الرواية الرومانسية أوالفروسية الرومانسية هيجنس أدبي من ضروب الثقافة العالية ونوع من أنواعالرواياتالنثريةوالشعرية التي حظيت بشعبية لدى الطبقةالأرستقراطية فيأوروبا خلالالعصور الوسطى العلياوأوروبا الحديثة المبكرة. كانت قصصًا خيالية عن مغامرات مليئة بالعجائب، وغالبًا ما تتحدث عن فارس متجول أصيل يمتلك سمات بطولية، ويذهب في رحلة للبحث. تطورت هذه القصص إلى حد أبعد من الملاحم مع مرور الوقت؛ على وجه التحديد، «يميزها التركيز على الحب والأخلاق النبيلة عن القصائد البطولية وغيرها من أنواعالملحمة، التي تسود فيها البطولة الحربية الذكورية».[1]
اعتمد الأدب الشعبي أيضًا على المواضيعالرومانسية، ولكن مع غرض السخرية، أو التهكم، أو الهزلية. أعادت القصصالرومانسية صياغةالأساطير والحكايات والتاريخ لتناسب أذواق القراء والمستمعين، ولكن بحلول عام1600 تقريبًا، بدأت بفقدان شعبيتها، وسخر منها الكاتبميغيل دي ثيربانتس بشكل شهير في روايتهدون كيخوتي. ما زالت الصورة العصرية «للعصور الوسطى» أكثر تأثرًا بالرومانسية من غيرها من الأنواع الأدبية القروسطية، وتثير كلمةالقرون الوسطى في الذهن الفرسان، والفتيات الحزينات، والتنانين، والتعابير المجازية الرومانسية الأخرى.[2]
كُتب الأدب الرومانسي في الأصلباللغة الفرنسية القديمة،والأنغلو-نورمانية،والأكستانية،والبروفنسالية، ولاحقًاالبرتغالية،والقشتالية،والإنجليزية،والإيطالية (شعر صقلية)،والألمانية. خلال أوائل القرن الثالث عشر، كُتبت القصص الرومانسية بشكل متزايد بالطريقة النثرية. في القصص الرومانسية اللاحقة، وخصوصًا ذات الأصل الفرنسي، يوجد ميل ملحوظ للتركيز على موضوعات الحب النبيل، مثل الإخلاص في الشدائد.
تعامل هذا النوع من الرومانسية مع الموضوعات التقليدية، بصورة مشابهة للقصائد البطولية ومعاكسة للشكل الحديث للرواية. تميزت هذه القصص عنالملاحم السابقة بالاستخدام المكثف للأحداث الرائعة، وعناصر الحب، والاستخدام المتكرر للقصص المعقدة بدلًا من استخدام حبكة بسيطة تكشف عن شخصية رئيسة.[3] كانت الاشكال الأولية على الدوام تُكتب بالطريقة الشعرية، ولكن في القرن الخامس عشر أصبح العديد منها يُكتب بالطريقة النثرية، وغالبًا ما يعيد سرد الإصدارات القديمة.[4]
سعى الشكل الرومانسي إلى تحقيق حلم الأمنيات حيث كان الأبطال والبطلات يُعدون ممثلين لنخبة العصر بينما كان الأشرار يجسدون التهديد لهيمنتهم.[5] هناك أيضًا نموذج أصلي مستمر ينطوي على رحلة بحث البطل. كان هذا البحث أو الرحلة بنية القصة التي تجعل السرد متماسكًا. في ما يتعلق بالبنية، ميز العلماء تشابهًا بين القصص الرومانسية والحكايات الشعبية. حددفلاديمير بروب شكلًا أساسيًا لهذا النوع الأدبي اشتمل على ترتيب يبدأ بموقف أولي، ثم يعقبه الرحيل، والتعقيد، والخطوة الأولى، والخطوة الثانية، والانحلال.[6] تنطبق هذه البنية أيضًا على الروايات الرومانسية.
كانت الأغلبية الساحقة لهذه القصص مرتبطة مع بعضها بطريقة ما، وربما في إطار القصة الافتتاحي فقط، مع وجود ثلاث سلاسل موضوعية من الحكايات: جُمّعت هذه الحكايات في الأسلوب الخيالي في وقت متأخر مثل «مسألة روما» (في الواقع تركزت هذه الحكاية على حياةالإسكندر الأكبر وأفعاله المرتبطة بشكل كبيربحرب طروادة)، و«مسألة فرنسا» (شارلمانورولاند، بالادنه الرئيسي) و«مسألة بريطانيا» (حياةالملك آرثر وأعماله، وفرسان الطاولة المستديرة، والتي كان من ضمنها دمج البحث عن الكأس المقدس)؛ وصف مؤلفو العصور الوسطى بوضوحٍ هذه السلاسل بأنها تضم جميع الرومانسيات معًا.[7]
في الواقع، كُتب العديد من القصص الرومانسية «غير التسلسلية» دون أي اتصال من هذا القبيل؛[7] تشمل هذه الرومانسيات قصصًا مثلالملك هورن،[8] وروبرت الشيطان،[9] وإيبومادون،[10] وإيماري،[11] وهافلوك الدنماركي،[12] وروسوال وليليان،[13] ولو بون فلورنس روما،[14] وأماداس.[15]
في الحقيقة، هناك بعض الحكايات جمعها العلماء معًا تحت مسمى «سلسلة كونستانس» أو «سلسلة الهلال» في إشارة إلى الحبكة المميزة، لا إلى استمرارية الشخصية أو البيئة.[7]
تظهر العديد من التأثيرات واضحةً في أشكال الفروسية الرومانسية.
