Movatterモバイル変換


[0]ホーム

URL:


انتقل إلى المحتوى
ويكيبيديا
بحث

رصاص

هذه مقالةٌ مختارةٌ، وتعد من أجود محتويات ويكيبيديا. انقر هنا للمزيد من المعلومات.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  هذه المقالة عن العنصر الكيميائي الرصاص. لمعلومات عن معانٍ أخرى، طالعرصاص (توضيح).
بزموترصاصثاليوم
Sn

Pb

Fl
Element 1: هيدروجين (H), لا فلز
Element 2: هيليوم (He), غاز نبيل
Element 3: ليثيوم (Li), فلز قلوي
Element 4: بيريليوم (Be), فلز قلوي ترابي
Element 5: بورون (B), شبه فلز
Element 6: كربون (C), لا فلز
Element 7: نيتروجين (N), لا فلز
Element 8: أكسجين (O), لا فلز
Element 9: فلور (F), هالوجين
Element 10: نيون (Ne), غاز نبيل
Element 11: صوديوم (Na), فلز قلوي
Element 12: مغنيسيوم (Mg), فلز قلوي ترابي
Element 13: ألومنيوم (Al), فلز ضعيف
Element 14: سيليكون (Si), شبه فلز
Element 15: فسفور (P), لا فلز
Element 16: كبريت (S), لا فلز
Element 17: كلور (Cl), هالوجين
Element 18: آرغون (Ar), غاز نبيل
Element 19: بوتاسيوم (K), فلز قلوي
Element 20: كالسيوم (Ca), فلز قلوي ترابي
Element 21: سكانديوم (Sc), فلز انتقالي
Element 22: تيتانيوم (Ti), فلز انتقالي
Element 23: فاناديوم (V), فلز انتقالي
Element 24: كروم (Cr), فلز انتقالي
Element 25: منغنيز (Mn), فلز انتقالي
Element 26: حديد (Fe), فلز انتقالي
Element 27: كوبالت (Co), فلز انتقالي
Element 28: نيكل (Ni), فلز انتقالي
Element 29: نحاس (Cu), فلز انتقالي
Element 30: زنك (Zn), فلز انتقالي
Element 31: غاليوم (Ga), فلز ضعيف
Element 32: جرمانيوم (Ge), شبه فلز
Element 33: زرنيخ (As), شبه فلز
Element 34: سيلينيوم (Se), لا فلز
Element 35: بروم (Br), هالوجين
Element 36: كريبتون (Kr), غاز نبيل
Element 37: روبيديوم (Rb), فلز قلوي
Element 38: سترونتيوم (Sr), فلز قلوي ترابي
Element 39: إتريوم (Y), فلز انتقالي
Element 40: زركونيوم (Zr), فلز انتقالي
Element 41: نيوبيوم (Nb), فلز انتقالي
Element 42: موليبدنوم (Mo), فلز انتقالي
Element 43: تكنيشيوم (Tc), فلز انتقالي
Element 44: روثينيوم (Ru), فلز انتقالي
Element 45: روديوم (Rh), فلز انتقالي
Element 46: بلاديوم (Pd), فلز انتقالي
Element 47: فضة (Ag), فلز انتقالي
Element 48: كادميوم (Cd), فلز انتقالي
Element 49: إنديوم (In), فلز ضعيف
Element 50: قصدير (Sn), فلز ضعيف
Element 51: إثمد (Sb), شبه فلز
Element 52: تيلوريوم (Te), شبه فلز
Element 53: يود (I), هالوجين
Element 54: زينون (Xe), غاز نبيل
Element 55: سيزيوم (Cs), فلز قلوي
Element 56: باريوم (Ba), فلز قلوي ترابي
Element 57: لانثانوم (La), لانثانيدات
Element 58: سيريوم (Ce), لانثانيدات
Element 59: براسيوديميوم (Pr), لانثانيدات
Element 60: نيوديميوم (Nd), لانثانيدات
Element 61: بروميثيوم (Pm), لانثانيدات
Element 62: ساماريوم (Sm), لانثانيدات
Element 63: يوروبيوم (Eu), لانثانيدات
Element 64: غادولينيوم (Gd), لانثانيدات
