السُّوريون ويعرفون أيضًا باسمالشَّعب السوري أوالأمَّة السُّوريَّة، هم، بالمعنى المعاصر للكلمة، مواطنوالجمهورية العربية السورية، مع أن المصطلح كان يشمل منطقة أوسع في السابق، على سبيل المثال فإن سوريا قديماً كانت تشملالأردنوفلسطينولبنان، أي منطقةبلاد الشام،وولاية سوريا العثمانية كانت تشمل أجزاءً منالأردن. يعدُّ لفظ «سوريا»يوناني الأصل، واستخدم في أقدم أطواره للإشارة إلىناطقي السريانية فيالهلال الخصيب. لعب الموقع الجغرافي المتوسط لسوريا وأراضيها الخصبة دورًا في اجتذاب عدد كبير من الهجرات والغزاة إليها عبرالتاريخ، وهو ما أدى إلى تمازج أفراد هذه المكونات لتعطي الهوية السورية المعروفة اليوم. حاليًا يُشار إلى ناطقي السريانية وحاملي ثقافتها فياللغة العربية باسمالسريان. بدأت ملامح الهوية السورية الحديثة بالتشكل باستعراب غالبية البلاد خلالالقرون الوسطى[بحاجة لمصدر]؛ ويُعَدُّالقرن التاسع عشر مرحلة حاسمة في تكوينها حيث ظهرت أندية وجمعيات أدبية وسياسية ومفكرين نادوا وأسسوا في الهوية السورية، وهو ما تصاعد خلالالقرن العشرين. فإنْ كانالانتداب الفرنسي على سوريا قد قسّم ما يعرف باسم «الولايات السورية العثمانية» إلىثمانية كيانات فإن خمسة منها قد اتحدت مجددًا بشكل تدريجي حتى عام 1936 لتشكل الجمهورية والهوية السورية بالمعنى المتعارف عليه اليوم.
الشعب السوري يُعَد شعبًا متنوعًا عرقيًا وقوميًا، يُصنَّف أساسًا أنه منالشعوب السامية، وغالبيته منالعرب، إلى جانب وجود نسب صغيرة منالكردوالأرمنووالسريان بنسب متباينة، و«انتماء مناطقي أو محلي قوي». وقد نشطت منذالقرن التاسع عشر هجرة نشطة نحوالعالم الجديد كانت دوافعها اقتصادية بالدرجة الأولى. ويقدر عدد السوريين وذوي الأصول السورية باختلاف الدراسات بين 36-39 مليون مواطن.
يُقسَم السكان بين أهل مدن كبيرة وذات نمط حياتي حديث، تضخمت بشكل كبير خلال النصف الثاني منالقرن العشرين، وأبرزهاحلبودمشقوحمصواللاذقية، وأهل الريف، وهناك وجود للبدو الرُحَّل أو العشائر المستقرة في المحافظات الشرقيّة والجنوبية على وجه التحديد. تعتبر الزراعة مصدر الدخل الأساسي لمعظم السوريين، وينتشر الفقر والتفاوت الطبقي خصوصًا في مناطق ريفيإدلبوحلب.اللغة العربيةبلهجاتها الشامية هي السائدة في سوريا، مع أن بعض المجتمعات الصغيرة تستخدم لغاتها الخاصة. يعد الإسلام السنّي دين الغالبية، وإلى جانبه يوجد علويون، ودروز، وإسماعيليون، ويزيديون، وكذلك مسيحيون وعدد قليل من اليهود.
حسب أغلب الباحثين فإن لفظ سوريا هو تحريفيوناني من أيامالدولة السلوقية للفظآشور، بحذف الألف، وقلب الشين سين؛[41] وقد ظهر الاسم بلفظه في الأدب اليوناني القديم، كما في مؤلفاتهيروديتوهوميروس، للإشارة إلىناطقي السريانية في المنطقة، واستخدم أيضًا في مراحل لاحقة للإشارة إلى ساكنيولاية سوريا السلوقية ثم الرومانية، إذ ظهر لفظ «ملوك سوريا» للمرة الأولى في القرن الرابع قبل الميلاد حينما قامتالدولة السلوقية على أنقاض إمبراطوريةالإسكندر المقدوني، وحين احتلتالإمبراطورية الرومانية المنطقة عام 64 قبل الميلاد، ورثت التسمية السلوقية «وتوحدت البلاد باسم سوريا في دولة واحدة، وعاصمة واحدة، وحكومة واحدة، تشمل الثقافات الآرامية والعبرية والإغريقية والعربية»،[42][43] وأخذتالآرامية -السريانية، تنتشر حتى باتت لسان المنطقة، ويشار إلىالحقبة التدمرية فيالقرن الثالث بوصفها نموذجًا لتلك المرحلة: «كان سكان تدمر خليطًا من الآراميين والعرب، لكنهم كتبوا جميعًا بالآرامية... لقد لعب انتشار اللغة الآرامية دور الانصهار الإثني واللغوي لشعوب سوريا القديمة في خطى جديدة نحو الوحدة بالمعنى المعاصر»،[44] كما كانت التقسيمات الإدارية الثانوية مطابقةلولاية بطريرك أنطاكية، ويطلق عليها بالمصطلح المعاصر اسم «سوريا الكبرى».[45][46] بعدقدوم المسلمين، أطلق لقب «شوام» على سكان المنطقة الذين وعلى مراحل متعاقبة اتخذواالعربية لغة تخاطب يومي، أما ناطقي السريانيةومعتنقي طقسها فقد أطلق عليهم لفظ «سريان»، وهو بدوره أحد تحريفات لفظ سوريا. أما الإشارة إلى الأرض، فالتسمية التي شاعت هي الشام، وعموم حدودها تشمل الأراضي الممتدة منالبادية حتى البحر، وأما لفظ «سوريا» فاستعماله انحصر بمعنى فعل ماضي للإشارة إلى البلاد أيام الحكم الروماني البيزنطي، وقد ورد عندياقوت الحموي بهذا المعنى. وعلى الرغم من استبدال تسمية سوريا بالشام فقد ظلت الأولى شائعة في اللغات الأوروبية فاستعملها الرحالة الأوربيون مثلقسطنطين فولنيويوهن بركهارت ولاحقا المرسلون الأمريكيون في تلك المنطقة في أوائل القرن التاسع عشر.[47]
عاد المصطلح للظهور، خلال حكمالدولة العثمانية، فظهرتولاية سوريا، واصطلح "الولايات العثمانية السورية" على ولايات دمشق، وحلب، وبيروت، وثلاث متصرفيات ممتازة ترتبط مباشرة بالباب العالي هيمتصرفية الزوروجبل لبنانوالقدس، وغالبًا ما كانت تحكم الولايات أسرة واحدة مثلآل العظم، أو تجمع إلى والي واحد مثلأحمد باشا الجزار. خلال القرن التاسع عشر "أخذ الانتماء القومي يتجه نحو الأرض، بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو العشائري أو المذهبي، كانت الأرض تشمل الولايات السورية العثمانية الثلاث، وعلى هذا الأساس ظهرت جامعات مثل الكلية الإنجيلية السورية في بيروت، وصحيفة نفير سورية للبستاني، وموسوعة "تاريخ سوريا الديني والدنيوي" للدبس، والمطبعة السورية لخليل الخوري عام 1858، وكتاب «خرابات سورية» أول كتاب حمل الاسم بالمعنى الحديث، كما تأسست الجمعية السورية عام 1847 بمساعي مرسلين أمريكيين وكان هدفها "ترقية العلوم نشر الفنون"،[48] و"الجمعية العلمية السورية" عام 1857 والتي اعترفت فيها السلطة العثمانية وعرفت عن نفسها بكونها "تمثل الوحدة الوطنية، والاعتزاز بالتراث"، وأخيرًا، قام والي سوريا رشيد باشا بنشر جريدة «سورية» باللغتين العربية والتركية لتكون أشبه بصحيفة رسمية؛[49] وحين صدر قانون الولايات الجديد سميّت ولاية دمشق باسم ولاية سوريا خلافًا للتقليد العثماني الذي ينصّ على تسمية الولايات بأسماء عواصمها؛[50] وكان للمدارس الأجنبية وسلسلة المدارس الوطنية الحكومية التي أنشأهاإبراهيم باشا ثممدحت باشا دورًا بارزًا في نشوء الهوية، وهكذا فإن الهوية السورية الحديثة في الأدب والسياسية والاقتصاد قد نشأت.[51]أمين الريحاني كتب:[52]
أنا سوري أولاً، لبناني ثانيًا [من منطقة جبل لبنان]، وماروني بعد ذلك.
