سِرِيلَنْكَا (بالسنهالية: ශ්රී ලංකා؛بالتملية: இலங்கை؛بالهندستانية: سری لنکا) أوسِرِلَنْكَة وتسمى رسمياجُمْهُورِيَّةِ سِرِيلَانْكَا الإشتِرَاكِيَّةِ الدِيمُقْرَاطِيَّة هيدولة جزرية فيالمحيط الهندي جنوبالهند بجنوب آسيا على 31 كيلومترا من رأسها الجنوبي، وقد عرفها المسلمون باسمسَرَنْدِيبَ[21] ثمسَيْلَان، ولم تعرف باسمها الحالي إلا حديثا أي بعد 1972، ولها عاصمتانسِرِي جَيْوَرْدَنَبُورَة كُوتَةوكلنبة، الأولى مقر السلطة التشريعية والثانية محل السلطتين القضائية والتنفيذية وهي كبرى مدن الجزيرة.
سريلنكا دولة ذات إرث حضاري عريق، يمتد عبر ثلاثة آلاف سنة. لعبت بفضل موقعها الاستراتيجي في ملتقى الطرق البحرية الرئيسية، الرابطة بين غربآسيا وجنوب شرق آسيا، دورا مهما إبان فترةطريق الحرير وصولاًللحرب العالمية الثانية، حيث كانت قاعدة هامة لقواتالحلفاء في الحرب ضداليابان. حكمت سريلنكا، على امتداد ألفي سنة من طرف ممالك محلية، ثم احتلت أجزاء منها من طرفالبرتغالوهولندا في بدايةالقرن السادس عشر، قبل أن تسيطر الإمبراطوريةالبريطانية على البلد بكامله في1815. نشأت حركة سياسيةقومية، في أوائل القرن الماضي وناضلت من أجل الحصول على الاستقلال السياسي، الذي تأتّى في سنة1948 بعد مفاوضات سلمية مع المحتل البريطاني. تميز تاريخها المعاصر بالحرب الأهلية العنيفة التي امتدت قرابة ربع قرن من1983 إلى2009، بين متمردينمور التاميل الانفصاليين والجيش السريلنكي، والتي انتهت لفائدة الدولة المركزية.[22]
تعتبر سريلنكا من المعاقل الأولىللبوذية، وبها كتبت أولى النصوص المعروفة لهذه الديانة. حالياً، هي بلد متعدد الأديان والأعراق واللغات. 70 بالمائة من السكان يدينونبالبوذية والباقي موزع بينالهندوسيين (12%)والمسلمين (10%)[23]والكاثوليكيين (6%)والبروتستانتيين (1%).[24] على المستوى العرقي، يشكل السنهاليون غالبية السكان (75% في 2012) إضافة إلى التاميل (11%)، الذين يتركزون في شمال وشرق الجزيرة. تتوزع الطوائف الأخرى بينالعربالتاميل والهنود والماليزيين والبورغر (أحفاد المستوطنين الأوروبيين).[25] لسريلنكا لغتان رسميتان[26]،السنهالية، التي يتحدث بها ثلاثة أرباع السكانوالتاملية(26%).
نظام الدولةجمهوريرئاسيوممركز، وعاصمتها هيسري جاياواردنابورا كوتي التي تقع في الضاحية الشرقية لمدينةكولومبو. تشتهر الجزيرة بإنتاج وتصديرالشايوالبنوالمطاطوجوز الهند، وتعرف سريلنكا انتقالا تدريجيا إلى الاقتصاد الصناعي الحديث، ويتمتع سكانها بأعلى دخل للفرد فيجنوب آسيا. تشتهر سريلنكا بجمال طبيعتها المتمثل في الغابات الاستوائية والشواطئ والمناظر الطبيعيةوبتنوعها الحيوي، فضلاً عن التراث الثقافي الثري، الذي جعلها مقصداً سياحياً عالمياً شهيراً. تشتهر سريلنكا بتسميةدمعة الهند[27]، نظراً لموقعها الجغرافي، إضافة إلى تسميةأرض الشعب المبتسم.[28]
على مر التاريخ، تمت تسمية سريلنكا بأسماء متعددة، سواء من طرف الرحالة أو المؤرخين، أو من طرف الأمم التي استعمرتها. سماهاالجغرافيوناليونانيون القدامى باسمتابروباني (Taprobane)، وهو الاسم الذي أطلقه أونيسيكريتوس (Onesicritus)، على الجزيرة الواقعة جنوبشبه الجزيرة الهندية، وهو الذي كان ضمن أعضاء بعثةالإسكندر المقدوني العسكرية في آسيا.[29]
اسم الدولةبالسنهالية هو ශ්රී ලංකා، (وتنطقسري لامكا) وتسمية الجزيرة ලංකාව (و تنطقلامكافا).باللغة التاميلية كلاهما تسميان இலங்கை (و تنطقإيلانكاي). الكلمتان مستنبطتان مناللغة السنسكريتية واستعملتا في الملاحمالهندية القديمة لوصف الجزيرة، بطريقة تبجيلية تعني تقريبيا الجزيرة الجميلة والمشعة.[32] في1972، تغيرت تسمية الدولة إلىجمهورية سريلنكا المستقلة وذات السيادة، ثم إلىجمهورية سريلنكا الاشتراكية الديمقراطية، سنة1978.
