يستخرج الرصاص منخاماته بسهولة؛ ومنذ قديم الزمان تمكّن الإنسان فيالعالم القديم من استحصاله، وخاصّة من معدنغالينا، الذي يعدّ المصدر الرئيسي لاستخراج الرصاص. بما أنّالفضّة غالباً ما ترافق الرصاص في خاماته، لذلك كان السعي للحصول على الفضّة سبباً في معرفة الرصاص واستخدامه في مجالات الحياة اليومية فيروما القديمة. بلغ الإنتاج العالمي من الرصاص سنة 2014 حوالي 10 ملايين طنّ، وكانت نسبة الحصول عليهِ من تدوير المخلّفات الحاوية على الرصاص أكثر من 50%.
الرصاص فلزّسامّ، الأمر الذي أدّى إلى الحدّ من تطبيقاته في أغلب الدول بعد اكتشاف سمّيّته. يؤثّر الرصاص سلباً داخل الأجسام الحيوية، حيث يكون تأثيره مشابهاًللسموم العصبية من حيث القدرة على الإضرار بالجهاز العصبي وتعطيل الأداء الوظيفي لبعضالإنزيمات الحيوية مسبّباً اضطراباتٍ عصبية وحركية.
يعدّ الرصاص من أقدم الفلزّات المستخدمة في تاريخ البشرية. وكان هو بالإضافة إلىالزرنيخوالإثمد أحدَ الفلزّات التي جرى تجريبها فيالعصر البرونزي الأول من أجل تحضيرالبرونز، إلى أن اكتشفالقصدير. عُثر على قطعٍ من الرصاص الفلزّي يعود تاريخها إلى حوالي 7000 سنة قبل الميلاد في منطقةالأناضول بالقرب منجاتال هويوك، وهي تمثّل أقدم موجودات تاريخية جرى معالجتهابالصهر.[2] في ذلك الوقت لم يكن للرصاص أيَّ تطبيقٍ معروف بسبب طراوته ومظهره الكامد؛[2] وكان العامل الرئيسي في انتشار استخراجه هو مرافقتهللفضة في الخامات في القشرة الأرضية.[3]
كانالمصريون القدماء أوّل من استخدم الرصاص في التجميل، وهو تطبيق انتشر بعد ذلك إلىاليونان القديمة وغيرها من الحضارات؛[4] بالإضافة إلى ذلك فمن المحتمل أن يكون المصريون القدماء قد استخدموا الرصاص أيضاً في تثقيلشباك صيد السمك وفي صناعةالزجاجوالمينا المزجج وكذلك في صناعة أغراض الزينة.[3] استعملت عدّة حضارات في منطقةالهلال الخصيب الرصاص في عددٍ من التطبيقات المختلفة مثل استخدامه في الكتابة وسكّ العملة وضمن مواد البناء.[3] أمّا في الشرق الأدنى فاستخدمالصينيون القدماء الرصاص من إحدى الوسائللضبط النسل،[5] وكذلك في سكّ العملة؛[6] بالمقابل دخل الرصاص في صناعةالتمائم في حضارتيوادي السندووسط أمريكا؛[3] في حين أنّ شعوب أفريقيا الشرقية والجنوبية استخدمته فيسحب الأسلاك.[7]
عصر اليونان والرومان
أنابيب مصنوعة من الرصاص تعود إلى العصر الروماني القديم.
بما أنّ الفضّة كانت مستخدمة بكثرة في التجارة وفي صناعة مواد الزينة منذ التاريخ القديم، وبسبب مرافقتها للرصاص في الخامات، لذلك انتشرت معالجة الرصاص في منطقة الأناضول منذ 3000 سنة قبل الميلاد، ولاحقاً في مناطق مختلفة في اليونان مثلالجزر الإيجية ومدينةلافريو؛ والتي بقيت مسيطرةً على إنتاج الرصاص حتّى 1200 سنة قبل الميلاد.[8] منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد بدأت مناطق أخرى تُعرَف بإنتاج الرصاص بالظهور والازدهار؛ فمثلاً تمكّنالفينيقيون من معالجة الرصاص في مناطق مختلفة منهاشبه الجزيرة الإيبيرية، وكذلك فياليونانوقبرصوسردينيا.[9]
مخطّط يظهر تقريبياً الإنتاج العالمي من الرصاص منذ التاريخ القديم حتّى الثورة الصناعية في أوروبا.[10]
أدّى توسّعالجمهورية الرومانية في منطقةحوض المتوسط إلى انتشار تعدين الرصاص، خاصّةً مع التطوّر النسبي لوسائل التعدين أثناء فترةالعصر الكلاسيكي القديم؛ إذ قُدِّرَت سَعةُ الإنتاج العظمى من الرصاص حينئذٍ بحوالي 80 ألف طنّ سنوياً؛ وذلك منالمعالجة الحرارية لخامات الفضّة الحاوية على الرصاص.[10][11] استُخدِم الرصاص في الكتابة على الألواح؛[12] وكذلك في صناعةالنعوش.[13] كما شاع استخدام الرصاص في صناعةقنوات المجاري وفي الإنشاءات المدنية والصناعات العسكرية، خاصّةً مع سهولة سبكه والتعامل الحرفي معه، ومقاومته للتآكل؛[14][15][16][17] بالإضافة إلى سهولة الحصول عليه،[18] ورخص ثمنه.[19]
نصحَ عددٌ من الكتّاب الرومان، مثلكاتو الأكبروكولوميلاوبلينيوس الأكبر، باستخدام أواني الرصاص لتحضيردبس العنب الذي كان يضاف إلى الخمر؛[20] وذلك لأن الرصاص كان يضفي في بعض الأحيان مذاقاً حلواً (بسبب تشكّل «سكّر الرصاص»، وهو مركب أسيتات الرصاص الثنائي)؛ في حين أنّ الأواني المصنوعة منالنحاس أوالبرونز كانت تعطي مذاقاً مرّاً بسبب تشكّلالزنجار.[21] من جهةٍ أخرى، وثَّقَ الكاتب الرومانيفيتروفيو المخاطر الصحّية للرصاص،[22] وقد يكون للاستخدام المفرط للرصاص في مجالات الحياة اليومية دوراً في انحدار الإمبراطورية الرومانية، وذلك وفقاً لرأي بعض المحلّلين التاريخيين المتأخرّين؛[23][24][25] إلّا أنّ ذلك الرأي وجد معارضةً من بعض الباحثين الآخرين، الذين أشاروا على سبيل المثال بأنّ ليس كلَّ ألمٍ معويِّ سببهالتسمّم بالرصاص،[26][27] وشكّكوا بدورأنابيب نقل المياه المصنوعة من الرصاص بحدوث حالات التسمّم.[28][29]
كانت الملكةإليزابيث الأولى ملكة إنجلترا عادةَ ما تُرسَم بوجهٍ شديد البياض، والذي يعزى وفق مصادر تاريخية إلى استخدام أبيض الرصاص في تبييض الوجه، الأمر الذي كان سبباً في التعجيل بوفاتها.[30]
مع سقوطالإمبراطورية الرومانية الغربية تراجع إنتاج الرصاص في أوروبا الغربية، خاصّةً مع صعود دولة الأمويّين فيالأندلس، إذ كانت تلك المنطقة الوحيدة ذات الإنتاج المهمّ في أوروبا في ذلك الوقت؛[31][32] بالمقابل ازداد الإنتاج في مناطق أخرى من العالم مثلالصينوالهند.[32]
كان الرصاص عنصراً حاضراً في تجارب الخيميائيين سواء فيعصر الحضارة الإسلامية أو ما قبل عصر النهضة الأوروبي؛ وكان لهالرمز الخيميائي في مدوّنات ذلك العصر،[33]، والذي كان مخصّصاً أيضاً لكوكبزحل. كان الرصاص عند الخيميائيين يعدّ منالفلزّات الوضيعة الشائبة، والذي يمكن لجوهرهِ أن يتحوّل إلى فلزّ نبيلٍ نقيٍّ مثلالذهب بالعمليات والتقنيات الخيميائية المناسبة. وقد ذكرهالبيروني في كتابهِالجماهر في معرفة الجواهر وخصّص لهُ قِسماً.
بالإضافة إلى ذلك فقد استُخدِم الرصاص منذ بداية القرن الثالث عشر في صناعةالزجاج المعشّق؛[34] كما استخدِم فيغشّ الخمر، الأمرِ الذي أدّى إلى حالات تسمّم كثيرة موثّقة حتى نهاية القرن الثامن عشر.[31][35] من جهة أخرى فقد كان الرصاص مادّةً أساسيةً في صناعة أجزاء منآلة الطباعة التي اختُرعت حوالي منتصف القرن الخامس عشر، الأمر الذي عرّض الكثير من العمّال لحالات التسمّم بالرصاص أيضاً.[36] دخل الرصاص في صناعةمقذوفاتوطلقات الأسلحة النارية نظراً لرخص ثمنهِ وتوفّره ولارتفاع كثافتهِ وانخفاض نقطة انصهاره.[37]
شاع استخدامأبيض الرصاص في مستحضرات التجميل في ذلك العصر، لأجل تبييض الوجه، وكان يسمّى حينهاإسبيداج (أو الإسفيداج)؛[38][39] كما كان يُستخدم للطلاء، إلّا أنّ تلك الاستخدامات تراجعت تدريجياً للسمّيّة. كان ذلك الاستخدام شائعاً ضمن الطبقات الأرستقراطية الأوروبية؛ وكذلك فياليابان أيضاً،[40] والتي شاع فيها تقليدغيشا في تبييض الوجوه حتّىالقرن العشرين، إذ كانت الوجوه البيضاء للنساء في ذلك العصر دلالةً على أنوثة المرأة اليابانية.[41]
بعد اكتشافالعالم الجديد أنتج المستوطنون الأوروبيون عنصر الرصاص؛ وتعود أقدم السجلّات التي تشير إلى إنتاجهِ في تلك المرحلة إلى سنة 1621 فيمستعمرة فرجينيا البريطانية، وذلك بعد أربع عشر سنةٍ من تأسيسها.[42] أمّا فيأستراليا فقد كان أوّل منجم افتُتِح هناك للرصاص في سنة 1841.[43]
تعدين الرصاص في منطقة حوض المسيسبي سنة 1865
ساعدتالثورة الصناعية على زيادة إنتاج الرصاص فيأوروبا والولايات المتّحدة،[10] إذ كان من أهمّالفلزّات اللاحديدية المعروفة حينئذ. كانت بريطانيا رائدةً في ذلك المجال بادئ الأمر، ثمّ تراجعت مع نضوب مناجمها مع مرور الوقت؛[44] ومع بداية القرن العشرين أضحت الولايات المتّحدة الرائدة في الإنتاج العالمي للرصاص، كما بدأت دول أخرى غير أوروبية بالظهور على ساحة الإنتاج العالمي مثل كندا والمكسيك وأستراليا.[45] كان الرصاص مطلوباً في ذلك الوقت بشكلٍ أساسيٍ للسباكة ولصنع الدهان؛[46] كما استخدم فيصناعة الغرف والحجرات لتحضيرحمض الكبريتيك. بالمقابل ازداد تعرّض الطبقة العاملة للتسمم بالرصاص، ممّا أدّى إلى ظهور مخاطره للعلن، الأمر الذي استدعى إجراء أبحاثٍ لدراسة تأثير الرصاص على الإنسان؛ وكان الطبيبألفريد بارينغ غارود ممّن قاموا بذلك، والذي ربط بين ضحايا التسمّم بالرصاص ومهنتهم، فوجد أنّ نسبة الثلث منهم من السبّاكين والدهّانين.
