُوله. ويتعدى بالهمزة فيقال: أطمعته.وأصل هذه المادة يدُلُّ علىرجاء في القلب قويٍّ للشَّيء.[5]
قالالرَّاغب: (نزوع النَّفس إلى الشَّيء شهوةً له).[6]
وقالالمناوي: (الطَّمع تعلُّق البال بالشَّيء من غير تقدُّم سبب له).[7]
(أكثر ما يستعملالأمل فيما يستبعد حصوله، فإنَّ من عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول: (أملت الوصول إليه) ولا يقول: (طمعت) إلا إذا قرب منه، فإنالطَّمع لا يكون إلا فيما قرب حصوله. وقد يكون الأمل بمعنى الطَّمع.[8])
الرجاء أقرب للحصول من الطمع،وهو طلب الخير بعد تفكر والأمل فيه وظن وقوعه، أماالطمعطلب منفعةٍ لهوى في النفس. لذلكيُمتدح الرجاء ويُذم الطمع.[9] فغالبًا ما يأتي الرجاء في حاجة يحتاجها الإنسان، أما الطمع ففي غير حاجة ملحة وغير سبب يدعو إليه.
فيقول مثلًا: أرجو أن يغفر الله لي. بينما يقول إن رأى لأحدهم مالًا: أطمع أن أجني كما جنى، وذلك لأن نفسه وهواه قد تاقا لما في يد ذلك فصارا طمعًا في جوفه.
الطَّمع يقارب الرجاء، والأمل، لكن الطَّمع أكثر ما يقال، فيما يقتضيه الهوى.والأمل والرجاء قد يكونان فيما يقتضيه الفكر والرويَّة.ولهذا أكثرُ ذمِّ الحكماء للطَّمع، حتى قيل الطَّمع طبع، والطَّمع يدنس الثياب، ويفرق الإهاب.[10]
قيل:الحرص أشد الطَّمع، وعليه جرى قوله تعالى: ((أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ)) [البقرة: 75].لأنَّ الخطاب فيه للمؤمنين، وقوله سبحانه: ((إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ)) [النحل: 37]، فإنَّ الخطاب فيه مقصور على النبي
، ولا شك أنَّ رغبتهﷺ في إسلامهم، وهدايتهم، كان أشدَّ وأكثر من رغبة المؤمنين، المشاركين له في الخطاب الأول في ذلك.[11]
ذُكِرَالطمع المحمود، ومنه الطمع في إيمان أهل الكتاب،
فجاء (فيسورة البقرة):
﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ٧٥﴾ [البقرة:75]
ومن الطمع المحمود أيضًا، الطمع في الدخول في مغفرة الذنوب ودخول الجنة، كما قال قال تعالى (فيسورة الشعراء) عن إبراهيم
أنه قال:
﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ٨٢﴾ [الشعراء:82]
(«والذي أطمع»، أي: أرجو، «أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين»، أي: خطاياي يوم الحساب.[12])
وقال تعالى:
((وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ)) [ص: 24].
(لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ:بسائق الطَّمع والحرص، وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل إن لم يتولَّهم الله بلطفه).[13]
عنأبي بن كعب
، قال: قال رسول اللهﷺ:
((إنَّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال: فقرأ: ((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)) [البينة: 1]، قال: فقرأ فيها: ولو أنَّ ابن آدم سأل واديًا من مال فأعطيه، لسأل ثانيًا، ولو سأل ثانيًا فأعطيه، لسأل ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، وإن ذلك الدِّين القيِّم عند الله الحنيفية، غير المشركة، ولا اليهودية، ولا النصرانية، ومن يفعل خيرًا، فلن يكفره))[14]
قال ابن بطَّال: (وأشارﷺ بهذا المثل، إلى ذمِّ الحرص على الدنيا، والشره على الازدياد منها؛ ولذلك آثر أكثر السلف التقلل من الدنيا،والقناعة، والكفاف، فرارًا من التعرض لما لا يعلم كيف النجاة من شرِّ فتنته، واستعاذ النبيُّﷺ من شرِّ فتنة الغنى، وقد علم كلُّ مؤمن أنَّ الله تعالى قد أعاذه من شرِّ كلِّ فتنة، وإنما دعاؤه بذلكﷺتواضعًا لله، وتعليمًا لأمته، وحضًّا لهم علىإيثارالزهد في الدنيا).[15]
عنعبادة بن الصامت
، قال: قال رسول اللهﷺ:
((من غزا في سبيل الله، ولم ينوِ إلا عقالًا، فله ما نوى))[16]
قالالطيبي: (هو مبالغة في قطع الطَّمع عنالغنيمة، بل ينبغي أن يكون خالصًا لله تعالى، غير مشوب بأغراض دنيوية).[17]
قال رسول اللهﷺ:
((أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكلِّ ذي قرب ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال. وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين فيكم تبع، لا يبغون أهلًا ولا مالًا، والخائن الذي لا يخفى لهطمع وإن دقَّ إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل أو الكذب. والشنظير: الفحاش)).[18]
قالالقاري: «والخائن الذي لا يخفى له طمع- وإن دقَّ- إلا خانه»: هو إغراق في وصف الطَّمع،والخيانة تابعة له، والمعنى أنه لا يتعدَّى عن الطَّمع، ولو احتاج إلىالخيانة).[19]
قالعمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(تعلمن أنَّ الطَّمع فقر، وأنَّ اليأس غنى).[20]
وقالعليٌّ رضي الله عنه:
(أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع).[21]
وعنه أيضًا: (الطَّمع رقٌّ مؤبد).[22]
واجتمعكعبوعبد الله بن سلام، فقال له كعب:
(يا ابن سلام: مَن أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون به. قال: فما أذهب العلم عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطَّمع، وشره النَّفس، وطلب الحوائج إلى النَّاس).[23]
قالسعد بن أبي وقاص لابنه:
(يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فإنه من لم يكن له قناعة لم يغنه مال)[24]
وقالالحسن البصري:
(صلاح الدين: الورع، وفساده: الطَّمع).[25]
وقالوهب بن منبه: (الكفر أربعة أركان: فركن منهالغضب، وركن منه الشهوة، وركن منهالخوف، وركن منه الطَّمع).[26]
(وقالالحرالي: والطَّمع تعلُّق البال بالشيء، من غير تقدم سبب له، فينبغي للعالم أن لا يشين علمه وتعليمه بالطَّمع، ولو ممن يعلمه، بنحو مال، أو خدمة، وإن قلَّ، ولو على صورة الهدية التي لولا اشتغاله عليه لم يهدها)
وقال أيضًا: (الطَّمع يشرب القلب الحرص، ويختم عليه بطابع حبِّ الدنيا، وحبُّ الدنيا مفتاح كلِّ شرٍّ، وسبب إحباط كلِّ خير).[27]
وقالابن خبيق الأنطاكي: (من أراد أن يعيش حرًّا أيَّام حياته فلا يسكن الطَّمع قلبه).[28]
1-الطمع المحمود: وهو ما كان غايته رضا الله و/أو حب الخير للغير، وعادةً ما تأتي بصيغة الرجاء. ومثاله الطمع بمغفرة الله سبحانه ودخول الجنة.
قال تعالى (فيسورة الشعراء):﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ٨٢﴾ [الشعراء:82]
2-الطمع المذموم: وهو ما كان ناتجًا عن هوىً في نفسه، فذلك مما قد يودي بالمرء المهالك. ومثاله الطمع بما في أيدي الناس، الطمع في طلب الدنيا من مال وملذَّات وسلطة.
للطمع المذموم آثار ونتائج سلبية كثيرة منها:
1-كثرة التفكير والانشغال الدائم:
قال الحرالي: (والطَّمع تعلُّق البال بالشيء).[27]
2-يورث البخل والحرص:
قال الحرالي: (الطَّمع يشرب القلبالحرص).[27]
3-يورث حب الدنيا:
قال الحرالي: (الطَّمع يشرب القلب الحرص،ويختم عليه بطابع حبِّ الدنيا، وحبُّ الدنيا مفتاح كلِّ شرٍّ، وسبب إحباط كلِّ خير).[27]
4-يورث الذل لصاحبه:
قال علي
: (الطامع في وثاقالذلِّ).[29]
5-يضعف الإيمان ويفسد الدين:
- وقالالحسن البصري: (صلاح الدينالورع، وفساده الطَّمع).[25]
6-يؤدي إلى غياب فضيلة البذلوالتضحيةوالإيثار بين أفراد المجتمع.
