هذه المقالة عن المدينة الإيطالية. لمعلومات عن نادي سيينا، طالعنادي سيينا.
الوسط التاريخي للمدينة
سيينا (بالإيطالية:Siena) مدينة بوسط إيطاليا في إقليمتوسكانا، وهي عاصمةمقاطعة سيينا. تشتهر عالميا بموروثها الفني وصناعة الأثاث. وقد عدت المدينة ضمن الموروث الإنساني مناليونسكو.
تشتهربسباق الباليو هو سباق خيول تقليدي يقام صيف كل عام في ساحة دل كامبو، يأتي إليه سياح كثيرون من كل بقاع الأرض ويعتبرون سببا من أسباب انتعاش سيينا الاقتصادي. تقع سيينا في منطقة تلال بين الوديان أنهار كل من أربيا في الجنوب، ونهر ميرزي في الجنوب الغربي ونهر إلسا في الشمال، عدد سكانها 54.498 نسمة.
يساعد موقعها الجغرافي على قدوم السياح إليها فهي قريبة منفلورنسا عاصمة التوسكانا، وقريبة أيضا من المدينة السياحيةبيزا التي فيهابرج بيزا المائل، كما أنها قريبة أيضا من الساحل علىالبحر الأبيض المتوسط حيث توجد جزيرةإلبا التي تشكل أحد مصايف إيطاليا الزاخرة خلال الصيف.
عملة من سيينا تعود للقرن الثاني عشرموكب "كونترادا لوبا" في حي "تيرزو دي سيتا".الكنيسة الكبرى في سيينا.
كما هو حال غيرها من بلداتتوسكانا التلالية، كان أول من استوطن سييناالاتروسكان (900 ق.م إلى 400 ق.م)، حيث سكنتها قبيلة تسمى ساينا. كان الإتروسكان قوما متقدمين غيروا وجهوسط إيطاليا باستخدامهمالري لاستصلاح الأراضي التي البور، وأسلوبهم في بناء مستوطناتهم في الحصون تلالية جيدة التحصين. ثم في عهد الإمبراطورأوغسطس، أُسست في الموقع مدينةرومانية تسمى ساينا جوليا (Saena Julia). أول الوثيقة تاريخية لها تعود إلى عام 70 ق.م. ويبدو أن سيينا بعد ذلك وقعت تحت سيطرة القواتالغالية الغازية - ومعروف أنهماستولوا على روما في 390 ق.م. ويؤكد بعض علماء الآثار أن قبيلةالالسينونيين الغالية قد سيطرت عليها لفترة.
و اعتبارا لأصلها الروماني وضع على شعار المدينة ذئبة ترضع الرضعيينرومولوس وريموس. ووفقا للأسطورة فإن سيينا قد أسست من قبلسينيوس ابنريموس شقيقرومولوس والذي سميتروما نسبة إليه. واليوم تزخر سيينا بالتماثيل والأعمال الفنية الأخرى التي تصور هذه الحادثة. نظريات أخرى ترجع الاسم إلى لقب العائلة الاتروسكاني "Saina" أو لقب العائلة الروماني "saenii"، أو إلى الكلمة اللاتينية "senex" («قديم»)، أو كلمة "seneo" («يَقدِم»).
لم تزدهر سيينا في ظل حكم الرومان. فلم تكن بالقرب من أي طريق رئيسي وبالتالي ضاعت عليها الفرص التجارية. أدى انعزاها إلى تأخر اختراقالمسيحية لها حتىالقرن الرابع الميلادي، ولم تشهد سيينا ازدهارا حتى قاماللومبارديون بغزوها والأراضي المحيطة بها. احتلالهم وكون طرقأوريلياوكاسيا الرومانية القديمة تمر عبر مناطق معرضة للغاراتالبيزنطية، دعى إلى إعادة رسم الطرق بين ممتلكات اللومبارديين الشمالية وروما عبر سيينا. فازدهرت سيينا كنقطة تجارة، وتدفق الحجاج الثابت من وإلى روما أثبت أنه مصدر قيم للدخل في القرون المقبلة.
يعود تاريخ أقدم الأسرالأرستقراطية في سيينا إلى خضوع اللومبارديين إلىشارلمان في عام774. عند هذه النقطة فاضت المدينة بأعداد من المراقبينالفرنجة والذين تزوجوا من طبقة النبلاء السيينية الموجودة، وتركوا إرثا يمكن أن يشاهد في الكنائس التي أنشئوها في جميع أنحاء الأراضي السيينية. بيد أن السلطةالإقطاعية اضمحلت، وبوفاة الكونتيسةماتيلدي في عام1115 قُسمت أراضي توشا التي كانت تحت سيطرة عائلتها إلى عدة مناطق ذاتية الحكم.
ازدهرت سيينا في ظل الأوضاع الجديدة، وأصبحت مركزا رئيسيا في إقراض الأموال ولاعبا مهما في تجارةالصوف. أولا كان يحكمها أسقفها مباشرة، ولكن السلطة الأسقفية خفّت خلالالقرن الثاني عشر. اضطر الأسقف للتنازل أغلب شؤون المدينة إلى طبقة النبلاء مقابل مساعدتهم أثناء النزاع الإقليمي معأريتسو، وبدأ هذا عمليةً بلغت ذروتها عام1167 عندما أعلنتبلدية سيينا استقلالها عن سيطرة الأسقفية. وكُتب دستور بحلول عام1179.