مع تقدّم العلم وفهم آليات الإصابة بتسمّم الرصاص انتقل موضوع التعامل مع هذا الفلز من ردهات المخابر إلى قاعات البرلمان، إذ بدأت التشريعات التي تحدّ من التعامل بهِ بالظهور. وقد صدر أوّل قانونٌ لفرض رقابة على إنتاج الرصاص في المصانع في المملكة المتّحدة أواخر القرن التاسع عشر؛[46] كما جرى تعيين هيئةٍ طبّية لفحص العمال؛ ممّا أدّى في النهاية إلى انخفاض حوادث التسمّم بالرصاص بحوالي 25 ضعفا ما بين سنتي 1900 و1944.[47] بالإضافة إلى ذلك فقد منعت معظم الدول الأوروبية دهانات الرصاص في الأماكن الداخلية المغلقة منذ سنة 1930.[48][49] كانت إضافة رباعي إيثيل الرصاص إلى وقود السيارات لمنعخبط المحرك آخر وسيلة تعرض فيها الإنسان للتماسٍ المباشر مع الرصاص؛ إلّا أنّها تراجعت تدريجياً مع مرور الزمن، خاصّةً مع جهود عدّة ناشطين بيئيين مثلكلير باترسون؛ إلى أن منعت نهائياً في أوروبا والولايات المتّحدة أواخر القرن العشرين؛[46] بصدور تشريعاتٍ لمنع استعماله منذ عقد السبعينات للحدّ من تلوّث الهواء بالرصاص؛[50][51] مثلتوجيه الحد من المواد الخطرة في أوروبا. جرّاءَ ذلك انخفضمستوى الرصاص في الدم وفق دراسات أجرتهامراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتّحدة من 77.8% أواخر سبعينات القرن العشرين إلى 2.2% في أوائل تسعينات ذلك القرن.[52] وفي نهاية القرن العشرين كان المُنَتج الوحيد الحاوي على الرصاص والمستخدم بكثرة هو بطّارية الرصاص الحمضية؛[53] إلّا أنّها لا تمثّل خطراً مباشراً على صحّة الإنسان. وازداد إنتاج الرصاص في الصين بشكل مطّرد، إلى أن أصبحت في صدارة الإنتاج العالمي منذ بداية القرن الحادي والعشرين؛[54] إلّا أنّ الأمر لم يخلو من مشاكل صحّيّة هناك أيضاً.[55]
على الرغم من ارتفاع العدد الذرّي للرصاص إلّا أنّ وفرته في الكون تفوق أغلب العناصر ذات العدد الأكبر من 40؛[56] إذ تبلغ وفرته فيالنظام الشمسي نسبةً إلى عدد الجسيمات مقدار 0.121جزء في البليون (ppb)،[56] وهو مقدار أكثر بمرّتين ونصف من وفرةالبلاتين، وأكثر بثمانِ مرّات من وفرةالزئبق، وأكثر بحوالي 17 مرّة من وفرة الذهب في الكون.[56] على العموم فإنّ كمّيّة الرصاص في الكون بازديادٍ ضئيلٍ مستمرٍّ،[57] لأنّ أغلب العناصر الأثقل منهُ تضمحلّ إليه تدريجياً؛[58] وتُقدّر نسبة ازدياد الرصاص في الكون منذنشأته بحوالي 0.75%.[59]
مخطّط يظهر الجزء الأخير من عمليات التقاط النيوترون السريعة من الزئبق إلى البولونيوم. حيث تمثّل الدوائر والخطوط الحمراءالتقاط النيوترون، أمّا الأسهم الزرقاء فتمثّلاضمحلال بيتا، في حين أنّ الأسهم الخضراء تمثّلاضمحلال ألفا؛ ويمثّلالتقاط الإلكترون بالأسهم ذات اللون السياني (الأخضر المزرق).
تفصل بين عمليات التقاط النيوترون البطئية سنوات أو عقود، ممّا يسمح للنوى الأقلّ استقراراً بأن تخضعلاضمحلال بيتا.[61] يمكن أيضاً لعمليات التقاط النيوترون أن تحدث بشكلٍ بطيءٍ جدّاً، يستمرّ الالتقاط لملايين السنين، بحيث يستحصل بالنهاية من نواة ثاليوم مستقرّة على نظائر الرصاص المستقرّة.[62] بالمقابل، فإنّ عمليات التقاط النيوترون السريعة تحدث بشكلٍ أسرع من اضمحلال النواة نفسها؛[63] وتكون مفضّلةَ الحدوث في الأوساط ذات الكثافة النيوترونية المرتفعة مثلالمستعرّات العظمى أو مناطق اندماجالنجوم النيوترونية؛ والتي يمكن أن يقدّر معدّلتدفّق النيوترونات فيها بحوالي2210 نيوترون لكلّ سم2 كل ثانية.[64] من جهةٍ أخرى، فإنّ كمّيّة الرصاص المتشكّلة عن طريق عمليّات التقاط النيوترون السريعة أقلّ من نظيرتها في العمليات البطيئة؛[65] إذ أنّها تميل لأن تتوقّف في الغالب عندما يصلُ عدد النيوترونات في النواة إلى 126؛[66] عند تلك النقطة تترتّب النيوترونات فيأغلفة مكتملة في نواة الذرّة، ويصبح من الصعب طاقياً استيعاب كمّيّة أكبر.[67]
يصنّف الرصاص وفقاًلتصنيف غولدشميت عنصراً أليفاً لعناصر مجموعة الكالكوجين، بمعنى أنّه يُعثَر عليه بشكلٍ عامّ مع الكبريت.[68] ومن النادر العثور عليه بصورته المعدنية على هيئةفلز طبيعي.[69] تعدّ العديد من معادن الرصاص خفيفةً نسبياً، وعلى مدار تاريخ الأرض بقيت في طبقة القشرة الأرضية السطحية ولم تترسّب في باطن الأرض. لذا يعتبر الرصاص من العناصر المتقدّمة نسبياً من حيثوفرته الطبيعية في القشرة الأرضية بنسبة 14 جزء في المليون (ppm)؛ وهو العنصر الثامن والثلاثين من حيث غزارة وفرته في القشرة الأرضية.[70][71]
أهم المعادن التي تقترن بالرصاص هو معدنالغالينا (PbS) والذي يوجد غالباً معخامات الزنك.[72] ترتبط معظم معادن الرصاص الأخرى بالغالينا بطريقةٍ ما؛ فمعدنالبولانغيرايت Pb5Sb4S11، هو كبريتيدٌ مختلَطٌ مشتقٌّ من الغالينا؛ أمّاأنغلزيت، PbSO4، فهو ناتجٌ عن أكسدة الغالينا؛وسيروسيت أو خام الرصاص الأبيض، PbCO3، فهو ناتج عن تحلّل الغالينا. تعدّ معادنالزرنيخوالقصديروالأنتيموان (الإثمد)والفضّةوالذهبونحاسوالبزموت شوائبَ شائعة في معادن الرصاص.[72]
تتجاوز الموارد العالمية من الرصاص حوالي ملياري طنّ؛ وتوجد منه مخزونات كبيرة في أستراليا والصين وأيرلندا والمكسيك والبيرو والبرتغال وروسيا والولايات المتّحدة؛ وهذه الموارد الاحتياطية العالمية قابلة للاستخراج لأغراضٍ اقتصادية. بلغ مجموع الكمّيّات المستخرجة منه 88 مليون طن عام 2016 منها 35 مليون طن في أستراليا و17 مليون طن في الصين و6.4 مليون طن في روسيا.[73]
لا تتجاوز التركيزات النموذجية من الرصاص 0.1 ميكروغرام/م3 في الجوّ؛ و100 ملغم/كغ في التربة؛ في حين أن تركيزه في في المياه العذبة ومياه البحر حوال 5 ميكروغرام/لتر[74]
مخطّط يظهر الإنتاج العالمي من الرصاص منذ منتصف القرن التاسع عشر
إنّ الإنتاج العالمي من الرصاص (وفق بيانات سنة 2014) في ازدياد مستمرّ نتيجةً لاستخدامه بشكلٍ رئيسي في صناعةبطّاريات السيارات.[75] وفق تقديرمخزون الفلزّات في المجتمع الصادر سنة 2010 عن لجنة المصادر العالمية التابعةلبرنامج الأمم المتّحدة للبيئة فإنّ المجموع الكلي لكمّيّات الرصاص المستخدمة أو المخزّنة أو المطروحة أو المبدّدة هي 8 كغ لكلّ نسمة وسطياً على نطاق العالم؛ مع أخذ الفروقات بين الدول المتطوّرة (20–150 كغ لكلّ نسمة) والدول النامية (1–4 كغ لكلّ نسمة).[76]
عموماً يمكن تصنيف استخراج الرصاص حسب مصدر الحصول عليه إلى استخراج أوّلي منالخامات في القشرة الأرضية؛ وإلى استخراج ثانوي من تدويرالخردة. استُخرج سنة 2014 مقدار 4.58 مليون طنّ من الرصاص من مصادرَ أوّلية، مقابل 5.64 مليون طنّ من مصادر ثانوية؛ وكانت حينهاالصينوأسترالياوالولايات المتحدة هي الدول في صدارة الإنتاج العالمي بتعدين الرصاص،[73] في حين أنّ الصين والولايات المتّحدةوالهند هي التي كانت في صدارة الدول بتدوير الرصاص.[77] إنّ عمليات إنتاج الرصاص الأوّلية والثانوية متشابهة؛ وتلجأ بعض منشآت تعدين الرصاص إلى مواءمة خطوط إنتاجها بحيث يمكن معالجة خردة الرصاص في عملياتها، خاصّةً أنّه في أغلب الأحيان وعند تطبيق تقنيات مناسبة يكون من الصعب التمييز بين الرصاص الناتج عن التعدين والرصاص الناتج عن التدوير. تحتاج بعض مصادر الرصاص الثانوية إلى عمليّاتتنقية، وعندما لا تقتضي الحاجة لإعادة معالجة رصاص الخردة تنخفض التكاليف إلى أكثر من النصف، وخاصّةً عند المقارنة بالاحتياجات الطاقيّة اللازمة للعمليّات في أسلوب التعدين.[78]
من أكثر الخامات أهمّيّةً في تعدين الرصاص هو معدنغالينا، والذي غالباً ما يوجد على شكل معدن مرافق معكبريتيدات الفلزّات الأخرى. إنّ معظمخامات الرصاص تحوي على نسبٍ قليلةٍ من الفلزّ، إذ أنّ أغناها به هي التي تحوي نمطياً على نسبة تتراوح بين 3–8%، ولذلك ينبغي إجراءعمليّات تركيز من أجلالاستخلاص.[79] في الخطوات الأولى من عمليّة التعدين تُسحَق الخامات وتُطحَن ثمّ تُفصَل وفق الكثافةوتُعوَّم ثمّ تُجفَّف. يحويالمركّز الناتج على نسبةٍ تصل في بعض الأحيان إلى 80% (نمطياً بين 50-60%) من الرصاص،[79] والذي يخضع إلى معالجة لاحقة للحصول على الرصاص (غير النقيّ)، وهناك أسلوبان رئيسيان لإجرائها؛ الأوّل منهما يعتمد على عملية ثنائية المرحلة تتضمّن عمليّة تحميص للمُركَّز الناتج في فرن صناعيّ، ثمّ استخراج للفلز فيفرن لافح بعمليّة اختزال؛ أو بإجراء عمليّة مباشرة يتمّ فيها استخراج الرصاص من المُركَّز في فرن واحد؛ والعمليّة الأخيرة هي الأكثر شيوعاً.[80]
