سويسرة هي أيضاً مهد للصليب الأحمر؛ وموطن لعدد كبير من المنظمات الدولية؛ بما في ذلك ثاني أكبر مكتبللأمم المتحدة. وعلى المستوى الأوروبي فهي عضو مؤسس فيالرابطة الأوروبية للتجارة الحرة؛ وجزء منمنطقة شنغن، وعلى الرغم من أنها ليست عضوًا فيالاتحاد الأوروبي ولا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية إلا أن سويسرة هي واحدة من أغنى البلدان فيالعالم من حيثالناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتحتوي على أعلى ثروة للشخص البالغ (الأصول المالية وغير المالية) من أي بلد في العالم.[36][37] وقد صُنفتزيورخوجنيف المدينتين الثانية والثامنة من بين الأعلى في جودة المعيشة في الحياة فيالعالم.[38] وهي الدولة التاسعة عشر ذات أكبراقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي ورقم 36 فيتعادل القوة الشرائية.
سويسرة بلد قائم على أساس احترام الأقليّات وعلىالديمقراطية المباشرة؛ التي أدّت في نهاية المطاف إلىنظام فدرالي يضم 26 إقليمًا أو كما تُعرفبالكانتون، تلتقي على التواؤم والتضامن فيما بينها. ورغم أنها تختلف فيما بينهابالهوية إلا أن المصلحة المشتركة تجمعها. ثمة تماثل بين الفدرالية السويسريةوالاتحاد الأوروبي فيما عدا الشأن المالي والدِّفاع والسياسة الخارجية، رغم أن سويسرة الحديثة تشكّلت عام1848 إلا أنه لا توجدلغة رسمية واحدة بل هناك أربع لغات، ولا توجدثقافة واحدة بل هناك عدة ثقافات متنوعّة وغنيّة ومتناقضة فيما بينها. فبعضالمواطنينلغتهم الأمالفرنسية ويعيشون ويعملون في مدينة منفتحة مثلجنيف، يوجد فيها أكثر من 200منظمة دولية. والبعض من سكانالريف يعيشون فيقرىجبلية تقع فيكانتون أوري، ويتحدّثون بلهجةألمانية وليس بينهم إلا كما بيناليابانيينوالبرازيليين، إلا أنهما يرتبطان سويًا بتاريخ من النجاحات التي حقّقها وما زال يحقِّقها هذا البلد، وبديمقراطية يعود تاريخها إلى أكثر من700عام.
تضم سويسرة أربع لغات رئيسية لغوية وثقافية: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، والرومانشية، وعلى الرغم من أن الغالبية تتحدث الألمانية، إلا أنها لا تشكلأمة في معنىهوية عرقية أو لغوية مشتركة لكن بينهم شعور قوي بالانتماء إلىالبلد الذي تأسس على خلفيةتاريخية مشتركة وقيم مشتركة (فدراليةوديمقراطية مباشرة)[39] تتخذ منجبال الألب رمزاً لها.[40] وتحتفل سويسرا بيومها الوطني في1 أغسطس من كل عام والذي يوافق تاريخ إنشاء الاتحاد السويسري في1 أغسطس1291.
أصل كلمة سويسرةالإنجليزية (Switzerland)ألماني وجاء من كلمة schwytzer شفايزر ويعني ساكن منطقة شفايز وهي إحدى أقاليم والدستاتين التي شكلت نواة الاتحاد السويسري القديم. ولعل المصطلح مشتق من الكلمة الألمانية سويتس الذي يعني «يحرق» إشارة إلى منطقة حرجية قد تم إحراقها قديماً.[41] وبعد أن وضعت حرب سوابيان في العام1499 في تلك المنطقة أوزارها أصبح المصطلح يستخدم للإشارة إلى الاتحاد بأكمله.[42][43][44][43][44]
تاريخيا إن تسمية اتحاد المدن السويسري لم تكن رسمية إلّا في القرن السابع عشر وأن الاسم السائد قبل ذلك «عصبة مدن ألمانيا العليا» وكانت هذه الأراضي تابعة إلى أسرة آلهابسبورغ.[45]
تقع سويسرة في قلبالقارة الأوروبية وتحيط بها خمس دول، وهيألمانيا من الشمالوإيطاليا من الجنوبوالنمسا وإمارةليختنشتاين من الشرقوفرنسا من الغرب، وليست لها منافذبحرية وتبلغ مساحتها حوالي 41300 كيلومترا مربعا.[46] وتتكون سويسرة من ثلاث مناطقجغرافية وهي:سلسلة جبال الألب، التي تمتد في الجنوب وتغطي حوالي ثلثي مساحة البلاد ويبلغ ارتفاع أعلى قممها "Punta Dufour" «بونتا دوفور» 4638م. ثم هناك سلسلةجبال جورا والتي تمتد على شكل هلال في غرب وشمال البلاد، وتمثل الحد الفاصل بين سويسرةوفرنسا وتغطي نحو 12٪ من المساحة الكلية، ويبلغ ارتفاع أعلى قممها Cret de la Neige«كريت دو لا نيج» 1718 م، وبين هاتين المجموعتين من السلاسل الجبلية، تمتد منطقة الهضبة السهلية التي تضم معظم المدن والقرى السويسرية.[46][47][48]
كان لموقع سويسرة فوق الهضاب «الألبينية» في منطقة هي ملتقى ثلاثة ممراتجبلية (غوتهارد – فوركا – أوبيرآلب) ونقطة وصل هامة تربط بين العديد من بلدان سويسرة، الأثر العظيم في صياغةتاريخ هذا البلد.[49] وينبع في سويسرة عدداً من أكبرأنهارأوروبا: كنهر الراين، الذي يمتد إلى بحر الشمال ونهر الرون، الذي يصب فيالبحر الأبيض المتوسط، ونهر إن، الذي هو أحد روافد نهر الدانوب وينتهي مساره فيالبحر الأسود، ونهر تيتشينو، الذي هو أحد روافد نهر البو، ويصب فيالبحر الادرياتيكي.[46]
تمتاز سويسرة بوجود عدد كبير من البحيرات – أكثر من 1500 بحيرة، وهناك أكثر من 20 عيْـن تَتم منها تعبئةالمياه المعدنية.[54] ومن أهم البحيرات السويسرية،بحيرة ليمان (أوبحيرة جنيف)، وهي من أكبر بحيرات أوروبا (60٪ ضمن الحدود السويسرية و40٪ ضمن الحدود الفرنسية)، وبحيرة كوستانس وبحيرة لوغانو وبحيرة ماجوري وبحيرة نوشاتيل وبحيرة لوتسرن وبحيرة زيورخ، وبحيرة بريينس وبحيرة تون وغيرها.[55][56]
التنوع المناخي بين منطقة سينتوفالي (تيسان) و أبنزل (شمال شرق سويسرا)
تقع سويسرة ضمن المناطق الشمالية المعتدِلة مناخياً وضمن دائرة تأثير التيار الخليجي. وتنقسم البلاد إلى طبيعتين مناخيتين بسبب وجود سلسلةجبال الألب التي تخترق البلاد من الغرب حتى الشرق. ففي الجنوب يسود مناخ متوسطي معتدل، بينما يتعرض الشمال للتأثيرات المناخية المحيطية الرطبة، القادمة منغرب أوروبا، ويكون فيفصل الشتاء في مواجهة التأثيراتالمناخية القاريةالباردة القادمة منشرق أوروبا.[57][58]
وعلى الرغم من صغر مساحة سويسرة، إلا أن مناخها متباين بصورة ملحوظة، بسبب وجود مساحات من الودْيان وامتداد المساحات الشاسعة من الهضاب نحو المرتفعات العليا منالغاباتوالثلوج، حتى أن المناطق الشمالية من جبال الألب والأودية الكبيرة من سهول الألب في منطقةكانتون فاليز وبعض مناطق غراوبوندن، تهب عليهارياح حارة وجافة يطلق عليها «رياح الفون».[59]
كما تتكونالأنهار الجليدية في مرتفعات جبال الألب وتهبّ على البلاد في فصل الشتاء رياح شمالية قارصة البرودة تعرف بـ «البيز»، بينما تهب في فصل الصيف قادمة من الجبال رياح جنوب شرقية حارة وجافة تعرف برياح «الفون».[60][62]
تُشكلالهضبة السويسرية واحدة من المناظر الطبيعية الرئيسية الثلاث في سويسرة إلى جانبجبال جوراوجبال الألب السويسرية. وتغطي حوالي 30٪ من السطح السويسري. وتضم المناطق بينجبال جوراوجبال الألب غالباً شقاً جزئياً من المناطق الجبلية، وتقع على ارتفاع متوسط بين 400 و 700 متر.[54][63] تُعتبر هو المنطقة الأكثر كثافة سكانية في سويسرة، لما لها من أهمية من ناحية الاقتصاد والنقل. وتحدجبال جورا الشمال والشمال الغربي للهضبة السويسرية جغرافياً وجيولوجياً. أما في الجنوب فلا توجد حدود واضحة معجبال الألب، أحياناً تُعتبر منطقة الهضبة السويسرية عالية الارتفاع، خصوصاً على التلال فيكانتون فريبورغ، ومنطقة ناف، ومنطقة إرم وأجزاء من منطقة أبنزل لتشكيلجبال الألب السويسرية في أرض أمامية.
تنتمي أجزاء من الأرض الأمامية منجبال الألب إلى الهضبة السويسرية، حيث تقع وتطل الهضبة على ضفافبحيرة جنيف، وعلى ضفاف بحيرة كونستانس ونهر الراين. جيولوجياً فإن الهضبة السويسرية هي جزء من حوض أكبر يمتد إلى أبعد الحدود من سويسرة. ويقع نهايته في الجهة الجنوبية الغربية منفرنسا، وتنتهي الهضبة في جينيفويز في شامبيري حيث يلتقيجوراوجبال الألب. وفي الجانب الآخر من بحيرة كونستانس، تُطل الهضبة على منطقة بريالبس الألمانية والنمساوية.[64]
يبلغ طول الهضبة السويسرية حوالي 300 كم، ويزيد عرضها من الغرب إلى الشرق فيمنطقة جنيف، في منطقة تبعد عنبرن حوالي 50 كم وعن شرق سويسرة نحو 70 كيلومترا.
العديد من كانتونات سويسرة تُعتبر جزء من الهضبة السويسرية. أماالكانتونات التي تقع بالكامل داخل الهضبة السويسرية فهيكانتونات زيورخ، ثورجووجنيف؛ وأماالكانتونات التي تقع معظمها في الهضبة السويسرية فهي كانتونات لوسيرن، أرجاو، سولوتورن،برنوفريبورغ وفود؛ وأماالكانتونات التي تقع أجزاء صغيرة منها داخل الهضبة السويسرية هي كانتونات نوشاتيل، زوغ، شويز، سانت غالن وشافهاوزن.
أولريش ويلي، القائد العام للقوات المسلحة السويسرية خلال الحرب العالمية الأولى.
ترجع نشأة سويسرة إلى1 أغسطس من عام1291، عندما اجتمعت ثلاثة كانتونات وهي شفيتس وأونترفالدن ويوري، ووقّعت ميثاق تحالف دفاعي فيما بينها، يعرف باسم «الميثاق الدائم»، فكان هذا الميثاق بمثابة حجر الأساس لولادة الكنفدرالية السويسرية، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم سويسرة، نسبة إلى كانتون شفيتس.[65] وبعد الانتصار التاريخي الذي حققه السويسريون عام1315 فيمَعْرَكة مورغَارتِنْ ضدالقوات النمساوية تحت حُكم عائلة هابسبورغ، انضمتكانتونات سويسرية أخرى إلى التحالف، منها لوتسرن في عام1332وزيورخ في عام1351 وغلاروس وتسوغ في عام1352، ثمبرن في عام1353.[66][67][67] شكلت هذه الكانتونات الثمانية النّواة الأولى للفدرالية السويسرية، ثم سرعان ما التحقت بها خمسة كانتونات أخرى خلال الفترة ما بين1481و1513 وأصبح المجموع ثلاثة عشر كانتونا. واستطاعت سويسرة في عام1499 انتزاع استقلالها التام منالإمبراطورية الجرمانية، التي كانت تعرف باسمالإمبراطورية الرومانية المقدسة وكان يحكمها أحد أفراد عائلةهابسبورغ، إلا أن الإمبراطورية لم تعترف بهذا الاستقلال رسميا إلا في عام1648 بموجب معاهدة وستفاليا.[68]
الجمعية الاتحادية البرلمان السويسري.
إن تسمية «اتحاد المدن السويسري» لم تكن رسمية إلا في القرن السابع عشر وأن الاسم السائد قبل ذلك «عصبة مدن ألمانيا العليا».[45]
وسرعان ما تبنّت سويسرة سياسةالحياد وابتعدت عنالحروب الخارجية، وتوالى انضمام كانتونات جديدة إلى الاتحاد الكونفدرالي، وكان كل كانتون يحكم نفسه بنفسه حُـكما استقلاليا شبه تام، ولم تكن هناك حكومة مركزية لهذا الاتحاد. ولم تنتقل البلاد إلى الحكم الفدرالي، إلا بعد حرب أهلية طاحنة، أعقبتها حركة إصلاحية تكللت بموافقة الناخبين على دستور جديد للبلاد عام 1848، أقيم بموجبه نظام ديمقراطي فيدرالي، ذو هيئة تشريعية مُـكوَّنة من مجلسيْن، وتمّ اعتماد حكومة فدرالية ذات سلطة وصلاحيات وتحددتمدينة برن عاصمة للفدرالية السويسرية، وما زالت إلى يومنا هذا، وغدت سويسرة تضم اليوم 26 كانتونا.[69] وتتبع سويسرة سياسة محايِدة يعود تاريخها إلى عام1515، وقد حافظت على حيادها إبّان الحربين العالميتين،الأولىوالثانية. وفي عام1919 أصبحتجنيف مقرالعصبة الأمم المتحدة. وفي عام1949، أقرت معاهدةجنيف الدولية لحماية المدنيين أثناء الحروب.[70]1999.
في عام1971 حصلت المرأة السويسرية علىحق التصويت، بينما رفض الناخبون السويسريون عام1992 الانضمام إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية، ولم تنضم سويسرة إلىعضوية الأمم المتحدة إلا في عام2002. رسَّخ الدستور الفدرالي الأول الصادر عام1848 والمعدل تعديلا جِـذريا عام1874، الهياكل السياسية لسويسرة، واعتنى بتحديد سلطة الحكومة المركزية وحكومات الكانتونات والفصل بينها. كما ضمن الدستور السويسري ممارسةالحقوق السياسية على أساس نظام حكم جمهوري ذيديمقراطية مباشرة، يمنح السيادة أو السلطة السياسية العلياللشعب، من خلال قيامه بانتخاب ممثليه ومشاركته المباشرة في سَنِّالقوانين عن طريق الاستفتاءات، إذ يمكن إجراء استفتاء على تغيير مادة دستورية من خلال جمع تواقيع مائة ألف ناخب. أمّا القوانين فتتطلّب تواقيع خمسين ألف ناخب أو موافقة ثمانِ ولايات. والشعب هو صاحب الحق في انتخابالبرلمان، الذي ينتخِب بدوره أعضاء المجلس الفدرالي (الحكومة) المكوّن من سبعة أعضاء، ومدّته أربع سنوات. وتتألف السلطة التشريعية (البرلمان) من غرفتين لهما نفس الصلاحيات، ومدة كل منهما أربع سنوات. مجلس الشيوخ يضم ممثلي الكانتونات، ويتكون من 46 عضوا. ومجلس النواب يتكون من 200 عضو يمثلون الأحزاب وِفقا لرصيد كل حزب من أصوات الناخبين.[71]
في عام 2003 حصل حزب الشعب السويسري على مقعد ثان في الحكومة، غير من التحالف البرلماني الذي سيطر على السياسة السويسرية منذ عام 1959.
تقوم السلطة التشريعية أيضاً بانتخاب كل من رئيس الجمهورية ونائبه من بين أعضاء المجلس الفدرالي، وذلك لمدة عام واحد. وتتألف الحكومة من ممثلي الأحزاب سياسية وهي: حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي) والحزب الراديكالي (الحزب الليبرالي الراديكالي) والحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الشعب الديمقراطي. وهناك المحكمة الفدرالية التي تمثل أعلى سلطة قضائية في البلاد، ومقرهامدينة لوزان، وتتكون أساسا من 26 قاضياً يتم انتخابهم - بالإضافة إلى 12 قاضيا بديلاً - من قبلالبرلمان كل ست سنوات. وهناك المحكمة الجنائية الفدرالية ومقرها في مدينة بيلينزونا، والمحكمة الإدارية الفدرالية التي تمارس عملها بشكل مؤقت من العاصمةبرن، وسيتم نقلها إلى المقر الرئيسي في سانت - غالن في عام 2010. ولكل كانتون سويسري دستور خاص به، وكذا برلمان وحكومة ومحكمة ويقارب عدد البلديات السويسرية 2900 بلدية، تتمتع جميعها باستقلالية إدارية واسعة.[72] وتقومالكانتونات في سويسرة على أسس غيرعرقية أوطائفية أومذهبية أولغوية، وربما كانللتاريخوالجغرافيا أثر، إلا أنه عرف حده فوقف عنده. وقد تجد في الكانتون الواحد، أكثر من عِرق وأكثر من مذهب وأكثر منلغة، وهذا الحال ينطبق كذلك علىالمدنوالقرى، بل حتى علىالأحزاب السياسية، حتى تلك التي لها مسميات دينية. فما من كيان سياسي في البلاد، إلا هو قائم على هوية واحدة وعلى روح واحدة وعلى جنسية واحدة وعلى عواطف ومشاعر واحدة.[73]
الكونفدرالية السويسرية القديمة من 1291 (الخضراء الداكنة) إلى القرن السادس عشر (الضوء الأخضر) والزميلة (الأزرق)).