تزامنًا مع نمو «الهوية السورية» كانت تنمو «الهوية العربية» على أساس اللغة، والمصالح المشتركة في الاقتصاد، والدين؛ ولم يكن هناك تناقض بين الهويتين: «الذين طالبوا بسوريا مستقلة، كانوا يدعمون أفضل العلاقات مع الدول العربية الأخرى لا سيّما مصر؛ والذين طالبوا بدولة عربية واحدة مستقلة، مركزية أو لا مركزية، لم يلغوا أو يطمسوا خصوصيات المجتمع السوري وهويته الثقافية المتنوعة».[53] رغم ذلك، فإن شخصيات ذات تأثير وبعض الأوساط أمثال رئيس الوزراء اللاحقحقي العظم قال: «إن جميع السوريين، المسلمين قبل المسيحيين، يرفضون الحكم الديني مجددًا... جميع السوريين يرفضون سلطة ملك يقبع فيالحجاز»، في إشارة الشريفالحسين بن علي.[54]
بعد انهيار الدولة العثمانية، تأسست العديد من الأحزاب والجمعيات، مثل اللجنة السورية المركزية، حزب الاتحاد السوري، لجنة العمل للوحدة السورية، ولجان الدفاع عن الاستقلال برئاسة الشيخ كامل القصاب؛ وكانفيصل بن الحسين يوقع ويتكلم بوصفه «أمير سوريا» منذ 1918، وخلال زيارته حلب في 9 يونيو قال:[55] «نحن جسم واحد، لا يفرق بيننا اختلاف المذاهب، نحن سوريون قبل موسى وعيسى ومحمد، تجمعنا الحياة ولا يفرقنا سوى الموت.... لنحترم أنفسنا، وإلا كيف سيحترمنا الأجنبي».غير أن الأمر سار عكس ذلك، لم تعترف الدول الكبرىبالمملكة السورية العربية، واحتلّت فرنسا دمشق بعدمعركة ميسلون، وأصدر هنري غورومراسيم تقسيم سوريا إلى ثمانية كيانات بين 1920 - 1921 ودعاها «دول الشرق»؛[56] كان غورو كما عدد من الأوساط الثقافية لاسيّما في لبنان لا تدعم أي شكل من الوحدة، لا يزال لهذا التيار أنصاره ومنهم بولس النعمان الذي وجد أنه لا يمكن اعتبار الشعب واحدا «لتباين المكونات الثقافية والعرقية للمنطقة، بما يناقض وحدته بشكل صارخ»، ويفضل أنصار هذا التوجه الإشارة إلى «البلدان السورية».[57][58][59]
صدرتمراسيم تقسيم سوريا إلى ثمانية كيانات، غير أنها لعبت دورًا في تثبيت الهوية السورية بدلاً من طمسها. وقد كتب المفوض الفرنسي اللاحق الجنرال كاترو: «تفكيك البلاد كان له رد فعل عكسي، إن غورو قد أخطأ في الأمر، وأمام الحصاد المر لهذه التجربة، أردت إعادة توحيد البلاد المفككة»،[60] في حين أن المؤرخ ميشيل كريستيان دافت قال: «حاولوا [الفرنسيون] بكافة الوسائل مقاومة كل تطور للشعور الوطني الوحدوي»،[56] وحسب شهادة المؤرخيوسف الحكيم، فإن العمل الوطني لم يتوقف رغم التفكيك: «لم تقف خيبة أمل السوريين عند حد احتلال البلاد في نهاية الحرب العالمية الأولى، بل ازدادت بإعلان المفوض الفرنسي تقسيم ما بقي من سوريا إلى دويلات أو مقاطعات مستقلة»؛[61] ويشير: «بعد أن غدا الانتداب والتقسيم أمرًا واقعًا، وبعد إتاحة حرية الصحافة والتجمّع، أخذ «الوطنيون» من أعضاء الجمعيات والأحزاب يطالبون بالوحدة السورية في الصحف والخطب والمجتمعات». إعلان 28 يونيو 1922 عن المفوض الفرنسي اعتمد أخيرًا ذكر «الدول السورية» وقد أطلق عليه اسم إعلان «جمع الشمل» وكونه خطوة أولى نحو الوحدة والاستقلال.[62] غير أن الحدث الأبرز على صعيد الوحدة والهوية كانالثورة السورية الكبرى، التي امتدت منالسويداء «المستقلة» جنوبًا لتشمل معظم مناطق البلاد. النداء إلى الثورة وجهه آخر أغسطس 1925سلطان باشا الأطرش، بعد أن اختاره الوطنيون زعيمًا للثورة السورية الكبرى، وكانت «وحدة البلاد» أولى نقاطها، في حين دعت النقطة الثانية لاجراء انتخابات جمعية تأسيسية تصوغ دستور للبلاد «يعتمد مبدأ سيادة الأمة»، ومما وجهه سلطان باشا في النداء الذي يعد أول خطاب موجه للشعب استخدم فيه الدلالة «للشعب السوري» بعد الانتداب:[63]
احتفالات أهالي مدينة دير الزور بإنهاء الإنتداب الفرنسي على سوريا.
أيها السوريون، لقد أثبتت التجارب أن الحقّ يؤخد ولا يعطى. فلنأخذ حقنا بحد السيوف، ولنطلب الموت توهب لنا الحياة.
استطاعت فرنسا قمع الثورة عام 1927، غير أن أهدافها باجراء انتخابات تأسيسية في «الدولة السورية» التي استحدثت عام 1925 وكانت تشمل دمشق وحلب ولواء الجزيرة فحسب، قد تحقق بوضعدستور 1930، والذي نصّ في مادته الثانية بأنّ «لا عبرة لأي تقسيم، طرأ على البلاد السورية بعد الحرب العالمية». وفي عام 1928 اتحدلواء إسكندرون بالدولة خلال رئاسةأحمد نامي، وفي عام 1936 كانالإضراب الستيني السبب الرئيسي في عودة اللاذقية والسويداء، وبالتالي تثبيت الهوية السورية بشكلها المعاصر عام 1936، ضمن ما عرف باسمالجمهورية السورية الأولى.