يمكن أن يُستخدَم غاز SO2 في تحضيرحمض الكبريتيك؛ أمّا أكسيد الرصاص فيكون على شكل مصهور. بما أنّ المُرَكَّز الكبريتيدي ليس نقياً، لذلك تعطي عمليّة التحميص مزيجاً منأكاسيدوكبريتاتوسيليكات لفلزّ الرصاص ولفلزّات أخرى موجودة في الخامة.[82] يلي ذلك إجراء عمليّةاختزالبفحم الكوك إلى الرصاص (غير النقيّ) بتفاعل من مرحلتين.[83]
في حال كانت الخامة الأوّلية غنيّة بالرصاص يمكن أن تُجرَى العمليّة السابقة بخطوة واحدة، وذلك بإجراء عمليّة تحميص غير كامل للخامة الكبريتيدية؛ ثمّ في مرحلةٍ لاحقة يُسخَّن مزيج أكسيد وكبريتيد الرصاص بوجود الهواء ممّا يسهم في اختزال القسم المتبقّي من PbS دون الحاجة إلى إضافة فحم الكوك:
العمليّة المباشرة
في هذه العمليّة يُستحصَل على صَبّات الرصاص وعلىالخَبَث الناتج من العمليّات بشكلٍ مباشرٍ من مُرَكّز الرصاص. يُصهَر الرصاص في البداية في فرن ويُؤكسَد بواسطة تيّار من الأكسجين مشكّلاًأحادي أكسيد الرصاص؛ وبعد إضافة مسحوقفحم الكوك يُختزَل الأكسيد إلى فلزّ الرصاص وسط الخبث المتشكّل من الشوائب المرافقة.[80]
إذا كانت المادّة الأوّلية غنيّة المحتوى يمكن الحصول منها على مردود يصل إلى 80% على شكل صَبّات من فلزّ الرصاص، وتكون نسبة 20% المتبقيّة غنيّة بأكسيد الرصاص. أمّا إذا كانت المادّة الأوّلية فقيرة المحتوى، فيمكن أكسدة كلّ الرصاص إلى خبث مرتفع المحتوى، والذي يُختزَل لاحقاً إلى فلزّ الرصاص؛[80]
عادةً ما يتمّ تجاوز مرحلةالصهر في عمليّة تدوير الرصاص، ولا تُطبَّق إلّا عندما يكون الرصاص قد تأكسد بشكلٍ واضح.[78] بشكلٍ مشابه لعمليّات التعدين يُعالَج الرصاص في أفرانٍ مناسبة، والتي تعطي ناتجاً من الرصاص متفاوتاً في نسبة الشوائب وذلك حسب نوع الفرن؛ إذ أنّالفرن اللافح يعطي رصاصاً قاسياً (يحوي على 10% إثمد)، في حين أنّالقَمينَ الدَوّار يعطي رصاصاً شبهَ طريٍّ (يحوي على 3-4% إثمد).[84]
يمكن أن يُستحصَل على الرصاص المُدوّر من بطّاريات السيارات كما هو الحال في عمليةإساسميلت ISASMELT، والتي تعالِج عجينةَ الرصاص الحاوية على أكاسيد الرصاص حرارياً فيقمين بعد إزالة الكبريتات بالقلوي للحصول على فلزّ الرصاص، والذي يكون غير نقيٍّ لاحتوائه على شوائب من الإثمد.[85] يمكن إجراء عمليّة تنقية لاحقة للرصاص، ولكن ذلك يعتمد على الكلفة وعلى درجة النقاوة المطلوبة وعلى نوع الشوائب الموجودة.[85] من المصادر الثانوية الأخرى للرصاص بالإضافة إلى البطاريات كلّ من الصفائح والأنابيب والكبلات المستخدمة في بعض الإنشاءات.[78]
يمكن أن تُجرى عملية التنقية بأسلوبٍ آخر مغاير للمعالجات الحرارية اعتماداً على أسلوبكهركيميائيلمصهور الرصاص بواسطةعملية بيتس. في تلك العمليّة يُغمَسمصعد من الرصاص المشوبومهبط من الرصاص النقيّ فيكهرل منسداسي فلوروسيليكات الرصاص PbSiF6؛ وعند تطبيق فرق الجهد الكهربائي المناسب ينحلّ الرصاص الموجود على المصعد، ويترسّب على المهبط تاركاً أغلب الشوائب في المحلول.[87][89] يَعيبُ تلك العمليّة كلفتها المرتفعة،[90] بسبب الحاجة إلى تطبيقجهد زائد في حوض التنقية؛ ولذلك لا تستخدم إلّا في تنقيّةصبّات الرصاص الحاوية على نسبٍ مرتفعة من الشوائب.[91]
للرصاص الطبيعي أربعةنظائر مستقرّة لهاالكتل الذرّية التالية: 204 و206 و207 و208؛[92] بالإضافة إلى آثار من خمسنظائر مشعّة قصيرةعمر النصف.[93] تتوزّعالوفرة الطبيعية لنظائر الرصاص المستقرّة بين 52.4% للنظير رصاص-208208Pb وحوالي 22.1% للنظير رصاص-207207Pb وحوالي 24.1% للنظير رصاص-206206Pb، في حين يوجد النظير رصاص-204204Pb بنسبة 1.4%.
يتوافق العدد الكبير من نظائر الرصاص مع حقيقة كونالعدد الذرّي للرصاص زوجياً؛ إذ أنّ العدد الزوجي من الجسيمات دون الذرّية في النواة يرفع من استقرارها. يتميّز الرصاص بأنّ لهعدد سحري منالبروتونات (82)، ووفقاً لذلك فإنّ النواة تكون مستقرّة بشكل كبير حسب نظريةنموذج الغلاف النووي.[94] علاوةً على ذلك، فإنّ للرصاص-208 126نيوتروناً، وهو عدد سحري آخر، وذلك يفسّر لِمَ لنظير الرصاص-208 استقرارية فوق العادة.[94]مع ارتفاع عدده الذرّي يكون الرصاص أثقل عنصر كيميائي تكون نظائره الطبيعية مستقرّة، إذ أنّ الرصاص-208 هو أثقلنظير مستقر (أصبح هذا الأمر حقيقةً بعد اكتشاف أنّ النظيرالابتدائيالبزموت-209 لهنشاط إشعاعي.[95]).[96] يمكن لنظائر الرصاص الأربع المستقرّة أن تضمحّل نظرياً بنشاط إشعاعي عبراضمحلال ألفا إلى نظائرالزئبق مع تَحرّر كمّيّة من الطاقة، إلّا أنّ ذلك لم يلاحظ على الإطلاق، وجرى تقديرعمر النصف لها بحوالي 1035 إلى 10189 سنة،[97] وهو ما يفوق العمر الحالي للكون.
توجد ثلاثة من نظائر الرصاص المستقرّة في ثلاث منسلاسل الاضمحلال الرئيسية؛ إذ أنّ الرصاص-206 والرصاص-207 والرصاص-208 هي المنتجات النهائية لاضمحلالاليورانيوم-238 (سلسلة اليروانيوم)واليورانيوم-235 (سلسلة الأكتينيوم)والثوريوم-232 (سلسلة الثوريوم) على الترتيب.[98][99] يعتمد تركيز نظائر الرصاص المذكورة في عيّنات الصخور الطبيعية بشكل كبير على وجود نظائر اليورانيوم والثوريوم؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن تتراوح الوفرة النسبية لنظير الرصاص-208 من 52% في العيّنات العادية إلى 90% فيخامات الثوريوم،[100] ولذلك السبب فإنّ الوزن الذرّي القياسي يعطى بدرجة عشريّة واحدة فقط.[101] مع مرور الزمن تزداد نسبة الرصاص-206 والرصاص-207 إلى الرصاص-204، وذلك لأنّ النظيرين الأوّلَين يوجدان في سلسلة اضمحلال العناصر المشعّة، في حين أنّ الأخيرَ ليس كذلك؛ ممّا يسمح في النهاية بتحديدالعمر الجيولوجي للعيّنات باستخدام أسلوبتأريخ بنظائر رصاص-رصاص على سبيل المثال. من جهة أخرى، فإنّ اضمحلال اليورانيوم إلى الرصاص يمكّن من إجراءتأريخ بنظائر يورانيوم-رصاص.[102]
قطعة كبيرة منحجر نيزكي عُثِر عليها في محيطفوهة بارينجر. ساهمت الدراسات التأريخية بواسطة دراسة نسبة النظائر (يورانيوم-رصاص ورصاص-رصاص) بتقديرعمر كوكب الأرض.
يتميّز النظير رصاص-207 بأنّ لهرنين مغناطيسي نووي، وتلك خاصّية تساعد في دراسة مركّباته في المحاليل والحالة الصلبة،[103][104] وفي جسم الإنسان أيضاً.[105]
يوجد للرصاص نظائرنظائر مشعّة نادرة توجد بكمّيّات نزرة. من بين تلك النظائر هناك الرصاص-210، والذي يبلغ عمر النصف له 22.3 سنة؛[92] ولكن على الرغم من ذلك يوجد في الطبيعة إذ ينتج من سلسلة اضمحلال طويلة تبدأ من اليورانيوم-238. كما أنّ النظائر الرصاص-211 والرصاص-212 والرصاص-214 تنتج أيضاً في سلسلة اضمحلال اليورانيوم والثوريوم ولذلك توجد طبيعياً. يُحصَل على نسب ضئيلة من الرصاص-209 منالاضمحلال العنقودي نادر الحدوثللراديوم-223، وهو بدورهناتج اضمحلال لليورانيوم-235؛ وكذلك أيضاً من سلسلة اضمحلالالنبتونيوم-237، والذي يُستحصَل من عمليّةالتقاط نيوترون في خامات اليورانيوم. تُستخدَم نظائر الرصاص المشعّة في عمليّات التأريخ، فيفيد قياس نسبة الرصاص-210 إلى الرصاص-206 مثلاً في معرفة عمر العيّنات.[106]
إجمالياً فهناك حوالي 43نظير مشع مصطنع للرصاص تتراوح كتلها الذرية بين 178–220.[92] الرصاص-205 أكثر نظائر الرصاص المشعّة استقراراً، فعمر النصف له 1.5×107 سنة؛ يليه الرصاص-202 بعمر نصف مقداره 53 ألف سنة، وذلك بشكل أطول من أيّ نظير مشعّ طبيعي نزر للرصاص.[92]
الرصاص النقيّ فلزّ طريّ، إذ تبلغصلادته وفقمقياس موس 1.5، بحيث يمكن خدشه بظفر اليد.[116] تبلغ قيمةمعامل الحجم للرصاص (وهي مقياس مدى قدرة المادّة على الانضغاط) 45.8غيغاباسكال (GPa)؛ وللمقارنة فإنّ قيمتها بالنسبةللألومنيوم تبلغ 75.2 غيغاباسكال وللنحاس 137.8 غيغاباسكال، في حين أنّهاللفولاذ الكربوني 160–169 غيغاباسكال.[117] تعدّ قيمةمقاومة الشدّ للرصاص منخفضة نسبياً (تتراوح بين 12–17 ميغاباسكال)، وهي أقلّ بستّ مرات من قيمتها للألومنيوم، وبعشر مرّات من النحاس، وبحوالي 15 مرّة من الفولاذ الكربوني. يمكن على العموم رفع قيمتها بالنسبة للرصاص عند إضافة كمّيّات صغيرة من النحاس أوالإثمد.