كانت الكونفدرالية السويسرية القديمة تتحالف ما بين مجتمعات واديجبال الألب الوسطى. وسهلت الكونفدرالية إدارة المصالح المشتركة وضمان السلام على المسارات الهامة للتجارة الجبلية. ويعتبر الميثاق الاتحادي المتفق عليه عام1291 بين جماعة قروية من أوري، شويز، وأونتير والدين الوثيقة التأسيسية للكونفدرالية، على الرغم من تحالفات مماثلة من المرجح أن تكون وجدت في وقت سابق.[74][75]
انضمت الكانتونات الثلاث الأصلية قبل عام1353 مع كانتونات غلروس وزوغ ووزيرن،زيورخوبرن لتتشكل «الكونفدرالية القديمة» من ثماني دول والتي ظلت قائمة حتى نهاية القرن 15. أدى هذا التوسع إلى زيادة سلطة وثروة الاتحاد. وبحلول عام1460 سيطر الاتحاد على معظم حلفاء أراضي الجنوب والغرب من نهر الراين إلىجبال الألبوجبال جورا، خاصة بعد الانتصارات أمام هابسبورغ (معركة Sempach، معركة Näfels).
اكتسبت الكونفدرالية السويسرية القديمة سمعة بأنها لا تقهر خلال الحروب التي خاضتها في وقت سابق، وذلك حتى تعرض التوسع في الاتحاد لانتكاسة في عام1515 مع الهزيمة السويسرية في معركة مارينيون لينتهي بذلك ما يسمى عصر «البطولية» من التاريخ السويسري. وأدى نجاح إصلاح زوينجلي في بعض الكانتونات إلى صراعات دينية بينها في1529و1531 (حروب KAPPEL). بعد أكثر من مرور مائة عام على تلك الحروب الداخلية اعترفتالدول الأوروبية باستقلال سويسرة عنالإمبراطورية الرومانية المقدسة وحيادها في عام1648، فيما يعرف بإطار سلام ويستفاليا.
خلال الفترة الحديثة المبكرة من التاريخ السويسري، أدت السلطوية المتزايدة لأسر باتريسياتي جنباً إلى جنب الأزمة المالية في أعقاب حرب الثلاثين عاماً، لحرب الفلاحين السويسرية في1653. وتعود خلفية هذا الصراع إلى الصراع بينالكاثوليكيةوالبروتستانتية لكانتونات لا تزال قائمة، وظهرت تلك الصراعات في صورة عنف متزايد في معارك فيلميرجين في1656و1712.
القانون الوساطة محاولة نابليون إلى حل وسط بين النظام القديم والجمهورية.
قَلَبَالغزو الفرنسي لسويسرة في عام1798 الأوضاع في الكنفدرالية القديمة رأساً على عقب. فحتى ذلك الحين كانت سويسرة مؤلفة من 13كانتوناً - جميعهاناطقة بالألمانية - تُسيطر على رُقعة شاسعة من البلاد باعتبارها "مناطق خاضعة للإدارة المشتركة لهذه الكانتونات".[76] وبعد فشل محاولات أولية لإقامة حكومة مركزية، شكل "قانون الوساطة / الوصاية"، الذي أصدرهنابليون في عام1803 دولةَ سويسرة الجديدة المؤلفة من تسعة عشر كانتوناً، ومُنِحَت هذه المناطقحُقوقاً متساوية مع حُكامها السابقين. أبرزت معركة بيريزينا إمكانيةالسويسريين على القتال معاً على قدمالمساواة، وعلى عَدَم تفَوق الناطقين بالألمانية على أولئك المُتحدثينبالفرنسية، وبإمكانية أخذ رجال التيتشينو (الناطقين بالإيطالية) على مَحمَل الجِدّ، وبِقُدرَةِ هؤلاء التامة على القتال".[77][78]
نفس الشيء حدث في شرق سويسرة، حيث تمّ دمج مناطق مثلغلاروس،وسارغانس، وتوغينبورغ العليا، لتشكّل كانتون لينت،وأبنزلوسانت غالن وراينتال وتوغينبورغ السفلي، لتشكل كانتون «سانتيس»، لكن هذا الانقلاب الجغرافي السياسي لم يدُم طويلاً، وسُرعان ما فشلت محاولة تطبيق النموذج المركزي الوحدوي الفرنسي في سويسرة.[79] في عام 1803 وتحت ضغط الوضع غير المستقر، أصدرنابليون مرسوماً يتيح للبلاد دستوراً جديداً، ذو طابعفدرالي أكثر تعدّدا (يُعرف بدستور الوساطة)، وأعاد حدود الكانتونات إلى ما كانت عليه سابقاً.[80] "لا يُمكن مقارنة سويسرة بأي بلد آخر، سواء من حيث الأحداث التي طرأت عليها عبْرالقرون، أو بالنسبة للوضعالجغرافيوالطوبوغرافي، أو بالنسبة لتعدداللغاتوالأديانوالعادات والتقاليد، التي تختلف من منطقة إلى أخرى.[81] إن القدر أراد لبلادكم أن تكوندولة فدرالية، ولا ينازع في ذلك رجُل حكيم"، كما ورد في نصّ الكتاب الذي وجهه نابليون إلى المندوبين السويسريين الذين تمّ استدعاؤهم إلىباريس في نفس العام.[82][83][84]
أول قصر للاتحادية فيبرن (1857). تم اختيار برن كعاصمة اتحادية في عام 1848، وذلك بسبب قربها من المنطقة الناطقة بالفرنسية.
شهد عام 1848 إنشاءالدولة الفدرالية بدستور جديد وبرلمان فدرالي وأولى الخطوات نحو إجراءات اعتماد الحكم المركزي. ولم يغفل مؤسسو الدولة الجديدة العبر المـُستخلصة من «سوندربوند» (Sonderbund) أوالحرب الأهلية. كانت الوحدة الوطنية تعتمد على مقدرة الدولة على التوفيق بين مختلف العناصر السياسية واللغوية والإثنية والدينية، المكونة للمنطقة الأوروبية الضيقة، التي كانت تحتلها سويسرة. وكانت الفدرالية الإطار الوحيد الكفيل بإدارة مثل ذلك التنوع.
وتقتضي الفدرالية درجات من التبعية، بمعنى أن القرارات السياسية تتخذ دائماً على أدنى مستوى ممكن، سواء كان فدرالياً أو كانتونياً أو بلدياً. رغم مراجعة دستور عام 1848 وتعويضه بدستور جديد في عام 2000، ظلت الاستقلالية الأساسية للكانتونات مقدسة.[82]
تتكون سويسرة الآن من 26 كانتوناً (20 كانتون و6 أنصاف كانتون). كل كانتون له دستوره الخاص (الذي يصادق عليه البرلمان الفدرالي). ويذكر أن الجورا كان آخر كانتون التحق بالفدرالية السويسرية بعد انفصاله عن كانتون برن. ورحبت أغلبية الناخبين بضم كانتون الجوارا الجديد في استفتاء شعبي أجري عام 1979.[85]
يحق للكانتونات جمع الضرائب وسَن قوانينها الخاصة، طالما يتوافق ذلك مع خط التشريعات الفدرالية. ويمكنها أيضا انتخاب حكومتها وبرلمانها الخاصين. ويتوفر زهاء خُمس السلطات المحلية السويسرية - التي يناهز عددها الثلاثة آلاف بلدية - على برلمانه وقوانينه المحلية المرتبطة بقضايا مثل تعبيد الطرق والبنايات المدرسية وأسعار المياه والطاقة وتقنين كل ما يتعلق بركن السيارات ووسائل النقل.
الوحدات الجغرافية التي تتكوّن منها الفدرالية، تسمىالكانتونات، ويوجد في سويسرة 26 كانتوناً، منها ستة «أنصاف كانتونات» باستثناء الجورا، كل الكانتونات كانت قائمة عندما تأسست الفدرالية سنة1848.[86] وشكلت الكانتونات الثلاث «الأولى»، النواة التاريخية للفدرالية في أواخرالقرن الثالث عشر (1291).[87] تمثل الغريسون بمساحتها الشاسعة التي تبلغ 7105 كم2 أكبر كانتون في سويسرة، مقابلريف بازل، التي لا تتجاوز مساحتها 37 كم2، وتتمتع الكانتوناتبحكم ذاتي واسع النطاق، خاصة على المستويينالماليوالتشريعي.[88]
كدولة فدرالية، تتكون سويسرة من 26 كانتوناً، وتنقسم إلى مناطق وبلديات. كان كل كانتون بمثابة دولة كاملة السيادة مع حدودها الخاصة وجيشها وعملتها وذلك وفقاً لمعاهدة وستفاليا عام (1648) وحتى قيام الدولة الاتحادية السويسرية في عام1848. هناك اختلافات كبيرة بينالكانتونات، وعلى الأخص من حيثعدد السكان والمنطقة الجغرافية؛ وعلى ذلك تم تحديد أكبر سبع مناطق وأكثرها تجانساً. وتشكل الوحدات الإدارية وتستخدم في الغالب للأغراض الإحصائيةوالاقتصادية.[89]
يوجد في سويسرة أربع لغات رسمية وهي:الألمانيةوالفرنسيةوالإيطاليةوالرومانشية.الألمانية ويتحدث بها (65.6٪ من المقيمين الأجانب؛ 73.3٪ من السكان الذين يحملون الجنسية السويسرية)؛الفرنسية (22.8٪؛ 23.4٪) في غرب سويسرة؛الإيطالية (8.4٪؛ 6.1٪) في جنوب سويسرة وهناك قلة منالسويسريون ممن يقطنون بعض وديان جبالكانتون غراوبوندن، يتحدثون لغة وثيقةباللغة اللاتينية يطلق عليها «الرومانشية». ونسبة مُتحديثها (0.6٪؛ أو 0.7٪). وتم اختيار الرومانشية من خلال الدستور الاتحادي كلغة رسمية للبلاد وكلغة وطنية إلى جانبالألمانيةوالفرنسيةوالإيطالية من (المادة 4 من الدستور)، وتتواصل السلطات مع المواطنين باللغةالرومانشية من (المادة 70 من الدستور)، ولكن القوانين الاتحادية والأفعال الرسمية الأخرى لا تحتاج إلى أن صدر مرسوم بهذه اللغة. وتلتزم الحكومة الاتحادية بالتواصل باللغات الرسمية، وفي البرلمان الاتحادي تستخدم الترجمة الفورية من وإلىاللغة الألمانيةوالفرنسيةوالإيطالية.[91]
الرسم البياني الديمغرافي يبين التوزيع العمري في سويسرة. الماس الأزرق يمثل مجموع السكان بالآلاف، مثلثات خضراء تمثل المواطنين السويسريين فقط (بالآلاف) والدوائر الحمراء تمثل السكان الأجانب بالآلاف. "بيانات إحصائية صادرة عن المكتب الاتحادي السويسري عام 2007".
تسودالألمانية كلغة يتحدث بها في سويسرة وهي في الغالب مجموعة من اللهجاتالألمانية التي تعرف باسم الألمانية السويسرية، ولكن التواصل الكتابي عادة يستخدم معيار السويسرية الألمانية، في حين أن الغالبية العظمى من القنوات الإذاعية والتلفزيونية تستخدم اللغة الألمانية السويسرية وكذلك (استخدام ازدواجية من لغة). وبالمثل هناك بعض اللهجات الفرنسية في المجتمعات الريفية في الجزء الناطق بالفرنسية والمعروفة باسم «سويسرة الروماندية»، وفي المنطقة الناطقةباللغة الإيطالية تستخدم لهجة من لومبارد. وعلاوة على ذلك فإن اللغات الرسمية (الألمانيةوالفرنسيةوالإيطالية) تستعير بعض المصطلحات غير مفهومة خارج سويسرة.[92] وفي المدارس السويسرية تعلم إحدى اللغات الوطنية بجانب اللغة التي يتحدث بها واجب على كل سويسري، حيث يفترض أن يتحدث كل شخص لغتين على الأقل، لا سيما أولئك الذين ينتمون إلى أقليات.[93]
الكثافة السكانية في سويسرة في عام 2016.
يشكل الأجانب من المقيمين والعمال المؤقتين نحو 22٪ من السكان.[94] نسبة 60٪ منهم منالاتحاد الأوروبي أو دول الافتا.[95] ويمثل الإيطاليين أكبر فئة من الأجانب بنسبة 17.3٪ من مجموع الأجانب السكان. ويليهمالألمان (13.2٪)، والمهاجرين منصربياوالجبل الأسود (11.5٪)، وكذلكالبرتغال (11.3٪).[95] فيما يمثل المهاجرون منسري لانكا، ومعظمهم من لاجئين التاميل السابقين، أكبر مجموعة من أصلآسيوي.[96] بالإضافة إلى ذلك أظهرت دراسة أجريت عام 2008 أن 30.6٪ من قاطني سويسرة الدائمين تتراوح أعمارهم بين 15 سنة أو أكثر، أي 196,5000 شخصاً، ثلث هذه الفئة من السكان (651,000) يحملون الجنسية السويسرية. أربعة أخماس الأشخاص ذوي خلفية الهجرة هم أنفسهم من المهاجرين (الجيل الأول من الأجانب فضلا عن المواطنين السويسريين المولودين والمتجنسين)، في حين ولد الخمس في سويسرة (الأجانب من الجيل الثاني وكذلك المواطنين السويسريين المولودين والمجنسين).[97] في عام 2000 أعربت المؤسسات المحلية والدولية عن قلقها إزاء ما اعتبروه زيادة في كراهية الأجانب، ولا سيما في بعض الحملات السياسية. ولاحظ المجلس الاتحادي أن «العنصرية للأسف موجودة في سويسرة»، لكنه أوضح أن نسبة عالية من المواطنين هم من الأجانب، وأكد على الانفتاح في سويسرة.[98]
عدد سكان سويسرة 1970-2005. بيانات من المكتب الإحصائي الاتحادي السويسري.
بلغ عدد المقيمين على الأراضي السويسرية 8,594,38 مليون نسمة في 2018[7] حيث بلغت نسبة الارتفاع 1.2% على مدى 15 شهرا.[99][100] وبلغ النموالديمغرافي ذروته في عام2008 حيث قدرت الزيادة ب 103.363 نسمة، وهو أعلى معدّل سجّل في سويسرة منذ عام1961، قبل أن يتراجعالنمو كثيرًا.[101] تبلغ نسبةالأجانب في سويسرة 23%، وهو ما يوازي 1.828.400 نسمة.[102] وفي2011 كان أغلبية الوافدين الجدد منالألمان (12.6%+)، يليهمالبرتغاليون (11.1%+)،والكوسوفيون (8.9%)، ثمالفرنسيون (4.4%)،والإرتيريون (2.6%).[103][104]
يعيش نسبة تتراوح بين الثلثين والثلاثة أرباع من السكان في المناطق الحضرية.[111][112] وتطورت سويسرة إلى حد كبير من بلد ريفي إلى بلد يضم أرقى المناطق الحضرية خلال 70 عاماً. ومنذ عام1935 كان للتنمية الحضرية قدر كبير من المشهد السويسري. وأثر هذا الزحف العمراني ليس فقط على الهضبة السويسرية ولكن أيضا على جورا وسفوحجبال الألب[113] وهناك قلق متزايد حول استخدام الأراضي.[114] ومع ذلك ومنذ بدايةالقرن 21، والنمو السكاني في المناطق الحضرية أعلى من في الريف.
تضم سويسرة شبكة كثيفة من المدن، تتكامل بها المدن الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وتتميز الهضبة السويسرية بكثافة سكانية عالية مع حوالي 450 شخصاً.[115] وأكبر المناطق الحضرية هيزيورخ،وجنيف،ولوزانوبازلوبرن حيث تميل تلك المدن إلى الزيادة السكانية.
سويسرةبلد علماني بطبيعته ولا يوجددين رسمي للدولة ولكن دستورها الفدرالي ما زال مُستهلا بعبارة «باسم الرب».[117] والديانة الشائعة فيها هيالمسيحية بكلا المذهبينالبروتستانتيوالكاثوليكي، ولكن الأغلبية في سويسرة هم من الكاثوليك 41.8% ثم البروتستانت 35.3%، وتوجد نسبة 11.1% لا تدين بعقيدة معينة.بالنسبةللإسلام فيشكل أتباعه 4.3% من السكان (أغلبهمكوسوفيون،بوسنيونوأتراك).والأرثوذكس الشرقيون 1.8% وهما من الأديان التي يتبعها أبناء الأقليات ومنهم المهاجرين إلى البلاد.[118]فيالاستقصاء الإحصائي التابع لليوروباروميتر "Eurobarometer"[119] وجد أن 48% من السويسريين المستقصاة آرائهم اعتبروا أنفسهم «مؤمنين بوجود إله»، فيما عبر 39% عن اعتقادهم في وجود «روح أو قدرة ما في الحياة». و 9%ملحدون فيما ذكر 4% أنهملا أدريون. وفي 2003 وجد غريللي "Greeley"[120] أن 27% من السكان لا يؤمنون بوجود إله. وتتوزع النسبة الباقية 4% على الجماعات المسيحية الأخرى وأتباع الدياناتاليهوديةوالبوذيةوالهندوسية.[6][121]
الدين في سويسرة في عام 2016
اعتباراً من تعداد عام2010 تعتبرالديانة المسيحية هي السائدة في سويسرة، وتنقسم بين الكنيسة الكاثوليكية (38.8% من السكان) ومختلف الطوائف البروتستانتية (30.9%). تحولتجنيف إلى البروتستانتية في1536، فقط قبل وصول جون كالفين هناك. ونتيجة للهجرة استحوذالإسلام على نسبة (4.5%)والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية على حوالي (2%) كديانات أقلية كبيرة.[122] ويشمل تعداد طوائف الأقلياتالمسيحية الأخرى النيو التقوى (0.44%)، خمسينية (0.28%، أدرجت معظمها في وشفايتزر)، المنهاجية (0.13%)، والكنيسة الرسولية الجديدة (0.45%)، شهود يهوه (0.28%)، الطوائف البروتستانتية الأخرى (0.20%)، والكنيسة الكاثوليكية القديمة (0.18%)، الطوائف المسيحية الأخرى (0.20%). الأقليات غير المسيحية هيالهندوسية (0.38%)،البوذية (0.29%)،اليهودية (0.25%)، و «الديانات الأخرى» (0.11%). وفي استطلاع يوروباروميتر 2010 وجد أن 44% من المؤمنين، 39% أعربوا عن اعتقادهم في «روح أو قوة الحياة» و 11% ملحد. وفي استطلاع غريلي عام 2003 وجد أن 27% من السكان لا يعتقدون في وجد إله.[123]تاريخياً كانت الديانة السائدة في البلاد متوازنة بينالكاثوليكيةوالبروتستانتية، مع خليط معقد من الأغلبية في معظم أنحاء البلاد. أحد كانتون، أبنزل، تم تقسيمه رسميا إلى أقسامكاثوليكيةوبروتستانتية في عام 1597.[124] المدن الكبرى (برن،جنيف،زيوريخوبازل) يسود بها في الغالب البروتستانتية. وفي وسط سويسرة، وكذلك تيسان الكاثوليكية هي الديانة التقليدية.[125]
المجلس الاتحادي السويسري في عام 2016 مع الرئيس يوهان شنايدر آمان في (الوسط).