بعدالجلاء،وهزيمة 1948، ظهرت خلال الخمسينات دعوات نحو الوحدة مع العراق «للعلاقات التاريخية والاقتصادية» يدعمها مشروعسوريا الكبرى ووحدةالتاج الهاشمي. أفشل الجيش هذه المحاولات، وصرّح قائد الجيشأديب الشيشكلي بأنه «لا يمكن أن نسمح أبدًا لأي قوى سياسية، أن تعمل على استيلاء بغداد على دمشق. دمشق هي عاصمتنا».[64] الحلف المقابل، والتصاعد، كان القومية العربية ممثلةبالنهج الناصري تحديدًا، خلال الخمسينات، والتي استعملت مصطلحات من طراز «الشعب العربي في سوريا» بدلاً من «الشعب السوري» في أدبياتها. تمكّن هذا التيار المتصاعد، من تحقيق الوحدة مع مصر بقيادةجمال عبد الناصر عام 1958 تحت اسم «الجمهورية العربية المتحدة». «الوحدة» لم تكن بناءً على توافق شعبي سوري، ونظر إليها بكونها «صفقة قام بها جناحالقوتلي في الحزب الوطني، والبعثوحزب التعاون برئاسة رئيس الوزراءصبري العسلي» بل أسماها البعض «انقلاب».[65] لم تؤد الوحدة لطمس معالم الهوية السورية، بل ساهمت بترسيخها، فظهرت مصطلحات مثل «تهميش السوريين»، و«الانتداب المصري على سوريا» ولقّب المشيرعبد الحكيم عامر «بالمفوض السامي المصري» استذكارًا لما كان يتم أيام الانتداب الفرنسي. كذلك الأمر، لم يكفّ عن تسمية سوريا بسوريا، رغم أن التسمية المعتمدة رسميًا هي «الإقليم الشمالي». جرت عدة محاولات انقلابية في سوريا، قبل أن ينجح الجيش في 28 سبتمبر 1961 من فك الارتباط بمصر؛ غير أن اسم البلاد الرسمي أضيف إليه كلمة «العربية» بحيث بات الجمهورية العربية السورية.
استقرار السوريين الحضري يعود للألف الثامن قبل الميلاد، في تل مربيط على الفرات، وستمرخو شرق اللاذقية، ومناطق في ريف دمشق. مجموعة من أقدم المستوطنات البشرية خارجأفريقيا وجدت في سوريا ومحيطها.[66][67] ظلّ التنقل القبلي فيبادية الشام وبعض مناطق الجزيرة موجودًا، وقوامه الأساسي القبائل العربية التي وجدت فيها من قبل الإسلام، وتوطن بعضها فيالعهد الأموي فيسهل الغابوريف دمشق، في حين أن توطن غالبيتها لن يتم قبلالقرن الثامن عشروالقرن التاسع عشر بجهود الدولة العثمانية، وإن نشوء أو ازدهار مدن مثلدير الزور،والبوكمال،ومنبج، يعود بشكل أساسي لتوطين البدو في تلك المرحلة؛ والذي تتابع في القرن العشرين لاسيّما بعد تأسيسسد الفرات.[68][69] لا تزال أعداد قليلة من البدو تعيش في حالة متنقلة ضمن الخيام، الوجود العشائري المستقر هو الغالب في الشرق والجنوب، بحيث تحافظ العشائر على عادتها وزعاماتها التقليدية، في إطار من البنية الريفية - الحضرية.
الريف السوري واسع النطاق، ويشكل نحو 46% من السكان، وعمله الأساسي في الزراعة كما في السياحة لبعض المناطق الريفية. بنتيجة تضخم الريف وتحديثه، فقد تحولت بعض المناطق التي نسبت تاريخيًا إلى الريف إلى مدن صغيرة ومخدّمة بشكل جيد، مثلدوماومصياف. في حين حافظت مناطق ريفية أخرى على طابعها القروي - الزراعي، مثلمحافظة ادلب التي هي في الأساس محافظة زراعية، وكذلك معظم ريف حلب. القيم التقليدية، وتدني مستوى التعليم، والأسر الكثيرة العدد المترابطة الوشائج، هي أبرز سمات الريف الزراعي السوري. أغلب الفلاحين تملكوا أراضيهم في أعقاب تأميم أراضي الإقطاع، وبحسب التقديرات الحكومية، فإن تنمية الريف السوري ماديًا يعد «حاجة ملحة».[70][71][72]
أما المدن، ويشكل عدد سكانها نحو 53% من السكان، فقد تضخمت نتيجة الهجرة من الريف منذ منتصف القرن العشرين،[73][74][75] حتى تضاعف عدد سكان بعضها مثل اللاذقية وحمص خلال عقود قليلة، وظهرت الضواحي السكانية المرتبطة بقلب المدينة جبنًا إلى جنب مع الأحياء العشوائية وغير المخدمة التي تقطنها العائلات الأقل دخلاً. في بعض المدن مثل دمشق، تمت عملية هجرة عكسية من المدينة نحو ضواحيها والمدن الأخرى، نتيجة غلاء المعيشة في المدينة. تعتبر المدن السورية، معقل الطبقة الوسطى والأكثر تعليمًا، ومركز الأعمال التجارية والصناعية، وتلحق بأغلبها مدن أو مناطق صناعية. بعض التجمعات الحضرية الكبيرة، تحمل سمات الريف أكثر من سمات المدينة مثلدرعاوحماة.
النمو السكاني في سوريا، تضاعف عدد السكان أربع مرات خلال الفترة من عام 1960 حتى 2004.
تعتبر سوريا من البلدان النامية والفتية، 40% من الشعب السوري هم أطفال، ومتوسط إنجاب المرأة السورية الواحدة 4 أطفال ويرتفع في المحافظات الشرقية عن هذا المعدل المتوسط إلى 7،[77] ما يظهر محدودية نجاح المنظمات السورية لتحديد النسل.[78] يبلغ عدد سكان سوريا بموجب توقعات 2012 22.5 مليون نسمة، بنسبة نمو 1.9% سنويًا أي حوالي 0.5 مليون نسمة سنويًا،[79] ما يخلق ضغطًا على سوق العمل، وانخفاضًا في معدل الأجور، واتساعًا في الهجرة إلى الخارج، لاسيّما الطبقة الوسطة المتعلمة.