تبلغنقطة انصهار الرصاص 327.5 °س،[118] وهي منخفضة نسبياً بالمقارنة مع باقي الفلزّات؛[111] أمّانقطة الغليان فتبلغ 1749 °س[118] وقيمتها هي الأخفض من بين عناصرمجموعة الكربون. للرصاصمقاومية كهربائية 192نانوأوم-متر، وهي بذلك أكبر بحواليقيمة أسّيّة من قيمة مقاومية الفلزّات الصناعية المعروفة (النحاس: 15.43 والذهب 20.51 والألومنيوم 24.15).[119])؛ بالتالي فللرصاص موصلية كهربائية أقلّ من الفلزّات المذكورة، فقيمتها عند الرصاص 4.8 · 106 سيمنز/متر، في حين أنّها للفضّة 62 · 106 S/m على سبيل المثال.[120] الرصاصموصل فائق عند درجات حرارة أدنى من 7.19كلفن،[121] وهي بذلك أعلىنقطة حرجة من بين الموصلات الفائقة من النمط الأول، وثالث أعلى قيمة من بين الموصلات الفائقة العنصرية.[122]
تحويذرّة الرصاص على 82إلكتروناًموزّعة على التشكيل التالي:Xe]4f145d106s26p2]. إنّ مجموعطاقتي التأيّن الأولى والثانية للرصاص مقارب في قيمته من القيمة المقابلةللقصدير، وهو العنصر الذي يعلو الرصاص فيمجموعة الكربون، وهو أمرٌ غير اعتيادي، إذ أنّ طاقات التأيّن عادةً ما تتناقص نزولاً فيمجموعات الجدول الدوري. يعود ذلك التقارب في قيم طاقات التأيّن بين عنصري القصدير والرصاص إلى ظاهرةالانكماش اللانثانيدي، وهو تناقص في قيمةنصف القطر الذرّي فيدورةاللانثانيدات (من عنصراللانثانوم ذي العدد الذري 57 إلى عنصراللوتيشيوم ذي العدد الذري 71)، ومع وجود نصف قطر ذرّي صغير نسبياً من عنصر الهافنيوم (72) إلى نهاية الدورة)؛ وذلك بسببالحجب الضعيف على نوى تلك العناصر من الإلكترونات 4f. تبدو تلك الظاهرة بشكل أوضح عند جمع طاقات التأيّن الأربع الأولى للعنصرين، حيث إنّ مجموعها أعلى في الرصاص من نظيره في القصدير.[123] يمكن تفسير تلك الظاهرة وفق مبادئكيمياء الكم النسبية؛[124] مثل مبدأتأثير الزوج الخامل، إذ أن الإلكترونات 6s في الرصاص صعبة التأيّن ولا تساهم في الترابط الكيميائي، وهذا السبب الذي يجعل المسافة بين ذرّات الرصاص فيالشبكة البلورية كبيرة نسبياً.[125]
يكونلمجانسات الرصاص الخفيفة في مجموعة الكربونمتآصلات مستقرّة أو شبه مستقرّة يكون لبعضهابنية الألماس المكعّبة ذاترابطة تساهميةرباعية السطوح، وذلك لأنّ مستويات الطاقة فيالمدارات الذرّية s وp متقاربة بشكل يسمحتهجينها إلى مدارات sp3؛ في حين أنّ تأثير الزوج الخامل في الرصاص يزيد المسافة بين المدارات s وp بحيث لا يمكن التغلّب على تلك الفجوة الطاقية.[126] بالمقابل فإنّ الرصاص فلزّ، وذلك يتوافق مع ازدياد الخواص الفلزّية للعناصر نزولاً في مجموعات الجدول الدوري؛[127] ولذلك فإنّ ذرّات الرصاص تترابط فيما بينهابرابطة فلزّية تساهم فيها الإلكترونات p فقط غير المتمركزة والمتشارَكة بين أيونات الرصاص الثنائي2+Pb؛ ووفقاً لذلك فإنّالبنية البلّورية للرصاص تكون حسبنظام مكعّب مركزيّ الوجوه،[128] وذلك بشكل مماثل للعناصر ثنائيةالتكافؤ القريبة في قياس الذرّة،[129] مثلالكالسيوموالسترونتيوم.[130]
يتفاعلالفلور مع الرصاص عند درجة حرارة الغرفة مشكّلاًفلوريد الرصاص الثنائي؛ في حين أنّ التفاعل معالكلور يتطلّب تسخيناً، إذ أنّ دخول الكلوريد في تركيب الطبقة على الرصاص يقلّل منتفاعليته.[134] يتفاعل مصهور الرصاص معالكالكوجينات (عناصر مجموعة الأكسجين) ليعطي كالكوجينيدات الرصاص الثنائي.[137]
يستطيع الرصاص الفلزّي مقاومة أثرَ حَمضَيالكبريتيكوالفوسفوريك، ولكن ليس في حالة حمضالنتريك، لأنّ ملح نترات الرصاص قابلللانحلال؛ إذ تعتمد نتيجة مقاومة الرصاص للانحلال في الحموض على عدم الانحلالية وعلى التخميل اللاحق للملح الناتج.[138] بالمقابل، تستطيعالمحاليل القلويّة المركّزة أن تذيب الرصاص مشكّلةً بذلك أملاحالرصاصيت.[139]
للرصاصحالَتا أكسدة رئيسيتان، وهما +2 و+4؛[134] ويعود ذلك إلى تأثير الزوج الخامل؛ والذي يبرز بشكل واضح عند وجود فرق كبير فيالكهرسلبية بين الرصاص وبين أنيوناتالأكسيد أوالهاليد أوالنتريد مسبّباً وجودَ شحنةٍ كهربائية جزئية موجبة ظاهرة على الرصاص. هناك فرق كبير نسبياً بين كهرسلبية الرصاص الثنائي (قيمتها 1.87) والرصاص الرباعي (قيمتها 2.33).[140] في حالة الفرق الكبير في الكهرسلبية يؤدّي تأثير الزوج الخامل إلى حدوث انكماش أكبر لمدار 6s في الرصاص أكثر ممّا هو الحال في مدار 6p؛ ممّا يجعل مساهمة الإلكترونات في المدار 6s غير مفضّلاً، ولذلك تكون السمة السائدة في مركّبات الرصاص الأيونية أنّها ثنائية التكافؤ. بالمقابل، فإنّ تأثير الزوج الخامل أقلّ تطبيقاً في مركّبات الرصاص التساهمية، حيث يتشارك الرصاص بالرابطة مع عناصر مقاربة في الكهرسلبية مثل الكربون فيمركّبات الرصاص العضوية، والتي تكون فيها المدارات 6s و6p متقاربة، ممّا يتيح حدوثتهجين مداري على النمط sp3؛ إذ أنّ الرصاص كما الكربون يكون رباعي التكافؤ في تلك المركّبات.[141] يمكن للرصاص أن يشكّلسلسلة من ذرّات الرصاص المترابطة مع بعضهاتساهمياً، وتلك خاصّيّة يتشارك بها معمجانساته الأخفّ في مجموعة الكربون؛ إلّا أنّ مدى طول السلسلة أقصر بكثير مما تفعله باقي تلك العناصر، وذلك لأنّطاقة الرابطة Pb–Pb أصغر بأكثر بثلاث مرّات من طاقة الرابطة C–C.[137] يمكن أن يصل طول سلسلة الرصاص إلى ثلاث ذرّات كحدّ أقصى.[142]
إنّ مركّبات الرصاص الثنائي هي السائدة في الكيمياء اللاعضوية لهذا العنصر؛ إذ أنّه حتىالمؤكسدات القويّة مثل الفلور أو الكلور تتفاعل مع الرصاص لتعطي فقط هاليدات الرصاص الثنائي الموافقة PbF2 وPbCl2.[134] عادةً ما تكون أيونات الرصاص الثنائي عديمة اللون في محاليلها،[143] وهي ليست ذات صفةاختزالية مثلما هو الحال مع أيونات القصدير الثنائي؛ وهيتتحلمه جزئياً لتشكّل (+Pb(OH، ثمّ لاحقاً لتعطي في النهاية4+[Pb4(OH)4] (والذي تشكّل فيه أيوناتالهيدروكسيلربيطات جسرية.[144][145])
يوجدأكسيد الرصاص الثنائي (أو أحادي أكسيد الرصاص) في الحالة الطبيعية علىشكلين مختلفين؛ الأوّل يدعى «مرتك» (أو المرداسنج) وهو الشكل ألفا α-PbO من الأكسيد وهو ذو لون أحمر؛ أمّا الثاني فهو الشكل بيتّا β-PbO ويدعى «ماسيكوت» (أو الإسفيداج المكلس) وهو ذو لون أصفر. يعدّ الشكل ألفا (مرتك) الأكثر شيوعاً، إذ أنّ الشكل بيتّا (الماسيكوت) مستقرّ عند درجات حرارة تفوق 488 °س.[146]
لا يمكن عمليّاً الحصول على ملحهيدروكسيد الرصاص الثنائي Pb(OH)2؛ إذ يؤدّي رفع pH محاليل أملاح الرصاص الثنائي إلى حدوث تفاعلحلمهة؛[147]ويترسّب جرّاءَ ذلك ملح كربونات الرصاص القاعدية 2PbCO3·Pb(OH)2،[148] والمعروف باسم «أبيض الرصاص». أمّاكربونات الرصاص الثنائي (الإسفيداج) PbCO3 فهو مركّب معروف، ويدخل في تركيب الطبقة الواقية على الرصاص.
