| جزء من سلسلة مقالات حول |
| التصوف |
|---|
الصَّمْتُ أوقِلَّةُ الْكَلاَمِ عندالصوفية هو أحدأركان التصوف لدىالمريدوالسالك فيوسطية تقيه من التفريط في السكوت ومن الإفراط فيالثرثرة.[1][2]
ذكرالقرآن كلمة الصمت مرة واحدة بصيغةاسم الفاعل في قولالله
:
وورد معنى الصمت، أي عدم الكلام، في العديد من الآيات في قولالله
:
يُعَدُّالصمت، أو قلةالكلام، عندالصوفية خطوة عملية في تطبيقالطريقة الصوفية، وقد اهتم بهاشيوخ الصوفية عامة والأوائل منهم خاصة اهتماما كبيرا، لأنهما نتيجة طبيعية لموقفهمالزاهد من الحياة الدنيا، ودعوتهم إلىالخلوة الصوفية.[3]
ويأتي الصمت بعد العزلةوالجوع في خطوات عبادات وممارسات الطريق الصوفي، ثم يليهالسهر أو قلة النوم الذي هو آخر أساسيات العبادة الصوفية الموصلة إلى غايةالتصوف.[4]
والصمت ضروري فيالطريق الصوفي قصد ترويضلسانالمريدوالسالك على التفكر والذكر والدعاء لبلوغ غايةالعبادة الصوفية التي يتحدث عنها معظم الصوفيةبالإشارة لابالعبارة.[5]
ذلك أنالهوى سلاحه يكون بالاسترسال في الكلام، وسجنه يكون بملازمة الصمت، لأن الصوفي بعدما يعتزل ويخلو بنفسه ويحملها على الجوع الشديد يلزمها أيضا الصمت لأنه من ضروريات مواصلة الطريق عند الصوفية، ولهذا اهتم به شيوخ التصوف وحثوا عليه.[6]
يؤثر الصوفي الصمت والسكوت وقلة الكلام، لأنه يلزم من عدمحفظ اللسان العديد من الآفات، منها:[7]
فكثرة الكلام تؤدي إلى الإكثار من السقطات والزلات، فضلا عن أنه تعبير عن حب الظهور والميل إلى التفاخر والتميز على الآخرين، فمن كان الصمت أهم إليه من الكلام لم يتكلم إلا فيما يعنيه.[8]
ولا يؤثر الصوفي الصمت طلبا للسلامة من الرذائل فحسب، ولكن لأن السكوت يعد من آداب الحضرة الإلهية، وذلك تأكيدا لقول الله
:
فالصوفي صامت لاستيلاء سلطان هيبة الله
على قلبه، وقد وُهِبَ الحكماء الحكمة بالصمت والتفكر والذكر والدعاء والتلاوة.
وقد بَيَّنَ الصحابيمعاذ بن جبل
بأن الزهد في الكلام مع الناس هو بابالمريد كي يقبل على مناجاة الله
، وذلك في قوله:[9]
| كَلِّمِ النَّاسَ قَلِيلاً، وَكَلِّمْ رَبَّكَ كَثِيرًا. | ||
أورد الإمامسهل التستري
شرطالخلوة والعزلة علىالمريد قبل التزامه ركن الصمت، وذلك في قوله:[10][11]
| لاَ يَصِحُّ لِأَحَدٍ الصَّمْتُ حَتَّى يُلْزِمَ نَفْسَهُالْخُلْوَةَ، وَلاَ تَصِحُّ لَهُالتَّوْبَةُ حَتَّى يُلْزِمَ نَفْسَهُ الصَّمْتَ. | ||
وبَيَّنَ الإمامبشر الحافي
بأن شرط إعجابالمريد بكلامه دافع له كي يلتزم الصمت، وذلك في قوله:[12][13][14]
| إِذَا أَعْجَبَكَ الْكَلاَمُ فَاصْمُتْ، وَإِذَا أَعْجَبَكَ الصَّمْتُ فَتَكَلَّمْ. | ||
الإفراط في الصمت له مضار كما هو حال كل شيء، فمنالجوع مضربالفكرة، ومن الصمت مضربالحكمة، ومن السهر مؤذ للحواس، ومن الخلوة ما يؤدي إلى الجنون والهذيان واختلاط الأمور، ولكن خير الأمور أوسطها.[4][6]