تاريخ النمو السكاني في سوريا متقلب، فإن عدد السكان في سوريا الكبرى عشية قيام الدولة الأموية كان 3.5 مليون نسمة، غير أنه انخفض إلى مليون عشية سيطرة الدولة العثمانية بنتيجة إهمالمماليك لمعظم البلاد فضلاً عن الحروب المغولية. عدد السكان عند نهاية الحرب العالمية الأولى، كان نحوًا من 3.5 مليون نسمة، رغم المجاعة التي ضربت البلاد بداية القرن والهجرة الكثيفة إلى الخارج. ارتفع العدد إلى 4 ملايين بالغ سوري عام 1957 بموجب إحصاء رسمي، ومن الممكن ملاحظة النمو السكاني اللاحق، إذ تضاعف عدد السوريين أربع مرات بين 1960 و2004.[80]
لا تعتبر سوريا بلدًا موحدًا عرقيًا أو قوميًا، موقع البلاد ونشاطها التجاري وغناها، جعلها منطقة اجتذاب للهجرات منذ القدم. الشعب السوري في الأساس هو منالعرق السامي،[81] أقدم أشكال الهجرة هي هجرة القبائل العربية منشبه الجزيرة العربية مما قبل الإسلام، غير أن تثبيت الهوية العربية باستعراب غالبية البلاد، لم يتم قبل عصرالدولة العباسية نحو القرن العاشر. استقرار القبائل الكردية في حلب والجزيرة يعود أيضًا لمرحلة ضعف الدولة العباسية في القرن الحادي عشر وما تلاه؛ وكان للحروب الأهلية بين الأمراء، لاسيّماالسلاجقة دورًا في استيراد قبائل تركمانية لمساندتهم في الحروب الداخلية.
حديثًا، فإنالشركس الذين هجرو منالقوقاز بعدالحرب الروسية الشركسية،[82] أوجدت الدولة العثمانية لهم مجتمعات صغيرة في البلاد. غالبالدروز فيمحافظة السويداء أوالجولان، هم ذوي أصول عربية من شبه الجزيرة من قبيلة تنوخ، استقروا في الجبل منذ القرن الثامن عشر وافدين من لبنان والجليل.[83] الأرمن بدورهم، رّحلوا قسرًا من بلادهم إلى حلب ودير الزور على وجه الخصوص خلالفترة المذابح، ويوجد تجمعات أرمنية في غالب المدن السورية الكبرى؛ في المرحلة ذاتها استقرّ في الجزيرة آشوريون وافدين من شمال العراق بنتيجةالمذابح أيضًا.[84][85]
عربلواء إسكندرون الذي رفضوا ضم اللواء إلىتركيا، هاجرت أعداد كبيرة منهم مع أسرهم نحو اللاذقية وحمص ودمشق؛[86] كما يلاحظ في المدن الكبرى، لاسيّما دمشق وحلب، وجود ذوي أصول بلقانية أو ألبانية كانوا قوام الفرق العسكرية العثمانية التي أوكلت حفظ الأمن في البلاد، ثم استقرّت فيها واندمجت في نسيجها إجمالاً.[87][88] ورغم هذا التنوع الثقافي، فإن غالبية السوريين يمكن تصنيفهم في خانة العرب أو المستعربين بنسبة 86%، في حين تبلغ نسبة الأكراد نحو 9%، والأقليات القومية الأخرى كالأرمنية والآشورية والشركسيّة 4%؛[89] حسب رأي عدد من المؤرخين أمثال توري غوردون، فهذا التنوّع أثر سلبًا على وحدة البلاد وهويتها، لاسيّما مع التفرّد المناطقي:[90]
على صعيد الموقف الشخصي والعائلي، فإن غالبية السوريين، تعرّف عن ذاتها أولاً بانتمائها الديني أو الطائفي أو المناطقي، وفي المرتبة الثانية تعرّف عن نفسها «كمواطنين سوريين».
تفيد أغلب النظريات بنشوء مورثةهاپلوغروپ J1 في بلاد الشام، غير أن إحدى الدراسات الحديثة من عام 2010 تفيد بأنها نشأت في منطقة أكثر بعدًا إلى الشمال، انتقل أهلها تدريجيًا إلىشبه الجزيرة العربيةوالهلال الخصيب.[91] تنتشر هذه المورثة في سوريا حسب الدراسات الجينية بما يقارب 33.6% من السكان، ترتفع في نسب مأخوذة من إسماعيلي دمشق إلى 59%، وفي حماه إلى 47%، وتنخفض في جبال العلويين إلى 26%، كما أنها في السويداء بنحو 15% فقط، وبين ناطقي الآرامية فيمعلولا 6.8% فحسب. تعتبر هذه المورثة إحدى المورثات المنتشرة بكثرة بين العرب، وترتفع في شبه الجزيرة العربية، وبين العرب البدو،[92][93] ولذلك يمكن اعتبارها «مورثة عربية».
من المورثات الأخرى ذات الانتشار، هي المورثة آر 1. بي. والمتواجدة في سوريا بنسبة 15%، وغالبية حاميلها يتركزون حاليًا في فيأوروبا الغربية غير أن منشأها هو في آسيا الغربية أي في المنطقة التي تقع فيها البلاد؛ المورثة الثالثة هيإي.1.بي1.بي الأفريقية المنشأ، توجد أيضًا في سوريا بنسبة 10% بين السكان، وترتفع بين الدروز إلى 15%.
التنظيم السياسي للسوريين قديم للغاية، على سبيل المثال فإن من أقدم جمهوريات العالمإيبلا، حيث كان الملك ينتخب لعشر سنوات غير قابلة للتجديد.[94] حين كانت البلاد جزءًا من الإمبراطوريات الكبيرة المتعاقبة «لم تحكم ذاتها بذاتها»،[95] وأغلب الولاة أو الموظفين الإدرايين وحتى العسكريين، كانوا من غير أبنائها. منذ القرون الوسطى، وحتى القرن العشرين، كانتالعشائر تنظم ذاتها بأعراف وتقاليد محلية، وقد لحظ النظام القانوني في الجمهورية الأولى استقلال العشائر في القضاء والأحوال الشخصية، وفق عاداتها. أما في الريف، فإن سلطة الإقطاع المحلي كانت السلطة العليا، وفي المدن، كان لكل حيّ وجهاءه الذين يسيرون أموره الداخلية، ويشكلون صلة الوصل بين السلطة المحلية والسكّان.
أول إصلاح في البنية السياسية، كان بعددخول إبراهيم باشا إلى سوريا، إذ أصلح النظام الضريبي، وساوى بين المواطنين، وعيّن للمرة الأولى مجالس بلدية منتخبة من سكان البلاد لإدارتها.[96][97][98] حافظ العثمانيون جزئيًا على إصلاحات إبراهيم باشا، وتكاثرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الجمعيات الأدبية والسياسية المطالبة بالإصلاح الجذري في الدولة، ومع نهايةالحرب العالمية الأولى استقلت سوريا عن الحكم العثماني، غير أنها خضعتللانتداب الفرنسي بعدحكم وطني قصير.
حفل توليهاشم الأتاسي الرئاسة في مبنى المجلس النيابي، 21 ديسمبر 1936، ويظهر في الصورة ملقيًا خطابه الأول.مظاهرة في مدينةبانياس الساحلية في 6 مايو 2011، ضمنأحداث سوريا.