إنّكبريتات الرصاص الثنائي PbSO4 غير منحلّة في الماء، مثلما هو الحال مع كبريتات كاتيونات الفلزّات الثقيلة ثنائية التكافؤ؛ بالمقابل فإنّ أملاحالنترات Pb(NO3)2 ذاتانحلالية جيّدة في الماء، ولذلك فإنّها تستخدم مخبرياً في تحضير مركّبات الرصاص الأخرى.[154]
من النادر وجودمركّبات لاعضوية للرصاص الرباعي، وهي تتشكّل فقط في أوساط المحاليل المؤكسدة القويّة، ولا توجد على شكل مركّبات صلبة في الشروط القياسية.[155] يمكن لأكسيد الرصاص الثنائي أن يتأكسد بشكل أكبر ممّا هو عليه، ولكن إلىأكسيد الرصاص الثنائي والرباعي 2PbO·PbO2 والذي يمكن كتابة صيغته على الشكل Pb3O4؛ وله لون أحمر فاقع، ويسمّىأحمر الرصاص. أمّاأكسيد الرصاص الرباعي PbO2 فهو ذو لون أسود؛ وهومؤكسد قويّ، إذ بإمكانه أن يؤكسد الكلوريد فيحمض الهيدروكلوريك إلى غاز الكلور،[156] وذلك لأنّ رباعي كلوريد الرصاص المفترض تشكّله غير مستقرّ، ويتفكّك تلقائياً إلى ثنائي كلوريد الرصاص PbCl2 وغاز الكلورCl2.[157] بشكلٍ مشابه لأكسيد الرصاص الثنائي الذي يشكّل أملاحالرصاصيت فإنّ أكسيد الرصاص الرباعي يشكّل أملاحالرصاصات، وذلك عند المعالجةبالقلويات.
من مركّبات الرصاص الرباعي اللاعضوية المستحصلة كلّ منكبريتيد الرصاص الرباعي (ثنائي كبريتيد الرصاص) PbS2،[158] وسيلينيد الرصاص الرباعي (ثنائي سيلينيد الرصاص)PbSe2،[159] المستقرّان عند ضغوط مرتفعة فقط. وهناك أيضاًفلوريد الرصاص الرباعي (رباعي فلوريد الرصاص) PbF4، وهو الهاليد الوحيد المستقرّ للرصاص الرباعي، رغم أنّه أقلّ استقراراً من ثنائي الفلوريد؛ أمّا باقي الهاليدات مثلكلوريد الرصاص الرباعي (رباعي كلوريد الرصاص) PbCl4 فهي غير مستقرّة وتتفكّك تلقائياً.[160]
حالات أكسدة أخرى
يمكن الحصول على الرصاص الثلاثي (III) في بعض الحالات، وذلك في بعضمعقّداتالرصاص العضوية التناسقية الضخمة، ولكنّها حالة غير مستقرّة، إذ توجد في العادة على شكلجذري وسرعان ما تتحوّل إلى إحدى حالتي الرصاص المستقرّة.[161][162][163] ينطبق الأمر ذاته على حالة أكسدة الرصاص الأحادية (I) والتي توجد فقط في المعقّدات الجذرية.[164]
يمكن الحصول على حالة أكسدة كسرية للرصاص في مزائجه الأكسدية فقط، فمثلاً يُستحصَل علىالأكسيد الأحادي النصفي Pb2O3 عند ضغوط مرتفعة مع مزائج أكسيدية أخرى. كما يمكن في بعض الحالات الحصول على حالة أكسدة سالبة القيمة للرصاص، وذلك في مركّباتطور زنتلبين الفلزّية، مثل مركّب Ba2Pb الذي يكون فيه الرصاص نظرياً بحالة أكسدة -4؛[165] أو في بعض المعقّدات الأيونية العنقودية مثل2−Pb5 التي لهابنية جزيئية هرمية مزدوجة ثلاثية، تكون فيها ذرّتا رصاص في حالة الأكسدة -1 والذرّات الثلاث المتبقية في حالة الأكسدة الصفرية الحرّة (0).[166] في أمثال تلك الأنيونات تكون كلّ ذرّة متموضعة علىرأس المضلّع وتساهم بإلكترونين لكل رابطة تساهمية على الضلعين المجاورين من مدارات sp3، أمّا الإلكترونين الآخرَين فيبقيان على شكلزوج غير رابط.[144] يمكن الحصول على أمثال حالات الأكسدة السالبة للرصاص بالاختزال بواسطةالصوديوم في وسط منالأمونيا.[167]
يستطيع الرصاص أن يناظر الكربون في تشكيلهللميثان وذلك بمركّبالبلومبان (رصاصان)، وهو رباعي هيدريد الرصاص PbH4، وهو غير مستقرّ ويمكن الحصول عليه نظرياً من مفاعلة الرصاص مع الهيدروجين بوجود حفّاز مناسب.[171] بالمقابل، فإنّ من أشهر مركّبات الرصاص العضوية المستقرّة كلّ منرباعي ميثيل الرصاص Pb(CH3)4ورباعي إيثيل الرصاص Pb(C2H5)4، والتي لا تتفكّك إلا عند تعريضها للحرارة،[172] أو بتعريضها للأشعّة فوق البنفسجية؛[173] وكذلك مركّبرباعي فينيل الرصاص، الذي يتفكّك عند الدرجة 270 °س.[169] يمكن تشكيل مركّبات الرصاص العضوية من مفاعلة الرصاص أولاً مع الصوديوم، ثم بالمفاعلة معهاليدات الألكيل في وسط مناسب.[174] وكان أكثرها تحضيراً مركّب رباعي إيثيل الرصاص،[169] إذ كان يستخدم ضمن الإضافاتلوقود السيارات قبل منعه لسمّيّته. أمّا باقي مركّبات الرصاص العضوية فهي غير مستقرّة؛[168] والكثير منها لا يمكن تحضيره بالمقارنة مع العناصر الأخرى.[171]
يمكن الكشف عن الرصاص إمّا باستخدام الأساليب التقليدية أو بوسائلالتحليل الآلي الحديثة.
الكشف عن الرصاص بالترسيب
يمكن الكشف عن أيونات الرصاص في المحاليل المائية بإجراءتفاعل ترسيب لأملاح الرصاص، ومن بين تفاعلات الكشف تلك تفاعل ترسيب الرصاص على شكل ملحيوديد الرصاص الثنائي أصفر اللون:
يمكن أن يُجرَى التفاعل مع أملاح أخرى للرصاص، مثل ملحكبريتيد الرصاص الثنائي أسود اللون،[175] أو ملح كرومات الرصاص أصفر اللون.[176]
مطيافية الامتصاص الذري
تعدّ تقنيةمطيافية الامتصاص الذري، إمّا عبر أنبوب الغرافيت أو الكوارتز، من أفضل الأساليب للكشف عن الكمّيّات النزرة القليلة من الرصاص؛ حيث يمكن أن يصلالحد الأدنى للكشف إلى 4.5 نانوغرام/مل. عادةً ما يُعالَج الرصاص معبورهيدريد الصوديوم للحصول علىهيدريد الرصاص الثنائيالمتطاير، والذي يجمع فيكويب مخبري ثم يُسخَّن كهربائياً إلى درجات حرارة تتجاوز 900 °س؛ وعندئذٍ تَتَذَرَّر العيّنة، ويمكن الكشف عن الرصاص حينها باستخداممصباح المهبط المجوف، حيث يبدي الرصاصامتصاصية عند 283.3 نم. يمكن أن تُجرَى عمليّة التذرير باستخدام مزيج من شعلة مزيج من الهواءوالأسيتيلين أوبلازما أشعّة الميكرويف.[177]
مطيافية الانبعاث الذري
لإجراء التحاليل على عيّنات الرصاص باستخدام تقنيةمطيافية الانبعاث الذري (AES) يتمّ في العادة استخدام البلازما، إمّا من بلازما أشعّة الميكروييف (MIP-AES) أو بلازما الآرغون المقترنة بالتحريض (ICP-AES). عادةً ما يتمّ الكشف عن الرصاص عند أطوال موجة 283.32 نم و405.78 نم. تكون مستويات حدّ الكشف في هذه التقنية منخفضة أيضاً؛ فعلى سبيل المثال جرى الكشف باستخدام MIP-AES عن أيونات ثلاثي ميثيل الرصاص+CH3)3Pb) بتراكيز دنيا وصلت إلى 0.19 بيكوغرام/غ؛[178] في حين أنّ استخدام أسلوب ICP-AES مكّن من تحليل آثار من الرصاص في مياه الشرب ذات تركيز مُتَدَنٍّ وصل إلى 15.3 نانوغرام/مل.[179][180]
مطيافية الكتلة
يمكن استخدام التقنيات المختلفة فيمطيافية الكتلة لتحليل آثار من الفلزّات باستخدام البلازما المقترنة بالتحريض مصدراً للأيونات، فعلى سبيل المثال يصل حدّ الكشف عن الرصاص في عيّنة بول إلى 4.2 بيكوغرام/غرام.[181]
القياس الضوئي
تعدّ طريقة الديثيزون أكثر طرق الكشف عن الرصاص بواسطةالقياس الضوئي شيوعاً.ديثيزون هومركب عضويعطري يستخدمربيطةً ثنائية السن، ويشكّل مع أيونات الرصاص عند مجال pH يتراوح بين 9–11.5معقّداً تناسقياً أحمر اللون له امتصاصية عند 520 نانومتر. من مشكلات هذا الأسلوب تداخل أيوناتالبزموتوالثاليوم في التحليل، لذلك ينبغي ترسيبها أو استخلاصها أولاً.[182][183][184]
القياس الفولتي
تستخدم تقنياتالقياس الفولتي المختلفة في تحليل آثار الرصاص، وذلك بتراكيز دنيا من حدّ الكشف تصل إلى 50 بيكومول في اللتر.[185][186]
موقع لتجميع البطّاريات فيداكار في السنغال، حيث توفّي 18 طفلاً على الأقلّ بسبب التسمّم بالرصاص عام 2008.
إنّ استخراج وإنتاج واستخدام الرصاص والتخلّص منه ومن منتجاته عملياتٌ تسبّبت بتلوّث التربة والمياه. وقد بلغت انبعاثات الرصاص إلى الجوّ ذروتَها أثناء الثورة الصناعية، وفترة استخدام البنزين المحتوي على الرصاص في النصف الثاني من القرن العشرين. تنتج انبعاثات الرصاص من مصادر طبيعية (أي تركيز الرصاص الطبيعي) والإنتاج الصناعي والحرق وإعادة التدوير وإعادة استخراج الرصاص المدفون سابقاً.[187] ولا يزال تركيز الرصاص مرتفعاً في التربة والرواسب في المناطق الصناعية والحضرية؛ تتضمّن الانبعاثات الناتجة عن الصناعة حرقالفحم الحجري[188]، الذي لا يزال متّبعاً في العديد من مناطق العالم، تحديداً في الدول النامية.[189]يمكن أن يتراكم الرصاص في التربة، خاصّةً تلك ذات المحتوى العضوي المرتفع، حيث يتبقّى فيها لمئات بل آلاف السنين. ينافس الرصاص البيئي غيره من المعادن التي وجدت في أو على سطح النباتات، ما قد يمنع عمليةالتركيب الضوئي ويؤثّر سلباً على نموّ النبات وبقائه إن وجد بتركيزات عالية بما فيه الكفاية. يؤدّي تلوّث التربة والنباتات بالرصاص إلى دخوله السلسلة الغذائية، مما يؤثّر على الكائنات الحيّة الدقيقة والحيوانات.
