Movatterモバイル変換


[0]ホーム

URL:


انتقل إلى المحتوى
ويكيبيديا
بحث

سيبويه

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سيبويه
إمام النحاة
عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي
معلومات شخصية
الميلادسنة 148 هـ /765م.
البيضاء،شيراز،بلاد فارس
الوفاةسنة 180 هـ /796م.
البيضاء،شيراز
سبب الوفاةالداء الزلاقي
الكنيةأبو بِشر
اللقبسِيبَوَيْهِ (لفظ فارسي معناه رائحة التفاح)
الديانةالإسلام
الحياة العملية
تعلم لدىالخليل بن أحمد الفراهيدي تعديل قيمة خاصية (P1066) في ويكي بيانات
المهنةلغوي تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغاتالعربية،والفارسية تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
مجال العملقواعد لغة،والعربية تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات
أعمال بارزةكتاب سيبويه تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
تعديل مصدري -تعديل طالع توثيق القالب

سِيبَوَيْهِ (148 -180 هـ /765 -796 م)أَبُو بِشْرٍ،عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنَبْرٍ ٱلْحَارِثِيُّ بالولاء، المعروفُ بـ «سِيبَوَيْهِ»: إمامُالنَّحْويينَ، أوَّلُ مَنْ بَسَطَعِلمَ النَّحْو. أخذ النَّحْووالأدب عن:الخليلِ بْنِ أحمدَ الفراهيديِّ،ويونُسَ بْنِ حَبِيبٍ،وأبي الخَطَّاب الأخفش،وعيسى بْنِ عُمَرَ، ووردبَغدادَ، وناظر بهاالكِسائيَّ في قضية عُرفت باسمالمسألة الزُّنبورية، غلبه فيها الكسائي،[1] غير أن سيبويه لم يبق فيبغداد بعد هذه المناظرة، وعاد إلى فارس،[2] ولم يعد إلى البصرة.[معلومة 1] من آثاره:كتاب سيبويه في النحو.[3][4]

سيرته وحياته

[عدل]

لم تذكر كتب التراجم شيئًا عن مكان أسرته، أو مستواها الثقافي أو الاجتماعي، فكل ما وصل إلينا يومئ إلى أنه كان من أسرةفارسية. وبعض المصادر تؤكد انه من أسرة عربية سكنت فارس بعد الفتح الإسلامي ورجحت بعض الدراسات الحديثة ذلك[5]، وقد أغفلت كتب التراجم السنة التي ولد فيها سيبويه، غير أن بعض الباحثين ذهبوا إلى أنه ولد في سنة148هـ،[6] وقيل غير ذلك.[7] وُلد سيبويه فيقرية البيضاء فيبلاد فارس. نشأ سيبويهبالبصرة بعد أن رحلت أسرته من بلاد فارس إليها، وهو مولى بني الحارث بن كعب، وقيل مولى آل الربيع بن زياد، سميّ سيبويه لان أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك، ومعنى سيبويه رائحة التفاح،[8] وقيل بل لأنه كان شابًا نظيفًا جميلًا أبيضَ مشربًا بحمرة كأن خدوده لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لأن التفاح سيب أو لأنه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته.[9] اتجه إلى دراسة الفقه والحديث حتى خطّأهحَمَّادُ بن سَلَمة البصري، فاتجه إلى تعلم النحو.[10] فقد روي أن سيبويه قصد مجلس حَمَّاد بن سلمة الذي كان يستملي عليه سيبوبه حديثًا جاء فيه قال: «قال صلى الله عليه وسلم: ليس من أصحابي أحد إلا لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدَّرداء»، فقال سيبويه: «ليس أبو الدَّرداء» ـ ظنّه اسم ليس، فصاح به حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، إنما هو استثناء، فقال سيبويه: لا جَرَم والله لأطلبن علمًا لا تُلَحِّنَنِّي فيه أبدًا.[11]

شيوخ سيبويه

[عدل]

