الضأن البربري[3] والذي يعرف أيضا بِـأُرْوِيَّة المغرب[4] أوالأروي[3] أوالأوداد[3][5] (كما يسميهالبربر) أوالكبش الملتحي[5] أوالودان (فيليبيا)، هو أحد أنواعالخرفان البرّية التي تنتمي إلى تحت فصيلةالظباء الماعزية والذي يعيش في الجبال الصخريّةبشمال أفريقياوفلسطين قديما. تم تعريف ستة سلالات من هذه الحيوانات حتى الآن، وعلى الرغم من أنها تعتبر نادرة اليوم في موطنها الأصلي فهي مألوفة في بعض المناطق التي أدخلت إليها مثلالولايات المتحدة وجنوبأوروبا وغيرها من البلدان.
تعيش الأكباش البربرية في الجبال الصحراوية على اختلاف ارتفاعها، فهي يمكن أن توجد في الأماكن القليلة الارتفاع عن سطح البحر وصولا حتى مستوى تساقط الثلوج. تعتبر هذه الحيوانات متأقلمة بشكل كبير مع المناخ الجاف، فهي قادرة على أن تعيش لفترات طويلة دون أن تشرب وبالاعتماد فقط على مياههاالأيضيّة.
يتم تربية هذه الحيوانات فيالولايات المتحدة وتزويجها انتقائيا لإنتاج أفراد ضخمة يمكن استخدامها في الصيد التجاري. تعتمد الشعوب المرتحلة فيالصحراء الكبرى على هذه الحيوانات كمصدرللحم،الجلد،الشعر،والقرون، التي تستخدمها في مجالات متنوعة.[6]
يُشتقالاسم الثنائي لهذه الحيواناتAmmotragus lervia من الكلمةاليونانيةآموس (بمعنى «رمل»، وهي ترمز إلى لون كسوة الضأن الرمليّة) وتراغوس (بمعنى «ماعز»). أما كلمةLervia فتشتق من كلمة «لروي» استعملها الرحالة ت. شاو في كتابه «أسفار وملاحظات» (بالإنجليزية:Travels and Observations) لوصف الخراف البرية فيشمال أفريقيا من بين الغرائب التي شاهدها في بلادالبربروالشام. أما كلمة «وداد» فهو اسم هذه الحيوانات عند البربر.
يعتبر الضأن البربري كبشا كبير الحجم مقارنة بغيره من الخرفان البرية، حيث يبلغ علوه ما بين 80 و 100 سنتيمتر عند الكتفين (30 إلى 40بوصة) ويزن ما بين 40 إلى 140كيلوغراما (90 إلى 310 أرطال). يصبح لون هذه الحيوانات الرملي الضارب إلى البني داكنا أكثر مع تقدم الحيوان بالسن، كما ويكون لون القسم السفلي أبهت من العلوي بشكل بسيط. تمتلك هذه الأكباش أيضا خطا قاتما على الظهر بالإضافة إلى لون خمريّ أو بني ضارب إلى الرمادي على الأقسام العليا من جسدها والجزء الأمامي من قوائمها. للجنسين بعض من الشعر الأشعت على الحلق (يمتد إلى الصدر عند الذكور) بالإضافة إلىلبدة قصيرة، كما لديهاقرون ناعمة، مجعدة عند قاعدتها، ومعقوفة نحو الداخل حيث يصل طولها إلى 50سنتيمترا. ويفترض العلماء أنه من الممكن أن تنمو القرون ليصل طولها إلى ستةبوصات.
قطيع أكباش بربرية في حديقة حيوانات، ويبدو أحد الذكور في المقدمة.
تمّ ملاحظة وجود تراتبية في السيطرة بداخل القطيع عند الجمهرات الأسيرة فيحدائق الحيوانات، ويظهر بأن هذه التراتبية تبدأ عند الذكور وتنتهي عند الجديان، كما أن هناك تراتبية بين أفراد الجنس الواحد، فالذكور هم دوما الجنس المسيطر في القطيع، بسبب الفارق الواسع بين حجمهم وحجم الإناث، ويرأس القطيع الذكر الأعلى مرتبة بين أبناء جنسه، كما أن هناك دوما أنثى مسيطرة على باقي الإناث، وفي القطعان التي لا تحوي ذكورا تبرز هذه الأنثى لقيادة القطيع على الدوام. يتمحور مدى سيطرة أحد الجديان على الأخرى ن على مدى قوّة الرابطة بينه وبين والدته، وما أن تنقطع هذه الرابطة حتى تبدأ الصغار بإظهار سلوك السيطرة بين نظائرها.[8]
للضأن البربري وقفة تهديد مميزة يلجأ إليها أثناء النزاع مع فرد آخر من القطيع، أو عند تهديده من قبل مفترس، حيث يوجه قرونه نحو الحيوان الذي يشعر بالإزعاج منه. كما لوحظ وجود نمطين من السلوك العدائي: النطح والمصارعة. يبرز السلوك الأول عندما يهاجم ذكرين بعضهما ويحتكان بقرونهما، أما الثاني فهو عبارة عن ضرب رأسهما ببعض أو إشباك قرونهما ومن ثم القيام ببعض الالتواءات حتى يُسقط أحدهما الآخر أرضا. وبالإضافة للذكور فإن الإناث تتقاتل مع بعضها أيضا ولكنها من النادر أن تنطح بعضها البعض. على العكس من الكثير من الخرفان البريّة، فإن الضأن البربري لا يرفس.[9][10]
تعتبر هذة الأكباش حيوانات غسقيّة أي أنها تنشط في فترة أوائل الصباح وأواخر العصر وترتاح خلال منتصف النهار الحار، وهذه الحيوانات رشيقة تستطيع القفز إلى علو يفوق المترين عندما تكون واقفة في مكانها. الأروي حيوانات انفرادية في العادة وهي تتجمد في مكانها لدى شعورها بالخطر، وتعتبرالنموروعناق الأرض المفترسات الرئيسيّة اليوم للضأن البربري فيشمال أفريقيا.