إذا ابتُلع الرصاص من الحيوانات أو استُنشق أو امتصه الجلد، فإنه يسبّب سمّية في العديد من الأجهزة الحيوية، فيضرّ بالجهاز العصبيوالكلى والتكاثروتكوّن الدم وأنظمة القلب والأوعية الدموية[190]يتأثّر السمك بالرصاص من المياه والرواسب[191]، وبالتالي فإنّ التراكم الحيوي في السلسلة الغذائية يشكّل خطراً على الأسماك والطيور والثدييات البحرية.[192]يشمل الرصاص الاصطناعي ذلك المستخدم في طلقات الأسلحة وغطّاسات الصيد. وهذان من بين أقوى مصادر التلوّث بالرصاص إلى جانب مواقع إنتاج الرصاص .[193] تمّ حظر استخدام الرصاص في طلقات الأسلحة وغطّاسات الصيد في الولايات المتحدة عام[194]2017،[195] على الرغم من أنّ هذا الحظر استمرّ لمدّة شهر واحد فقط، كما يُدرس مثل هذا الحظر حالياً في الاتّحاد الأوروبي.[196]تتضمّن الطرق التحليلية المتّبعة لتقدير نسب الرصاص في البيئة استخدامقياس الضوء الطيفيوفلورية الأشعة السينيةوالمطيافية الذريةوالكيمياء الكهربائية. ومن المقايسات الحيوية المهمّة للتسمّم بالرصاص فحص مستوياتحمض أمينوليفولينيك في بلازما الدمّ والمصل والبول.[197]
حدث تحوّلٌ كبير في استخدام الرصاص بحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي. ففي الولايات المتحدة خفَّضَت اللوائح البيئية أو ألغت استخدام الرصاص في المنتجات غير المتعلّقة بالبطارية، بما في ذلك البنزين والدهانات وشبكات المياه. وأمكن استخدام أجهزة تحكّم الجسيمات في محطّات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم من أجل التقاط انبعاثات الرصاص.[188]
لمعدن الرصاص العديد من الخصائص الميكانيكية المفيدة، بما في ذلك الكثافة العالية، ونقطة الانصهار المنخفضة، والليونة، والخمول النسبي. تتفوّق العديد من المعادن على الرصاص في بعض هذه الخصائص، لكنّها أقلّ شيوعاً واستخراجها من خاماتها أكثر صعوبةً. ونظراً لسمّيّة الرصاص، فقد استبعد من بعض الصناعات والاستخدامات.[199]
استخدم معدن الرصاص في تصنيعطلقات الأسلحة منذ اختراعها في العصور الوسطى. نظراً لكونه غير مكلف ونقطة انصهاره منخفضة، فقد كان من المفضّل استخدامه لصنع ذخائر الأسلحة الصغيرة وقذائف الطلقات النارية الصغيرة بطريقة الصبّ وبمعدّات تقنية بسيطة؛ وذلك نظراً لكون كثافته أعلى من كثافة بعض المعادن الأخرى الشائعة، الأمر الذي ساعد في الحفاظ على تسارع المقذوفات. أمّا اليوم، فلا يزال الرصاص المادّة الأساسية لصناعة طلقات الأسلحة، ويستخدم لخلطه مع معادن أخرى لتصليبها.[37] أثيرت مخاوف من استخدام طلقات الرصاص في الصيد لمضارّها البيئية. لذا بدأت ولايةكاليفورنيا حظر استخدام طلقات الرصاص للصيد في تمّوز (يوليو) 2015.[200]يستخدم الرصاص في العديد من التطبيقات بفضل كثافته العالية ومقاومته للتآكل. فهو يستخدم في صناعةصابورة توازن القوارب الشراعية؛ إذ تتيح كثافته بالحدّ من مقاومة الماء، وبالتالي موازنة تأثير الرياح على الأشرعة.[201] كما يستخدم فيالتثقيل المتّبع في عملياتالغوص بجهاز التنفس المكتفي ذاتيا لمقاومة طفو الغطّاس.[202]عام 1993، تمّ تدعيم قاعدةبرج بيزا المائل بحوالي 600 طنّ من الرصاص.[203] وبسبب مقاومته للتآكل، يُستخدم الرصاص كغمدٍ وقائي للكابلات تحت الماء.[204]
منحوتة من الرصاص المطلي بالذهب من القرن السابع عشر الميلادي
للرصاص استخدامات عديدة في صناعات البناء والتشييد؛ تستخدم صفائح الرصاص في الإنشاءات، وذلك في مواد تدعيم الأسقف،والتصفيح والحشوات المعدنية المانعة للتسرّب وفي صناعةالمزاريب ووصلاتها وفي حواجز الأسقف.[205][206] تستخدم قوالب الرصاص المفصّلة في قطع الزخرفة المستخدمة لإصلاح صفائح الرصاص. كما لا يزال مستخدماً لصناعة التماثيل والمنحوتات.[207] بما في ذلك دعامات التماثيل.[208] في الماضي، كان الرصاص يستخدم عادةً فيموازنة الإطارات؛ لكن توقّف استخدامه لهذا الغرض لأسباب بيئية.[73]
يضاف الرصاص إلى سبائك النحاس،كالنحاس الأصفروالبرونز، لتحسين إمكانية استخدامها في صناعة المياكن. ولكونه غير قابل للذوبان في النحاس عملياً، يشكّل الرصاص كريّات صلبة في السبيكة على هيئةحدٍّ حُبَيبيّ وهذا من عيوبه. في التركيزات المنخفضة وعند استخدامه مادةَ تشحيم، تعوق الكريّات تشكيلالرايش أثناء عمل السبائك، وبالتالي تستخدم سبائك الرصاص ذي التركيزات الأكبر في صناعةالمحامل. يوفّر الرصاص خاصّية التشحيم، ودعم المحامل.[209]
أكبر استخدامات الرصاص في أوائل القرن 21 هو «بطاريات الرصاص الحمضية». حيث توفّر التفاعلات في البطّارية بين الرصاص وثاني أكسيد الرصاص وحمض الكبريتيك مصدراً جيّداًللجهد الكهربائي.[217] تمّ تركيبالمكثّفات الفائقة التي تتضمّن بطاريات الرصاص الحمضية في تطبيقات تعتمد مقاييس الكيلووات والميغاوايت في أستراليا واليابان والولايات المتحدة لتنظيم التردّدات وتحويل الطاقة الشمسية وتطويع الرياح وتطبيقات أخرى.[218] تتميّز هذه البطاريات بكثافة طاقة أقلّ وكفاءة أكبر في تفريغ الشحنات منبطاريات أيونات الليثيوم، لكنّها أرخص بكثير[219]
يستخدم الرصاص في كوابل الطاقة ذات الجهد العالي كمادّة تغليف لمنع انتشار المياه إلى العازل الكهربائي؛ إلّا أنّ استخدام الرصاص لهذا الغرض أصبح يتراجع تدريجياً.[220] كمّا أنّ استخدامه فيسبائك لحام القصدير المستخدمة في الإلكترونيات تراجع في بعض الدول، وذلك بهدف تقليل كمّيّة النفايات الضارّة بالبيئة.[221] يعتبر الرصاص أحد ثلاثة معادن تستخدم في «اختبار أودي» المتّبع لفحص مواد المتاحف، التي تستخدم للكشف عن الأحماض العضوية والألدهيدات والغازات الحمضية.[222][223]
إضافةً لتطبيقات معدن الرصاص الرئيسية، تعتبر بطّاريات الرصاص الحمضي أكبر مستهلك لمركّبات الرصاص. إذ تستخدم تفاعلات التخزين وإلإطلاق مركّباتكبريتات الرصاص الثنائيوأكسيد الرصاص الرباعي:
(Pb(s) +PbO2(s) + 2H2SO4(aq) → 2PbSO4(s) + 2H2O(l
أمّا التطبيقات الأخرى لمركّبات الرصاص فمتخصّصة جدّاً وفي في طريقها للتلاشي. تستخدم عوامل التلوين التي يدخل الرصاص في تكوينها فيتزجيج الخزف والزجاج، خاصّةً ظلال اللونين الأحمر والأصفر.[224]تمّ التخلّص من الألوان التي يدخل الرصاص في تكوينها في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكنّها لا تزال مستخدمةً في الدول الأقلّ تقدّماً مثل الصين[225] والهند[226] وإندونيسيا.[227]تستخدم مركّبات رباعي أسيتيات الرصاص وثاني أكسيد الرصاص من العوامل المؤكسدة فيالكيمياء العضوية. كما يستخدم الرصاص في طلاء الأسلاك الكهربائية معكلوريد متعدد الفاينيل.[228][229]ويمكن استخدامه لمعالجة فتائل الشموع لضمان فترة احتراق أطول وأقوى. لكن وبسبب سمّيّته، يستخدم المصنّعون الأوروبيون والأمريكيون الشماليون الآن بدائل مثل الزنك.[230][231]يحتويالزجاج الرصاصي على 12-28%أكسيد الرصاص الثنائي، الذي يعمل على تغيير خصائصه البصرية ويقلّل من انتقال الإشعاع المؤيّن.[232]تستخدمأشباه الموصلات القائمة على الرصاص مثل تيلوريد وسيلينيد الرصاص المستخدمان في خلاياالألواح الضوئية وأجهزة استكشافالأشعة تحت الحمراء.[233]
لا يوجد للرصاص دورٌ حيوي مؤكّد، ولا يوجد مستوى أمان مؤكّد للتعرّض للرصاص.[234][235][236] خَلُصت دراسةٌ أجريت عام 2009 إلى أنّ «التعرّض لمستويات تعتبر آمنة بشكلٍ عام من الرصاص قد يؤدّي إلى نتائج سلبية على الصحّة العقلية».[237] متوسّط مستوى وجود الرصاص في جسم الإنسان البالغ حوالي 120 ميليغراماً،[238] ومن المعادن الثقيلة التي توجد بنسب أكبر في جسم الإنسان الزنك (2500 ميليغراماً) والحديد (4000 ميليغراماً).[239] كما يتمّ امتصاصأملاح الرصاص بكفاءة عالية في جسم الإنسان .[240] تُخزَّن نسبة قليلة من الرصاص (أي 1% في العظام)؛ أمّا الكمّيّة الباقية فتفرَز مع البول والبراز في غضون أسابيع قليلة من دخولها للجسم. يؤدّي التعرّض المستمرّ إلىالتراكم الحيوي للرصاص.[241]
الرصاص معدنٌ سامّ للغاية (سواء أكان ذلك باستنشاقه أم بابتلاعه)، ما يؤثّر على كلّ أجهزة جسم الإنسان وأعضائه تقريباً.[242] في حال وصول التراكيز منه في الجوّ إلى مستويات تصل إلى 100 ملغم\م3 فإنّها تعدّ ذاتخطورة فورية للحياة أو الصحة.[243] معظم الرصاص الذي يتمّ ابتلاعه يُمتصّ إلى مجرى الدمّ.[244] السبب الرئيسي للسمّية هو ميله لتغيير أداءالإنزيمات. حيث يقوم بالارتباطبالثيولات الموجودة في العديد من الإنزيمات،[245] أو تقليد المعادن الأخرى التي تدخلعاملاً مرافقاً في العديد من التفاعلات الإنزيمية.[246] من بين المعادن الأساسية التي يتفاعل الرصاص معهاالحديدوالكالسيوموالزنك.[247] تميل المستويات العالية من الكالسيوم والحديد إلى توفير بعض الحماية ضد التسمّم بالرصاص؛ لكنّ المستويات المنخفضة منهما تسبّب زيادة في التعرّض لسمّيّة الرصاص.[240]