رسَّخ الدستور الفدرالي الأول لعام1848 الهياكل السياسية لسويسرة. لكن الأساطير الشعبية المُتداولة تقول إن تلك الهياكل تعود إلى زمن أقدم بكثير وتروي هذه الأساطير أن القرويين في سويسرة الوسطى تعهدوا عام1291 بإنشاء تحالف دائم جمع الكانتونات الثلاثة الأولى: يوري وشفيتس وأونترفالدن يعيش قرابة 650.000 سويسري وسويسرية خارج وطنهم ويعادل حجم «سويسرة الخامسة» حجم ثالث أكبر كانتون في البلاد، من حيث عدد السكان.
ومنذ سنة2000، تُحدّد مادة خاصة في الدستور الفدرالي حقوق السويسريين المقيمين بالخارج وواجباتهم يحتفظ كل مواطن مغترب بإمكانية ممارسة حقوقهالسياسية من دون تحديد أو شروط. وللإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الفدرالية، يتوجب على المهاجرين السويسريين التوجّه إلى القنصليات والسفارات الأقرب لأماكن إقامتهم.
كما أنه من الواجب عليهم إعادة تسجيل أسمائهم بالقوائم الانتخابية في المجموعات المحلية، التي ينحدرون منها أو لآخِر مكان أقاموا فيه قبل سفرهم. ولا يمكن للمهاجر المشاركة في الانتخابات الكانتونية، ما لم ينص دستور الكانتون على ذلك، وهو ما لم يحصل إلا في إحدى عشر كانتوناً حتى الآن، وساهم الاقتراع عن بُعد في حل مشكلات كثيرة ولم يكن بإمكان السويسريين المقيمين في الخارج المشاركة في الاقتراع، إلا بالتوجه إلى مقار السفارات والقنصليات أو في مسقط الرأس، إذا ما صادفت الانتخابات وجودهم في البلاد لقضاء عطلة. وتواصل العمل بهذا الإجراء حتى سنة 1992.[127]
القصر الاتحادي فيبرن، هو المبنى الذي يسكنه أعضاء الجمعية الاتحادية السويسرية (البرلمان الاتحادي)، والمجلس الاتحادي السويسري (السلطة التنفيذية).
سمحت نهاية الحرب الباردة لسويسرة بالقيام بدور أكثر نشاطاً على مستوى سياستها الخارجية.[128] لكن ذلك أصبح ينطبق أيضا على عدد من البلدان الصغيرة، وبذلك لم يعد الاختيار يقع بشكل تلقائي على سويسرة للقيام بدور «الوسيط» لحل النزاعات. رغم ذلك ما زالت سويسرة تحتضن العديد من المفاوضات الدولية، مثل محادثات التوفيق بين القبارصة اليونانيين والأتراك التي تمت تحت رعاية الأمم المتحدة، والمفاوضات بين حكومة سريلانكا والمتمردين التاميل.[129] ويظل عرضُ «المساعي الحميدة» من أبرز أهداف السياسة الخارجية السويسرية، التي تشمل أيضا الحفاظ على المصالح الاقتصادية للفدرالية،[130] والترويج لحقوق الإنسان والحكم الرشيد على المستوى الدولي، وحماية الموارد البيئية والطبيعية.[131] أما الجهود السويسرية الأكثر بروزا للعيان، فتتمثل في مشاريع المساعدات التنموية التي تركز عامة على الدول الأكثر فقراً، وتقوم على مبدأ مساعدة الدول على مساعدة نفسها.[132] تُنفق سويسرة أموال طائلة في مجال المساعدات الإنسانية، خاصة بعد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل حيث تتدخل هيئة المساعدات السويسرية في حالات الكوارث بفريق خبرائها المحنك. وتفتح هذه المساعدات الطارئة القصيرة المدى الباب لمشاريع طويلة المدى لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، وهي مشاريع تتولى إدارتها عادةالوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التابعة لوزارة الخارجية.[133]
يعطى الناخبون السويسريون الفرصة للتصويت في الاستفتاءات الفيدرالية بمعدل أربع مرات في السنة.[134] ومن الطبيعي أن يصوت الناخبون أيضاً على عدد من المواضيع المحلية والخاصة بالمقاطعة في يوم الاقتراع الفدرالي. وفي النصف الثاني من القرن العشرين، تدنى الإقبال على الاستفتاءات الفدرالية من 50-70% ليصل إلى معدل 40% مما يعكس تدن مشابه في الإقبال على الانتخابات الفيدرالية من 80% ليصل إلى 45%. ومن الآراء التي تشير إلى سبب هذا الإقبال المتدني نسبياً هو العدد الكبير من الاقتراعات التي يتاح للسويسريون التصويت عليها، ويعلل العديد بأن هذا عائد إلى أن نسبة عالية جداً من السكان ناشطون سياسياً أكثر مما يظهر بنسبة الـ 40%، طالما أن نسبة 40-45% من الناخبين المقترعين هم ليسوا نفس الأشخاص في كل فرصة استفتاء.[135]لعبت الديمقراطية المباشرة دوراً رئيسياً في تشكيل النظام السياسي السويسري الحديث. إلا أنه لا يزال من المهم مناقشة الأثر الحقيقي للديمقراطية المباشرة على المواضيع التشريعية، ذلك أنها في بعض الأقطار، هي من مسؤولية الممثلين المنتخبين.
ويجادل البعض بأن هذا الأثر كان محدوداً، ففي القرن الأول الذي تلى تمرير أول مبادرة (1891-2004)، جرى تمرير 14 مبادرة في سويسرة. ومع ذلك فإن النظر إلى هذه الإحصائية وحدها يتجاهل إلى حد كبير الأثر غير المُباشر للديمقراطية المباشرة. وبالرغم من فشل معظم المبادرات، إلا أن ذلك يزيد من ضغط الحملة لنشر الموضوع قيد الطرح ونشر المعرفة العامة عنه. كما يزيد إلى حد كبير من الضغط على الحكومة لتقديم إجراءات تتعامل مع هذا الموضوع، حتى لو لم يمكن مطلوباً بمقتضى استفتاء ناجح. لذا قد تكون المبادرة ناجحة في تحقيق بعض أهداف مؤيديها، حتى لو لم تكن ناجحة من حيث تمريرها. ويفسر هذا التوجه لماذا يتم تقديم العديد من المبادرات ولكنها تسحب لاحقا بسبب اختيار الحكومة في بعض الأحيان أن تتخذ إجراءات بشأنها قبل وصول المبادرة إلى مرحلة الاستفتاء.[136][137]
على مستوى التطبيق يمكنللشعب السويسري - أو «صاحب السيادة» مثلما يدعى الجسم الانتخابي أحياناً - أن يـقلب الموازين ويغير ما تطلبه الحكومة أو ما يصادق عليه البرلمان.[138] فور مصادقة البرلمان على قانون ما، وهو ما يعني أن القانون أصبح جاهزاَ لدخول حيز التطبيق، يحق للناخبين تجميع خمسين ألف توقيع على الأقل في ظرف لا يتجاوز 100 يوم لطرحاستفتاء شعبي يدعو إلى تعديل أو إبطالالقانون. وتعدُّ هذه الممارسة بمثابة مكبح في يد الشعب، الشيء الذي يفسر عملية الاستشارات الطويلة والشاملة التي تتم بينالأحزاب المعنية بالمواضيع المطروحة قبل عرض أي مسودة قانون على البرلمان.[139] ومن خلال التجربة الطويلة، أدركت الحكومة والبرلمان أن تلك الاستشارات الحذرة لا تضمن بالضرورة النجاح للمقترحات التشريعية. ويحق أيضاً لمجموعة منالكانتونات – شرط أن لا يقل عددها عن ثمانية - الدعوة إلى تنظيم استفتاء شعبي بشأن قضايا تخصهم. ورغم أن هذا الحق خُوّل للكانتونات قبل أكثر من قرن، إلا أنه لم يُستخدم للمرة الأولى إلا في عام 2003 عندما دعا 11 كانتوناً إلى استفتاء شعبي لرفض رزمة هامة من الإصلاحات الضريبية، وهو ما أيده الناخبون في ربيع العام الموالي برفضهم لتلك الإصلاحات.[140]
تصويت شعبي في جلاروس لعام 2013
لا تقتصر سلطة الناخبين على كبح التشريعات فحسب، بل تصل إلى حد إقرار تشريعات جديدة.[141] يكفي لذلك تجميع المائة ألف توقيع الضرورية لطرح مبادرة شعبية تهدف إلى تعديلالدستور أو إضافة مواد إليه. وتمنح للناخبين مهلة ثمانية عشر شهراً لتجميع التوقيعات اللازمة. وخلال تلك الفترة، نادراً ما تتقدم الحكومة بمشروع «مضاد» لا يدعو بالضرورة إلى رفض المبادرة الشعبية، إذ عادة ما تقترح صيغة بنفس المعنى، لكن أكثر واقعية على المستويين السياسي والتطبيقي. ومنذ عام 1848 طرحت على الناخبين السويسريين 160 مبادرة شعبية تمت الموافقة على 15 منها فقط.[142]
ويفترض أن يكون لأي مبادرة شعبية علاقة بالمسائل الدستورية، سواء تعلق الأمر بإبطال مادة أو إدخال بند جديد. لكن في الواقع، لا يلتزم الناخبون تماماً بهذا المبدأ، بحيثُ أن العديد من المبادرات الشعبية التي طرحت في العقود الأخيرة ارتبطت بمواضيع أخرى مثل حظرالماسونية أو تصديرالأسلحة. أما التوقيع على المعاهدات الدولية الدائمة مثل الانضمام إلىالأمم المتحدة، فيخضع بدوره لإرادة الناخبين. وفي حالات كثيرة يكون فيها تنظيم الاستفتاء اختيارياً، تبادر الحكومة باقتراح تنظيم استفتاء شعبي حتى لا تترك مجالاً لمعارضي الإصلاحات للقيام بحملة صاخبة.[143]
شعار الجمعية الاتحادية السويسرية (البرلمان السويسري).
سنُّ التشريعات الوطنية، مهمة مُلقاة على عاتق البرلمان الفدرالي في برن، الذي يجتمع كل عام خلال أربع دورات (خريفيةوشتويةوربيعيةوصيفية) تتواصل كل واحدة منها ثلاثة أسابيع. وقد يؤدّي ضغط العمل أو اندلاع أزمة ما إلى عقد دورات إضافية تستغرق بضعة أيام. ويتميز عمل البرلمانين، سواء فيمجلس النواب أومجلس الشيوخ، بالاندراج فيما يُسمى بنظامالميليشيات، أي أن شغل منصب في البرلمان لا يعد مهنة في حد ذاتها، بل هو عمل يزاوله البرلمانيون إلى جانب مهنتهم الرئيسية خارج قبة القصر الفدرالي. يتكون البرلمان من غرفتين تتواجدان في نفس المبنى. يضم مجلس النواب الذي يمثل الشعب 200 مقعداً (تُوزعُ تبعاً لحجم السكان في كلكانتون)، بينما يضم مجلس الدّويلات (مجلس الشيوخ) الذي يمثل الكانتونات 46 عضواً (نائبان عن الكانتونات العشرين، ونائب واحد عن أنصاف الكانتونات الستة).[144]
قاعة المجلس الوطني السويسري
لا توجد غرفة عليا وغرفة دنيا، إذ يمكن طرحالقوانين التشريعية على أيّ من الغرفتين، لكن المصادقة على نفس نص مسودة المشروع المعروض، يجب أن تتم من طرف الغرفتين. يُنتخب مجلس النواب بالتمثيل النسبي، بينما ينتخب مجلس الشيوخ بنظام الأغلبية. لكل كانتون كامل ممثلان في مجلس الشيوخ وممثل واحد لكل نصف كانتون. وتحدِّد الكثافة السكانية لكل كانتون عدد ممثليه في مجلس النواب في العاصمة الفدراليةبرن. تعد الحكومة وتعرض مُعظم مسودات القوانين على البرلمان، لكن جميع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ يتمتعون بالحق الفردي في طرح مذكرة أو مشروع قانون أو مقترحات ملزمة أو غير ملزمة أو أسئلة بسيطة. فضلاً عن ذلك يخصص البرلمان جلسة أسبوعية ترد فيها الحكومة على الأسئلة الكتابية التي تقدم بها النواب والشيوخ. رغم حصول النساء على حق التصويت منذ 1971 على المستوى الفدرالي، ما زال تمثيلهن في البرلمان يحوم حول 25%، مع أنهن يمثلن أكثر من نصف السكان في الفدرالية. يبدو النظام السويسري إذا ما تم النظر إليه من الخارج، أشبه ما يكون بديمقراطية برلمانية نموذجية. لكن ما يجعل من الفدرالية حالة خاصة، هو عدم تمتع الوزراء والبرلمانيين السويسريين بنفس سلطات نظرائهم في دول مثلالولايات المتحدة الأمريكيةوبريطانياوفرنسا.[145]
أول سبعة أعضاء للمجلس الاتحادي في انتخابات عام1848
السلطة التنفيذية مُخولة لأعضاء الحكومة السبعة الذين يُشكلون ما يُـسمى حرفيا بـ «مجلس الحكم الفدرالي» (الحكومة الفدرالية). يتم انتخاب الأعضاء، وإعادة انتخابهم لأكثر من مرة من طرف مجلسي النواب والشيوخ. ونادرا جدا ما تتم إقالة عضو في الحكومة من منصبه من قـِبَل البرلمان الفدرالي (بغرفتيه) فيبرن. تـُجرى الانتخابات لتجديد البرلمان كل أربعة أعوام. وليس غريبا أن يظل أعضاء الحكومة في مناصبهم الوزارية لمدة تستغرق عشر سنوات أو أكثر، رغم أن معظمهم ينتقل من وزارة لأخرى خلال فترة الاعتماد. نظريا، يمكن لأيسويسري راشد أن يُصبح عضوا في الحكومة. لكن على المستوى التطبيقي، تبدو العضوية في أحد الأحزاب الأربعة المُمـَثلة في الحكومة منذالحرب العالمية الثانية فرصة النجاح الوحيدة للالتحاق بالحكومة.
في عام1959، اعتمد تحوير حكومي يُسمى بـ «المعادلة السحرية»: 2-2-2-1، أي مقعدان في الحكومة للحزب الراديكالي ومقعدان للحزب الاشتراكي ومقعدان للحزب الديمقراطي المسيحي ومقعد واحد لحزب الشعب السويسري، الذي كان يُدعى آنذاك «حزب المزارعين والحرفيين».
توزيع المقاعد الحكومية عكس في الواقع القوة التناسبية لأبرز الأحزاب في البرلمان. وقد أدى النمو المتزايد لحزب الشعب السويسري (يمين متشدد) خلال الدورتين التشريعيتين الأخيرتين إلى تخلي الحزب الديمقراطي المسيحي عن مقعد في الحكومة لصالح حزب الشعب بعد الانتخابات التشريعية لعام2003. وفي حدث نادر عقب تلك الانتخابات، وبعد صراع داخل حزبها (الحزب الديمقراطي المسيحي - وسط يمين)، اضطرت وزيرة العدل والشرطة روت ميتسلر إلى مغادرة الحكومة بعد أربع سنوات فقط من تنصيبها، وحل محلها كريستوف بلوخر، أبرز رموز حزب الشعب السويسري. وبذلك، ضمت «الصيغة السحرية» للحكومة للمرة الأولى منذ اعتمادها، مقعدين لحزب الشعب السويسري ومقعدا واحدا فقط للحزب الديمقراطي المسيحي، مما يدل على أن الحكومة السويسرية ما زالت تعكس القوة التناسبية للأحزاب.
من المبادئ الأساسية للحكومة السويسرية المُكونة من أربعة أحزاب تحقيق التوافق بينها وإظهارُ ذلك أمامالبرلمانوالشعب. ويتم غالبا التوصل إلى ذلك التوافق بعدنقاش طويل ومعمق. وليس نادرا أن يـُضطر بعض الوزراء إلى تمثيل سياسات الأغلبية في الحكومة، دون أن يعني ذلك بالضرورة أن تلك السياسات تتوافق مع وجهة نظرهم الخاصة، إذ يحدث مثلا أن يتعارض موقف وزير ما من بعض القضايا مع موقف الحزب الذي ينتمي إليه. لكن سويسرة لا تتوفر علىحكومة إئتلافية، ولا يوجد بالتالي أي برنامج مُتفق عليه من طرف أحزاب مختلفة ولا يمكن أن تخضع الحكومة للضغط من قبل تحالفات حزبية. ما يشبه في سويسرة طبيعة عملحكومة ائتلافية، هو إعداد الوزراء لتقرير مُشترك، لكن غير مُلزم، يعرض الأهداف الحكومية للدورة التشريعية التي تتواصل أربعة أعوام. وقد حاول البرلمان في السنوات الأخيرة، الضغط على الحكومة من أجل تقديم برنامج تشريعي حقيقي، لكن مسعاه باء بالفشل.
تشكيل المجلس الاتحادي من قبل الأحزاب السياسية من عام1919 حتى عام2011
رغم عدم تقاضيهم لرواتب خيالية، يظل دخل الوزراء السويسريين جيدا إذ يناهز 400 ألف فرنك في العام. ويتمتع أعضاء الحكومة بمقام اجتماعي عال. ومع ذلك، ليس غريبا مصادفتهم في الأماكن العامة أو فيوسائل النقل العمومية التي يستقلونها في بعض الأحيان للذهاب إلى العمل. غير أن الحصول على مقعد في الحكومة ليس مأمورية سهلة. فالنظام السويسري يقوم على قوانين مكتوبة وأخرى تقليدية مُتفق عليها فقط، لكن لها وزن أكيد. ووفقا للقواعد التقليدية التي حرص البرلمان دائما على احترامها، هنالك سعي جاد لمراعاة التوازن بين مختلف الأحزاب والمناطق اللغوية السويسرية في الحكومة. يكفي أن يصل المرشح إذن في الوقت المناسب ومن المنطقة المناسبة والحزب المناسب.
