ولد بويل في قلعة لايمور،مقاطعة وترفورد،أيرلندا. الابن السابع والطفل الرابع عشر لريتشارد بويل- الإيرل الأول لكورك- وكاثرين فنتون. وصل ريتشارد بويل إلىدبلن منإنجلترا في عام 1588. في فترة حكمأسرة تيودور أصبح ريتشارد من ضمن حاشي الملك (إنتفع ريتشارد في ذلك الوقت من قانون تحويل ورث الأفراد الذين ليس لهم ورثة إلى الولاية أو إلى أعضاء الأسرة الحاكمة وحاشيتهم). قبل ولاده روبرت كان ريتشارد قد حصل على ملكية العديد من الأراضي. أما أمه كاثرين فنتون فهي ابنهالسير جوفري فنتون مستشار سابق في حكومة الدولة الإيرلندية، المولود في دبلن عام 1539، وأليس وستون، ابنه روبرت وستون المولودة في لايمور في عام 1541.[21]
في ذلك الوقت، إستاجر والده مدرس خصوصي له يدعى روبرت كارو، الذي كان على علم كافي بالأيرلندية ليكون مدرس خاص لإبنه في إيتون. بالرغم من محاولات كارو لتعليمة الأيرلندية كان كل اهتمام بويل منصبا علىالفرنسيةواللاتينية. حاول روبرت تحويل اهتمام بويل للأيرلندية بدلا من الفرنسية واللاتينية لكن بلا جدوى.[24] أمضى روبرت بويل ثلاث أعوام فيإيتون قبل أن يسافر إلىفرنسا. سافر أيضا إلىإيطاليا في عام 1641 حيث أمضى فصل الشتاء فيفلورنسا ليدرس مفارقاتغاليليو غاليلي الذي كان مازال حيا.
تمثال لطفل صغير، يعتقد أنه لبويل، يوجد في النصب التذكاري لوالده في كاتدرائية القديس باتريك،دبلن.
بدأ روبورت بالسفر لمباشرة أعماله في أيرلندا منذ عام 1647، إلى أن انتقل إليها في عام 1652. لم يكن سفره بالأمر الجيد لمسيرته العلمية نتيجة لتعرضة للتشتيت وعدم قدرته على متابعه أعماله الكيميائيه. وصف بويل أيرلندا في إحدي خطاباته واصفا إيها بالبلد الهمجية، والتي لا يفهم سكانها شيئا عن علمالكيمياء.[26]
في عام 1654، غادر بويل أيرلندا متوجها إلىأكسفورد ليواصل عمله بنجاح، يوجد له نقش على حائط كلية بالجامعة (يسمى الآن بموقع النصب التذكاري شيلي) موضحا البقعة التي كانت حتى القرن التاسع عشر ساحة الجامعة. إستاجر بويل غرف من صيدلي ثري يمتلك القاعة.
اقتداءا بنموذجأوتو فون غيريكا لمضخة الهواء عام 1657، قرر بمساعدةروبرت هوك أن يطور هذه الآلة، لينجح في عام 1659 أن يصنع ألة بويلينا وتسمى أيضا محرك بنيوماتيكال، ثم بدأ بعد ذلك بإجراء سلسلة من التجارب لدراسة خواص الهواء. نشرت ملخص أعمال بويل مع مضخة الهواء في عام 1660 تحت عنوان تجارب جديدة للفيزياء الميكانيكية.
إنتقد العديد من العلماء محتوى كتاب بويل مثلاليسوعيون وفرانسيس لاين (1595–1675)، الذي رأى أن بويل لم يكن الأول الذي أشار إلى العلاقة العكسية بينحجمالغازوضغطه عند ثبوت درجة الحرارة فينظام مغلق، وأن بويل لا يستحق أن يسمى القانون على اسمه. فقد سبقة العالمالإنجليزي هنري باور الذي أشار إلى هذاالقانون عام 1661. نشر بويل في عام 1662 ورقة بحثية بالمصادر الذي إعتمد عليها في كتابه كان بينها رسالة بينه وبين باور. في أغلب أوروبا ينسب القانون إلى آدم ماريوت على الرغم من أنه لم ينشر أعماله حتى عام 1676 وأنه كان على الأرجع مدركا لأعمال بويل في ذلك الوقت.[28]
كتب بويلقائمة أمنيات بالاختراعات المحتلمة المتوقع ظهورها قريبا شملت إطالة عمر الإنسان، فن الطيران، الضوء الأبدي، صناعة دروع خفيفة وصلبة للغاية، سفن تسير بالرياح فقط (السفن الشراعية)، سفن غير قابلة للغرق، طرق مؤكده لتحديد خطوط الطول، مخدرات هلوسة، ذاكرة محمولة، وأدوية لتهدئة الألام، أدوية منومة، أدوية طاردة للأحلام السيئة. كانت هذه القائمة مجرد خيال في عقله آنذاك وبالفعل تم تحقيق أكثر من أمنية في هذه القائمة.[29][30]
عندما كان بويل في أكسفورد في ذلك الوقت منح لقبفارس، بدأ إعطاء هذا اللقب في أكسفورد بأمر ملكي قبل وقت قليل من وصول بويل. شهدت الفترة الأولى من وصول بويل بالعديد من أحداث العنف داخل البرلمان، وتعرف هذه الفترة بالفترة الأكثر سرية لترقية الأفراد للقب فارس.