مخطّط لجسم الإنسان يوضّح أعراض التسمّم بالرصاص حسب العضو
تتضمّن أعراض التسمّم بالرصاصاعتلال الكلىومغص شبيه بآلام البطن وضعف في الأصابع والرسغين والكاحلين، وتحدث زيادة قليلة في ضغط الدم، لا سيّما لدى الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن، لكن قد تكون الزيادة واضحة فتسبّبفقر الدم. وجدت العديد من الدراسات صلة وصلٍ بين زيادة التعرّض للرصاص وانخفاض معدّل ضربات القلب.[249] أمّا في النساء الحوامل، فقد يؤدّي التعرّض للرصاص بمستوياتٍ مرتفعة إلىالإجهاض. أمّا التعرّض المزمن للرصاص بمستويات مرتفعة فيقلّل الخصوبة عند الذكور.[250]بالنسبة لدماغ الطفل في طور النمو، يتداخل الرصاص مع تكوينالتشابك العصبي فيالقشرة المخّية وتطوّر الجهاز العصبي (بما في ذلك النواقل العصبية)، وتنظيمالقنوات الأيونية.[251] يتسبّب التعرّض للرصاص في الطفولة المبكرة بزيادة مخاطر اضطرابات النوم، أمّا في مراحل الطفولة المتأخّرة فيسبّب النعاس المفرط في النهار.[252] كما ترتبط مستويات الدم المرتفعة بتأخّر سنّ البلوغ عند الفتيات.[253] في القرن العشرين، تمّ الربط بين تباين التعرّض للرصاص (ارتفاعاً وانخفاضاً) الموجود في الجوّ الناتج عن احتراقرباعي إيثيل الرصاص في البنزين وبين تباين معدّلات الجريمة ارتفاعاً وانخفاضاً، ويعرف ذلك باسم «فرضية الرصاص-الجريمة» التي لم تكن مقبولة عالمياً.[254]
أصبح التعرّض للرصاص مشكلةً عالمية منذ أن أصبح التعدين وصهر المعادن عمليّاتٍ صناعيةٍ رئيسيةٍ، بالإضافة إلى شيوع صناعة البطّاريات والتخلّص منها وإعادة تدويرها في العديد من دول العالم. يدخل الرصاص إلى الجسم عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع أو امتصاص الجلد. الطريقة الأكثر شيوعاً هي استنشاق الرصاص إلى الجسم، أمّا بالنسبة للابتلاع فتتراوح نسبة حدوثه بين 20 - 70%، حيث يكون الأطفال أكثر عرضةً لابتلاع الرصاص من البالغين.[255][256]
ينتج التسمّم عادةً عند ابتلاع الطعام أو الماء الملوّث بالرصاص، أو ابتلاع تربة ملوّثة أو غبار أو طلاء يستخدم فيه الرصاص، وهي الحالات الأقلّ شيوعاً.[257] قد تحتوي منتجات مياه البحر على الرصاص إذا تعرّضت لتلوّث بالمياه الصناعية الناتجة عن المنشآت القريبة.[258] يمكن أن تتلوّث الفواكة والخضراوات أيضاً بمستويات عالية من الرصاص الموجود في التربة التي تزرع فيها. وتتلوّث التربة من تراكم الجزيئات التي مصدرها الأنابيب والطلاء والانبعاثات المتبقية من البنزين المحتوي على الرصاص.[259]
يعتبر استخدام الرصاص لتصنيع أنابيب المياه أمراً جدلياً، خاصّةَ في الدول التي فيهاماء يسر أو مياه حمضية.[260] يشكّلالماء العسر طبقةً غير قابلة للذوبان داخل الأنابيب؛ في حين يذيب الماء اليسر والماء الحمضي أنابيب الرصاص.[261] يؤدّيثاني أكسيد الكربون الذائب في الماء المنقول بواسطة أنابيب مصنوعة من الرصاص إلى تكوين بيكربونات الرصاص القابلة للذوبان؛ قد يؤدّي الماء المشبَّع بالأكسجين إلى تذويب الرصاص على شكلهيدروكسيد الرصاص الثنائي. يمكن أن يسبب شرب هذه المياه، ومع مرور الوقت، مشاكل صحّيّة بسبب سمّيّة الرصاص المذاب. كلّما زاد محتوىالماء العسر منبيكربونات الكالسيوموكبريتات الكالسيوم، كلّما زادت طبقة كربونات الرصاص وكبريتات الرصاص الواقية التي تتشكّل داخل الأنابيب.[262]
يعتبر دخول الدهانات المحتوية على الرصاص إلى الجسم المصدر الرئيسي للتعرّض بالنسبة للأطفال:من مصادر دخول الدهان إلى الجسم مضغ عتبات النوافذ القديمة المدهونة. أيضاً، عندما يبلى الدهان الجاف، فإنه يتقشّر ويتفتّت ويصبح بعضه غباراً، ثم يدخل إلى الجسم من خلال اليدين أو الطعام أو المشروبات الملوّثة. كما يؤدّي تناول بعض المواد التي تقدّم فيالطب التقليدي إلى التعرّض لبعض مركّبات الرصاص.[263]
أمّا طريقة التعرّض الرئيسية الثانية فهي "الاستنشاق، حيث يتأثّر بهذه الطريقة العمّال الذين يعملون بمهنٍ ترتبط بالرصاص ومركّباته،[244] والمدخّنون، حيث يحتويدخان السجائر علىنظائر الرصاص الإشعاعية، بالإضافة للعديد من المواد السامّة الأخرى.[264]
قد يكون تعرّض الجلد للرصاص خطيراً بالنسبة للأشخاص الذين يعملون بمركّبات الرصاص العضوية، حيث أنّ معدّل امتصاص الجلد للرصاص غير العضوي يكون أقلّ.[265]
يسمّى الرصاص في اللغة العربية أيضاً باسمالصَرَفان.[268] وأمّاالآنك هو:الأُسْرُبُّ. وهو: الرصاص القلعيُّ، أوالقزدير، أو الرصاص الأبيض، وقيل: الأسود، وقيل هو: الخالص منه.[269]
في اللغات الأجنبية
لكلمة «lead» فياللغة الإنجليزية أصلٌ يعود إلىالإنجليزية الوسطى من كلمة «leed»، والتي بدورها مشتقّة منالإنجليزية القديمة «lēad» (مع وجود علامةمكرون فوق حرف "e" للإشارة إلى مدّ الحرف).[270] أمّا الكلمة الإنجليزية القديمة فيفترض أنّها مشتقّة مناللغة الجرمانية البدائية «-lauda*»؛[271] والتي لا يوجد اتفاقٌ على أصلها اللغوي بين علماء اللسانيات. تقول إحدى الفرضيات أنّها مشتقّة منالهندية الأوروبية البدائية «-lAudh*»؛[272] في حين أنّ فرضية أخرى تقول أنّها مستعارة منالكلتية البدائية «-ɸloud-io*»، وهذه الكلمة لها صلة قرابة مع الكلمة اللاتينية «plumbum» التي أعطت العنصررمزه الكيميائيPb، كما أنّ كلمة «-ɸloud-io*» يعتقد أنها أصلُ كلمة «-bliwa*» الجرمانية البدائية، والتي هي أصل كلمة «Blei» فياللغة الألمانية (التي تعني رصاص).[273]
منذالعصر الكلاسيكي القديم ولفترات لاحقة (وصلت حتى إلى القرن السابع عشر) كان هناك خلطٌ بين عنصريالقصدير والرصاص، ولذلك أصلٌ لغوي، فالرومان أسْمَوا الرصاص «plumbum nigrum» (رصاص أسود أو داكن)، في حين أنّهم أسموا القصدير «plumbum candidum» (رصاص ناصع). يمكن ملاحظة ذلك الترافق في لغات أخرى؛ فعلى سبيل المثال فإنّ كلمة «olovo» فياللغة التشيكية تعني «رصاص»، ولكن بالمقابل فإنّاللفظ القريب «олово» (أولوفو) فياللغة الروسية يعني «قصدير».[274] وفي تداخل آخر يتمّ أحياناً الخلط بين الرصاصوالإثمد؛ خاصّةً أنّ كلاً منهما يوجد على شكلمعدن كبريتيدي (الغاليناوالإستبنيت على الترتيب) وغالباً سويةً؛ ولذلك فقد أوردبلينيوس الأكبر وبشكلٍ خاطئ أنّ تسخين الاستيبنيت يعطي الرصاص بدل الإثمد.[275] ويمكن ملاحظة ذلك التداخل في بعض الدول مثل تركيا أو الهند حيث كلمة «surma» ذات الأصلالفارسي تشير إلى كبريتيد الإثمد أو كبريتيد الرصاص.[276] وفي بعض اللغات مثل الروسية فإنّ كلمة «сурьма» (سورما) تشير إلى عنصر الإثمد.[277]
ينتشر تقليدصبّ الرصاص في عددٍ من الثقافات؛ ففي بعض المجتمعات العربية يشيع صب الرصاص لصدّعين الحسد أو إبطالالسحر.[278] بالمقابل يستخدم صبّ الرصاص في الماء البارد في بعض المجتمعات الغربية مثلألمانيا لمعرفة الطالع، خاصّةً يومعيد رأس السنة الميلادية.[279]
خلافاً للاعتقاد الشائع، لا توجد مادّة الرصاص بتاتاً في أقلام الرصاص الخشبية. عندما صُنعَت أقلام الرصاص أداةً للكتابة من مادّة الغرافيت الملفوفة، كان نوعالغرافيت المستخدم آنذاك يعرف باسم «الرصاص الأسود plumbago» (ويعني الاسم حرفياً «تصرّف كالرصاص» أو «نموذج الرصاص»).[280] كان الرصاص المعدني يترك أثراً على الألواح، ولذلك كان يستخدم في الكتابة؛ وعند اكتشافالغرافيت واستخدامه لاحقاً في الكتابة وفي صناعة لب الأقلام بقيت النسبة للرصاص خطأً؛ رغم عدم احتواءقلم الرصاص على عنصر الرصاص، وهذا الخلط في التسمية موجود أيضاً فياللغة الألمانية (Bleistift) وفياللغة الأيرلندية (peann luaidhe).
^P. de Marcillac, N. Coron, G. Dambier, J. Leblanc, J.-P. Moalic:Experimental detection of α-particles from the radioactive decay of natural bismuth. In:Nature. 422, 2003, S. 876–878;doi:10.1038/nature01541.
^Ralph W. G. Wyckoff (1963)،Crystal Structures, Band 1(PDF) (ط. 2.)، New York, London, Sydney: John Wiley & Sons، ص. 3، مؤرشف منالأصل(PDF) في 2018-07-12
^Hugo Strunz, Ernest H. Nickel (2001)،Strunz Mineralogical Tables. Chemical-structural Mineral Classification System (ط. 9.)، Stuttgart: E. Schweizerbart’sche Verlagsbuchhandlung (Nägele u. Obermiller)، ص. 35،ISBN:3-510-65188-X
^A. F. Holleman, E. Wiberg, N. Wiberg (1995)،Lehrbuch der Anorganischen Chemie (ط. 101)، Berlin: de Gruyter،ISBN:3-11-012641-9{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^G. Jander, E. Blasius:Lehrbuch der analytischen und präparativen anorganischen Chemie. 16. Auflage. S. Hirzel-Verlag, Stuttgart 2005,ISBN 3-7776-1388-6, S. 533, 472, 540–541.