تشكيل المجلس الوطني من قبل الأحزاب السياسية من عام1919 حتى عام2019
تعكس التشكيلة الحكومية توازنا بينالمناطقواللغاتوالديانات والأحزاب. ومن القواعد التقليدية غير المكتوبة أيضا والسارية المفعول، الحرصُ على تمثيل أكبـرِ الكانتونات،زيورخوبرنوفود، في الحكومة الفدرالية. توازن حكومي وقد يعني ذلك أن كانتونات مثلجنيف (الكانتون السويسري الأكثر شهرة على المستوى العالمي) يـُمكن أن تُـقصى من التمثيل الحكومي لمدة عقود. كذلك الشأن بالنسبةلكانتون تيتشينو الجنوبي (وهو المنطقة الوحيدة التي تتحدث غالبية سكانهبالإيطالية) الذي لم يشغل مقعدا في الحكومة منذ عدة سنوات. الأمر الذي يعزز حظوظ أي ترشح مستقبلي من تيتشينو. ويَعـتـبرُ بعضالسويسريين انفرادَ البرلمان بانتخاب أعضاء الحكومة ظاهرة شاذة. ونـجم عن ذلك الاستياء بعض الجهود المتواضعة التي دعت إلى مناقشة إمكانية انتخاب الوزراء مباشرة من قبل الشعب. وعزَّز المقترح ما أقدم عليه البرلمان عندما استغنى في نهاية عام2003 عن الوزيرة روت ميتسلر وعوضها بكريستوف بلوخر. لكن تغييرا بذلك الحجم سيعني «حرمان» البرلمان الفدرالي من سلطات يحرص عليها شديد الحرص، ومن بين هذه السلطات «تعمده» انتخاب حكومات ضعيفة نسبيا في معظم الأحيان.
تقليديا تتجنب سويسرة التحالفات التي قد تنطوي على الأعمال الاقتصادية أو العسكرية أو السياسية، وكانت محايدة منذ نهاية توسعها في1515. واعترف بسياستها الحيادية دولياً فيمؤتمر فيينا عام1815.[146][147] حتى عام2002 لم تصبح سويسرة عضواً كامل العضوية فيالأمم المتحدة[146]، وكانت أول دولة في الانضمام إليه عن طريق الاستفتاء. وتقيم سويسرة علاقات دبلوماسية مع جميع البلدان تقريباً، وعملت تاريخياً كوسيط بين الدول الأخرى[146] وهي ليست عضواً فيالاتحاد الأوروبي حيث رفض الشعب السويسري باستمرار العضوية مبكراً منذ عام1990.[146] ويتخذ عدد غير عادي من المؤسسات الدولية من سويسرة مقراً لمكاتبها سواء الرئيسية أو الفرعية بسبب سياستها الحيادية. وتعدجنيف هي مهد حركةالهلال الأحمر في اتفاقياتجنيف للصليب الأحمر، ومنذ عام2006، تستضيف مجلسالأمم المتحدةلحقوق الإنسان.
مونوتشروماتيكالي عكس العلم السويسري أصبح رمزاً "حركة الصليب الأحمر"، أسسها هنري دونان عام 1863.
وعلاوة على ذلك، توجد العديد من الاتحادات الرياضية والمنظمات في جميع أنحاء البلاد، مثل الاتحاد الدولي لكرة السلة فيجنيف، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فينيون، والاتحاد الدولي لكرة القدم واتحاد هوكي الجليد الدولي فيزيوريخ، والاتحاد الدولي للدراجات في إيغل،واللجنة الأولمبية الدولية فيلوزان.[148]
أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (التي عرفت بالجماعة الأوروبية قبل 1993), تظلل وفقاً لتاريخ الانضمام (الأقاليم خارج النطاق الأوروبي غير معروضة)
صوتت سويسرة ضد العضوية في المنطقة الاقتصادية الأوروبية في استفتاءديسمبر عام1992، وحافظت على علاقاتها معالاتحاد الأوروبيوالدول الأوروبية من خلال الاتفاقات الثنائية. فيمارس2001 رفض الشعب السويسري في تصويت شعبي بدء مفاوضات الانضمام إلىالاتحاد الأوروبي. وفي السنوات الأخيرة تقاربت ممارسات سويسرة الاقتصادية إلى حد كبير مع تلك فيالاتحاد الأوروبي في نواح كثيرة، في محاولة لتعزيز قدرتها التنافسية الدولية. وقد نمى الاقتصاد إلى حوالي 3٪ سنوياً. وتظل العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي هو هدف طويل الأجل لبعض أعضاء الحكومة السويسرية، ولكن هناك رفض شعبي كبير ضد هذا الاتجاه بدعم من حزب المحافظين بقيادة نائب الرئيس الأول. وتميل المناطق الناطقة بالفرنسية الغربية والمناطق الحضرية في بقية البلاد إلى أن تكون أكثر تأييداً لفكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنها فكرة بعيدة عن المناطق كثيفة السكان.[149]
أنشأت الحكومة مكتب التكامل في إطار وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الشؤون الاقتصادية للحد من الآثار السلبية لعزلة سويسرة عن بقيةأوروبا، ووقعتبرن وبروكسل سبعة اتفاقات ثنائية لزيادة تحرير العلاقات التجارية. تم توقيع هذه الاتفاقيات في عام1999 ودخلت حيز التنفيذ في عام2001. وشملت السلسلة الأولى من الاتفاقيات الثنائية حرية تنقل الأشخاص. وتم التوقيع على سلسلة ثانية تغطي تسع مناطق في عام2004 تشمل معاهدة شنغن واتفاقية دبلن. فيما استمرت المناقشة حول فتح مجالات أخرى للتعاون.
في عام2006 أنفقت سويسرة 1000 مليون دولار من الاستثمارات الداعمة للبلدان الأوروبية الجنوبية والوسطى الأكثر فقراً بهدف دعم التعاون والعلاقات الإيجابية فيالاتحاد الأوروبي ككل. فيما يخطط لاستفتاء آخر في الآونة الأخيرة للموافقة على 300 مليون فرنك لدعمرومانياوبلغاريا. في بعض الأحيان زادت ضغوط الاتحاد الأوروبي والضغوط الدولية على سويسرة للحد من السرية المصرفية ورفع معدلات الضرائب إلى مستوى يعادل المعمول به داخل الاتحاد الأوروبي.
كما يتم فتح مناقشات تحضيرية في أربعة مجالات جديدة في سوق الكهرباء، والمشاركة في مشروع غاليليو الأوروبي للشبكات، بالتعاون مع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والاعتراف بشهادات المنشأ للمنتجات الغذائية.[150][151]في27 نوفمبر2008 أعلن وزراء الداخلية والعدل منالاتحاد الأوروبي في بروكسل انضمام سويسرة إلى منطقة خالية منجواز سفر شنغن في الفترة من12 ديسمبر2008. فيما ستبقى نقاط التفتيش الحدودية البرية لمراقبة حركات السلع.[152]
اتفاقية جنيف الأولى قد وقعت عام 1864.جنيف هي المدينة التي تحتضن أكبر عدد من المنظمات الدولية في العالم
سويسرةوالحياد مرادفان. فلا يمكن لهذا البلد الانضمام إلىتحالفات عسكرية إلا في حال تعرضه للهجوم. ولا يمكنه اللجوء إلىقواته إلا للدفاع عن النفس والحفاظ علىالأمن الداخلي. كما لا يمكنه اتخاذ موقف من النزاعات الدولية ولا إعطاء قوات أجنبية حق عبور أراضيه. يقتضي الحيادُ ضمنيا بالنسبة لسويسرة، الحياد المسلح، وهو ما يُفسرُ كفاحها الدائم من أجل الحفاظ على مستوى عالي لقواتها الدفاعية والإبقاء علىالخدمة العسكرية إجبارية في الدستور الفدرالي.[153] بعد نهايةالحرب الباردة، لم يعد الحياد ضرورة قصوى بالنسبة للدول الصغيرة. وفي ظل العولمة المتنامية، يصعب أكثر فأكثر الحفاظ على حياد حقيقي وتقليدي. فقد انضمت سويسرة إلىالأمم المتحدة يوم 10 سبتمبر 2002، رغم أنها شاركت بشكل تام على مدى عقود طويلة في نشاطات وكالات متخصصة، مثلمنظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة «يونسكو»ومنظمة الصحة العالميةومنظمة الأغذية والزراعةومنظمة العمل الدوليةوصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسف». واستدعى انضمام سويسرة إلى الأمم المتحدة تنظيم استفتاء شعبي صوّت فيه 55% من الناخبين لصالح العضوية.
التوقيع على اتفاقية جنيف الأولى من نوعها من قبل بعض القوى الأوروبية الكبرى في عام 1864.
اعتمدعلم سويسرة في 12كانون الأول -ديسمبر سنة 1889. والعلم السويسري مشابه لعلمالصليب الأحمر ولكن بعكس الألوان حيث يكونالصليب الموجود في العلم السويسري باللون الأبيض على خلفية حمراء اللون. يزين العلم السويسري ذو الصليب الأبيض والخلفية الحمراء العديد من المنتجات، من قمصان وأحزمة وأواني وسكاكين وتذكارات بأشكال مختلفة. ولكنه يظل بالدرجة الأولى رمزاً لتمسك أبناء الفدرالية بوطنهم وتاريخهم وقيمهم.
تتكونالقوات المسلحة السويسرية من القوات البرية والقوات الجوية، ويشكل الجنود المحترفين حوالي 5٪ فقط من الأفراد العسكريين، والنسبة الباقية هي من المواطنين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 20-34 سنة (وفي حالات خاصة تصل إلى 50 سنة). ولكونها بلد غير ساحلي، فليس لديها قوات بحرية، ولكن على البحيرات المتاخمة لدول الجوار تستخدم زوارق دورية عسكرية مسلحة. ويحظر على المواطنين السويسريين الخدمة في الجيوش الأجنبية، مع استثناءالحرس السويسري فيالفاتيكان، أو إذا كانوا مواطنين مزدوجي الجنسية من بلد أجنبي ومقيمين هناك.
ينص هيكل نظام الميليشيات السويسري على احتفاظ الجنود بأسلحتهم الشخصية التي استخدموها بالجيش من المعدات بمنازلهم. وأعربت بعض المنظمات والأحزاب السياسية عن أن هذه الممارسات مثيرة للجدل.[158] وترتبط الخدمة العسكرية الإلزامية بجميع المواطنين السويسريين الذكور فقط، فيما يمكن للمرأة أن تخدم طوعاً. عادة ما يحصل الذكور على أوامر التجنيد العسكري في سن الـ 19. ونحو ثلثي السويسريين الشباب ملائمين للخدمة فيما الثلث الباقي غير ملائم لشروط التجنيد، كما تتعدد أشكال الخدمة والبدائل المتاحة للشباب.[159] ويتم سنوياً تدريب ما يقرب من 20,000 شخص في مراكز تجنيد لمدة 18-21 أسبوع. اعتمد نموذج «جيش القرن الحادي والعشرين» عن طريق التصويت الشعبي في عام2003، والذي حل محل النموذج السابق «جيش 95»، كما تم حد عدد المنضمين من 400,000 إلى حوالي 200,000. ومن بين هؤلاء، 120,000 جنود نشطة ومدربة و80،000 هم احتياطيات غير مدربة.[160]
بسبب سياسة سويسرة الحيادية، فإن الجيش السويسري لا يشارك حالياً في الصراعات المسلحة في البلدان الأخرى، ولكن هو جزء من بعض بعثاتقوات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم. منذ عام2000 حافظت إدارة القوات المسلحة على نظام لجمع المعلومات الاستخبارية ورصد الاتصالات.[161]
في أعقاب نهايةالحرب الباردة كانت هناك عدة محاولات للحد من النشاط العسكري أو حتى إلغاء القوات المسلحة تماماً. وفي26 نوفمبر1989 أجري استفتاء شهير على هذا الموضوع، أطلقته جماعة مناهضة للعسكرية، وقد صوت حوالي ثلثي الناخبين ضد هذا الاقتراح.[162][163] وعقد استفتاء مماثل عقبهجمات 11 سبتمبر فيالولايات المتحدة، وصوت أكثر من 78٪ من الناخبين ضده.[164]
تعتبر سويسرا أحد أكثر الاقتصادات القوية في العالم.[165] فعلى الرّغم من مساحتها المحدودة وعدم توفُّرالمواد الخام بأرضها، إلا أن سويسرا تشهَد نجاحاًاقتصادياً مرمُوقاً في المجاليْن الصناعي والمالي. ونظراً للظروف الاقتصاديةوالسياسية الإيجابية، تتخّذ العديد من الشركات متعدِّدة الجنسيات من سويسرا مقرّاً لها. وتبقى البلد معتمدة كثيرًا على استيراد المواد الأولية والمُنتجات شِبه المصنعة والمنتجات الجاهزة، إضافة إلىالطاقةوالمواد الغذائية.[166][167]
أماالزراعة، فإنها موجّهة بشكل أساسي نحو تربيةالمواشي وإنتاجالألبان. وتحقِّق البلاد نجاحات كبيرة في مجالات أخرى، مثلزراعة الحبوبوالعِنبوالفواكه. كما أن لسويسرا حضور فيالتجارة الدولية من خلال تربية المواشي وإنتاج الألبان، وتتمتّع بالإضافة إلىالمزارع الكبيرة، بالعديد من المزارع الصغيرة وما دون الصغيرة. فيما يهدد غزْو منتجات الأسواق الأجنبية يجعل الفِلاحة السويسرية أمام تحدٍّ ليس بالسّهل.[168][169][169]).تتميز الصناعة السويسرية بالمُنتجات عالية الجودة، وتُعتَبر المصانع الصغيرة والمتوسِّطة أهم القطاعات الصناعية في البلاد. ويتِم تصدير جُزء كبير من المنتجات الصناعية. ومن أهم المجالات الصناعية والحِرفية:تصنيع المعادن وصناعة الماكيناتوالآلاتوصناعة الساعاتوالأدويةوالكيماويات والمواد الغذائية وصناعة المنتجات الفاخرة وصناعةالبناء والتشييد. كما يوجد على رأس صناعة الماكينات والآلات: صناعةالأجهزة الكهربائيةوآلات النسيج ووحدات ومراكز إنتاجالطاقةوالقاطراتوالمصاعد والصناعات الدقيقة، فضلاً عن تزايُد أعداد الشركات التي تهتَم بصناعةالتكنولوجيا الجديدة (بما في ذلك التكنولوجيا البيئية وتكنولوجيا النانو).
أما عن قطاع الخدمات السويسري فهو في غاية التطوّر. فهناكالبنوك وشركات التأمين، والتي تُزاول نشاطها على مستوى دولي. وتجيد سويسرا فنّ صناعةالسياحة، إذ تحتلّ السياحة هي الأخرى مكانة مرموقة، ولها اعتباراتها المتميِّزة، من تنوع فيالمواقع الطبيعية إلى تعدّد أماكن ممارسةالرياضات المختلفة، بالإضافة إلىالمطاعم التي تقدِّم أطيب وأشهىالأكلات المتميِّزة، كل ذلك جعل من سويسرا مكاناً ممتعاً لقضاءالعطلات والقيام بالرحلات، واستقطاب أعداداً غفيرة من السياح. ومن جانب آخر فإن سويسرا منْخرِطة كثيرًا في مجال التجارة الدولية، لدرجة أنها أصبحت تحقِّق حالياً نصف أرباحها في الخارج، أما أهم شركائها التجاريِّين فهي دولالاتحاد الأوروبي ودولالسوق الأوروبية المشتركةوالولايات المتحدة الأمريكيةواليابانوالصين. وهنالك تقدُّم على جبهةالمحيط الهادي، حيث تظهر الأسواق الجديدة الآخِذة في التوسّع. وفي عام2008 بلغت قيمة الصادرات السويسرية 216,3 مليارفرنك، بينما بلغت قيمة السلع المُستوردة 197,4 مليار فرنك، وبذلك يكون قيمة الفائض التجاري نحو 18,9 مليار فرنك.
الواردات في عام 2010
الصادرات في عام 2010
مخطط بياني لاستيراد وتصدير المنتجات السويسرية عام 2010.
وطبقاً لتقرير التنافسية العالميةللمنتدى الاقتصادي العالمي، فإناقتصاد سويسرا يعتبر الأكثر قدرة على المنافسة في العالم،[170] في حين صنفت من قبلالاتحاد الأوروبي بوصفها البلد الأكثر ابتكارا فيأوروبا.[171] وطوال فترة كبيرة من القرن 20، ظلت سويسرا هي أغنى دولأوروبا وبفارق كبير عن باقي الدول (طبقاً للناتج المحلي الإجمالي - للفرد الواحد).[165] في عام2005 قدر متوسط دخل الأسرة في سويسرا بـ 95,000فرنك سويسري، أي ما يعادل تقريباً 100,000دولار أمريكي. تتمتع سويسرا أيضاً بأحد أكبر أرصدة الحسابات فيالعالم كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
سويسرا هي موطن عدة شركات ضخمة متعددة الجنسيات. وأكبر الشركات السويسرية من ناحية الإيرادات هي جلينكور، جونفور،نستله،نوفارتس، هوفمان-لاروش، شركةأي بي بي، مجموعة ميركوريا الطاقة وأديكو، هي يو بي إس إيه جي، زيوريخ للخدمات المالية، بنك كريدي سويس، باري كاليبو، سويس ري،تترا باكومجموعة سواتش.أما أهم قطاع اقتصادي في سويسرا فهو التصنيع الذي يتمثّل إلى حد كبير في إنتاجالمواد الكيميائية المتخصصة،والصحةوالأدوية والسلع وأدوات القياس الدقيقةوالآلات الموسيقية. وتحتل المواد الكيميائية المرتبة الأولى من المواد المصنّعة المُصدّرة بنسبة 34٪ من السلع المصدرة. بينما يصل تصدير الخدمات إلى ثلث الصادرات،[172]والآلاتوالإلكترونيات بنسبة (20.9٪)، والأدوات الدقيقة (الساعات) بنسبة (16.9٪).