حصلت عدة انتفاضات ضد الوضع، مثلأحداث الثمانيناتوأحداث القامشلي عام 2004، وبعض المحاولات الإصلاحية مثلربيع دمشق عام 2001؛ غير أنالأحداث المندلعة منذ 2011، والمستمرة إلى الآن، والتي تعتبر جزء منالربيع العربي، ستؤسس للجمهورية الثالثة، ومعها دستور ونظام حكم جديدين. حاليًا ينصّ الدستور على التعددية الحزبية والاقتصادية،مجلس الشعب ينتخب كل أربع سنوات ويمثل السلطة التشريعية، هناكعدد كبير من الأحزاب والحركات السياسية الصغيرة، والمنضوي بعضها في اتحادات مثلالمجلس الوطني السوري. النظام رئاسي، يتمتع بموجبه رئيس البلاد بصلاحيات واسعة، كما يعد نظام وحدوي، للحكومة المركزية مطلق الصلاحيات.[104][105]
صدر قانون الجنسية الحالي عام 1969، القانون السابق صدر عام 1961 في أعقابالانفصال عن مصر. بموجب القانون، فإنه يعد سوري بالدم، كل من ولد من أب سوري، ولا يحق للأم السورية أن تمنح جنسيتها لأولادها رغم الاعتراضات التي تثيرها هذه المادة.[106][107] ينصّ القانون على عدم جواز تنازل السوري عن جنسيته السورية حتى لو طوعًا إلا في حال تجنسه بجنسية أخرى دون موافقة الدولة،[108] كما ينصّ على إمكانية المتحدرين في أصل سوري «استعادة» جنسيتهم إن هم شاؤوا ذلك،[109] وفي المقابل لا يلحظ القانون حق المغتربين بالتصويت في الانتخابات. ينظم القانون أيضًا أحوال الجنسية السورية بالاكتساب لا بالدم، ومن بين الشروط الإقامة المتواصلة في البلاد لمدة خمس سنوات، أو سنتين في حال زواج المرأة من سوري.[110] تمنح الحكومة أيضًاجنسية فلسطيني - سوري، للفلسطينيين اللاجئين في سوريا، ويتمتعون بأغلب حقوق المواطن السوري الأصيل.
لا يخضع جميع السوريين لقانون موحد للأحوال الشخصية، بل لمجموعة قوانين حسب الانتماء المذهبي، فبموجب الدستور السوري، فإن قانون الأحوال الشخصية يتبع الأحكام الدينية الخاصة بكل طائفة.[111] أقدم شكل للأحوال الشخصية في العصور الحديثة، لم تكن تعتمد على وثيقة مكتوبة، بل إنّ رجال دين كل طائفة يحكمون بأحكام الزواج والطلاق والميراث وسواها. أقدم تنظيم مكتوب يعود لعهد السلطانعبد العزيز الأول المعروف باسم «مجلة الأحكام العدلية» الصادر عام 1864 والمشتقة منالفقه الحنفي، والمقتصر تطبيقها على السُنّة، واعتبرت «ثورة في زمانها» رغم معارضة الأئمة المحافظين عليها.[112] سوى تقنين أحكام الشريعة في وثيقة واحدة ملزمة، فإن القانون قد نصّ للمرة الأولى على إنشاء محاكم مختلطة في حال كون المتخاصمين من مذهبين مختلفين، وقبول شهادات غير المسلمين في هذه المحاكم، كما اختصر نطاق المحاكم الشرعية بحيث سلخ عنها الفرع التجاري، ثم الفرع الجنائي.[112][113] حاول الانتداب الفرنسي تطبيق نظام موحد للأحوال الشخصية مستمد من القانون الطبيعي، لكنه فشل بنتيجةاحتجاجات عام 1939، فاقتصر تطبيقه على غير المسلمين، ثم ألغي من أساسه.[114] التعديل الأساسي الذي تمّ خلال مرحلة ما بعد العثمانيين، تمثل بقيام قضاة مدنيين بإدارة السلك القضائي بدلاً عن رجال الدين، الذين اقتصر دورهم على الناحية الدينية.
خلال عهد الجمهورية الأولى صدر قانون خاص بأحوال الطائفة الدرزية عام 1948،[115] ثم قامحسني الزعيم بتمرير قانون للأحوال الشخصية عام 1949 مستمد من القانونين المصري والفرنسي، واعتمد الفقه الحنفي أيضًا،[116] وشمل تطبيقه جميع السوريين عدا الدروز، وخصص فيه فصل لأحكام الزواج عند المسيحيين واليهود فحسب، أما في باقي الأحكام فالمعمول به هو الفقه الحنفي ذاته. بعد استلامبشار الأسد للسلطة فصل المسيحيون تباعًا عن قانون الأحوال الشخصية لعام 1949، فصدر قانون للكنيسة الأرثوذكسية ثم قانون للكنيسة الكاثوليكية عام 2006؛[117] أما تحديث قانون الأحوال الشخصية لعام 1949 بالنسبة للمسلمين، فكان أشبه بتعديلات طفيفة، دبجّت وصدرت بقانون جديد عرف أنه قانون العام 2010، والذي وجهت إليه انتقادات كثيرة خصوصًا حقوق المرأة وحقوق الطفل، وضعف تحديث الشرع والاجتهاد، وأنه «يفيض ذكورية».[118][119][120][121]
قصر السكاكيني في القاهرة، والمملوك أساسًا لعائلة السكاكيني التي هاجرت أواسط القرن التاسع عشر من دمشق إلى مصر، ويعد الآن من آثار القاهرة.
المغترب أو المهجر السوري قديم العهد، يعودللقرن التاسع عشر تزامنًا مع انطلاقه في لبنان.[122] قام الباحث محمد باروت بإعداد دراسة حول المغتربين السوريين، وقسّم مراحل الهجرة من سوريا إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي الحقبة العثمانية بين 1880 - 1922 وهاجر فيها ربع السكان نحوأمريكا الشماليةوأمريكا الجنوبية على وجه الخصوص،[122] هذه الموجة الكبيرة من الهجرة سببها الإقطاع المحلي والمجاعة التي ضربت البلاد خلالالحرب العالمية الأولى وضعف الاقتصاد فضلاً عن عوامل سياسية وثقافية أخرى حسب رأي باروت؛ ولم تتراجع بشكل كبير حتى اختفت إلا بحلول العام 1922 مع استقرار الانتداب الفرنسي في البلاد. الموجة الثانية من الهجرة بدأت في السبعينات والثمانينات، وكانأحداث الثمانينات دور في تسريع الهجرة نحو الخارج لاسيّما بعد صدور قانون يعاقب المنتمي للإخوان المسلمين بالإعدام؛[123][124] واستمرت في التسعينات، فبعد اكتشاف النفط فيالخليج العربي، وأمام ضعف الاقتصاد السوري، شكل نمو الاقتصاد الخليجي جاذبًا للعمال السوريين لاسيّما الجامعيين؛ في المرحلة ذاتها انتهتالحرب الأهلية اللبنانية وبدأت مشاريع إعمار لبنان، فاتجهت العمالة الرخيصة وغير المتعلمة إلى لبنان واستقرت فيه، ومجمل النسبة هي هجرة سوري من بين مائة سوري،[122] وهكذا فإن الموجة الثانية من الهجرة حسب باروت، كانت «قريبة» جغرافيًا، نحو الخليج للجامعيين ولبنان للعمالة الفقيرة. الموجة الثالثة من الهجرة، بدأت حسب رأي باروت في القرن الحادي والعشرين، وانخفضت بها نسبة الهجرة لتغدو سوري من بين كل 300 سوري تقريبًا يقوم بالهجرة.[122] خلالالحرب الأهلية السورية، نزح قسراً أو طوعاً بنتيجة المعارك والاشتباكات المسلحة، حواليخمسة ملايين سوري[125] إلى البلدان المجاورة لاسيّماتركيا (3.6 مليون)[126]ولبنان (929 ألف)والأردن (620 ألف)،[127] بالإضافة إلى الدول الأوروبية خصوصاًألمانيا (770 ألف).[128]