^N. Maleki, A. Safavi, Z. Ramezani:Determination of lead by hydride generation atomic absorption spectrometry (HGAAS) using a solid medium for generating hydride. In:J Anal At Spectrom. 14, 1999, S. 1227–1230;doi:10.1039/A808429G.
^M. Heisterkamp, F. Adams:In situ propylation using sodium tetrapropylborate as a fast and simplified sample preparation for the speciation analysis of organolead compounds using GC-MIP-AES. In:J. Anal. At. Spectrom. 14, 1999, S. 1307–1311;doi:10.1039/A901340G.
^M. Zougagh, A. Garcia de Torres, E. Alonso, J. Pavon:Automatic on line preconcentration and determination of lead in water by ICP-AES using a TS-microcolumn. In:Talanta. 62, 2004, S. 503–510;doi:10.1016/j.talanta.2003.08.033.
^Z. Chen, N. Zhang, L. Zhuo, B. Tang:Catalytic kinetic methods for photometric or fluorometric determination of heavy metal ions. In:Microchim Acta. 164, 2009, S. 311–336;doi:10.1007/s00604-008-0048-8.
^A. Townsend, K. Miller, St. McLean, St. Aldous:The determination of copper, zinc, cadmium and lead in urine by high resolution ICP-MS. In:J. Anal. At. Spectrom. 13, 1998, S. 1213–1219;doi:10.1039/A805021J.
^R. Lobinski, Z. Marczenko:Spectrochemical Trace Analysis for Metals and Metalloids. Elsevier 1997,ISBN 0-444-82879-6.
^I. Oehme, O. S. Wolfbeis:Optical Sensors for Determination of Heavy Metal Ions. In:Microchim. Acta. 126, 1997, S. 177–192;doi:10.1007/BF01242319.
^B. Lange, Z. J. Vejdelek:Photometrische Analyse. Verlag Chemie, Weinheim 1980.
^Y. Bonfil, E. Kirowas-Eisner:Determination of nanomolar concentrations of lead and cadmium by anodic-stripping voltammetry at a silver electrode. In:Anal. Chim. Acta. 457, 2002, S. 285–296;
^J. Wang:Stripping Analysis at Bismuth Electrodes: A Review. In:Electroanalysis. 17, 2005, S. 1341–1346;doi:10.1002/elan.200403270.
Auer، Charles M.؛ Kover، Frank D.؛ Aidala، James V.؛ Greenwood، Mark (1 مارس 2016).Toxic Substances: A Half Century of Progress(PDF) (Report). EPA Alumni Association. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2019-11-04. اطلع عليه بتاريخ2019-01-01.
Bharara، M. S.؛ Atwood، D. A. (2006). "Lead: Inorganic ChemistryBased in part on the article Lead: Inorganic Chemistry by Philip G. Harrison which appeared in theEncyclopedia of Inorganic Chemistry, First Edition".Lead: Inorganic Chemistry.DOI:10.1002/0470862106.ia118.ISBN:978-0470860786.
de Callataÿ، F. (2005). "The Graeco-Roman economy in the super long-run: Lead, copper, and shipwrecks".Journal of Roman Archaeology. ج. 18: 361–72.DOI:10.1017/S104775940000742X.
Cangelosi، V. M.؛ Pecoraro، V. L. (2015)."Lead". في Roduner، E. (المحرر).Nanoscopic Materials: Size-Dependent Phenomena and Growth Principles. Royal Society of Chemistry. ص. 843–875.ISBN:978-1-78262-494-3.
Centers for Disease Control and Prevention (1997). "Update: blood lead levels--United States, 1991-1994".Morbidity and Mortality Weekly Report. ج. 46 ع. 7: 141–146.ISSN:0149-2195.PMID:9072671.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link)
Centers for Disease Control and Prevention (2015)."Radiation and Your Health". مؤرشف منالأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ2017-02-28.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link)
Crow، J. M. (2007)."Why use lead in paint?".Chemistry World. Royal Society of Chemistry. مؤرشف منالأصل في 2017-02-22. اطلع عليه بتاريخ2017-02-22.
Dart، R. C.؛ Hurlbut، K. M.؛ Boyer-Hassen، L. V. (2004). "Lead". في Dart، R. C. (المحرر).Medical Toxicology (ط. الثالثة). Lippincott Williams & Wilkins. ص. 1426.ISBN:978-0-7817-2845-4.
Deltares; Netherlands Organisation for Applied Scientific Research (2016).Lood en zinkemissies door jacht [Lead and zinc emissions from hunting](PDF) (Report) (بالهولندية). Archived fromthe original(PDF) on 2019-04-12. Retrieved2017-02-18.
Evans، J. W. (1908). "V.— The meanings and synonyms of plumbago".Transactions of the Philological Society. ج. 26 ع. 2: 133–79.DOI:10.1111/j.1467-968X.1908.tb00513.x.
Grout، J. (2017)."Lead poisoning and Rome".Encyclopaedia Romana.مؤرشف من الأصل في 2023-06-07. اطلع عليه بتاريخ2017-02-15.
Guberman، D. E. (2016). "Lead".2014 Minerals Yearbook(PDF) (Report). United States Geological Survey. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2019-04-12. اطلع عليه بتاريخ2017-05-08.
Harbison، R. D.؛ Bourgeois، M. M.؛ Johnson، G. T. (2015).Hamilton and Hardy's Industrial Toxicology. John Wiley & Sons.ISBN:978-0-470-92973-5.
Hauser، P. C. (2017). "Analytical Methods for the Determination of Lead in the Environment". في Astrid، S.؛ Helmut، S.؛ Sigel، R. K. O. (المحررون).Lead: Its Effects on Environment and Health. Metal Ions in Life Sciences. de Gruyter. ج. 17.DOI:10.1515/9783110434330-003.ISBN:9783110434330.PMID:28731296.
More، A. F.؛ Spaulding، N. E.؛ Bohleber، P.؛ وآخرون (2017). "Next-generation ice core technology reveals true minimum natural levels of lead (Pb) in the atmosphere: Insights from the Black Death".GeoHealth. ج. 1 ع. 4: 211–219.DOI:10.1002/2017GH000064.ISSN:2471-1403.
Mosseri، S.؛ Henglein، A.؛ Janata، E. (1990). "Trivalent lead as an intermediate in the oxidation of lead(II) and the reduction of lead(IV) species".Journal of Physical Chemistry. ج. 94 ع. 6: 2722–26.DOI:10.1021/j100369a089.
Mycyk، M.؛ Hryhorczuk، D.؛ Amitai، Y. (2005). "Lead". في Erickson، T. B.؛ Ahrens، W. R.؛ Aks، S. (المحررون).Pediatric Toxicology: Diagnosis and Management of the Poisoned Child. McGraw-Hill Professional.ISBN:978-0-07-141736-5.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|إظهار المؤلفين=3 غير صالح (مساعدة)
Nakashima، T.؛ Hayashi، H.؛ Tashiro، H.؛ وآخرون (1998). "Gender and hierarchical differences in lead-contaminated Japanese bone from the Edo period".Journal of Occupational Health. ج. 40 ع. 1: 55–60.DOI:10.1539/joh.40.55.
Polyanskiy, N. G. (1986). Fillipova, N. A (ed.). [Analytical Chemistry of the Elements: Lead] (بالروسية). Nauka.{{استشهاد بكتاب}}:|trans-title= بحاجة لـ|title= أو|script-title= (help) andالوسيط|عنوان أجنبي= and|عنوان مترجم= تكرر أكثر من مرة (help)
Sharma، H. R.؛ Smerdon، J. A.؛ Nugent، P. J.؛ وآخرون (2014). "Crystalline and quasicrystalline allotropes of Pb formed on the fivefold surface of icosahedral Ag-In-Yb".The Journal of Chemical Physics. ج. 140 ع. 17: 174710.Bibcode:2014JChPh.140q4710S.DOI:10.1063/1.4873596.PMID:24811658.
Silverman، M. S. (1966). "High-pressure (70-k) synthesis of new crystalline lead dichalcogenides".Inorganic Chemistry. ج. 5 ع. 11: 2067–69.DOI:10.1021/ic50045a056.
Stabenow، F.؛ Saak، W.؛ Weidenbruch، M. (2003). "Tris(triphenylplumbyl)plumbate: An anion with three stretched lead–lead bonds".Chemical Communications ع. 18: 2342–2343.DOI:10.1039/B305217F.
Tétreault، J.؛ Sirois، J.؛ Stamatopoulou، E. (1998). "Studies of lead corrosion in acetic acid environments".Studies in Conservation. ج. 43 ع. 1: 17–32.DOI:10.2307/1506633.JSTOR:1506633.
Thomson، T. (1830).The History of Chemistry. Henry Colburn and Richard Bentley (publishers). مؤرشف منالأصل في 2019-07-03.
Thornton، I.؛ Rautiu، R.؛ Brush، S. M. (2001).Lead: The Facts(PDF). International Lead Association.ISBN:978-0-9542496-0-1. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2019-07-26. اطلع عليه بتاريخ2017-02-05.
"Toxicological Profile for Lead"(PDF).Agency for Toxic Substances and Disease Registry/Division of Toxicology and Environmental Medicine. 2007. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2017-07-02.{{استشهاد ويب}}:|archive-date= /|archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
UK Marine SACs Project (1999). "Lead".Water Quality (Report). مؤرشف منالأصل في 2019-08-29. اطلع عليه بتاريخ2018-06-10.
United Nations Environment Programme (2010).Final review of scientific information on lead(PDF). Chemicals Branch, Division of Technology, Industry and Economics. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ2017-01-31.
United States Food and Drug Administration (2015).Q3D Elemental Impurities Guidance for Industry(PDF) (Report). United States Department of Health and Human Services. ص. 41. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2019-04-12. اطلع عليه بتاريخ2017-02-15.
United States Geological Survey (2005).Lead(PDF) (Report). مؤرشف منالأصل(PDF) في 2019-04-12. اطلع عليه بتاريخ2016-02-20.
United States Geological Survey (2017)."Lead"(PDF). Mineral Commodities Summaries. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2019-04-12. اطلع عليه بتاريخ2017-05-08.
University of California, Berkeley."Decay Chains".Nuclear Forensics: A Scientific Search Problem. مؤرشف منالأصل في 2019-08-25. اطلع عليه بتاريخ2015-11-23.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل النص "University of California Nuclear Forensic Search Project" (مساعدة)
Yong، L.؛ Hoffmann، S. D.؛ Fässler، T. F. (2006). "A low-dimensional arrangement of [Pb9]4? clusters in [K(18-crown-6)]2K2Pb9·(en)1.5".Inorganica Chimica Acta. ج. 359 ع. 15: 4774–78.DOI:10.1016/j.ica.2006.04.017.
Zhang، X.؛ Yang، L.؛ Li، Y.؛ وآخرون (2012). "Impacts of lead/zinc mining and smelting on the environment and human health in China".Environmental Monitoring and Assessment. ج. 184 ع. 4: 2261–73.DOI:10.1007/s10661-011-2115-6.PMID:21573711.