المنطقة الكبرى في زيوريخ يقطنها 1.5 مليون نسمة يوجد فيها 150،000 شركة، وهي إحدى أهم المراكز الاقتصادية في العالم.
يعمل حوالي 3.8 مليون شخص في سويسرا، منهم حوالي 25٪ من الموظفين الذين ينتمون إلى نقابات عمالية حسب إحصائيات عام2004.[173] ويعتبر سوق العمل في سويسرا أكثر مرونة من أسواق العمل بدول الجوار، أما معدلالبطالة بالدولة فهو منخفض جداً، والذي ارتفع من مستوى منخفض بلغ 1.7٪ في شهريونيو2000 إلى ذروته التي بلغت 4.4٪ فيديسمبر2009.[174] ونتيجة لارتفاع معدل الهجرة زادالنمو السكاني بشكل عالي جداً، فوصلت نسبة السكان من أصول أجنبية إلى 21.8٪ حسب إحصاءات2004.[172]
تعتمد سويسرا اقتصاد القطاع الخاص إلى حد كبير بالإضافة إلىالمعدلات الضريبية المنخفضة وفقا لمعاييرالعالم الغربي؛ وتعد سويسرا مكان سهل نسبياً للقيام بأعمال تجارية، وتحتل المرتبة 28 حالياً من بين 178 دولة في مؤشر سهولة ممارسة أنشطة الأعمال. تباطأ نمو سويسرا خلال عام1990 وعاد للارتفاع خلال عام1993 نتيجة لاعتماد قدر أكبر من الإصلاحات الاقتصادية والتوجه للانسجام معالاتحاد الأوروبي.[175] وفقا لبنك كريدي سويس، يمتلك حوالي 37٪ من السكان منازل خاصة بهم، وهي واحدة من أدنى معدلات ملكية المنازل فيأوروبا حيث يصل مستوى أسعار المنازل والمواد الغذائية إلى 171٪ و 145٪ طبقاً لمؤشر-25 الصادر عنالاتحاد الأوروبي في عام 2007، مقارنة بـ 113٪ و104٪ في ألمانيا.[176][177]
ساهمتالسياسات الحمائية الزراعية بالفدرالية إلى استثناء سويسرا مننظام التجارة الحرة مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.[172] ومع ذلك، القوة الشرائية المحلية هي واحدة من الأفضل في العالم.[178][179][180] وبصرف النظر عنالزراعة، فإن الحواجز الاقتصادية والتجارية بين الاتحاد الأوروبي وسويسرا في أدنى معدلاتها، ووقعت سويسرا اتفاقات للتجارة الحرة في جميع أنحاء العالم، وهي عضو فيرابطة التجارة الحرة الأوروبية (الافتا).
يعملُ عدد كبير من الشركات النشطة فيالبورصة في حقلالهندسة الكهربائيةوالميكانيكية الذي يتصدر القطاع الصناعي في سويسرا.[187] ومعظم الشركات متُخصصة للغاية ونشيطة في مجال التصدير. يعمل بتلك الشركات 2.3 مليون عامل، 66.6% منهم لا يشتغلون في وظائف حكومية. كما لا يزيد عدد الشركات التي يتجاوز عدد أماكن العمل لديها 250 وظيفة عن 0.4% من الشركات السويسرية، لكنها تمثل 33.4% منالقوة العاملة. وتُنتج شركات الهندسة الكهربائية والميكانيكية في الغالب بضائع مثل الأدوات الآلية الدقيقة، والتجهيزات الإلكترونية التي لا تحظى بشهرة على مستوى محلي، بل تُصدر لقطاعات صناعات الإنتاج الكثيف في مختلف أنحاء العالم.[187]
تقوم المصانع الهندسية السويسرية بأكثر من 40% من قيمة إجمالي الصادرات الوطنية. وتعود أصولها لحقبة تصنيع إنتاجالنسيج. فقد تمكنت آلات النسج والغزل السويسرية من اكتساح جزء واسع من السوق العالمية. وإن كان إنتاج النسيج في سويسرا هزيلاً من الناحية الكمية، إلا أن الآلات المتخصصة، بما فيها الآلات المُستعملة في مجال المراقبة الكهربائية ما زالت تحظى بمكانة كبيرة في السوق العالمية.[187] إلى فترة قريبة كانتالمصانع في سويسرا تُنتج تجهيزات هندسية ثقيلة، مثلسُفن «سولزر» التي تعمل بمحركات الديزل،ومحطات توليد الطاقة، وكانت البلاد تنتج قبل ذلكمحركات السيارات والشاحنات ذات الجودة العالية التي كان يتم تصديرها بشكل واسع.[187]
وقد فتحت الآلات الثقيلة الطريق أمامالاستثمار في منتجات أكثر تخصصاً. ومن الصناعات التي تحتل فيها الشركات السويسرية إحدى مراتب التصدير الخمس الأولى على المستوى العالمي آلات النسيج، وآلاتتصنيع الورقوالطباعة، وصيانة السلع عند حزمها وتعبئتها، والأدوات الميكانيكية، وتجهيزات الوزن والقياس. وتُستعمل الكثير من المُنتجات السويسرية في صناعة المحركات في مختلف أنحاء العالم، مثل المُفجرات النارية الصغيرة التي تنفخ الأكياس الهوائية «إيرباغز» لحماية ركاب السيارات من أذى الصدمات، أو تجهيزات العزل الصوتي المتطورة.[188]
تُصنعالساعات السويسرية عموماً في معامل صغيرة في منطقة «هلال تصنيع الساعات» التي تمتد منجنيف إلى مرتفعات الجورا شمال غربي سويسرا، وفي مدينةشافهاوزن على ضفاف نهر الراين شمال شرقي البلاد. وتتواجد المراكز الرئيسية لصناعة الساعات -باستثناء جنيف- فينوشاتيل وبيين وغرانحوالي. عرفت صناعة الساعات السويسرية أوجها مع نهايةالحرب العالمية الثانية التي دمرت معظم شركات الساعات فيأوروبا. ولم تكناليابانوالولايات المتحدة آنذاك منافسين بعد لسوق الساعات السويسرية. وعلى مدى عقود طويلة مثلت صناعة الساعات السويسرية نصف الإنتاج العالمي تقريباً.[189] وفي بداية التسعينات كادت ساعات الكوارتز الآسيوية الرخيصة تدمر صناعة الساعات السويسرية رغم أن ساعات الكوارتز اختُرعت أصلا في مدينة نوشاتيل. لكن عمليات إعادة الهيكلة التي عرفها قطاع صناعة الساعات السويسرية عبر اندماج أكبر شركتين منتجتين للساعات، أدت إلى إنتاج (إن لم يكن اختراع) ساعات «سواتش» الشهيرة. وخلافاً لكافة التوقعات سجلت الساعات الميكانيكية أيضاً عودة ناجحة في الأسواق. وفي سويسرا قد يمتلك الشخص حالياً ساعة عادية لسائر الأيام وساعة أخرى تحمل إحدى أسماء الماركات الشهيرة. وتظل صناعة الساعات الفاخرة مجالاً سويسرياً بالدرجة الأولى. وبينما تُمثل ساعات الكوارتز زهاء 90% من إجمالي المبيعات، تُمثل الساعات الميكانيكية أكثر من 50% من قيمة صادرات الساعات السويسرية.[190]
يعود ارتفاعدخل الفرد في سويسرا إلى مستوى عال، نتيجةً لتنوع الأنشطة الاقتصادية حيث تُمارسالزراعة في الوديان المنخفضة وفوق الهضبة الوسطي، وتبلغ نسبة العاملين بالزراعة حوالي 4% منالقوة العاملة، وتنتج سويسرا 50% من حاجتها من المواد الزراعية، وأهم الغلاتالحبوب، مثلالقمحوالشيلم والجوداروالبطاطسوالفاكهة مثلالتفاحوالعنب وتربي الحيوانات في مناطق الزراعة، مما يزيد دخل المزارعين وتنشط حركةالرعي على سفوح الجبال في فصل الصيف.[191] وتشتهر سويسرا بمنتجاتالألبان، وتصدر للخارج كميات كبيرة، ولا تكفي الزراعة حاجة السكان، حيث تغطيالغابات مساحات كبيرة من الأراضي السويسرية، كما أن البلاد تفتقر إلىالموارد المعدنية، وهو نفس الوضع فيمواد الطاقة، إلا أنها غنيةبالقوة الكهربائية المولدة من المساقط المائية، وتشتهر بالصناعات الدقيقةكالساعات، الآلات الدقيقة، الأدوات الطبية،الكيميائيات والأدوات الكهربائية.[192] وتعتبر الصناعة دعامة الدخل القومي السويسري، وتشكل السياحة موردا هاما للدخل السويسري. إلى جانب تداولالأوراق المالية على مستوى العالم.[193]
تُعدالسياحة من مصادر الدخل التقليدية في سويسرا، رغم أن السويسريين الذين يسافرون إلى الخارج ينفقون تقريباً ما يُعادل نفقات السياح الأجانب الذين يزورون سويسرا، ويُعتبر القطاع السياحي ثالث أكبر صناعة تصديرية في البلاد بعد صناعةالحديد والهندسة والقطاع الصيدلي، إذ يوظف 250 ألف شخص.[194]
نشأ القطاع السياحي السويسري فيالقرن التاسع عشر. لكن المناظر السويسرية الخلابة كانت قد استقطبت منذالقرن السابع عشر - من خلال الكتب والفنون - نخبةً من المثقفين والمشاهير الأجانب. ازدهر القطاع السياحي السويسري لدى نشأته خلال فصلالصيف.[195] وفي أشهرالشتاء، كانت الثلوج الكثيفة تقف عائقاً أمام وصول الزوار. ومع ظهور النشاطات الرياضية الشتوية في أواخرالقرن التاسع عشر، خاصة فيبريطانيا، تحولت العطل الشتوية إلى موضة. وأصبحت اليوم عبارةُ «الموسم السياحي الضعيف» تشير فقط إلى بضعة أسابيع في موسميالربيعوالخريف.[196]
تلفريك "Rote Nase", في زيرمات.
تتوفر بسويسرا المنتجعات الصيفية والشتوية، والعديد من المنتجعات التي يمكن الاستجمام فيها في كِلا الموسمين. أما الفترة الفاصلة بين الشتاء والصيف، فتُملأ بسياحة المنتجعات الفاخرة وسياحة المؤتمرات. ومن أحدث صيحات الموضة السياحية، قضاء عطلة الاسترخاء والعافية "Wellness" بعد عطل نشطة مثل عطلالتزلج على الجليد أوتسلق الجبال. وتمزج تلك العطل بين الراحة والرياضة والرشاقة والرعاية التجميلية في فندق واحد أو مجموعة من المؤسسات. من النشاطات السياحية الأكثر شعبية لدى السويسريين في الآونة الأخيرة القيام برحلات قصيرة تستغرق يوماً كاملاً أو عطلة نهاية الأسبوع. وتعتمد تلك الرحلات في غالب الأحيان علىالسكك الحديدية في المناطق الجبلية ومراكب البحيرات. كما يكثر الإقبال على المطاعم الجبلية، وذلك على حساب قطاع الفنادق التقليدي.[197]
وادي إنجادين. يشكل السياحة دخلا هاما لمناطق جبال الألب أقل الصناعية.
لا توجد منطقة في سويسرا لا تتطلع إلى ممارسة نوع من النشاطات السياحية. تشمل الفروع الأساسية للقطاع السياحي المنتجعات الجبلية التي تعرض رياضة التسلق خلال فصل الصيف والتزلج في الشتاء. أما المنتجعات الواقعة على ضفاف البحيرات، فيقدم العديد منها رياضات مائية.[198]
وتعتبر الكثير من المدن السويسرية منتجعات في حد ذاتها، حيث أنها تتوفر على مناطق ريفية عديدة، خاصةً في جبال الجورا، كما توفر نشاطات سياحية متنوعة. تنظم معظم المناطق السياحية السويسرية نشاطات وتظاهرات لاجتذاب المزيد من الزوار.[199] وتأوي المدن الكبرى مؤتمرات ومتاحف توفر فرصة للاستجمام على ضفاف بحيراتها وفي الآن نفسه فرصة لالتقاء رجال الأعمال.[200] الترويج السياحي لسويسرا مهمة تتولاها مؤسسة السياحة السويسرية التي تلقى الدعم من طرف المؤسسات الخاصة والسلطات الرسمية. وتواجه سويسرا حالياً منافسة من وجهات أخرى في حين تظل نفقات الدولة المخصصة للترويج لسياحة البلاد متواضعة نسبياً. وفي الأعوام الأخيرة اتجهت مؤسسة السياحة السويسرية إلى الترويج للوجهات السياحية الوطنية في أسواق صاعدة مثلالهندوالصينوروسيا، التي تزداد فيها نسبة السكان الميسورين.[201]
تركت التغيراتالمناخية أثراً واضحاً علىالطبيعة في منطقةجبال الألب السويسرية، لاسيما على مسارات التجولوالكتل الجليدية في المنطقة. ومن خلال تشجيع السياحة البيئية تحاول سويسرا مواجهة تداعيات هذه الظاهرة على المحيط البيئي.فالأنهار الجليدية تذوب، وفي الجبال تنمو أنواع نباتية جديدة بينما تنقرض أنواع أخرى. إن تبعات التغير المناخي تتجلى بوضوح في المناطق الجبلية عن غيرها من المناطق، وهذا ينطبق تماماً على جبال الألب السويسرية. ومنذ منتصفالثمانيات نقص طول كل الأنهار الجليدية، وبلغ ذلك أقصى مدى له في عام 2003، حيث نقص طول تلك الأنهار بنسبة تصل إلى خمسة في المائة. وتركت هذه التغييرات أيضا أثرها على قطاع السياحة الجبلية في مناطق جبال الألب، وهي تمثل مصدرا مهما للدخل، ومن هنا كان من الضروري إيجاد طرق أخرى للحفاظ على ذلك القطاع. لكن من الصعوبة بمكان العمل على تلافي آثار التغير المناخي في تلك المنطقة بعينها، إذ ينبغي للسياحة الجبلية أن تكون رفيقة لحالة المناخ، وهذا هو الهدف الذي ترمي إليه مفاهيم السياحة البيئية الجديدة. وهناك مشروع رائد في جبال الألب ويعرف بـ «كوخ مونتي روزا الجديد»، وقد تم افتتاحه في عام 2010.[202] ويتمتع المبنى بالاكتفاء الذاتي على نطاق الطاقة، فهو يولد ويسد احتياجاته من الطاقة دون اللجوء إلى توليدها من مصادر أحفوريةكالنفط أوالفحم، إذ يتم توفير إمدادات الطاقة عبرالألواح الشمسية، ويتم من خلال ذلك تسخينالمياه اللازمة للاستخدام في المنازل، وذلك بأسلوب غير مضر بالبيئة. كما تم تركيب أنظمة للتهوية والإضاءة، تعمل أيضا بأسلوب صديقة للبيئة.[203] وفي حال كان إنتاج الطاقة زائداً عن الحاجة، فيمكن تخزينها باستخدام بطاريات خاصة.[204]
تسمح القوانين السويسرية بارتكاب الانتحار، حيث تنظر إلى تلك العملية على أنها حرية شخصية يجب أن تتم تحت إشراف طبي وأن تتوفر فيها بعض الشروط مثل موافقة الشخص وشرح وسيلة وطريقة عمليةالقتل الرحيم.[205] تحظر جُل دول العالم ممارسةالقتل الرحيم، كما تعارض العديد من المنظمات والجمعيات ذات النزعة الإنسانية قرار السماح بممارسة القتل الرحيم إلا بشروط تقيد المسألة في حالات خاصة جداً.[206] إلا أن البعض يعتبرها من قضايا الحريات الفردية وحقوق الفرد في اتخاذ ما يراه مناسباً من قرارات، وهو الاتجاه الذي ذهبت إليه سويسرا حيث عرفت مدينةزيوريخ بروز هذه الظاهرة السياحية.[207]حيث أصبحت المساعدة على الانتحار مسألة قانونية في سويسرا في عام 1941، بشرط أن يقوم بالعملية شخص لا ينتمي إلى مهنة الطب، وأن لا تكون له أي مصلحة أو منفعة في انتحار الشخص المعني.[208] وبعد ارتفاع حدة الجدل بين الرافضين والمعارضين لهذا الشكل السياحي، التجأت الحكومة السويسرية إلى استفتاء حول المسألة، وبذلك تم رفض طلب حظر «سياحة الانتحار» بمساعدة الآخرين.[209] حيث أدلى سكان زيوريخ يوم الإثنين 16 مايو 2011 بأصواتهم في استفتاء حول حظر سياحة الانتحار، وتقديم المساعدة للأجانب الذين يسافرون إلى سويسرا من أجل وضع حد لحياتهم.[210] وأظهرت نتيجة الاستفتاء النهائية أن 15.5% فقط من الناخبين أيدوا حظر تنظيم عملية الانتحار بمساعدة الغير، بينما أيد 22% فقط حظر سياحة الانتحار.[211][212] وينتحر حوالي 200 شخص بمساعدة الغير في زيورخ كل عام.[213][214][215][216][217]
يعتبر قطاعالطاقة في سويسرة قطاعاً نموذجياُ لبلد متطور من حيث الهيئة والأهمية. وإذا ما استثنيناالطاقة الكهرومائيةوالأخشاب، فإن البلد يملك مصادر طاقة محلية ضئيلة، حيث يتم استيراد المنتجاتالبترولية،والغاز،والوقود النووي، لدرجة أن في عام2006 فقط تم تغطية 15% من احتياجات الطاقة النهائية من المصادر المحلية.[218][219][220] ومنذ بدايةالقرن العشرين تضاعف استهلاك الطاقة في سويسرة خمسة مرات، متجاوزاً ما يقارب 170000 إلى 850000 تيرا جول في السنة. واليوم تستحوذالمواصلات على حصة الأسد البالغة (35%) من هذا الاستهلاك. تزامنت هذه الزيادة معالتنمية الاقتصادية القويةوالنمو السكاني. تهدف سياسة الطاقة الفدرالية إلى دعم وعود كيوتو (Kyoto) وذلك من خلال تشجيع ترشيد استخدام الطاقة منذ عام1990 خصوصًا، وأيضا عن طريق تطوير مصادر طاقة متجددة، بغية خلق قطاعاً متحرراً للغاية.[221][222]
محطة ليبيستاد النووية
أعلن المجلس الفدرالي (الاتحادي) في25 مايو2011 التخلص تدريجياً منالطاقة النووية بحلول عام2034، عقبالزلزال الذي ضرباليابان في مارس عام2011، وأسفر عن حادث فوكوشيما النووي، حيث قرّرت الحكومة السويسرية والبرلمان في عام2011، عدم بناء محطّات نووية جديدة، ومن ثمّ التخلّص التّدريجي من استخدام الطاقة النووية.[223]
بين عاميْ2012و2013، وضعت الحكومة إستراتيجية جديدة للطاقة، ولم يتِم بعدُ عرضُها لتنال مُوافقة البرلمان. بحلول عام2035 وفقا لمقترحات الحكومة ينبغي خفْض معدّل استهلاك الطاقة للفرد الواحد بنسبة 43٪ بحلول عام2035، مقارنة بما كانت عليه في عام2000 كما يجب أن توفّرالطاقة المتجدِّدة الجديدة حوالي 20٪ من حاجة البلاد من الكهرباء. بينما ترى المنظمات البيئية بأنه من الممكن بلوغ هذه النسبة في وقت أبكَر من ذلك، أي في عام 2025.[224][225][226]
يعملُ عدد كبير من شركات الهندسة السويسرية في حقلالهندسة الكهربائيةوالميكانيكية الذي يتصدرالقطاع الصناعي في سويسرة. معظم الشركات متخصصة للغاية ونشيطة في مجال التصدير. وتُنتج في الغالب بضائع مثل الأدوات الآلية الدقيقة، وتجهيزات إلكترونية لا تحظى بشهرة على مستوى محلي، بل تصدر لقطاعات صناعات الإنتاج الكثيف في مختلف أنحاء العالم.