النشيد الوطني المعتمد هوسريلنكا ماثا، وتعني أمنا سريلنكا. كلماته وموسيقاه من تأليفأناندا ساماراكون في1940، وتم اعتماده رسميا في1951. كان النشيد في الأصل مجرد أغنية وطنية تتغنى بالحرية والوحدة والاستقلال، ولم يؤلفها ساماراكون بنية اعتمادها كنشيد وطني. حازت الأغنية، خلالالأربعينات شعبية كبيرة، واعتمدت، بصفة غير رسمية، كنشيد وطني ثلاث سنوات بعد استقلال سريلنكا. في1978، تمت دسترة النشيد وترسيمه في ثاني دساتير الجمهورية.[33] النشيد السريلنكي يغنى بلغتين:السنهاليةوالتاملية، مع امتياز للصيغةالسنهالية التي تستعمل في غالبية التظاهرات الرسمية.[34]
تم تصميمعلم سريلنكا بدقة ورمزية عاليتين، حتى يعبر عن الهوية الثقافية للبلد، مع مراعاة ثقل الروافد الدينية والعرقية المشكلة لهويته. العلم الأصلي مستلهم من الذي اعتمد تحت حكم آخر ملك سريلنكي، قبلاستعمارالبريطانيين للجزيرة، سري فيكراما راجاسينغا، والذي كان على غرار العلم الحالي، يتوسطه أسد شاهراً سيفه. خلال حكمالاستعمار البريطاني لسريلنكا، تم التخلي عن علم الأسد لفائدة علم يدمج علامةأكروتيري ودكليا المميزةللمستعمرات البريطانية.
بعد استقلال سريلنكا عنبريطانيا في1948، أعيد اعتماد العلم الملكي، قبل أن يكلف أول رئيس وزراء بعد الاستقلال،دون ستيفن سيناناياكي، لجنة لتصميم علم جديد يراعي التعددية الدينية والعرقية للدولة. فيفبراير1950، صادقت اللجنة على العلم الحالي، الذي حافظ على الأسد التقليدي، الذي يرمز إلى المكونين السنهالي والبوذي، مع إضافة شريطين عموديين، أحدهماأخضر يرمز إلى الأقليةالمسلمة والآخربرتقالي يرمز إلى الأقليةالهندوسية.[35]
تمثال أفوكنا الذي يمثلبوذا، والذي نحت خلال عهد الملك داتوسينا في القرن الخامس
كانت سريلنكا مأهولة فقط بعرق الفيدا (الذين يقدر عددهم حاليا بثلاثة آلاف نسمة)، قبل ان يتم استيطانها، بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، من طرف شعوب هندوأوروبية قدمت من شمالالهند[39]، والتي تعتبر سلف السنهاليين المعاصرين. في حدود القرن الثالث ق.م، انتشرت البوذية في الجزيرة، على يد الأمير الهندي ماهيندا، ابن الإمبراطورالبوذيأشوكا.[40]
قرنين بعد ذلك، عرفت الجزيرة موجات استيطانية من طرفالتاميل الذين قدموا من منطقةتاميل نادو جنوبالهند. على امتداد القرون، تكتل العرقان السائدان (السنهالي والتاميلي) في ممالك صغيرة، منفتحة عرقياً، حيث مكنت الزيجات المختلطة بين العرقين من الحفاظ على أمن اجتماعي نسبي. رغم ذلك، ظل هاجس التوتر العرقي جاثما على الجزيرة، بفعل إنتاج المنظومة الاجتماعية البوذيةلعقدة استعلاء لدى المكون السنهالي تجاهالتاميليين.[40] بين القرنين الثامن والثالث عشر الميلاديين، أدىالتوسع الإسلامي وازدهار التجارة العربية فيالمحيط الهندي إلى استيطان العرب المسلمين للجزيرة، واختلاطهم بسكانها، خصوصا التاميل منهم.[40]
تابروباني Taprobane، الإسم الإغريقي لسيلان، في كتاب Cosmographia Claudii Ptolomaei Alexandrini المنشور سنة1535.
كانالبرتغاليون أول قوةإمبريالية أوروبية تستعمر الجزيرة. في1505، رست باخرةالبرتغالي لورينسو دي ألميدا Lourenço de Almeida بميناءكولومبو، والذي تمكن من انتزاع احتكار تجارةالتوابلوالقرفة.[39] امتدت عملية التغلغل الاستيطاني بين1505و1568، وشملت كل مساحة الجزيرة باستثناء منطقةكاندي الجبلية، ورافقها نشاطتبشيريكاثوليكي مهم.[40] انطلق الاستعمار البرتغالي من شمال الجزيرة، ذي الغالبيةالتاملية، وقام البرتغاليون بتنصير قسري للساكنة التاملية، رافقه تدمير مجموعة من المعابدالهندوسية. سمى البرتغاليون الجزيرة سيلاو (Ceilão)، وقسموا الجزيرة إداريا إلى جزأين موافقين للمنطقتينالتاملية والسنهالية، أرسوا فيهما نظامين للإدارة والقضاء، استعملت فيهماالبرتغالية كلغة وثائق رسمية.[40] خوفا من أن تؤدي هذه الهيمنةالبرتغالية إلى تلاشي مملكته، قام ملككاندي بالاستنجادبالهولنديين، أشرس منافسي البرتغاليين التجاريين فيآسيا، آنذاك. انطلاقا من1638 سيبدأ الهولنديون في بسط سيطرتهم على الجزيرة عبر الاستيلاء علىباتيكالوا (في الساحل الشرقي الأوسط)، ثمترينكومالي (في الشمال)، ثمكولومبو (الساحل الغربي) ثمجفنا سنة1658. انتهى التواجدالبرتغالي في الجزيرة في سنة1668.[40]
تمثالبوذي من القرن 12 فيبولوناروا، إحدى العواصم السابقة لسريلنكا.