الانتشار السوري، لاسيّما في موجته الأولى، يقدر عدده بنحو 10 ملايين حسب بعض الدراسات، و12 - 15 مليون حسب دراسات أخرى صدرت عن وزارة المغتربين؛ هذا الاغتراب فقد معظم صلاته بسوريا، غير أنه يرتبط بها جزئيًا على الأقل من ناحية الأصول. الموجتين الثانية والثالثة من الهجرة، وبحكم كونها قريبة زمنيًا وجغرافيًا فلا تزال العلاقات بين المغتربين والوطن فيها قويّة، وتعتبر تحويلاتها المالية التي قدرت عام 2008 بحوالي ملياري دولار، جزءًا هامًا من القطع الأجنبي في سوريا، وحصتها في موازنة الدولة العامة حينها بلغت 17% تقريبًا.[129]
على المستوى الشعبي، فإن السوريين لا يتحدثونباللغة العربية الفصحى، إنماباللهجة السورية، ولها طريقة نطق خاصة بها إلى جانب استعمال بعض المفردات القادمة منالتركية أوالفرنسية بحكم تواجدهم في سوريا لفترات طويلة،[133] إضافة بعض المعاني المشتقة منالسريانية وهي اللغة المنتشرة قبلاً في سوريا ويشمل تأثيرها حوالي نصف المفردات الخاصة باللهجات الشامية، فضلاً عن تحوير بعض المصطلحات والأفعال فيالعربية. اللهجات السورية مقسومة أيضًا حسب المناطق الجغرافية ويمكن تصنيفها في أربع شعب جانبية، إذ يتحدث على سبيل سكان حلب بلهجة مشددة أكثر من سائر المدن في حين أن سكان الساحل السوري والمناطق الغربية يتحدثون بلهجة هي أقرب إلىاللهجة اللبنانية، ورغم هذا التنوع فإن عموماللهجات الشامية تعتبر قريبة من اللغة العربية الأصلية ويستطيع الناطق العادي بالعربية فهمها دون الحاجة إلى تعلمها بشكل مخصوص. يشرفمجمع اللغة العربية في دمشق على ضبط اللغة وتطويرها في البلاد،[134] ويعد المجمع المذكور أقدم مجمع للغة العربية في العالم.[135] كما يحدد في سوريا يوم 1 مارس سنويًا كيوم للغة العربية.[136] تفرض دراسةاللغتين الإنجليزيةوالفرنسية في مدارس البلاد الرسمية والخاصة، ويشترط حديثًا إجادة إحداها على الأقل للحصول على العمل.
الأدب الشعبي في سوريا، كان يقوم أساسًا على الزجل والأمثال الشعبية وسير الحكواتي.[137][138] الزجل هو مقاطع شعرية موزونة وملحنة باللهجة الدارجة، نسجتها واحتفظت بها الذاكرة الشعبية وتردد في الأعراس وفي المناسبات الأخرى. أما الأمثال الشعبية فهي نوع من الأدب الحكمي القصير المشتقة صوره من المجتمع والحياة اليومية. في حين أن الحكواتي هو راوي القصص في المقاهي، تروى أساسًا على عدة حلقات، وغالبًا ما يكون البطل من الشخصيات العربية الشهيرة أمثالأبو زيد الهلالي أوعنترة بن شداد، في لهجة أقرب إلى العامية منها إلى الفصحى، غير أنها تلتزم قواعد السجع وسواها. ولاتعتبر السير تاريخًا، فغالبًا ما كان الراوي يحوّر في الأحداث لتناسب ذوق المستمعين،[139] كما كانت السير غالبًا ما تقتبس من بعضها البعض، ومن الممكن ملاحظة تضخم السيرة ذاتها بمرور الوقت.[140][141] بعض الحكايات أمثال «ألف ليلة وليلة»، تروى في الأصل لمستمعين ذكور «ينشدون التسلية البذيئة، وكانت مكتوبة بشكل فج لتدغدغ مشاعر العامة غير المتعلمين».[142]
الأدب بمفهومه الحديث، يعودللنهضة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث انتشرت مدارس البعثات الأجنبية والوطنية وتأسست الجمعيات الأدبية التي شكلت أساس نهضة شعرية - أدبية في سوريا ولبنان ومصر على وجه الخصوص، أيضًا فقد كان للمغتربين السوريين واللبنانيين في العالم الجديد دورًا بارزًا في النهضة من خلال ما عرفبأدب المهجر. حديثًا، فقد ظهر العديد من الأدباء والشعراء السوريين، الذين كتبوا باللغة العربية، وعكسوا واقع البلاد والمجتمع وحققوا نجاحًا على على الصعيد المحلي فحسب، بل على الصعيد العربي والعالمي أيضًا.
الإسلام أكثر الأديان انتشارًا بين السوريين، وذو بصمة واضحة في ثقافة الشعب؛ ينتشر حسبالطائفة السنيّةوالمذهب الحنفي أساسًا، مع وجود لمذاهب ومدارس أخرىوطرق صوفية أيضًا. يعد الفقه أحد مصادر التشريع الرئيسية حسب الدستور، ويشترط في الرئيس أن يكون مسلمًا، كذلك تموّل الدولة عددًا من مدارس الشريعة وتشرف على القطاع عن طريق وزارة الأوقاف.
الدروز ويشكلون الغالبية فيمحافظة السويداء،والعلويون ويشكلون الغالبية فيجبال اللاذقية وطرطوس وريفي حماه وحمص الغربي - وقد انشقّ عنهم دين جديد هوالمرشدية - هي من الجماعات الدينية الباطنية التي نشأت في العصر العباسي المتأخر انشقاقًا عن الشيعة، واستقرّ أتباعها تباعًا في سوريا، ويشكلون بنية اجتماعية وقانونية في مناطق غالبيتهم.[143] أماالإسماعيليين، فهم يشكلون أكثرية السكان فيالقدموسومصيافوالسلمية، وكان لهم دول مستقلة خلال مراحل طويلة من التاريخ ونادرًا ما تمكن الحكم المحلي من تطويعهم.[144] هناك أيضًا مجتمعات صغيرة منالشيعة الاثني عشريةواليزيدية في البلاد إلى جانباليهود السوريين، الذين لهم وجود تاريخي منذ أيامالسبي البابلي، وكان كنيس حلب يعد من أكبر كنس العالم في حين أن كنيس الرصافة ويرقى للقرن الثاني من أقدمها؛[145] إلا أن غالبية يهود سوريا هاجروا بعد قيامإسرائيلواحتجاجات 1948 التي استهدفت أماكن تجمعهم.[146] أماالمسيحية فهي منتشرة بطقسيها السرياني والبيزنطي، إلى جانب مجموعات صغيرة أخرى، وتعتبر البلاد مقربطريرك أنطاكية التاريخي، وخرج منها الكثير من الفلسفاتوالنصوص الليتورجية والشهداء والقديسين فضلاً عن الملافنة.[147]من غير المعروف نسبة الإلحاد أو اللادينية أو نسبة الالتزام الديني بين السوريين، وعلى الرغم من أن الدستور يكفل «حرية العقيدة والرأي» إلا أن السجلات المدنية لا تلحظ هذه الحالة، بيد أنه يوجد جماعات وشخصيات وأحزاب تجاهر بذلك علنًا.