تُمثل المصانع الهندسية السويسرية أكثر من 40% من قيمة إجمالي الصادرات الوطنية. وتعود أصولها لحقبة تصنيعالنسيج. فقد تمكنت آلات النسج والغزل السويسرية من اكتساح جزء واسع من السوق العالمية. ولئن كان إنتاج النسيج في سويسرة هزيلا من الناحية الكمية، فإن الآلات المتخصصة بما فيها الآلات المُستعملة في مجال المراقبة الكهربائية ما زالت تحظى بمكانة كبيرة في السوق العالمية. وتُنتج أيضا الآلاتُ السويسريةُ برخصة في عدد من بقاع العالم. إلى فترة قريبة كانت المصانع في سويسرة تنتج تجهيزات هندسية ثقيلة، مثلسُفن «سولزر» التي تعملبمحركات الديزل،ومحطات توليد الطاقة، وواحدة من أقوى القاطرات الإلكترونية في العالم. وكانت البلاد تنتج قبل ذلك محركاتللسياراتوالشاحنات ذات جودة عالية تم تصديرها بشكل واسع.
وقد فتحت الآلات الثقيلة الطريق أمامالاستثمار في منتجات أكثر تخصصا. ومن الصناعات التي تحتل فيها الشركات السويسرية إحدى مراتب التصدير الخمس الأولى على المستوى العالمي آلات النسيج، وآلات تصنيعالورقوالطباعة، وصيانة السلع عند حزمها وتعبئتها، والأدوات الميكانيكية، وتجهيزات الوزن والقياس. وتُستعمل الكثير من المُنتجات السويسرية في صناعةالمحركات في مختلف أنحاء العالم، مثل المفجرات النارية الصغيرة التي تنفخ الأكياس الهوائية «إيرباغز» لحماية ركاب السيارات من أذى الصدمات، أو تجهيزات العزل الصوتي المتطورة.
شبكة مواصلات النقل العام في سويسرة كثيفة ومتنوعة، وتُعدّ واحدة من بين أرقى الشبكات عالميا. ومن المتاح والمتيسر عمل اشتراك سنوي يمكن بواسطته ركوب معظمالقطارات في جميع أنحاء سويسرة بقيمة مخفضة، هي نصف السعر المعتاد. وتُستثنى قطارات الجبال وشبكات النقل المحلية التابعة لشركات القطاع الخاص في بعض المنتجعات والمناطق النائية من هذه التخفيضات.[227][228]
يوجد في المدن شبكات مواصلات متطورة، كالشبكة الخاصة بالترام وكذلكالحافلات، كما أن العديد من المدنوالكانتونات توفِّر أنواعا من الاشتراكات لتحفيز استخدام وسائل المواصلات، وغدا من المتيسِّر الاستغناء عن السيارات الخاصة في قضاء معظم المشاوير. تمتلك سويسرة إحدى أكبرشبكات السكك الحديدية في العالم.[229] ويخضع أكبر جزء من الشبكة لإدارة هيئة السكك الحديدية الفدرالية التي تحولت إلى مؤسسة وطنية منذ بداية القرن العشرين. هنالك أيضا عدد من الشركات الخاصة الصغيرة التي تنشط على خطوط محلية أو جهوية.[230] وعادة ما تمتلك سلطات الكانتونات أو السلطات المحلية جزء من أسهم تلك الشركات الصغيرة. وتوجد في المناطق الجبلية مصاعد كهربائية وسكك حديدية معلقة لا تعد ولا تحصى تأخذ الركاب إلى أعالي المرتفعات السويسرية.[231][232]
حركة المرور في سويسرة من اليمين إلى اليسار، والحدّ الأقصى للسرعة: 50 كم/ساعة في المناطق المأهولة و80 كم/ساعة خارج المناطق المأهولة و120 كم/ساعة علىالطرق السريعة. وتلزم المركبات التي تسير على الطرق السريعة وربما أشباهها أن تحمل طابعاً خاصاً ملصقاً على الزجاج قيمته 40 فرنكاً لكل سنة ميلادية، ويمكن لكل داخل إلى سويسرة أن يشتريه من قسمالجمارك علىالحدود أو منمحطات التزود بالوقود أو منمكاتب البريد.[233][234]
حتىالدراجات الهوائية المستخدمة بكثرة في التنقل داخل المدن، تلزم بأن تحمل طابعاً خاصاً، وهذا الطابع صلاحيته سنة – من يونيو حتى مايو – ويشتمل على تأمين المسؤولية المدنية (ضد الغير) بتغطية ما قيمته مليوني فرنك، ويمكن شراؤه من مكاتب البريد والعديد من المحلات التجارية.[235][236]
تتطلبالطوبوغرافيا الجبلية لسويسرة عددا يفوق المعدل العالمي منالجسور فوقالطرقاتوالسكك الحديدية. وقد ارتبطت الجسور العتيقة في سويسرة بأساطير غريبة عجيبة في أذهان السكان. مصل جسر الشيطان قرب إندرمات في نفق غوتهارد الذي يحمل ذلك الاسم بسبب أسطورة تقول إنالشيطان كان يطلب قرباناً حياً كلما أراد المسافرون عبور الجسر المرعب سالمين. الأسطورة تحكي أيضا أن السكان المحليين الحذرين أرسلوا أولاماعزا صغيراً لعبور الجسر بعدما أتموا بناءه. وسواء كانت تلكالأسطورة حقيقة أم خرافة، فالأكيد أن شبكة الطرق والخطوط الحديدية السويسرية تتمتع بتصميمات استثنائية.
فلدى عبور طريق غوتهارد السيار على سبيل المثال، يلاحظ إنجازات الهندسة المدنية التي تطلبها بناؤه. وتعرفُ سويسرة بتاريخها الطويل في مجال تشييد الجسور التي ترتكز على دعامتين فقط. جسر «لورين» في العاصمةبرن الذي أتمت هيئة السكك الحديدية الفدرالية بناءه عام 1944 وظل لسنوات طويلة أطول جسر في العالم مُقام على دعامتين (151 متر). يعد أوتمار أمان (1879-1965) من «فويرتهالن» قرب شافهاوزن أشهر مشيدي الجسور في سويسرة، والذي شغل لسنوات عديدة منصب رئيس مهندسي هيئة الموانئ فينيويورك، وصمم جسوراً فوقنهر هادسون مننيوجيرزي إلى نيويورك، من بينهاجسر جورج واشنطن الشهير،وجسر فيرازانو ناروز المعلق المُدهش، والذي يقارب طولهجسر غولدن غيت فيسان فرانسيسكو.
نفق قاعدة غوتارد هو نفق سكك حديدية عبرالألپ في سويسرا. بطول 57 كم وإجمالي الممرات ومناور التهويات 151.84 كم، وهو أكبر نفق سكك حديدية فيالعالم.
نفق جوتهارد هو نفق سكة حديد طوله 15.003 كيلومتر (9.322 ميل) يشكل قمة السكك الحديدية في جوتهارد في سويسرا.
طالما وقفتجبال الألب حاجزاً عجزتالطرقوالسكك الحديدية عن اختراقها، وطالما قُفلت معابر الألب الوعرة خلالفصل الشتاء بسبب هطولالثلوج الكثيفة. لكن ظهور السكك الحديدية وتقنيات بناء الجسور الجديدة خلال النصف الثاني منالقرن التاسع عشر كسر الحواجز الجبلية. في عام 1882 شهدت سويسرة فتح خط غوتهارد للسكك الحديدية، والذي كان إنجازاً رائداً بطُرقه الملتوية، وانحداراته الحادة، ونفقه الممتد على طول 16 كم تحت الطريق التي تحمل نفس الاسم، ومثل الخط نقطة انطلاقة لبناء عدد كبير منالأنفاق الأخرى عبر جبال الألب. في عام 1902 فتح نفق «ألبولا» الطريق أمام خط «رايسيان» للسكك الحديدية من «خور» بوادي الراين إلى المنتجع الشتوي الناشئ آنذاك «سانت موريتس». في عام 1906 عبرت أولى القطارات نفق «سامبلون» الذي يمتد على 20 كم تقريباً تحت الحدود السويسرية الإيطالية. وما زالت الخطوط الفدرالية السويسرية تستعمل الخط بين بريغ في سويسرة ودومودوسولا فيإيطاليا. أما نفق «لوتشبيرغ» للسكك الحديدية الذي يمتد على طول 15 كم، وهو النفق التوأم لسامبلون بمنطقة برنر أوبرلاند، فقد انتهى حفره قبلالحرب العالمية الأولى.ومنذالستينات اجتذبت الطرق السيارة اهتمام الجمهور والممولين على حساب السكك الحديدية. في عام 1982 افتتحت طريق نفق غوتهارد على طول 16.9 كم، وظلت لسنوات الأطول في العالم. وكانت سويسرة قد عُرفت قبل ذلك ببناء أنفاق أخرى عبر جبال الألب تحت معبري «سانت برنار الكبير» وسانت برناردينو. وتحولت تلك الأنفاق إلى طرق يستقلها السائقون يومياً على مدار العام. وبعد الانتهاء تقريباُ من بناء شبكة الطرق السيارة السويسرية، تكتفي المشاريع الجديدة بمضاعفة عدد الأنفاق في الممرات الضيقة. شهد عقد التسعينات إتمام نفق فيراينا للسكك الحديدية الذي فتح الطريق الشتوية بين وادي إنغادين بسانت موريتس ومناطق السهول المنخفضة. وما زالت أشغال الحفر متواصلة في نفق غوتهارد للسكك الحديدية ونفق لوتشبرغ الممتد على طول زهاء 35 كم. ويقع الاثنان على ارتفاع منخفض يسمح بتفادي المنحدرات الحادة والأخطار المرتبطة بتقلباتالأحوال الجوية. وسينضم النفقان إلى شبكة السكك الحديدية الأوروبية العالية السرعة، وهو ما سيسمح بتقليص مدة الرحلات الرابطة بين مدنشمال أوروبا وإيطاليا كثيرًا. ويفترض أن تعبر أولى القطارات خط لوتشبرغ الجديد بحلول عام 2007، بينما ستنتظر خمس أو ست سنوات إضافية قبل اختراق نفق غوتهارد.
ثلاثة من اللغات الرئيسية فيأوروبا هي الرسمية في سويسرة.[241][242] ومع أنه ليس من بينها لغة واحدة سويسرية الأصل، إلاالرومانشية التي لا يتحدث بها سوى 0,6٪ من السكان، ولمختلف الطوائف اللغوية علاقات ثقافية متميزة مع جيرانهم، كما للسويسريين في القِسم المتحدِّثبالإيطالية معإيطاليا،[243] وللسويسريين في القسم الناطقبالفرنسية معفرنسا،[244] وللسويسريين في القسم الناطقبالألمانية مع كل من ألمانيا والنمسا،[245] الأمر الذي يُعبّر عن سعة أفُق الحياة الثقافية والفكرية في سويسرة،[246] ويعتبر مصدر إلهام للإبداع السويسري،[247] ويزداد التنوّع اللغوي وضوحاً في الإقليم أو كما تُعرفبالكانتونات، حيث لكل كانتونلهجته الخاصة،[248] ولا يمكن توصيف «ثقافة سويسرية» موحَّدة ومتجانسة بكامل معنى الكلمة،[249] لأنها مجموعة ثقافات أو مزيج منالثقافات المتنوعة التي تنشد التعايش الحقيقي المشترك.[250] وتشكل المدن الكبرى – بكل جدارة – أقطاب الثقافة في البلاد.[251] ويمثل وجود ما يقرب من 900 متحف و150 مسرحاً دائماً، علامة واضحة على الطابع المحلي للثقافة السويسرية. وتحظى ممارسةالرياضة في سويسرة بشعبية كبيرة، كما أن المَرافِق الرياضية المُتاحة،[252] ممتازة وتتوزع في جميع أنحاء البلاد. ويمكن لأي شخص إشباع رغبته في ممارسة الرياضة البدنية بالانخراط في إحدى الجمعيات الرياضية المنتشرة في سويسرة.[253][254][255]
كان جان جاك روسو ليس فقط كاتباً ولكن أيضاً الفيلسوف الأكثر تأثيراً في القرن الثامن عشر (تمثاله في جنيف)
منذُ تأسيس الاتحادات في عام1291، كان ما يقرب تآلف المناطقالناطقة بالألمانية، أقرب أشكال الأدب فياللغة الألمانية. في القرن 18 أصبحتالفرنسية لغة عصرية فيبرن وغيرها، في حين كان نفوذ حلفاء المناطقالناطقة بالفرنسية أكثر وضوحاً من ذي قبل.[256]ومن بين مشاهير كلاسيكيات الأدب الألماني السويسري ارميا غوتهلف (1797-1854)، وغوتفريد كيلر (1819-1890). وممن بين عمالقة القرن العشرين كل من ماكس فريش (1911-1991)، فريدريك (1921-1990)، ومن أشهر الروايات موت فيسكر (والفيزيائيون) وداس فيرسبريتشين (التعهد)، الذي صدر في عام2001 كفيلم هوليوود.[257]
ومن أشهر إبداعات الأدب السويسري، «هايدي» وهي قصة طفلة يتيمة تعيش مع جدها فيجبال الألب، وهو واحد من كتب الأطفال الأكثر شعبية من أي وقت مضى، وكتبهايوهانا شبيري (1827-1901)، وكتب أيضاً عددا من الكتب الأخرى حول مواضيع مماثلة.[257]
السويسريون مولعونبالقراءة، ابتداءً منالأدب الكلاسيكي وحتى الأعمال المعاصرة.[258] تُعتَبَر القراءة إحدى الهوايات الأكثر شعبية في سويسرة. ووفقاً لدراسة أجراها المكتب الفدرالي للإحصاء في عام 2008، كان 81% من المُستطلعين قد قرئوا كتاباً واحدا على الأقل خلال الإثني عشر شهراً الماضية.[256]
وتُعرَفزيوريخوبازل بإيوائها لمراكز النَشر الكبرى في سويسرة. ومنذ عام 2002، توجد في سويسرة جمعية موحدة للأديبات والأدباء السويسريين المُتَحَدِّثينبالفرنسيةوالألمانيةوالإيطاليةوالرومانشية أيضاً. وبدورها قامت المنظمة الثقافية السويسرية «بروهلفتسيا» بنَشر مجلة أسمتها «12 كتابا سويسرياً» تتضمن الكُتُب المختارة التي يُنصَح بترجمتها.[257]
نوع من أنواع الآلات الموسيقية المستخدمة في سويسرة (Schwyzerörgeli)
موسيقى اليودل التقليدية هي الموسيقى السويسرية الأشهر.[259] ومن السويسريين الذين صنعوا لأنفسهم أسماء في مجال الموسيقى الكلاسيكية العالمية: أرتور هونيغير وأوتمار شويك وهما من مؤلفي الموسيقى. قضى هونيغير معظم حياته فيفرنسا حيث كان من بين المؤلفين الطلائعيين آنذاك (في بدايات القرن العشرين).[260]
أما قائد الأوركسترا إرنست أنسيرميت، فقد ارتبط اسمه بأوركسترا سويسرة الروماندية التي أسسها. فيما اشتهر شارل دوتوا وماتياس بامير أيضاً على المستوى الدولي كقائدي أوركسترا.[261]
أصبحتموسيقى الجاز شعبية في سويسرة بعد الثلاثينات. واحتفاءً بها نظمت لها مدن مونترو وويلساو ولوغانو مهرجانات شعبية، من أشهرها مهرجان الجاز الدولي في مونترو. أما العاصمة برن فبها مدرسة معروفة لموسيقى الجاز. وتشتهر سويسرة خلال موسم الصيف بتنظيم عدد كبير من الأحداث الموسيقية في الهواء الطلق، بدءاً بالموسيقى الشعبية والفلكلورية ووصولاً إلى المهرجانات الموسيقية الكلاسيكية.[262]
تتميز سويسرة بتقليد عريق وثري في المجال المسرحي. وأنتجت كل من بازل وبرن وزيورخ وجنيف أعمالاً ذاع صيتها خارج حدودها. وتحظى المسارح الكبرى بحصة الأسد من الميزانيات المخصصة للفنون في مدنها. لكن هناك أيضاً عدة مسارح صغيرة متخصصة في الأعمال الكلاسيكية والكوميدية، إضافة إلى بعض الأعمال الثانوية.