تطورت رومانسية العصور الوسطى منالملحمةالقروسطية، لا سيما موضوع فرنسا الذي نشأ من حكايات تشانسون دي غيتسي، مع أشكال وسيطة إذ كان الرابط الإقطاعي للولاء عمالقة، أو قرن سحري، إضافةً إلى الحبكة.[16] وكانت ملحمةشارلمان، على عكسبيوولف، إقطاعية بالفعل دون ولاءات قبلية، وهذا بغرض استمرار الرومانسية.[17]
يتميز الشكل الرومانسي عن ملحمة العصور الوسطى السابقة بالتغيرات التي حدثت في القرن الثاني عشر، والتي قدمت موضوعات جذابة تتسم بالشجاعة في الأعمال.[18] وذلك بصرف النظر عن التطابق مع المصدر، إذ ظهر الإسكندر ملكًا إقطاعيًا بالكامل.[19] وتم التعامل مع الفروسية بوصفها شكلًا مستمرًا منذ العصر الروماني.[20] وامتد هذا إلى التفاصيل مثل الملابس، ففيالحكماء السبعة لروما عندما ارتدي نجل الإمبراطور (دون تسميته) ملابس مواطن إيطالي رصين، وعندما تحاول زوجة أبيه إغواءه، يتم وصف ما يرتديه باستخدام مصطلحات القرون الوسطى.[21] وعندما يرسل بريام باريس في مهمة إلى اليونان في القرن الرابع عشر، يتخذ بريام شكل شارلمان، أما باريس ففي حين يرتدي ملابس أنيقة، يتخذ في اليونان أسلوبًا أكثر بهرجة، بملابس متعددة الألوان وأحذية عصرية، في دلالة على سمات الفتنة في ذلك العصر.[22]
عاودت الشخصيات التاريخية الظهور، وأُعيد استخدامها على الطريقة الرومانسية. إن موضوع فرنسا مستمد بالكامل من شخصيات معروفة، وقد عانت بعض الشيء لأن الأحفاد أبدوا اهتمامًا بالحكايات التي روت عن أسلافهم، على عكس موضوع بريطانيا. وعاود رتشارد كور دي ليون الظهور في الحكايات الرومانسية، إذ كافأته الحورية الأم ووصل إلى السفينة ذات الأشرعة الحريرية، ثم غادر عندما اضطر إلى التمسك بالسر المقدس، والقتال مع الأسد بيديه العاريتين.[23] وظهرت حياة هوارد ذا ويك المبكرة في السجلات على شكل مغامرات منمقة ورومانسية في المنفى، مكتملة بإنقاذ الأميرة والمصارعة مع الدببة.[24] ويتمتع فولك فيتزوارن، الخارج على القانون في عهد الملك جون، بخلفيته التاريخية في خيط بسيط في سلسلة المغامرات الرومانسية.[25]
التراث الشعبي والحكايات التراثية
[عدل]تعاملت الرومانسيات في أوائل العصور الوسطى كثيرًا مع موضوعات من الفولكلور، التي تضاءلت شيئًا فشيئًا بمرور الزمن، رغم أنها بقيت حاضرة. وتضمنت العديد من الحكايات لقاء الفارس مع الجنيات، مثل السير لانوفال، ويتمتع هون أوف بورديو بمساعدة الملك أوبيرون،[26] لكن كثيرًا ما تتحول هذه الشخصيات إلى سحرة ومشعوذات.[27] لم تفقد الساحرةمورغان اسمها، لكنها ظهرت في حكاية لو مورت دي آرثر، تدرس السحر بدلًا من أن تكون ساحرة بطبيعتها.[28] وبالمثل، يفقد الفرسان قدراتهم السحرية.[27] وبقيت الجنيات حاضرة في هذا التقليد. وتعد حكايةسير غواين والفارس الأخضر حكاية متأخرة، مع أنالفارس الأخضر نفسه كائن دنيوي آخر.[27]
- Bonilla y San Martín, Adolfo, ed (1908). Libros de caballerías. Bailly-Bailliére é hijos.
- Lucía Megías, José Manuel, ed (2001). Antología de libros de caballerías castellanos. Centro Estudios Cervantinos.ISBN 9788488333490.
- María Tenreiro, Ramón (2007). Libros de caballerías. Maxtor.ISBN 9788497613644.