من أشهر شيوخهحماد بن سلمة، وبعد قراره الأخير هذا عمد سيبويه إلى إمام العربية وشيخهاالخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمة وقوة إرادة، فصار يلازمه كالظلِّ حتى بدا تأثره الكبير بشيخه هذا على طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه في روايته عنه، واستشهاداته به. ولم يكتف سيبويه بشيخه الخليل بن أحمد في علوم النحو والعربية، فأخذ العلم عنيونس بن حبيب،وعيسى بن عمر وغيرهم. فتنوعت ثقافته، وتوسعت معرفته بعلم النحو والصرف، وتبوأ مكانة علمية متميزة، ثم رحل إلى بغداد، والتقىبالكسائي شيخ الكوفيين، ووقعت بينهما مناظرة في النحو (المسألة الزُّنبورية) وقد تغلب فيها الكسائي على سيبويه،[1] غير أن سيبويه لم يبق فيبغداد بعد هذه المناظرة عاد إلى فارس،[2] ولم يعد إلى البصرة.[معلومة 1]

تلامذة سيبويه

[عدل]

لأن القدر لم يمهله طويلًا حيث تُوُفِّي في ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه ونَجَم عنه من أصحابه: أبو الحسنالأخفش،[12]وقُطْرب ويقال: إنه إنما سمِّي قطربًا لأن سيبويه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل. والقُطْرب: دويبة لا تزال تدبُّ، ولا تفتر.[13][14]

آراء العلماء فيه

[عدل]
  • قال عنهابن عائشة: "كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًا جميلاً نظيفًا، قد تعلق من كل علم بسببٍ، وضرب في كل أدب بسهمٍ، مع حداثة سنِّه وبراعته في النحو.[15]
  • قال معاوية بن بكر العليمي: «عمرو بن عثمان قد رأيته وكان حدث السن، كنت أسمع في ذلك العصر أنه أثبتُ مَن حمل عن الخليل، وقد سمعته يتكلم ويناظر في النحو، وكانت في لسانه حُبْسة، ونظرتُ في كتابه فرأيت علمه أبلغَ من لسانه».[16]
  • قالالأزهري: كان سيبويه علامة حسن التصنيف جالس الخليل وأخذ عنه، وما علمت أحدا سمع منه كتابه لأنه احتضر شابا، ونظرت في كتابه فرأيت فيه علما جما.[17]
  • قالالذهبي: إمام النحو، حجة العرب، الفارسي، ثم البصري. قد طلب الفقه والحديث مدة، ثم أقبل على العربية، فبرع وساد أهل العصر، وألف فيها كتابه الكبير الذي لا يدرك شأوه فيه. قيل فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته، وانطلاق في قلمه.[18]
  • قالالمبرد: «لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛ وذلك أن الكتب المصنَّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج مَنْ فَهِمَه إلى غيره».[19]
  • قالمحمد بن سلام: «كان سيبويه النحوي غاية الخلق في النحو وكتابه هو الإمام فيه».[20]
  • قالابن النطاح: «كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه فقال: مرحبا بزائر لا يمل، فقال أبو عمر المخزومي وكان كثير المجالسة للخليل: ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه».[21]
  • قالابن كثير: «وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره، واستخرجوا من درره، ولم يبلغوا إلى قعره».[22]
  • قالأبو إسحاق الزجاج: «إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة».[23]
  • قالالجاحظ في كتاب سيبويه: «لم يكتب الناس في النحو كتابا مثله وجميع كتب الناس عليه عيال».[24]
  • قالصاعد الأندلسي: «لا أعرف كتابًا أُلِّف في علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل على جميع ذلك العلم، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب، أحدها: المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك، والثاني: كتاب أرسطوطاليس في علم المنطق، والثالث: كتاب سيبويه البصري النحوي؛ فإن كل واحد من هذه لم يشذّ عنه من أصول فنِّه شيء إلا ما لا خطر له».[25]

عُمرُه

[عدل]

قيل إن سيبويه مات وعمره 32 سنة، وقيل فوق الأربعين، وهذا هو رأيياقوت الحموي في كتابهمعجم الأدباء، قالالمرزباني: ماتبشيراز سنة ثمانين ومائة. وذكر الخطيب أن عمره كان اثنتين وثلاثين سنة ويقال: إنه نيف على الأربعين سنة وهو الصحيح، لأنه قد روى عنعيسى بن عمر، وعيسى بن عمر مات سنة تسع وأربعين ومائة، فمن وفاة عيسى إلى وفاة سيبويه إحدى وثلاثين سنة، وما يكون قد أخذ عنه إلا وهو يعقل، ولا يعقل حتى يكون بالغًا والله أعلم، وقالأحمد بن يحيى ثعلب في أماليه: قدم سيبويه العراق في أيامالرشيد وهو ابن نيف وثلاثين سنة، وتوفي وعمره نيف وأربعون سنة بفارس.[26]

مناظرته مع الكسائي

المسألة الزنبورية

“ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز أن يقال "كنت أظن أن العقرب أشد لَسْعَةً من الزُّنْبُورِ فإذا هو إياها". وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز أن يقال: "فإذا هو إياها". ويجب أن يقال: "فإذا هو هي".