غيرالهولنديون اسم الجزيرة إلى زيلان Zeilan، واستمروا في نهج تمييز إداري بين المنطقتين السنهاليةوالتاملية، مع تفضيلللتاميل الذين كانتلغتهم تستعمل في الوثائق الرسمية، إلى جانبالهولندية.[41] على غرارالبرتغاليين، قامالهولنديون بنشر منظومتهم الدينية،الكالفينية، والتي دخلت فيها شرائح واسعة من التامليين والسنهاليين، لاعتبارات اجتماعية واقتصادية. انتقلت العدوىالتبشيرية إلى الساكنة الأصلية، والتي أصبحت ترزح تحت (و تتبنى) نوعين من التبشير المسيحي،كاثوليكيوكالفيني، والذين اتسما بالشراسة ونميا مظاهر القمع والتمييز الرمزيين داخل الجزيرة. تأثر الخطابان الدينيانالهندوسيوالبوذي داخل الجزيرة، بهذا السياق، وتحولا إلى تبني خطابات وآليات اشتغال أكثر تطرفا، عند نهاية الوجودالهولندي بالجزيرة.[40] في نهايةالقرن 18، خاضالفرنسيون[42]والهولنديونوالبريطانيون، منافسة شرسة للسيطرة على تجارةالمحيط الهندي. فيشتنبر1795، قررتبريطانيا الاستيلاء على المستعمرات الهولندية، فحاصرت ميناءترينكومالي (في الساحل الشرقي لمنطقة التاميل) واستولت عليه في ظرف ثمانية أيام. قبل نهايةأكتوبر الموالي، كانتبريطانيا قد سيطرت على مجمل موانئ الجزيرةكماناروباتيكالوا. استكملت بريطانيا استعمار غالبية الجزيرة فيفبراير1796، وأطلقت عليها تسمية سيلان Ceylon، لتضمها في1802كمستعمرة ملكية بريطانية.[39][40]
ظلت مملكةكاندي، صامدة في وجه الاحتلال البريطاني، إلى أن سقطت في1815.[39] قام البريطانيون بإرساء إدارة موحدة على سائر الجزيرة، وبتطوير زراعاتالهيفياوالشاي. بهدف توفير اليد العاملة الكبيرة التي تستلزمها هذه الزراعات، قام البريطانيون بجلب عمالتامليين هنود منشبه الجزيرة الهندية، وهو ما أدى إلى ظهور صنفين من التامليين في سريلنكا: الهنود والأصليون.[40]
قام البريطانيون بوضع نظام تعليمي مسير من طرف الإدارة الاستعماريةوالكنيسة الأنجليكانية، في آن واحد. تم تهميش التعليمالبوذي التقليدي، مما أدى إلى إضعاف السلطة الرمزية والمجتمعية التي كان يتمتع بها الرهبانالبوذيون داخل المجتمع السنهالي. أدى فصل المكون البوذي عن تسيير الشأن العام إلى تنامي الاحتقان لدى الطائفة السنهالية،البوذية العقيدة. حاولت البعثاتالأنجليكانيةاستيعاب الساكنة ثقافيا، عبر التعليمباللغة الإنجليزية، بنية نشر قيم الحضارة الغربية. قامت الحكومة الاستعمارية بإنشاء مدارس عمومية موجهة لأبناء المستوطنين الإنجليز في مدنكولومبووكاندي وغالي، وشكلت هذه المدارس فرصة للسريلنكيين للارتقاء الاجتماعي، إلا أنه سرعان ما تم الحد من انفتاح هذه المدارس على الساكنة الأصلية، بسبب تخوف السلطة الاستعمارية من أن تخلق هذه المدارس جيلا من السريلنكيين المتنورين الذين قد يترفعون عن المهن الزراعية الضرورية للاستغلال الاستعماري. كان الحاكم العام البريطاني في1889 أول من سن هذه السياسة الإقصائية، وأكدت لجنة1906 حول التعليم هذه السياسة في توصياتها.[40] ساهمت السلطة الدينية في هذه السياسة حيث أعلنأسقفكولومبوالكاثوليكي، بأن تعميم التعليم الإنجليزي يمكن أن يدفع السكان الأصليين إلى تحدي السلطات الاستعمارية. وهكذا ولد واقع تعليمي بمفارقة صارخة بين المدارس الإنجليزية (التي كانت ضم 84000 تلميذا فقط في 1931) والمدارس المحلية (التي ضمت 476000 في 1931).[40]
كانت سياسة البريطانيين تجاه العرقين الرئيسيين مختلفة، إذ قاموا بتفضيلالتامليين على السنهاليين، ويعزي كثير من المؤرخين إرهاصات الحرب الأهلية التي دمرت البلد في نهايةالقرن العشرين، إلى هذه الفترة. قام البريطانيون بتمييز التاميل إيجابيا، بحكم أنهم نجحوا فياستيعاب نظرائهم في الهند (التاميل نادو) في السابق، وأدى هذا التمييز إلى حصول التاميل على تمثيلية مهمة داخل الإدارة والتعليم والمهن المرموقة، تفوق بكثير ثقلهم الديمغرافي (الذي كان 15%): 30% من مناصب التدريس، 40% من الوظائف الحكومية، وأكثر من 50% في مهن المحاماة والطب. خلق هذا التمييز شعوراقوميا تحرريا لدى السنهاليين وكراهية تجاه الإنجليز والتاميل على حد سواء. ولدت حركة وطنية مقاومة سنهالية الهوية، دفعت الحكومة البريطانية، في1931، إلى منح سيلان حكما ذاتيا. في1944، كلفت حكومة بريطانيا لجنة سولبوري Soulbury بإيجاد خارطة لأجرأة انتقال السلطة إلى السيلانيين، تراعي التنوع العرقي في الجزيرة. طالبت الطائفةالتاملية ب 50 بالمائة من المقاعد البرلمانية، إلا أن دستور سولبوري الذي أعلن عنه في1947، خصص محاصصة 35/65 بالمائة لفائدة السنهاليين، بحكممركزي، دون ضمانات دستورية (كاستقلال القضاء) تحد من أي تمييز محتمل على أساس العرق أو الدين. انتهت فترة الاستعمار البريطاني بإعلان سيلاندومينيونا مستقلا في إطارالكومنولث[39]، وبإطار دستوري وبنية اجتماعية، شكلا قنبلة موقوتة[40] للتطورات السياسية اللاحقة.
