تأسست مدينة طبريا في سنة 20 للميلاد قرب بقايا مدينة الرقةالكنعانية على يد الحاكم الرومانيهيرودس الذي كان من أنجالهيرودس الكبير. وسمى هيرودس أنتيباس المدينة على اسم الإمبراطور الرومانيطيباريوس قيصر (الأول). أصبحت المدينة مشتى يؤمه الكثيرون لخصوبة أرضها وينابيعها الساخنة.
بعد بناء مدينة طبريا، لاقت هذه المدينة ازدهاراً خصوصاً بعد اهتمام هيرودوس بها، حيث رأى فيها الموقع الدفاعي الوحيد حول البحيرة وهذا السبب هو الذي دفع هيرودس لبناء قلعة قرب شاطئ البحيرة، بالإضافة إلى ذلك قرب طبريا من الحمامات الرومانية التي اهتم بها الرومان كثيراً، حيث أضفت رونقاً على أهمية المدينة بعد إنشائها.
في عام 13هـ-634م فتحها المسلمون بقيادةشرحبيل بن حسنة وأصبحت عاصمة لجند الأردن وسكنهاالعرب وبقوا فيها.
أثناء الحملات الصليبية قام تنكرد باحتلال المدينة بأمر من غودفري وبعد أن نزح سكانها المسلمون منها، قام بتحصينها حتى تكون مركزاً لإماراته، وفي عام 583هـ-1187م، تمكنصلاح الدين الأيوبي من استعادة المدينة بعد انتصاره علىالصليبيين في موقعةحطين إلا أن الصليبيين تمكنوا من السيطرة على المدينة مرة أخرى بعد أن سلمها لهمالملك الصالح إسماعيل واليدمشق مقابل وقوفهم معه ضد ملك مصر الصالح أيوبوالناصر داوود فيالأردن عام 1240م.
وفي عام 1247م تمكن المسلمون من استرداد المدينة إلا أنها فقدت الكثير من عمرانها وأهميتها بفعل التدمير الهائل الذي لحق بها من جراء الغزوات الصليبية والمغولية، وهذا جعل المدينة تشرف على الاندثار لتحل محلهابيسان وحطين.
طبريا في بداية القرن العشرين.
في عام 1517م، تمكنالعثمانيون من السيطرة على المدينة ثم حكمت من قبل ظاهر العمر والي صيدا عام 1730، وقد أصبحت طبريا في العهد العثماني مركزاً لقضاء طبريا أحد الأقضية الأربعة التي يتكون منها قضاءعكا.اندثرت أهمية مدينة طبريا بعد ذلك، وفي عام 1799 استولى عليهانابليون بونابرت أثناء حملته علىمصروالشام، ثم خضعت للحكم المصري بعد ذلك، وازدهرت فأصلحت حماماتها وبدأت تستقبل الزائرين من خارج البلاد للاستشفاء بمياهها المعدنية ثم حل بالمدينة دمار هائل بسببالزلزال الذي أصاب المدينة في مطلع عام 1837 وكانت طبريا تعرضت لسلسلة من الزلازل في أعوام 1204-1212-1402-1546-1656-1666-1759-1837-1890.
تقع طبريا على شاطئبحيرة طبريا والمنحدرات الغربيةلوادي الأردن المطل على البحيرة، في نطاق ارتفاع يتراوح بين -200 و200 متر (-660-660 قدمًا). تتمتع طبريا بمناخ شبه قاحل حار (تصنيف كوبن للمناخ: BSh) يحدها مناخ البحر الأبيض المتوسط الحار في الصيف (كوبن: Csa)، مع هطول أمطار سنوي يبلغ 437.1 ملم (17.21 بوصة). يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى في طبريا 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) ودرجة الحرارة الدنيا 25 درجة مئوية (77 درجة فهرنهايت) في شهري يوليو وأغسطس. الشتاء معتدل، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 10 و18 درجة مئوية (50-64 درجة فهرنهايت). تراوحت درجات الحرارة القصوى بين 0 درجة مئوية (32 درجة فهرنهايت) و48 درجة مئوية (118 درجة فهرنهايت).
البيانات المناخية لـطبريا، (المعدلات الطبيعية 1981–2010)
تضررت طبرية بشدة جراء الزلازل منذ العصور القديمة. ومن المعروف أن الزلازل وقعت في أعوام 30، 33، 115، 306،363، 419، 447، 631-632 (استمرت الهزات الارتدادية لمدة شهر)، و1033، 1182، 1202، 1546، 1759،1837، 1927، و1943.
تقع المدينة فوق صدع البحر الميت وهي واحدة من المدن الأكثر عرضة للزلازل في إسرائيل (إلى جانبصفد،وبيت شان، ومستوطنةكريات شمونة،إيلات).[8]
يوجد في المدينة الكثير من المعالم التاريخية التي تظهر عراقة المدينة، ففيها آثار المساجد والكنائس والمعابد بالإضافة إلى الآثار المعمارية مثل السرايا والقباب والعيون وغير ذلك، ومن أبرز معالمها:1.الجامع الكبير: بناه ظاهر العمر الزيداني في القرن الثامن عشر الميلادي، ويعرف بالجامع الزيداني[1][بحاجة لمصدر] أو الجامع الفوقاني، يقع في الحي الشمالي من طبريا.2. جامع الجسر: ويقع في الحارة الغربية على ساحل البحيرة،3.جامع البحر: يقع على ضفة بحيرة طبريا وهناك أسوار المدينة القديمة وغيرها من الآثار الرومانية.4. الحمامات الدافئة من أبرز معالم المدينة والتي يفد إليها الكثير من الزوار للاستشفاء بمياهها المعدنية.
وكانت مدينة طبريا قبل عام 1948 تنقسم إلى:1. الشريط الساحلي ويضم محطة الزوارق وجامع الزيداني من المسلخ وحتى الحمامات المعدنية.2. القسم الأوسط ويضم المستشفى الرئيسي ومستشفيات الإرساليات ومبنى الحكومة القديم والسوق التجارية الرئيسية.3. القسم الغربي: وفيه أرض المقاطع التي استخدمت لقطع الحجارة والأراضي الزراعية.وبعد عام 1948 تغيرت معالم المدينة خصوصاً المنطقة الشمالية، حيث قامت سلطات الاحتلال بهدم الأحياء العربية وأقامت مستعمرة كريات شمونة وأقامت الحدائق والمتنزهات العامة والفنادق السياحية والمباني الحديثة وأنشأت حياً سكنياً جديداً على المرتفعات الغربية المطلة على حمامات طبريا الممتعة.
بعد وقوعفلسطين تحتالانتداب البريطاني، وجّه اليهود أنظارهم إلى طبريا حيث بدأت أفواج اليهود بالتوافد والاستقرار فيها.أيامالانتداب البريطاني على فلسطين كانت طبريا مدينة مختلطة شكّل العرب المسلمون نصف سكانها بينما شكّل اليهود النصف الآخر. فيالحرب العربية الإسرائيلية 1948 هجر منها معظم سكانها العرب. اليوم يشكل اليهود الذين جاؤوا من البحر الأغلبية من سكان المدينة ولكن ما زالت بقايا الوجود العربي فيها قائمة كما لا تزال أرضاً فلسطينية، ومن أشهر معالمها مسجد طبريا الذي تم تحويله إلى ملهى.