أما الكوفيون فاحتجوا بالحكاية المشهورة بين الكسائي و سيبويه، وذلك أنه لما قدم سيبويه على البرامكة، فطلب أن يجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة؛ حضر سيبويه في مجلس يحيى بن خالد وعنده وَلَدَاهُ جعفر والفضل ومن حضر بحضورهم من الأكابر، فأقبل خلف الأحمر على سيبويه قبل حضور الكسائي، فسأله عن مسألة، فأجابه سيبويه، فقال له الأحمر: أخطأت، ثم سأله عن ثانية فأجابه فيها، فقال له: أخطأت، ثم سأله عن ثالثة، فأجابه فيها، فقال له: أخطأت، فقال له سيبويه:“هذا سُوءُ أدب، قال الفراء: فأقبلت عليه وقلت: إن في هذا الرجل عجلة وحدّة، ولكن ما تقول في من قال "هؤلاء أبُونَ، ومررت بَأبينَ" كيف تقول على مثال ذلك من "وأيت" و"أويت" فقدَّر فأخطأ، فقلت: أعِدِ النظر، فقدّر فأخطأ، فقلت: أعِدِ النظر، فقدّر فأخطأ، ثلا ث مرات يجيب ولا يصيب. فلما كثر ذلك عليه قال: لا أكلمكما أو يحضر صاحبكما حتى أناظره، قال: فحضر الكسائي فأقبل على سيبويه فقال: تسألني أو أسألك؟ فقال: بل تسألني أنت، فأقبل عليه الكسائي فقال: كيف تقول: كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي، أو فإذا هو إيَّاهَا؛ فقال سيبويه: فإذا هو هي، ولا يجوز النصب؟ فقال له الكسائي: لحنت، ثم سأله عن مسألة من هذا النحو نحو "خرجت فإذا عبد الله القائم، والقائم" فقال سيبويه في ذلك بالرفع دون النصب، فقال الكسائي: ليس هذا من“كلام العرب، والعرب ترفع ذلك كله وتنصبه، فدفع “ذلك سيبويه، ولم يجز فيه النصب، فقال له يحيى بن خالد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن ذا يحكم بينكما؟ فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك قد اجتمعت من كل أوب؛ ووفدت عليك من كل صُقْع، وهم فصحاء الناس، وقد قنع بهم أهل المِصْرضين، وسمع أهل الكوفة والبصرة منهم؛ فيحضرون ويسألون، فقال له يحيى وجعفر: قد أنصفت، وأمر بإحضارهم، فدخلوا وفيهم أبو فَقْعَس وأبو زياد وأبو الجراح وأبو ثَرْوَان، فسئلوا عن المسائل التي جرت بين الكسائي وسيبويه، فوافقوا الكسائي، وقالوا بقوله، فأقبل يحيى على سيبويه فقال: قد تسمع، وأقبل الكسائي على يحيى: وقال أصلح الله الوزير! إنه وَفَدَ عليك من بلده مؤملًا، فإن رأيت أن لا ترده خائبًا، فأمل له بعشرة آلاف درهم، فخرج وتوجه نحو فارس،وأقام هناك، ولم يعد إلى البصرة.

فوجه الدليل من هذه الحكاية أن العرب وافقت الكسائي، وتكلمت بمذهبنا، وقد حكى أبو زيد الأنصارى عن العرب "قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو إياها" مثل مذهبنا؛ فدل على صحة ما ذهبنا إليه.

وأما من جهة القياس فقالوا: إنما قلنا ذلك لأن "إذا" إذا كانت للمفاجأة كانت ظرف مكان، والظرف يرفع ما بعده، وتعمل في الخبر عمل وَجَدْتُ؛ لأنها بمعنى وجدت.

وقد قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: إن "هو" في قولهم "فإذا هو إياها" عماد، ونصبت "إذا لأنها بمعنى وَجَدْتُ على ما قدمناه.

وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه لا يجوز إلا الرفع لأن "هو" مرفوع بالابتداء، ولا بد للمبتدأ من خبر، وليس ههنا ما يصلح أن يكون خبرا عنه، إلا ما وقع الخلاف فيه، فوجب أن يكون مرفوعا، ولا يجوز أن يكون منصوبا بوجه ما؛ فوجب أن يقال "فإذا هو هي" فهو: راجع إلى الزنبور لأنه مذكر، وهي: راجع إلى العقرب لأنه مؤنث”

“ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز أن يقال "كنت أظن أن العقرب أشد لَسْعَةً من الزُّنْبُورِ فإذا هو إياها". وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز أن يقال: "فإذا هو إياها". ويجب أن يقال: "فإذا هو هي".

أما الكوفيون فاحتجوا بالحكاية المشهورة بين الكسائي و سيبويه، وذلك أنه لما قدم سيبويه على البرامكة، فطلب أن يجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة؛ حضر سيبويه في مجلس يحيى بن خالد وعنده وَلَدَاهُ جعفر والفضل ومن حضر بحضورهم من الأكابر، فأقبل خلف الأحمر على سيبويه قبل حضور الكسائي، فسأله عن مسألة، فأجابه سيبويه، فقال له الأحمر: أخطأت، ثم سأله عن ثانية فأجابه فيها، فقال له: أخطأت، ثم سأله عن ثالثة، فأجابه فيها، فقال له: أخطأت، فقال له سيبويه:“هذا سُوءُ أدب، قال الفراء: فأقبلت عليه وقلت: إن في هذا الرجل عجلة وحدّة، ولكن ما تقول في من قال "هؤلاء أبُونَ، ومررت بَأبينَ" كيف تقول على مثال ذلك من "وأيت" و"أويت" فقدَّر فأخطأ، فقلت: أعِدِ النظر، فقدّر فأخطأ، فقلت: أعِدِ النظر، فقدّر فأخطأ، ثلا ث مرات يجيب ولا يصيب. فلما كثر ذلك عليه قال: لا أكلمكما أو يحضر صاحبكما حتى أناظره، قال: فحضر الكسائي فأقبل على سيبويه فقال: تسألني أو أسألك؟ فقال: بل تسألني أنت، فأقبل عليه الكسائي فقال: كيف تقول: كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي، أو فإذا هو إيَّاهَا؛ فقال سيبويه: فإذا هو هي، ولا يجوز النصب؟ فقال له الكسائي: لحنت، ثم سأله عن مسألة من هذا النحو نحو "خرجت فإذا عبد الله القائم، والقائم" فقال سيبويه في ذلك بالرفع دون النصب، فقال الكسائي: ليس هذا من“كلام العرب، والعرب ترفع ذلك كله وتنصبه، فدفع “ذلك سيبويه، ولم يجز فيه النصب، فقال له يحيى بن خالد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن ذا يحكم بينكما؟ فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك قد اجتمعت من كل أوب؛ ووفدت عليك من كل صُقْع، وهم فصحاء الناس، وقد قنع بهم أهل المِصْرضين، وسمع أهل الكوفة والبصرة منهم؛ فيحضرون ويسألون، فقال له يحيى وجعفر: قد أنصفت، وأمر بإحضارهم، فدخلوا وفيهم أبو فَقْعَس وأبو زياد وأبو الجراح وأبو ثَرْوَان، فسئلوا عن المسائل التي جرت بين الكسائي وسيبويه، فوافقوا الكسائي، وقالوا بقوله، فأقبل يحيى على سيبويه فقال: قد تسمع، وأقبل الكسائي على يحيى: وقال أصلح الله الوزير! إنه وَفَدَ عليك من بلده مؤملًا، فإن رأيت أن لا ترده خائبًا، فأمل له بعشرة آلاف درهم، فخرج وتوجه نحو فارس،وأقام هناك، ولم يعد إلى البصرة.

فوجه الدليل من هذه الحكاية أن العرب وافقت الكسائي، وتكلمت بمذهبنا، وقد حكى أبو زيد الأنصارى عن العرب "قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو إياها" مثل مذهبنا؛ فدل على صحة ما ذهبنا إليه.

وأما من جهة القياس فقالوا: إنما قلنا ذلك لأن "إذا" إذا كانت للمفاجأة كانت ظرف مكان، والظرف يرفع ما بعده، وتعمل في الخبر عمل وَجَدْتُ؛ لأنها بمعنى وجدت.

وقد قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: إن "هو" في قولهم "فإذا هو إياها" عماد، ونصبت "إذا لأنها بمعنى وَجَدْتُ على ما قدمناه.

وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه لا يجوز إلا الرفع لأن "هو" مرفوع بالابتداء، ولا بد للمبتدأ من خبر، وليس ههنا ما يصلح أن يكون خبرا عنه، إلا ما وقع الخلاف فيه، فوجب أن يكون مرفوعا، ولا يجوز أن يكون منصوبا بوجه ما؛ فوجب أن يقال "فإذا هو هي" فهو: راجع إلى الزنبور لأنه مذكر، وهي: راجع إلى العقرب لأنه مؤنث”[27]

وفاته

[عدل]
قبر سيبويه في شيراز.

توفي في قرية البيضاءبشيراز، وقد اختلف المؤرخون في السنة التي توفي فيها وأرجح الأقوال أنه توفي سنة 180هـ.[28] ثمة خلاف في سبب وفاته، فقيل: إنه مات غماًبالذَّرَب، وهو الدّاء الذي يَعرِضُ للمعدة، فلا تهضم الطعام، ويَفسُدُ فيها ولا تُمْسِكه، يُروى أنه ذَرِبتْ معدته فمات. قيل إنه تمثَّل عند الموت بهذين البيتين:[29]

يُؤَمِّل دنيا لتبقي لـه
فمات المؤمِّـلُ قبل الأمـلْ
حثيثًا يروِّي أصولَ النخيل
فعاش الفسيلُ ومات الرجلْ

يقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فدمعت عين أخيه، فاستفاق فرآه يبكي فقال:[23]

وكنّا جميعا فرّق الدهر بيننا[معلومة 2]
إلى الأمدِ الأقصى ومن يأمنُ الدهرا

وقد رثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب، ورثاهالزمخشري بقوله:[30]

ألا صلى الإله صلاة صدق
على عمرو بن عثمان بن قنبر
فإن كتابه لم يغن عنه
بنو قلم ولا أبناء منبر

قالالأصمعي: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات، وهي لسليمان بن يزيد العدوي:[31]

ذهب الأحبة بعد طول تـزاورٍ
ونأى المزار فأسلمـوك وأقشعـوا
تركوك أوحش ما تكونُ بقفـرة
لم يؤنسوك وكـربة لم يدفعـوا
قَضَى القضاءُ وصرتَ صاحبَ حفرةٍ
عنك الأحبة أعرضوا وتصدَّعوا