استقلت سيلان عنبريطانيا فيفبراير1948، واحتفظت بريطانيا بحق حكومتها في اقتراح قوانين تطبق في الجزيرة. ضم أول برلمان 58 سنهاليا 29تامليا و8 مسلمين. سيطر السنهاليون بسرعة على مراكز القرار السياسية والقضائية والاقتصادية والعسكرية، وساعد على هذه الهيمنة، إيمان مجموعة من المثقفين وصناع الرأي العام السنهاليين بنظرية سمو العرق السنهالي ورسالته التاريخية كحاضن ومخلد للعقيدةالبوذية. في السنة الأولى للاستقلال، نزعت الحكومة السيلانية الجنسية عن مليونتاملي من المناطق الجبلية، بذريعة كونهمهنودا وطنتهم بريطانيا في1827. مكنت هذه العملية الطبقة السنهالية الحاكمة من إقصاء ثلث النوابالتامليين في البرلمان. استتبع ذلك مجموعة من الإجراءات والقوانين التي رسخت ديكتاتورية أغلبية سنهالية: في1956، وبعد وصول حزب الحرية السريلنكي للحكم، وهو حزب مدعوم من طرف النخبةالبوذية، تم إقرار السنهالية كلغة رسمية وحيدة، عبر قانون السنهالية فقط Sinhala Only Act،[43] والذي تم تليينه، أمام احتجاجالتامليين، سنة1958، عبر قانون اللغة التاملية Tamil Language Act،[44] والذي لم يعرف تطبيقا على أرض الواقع. في 1961، تم تأميم المدارس التاملية، وفي1970، كان معظم موظفي الدولة من السنهاليين، بسبب مغادرة آلاف من الموظفين التامليين بسبب عدم قدرتهم على الاندماج في سياق لغوي حصريا سنهالي.[40] في1972، تم إقراردستور[45] ينهي الارتباط معبريطانيا وينشئ الجمهورية الاشتراكية الديمقراطية السريلنكية. رسخ دستور1972 مكانة البوذية في الدولة، واعتبر سريلنكا حامية لها، مما زاد في شعور التامليينالهندوسيين بالإقصاء.تطور الاحتقان والتوتر العرقيان في نهايةالسبعينات، إلى فرض حالة الاستثناء في المناطق التاملية، ثم إلى مطالبة الجبهة الموحدة لتحرير التامليين (أكبر حزبتاملي) بانفصال المناطق التاملية شمال وشرق الجزيرة، لتأسيسدولة إيلام تاميل Eelam tamoul. تم إقراردستور أكثر توافقية في1978، يقر برسمية اللغتينالسنهاليةوالتامليةوالبوذية كديانة للدولة.[46] رغم ذلك، وأمام استمرار الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين العرقين، تطرفت المطالب التاملية أكثر، مما أدى إلى نشأةحركة نمور تحرير إيلام تاميل، وهي حركة مسلحة هدفت إلى تحقيق استقلال إيلام تاميل عن سلطة كولومبو المركزية.[40]
طبع تاريخ سريلنكا ابتداء من1983، بالعمليات المسلحةلنمور التاميل والتي تمظهرت فيالاغتيالات والعمليات الانتحارية، خصوصا تلك التي كانت تقوم بها عضوات الجبهة النسائية Women's Front. دخلت سريلنكا في مسلسل عنف وعنف مضاد مصحوب بخروقاتحقوقيةوجرائم حرب من طرفي النزاع، وتقدر خسائره البشرية بخمسين ألف قيل و1.1 مليون لاجئ.[39]
1983: بعد سقوط جنود حكوميين في كمين لحركةنمور التاميل، شهدت البلاد موجات تقتيل انتقامي ارتكبها السنهاليون ضد التامليين، عرفتبيوليوز الأسود.[39]
1987: بعد إيقاف هجمة تاملية على مدينةجفنا بالشمال، تم توقيع اتفاقية سلام برعايةهندية.[39] أوصت المعاهدة الهندية السريلنكية لسنة1987 بإضافةالتامليةوالإنجليزية كلغتين رسميتين إضافتين، وهو ما تم تطبيقه في المراجعة الدستورية لسنة1987، إضافة إلى تطبيقاللامركزية في المناطق التاملية.[40]
1988: شهدت سريلنكا احتجاج السكان السنهاليين على التواجد العسكريالهندي في الجزيرة.[40]
1991: أعلنت حركةنمور التاميل مسؤوليتها عن اغتيال رئيس الوزراء الهنديراجيف غاندي، انتقاما من عملية عسكرية، غير ناجحة، للقوات الهندية لحفظ السلام في سريلنكا. أدت هذه العملية إلى خسارة الحركة لدعمالهند، أكبر حلفائها.[40]
1993: اغتال تاملي رئيس الجمهورية بريماداسا، مما أدى إلى احتدام الحرب الأهلية من جديد.[40]