يعيش الكبش البربري في المناطق الجبلية الجافة فيالصحراء الكبرى حيث يرعى على كافة أنواع النباتات المتوفرة بما فيها العشب والشجيرات بالإضافة إلىالأشناتوالسنط، وتحصل هذه الخرفان على كل العصارة التي تحتاجها من طعامها إلا أنه بحال توفرت المياه فسوف تشرب منها وتتمرّغ في وحولها. يلعب تغيّر الفصول دورا في تحديد حمية هذه الحيوانات، ففي الشتاء يشكل العشب أكثر طعامها، بينما تشكل الشجيرات غالبيّة غذائها باقي فصول السنة.[11]
يدافع كل ضأن ذكر عن مجموعة خاصة به من الإناث خلال فترةالدورة النزوية، وعندما تختار الأنثى شريكا لها فإنها غالبا ما تقوم بلعق جوانبه أو تلامس خطمه قبلالجماع.[8][11] يبدأ موسم التناسل غالبا في سبتمبر ويستمر حتى نوفمبر، إلا أن توقيته قد يختلف بحب المنطقة التي تقطنها الحيوانات وظروفها المناخية. تستمر فترة الحمل حوالي 160 يوما، لذا فإن معظم الجديان تولد بين شهريّ مارس ومايو، إلا أنه لوحظ أيضا حصول بعض الولادات بوقت متأخر مثل في شهر نوفمبر. تلد الأنثى في العادة صغيرا واحدا، لكن يُحتمل ولادة توائم مرة واحدة من أصل ست أو سبع ولادات.[8][11]
يختلف توقيتالنضوج الجنسي عند الذكور باختلاف الأفراد، فقد تم العثور علىسائل منوي عند أحد الذكور البالغ أحد عشر شهرا؛ إلا أنه يعتقد بأن هذا ليس المعيار الطبيعي. تعتبر الإناث بالغة عندما تصل لسن 19 شهرا، إلا أن بعض الإناث التي كانت قد بلغت 8 أشهر أنجبت جديانا صحيّة.[8][11]
أدخلت هذه الحيوانات إلى عدد من الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا وإيطاليا، خلال أواخر القرن التاسع عشر.قامت هذه الأكباش، بحسب ما أفادت الدراسات، بتوسيع نطاق انتشارها في الربع الجنوبي الغربي منشبه الجزيرة الأيبيرية، حيث أصبح الكبش البربري حيوانا مألوفا في منطقة محدودة من جنوب غربإسبانيا بعد أن تم إدخاله كطريدة للصيد فيمنتزه سييرا إسبوانا الطبيعي عام1970. وتمكنت هذه الحيوانات بواسطة قدرتها المذهلة على التأقلم من استيطان المناطق المجاورة للمنتزه بسرعة، أما تكاثرها في أراضي الصيد الخاصة فكان سببا رئيسيا آخر ساعد على انتشارها.
أدخلت وداد إلى جزيرلا بالما (جزر الكناري) كذلك الأمر حيث أصبحت مصدر خطر كبير على النباتات البلديّة في تلك الجزر التي انتشرت في وسطها وشمالها. تمثل هذه الحيوانات خطرا أكبر في شبه الجزيرة حيث تنافس الحافريات المحلية على الغذاء، وقد أظهرت الدراسات في جنوبي إسبانيا أن الفصيلة تنتشر بشكل سريع في مناطق جديدة حيث أنشأت مجموعات تتألف من ذكور وإناث بالغة، كما لوحظ بشكل جليّ إنشاء مجموعات للحضانة في أقاليمأليقنت،المرية،غرناطة،وميورقة.
و تبرز مشكلتان أساسيتان حاليا تتعلقا بمسألة الحفاظ على التوازن الطبيعي في جنوب إسبانيا: الحاجة إلى إجراء دراسات مفصلة يمكن الاعتماد عليها في جميع المناطق التي يحتمل أن تنتشر الفصيلة فيها، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لتغيير السياسات المتعلقة بفصائل الطرائد وذلك للتمكن من السيطرة على المزارع الخاصة المختصة بتربيتها لمنع الحيوانات من الهرب إلى البريّة.
وقرابة عام 1900 نقلت أولى الأكباش البربرية إلىالولايات المتحدة كي تُعرض في حدائق الحيوانات، وقد قامت الأخيرة ببيع الفائض من حيواناتها إلى بعض الأفراد الذين قاموا بإطلاق سراحها في بريّةنيو مكسيكو عام1950،وتكساسوكاليفورنيا عام1957، وقد أدّى هذا إلى وجود جمهرة بريّة منها اليوم في جنوبي غرب الولايات المتحدةوالمكسيك.[12]
ج. كاسينلّو (1998)، الضأن البربري: نظرة على التصنيف العلمي، تشريح، انتشار وعلاقة الفصيلة بالبيئة حولها.
ج. كاسينلّو، إ. سيرّانو، غ. غلبويغ وبيريز (2004). توسع موطن فصيلة من الحافريات الغريبة (الضأن البربري) في جنوبي إسبانيا. الاهتمامات حول الحفاظ على الفصيلة وعلاقتها بالبيئة الجديدة. التنوع الحيوي والمحافظة على الفصائل.
ت. واتشر، س. بهاء الدين، غ. مخايئل، وم. بهاء الدين (2002). ملاحظات جديدة حول سلالة الأروي المصرية «المنقرضة» فيمصر.