كانت هذه الفترة حاسمة أيضا في تشكيل سيينا المعروفة حاليا. تم خلال سنواتالقرن الثاني عشر الانتهاء من أغلب أعمال بناء كاتدرائية سيينا. كما تم خلال هذه الفترة إنشاء ساحةPiazza del Campo، والتي تعد الآن إحدى أجمل الساحات الحضرية في أوروبا، وزادت أهميتها باعتبارها مركز الحياة العلمانية. أنشئت شوارع جديدة تؤدي إليها واستعملت كموقع السوق، وكموقع لأحداث رياضية مختلفة.عام 1194 شيد سور في الموقع الحالي لقصرPalazzo Pubblico لوقف تآكل التربة، ويدل على مدى أهمية المنطقة أنها أصبحت ساحة مدنية.
القصر الشعبيPalazzo Pubblico
في أوائلالقرن الثاني عشر حلتبلدية ذاتية الحكم محل الحكومة الارستقراطية السابقة. أصبحت مناصب القناصل الذين يحكم جمهورية شيئا فشيئا أكثر شمولا لعامة الناس، كما زادت أراضي البلدية بخضوع نبلاء الاقطاعيات المحيطة في قلاعهم المحصنة للسلطة الحضرية. شهدت جمهورية سيينا نزاعا داخليا بين النبلاء والحزب الشعبي، وعادة ما عارضت سياسيا منافستها العظيمةفلورنسا، وفي القرن الثالث عشر غالبا ما كانت غيبلينية في مواجهة فلورنسا غويلفية (شكل هذا الصراع خلفية لبعضكوميديادانتي).
فيالرابع من سبتمبر من عام1260 هزم غيبلينيو سيينا مدعومين بقواتمانفريدي ملكصقلية غويلفيي فلورنسا فيمعركة مونتابيرتي. قبل المعركة كان قوام الجيش السييني حوالي 20000 جندي، في مواجهة جيش فلورنسي يقدر بحوالي 33000 جندي. وعند المواجهة قتل الخونة داخل الجيش الفلورنسي حامل رايته فعمّته الفوضى، وتشتت شمل القوات الفلورنسية وفرّت من ساحة القتال، وقتل منها ما يقرب من نصفها (حوالي 15000 رجل).
شرفة في القصر البلدي خلال سباق الباليو
تأسستجامعة سيينا في عام1203 والتي تشتهر بكُليّتي القانون والطب، ولا تزال من بين أهم الجامعات الإيطالية. ضاهت سيينا فلورنسا في مجال الفنون خلال القرنينالثالث عشروالرابع عشر. اجتاح سييناالموت الأسود سنة1348، وعانت أزمات مالية. عام1355 مع وصول الإمبراطورشارل الرابع للمدينة، انتفض السكان مزيحين حكومة التسعة، وأنشؤوا حكومة من إثني عشر نبيلا يساعدهم مجلس ذو أغلبية شعبية. لم يَدُم ذلك، واستبدلوا بخمسة عشر مصلحا عام1385، فعشرة (1386-1387)، فأحد عشر (1388-1398)، ثم اثني عشر رئيسا للأديرة (1398-1399) الذين في النهاية سلّموا سيادة المدينة إلىجان غالياتسو فيسكونتي دوقميلانو للدفاع عنها في وجه أطماع فلورنسا التوسعية.
عام 1404 طُرد آلفيسكونتي وأنشئت حكومة من عشرة رؤساء أديرة، وتحالفت مع فلورنسا ضدلادسلاو ملكنابولي.
مع انتخاب البابا السيينيبيوس الثاني، سُمح لآل بيكولوميني وغيرها من الأسر النبيلة بالعودة إلى الحكومة، ولكن عقب وفاته عادت السيطرة إلى أيادي الشعب. عام1472 أسس مصرفمونتي دي باسكي، أقدم مصرف لا يزال نشطا في العالم. أعادت الحاكمباندولفو بتروتشي فصائل النبلاء إلى المدينة في عام1487، بدعم من فلورنسا ومنألفونسو دوق كالابريا؛ مارس بتروتشي حكما فعـّالا على مدينة حتى وفاته في عام1512، لصالح الفنون والعلوم، ومدافعا عنها في وجهتشيزري بورجا. خلف باندولفو ابنهبورغيزي، الذي أقصاه ابنُ عمهرافايلو، بمساعدة من بابا آلميديشيلاون العاشر، نفيفابيو آخر حكام آلبتروتشي عام1523 من قبل أهالي سيينا.
ساحة دل كامبو
اندلعت الصراعات الداخلية مرة أخرى، بإقصاء الفصيل الشعبي للحزب نوفاسكي المدعوم من الباباكليمنس السابع: أرسل الأخير جيشا، بيد أنه هُزم في كاموليا عام1526. استغل الإمبراطورشارل الخامس حالة الفوضى بوضع حاميةإسبانية في سيينا، قام المواطنون بطردها سنة1552 متحالفين معفرنسا: لم يقبل شارل هذا الأمر، فأرسل جنرالهجان جاكومو ميديشي لحصارها بجيش فلورنسي - إمبراطوري.