1998: قامت الحكومة السريلنكية بفرضالإنجليزية كمادة إجبارية في جميع المدارس الابتدائية.[40]
1999: شهدتكولومبو مظاهرات كبرى مطالبة بتسوية النزاع؛ في نفس السنة قدمت الرئيسةتشاندريكا كماراتونغا مشروع مراجعة دستورية ترسي نظامافيدراليا وتأخذ بعين الاعتبار مطالب الأقلية التاملية. لم تقبل المراجعة الدستورية آنذاك، في نفس السنة تمت إعادة انتخابكماراتونغا في الرئاسة.[39]
2004:تسونامي 26 دجنبر يخلف 30 ألف قيل و4000 مفقود و260000 أسرة لاجئة في سريلنكا. تسببت الكارثة في تبادل الاتهامات بين حركة نمور التاميل والحكومة المركزية، حول تهميش منطقة التاميل في برامج الإغاثة وإعادة الإعمار، وحول استغلال نمور التاميل للمساعدات الدولية في إعادة التسلح.[39]
2005: اغتيالنمور التاميل لوزير الخارجية السريلنكي، مما أدى إلى إعلان حالة الاستثناء وتصلب موقف الدولة المركزية في مسلسل السلام، وتجدد العنف.
2009: الجيش السريلنكي يحسم النزاع الذي استمر ربع قرن بعد سيطرته على آخر جيوب المقاومة وقتل زعيم حركةنمور التاميلفيلوبيلاي برابهاكاران، وإعلان الحركة إلقاء سلاحها.[47]
تغطي سريلنكا مساحة تبلغ 67,240 كم²[2] (870 كم² منها من المياه)، تقع فيالمحيط الهندي جنوب غرب خليج البنغال، بين خطي عرض 5° و 10° شمالاً وخطي طول 79° و 82° شرقًا.[48] وتمتد من شمالها إلى جنوبها على 353 كم، ومن الشرق إلى الغرب على 220 كم، بينما يبلغ طول محيطها الساحلي 1340 كم.
تقع سريلانكا علىالصفيحة الهندية، وهي صفيحة تكتونية رئيسية كانت في السابق جزءًا منالصفيحة الهندية الأسترالية،[49]الطبوغرافيا العامة للجزيرة تتلخص في سهول ساحلية تحيط بسلاسل جبلية في الجزء الجنوبي منها. والجزء الأوسط من البلاد جبلي، بينما تحيط السهول بالجبال الموجودة في الشرق والجنوب والغرب، كما تغطي معظم النصف الشمالي للجزيرة. أعلى نقطة في الجزيرة هي جبل بيدوراتالاغالا (2524 م).[50]
يوجد في سريلانكا 103 نهراً أطولها هونهر ماهاويلي، الذي يمتد لمسافة 335 كيلومترًا (208 ميلًا).[51] تؤدي هذه الممرات المائية إلى ظهور 51 شلالًا طبيعيًا يبلغ ارتفاعها 10 أمتار (33 قدمًا) أو أكثر. أعلى شلال هو شلال بامباراكاندا، بارتفاع 263 مترًا (863 قدمًا)[52] يبلغ طول ساحل سريلانكا 1585 كم (985 ميلًا).[53] تدعي سريلانكامنطقة اقتصادية خالصة تمتد 200 ميل بحري، وهو ما يقرب من 6.7 أضعاف مساحة اليابسة في سريلانكا. يدعم الساحل والمياه المجاورة النظم البيئية البحرية عالية الإنتاجية مثل الشعاب المرجانية الهامشية والأسرة الضحلة من الأعشاب البحرية الساحلية والمصبية.[54]
منظر عام لغابة استوائية جبلية في سريلنكاخريطة تصنيف كوبن للمناخ في سريلنكا
يبلغ متوسط درجة الحرارة في المناطق الساحلية المنخفضة 27°م، وفي المناطق الجبلية 16°م. أما متوسط كمية الأمطار السنوية فيتراوح مابين 130 سم في الشمال الغربي و510 سم في كل أنحاء الجنوب الغربي.[55]
يتأثر نمط هطول الأمطار برياحالرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي وخليج البنغال. تتلقى "المنطقة الرطبة" وبعض المنحدرات المواجهة للرياح في المرتفعات الوسطى ما يصل إلى 2500 مليمتر (98.4 بوصة) من الأمطار سنويًا، بينما تتلقى المنحدرات المواجهة للريح في الشرق والشمال الشرقي أمطارًا قليلة. تُشكل معظم الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية والشمالية من سريلانكا "المنطقة الجافة"، التي تتلقى ما بين 1200 و1900 مليمتر (47 و75 بوصة) من الأمطار سنويًا.[56]