في عام 1668 غادر بويلأكسفورد متجها إلىلندن ليقيم في منزل مع أخته الكبرى كاثرين جونز، ليدي رانيل، بال مول. عرف جميع معاصرية مدى تأثير كاثرين عليه وعلى أعماله، ولكن لسبب ما لم يذكر أغلب المؤرخين هذا الدور.[31]
تعرض بويل في عام 1669 لأكثر من نوبة صحية وبدأت صحته بالانهيار، فإنسحب تدريجيا من الارتباطات العامة، توقف عن مراسلة الجمعية الملكية، وأعلن عن رغبته في أن يعفى من إستقبال الضيوف ما لم يكن أمرا طارئ أو مناسبة شديدة الأهمية بشرط أن تكون قبل ظهيرة يوم الثلاثاء والجمعة أو بعد ظهر يوم الأربعاء والسبت. في أوقات فراغة قام ترتيب أوراقه، وتحضير العديد من التحقيقات الكيميائية التي أراد أن تترك كتراث له. ساءت صحته جدا في عام 1691، وتوفي في 31 ديسمبر في نفس العام، بعد أسبوع من وفاة شقيقته التي عاش معها لأكثر من عشرين عامًا. توفي بويل عن عمر يناهز 64 عاما من الشلل.[32]
دفن بويل في ساحة كنيسة سانت مارتن، خطب الأسقف جيلبرت برنت في جنازته. ترك بويل مع وصيته سلسلة من المحاضرات المعروفة الآن بمحاضرات بويل.
مضخة بويل الهوائيةالغلاف الخارجي لكتابفرانسيس بيكوننوفوم أورجانوم «أداة جديدة في العلوم» (Novum Organum).
يرجع سبب اعتبار بويل باحث علمي من الدرجة الأولى إلى تطبيقه لمبادئفرانسيس بيكون الذي ذكرها في كتابهنوفوم أورجانوم (Novum Organum) «أداة جديدة في العلوم». بالرغم من أنه لم يعتبر نفسه أبدا تابعا لبيكون، أو لأي مدرس آخر. لم ينكر بويل أو يؤكد أي من النظريات الحديثة وأصر على أن يكون رأيه محايدا حتى تأتي تجربة تؤكد أو ترفض النظرية، كما إمتنع عن أي إجراء أي دراسة حولالذرية أوالنظام الديكارتي.
كان روبرت بويلخيميائيا[34] إعتقد بإمكانية التحويل بين العناصر وبعضها، وقام بإجراء العديد من التجارب في محاولة منه لإثبات صحة رأية، ولكنه لم يستطع تحقيق ما يذكر. لم يكن حظه منالفيزياء كحظة فيالكيمياء، فلم يكن اكتشافهلقانون بويل هو العمل الفيزيائي الوحيد الشهير له، فيرجع لبويل الفضل في اكتشاف أن تغللالهواء في كائن ما يولدصوت، غير دراسته القيمة عن تجمد المياة،الجاذبية الخاصة، ظاهرةالإنكسار،البلورات،الكهرباء،الألوانوالموائع. بالرغم من تأثيره الكبير في الفيزياء كانت الكيمياء هي المادة المفضلة لدية.
يعتبر كتابالكيميائي المتشكك هو أول كتابات بويل، نشر عام 1661. ناقش بويل في هذا الكتاب التجارب التي حاول فيها العلماء إثبات أنالملح،الكبريتوالزئبق هي المواد الأساسية الحقيقية. كما حاول إثبات أن الكيمياء هي علم تكوين المواد لا علم مساعد للخيميائين والأطباء.