7-يحمل المرء على القيام بالسوء وينقصه من قدره:
واجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال له كعب: (يا ابن سلام: مَن أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون به. قال: فما أذهب العلم عن قلوب العلماء بعد أن عَلِموه؟ قال: الطَّمع، وشره النَّفس، وطلب الحوائج إلى النَّاس).[23]
8-مفسد للأعمال ويعود على صحابه بالخسران في الدنيا والآخرة :
عنعبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول اللهﷺ: ((من غزا في سبيل الله، ولم ينوِ إلا عقالًا، فله ما نوى)).[16]
9-قد يدفع بصاحبه إلى الغش والكذب والظلم، وبالتالي ينشر العداوة والكراهية بين الأفراد.
أسبابالطمع المذموم هي:
1- طغيان حب الدنيا على القلب.
قال تعالى (فيسورة المدثر):﴿وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا١٢ وَبَنِينَ شُهُودًا١٣ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا١٤ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ١٥ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا١٦﴾ [المدثر:12–16]
2- ضعف التربية على الأخلاق الفاضلة، وعدم الحرص على تزكية النفس:
قال تعالى (فيسورة الأعلى):﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى١٤ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى١٥ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا١٦ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى١٧﴾ [الأعلى:14–17]
3- الجهالة بمساوئ الطمع وعواقبه.
4- ضعف الإيمان بالآخرة والثقة بالله:
قال تعالى (فيسورة القصص):﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ٨٣﴾ [القصص:83]
5- مجالسة أهل الدنيا والطمع ومصاحبتهم. والغفلة عن ذكر الله.
قال تعالى (فيسورة الزخرف):﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ٣٦ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ٣٧ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ٣٨ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ٣٩﴾ [الزخرف:36–39]
وكما أن هناك شياطين من الجن، فهناك أمثالهم من الإنس.
1- التدرب على القناعة، ومجالسة ومصاحبة القنوعين ومعرفة أن القناعة طمأنينة للنفس وراحة للبال:
قالسعد بن أبي وقاص لابنه: (يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فإنه من لم يكن له قناعة لم يغنه مال)[30]
2- حسن الظن بالله والثقة به، والطمع بما عنده، وعظم الرغبة بالآخرة:
بأن يعلم المرء بأن قضاء الله كله لخير.
قال تعالى (فيسورة الشعراء):﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ٨٢﴾ [الشعراء:82].
3- مخالطة المساكين، وتعويد النفس على العطاء وحب بذل الخير ومساعدة الآخرين.
قال تعالى (فيسورة الماعون):﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ١ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ٢ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ٣﴾ [الماعون:1–3]
4- التذكر والتفكر بحقارة الدنيا وفنائها.
وعنسهل بن سعد الساعدي قال: قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْها شَرْبَةَ مَاءٍ)).[31]
قالالمدائني: (كانسالم بن عبد الله يستخف أشعب، ويمازحه، ويضحك منه كثيرًا، ويحسن إليه. فقال له ذات يوم: أخبرني عن طمعك يا أشعب. فقال: نعم، قلت لصبيان مجتمعين: إن سالـمًا قد فتح باب صدقة عمر، فامضوا إليه حتى يطعمكم تمرًا، فمضوا. فلما غابوا عن بصري، وقع في نفسي أنَّ الذي قلت لهم حق، فتبعتهم.
وقال بعض الرواة: قيل لأشعب: ما بلغ من طمعك؟ قال: ما تناجى اثنان قط إلا ظننت أنهما يأمران لي بشيء).[32]قال أشعب أيضًا: ما رأيت أطمع مني إلا كلبًا تبعني على مضغ العلك فرسخًا.[29]
ولذلك يقال به فيضرب المثال في الطمع، فيقال عن الرجل شديد الطمع:
"هو أطمع من أشعب.[33]"
قال الشاعر:[34]
وقال الشيخعبد الغني النابلسي:[35]