تعيش أنواع كثيرة من الحيوانات البرية في سريلنكا مثلالدببة والطيور والتماسيح والفيلة والقردة والثعابين، في المجموع، يحتضن الفضاء الطبيعي السريلنكي 86 فصيلةثدييات و54 من الأسماك و40 من الضفادع، إضافة إلى زمرة واسعة من أنواعالزواحف، منها صنفان منالتماسيح وخمسة أصناف منالثعابين السامة. للجزيرة ماض عريق في احترام الثروة الحيوانية، فأولمحمية طبيعية في العالم، أقامها الملك ديفانامبيا تيسا، منذ القرن الثالث ق.م. رغم انحسار المساحات الغابوية بفعل الزراعات الكثيفةللشايوالبنوالهيفيا، التي أدخلها الاستعمار البريطاني، إلا أن سريلنكا لا تزال تتوفر على 12 محمية طبيعية، أربع منهامنتزهات وطنية: بوندالا ويالا ويست وسهول هورتون وأودا والاوي.[50]
تغطي الغابات الاستوائية المطيرة معظم الأجزاء الجنوبية الغربية في سريلنكا، وتتكون أساسا من أشجارالأبنوسوالساج الكبير. يوجد في سريلنكا نحو 3,000 فصيلة من نباتالخنشار (أوالسراخس) والنباتات الزهرية الأخرى؛ إضافة إلى نباتات البوجنفيلوالأركيدوالبونسيتة وأشجار الفواكه. النمط النباتي الغالب على المنطقة الجبلية الوسطى هو النباتات الهضابية مثلوردية رودودندرون.[50]
تضمّ الحياة البريّة في سريلنكا نباتاتها وحيواناتها وبيئتهم الطبيعية، تملك سريلنكا إحدى أعلى النسب للأحياء المستوطنة (16% الحيوانات و23% من النباتات المزهرة مستوطنة) في العالم على الرغم من أنّ مساحتها صغيرة نسبيا.
ينتخب رئيس الجمهورية لمدة ست سنوات[58]،بالاقتراع العام المباشر، وهو مسؤول أمام البرلمان، الذي يمكنه عزلهبتصويت عقابي للثلثين، بموافقة المحكمة العليا السريلنكية. رئيس الجمهورية هو قائد القوات المسلحة الأعلى ويعين الوزير الأول، من الحزب الأغبي في البرلمان.[59]
تشاندريكا كماراتونغا الرئيسة السابقة لسريلنكا كان يطلق عليها اسم المرأة الفولاذية نظرا للطريقة التي كانت تخوض بها المواجهة العسكرية- الأمنية ضد حركة نمور التاميل. تولت تشاندريكا رئاسة سريلنكا، في 14نونبر1994 ولكنها كانت قبل ذلك قد شغلت منصب رئيسة الحكومة أيضاً، وهي ابنةسيريمافو باندرانايكا التي شغلت منصب رئيسة الوزراء في سريلنكا ثلاث دورات متتالية بدأت سنة1960. تزوجت في سنة 1978 من زوجها النجم السينمائي فيايا كوماراتونجا الذي أسس معها حزب الشعب لتصبح نائبة رئيس الحزب، ثم تولت رئاسة الحزب بعد اغتياله، وعاشت بعدها في لندن لمدة ثلاث سنوات رغبة في الابتعاد عن السياسة، ولكنها عادت من جديد في سنة 1991 لتقتحم الحياة السياسية. سريلنكا كانت في فترة قريبة أول دولة في العالم تحكمها أم وابنتها في آن واحد، وكان ذلك عندما فازت تشاندريكا، الابنة، بانتخابات الرئاسة في عام1994، وقررت على الفور تعيين والدتها في منصب رئيسة الحكومة، والمثير في الأمر هو أنهما لم يصلا إلي السلطة إلا عن طريق انتخابات حرة ونزيهة تماما، والأكثر إثارة هو أن سولومون، والدتشاندريكا وزوج سيريمافو، كان قد شغل هو الآخر منصب رئيس وزراء بلاده منذ سنة1956 إلي أن اغتيل في سنة1959، واستمرارا لهذا السياق الفريد، فقد اغتيل أيضا فيايا كوماراتونجا زوجتشاندريكا في سنة1988 أمام أعين زوجته، وتعرضت تشاندريكا نفسها إلى عدة محاولات اغتيال فقدت في واحدة منها عينها اليمنى.
يتكون البرلمان السريلنكي من غرفة وحيدة ب 225 عضوا، ينتخبون لست سنوات. 196 من الأعضاء ينتخبون مندوائر انتخابية ذات مقعد وحيد، بينما ينتخب ال 29 المتبقونبنظام اللائحة النسبي. لرئيس الجمهورية الحق في حل البرلمان، بعد مرور أول سنة من الولاية التشريعية.[60]
المحكمة العليا هي أعلى سلطة قضائية في سريلنكا.[61]القانون الجنائي مستمد منالقانون العام (common law)، والقانون المدني مستلهم منالقانون الروماني. بالنسبة لقوانين الأحوال الشخصية، فهي حسب المرجعيات الدينية للمواطنين المعنيين.