صنف بويل المواد على حسب حالتها المادية وفرق بين أنواع مختلفة من المركبات والأخلاط. فإكتشف طريقة للكشف عن مكونات أي مركب أو خليط وسمى الطريقة التحليل. وإقترح بعد ذلك أن العناصر تتألف من جزيئات مختلفة من الأنواع والأحجام لا نستطيع فصلهم بأي طريقة معروفة في الوقت الحالي. لبويل العديد من الإسهامات في مجال كيمياءالإحتراق،علم وظائف الأعضاءوالطفيليات وخصوصا دراسةالبكتيريا.
بالإضافة إلىالفلسفة، كرس بويل الكثير من الوقتلعلم اللاهوت، مركزا على الجانب العملي غير مكترثا بالجدل المثار في ذلك الوقت. فمع تعيين ملك جديد للبلاد عام 1660، تلقى بويل قبولا حسنا في المحكمة. وفي عام 1665، رفض بويل منصب أسقف في كلية إيتون، لاعتقاده أن كتاباته عن المواضيع الدينية كفرد عادي أفضل وأجود من كتاباته عندما يعمل بها ويتلقى راتبا منها.
شارف بويل على الحملات التبشيرية المسئولة عن نشرالمسيحية في الشرق عندما كان مديرالشركة الهند الشرقية، بتمويل هذه الحملات وتوفير الأموال اللازمة لترجمةالكتاب المقدس أو أجزاء منه إلى لغات مختلفة على حسب البلد المراد دخولها. دعم بويل سياسة تحويل لغة الكتاب المقدس إلى اللغة العامية للبلد. نشرت نسخة للعهد الجديد باللغةالأيرلندية في عام 1602 ولكنها كانت نادرة وغير متوفرة في حياة بويل. في الفترة ما بين 1680 و 1685 أشرف بويل شخصيا على عملية طباعة الكتاب المقدس العهد القديموالجديد من ماله الخاص،[35] في أيرلندا.
إهتم بويل بدراسةعلم الأعراق، فكان رائدا في دراسةالأجناس. أمن بويل بأن جميع البشر مهما كانت أشكالهم أو ثقافتهم إنحدروا من أصل واحد: آدم وحواء. لإثبات ذلك قام بويل بدراسة قصص عن آباء وأمهات أنجبوا أطفال بألوان مختلفة. وذكر أن آدم وحواء كانوا بيض اللون وأنالقوقازيين قادرين على إنجاب جميع الألوان والعروق.[36]
طور بويل نظريةروبرت هوكوإسحاق نيوتن عن الألوان وطبيعة الضوء في خطابات بوليجينيسيس، متوقعا أن هذه الاختلافات بين الألوان ترجع إلى انطباعات منووية. بأخذ ذلك في الاعتبار، قد يعتبر بويل من أوائل من قاموا بالبحث في أصول العروق ووجد تفسيرا مناسبا على حسب إمكانيات عصره، حقيقة إلى أننا نعلم الآن أن لون البشرة يعتمد علىالجينات والتي تنتقل عن طريقالسائل المنوي.
كأحد مؤسسيالجمعية الملكية، تم انتخاب بويل عضوا في الجمعية في عام 1663. وسمىقانون بويل للغازات على اسمه تكريما له. كما خصصتالجمعية الملكية قسمالكيمياء جائزة باسمه للمتميزين في العلوم التحليلية. لم تكن تلك هي الميدالية الوحيدة المسماة على اسمه، ففي عام 1899 تم تخصيص ميدالية بويل للتفوق العلمي في أيرلندا، تمنحها الجمعية الملكية في دبلن بالاشتراك مع التايمز الأيرلندية.[38] في عام 2012، قام معهد ووترفورد للتكنولوجيا بإنشاء مدرسة روبرت بويل الصيفية بدعم من قلعة لايمور. وهي مدرسة تنظم فاعليات سنوية لتكريم تراث روبرت بويل.[39]
^Brush, Stephen G. (2003). The Kinetic Theory of Gases: An Anthology of Classic Papers with Historical Commentary. History of Modern Physical Sciences Vol 1.Imperial College Press[الإنجليزية]
^Cf. Hunter (2009), p.147. "It forms a kind of sequel to Spring of the Air ... but although Boyle notes he might have published it as part of an appendix to that work, it formed a self-contained whole, dealing with atmospheric pressure with particular reference to liquid masses