يطلق اسم الزيدية تاريخياً على مذاهب مختلفة (المطرفية،السالمية، القاسمية، المؤيدية، الصالحية، البترية، السليمانية، الناصرية،الجارودية، الحريرية، الهادوية...) وجميعها تتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم ولم يبقى من المذاهب الزيدية سوىالهادوية وهو المذهب السائد في شمال اليمن.[9] وتختلف الزيدية المعاصرة (الهادوية) فكرياً عن فرق الزيدية الأخرى المنقرضة.
الزيدية فرقة من الفرق الإسلامية ظهرت في منتصف القرن الثاني الهجري ويتكون المذهب الزيدي في نشأته من فقه الاعتزال، مع الميل في الفروعللمذهب الحنفي، ويتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم، وهي القاعدة الأساسية التي قام عليها المذهب. تجيز الزيدية وجود أكثر من إمام في وقت واحد في قطرين مختلفين. الإمامة لدى الزيدية ليست وراثية بل تقوم على البيعة، ويتم اختيار الإمام من قبل أهل الحل والعقد.[10] إن اسم الزيدية لم يطلقه زيد بن علي على أتباعه، كما لم يطلقه أتباعه على أنفسهم، إنما أطلقه عليهم حكام بني أمية ولكنهم أقروا به واعتزوا. ان الزيدية لا يؤمنونبعصمة أحد باستثناءالأنبياء، يؤمن بعضهم بعصمة أصحاب الكساء الخمسة[11]، يرفضون مبدأالغيبة وتوارث الإمامة. المذهب الزيدي التاريخي هو فرقة قامت بالاصل على فكرة الخروج على الحاكم الظالم، شروط الإمام لدى الزيدية أن يكون عالماً في الشؤون الدينية، صالح وتقي، لا يعاني من عيوب جسدية أو عقلية وهاشمي من سلالة علي وفاطمة بنتالنبي محمد، لكن علماء المذهب الزيدي اصدروا فتوى تقضي بإسقاط شرط النسب الهاشمي للإمامة.[12] ليس لديهم مواقف عدائية اتجاهالخلفاء الراشدين على خلاف الشيعة ويعتبرونأبي بكر الصديقوعمر بن الخطاب من كبار الصحابة الفواضل،[13] لا يعارضونالصلاة خلف إمام منالسنة لا يقرونزواج المتعة ولا يمارسونالتقية ولا يقدسون القبور والأضرحة ولا ينتظرون المهدي ولا يعتبرونه شخصية مقدسة ولا يؤمنونبالرجعة.[14] ويتفقون مع أهل السنة في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة: كقول حي على خير العمل في الأذان، صلاة العيد لديهم تصح فرادى وجماعة، وفروض الوضوء لديهم عشرة.[15]
أول من أدخل المذهب الزيدي إلى اليمن الإماميحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، المعروف بالهادي، في نهاية القرن الثالث الهجري. وقد استطاع الهادي أن يقيم دولة له فيصعدة شمالي اليمن. فكان المؤسس الأول للدولة الزيدية، وكان عالماً فقيهاً مجتهداً، ومعه دخل مذهب الاعتزال الذي أصبح لصيقاً بالزيدية إلى اليمن. وهو من أحفاد الحسن بن علي. ولدبالمدينة ورحل إلى اليمن سنة 280هـ، فوجدها أرضاً صالحة لبذر آرائه الفقهية. استقر فيصعدة وأخذ منهمالبيعة على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطاعة في المعروف. بدأ الهادي حركته الإصلاحية بلم الشمل والقضاء على الفرقة والاختلاف، حتى استطاع أن يحكم معظم أنحاء اليمن وجزءاً من الحجاز. خاض الزيدية خلال تاريخهم حروباً عديدة معالقرامطة الباطنية. استمر حكم اليمن بيد أولاد الهادي وذريته أكثر من ثلاثة قرون ثم خلفهم بالحكمالأسرة المتوكلية التي دام حكمها حتى قيامالثورة اليمنية سنة 1382هـ (1962م)، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لأهل البيت حيث دام ما يقارب سبعة قرون.
ظهرت للزيدية في بلاد الديلم، فقد هاجر الإمام الأطـروش الملقب بالناصر الكبير (230-304هـ) إلى هناك داعياً إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيدي فدخل فيه خلق كثير صاروا زيديين ابتداءً منهم صاحبطبرستان الحسن بن زيد بن محمد والذي تكونت له دولة زيدية جنوببحر الخزر سنة 250هـ.[17][18]
الدولة الأخيضرية هي دولة إسلامية زيدية المذهب تأسست في إقليماليمامة شرقنجد عام 252 هـ - 866 م على يد الأميرمحمد بن يوسف الأخيضر الحسني الهاشمي القرشي. والأخيضريّون هم حسنيون هاشميون وموطنهم الأصليالمدينة المنورة. وقد اشتهر منهم محمد بن يوسف الهاشمي القرشي. وكان يلقب بـالأخيضر الصغير، وقد فر إلىاليمامة وأقام دولة بها عرفت بالدولة الأخيضرية، عقب ثورة فاشلة ضد الدولة العباسية.[19]
استعان الأخيضر بالقبائل البدوية فيعالية نجد، وبخاصة بني كلاب. فقد كانت تربطه بهم صلة مصاهرة، الذين كانوا يسيطرون على معظم بلاد عالية نجد.[20] دخلأبو سعيد الجنابي زعيمالقرامطة في مواجهة مع الأخيضريين فياليمامة وألحق بهم الهزيمة، وأسر عدداً منهم.
في منتصف القرن الثاني الهجري ظهرت عدة مذاهب مختلفة تقول بانتسابها لزيد بن علي وسميت بالمذاهب الزيدية لأن زيد بن علي خرج ولأنها تبنت فكرة الخروج على الحاكم الظالم، انقرضت أغلب المذاهب الزيدية ولم يبقى منها سوى الهادوية وهو المذهب السائد في شمال اليمن ويوصف أنه مذهب وسطية واعتدال.
من الجدير بالذكر أن مصطلح الزيود يطلق أيضاً على قبائل يمنية شمالية معينة منهمدان كحاشد وبكيل ومنخولان ومنمذحجكالحداء وآنسوعنسوسنحان، لكنهم ليسوا بالضرورة زيدية المذهب.[21]
ويعتبر بعض علماء ومشايخ الزيدية محسوبون على أهل السنة أيضا كالصنعانيومحمد الشوكاني وتدرس كتبهم في الجامعات والمدارس الدينية السنية. وبفضل المناهج الدراسية الدينية المعتدلة في اليمن لا تكاد توجد فروقات بين أهل السنة والزيدية ولا يعرف الزيدي من السني إلا عبر إرسال اليدين في الصلاة، وقول حي على خير العمل في الأذان.
§طوائف تعدّها حتى أقرب المذاهب الإسلامية إليها "خارجة عن الإسلام". ¶المذهب الذي يمثّل غالبيّة الفرقة ملاحظة 1:النوربخشية تقابلالكبروية،والغليبية تقابلالقادريةوالرفاعية، لكن النوربخشية والغليبية شيعيتان، أما الكبروية والقادرية والرفاعية فسنّية.