سريلنكا مقسمة إداريًا إلى 9 أقاليم[62]، مقسمة بدورها على 25 مقاطعة.[63] للأقاليم سلطات تنفيذية يمارسها حاكم الإقليم، وتشريعية، تمارسها مجالس إقليمية منتخبة.[64] بين1988و2006، تم إدماج الإقليمين الشرقي والشمالي في إقليم موحد.
بلغ عدد سكان سريلنكا حوالي 21.48 مليون نسمة في2012، انخفضت نسبة النمو السكاني إلى 0.913% بعد أن كانت 2.8% في 1953 و2.2% في 1971. نسبة الخصوبة بلغت 2.17 في2012. رغم ذلك، ظلت بنية الساكنة السريلنكية شابّة، حيث مثّل من هم أقل من 15 سنة 24.8% من السكان في 2006. في2012، بلغمأمول العمر 76 سنة، وانخفضت نسبةالأمية إلى %7.8. احتلت سريلنكا في 2006 المرتبة 93 في تصنيفمؤشر التنمية البشرية ب 0.755. ترتفع الكثافة السكانية بالمناطق الجنوبية الغربية، في جواركولومبو. نسبة السكان الحضريين هي 21.1% وتبلغالكثافة السكانية 327 نسمة/كلم مربع.[66]
وفقالصندوق النقد الدولي، تشير معطيات2013 إلى قيمةناتج محلي إجمالي لسريلانكا تعادل 65.266 ملياردولار، أي ما يوافق 255.222 مليار دولار أمريكي من حيث تعادل القوة الشرائية. مساهمة كل نسمة في الناتج 3134 $ (و 6550 $ باعتبار تعادل القوة الشرائية).[72] وسريلانكا هي الثانية بعدجزر المالديف في منطقة جنوب آسيا من حيث نصيب الفرد من الدخل. وسجل نموالناتج المحلي الإجمالي 8.3 ٪ في عام2011، و6.3 ٪ في2013. تحسنت نسبتاالتضخم إلى 7.4 ٪والبطالة إلى 4 ٪ (إحصائيات 2013)، بعد أن كانتا، على التوالي، في2001، 14.2 و7.7 بالمائة.[73] في 2010، كان 8.9 ٪ تحت خط الفقر.
استفاد الاقتصاد السريلانكي، من عودة الاستقرار النسبي وانتهاء مرحلة الحرب الأهلية، والتي استنزفت على مدى 26 سنة نصفالناتج المحلي. قامت الحكومة السريلانكية باستثمارات عمومية مهمة من أجل إعادة الإعمار ورفع التهميش الاقتصادي عن بعض الأقاليم، إضافة إلى تنمية ورفع مردودية المقاولات الصغرى والمتوسطة، المشتغلة في القطاع الفلاحي. عانت البلاد منالمديونية الهيكلية لاقتصادها، بفعل ضعف السياسة الجبائية وثقل الوظيفة العمومية، إلا أن نسب النمو المرتفعة التي حققها الاقتصاد ساهم في تخفيف العجز. في2012 كانت نسبةالعجز العمومي 6.5 ٪ وشكلالدين العمومي 79.1 ٪ منالناتج المحلي الإجمالي.
تأثرت سريلانكابالأزمة الاقتصادية لسنتي 2008-2009، وانخفضت نسبة النمو إلى 3.5 ٪ بفعل تأثر التصدير الفلاحي بتراجع الطلب العالمي. في2012، قامت سريلانكابتخفيض قيمة عملتها، لدعم قطاع التصدير، وباتخاذ تدابيرحمائية لتقليل الواردات. لا تزال البلاد تعاني من عجز ميزان أداءات هيكلي، بلغ 3.93 ملياردولار سنة2012 (بعد أن كان 4.6 مليار في2011)، رغم المساهمة المهمة لتحويلات المغتربين السريلانكيين.[74]
حلّت سريلانكا في المركز 90 فيمؤشر الابتكار العالمي عام 2023،[75][76] ثم تقدمت إلى المركز 89 في مؤشر عام 2024.[77][78] أظهر مؤشر الابتكار لعام 2025 تراجعاً لسريلانكا إذ حلت في المركز 93.[79]
توزيع اليد العاملة والقيمة المضافة الاقتصادية حسب القطاعات في 2013:[80]
في2011، بلغ عدد السياح الذين زاروا سريلانكا 975 855 سائحا، بارتفاع 30% مقارنة ب2010. تعزى الانتعاشة السياحية للبلد لعودة الاستقرار بعد ربع قرن من الحرب الأهلية. أهم الجنسيات الزائرة هيالهندوبريطانيا.[81]
رودريك سينكلير، أول قائد أعلى للجيش السريلنكي، بعد الاستقلال، يستعرض تجريدة عسكرية