فرقة موسيقية تقليدية في حلب خلال القرن الثامن عشر.
في سوريا القديمة، منأوغاريت، وجدت أول نوطة موسيقية في العالم.[148] الموسيقى التقليدية السورية الحديثة، هي مزيج من موسيقى شرقية مختلفة أخذت من مختلف الحضارات المتعاقبة لاسيّما السريانية والتركية، وتعتبر أدواتالتخت الشرقي، هي الأدوات الرئيسية للموسيقى المحلية، والتي تعتمد أساسًا على الطرب وما يعرف «بالقدود الحلبية». بضعًا من الأغاني، يعود للذاكرة الجمعية السورية، البعض الآخر يعود لمؤلين معينين أمثالأبو خليل القباني، الذي وضع مجموعة من الأناشيد التي لا تزال تتداول إلى اليوم، وجدد بعضها خلال القرن العشرين من قبل فنانين أمثالصباح فخري.
الموسيقى التقليدية السورية تنتشر أيضًا في البلدان المجاورة، النمط البدوي من الموسيقى القائم على العزف على المزمار والربابة يتواجد أيضًا، كما أن النمط الحديث للأغاني، سواءً من فنانين محليين أو عرب أو عالميين، واسعة الانتشار لا سيّما بين الشباب.[149] أما الرقص الشعبي فهو أساسًاالدبكة، وتختلف تفاصيل حركاتها بين المناطق،والعروض بالسيف والترس وما يعرف باسم «العراضة»، إلى جانب رقص السماحوالرقص الشرقي بالنسبة للنساء، وتنتشر أيضًا لاسيّما في المدن، الأنماط الحديثة من الرقص.
ترتبط الأعياد أساسًا بالمناسبات الدينية، تقرّ الدولة اثنين وعشرين مناسبة دينية ووطنية وتعتبرها عطلة رسمية.[150] قبل الأعياد الكبيرةكعيد الفطر، تنشط حركة الأسواق لاسيّما بيع الملبوسات والحلوى. المناسبات الوطنية هي أساسًاعيد الجلاء الخاص بخروج جيش الانتداب الفرنسي من البلاد في 17 أبريل،وعيد الشهداء في 6 مايو. تتزامن الأعياد الوطنية، بإطلاق 21 طلقة مدفعية من جميع الثكنات والمواقع العسكري عشية العيد، إضافة إلى العروض العسكرية. تنظم الدولة أيضًا في مختلف المحافظات السورية،مهرجانات لاسيّما في الموسم السياحي، وعددًا من أسواق التسوق.
هناك بعض الأعياد ذات الطابع الخاص في مناطق بعينها دونًا عن مناطق أخرى، كما يوجد أعياد يحتفل بها على نطاق واسع جزء من الشعب دون أن تعتبر عطلة رسمية، مثلعيد النوروز لدى الأكراد،[151] وعيد المباهلة لدى العلويين.
صورة تعود لعام 1969 للممثلين الرئيسيين في مسلسلصح النوم.
يقرّ الدستور السوري حرية الإعلام، ويشترط عليها أخذ الموافقة والترخيص لتقوم بالبث.[152] تأسست الإذاعة السورية عام 1946، أماالتلفزيون السوري فقد تأسس عام 1959، وهو ممول من قبل الحكومة مباشرة مع سلسلة قنوات إخبارية ودرامية منوعة.[153] تموّل الحكومة أيضًا ثلاث صحف رسمية، فضلاً عن سلسلة من الصحف المحلية في المحافظات. توجه لوسائل الإعلام الحكومية انتقادات كثيرة، خصوصًا فيما يتعلق بتغطيتها الإخبارية.استثمار القطاع الخاص في المجال الإعلامي حديث العهد نسبيًا، ولم يسمح به إلا في عام 2004، ومكث ضعيفًا، وساهمت أحداث 2011، بنموه بشكل مطرد. غالب القنوات الواسعة الشعبية في سوريا هي قنوات عربية وليست سورية، ويستقبل بثها عبر الأقمار المختلفة. استقبال الإنترنت في سوريا محدود،وحوالي 20% من السوريين فقط، تستعمله بشكل منتظم.[154]
النمط البيزنطي في العمارة من بناء القصور والحصون والكنائس، كان النمط الأساسي السائد في سوريا، ولم تكن العمارة السورية متأثرة فحسب، بل كانت ذات تأثير أيضًا،[155] «أخذت حضارات الجوار من سوريا ابتكارات المعماريين السوريين القدماء في الأقواس والقصور والقباب وروح التصوير الشرقي وفن الأيقونة ومفاهيم العمارة ذات الأصول المحلية الموغلة في القدم»،[156] ومن أكبر تجلياتهكاتدرائية القديس سمعان العمودي شمال حلب، ويقوم أساسًا على واجهة مستطيلة البناء يتفرع عنها رواقان يقسمان الفناء الداخلي للبناء إلى ثلاث أقسام، تنفتح على الإيوان والحنية، وغالبًا ما يزين الجانبان بأقواس النصر وغيرها؛ ويظهر فيه بشكل واضح نمط العقد الحجري في تدعيم الأسقف.
خلال مرحلة ازدهار الدولة الأموية والعباسية، وكذلك العثمانية، اهتمّ السوريون بشكل خاص بالزخرفة والتطعيم كالتحلية بالأصداف والفضة أو الحفر على الخشب، والاهتمام المعماري الثاني كان بالنوافير في الساحات العامة من جهة، والحمامات من جهة ثانية، فضلاً عن الخانات، وهي مقرات استقرار التجار ومستودعات لبضائعهم خلال أسفارهم؛[157] والأسواق المسقوفة، أما على صعيد العمارة الدينية فإنّ المئذنة المربعة غالبًا ما تدعى «المئذنة السورية».[158] النمط المعماري لمعظم المدن السورية خلال العهد العثماني عرف باسم «البيت العربي» يتميز بالنمط باتصال البيوت ببعضها البعض من جهة الأسطح وبالأزقة الضيقة. أما ذات البناء، فيتألف من فسحة سماوية كبيرة، مع فسحة أخرى مسقوفة تدعى الإيوان، ويحوي على أطرافه غرفًا أهمها المطبخ والحرملك - مكان استقبال النساء، والزلملك مكان استقبال الرجال، وغالبًا ما يكون ذو مخرج منفصل عن مخرج البيت. أما غرف النوم فتوجد في الطابق الثاني؛ وقد امتازات البيوت العربية، بمساحتها الكبيرة حيث كانت العائلة كلها تقطن في دار واحدة، كما أنها ذات تهوية وإنارة جيدة.[159] مع القرن العشرين، انتشرت أنماط البناء الحديثة، معظم البيوت العربية تحولت إلى مطاعم أو فنادق، بعضها لا يزال مأهولاً كما فيباب توما بدمشق، ولايظهر الطرازالسوري في البناء بشكل واضح في الريف.