انظر أيضًا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ابمغنى اللبيب - ابن هشام الأنصاري - ج 1 - الصفحة 88.نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  2. ^ابتاريخ الكوفة - السيد البراقي - الصفحة 480.نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  3. ^معجم المؤلفين - عمر كحالة - ج 8 - الصفحة 10.نسخة محفوظة 28 مايو 2018 على موقعواي باك مشين.
  4. ^"Sibawayh | Encyclopedia.com".www.encyclopedia.com. مؤرشف منالأصل في 2021-02-20. اطلع عليه بتاريخ2021-02-20.
  5. ^سيبويه، إمام النحاة الأصيل الذي خدم العربية وأعلى شأنها، ووضع الأسس العلمية لعلم النحو العربي … يجهدون دوماً لسرقته من تراث العرب بنشر خرافة نسب فارسيّ مفترض. سيبويه عالم عربي عظيم من أصل عربي صريح، نشأ في بيئة عربية مسلمة، وتعلّم من أساتذة عرب، وألّف في خدمة اللّغة العربية. محاولات نسبته إلى غير العرب محاولات تزييفية لا تستند إلى دليل تاريخي صحيح.تؤكّد المصادر التاريخية والتراجمية أنّ {أبا بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي البصري}، المعروف بلقب “سيبويه”، ينتمي إلى قبيلة بني الحارث بن كعب العربية العريقة. والده {عمرو بن عثمان} عربي بدوي من مواليد قرية البيضاء، إحدى القرى العربية التي كانت في منطقة فارس (شيراز المعاصرة) وليست فارسية البتّة.لقبه سيبويه بلغة الأزد من جمع “سيٓب” (ساب) + ”ويه” أي وجه التفّاح. حيث ساب = تفّاح. وكان أهل عمرو الحارثي من العرب التي تبدل الجيم ياء.هوية سيبويه العربية، وتكشف محاولات طمسها انظر كتاب {العربي سيبويه: ردّ على محاولات التزييف الشعوبية} على مؤنس البخاري ، دار الكتب ، الرياض 1999 ص 23
  6. ^الأعلام - خير الدين الزركلي - ج 5 - الصفحة 81.نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  7. ^وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج 3 - الصفحة 464.نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  8. ^البداية والنهاية - ابن كثير - ج 10 - الصفحة 189.نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  9. ^الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج 2 - الصفحة 329.نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2018 على موقعواي باك مشين.
  10. ^تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي - ج 12 - الصفحة 191.نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  11. ^مفهرست ابن النديم - ابن النديم البغدادي - الصفحة 57.نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2018 على موقعواي باك مشين.
  12. ^أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 7 - الصفحة 249.نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  13. ^معجم المطبوعات العربية - اليان سركيس - ج 2 - الصفحة 1517.نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  14. ^لسان العرب - ابن منظور - ج 1 - الصفحة 683.نسخة محفوظة 24 مايو 2019 على موقعواي باك مشين.
  15. ^المنتظم في تاريخ الملوك والامم - ابن الجوزي - ج 9 - الصفحة 54.نسخة محفوظة 08 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.
  16. ^وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج 3 - الصفحة 465.نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  17. ^من تاريخ النحو العربي - سعيد الأفغاني - ج 1 - الصفحة 210.نسخة محفوظة 31 أكتوبر 2016 على موقعواي باك مشين.
  18. ^سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 8 - الصفحة 351.نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  19. ^خزانة الأدب - البغدادي - ج 1 - الصفحة 358.نسخة محفوظة 1 نوفمبر 2016 على موقعواي باك مشين.
  20. ^تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي - ج 12 - الصفحة 192.نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  21. ^مراه الجنان وعبره اليقظان - اليافعي - ج 1 - الصفحة 342.نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2013 على موقعواي باك مشين.
  22. ^الوجيز في علم التجويد - محمود البدوي - ج 1 - الصفحة 6.نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.
  23. ^ابانباه الرواه علي انباه النحاه - القفطي - ج 2 - الصفحة 358.نسخة محفوظة 19 ديسمبر 2013 على موقعواي باك مشين.
  24. ^مسالك الابصار في ممالك الامصار - ابن فضل الله العمري - ج 7 - الصفحة 86.نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.
  25. ^المدارس النحويه - شوقي ضيف - ج 1 - الصفحة 60.نسخة محفوظة 11 يونيو 2017 على موقعواي باك مشين.
  26. ^الحلقة المفقودة في تاريخ النحو العربى. IslamKotob. مؤرشف منالأصل في 2020-05-20.
  27. ^الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين - عبدالرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري.
  28. ^البداية والنهاية - ابن كثير - ج 11 - الصفحة 80.نسخة محفوظة 12 يناير 2020 على موقعواي باك مشين.
  29. ^نزهه الالباء في طبقات الادباء - الأنباري - ج 1 - الصفحة 57.نسخة محفوظة 11 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.
  30. ^البلغه في تراجم ائمه النحو واللغه - الفيروزآبادي - ج 1 - الصفحة 224.نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.
  31. ^معجم الادباء إرشاد الأريب إلى معرفه الأديب - الحموي - ج 5 - الصفحة 2123.نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.

هوامش

[عدل]
سيبويه فيالمشاريع الشقيقة
  1. ^ابمناظرة (الزنبورية) تجدها في بغية الوعاة للسيوطي مفصلة، وبعد ما أفحم في المناظرة لأنه قيل: إنهم جعلوا للأعراب جعلًا على أن يوافقوا الكسائي في قوله، خرج إلى فارس.
  2. ^فيتاريخ الإسلام للذهبي: «أخيين كنا فرق الدهر بيننا * إِلَى الغاية القصوى فمن يأمن الدّهر».نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقعواي باك مشين.
نشأة النحو
مدارس النحو والصرف
أولية أساسية
ثانوية لاحقة
البصريون
الكوفيون
البغداديون
أهل الأندلس
أهل مصر والشام
المحدَثون
دولية
وطنية
تراجم
أخرى
أدباء وعلماءالعهد العباسي الأول وأعمالهم
التاريخ:132 -232 هـ\750 -847م
الأدباء
مُخضرمون
مُحدِثون
أعمال
بارزة
انظر أيضاً
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=سيبويه&oldid=72348176»
تصنيفات:
تصنيفات مخفية:

[8]ページ先頭

©2009-2025 Movatter.jp