لسريلانكا تاريخ عسكري عريق يمتد إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، كان للملك باراكراما باهو الأكبر (1153 ق.م)، جيش نظامي اعتمد عليه في إرساء دولة قوية امتد تأثيرها إلىبيرمانيا الحالية. تروي الآثار الفنية والأدبية السريلنكية، بأن الجزيرة كانت لها دائما قوى عسكرية نظامية، أو على شكل ميليشيات مختلطة مدنية/عسكرية، متنوعة التسليح بينالخيالة وسلاحالفيلةوسلاح المشاة، اعتمدت عليها الأنظمة الملكية المتعاقبة على حكم الجزيرة.[82] خلال الحقبة الكولونيالية البريطانية، كانت المقاومة العسكرية التي أبدتها مملكة كاندي، إحدى تجليات التاريخ العسكري النظامي للسريلنكيين، إلا أنها سرعان ما وئدت نظرا للامتياز التسليحي للبريطانيين، ولقوتهم العسكرية البحرية. أنشأ البريطانيون جيشاً محلياً مختلطاً لضبط الجزيرة، مكون من البريطانيين أنفسهم، مدعومينبمرتزقةماليزيينوهولنديين (1793) وتجريدات محلية مكونة منالسنهاليين (1803)والتاميليين، والأفارقة (1814). كان هذا الجيش نواة جيش سيلان البريطاني الذي أنشئ في1817، والذي تخلى لاحقا عن تجنيد السنهاليين في صفوفه بعد تمرد في1848.[82] في1910، تحول اسم القوة العسكرية إلى جيش الدفاع السيلاني (Ceylon Defence Force)، والذي شارك، تحت اللواء البريطاني، في العديد من النزاعات العسكريةكحروب البويربجنوب أفريقيا، والحربين العالميتين،الأولىوالثانية. بعد استقلال الجزيرة، تحت مظلةالكومنولث، في1949، شكل هذا الجيش نواة القوات المسلحة السريلنكية، وكان أول قائد أعلى له هو البريطاني رودريك سينكلير. كان الكولونيل أنطون موتوكومارو أول سريلنكي يتبوأ قيادة الجيش، في1955.[82] بعد إقرار دستور1972، المنشئ للجمهورية السريلنكية، عرف الجيش فك ارتباط تدريجي ببنيته السالفة، الموروثة عن الماضي الكولونيالي إن على مستوى القيادات، أو العقيدة العسكرية. إلا انه سرعان ما واجه اختباراً عسيراً، دام لأكثر من ربع قرن تمثل في الحرب الأهلية ضد انفصاليينمور التاميل، لم تنته إلا سنة2009.[82] الجيش السريلنكي حاضر في المهمات العسكرية الدولية لحفظ السلام، حسب التوزيع[83] التالي (معطيات 2013):
رغم مركزية المكونين السنهالي/البوذي والتاملي/الهندوسي، اغتنت الثقافة السريلنكية، على مدى 25 قرنا، بمجموعة من الروافد الحضارية الأخرى كالثقافة العربية الإسلامية وثقافات شبه الجزيرة الهندية وصولا إلى الثقافة الأوروبية، بمكوناتها البرتغالية والهولندية والبريطانية. أفرز هذا الإرث الحضاري عراقة ثقافية تتجسد قي مجالات الفنون الجميلة كالموسيقى والرقص والتشكيل والمعمار، إضافة إلى رصيد مهم في مجالات الأدب والمسرح والفنون البصرية. تمتد الخصوصية الثقافية السريلنكية إلى مجالات أخرى كالطبخ والطب التقليدي (الأيورفيدا).
السينما السريلنكية مرتبطة أساساً بالأدب السنهالي، وهي متأثرة بالسينما الهندية من حيث مواضيع الأفلام وتثمينها للغنى الطبيعي للبلاد، إضافة إلى تيمتي العلاقات الاجتماعية ومرحلة الحرب الأهلية. أول الأفلام المنتجة في سريلنكا كان سنة 1947 بعنوان «الوعد المكسور» Kadawunu Poronduwa. من أهم المخرجين السريلنكيين، الذين حققوا إشعاعا دوليا[84]، ليستر جيمس بيريز والذي بلغ العالمية سنة 1970 بشريطه الكنز Nidhanaya، والذي تم عرضه في مهرجان البندقية سنة 1972، وهو الفيلم الذي يعتبره نقاد السينما أجود ما أنتجت سريلنكا للشاشة الكبرى. تم ترشيح فيلم آخر لليستر جيمس، المنزل المحاذي للبحيرة Wekanda Walawwa، لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، سنة 2004.[85]
الأدب السريلنكي، ورغم تنوع لغة كتابته بينالسنهاليةوالتامليةوالإنجليزية، إلا أنه يظل أكثر غزارة بالنسبة للمكون السنهالي. للأدب السريلنكي تاريخ عريق يمتد إلى عشرين قرناً، حيث عرفت الجزيرة إبداع نصوص كثيرة على مستوىالملاحم البوذية والأشعار والنثر الأدبي. المرحلة المعاصرة انطلقت في1905 عبر أولى الروايات الحديثة Meena لسيمون دي سيلفا، واستمرت عبر أقلام مجموعة من الأدباء، كانوا أكثر ميلاً للقصة القصيرة منها إلى الرواية. أيقونة الأدب السريلنكي المعاصر هي الأديبالسنهاليمارتن فيكراماسينغ[86] (من مؤلفاته رواية أدب الأطفال مادول دوفا،1947)، والذي ألهمت رواياته العديد من الأفلام السيتمائية.
الرياضة الأكثر شعبية في سريلنكا هيالكريكت، منتخب سريلنكا فاز بكأس العالم للكريكيت في1996 وبوصافة الكأس في2007و2011.[87] فازت سريلنكا بميداليتين أولمبيتين في تاريخ مشاركتها فيالأولمبياد:[88]