تعرض المسارح السويسرية أيضاً أعمالاً كثيرة في الهواء الطلق رغم الأحوال الجوية المضطربة في غالب الأحيان، وذلك باستخدام منصات لعرض إنتاجات كبرى مثل «ويليام تيل» في إنترلاكن، والـ «المسرح العالمي» لكالدرون كل عشرة أعوام في أيْنسيلدن، فضلاً عن «حفل مزارعي الكروم» (Fête des Vignerons)، التي تُخلد كل خمسة وعشرين عاماً تقريباً الحياة الريفية لمنتجي النبيذ في مدينة فوفي وضواحيها على ضفاف بحيرة ليمان، التي تُسمى أيضا بحيرة جنيف.
معظم المسرحيات والإنتاجات الدرامية السويسرية لها جذور محلية أو لغوية، لكن فريدريش دورنمات تجاوز تلك التضييقات ليكتسب شهرة عالمية ككاتب مسرحي. فيما سطر ديمتري المهرج من كانتون تينشينو الجنوبي المتحدث بالإيطالية اسمه كفنان على خشبة المسرح. وأسس مدرسة للمهرجين في بلدة فيرشو، حصلت حديثاً على وضع يعادل مستوى الجامعات.
فوندو هو طبق سويسري معد منالجبن المذاب يقدم في قدر مشترك
المطبخ السويسري متعدد الأوجه.[263] وتنتشر بعض الأطباق مثل فوندو،[264] راكليتي أو روستي في كل مكان عبر البلاد. ووضعت كل منطقة فن الطهو الخاص بها وفقاً لاختلاف المناخ واللغات.[265][266] تستخدم المأكولات السويسرية التقليدية مكونات مماثلة لتلك الموجودة في بلدان أوروبية أخرى، وكذلك منتجاتالألبانوالأجبان الفريدة من نوعها مثل غروييري، التي تنتج في الوديان والتي يعود مصدرها إلى Emmental.[267] عدد من المنشآت الراقية، لا سيما في غرب سويسرة.[268][269] صنعتالشوكولاتة في سويسرة منذالقرن 18 ولكنها اكتسبت سمعتها في نهايةالقرن 19 مع اختراع التقنيات الحديثة مثل «كونشينغ» الذي مكن إنتاجها على مستوى واسع بجودة عالية.[270] أيضاً كان اختراع شوكولاتة الحليب الصلبة في عام1875 من قبلدانيال بيتر أحد أهم المؤثرات بتلك الصناعة.[271] وتعتبر سويسرة هي أكبر مستهلك فيالعالم للشوكولاتة.[272][273]
المشروب الكحولي الأكثر شعبية في سويسرة هو النبيذ.[274] وتضم سويسرة مجموعة بارزة ومتنوعة من مزارعالعنب التي توفر مزيج خاص من التربة والهواء والارتفاع والضوء. ويتم إنتاج النبيذ السويسري أساساً في فاليه، فاود (أدرجت لافو)وجنيف وتيسان، مع بعض من النبيذ الأبيض. تم زراعة كرومالعنب في سويسرة منذالعصر الروماني، على الرغم من وجود بعض الآثار التي تشير إلى وقت أكثر قدماً. ومن الأصناف الأكثر انتشاراً كاسيلاس (وتسمى فيندانت في فاليز) وبينوت نوير. وميرلو وهو النوع الرئيسي المنتج في منطقة ميتلاند.[275][276]
دير اينسيديلن هو دير البينديكتين في بلدة اينزيدلن في كانتون شفيتس
بفضل التطور الحضري والنموالصناعي مثلت سويسرة دائماً أرضاً خصبة للمهندسين المعماريين. وفضلاً عن العدد الكبير من المهندسينالسويسريين المشهورين، استقطبت البلاد العديد من الأسماء الأجنبية الكبيرة، لكن مساحة سويسرة الصغيرة نسبياً وافتقارها للمشاريع الكبيرة دفع المهندسين السويسريين إلى البحث عن فرص عمل في الخارج. من أشهر المهندسين السويسريين شارل إدوارد جانري (1887 – 1965) الذي يعرف باسم «لوكوربوزيي»، والذي وُلد في مدينة لاشو دْفون بمنطقة الجورا السويسرية، لكنه قضى معظم حياته المهنية فيفرنسا. ومن أكثر ما اشتهر به لوكوربوزيي هندسته العملية ومساهمته في تخطيط المدن. وتم مؤخراً ترميم إحدى تصاميمه في سويسرة وتصاميم أخرى يمكن مشاهدتها في فرنساوالجزائر، وحتى فيالهند.[277][278]
من المهندسين المعاصرينماريو بوتا (منكانتون تيتشينو المتحدثبالإيطالية)، الذي اكتسب شهرة عالمية بفضل تصاميمه الجريئة.[279] تشمل أعمال ماريو بوتا متحف الفنون العصرية فيسان فرانسيسكو وتجديد بناء أوبرا «لا سكالا» فيميلانو مؤخراً. ويدَرّس أسلوبه في جامعة تيتشينو الجديدة. أما المهندسان جاك هيرزوغ وبيير دومورون منبازل، فقد صمما توسيع متحف «تيت مودرن» فيلندن، وبرج المراقبة النحاسي المثير فيمحطة السكك الحديدية في بازل. لكن سويسرة استضافت أيضاً عدداً من المهندسين الأجانب، من أشهرهم الألماني غوتفريد سامبر الذي فر إلىزيورخ خلال الثورة التي شهدتهاألمانيا عام 1848. وأصبح سامبر أستاذاً فيالمعهد التقني الفدرالي العالي الجديد (آنذاك)، وصمم مبنى المعهد الفريد وقصر البلدية في مدينة فينترتور. كما درس المهندس الإسبانيسانتايغو كالاترافا أيضاً في زيورخ، حيث صمم محطة ستادلهوفن للسكك الحديدية ومكتبة فيجامعة زيورخ. ومن إنجازاته الشهيرة حيز كبير من الأحياء الجديدة في مدينةفالنسيا الإسبانية.[280]
الإنفاق الصحي للفرد (تعادل القوة الشرائية وبالدولار الأمريكي) بين عدد من الدول الأعضاء في المنظمة. مصدر البيانات: OECD iLibrary[281]
يجب على مَن يعيش في سويسرة أن يكون عندهتأمين صحي وتأمين ضدّ الحوادث، ويُلزم كل مَن يعمَل أو له وظيفة أو مِهنة بالاشتراك في نظام التأمين التقاعدي الإجباري.[282] ويوجد في سويسرة العديد من الأنظمة الصحية، ولكل كانتون نظامه الصحي الخاص، وبشكل عام هناك قانون صحي فدرالي عام، إلا أن كيفية تطبيقه وتفاصيل إنفاذه متروك للكانتونات والبلديات.[283][284]
يـعتبرنظام الرعاية الصحية في سويسرة مسألة في غاية الأهمية وقد خضع للعديد من التعديلات، وهو الآن من بين أفضل نُظم الرعاية الصحية في أوروبا، على الرّغم من تكاليفه الباهظة ومن ارتفاع أقساط التأمين، الأمر الذي دفعالأحزاب السياسية للبحث كل عام عن سُبلٍ للحدّ من ارتفاع الرسوم، ولكن دونما طائل، والسّبب يعود في الحقيقة إلى مُستلزماتالشيخوخة المُتزايدة في المجتمع، إضافة إلى التقدّمالتكنولوجي والتطوّرات فيسوق العمل.[285]
متوسط العمر المتوقع من إجمالي عدد السكان عند الولادة من عام 2000 حتى عام 2011 في سويسرة مقارنة مع العديد من الدول الأخرى مصدر البيانات: OECD iLibrary[286]
وينُص القانون السويسري على إلزامية التأمين الصحي (الطبي) الأساسي وعلى كلّ فرد التعاقد من أجل ذلك مع إحدى شركات التأمين الخاصة، كما أن هناك تأمينات خاصة اختيارية وغير إجبارية، تخص ما ليس مشمولاً ضمن التأمين الإجباري الأساسي، ومن ذلك على سبيل المثال: الحصول على غرف خاصة فيالمستشفيات والحصول على أطباء مخصصينوعلاج الأسنان. يقوم الأفراد في سويسرة بتسديد رسوم التأمين الصحي (الطبي) على هيئة أقساط شهرية، إضافة إلى مُساهمة بنسبة من تكاليفالعلاجوالدواء.[287]
أماالأطفالوالطلاب، فإنهم يسدِّدون أقساطاً شهرية مخفّضة. وتقوم الكانتونات والبلديات بتنظيم وتقديم خدمة المدرسة الطبية التي تجري اختبارات الاختيار المنتظم فيالمدارس العامة ورصد الوضع المناعي للتلاميذ وإعطاء التطعيم. تمنح الكانتونات والبلديات خدمة طبيب المدرسة الذي يباشر إجراء الفحوصات والكشف على تلاميذ المدارس الحكومية بشكل دوري ومنتظم، وهو بذلك يراقب الحالةالصحية العامة للتلاميذ، فضلاً عن الحالة المناعية ومباشرةالتطعيم، وفحص الأسنان وتقديم النصح والمشورة بهذا الشأن.[288]
عمومًا فإن النظام الصحي السويسري مكلِف ونفقات العلاج مرتفِعة، باعتبار أن مستوى الرعاية والخدمات الصحية في سويسرة، هو أفضل بالمقارنة مع غيرها من الدول، وقد أظهرت دراسة أجرتهامنظمة التعاون والتنمية أن الإنفاق على الرعاية الصحية في سويسرة، هو الأعلى في العالم بعدالولايات المتحدة.[289][290]
توفِّر سويسرةالرِّعاية الطبية بشقَّيْها سواء الرعاية الطبية المكثفة، وهي التي يتلقَّى فيها المريض العلاج في المستشفيات والمصحّات الطبية والمراكز والمجمعات العلاجية، وحيث تُتاح نوعية من الإمكانيات الطبية والتَّمريض والخدمات التشخيصيةوالمخبريةوالأشعة وغيرها أو الرعاية الطبية الاستشارية، ويُقصد بهاالكشف والمعاينة والعلاج الأولي، ولا تتهيَّأ فيها إقامة للمريض ولا إمكانيات علاجية كبيرة، وتقوم في الأساس على عيادة طبيب العائلة، حتى وإن تهيأت فيها بعض الإمكانيات الجزئية، وطبيب العائلة هو الذي يقوم بتوجيهالمريض إلىالمستشفي أو نحوه، إلا في الحالات الاستثنائية،كالطوارئ والإسعافوالولادة وغيرها.[291][291]
يحتل الطلبة السويسريون بانتظام مثير للانتباه، أعلى المراتب في التصنيفاتالأوروبيةوالدولية، بفضلالاستثمارات الهائلة المخصصة لقطاعالتعليم. وفي الوقت نفسه تجتذبالجامعات الحكومية ذات الرسوم المعقولة، ألمع الطلبة من شتى أنحاءالعالم.[292][293][293] في نهاية المرحلةالابتدائية (أو في بداية المرحلةالثانوية)، يتم فصلالتلاميذ وفقا لقدراتهم في عدة أقسام (غالبا ثلاثة). حيث يدرس للطبقات المتقدمة من المتعلمين بشكل أسرع وتزويدهم بالدراسات بشكل أكبر،[293] في حين يتلقى الطلبة ذوي الاستيعاب الأقل مستوى تعليم أكثر تكيفاً مع احتياجاتهم.[294] لا يختلف نظام التعليم في سويسرة جوهرياً عما هو معمول به في معظمالدول الغربية، وهو يتبع في الأغلب للقطاع العام.[295] كما يوجد قطاع خاص يحظى بمكانة مرموقة عالمياً. ونظراً لمستوى التعليم في سويسرة وجودته،[296] استقطب الكثير من الطلبة الأجانب منأوروبا وخارجها. يبدأ نظام التعليم الأساسي العام في سويسرة بالتعليم قبل الإلزامي بمرحلة ما قبلالمدرسة، وهي مرحلة غير إلزامية مدتها سنتان تعرف برياض الأطفال، ويلتحق بهاالطفل في سن الرابعة حتى السادسة، ثم تبدأ مرحلةالتعليم الإلزامي، ومدتها عموماً 9 سنوات، لكنها مقسمة إلى مرحلتين تختلف في مدتها من كانتون لآخر.[297]
أول مراحل التعليم الإلزامي هي المرحلة الابتدائية وتبدأ من سن 6 سنوات (العمر الرسمي لدخول المدرسة)، ومدتها من 4 إلى 6 سنوات بحسبالكانتون.[298] تليها بعد ذلك المرحلة الإعدادية وهي مرحلة توجيهية، يتم فيها فرز الطلاب بناءً على ما تظهره نتائج المرحلةالابتدائية، ومدة هذه المرحلة من 3 إلى 5 سنوات.[299] عندما ينهي الطالب هذه المرحلة الدراسية، فإنه يحصل على شهادةالإعدادية، ويكون مستعداً لمرحلة ما بعد التعليم الإلزامي.[300] أما من يختار التوجه نحو ميدانالعمل، خاصة ممن لم يحالفه الحظ في اجتياز المرحلة السابقة، فإنه يتم توجيهه نحو برنامج ختامي يقوم في الأساس على التأهيل أوالتدريب الحِرَفي، حيث يتلقى الطلاب تعليماً مدرسياً في المدارس المهنية بموازاة التدريب المهني الميداني في الورشاتكالحدادةوالنجارةوالميكانيكا أو فيالمصانع أو فيالزراعة أوالبناء أوالمخابز أوالمتاجر المتخصصة ونحوها، وذلك لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، تمكنه من الحصول علىشهادة الكفاءة المهنية الفدرالية (CFC) في مجال حرفته. كما أن هناك أكثر من 400 مهنة غيرأكاديمية يتم تحصيل أغلبها عبر التدريب الميداني في الشركات والمؤسسات الحكومية والخدمية.[301]
هذه المرحلة رغم أنها ليست إلزامية، إلا أن الدولة تحرص وتؤكد عليها وترعاها بوصفها مرحلة تأهيل لمواجهةالحياة العملية وصناعة مستقبل النشء، وهي تتبع أحد ثلاثة مسارات متشعبة، يلتحق بها الطالب تبعاً لمستواه خلالالتعليم الإعدادي.[300] وأول هذه المسارات وأعلاها هوالتعليم الثانوي العام، يكمل به الطالب 12 سنةدراسية ويحصل علىشهادة البكالوريا أوشهادة الثانوية العامة، ويتأهل بعد ذلك لمتابعةالدراسة الجامعية أوما يعادلها.[302] أما المسار الثاني، فهو مسار معاهد التكوين العلمي، التي تهيئ أقساماً تعليمية متخصصة، تسير بالطالب من 3 إلى 4 أعوام ليحصل علىشهادة الباكالوريا (الثانوية) في الأقسام العلمية التالية:التجاريةوالطب المساعدوالتربيةوالاجتماع، وربما المعلوماتية أوالثقافة العامة.[303] وفي بعض الأحيان يكتفي الطالب بمستوى دونالباكالوريا، حيث يتحصل بعد 3 سنوات من الدراسة على شهادة كفاءة فدرالية (CFC) أو ما يعادلها،[304] علماً بأن من يحصل على شهادة الباكالوريا (الثانوية) وفق هذا المسار يتأهل للمتابعة في مستوىدبلوم المعاهد العليا المتخصصة (HES) أو ما يعادلها، وبعض الجامعات تستقبل الطلبة من هذا المستوى في بعض أقسام الدراسة الجامعية، وأحياناً تشترط امتحان قبول أو سنة تمهيدية.[305]
هو المسار الثالث للحياة التعليمية، وهو مسار معاهد التكوين المهني، وهي تجمع بين الجانب الأكاديمي والجانب التطبيقي أو بينالتعليم الفني والتدريب المهني في مجال التخصصاتالمهنية والفنية (صناعية،ميكانيكية،كهربائية،إلكترونية،معلوماتيةواتصالات)، وتؤهل الطالب خلال مدة الدراسة من 3 إلى 5 سنوات للحصول علىشهادة الثانوية (الباكالوريا) الصناعية في مجال دراسته أو أن يكتفي الطالب بالحصول على شهادة كفاءة فدرالية (CFC) في مدة 3 سنوات دراسية، قد تُشفع في بعض المجالات بدراسة تخصصية لمدة سنتين أو ثلاث سنوات. مع العلم بأن الطلبة الذين يحصلون على شهادة الباكالوريا (الثانوية) الصناعية وفق هذا التكوين يعتبرون الرافد الأساسي للمعاهد المهنية العليا (HES)، ويتخرجون بدرجة مهندس مساعد. ويشار إلى أن هذا التكوين يمكن تحصيله ضمن برنامج دراسة مسائية لمن يعمل نهاراً ويرغب في تحسين مستواه العلمي.[308][309]
المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ ليلاً
التعليم الثانوي العام هو المسار التعليمي الأول والأعلى مرتبة، حيث يكمل به الطالب 12 سنة دراسية، ويحصل على شهادة البكالوريا أو شهادة الثانوية العامة، ويتأهل بعد ذلك لمتابعة الدراسة الجامعية أو ما يعادلها.[310][311] علماً بأن من يحصل على شهادة الباكالوريا (الثانوية) الصناعية يتأهل للمتابعة في مستوى دبلوم المعاهد العليا (HES) أو ما يعادلها، وبعض الجامعات تستقبل الطلبة من هذا المستوى في بعض أقسام الدراسة الجامعية، وأحيانا تشترط امتحان قبول أو سنة تمهيدية.[312][313][314][315]
توفر سويسرة نظامين للتعليم الجامعي، يتبع أحدهما الجامعات والمعاهد التقنية الفدرالية العليا، التي لا تختلف في نظامها عما هو معمول به في معظمالجامعات في العالم. وفي ظل الإقبال المتزايِد على الدراسة في الجامعات والمعاهد العليا السويسرية، تحرص السلطات الفدرالية وهيئات التدريس الجامعية على الاحتفاظ بالريادة على مستوى الكفاءات والبرامج وتعزيز البحث العلمي في شتى الاختصاصات.[316][317]
المستوى الجامعي في سويسرة هو المستوى التعليمي الذي يقصده الطلاب الذين أمضوا 12 سنة دراسية وحازوا على شهادة الدراسة الثانوية في فرع من فروعها.[318] يوجد في سويسرة 10 جامعات على مستوى كانتونات محددة، ومعهدين تقنيين فدراليين عاليين "polytechnic"، و7 مدارس فنية عليا "HES".[319] وتبلغ نسبة الطلبة من الإناث حوالي 50%. أماطاقم التدريس في هذا المستوى الدراسي العالي، فيزيد عن 30 ألف مدرس، معظمهم من خارج سويسرة. كما أن للتعليم الجامعي ثلاثة مستويات، وهي الليسانس وما يعادله، والماجستير والدكتوراه.[320] والمستويان الأخيران هما من اختصاص الجامعات والمعاهد التقنية الفدرالية العليا، إلا أن بعض مدارس الهيكل الموازي للتعليم الجامعي قد تمنح شهادة تخصصية بمستوى ماجستير. من جهة أخرى توجد منظومة متنوِّعة من المعاهد والكليات أو المدارس الموازية للمستوى الجامعي يُرمز إليها اختصارا بـ (HES)، والتي يتخرج منها الطلبة إثر حصولهم على درجة مهندس مساعد أو على دبلوم فني عالي. كما توجد في سويسرة مدارس عليا للمهن الاقتصادية والإدارية والاجتماعية وشبه الطبية وأخرى تتيح فرصة متابعة دروس مسائية لمن يعمل في النهار ويرغب في متابعة دراسته العليا.[321][322]
ويخضع استقبال البث الإذاعي والتلفزيوني إلى رسوم شهرية تُسدَّد لمجرد اقتناء وسيلة الاستقبال فيالبيت أوالعمل أوالسيارة،[324] وهناك شركات خاصة تقدِّم خِدمة مشاهدة باقة واسعة ومتنوِّعة من القنوات والمحطات الأجنبية في مقابل اشتراك، ناهيك عن وجود استقبال عبْرالأقمار الاصطناعية لبحر من القنوات والمحطات الإذاعية والتلفزيونية العالمية المشفّرة وغير المشفرة.[324]
أما الصحافة السويسرية، فهي صحافة حرّة، رسمية وغير رسمية، وتنتشر الصحف انتشاراً واسعاً في جميع أنحاء الدولة وبمختلف اللغات الرسمية،[324] ومنها ما يُباع بشكل واسع ومنها ما يُوزَّع مجاناً، وذلك في عدد كبير من الأماكن بمحطات القطارات والمطارات والأكشاك المُنتشرة في كل مكان، والتي يتوفر بها العديد من الصحف المحلية والعالمية، ومن بينها صحف ومجلات عربية.[324]
شعار إذاعة سويسرة العالمية، التي تأسست في عام 1995.