الأزياء التقليدية في سوريا تتألف من سروال قماشي يدعى في اللهجة العامية «شروال»، وفي القسم العلوي من الجسم قميص يعلوه صدرية مع حطّة يعصب بها الرأس، وغالبًا ما كان الزي التقليدي للرجال يترافق مع خنجر أو قطعة من السلاح. استبدلت الحطة تدريجيًابالطربوش بالنسبة لكبار السن والمتعلمين، كما يمكن استبدال السروال والقميص بجلابية هي عبارة عن رداء طويل مخيط. أما المرأة، فاللباس التقليدي يتألف من عباءة طويلة داكنة اللون بالنسبة للسيدات وزاهية بالنسبة للفتيات، وتزيّن غالبًا بأقراط ذهبية أو فضية أو يطرز بعضها، مع وشاح يعصب الرأس.[160][161] ترك الرحالة، والمؤرخين كثيرًا من الوصوف للزي التقليدي:[162]
كانت مضيفتي الفاتنة، تلبس ثوب العيد الطويل الحريري المرقش، ذا اللونين الأخضر والأحمر، أما أكمامها الواسعة شفافة تكشف عن ساعدين متسقين، وكان يحيط خضرها حزام من المخمل المزخرف بصفائح معدنية، وكرات صغيرة مجدولة، تنزلق ثم ترتاح على وركيها.
في البادية وبعض مناطق الريف السوري، احتفظ باللباس التقليدي لاسيّما بين كبار السن، حتى الوقت الراهن، مع التحويرات كإزالة الطربوش. غالب أزياء السوريين في المدينة كما في الريف، ومنذ النصف الثاني للقرن العشرين، باتت أزياء حديثة كسراويل الجينز وسواها.[163]
مأكولات من المطبخ السوري: الكباب المشوي، والبطاطا المقلية، مع مقبلات: تبولة وحمّص وبصل مشوي.
المطبخ السوري بشكل عام يتشابه مع نمط الأطعمة والمأكولات التي تنتشر في المحيط كلبنان والأردن، هناك تأثير واضح للمطبخ التركي من خلال دخول عدد من الأطباق التركية الرئيسية إلى سوريا إبان الفترة العثمانية، ومنهاالشاورما والشيش برك. لكون سوريا منطقة غنية بالأراضي الزراعية، فإن تنوّع المحصولات من خضار وفواكه ينعكس على تنوّع الأطباق والصنوف المقدمة. تعتبرالكبة،والورق دوالي،والكباب من أشهر المأكولات السورية التي تعتمد على اللحم بشكل أساسي، هناك المحاشي بأنواعها المختلفة أيضًا تعتمد على اللحم. تعتبر المناسف أيضًا جزءًا من التراث السوري في الطعام، لاسيما في مناطق مثل دير الزور ودرعا.[164] هذه الأطعمة، تسبقها عادة مقبلات، تقدم اتها في الفطور والعشاء، ومنها الحمص واللبنة والجبنة البلدية، أما الأطعمة التي لا تعتمد على اللحوم جزئيًا أو كليًا، فهي بدورها تقدم عادة ضمن الفطور، يمكن أن يذكر من ضمنهاالفتةوالفلافلوالفول، المجدرة وهي إحدى الأطباق التي تقدم على الغداء تعتمد على الأرز أو البرغل. الكثير من الأطباق السورية تلحق بها عادة صحن من الأرز؛ ولعلّالفتوشوالتبولة أشهر أنواع السلطات السورية المحلية. أما الحلويات، فهي تقسم بين ما هو معروف باسم الحلو العربيكالكنافة، أو المشترك مع الثقافة التركية أمثال المدلوقة، إلى جانب الأنواع الحديثة من الحلويات كأطباق الحلوى وسواها؛ ولدمشق نمط خاص منالحلويات الدمشقية، في حين تعتبرالكليجة من الحلويات المحلية في المحافظات الشرقية.[165][166]
تعتبر رياضةكرة القدم الأكثر شعبية في سوريا، وقد دخلت إلى البلاد بدايةالقرن العشرين وتأسس الاتحاد السوري لكرة القدم عام 1936، وفي العام التالي انضم إلىالاتحاد العالمي لكرة القدم.[167] يحويالدوري السوري لكرة القدم مائة وعشرين ناديًا يتنافس أربع عشرة منها في الفئة الأولى الممتازة، ولعلّ أبرز الأندية السورية لكرة القدم هينادي الجيش والذي يعد النادي الأكثر إحرازًا لبطولة الدوري،ونادي الكرامة والذي استطاع الوصول إلى المباراة النهائية فيدوري أبطال آسيا عام 2006،ونادي الاتحاد الذي فاز بكأس الاتحاد الآسيوي عام 2010.
تعتبركرة السلة الرياضة الثانية في سوريا، كذلك فإنرياضة الفروسية وركوب الخيل تحتل موقعًا بارزًا في الخارطة الرياضية وينظم سنويًا في اللاذقية دورة عالمية لها.[168] إلى جانب الرياضات المائية المنتشرة في الساحل كالتزلج على الماء والغوص والسباحة. سائر الرياضيات ورياضات الصالات، متوافرة غير أن شعبية انتشارها قليلة للغاية، ولعل أبرزهاكرة اليدوالرمايةوكرة الطائرةوالملاكمة، فضلاً عنالراليات وينظم سنويًارالي اكتشف سورية الدولي وقد شارك في نسخته الأخيرة حوالي مائتي مشترك من حول العالم،[169] وتنظم بعض المدن بالتعاون مع هيئات المجتمع المدني أيضًامارثونات سنوية في المدن، تكون عادة للتوعية لأهمية الصحة أو دعم قضية إنسانية معينة. وتدير الحكومة عددًا من الملاعب لمختلف الرياضات، كما تقوم بإدارة المدينة الرياضية في اللاذقية والتي تشمل على ملاعب وصالات مجهزة لمختلف الرياضيات، وكانت دورة ألعاب البحر المتوسط العاشرة عام1987 قد قامت فيها،[170] على صعيدالألعاب الأولمبية فإن رياضيو سوريا حققوا ميداليات بمعدل مدالية في كل دورة.[171]
^Jordan, Levi.""Syria Steps into Latin America"".Americas Society Council of the Americas. اطلع عليه بتاريخ2024-12-12.January 2017. Syria hopes will serve as an avenue to attract investment dollars from the one-million-strong community of Venezuelans of Syrian descent
^Nachawati, Leila.""Cómo será recordado Chávez en Siria"".ElDiario.es. اطلع عليه بتاريخ2024-12-12.Se calcula que cerca de un millón de habitantes del país tiene origen sirio, personal o familiar.
وديع بشور (1994).سوريا صنع دولة وولادة أمة (ط. الأولى). دمشق، سوريا: دار اليازجي.
ميشيل ترستيان دافيه (1984).المسألة السورية المزدوجة: سوريا في ظل الحرب الثانية. ترجمة: جبرائيل البيطار. دمشق، سوريا: دار طلاس للدراسات والنشر.
بولس نعمان (1998).محطات مارونية من تاريخ لبنان. بيروت، لبنان: دير سيدة النصر. مؤرشف منالأصل في 26 آب / أغسطس 2020. اطلع عليه بتاريخ 26 آب / أغسطس 2020.{{استشهاد بكتاب}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= و|تاريخ أرشيف= (مساعدة)
آلان نيميه (1998).العلويون. ترجمة: أحمد علي رجب. بيروت، لبنان: مؤسسة البلاغ.
يوسف الحكيم (1983).سورية والانتداب الفرنسي. بيروت، لبنان: دار النهار.