الإذاعة السويسرية العالمية هي إحدى الوحدات التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، بدأت بث برامجها لأول مرة عام1935 منبيرن. أما سويس إنفو فهي شبكة إخبارية إلكترونية متعددة الوسائط، تتميّز بالحياد والموضوعية في نقل الأخبار أولاً بأول، ناهيك عن كونها تقدم معلومات وتحاليل حول الأحداث في سويسرة وفي العالم ومضمونها التحريري متاح بتسع لغات مختلفة وهيالعربيةوالإنجليزيةوالفرنسيةوالإيطاليةوالإسبانيةوالألمانيةوالبرتغاليةوالصينيةواليابانية في شكل نصوص وصور، وفيديو ومواد صوتية. ولا تقتصر مهمتها على إعلام السويسريين المقيمين في الخارج، بل تعمل على تعزيز إشعاع سويسرة في العالم أيضاً. وتظهر بوابتها الأولوية في خطها التحريري الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.[325]
بدأ البث التلفزيوني في سويسرة عام 1960. ويحصل الأشخاص الذين يعيشون في سويسرة على خدمات التلفاز وفقاً للقانون مقابل دفع رسوم رخصة التلفزيون، والذي يستخدم لتمويل الإذاعة وخدمة التلفزيون العام SRG SSR. وكانت رخصة الرسوم المدفوعة في جميع المناطق اللغوية السويسرية مبلغ (462 فرنك سويسري لعام 2008).[326]
السينما السويسرية تضم إنتاجأفلام ذات موارد بشرية ومادية.[327] وتشمل تعزيزات للوسائل، بما في ذلكالمهرجانات السينمائية السويسرية، وكذلك الحفاظ على العناصرالسينمائية ذات الصلة. ومع وجود التنوع في المجالاتاللغوية المختلفة والتنوعالثقافي تميز تاريخ السينما السويسرية. وتشمل أفلام السينما السويسرية: الأفلام الوثائقية والأفلام الفنية واختبار الجمهور أو أنواع أخرى من الأفلام.[328][329]
التزلج علىالجليد وتسلقالجبال من بين أكثر الرياضات شعبية في سويسرة، حيث تناسب طبيعة البلاد خصوصًا مثل هذه الأنشطة.[330] وتمارس الرياضات الشتوية من قبل المواطنين والسياح منذ النصف الثاني منالقرن 19 مع اختراع الزلاجة في سانت موريتز.[331] وأقيمت أول بطولة للتزلج فيالعالم في مورن (1931) وسانت موريتز (1934). استضافت سويسرة ثاني دورة للألعاب الأولمبية الشتوية في عام1928 والدورة الخامسة في عام1948. ومن بين المتزلجين الأكثر نجاحاً بطلالعالم بيرمين زبريجين وديدييه كوش.
العديد من السويسريين هم من مشجعيكرة القدم والمنتخب الوطني أو «ناتي» مشهور على نطاق واسع. وكانت سويسرة المضيفة المشتركة معالنمسا لبطولة اليورو عام2008. العديد من السويسريين أيضاً من مشجعي هوكي الجليد الذي يمثله 12 نادي بالدوري، والذي يعد الأكثر حضوراً فيأوروبا.[332] وفي عام2009، استضافت سويسرة بطولة العالم IIHF للمرة العاشرة.[333]
المصارعة السويسرية (شفينجر).
وكانت أيضاً الوصيف لبطولة العالم في عام2013. جعلت البحيرات العديدة من سويسرة مكانا جذابا للإبحار. وأكبر البحيرات هيبحيرة جنيف، وهي موطن لفريق ألينغي الشراعي الذي كان أول فريق أوروبي يفوز بكأسأميركا في عام2003 والذي دافع عن اللقب في عام2007 بنجاح. أصبحتلرياضة التنس شعبية متزايدة، وفاز اللاعبون السويسريون مثل مارتينا هينغيس وروجيه فيدرر عدة مرات بالبطولات الأربع الكبرى.
وحظرت حلبات سباق رياضة السيارات وأحداثها في سويسرة في أعقاب كارثة ومان1955، إلا أن الحظر ألغي فيحزيران2007. وخلال تلك الفترة، استمرت البلاد في تقديم سائقي سباقات ناجحين مثل كلاي ريجاتسوني، سيباستيان بويمي، جو سيفيرت. كما فازت سويسرة بكأس العالم A1GP لرياضة السيارات في أغسطس 2007 مع السائق نيل جاني. وفاز السويسري توماس لوثي متسابق الدراجات النارية ببطولة العالم عام2005 في فئة 125CC.
تشمل الرياضات التقليدية المصارعة السويسرية أو «شوينجين». وهو تقليد قديم للكانتونات الوسطى الريفية وتعتبر الرياضة الوطنية من قبل البعض. «في هورنوسين» هي رياضة سويسرية أخرى تقليدية، وهي خليط بين لعبة البيسبول والغولف.[334] «ستينستوسين» هي مسابقة في رمي الحجر الثقيل. تمارس فقط بين سكانجبال الألب منذ عصور ما قبل التاريخ، وسجلت الأماكن الأثرية أنها مورست في بازل فيالقرن 13[335]
تختلف أيام العطل الرسمية في سويسرة منكانتون إلى آخر. وتتضمن لائحة أهم الأعياد في الفدرالية، الفاتح من يناير / كانون الثاني، يوم الجمعة الحزين، أحد الفصح، اثنين الفصح، الفاتح من مايو/أيار (يحتفل به فقط في بعضالكانتونات مثل مدينةبازلوجنيفوزيوريخ)، عيد الصعود أو خميس الصعود، أحد العنصرة، اثنين العنصرة (عيد الجسد أو عيد القربان وتحتفل به الكانتوناتالكاثوليكية فقط). الفاتح من أغسطس/آب (العيد الوطني للفدرالية). الـ15 من أغسطس/آب (عيد الصعود في الكانتونات الكاثوليكية)، الأحد الثاني من شهر سبتمبر/ أيلول (اليوم الفدرالي للصلاة). الفاتح من نوفمبر/ تشرين الثاني (عيد جميع القديسين، فقط في الكانتونات الكاثوليكية). الـ25 من ديسمبر/ كانون الأول، الـ26 من ديسمبر/ كانون الأول.[336][337]
Church, Clive H. (2004)The Politics and Government of Switzerland. Palgrave Macmillan.ISBN 0-333-69277-2.
Dalton, O.M.[لغات أخرى] (1927)The History of the Franks, by Gregory of Tours. Oxford: The Clarendon Press.
Fahrni, Dieter. (2003)An Outline History of Switzerland. From the Origins to the Present Day. 8th enlarged edition. Pro Helvetia, Zürich.ISBN 3-908102-61-8
von Matt, Peter:Das Kalb vor der Gotthardpost. Zur Literatur und Politik in der Schweiz. Carl Hanser Verlag, München, 2012,ISBN 978-3-446-23880-0, S. 127–138.
قاموس سويسرة التاريخي (2002–). Published electronically and in print simultaneously in three national languages of Switzerland.
^"Landscape and Living Space".Federal Department of Foreign Affairs. Federal Administration admin.ch. 31 يوليو 2007. مؤرشف منالأصل في 2013-11-03. اطلع عليه بتاريخ2009-06-25.
^اب"Swiss Geography".swissworld.org. Presence Switzerland, Federal Department of Foreign Affairs. مؤرشف منالأصل في 2019-03-12. اطلع عليه بتاريخ2014-10-12.
^اب"Swiss Climate". Swiss Federal Office of Meteorology and Climatology MeteoSwiss, Swiss Federal Department of Home Affairs FDHA, Swiss Confederation. مؤرشف منالأصل في 2014-10-21. اطلع عليه بتاريخ2014-10-12.
^"Swiss climate maps". Swiss Federal Office of Meteorology and Climatology MeteoSwiss, Swiss Federal Department of Home Affairs FDHA, Swiss Confederation. مؤرشف منالأصل في 2014-10-21. اطلع عليه بتاريخ2014-10-12.
^"2014 Environmental Performance Index".epi.yale.edu/epi. Yale Center for Environmental Law & Policy, Yale University, and Center for International Earth Science Information Network, Columbia University. 2014. مؤرشف منالأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ2014-10-12.
^Vaudois et confédérés au service de France، ص. 65،ISBN:288295221X{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|lire en ligne= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|url= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|nom1= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|last1= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|prénom1= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|first1= (مساعدة)، وروابط خارجية في|lire en ligne= (مساعدة)
^Les Suisses aux galères de France, 1601-1793،ISBN:2882954328{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|nom1= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|last1= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|passage= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|pages= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|prénom1= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|first1= (مساعدة)، وروابط خارجية في|lire en ligne= (مساعدة)
^(بالإنجليزية)"Welcome".staefa.ch. مؤرشف منالأصل في 2017-10-03. اطلع عليه بتاريخ2008-07-06.
^Marie-Claude Jequier،Le Comité de réunion et la révolution vaudoise de 1798، ج. IV, Tome 2, No 3{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|passage= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|pages= (مساعدة)، وتجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة)
^"Pestalozzi".L'édition électronique. مؤرشف منالأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ2008-07-06.
^F. de Capitani،La République helvétique... op.cit. page 60
^Histoire de la Suisse, Éditions Fragnière, Fribourg, Switzerland
^Constitution du Canton du Valais: "Le Valais est une république démocratique, souveraine […] incorporée comme Canton à la Confédération suisse.""نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2008-05-24. اطلع عليه بتاريخ2016-05-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Constitution du canton de Vaud: "Le Canton de Vaud est une république démocratique [… qui] est l'un des États de la Confédération suisse.""نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2005-01-09. اطلع عليه بتاريخ2016-05-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^"Resident Population in Switzerland 2008"(PDF) (Press release). Swiss Federal Statistical Office. 27 أغسطس 2009. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2016-03-03. اطلع عليه بتاريخ2009-01-28.(بالإنجليزية)
^Zannis Papadopoulos،Démocratie directe،ISBN:978-2717837704{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|collection= لأنه غير معروف (مساعدة)، وتجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة).
^Plebiszit und pluralitäre Demokratie, Eine Analyse der Funktionen des schweizerischen Gesetzesreferendum{{استشهاد}}:تجاهل المحلل النص "Leonard Nerdhart" (مساعدة).
^Mads Qvortrup،A comparative study of referendums: government by the people،ISBN:9780719071812{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|langue= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|language= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|lire en ligne= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|url= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|passage= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|pages= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة)، وروابط خارجية في|lire en ligne= (مساعدة).
^(بالألمانية)Adrian Vatter،Kantonale Demokratien im Vergleich: Entstehungsgründe,Interaktionen und Wirkungen politischer Insitutionen in den Schweizer Kantonen،ISBN:9783810034311{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|lieu= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|location= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|lire en ligne= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|url= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة)، وروابط خارجية في|lire en ligne= (مساعدة) cité par Sébastien Micotti et Michael Bützer,La démocratie communale en Suisse : vue générale, institutions et expériences dans les villes 1990-2000, p. 21.
^L'évolution de la politique de sécurité de la Suisse ("Evolution of Swiss Security Policies") by Manfred Rôsch,NATO.intنسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقعواي باك مشين.
^ابجد"Industrie" [en].www.hls-dhs-dss.ch. مؤرشف منالأصل في 2019-05-20. اطلع عليه بتاريخ2019-12-24.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|nom1= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|last1= (مساعدة)
^"Horlogerie" [en].www.hls-dhs-dss.ch. مؤرشف منالأصل في 2018-10-21. اطلع عليه بتاريخ2019-12-24.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|nom1= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|last1= (مساعدة)
^"FH - 404" [en].www.fhs.ch. مؤرشف منالأصل في 2016-09-23. اطلع عليه بتاريخ2020-01-02.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|consulté le= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|access-date= (مساعدة)
^"Industrie des machines" [en].www.hls-dhs-dss.ch. مؤرشف منالأصل في 2018-10-17. اطلع عليه بتاريخ2019-12-24.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|nom1= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|last1= (مساعدة)
^جان فرانسوا بيرغر،Histoire économique de la Suisse{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|lieu= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|location= (مساعدة)، وتجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة) cité parCPLN – CIFOM."Petite histoire du tourisme"(PDF). مؤرشف منالأصل(PDF) في 2008-11-14. اطلع عليه بتاريخ 16 ديسمبر 2007\n.{{استشهاد ويب}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة)
^"OFT - La suisse en chiffres" [en].Office fédéral des transports. مؤرشف منالأصل في 2009-07-03. اطلع عليه بتاريخ2020-01-02.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|consulté le= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|access-date= (مساعدة)
^"CFF: Groupe" [en].sbb.ch. مؤرشف منالأصل في 2011-03-17. اطلع عليه بتاريخ2020-01-02.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|consulté le= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|access-date= (مساعدة)
^"WhiteLabel" [en].touring.br. مؤرشف منالأصل في 2016-03-06. اطلع عليه بتاريخ2020-01-02.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|consulté le= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|access-date= (مساعدة)
^"OFAC - Fiches par installations" [en].Office fédéral de l'aviation civile. مؤرشف منالأصل في 2015-09-23. اطلع عليه بتاريخ2020-01-02.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|consulté le= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|access-date= (مساعدة)
^Brigitte Bachmann-Geiser،Instruments de musique dans la tradition populaire en Suisse / par Brigitte Geiser{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة) وتجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة)ص. 5
^Zolta Szabo،Patrimoine culinaire valaisan، ص. 175{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة) وتجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة)
^Michel Vidoudez et Jacqueline Grangier،À la mode de chez nous، ص. 179،ISBN:2882953518{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة) وتجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة)
^Pays de Vaud - une terre, une histoire،ISBN:2-8829-5177-9{{استشهاد}}:تجاهل المحلل الوسيط|année= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|date= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|auteurs= لأنه غير معروف (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|lieu= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|location= (مساعدة)،تجاهل المحلل الوسيط|éditeur= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|editor= (مساعدة)، وروابط خارجية في|عنوان= (مساعدة)
^"Bildungslandschaft Schweiz 2012/13" (بالألمانية والفرنسية). Neuchâtel, Switzerland: Bundesamt für Statistik BFS, Sektion Bildungssystem. Archived fromthe original on 2016-04-24. Retrieved2015-04-27.
Bundesamt für Statistik (Hrsg.):Statistisches Jahrbuch der Schweiz 2012 – Annuaire statistique de la Suisse 2012. NZZ Libro, Zürich 2012,ISBN 978-3-03823-750-1 (Sprachen: Italienisch, Französisch, Englisch, Deutsch).
Schweizer Brevier 2009/2010: Die Schweiz in ihrer Vielfalt. Natur, Bevölkerung, Staat, Wirtschaft, Kultur. Hallwag Kümmerly & Frey, Urtenen-Schönbühl 2009,ISBN 978-3-259-05531-1.
Iso Camartin:Schweiz (ReiheDie Deutschen und ihre Nachbarn). C. H. Beck, München 2008,ISBN 978-3-406-57856-4.
Volker Reinhardt (Historiker)|Volker Reinhardt:Die Geschichte der Schweiz. Von den Anfängen bis heute. C. H. Beck, München 2006,ISBN 3-406-53601-8. – 5., akt. Aufl. ebd. 2014,ISBN 978-3-406-53601-4.
Manfred Hettling, Mario König, Martin Schaffner (Historiker)|Martin Schaffner, Andreas Suter, Jakob Tanner (Historiker)|Jakob Tanner:Eine kleine Geschichte der Schweiz. Suhrkamp, Frankfurt am Main 1998,ISBN 3-518-12079-4.
1 كُلياً داخلآسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود.3 معظم أراضيها في آسيا.4 جغرافياً هي جزء منإفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.