Element 65: تربيوم (Tb), لانثانيدات
Element 66: ديسبروسيوم (Dy), لانثانيدات
Element 67: هولميوم (Ho), لانثانيدات
Element 68: إربيوم (Er), لانثانيدات
Element 69: ثوليوم (Tm), لانثانيدات
Element 70: إتيربيوم (Yb), لانثانيدات
Element 71: لوتيشيوم (Lu), لانثانيدات
Element 72: هافنيوم (Hf), فلز انتقالي
Element 73: تانتالوم (Ta), فلز انتقالي
Element 74: تنجستن (W), فلز انتقالي
Element 75: رينيوم (Re), فلز انتقالي
Element 76: أوزميوم (Os), فلز انتقالي
Element 77: إريديوم (Ir), فلز انتقالي
Element 78: بلاتين (Pt), فلز انتقالي
Element 79: ذهب (Au), فلز انتقالي
Element 80: زئبق (Hg), فلز انتقالي
Element 81: ثاليوم (Tl), فلز ضعيف
Element 82: رصاص (Pb), فلز ضعيف
Element 83: بزموت (Bi), فلز ضعيف
Element 84: بولونيوم (Po), شبه فلز
Element 85: أستاتين (At), هالوجين
Element 86: رادون (Rn), غاز نبيل
Element 87: فرانسيوم (Fr), فلز قلوي
Element 88: راديوم (Ra), فلز قلوي ترابي
Element 89: أكتينيوم (Ac), أكتينيدات
Element 90: ثوريوم (Th), أكتينيدات
Element 91: بروتكتينيوم (Pa), أكتينيدات
Element 92: يورانيوم (U), أكتينيدات
Element 93: نبتونيوم (Np), أكتينيدات
Element 94: بلوتونيوم (Pu), أكتينيدات
Element 95: أمريسيوم (Am), أكتينيدات
Element 96: كوريوم (Cm), أكتينيدات
Element 97: بركيليوم (Bk), أكتينيدات
Element 98: كاليفورنيوم (Cf), أكتينيدات
Element 99: أينشتاينيوم (Es), أكتينيدات
Element 100: فرميوم (Fm), أكتينيدات
Element 101: مندليفيوم (Md), أكتينيدات
Element 102: نوبليوم (No), أكتينيدات
Element 103: لورنسيوم (Lr), أكتينيدات
Element 104: رذرفورديوم (Rf), فلز انتقالي
Element 105: دوبنيوم (Db), فلز انتقالي
Element 106: سيبورغيوم (Sg), فلز انتقالي
Element 107: بوريوم (Bh), فلز انتقالي
Element 108: هاسيوم (Hs), فلز انتقالي
Element 109: مايتنريوم (Mt), فلز انتقالي
Element 110: دارمشتاتيوم (Ds), فلز انتقالي
Element 111: رونتجينيوم (Rg), فلز انتقالي
Element 112: كوبرنيسيوم (Cn), فلز انتقالي
Element 113: نيهونيوم (Nh)
Element 114: فليروفيوم (Uuq)
Element 115: موسكوفيوم (Mc)
Element 116: ليفرموريوم (Lv)
Element 117: تينيسين (Ts)
Element 118: أوغانيسون (Og)
82Pb
المظهر
رمادي فلزّي
الخواص العامة
الاسم،العدد،الرمزرصاص، 82، Pb
تصنيف العنصرفلز بعد انتقالي
المجموعة،الدورة،المستوى الفرعي14، 6،p
الكتلة الذرية207.2غ·مول−1
توزيع إلكترونيXe]; 4f14 5d10 6s2 6p2]
توزيعالإلكترونات لكلغلاف تكافؤ2, 8, 18, 32, 18, 4 (صورة)
الخواص الفيزيائية
الطورصلب
الكثافة (عنددرجة حرارة الغرفة)11.34غ·سم−3
كثافة السائل عندنقطة الانصهار10.66 غ·سم−3
نقطة الانصهار600.61 ك، 327.46 °س، 621.43 °ف
نقطة الغليان2022 ك، 1749 °س، 3180 °ف
حرارة الانصهار4.77كيلوجول·مول−1
حرارة التبخر179.5كيلوجول·مول−1
السعة الحرارية (عند 25 °س)26.650 جول·مول−1·كلفن−1
ضغط البخار
ض (باسكال)1101001 كيلو10 كيلو100 كيلو
عند د.ح. (كلفن)97810881229141216602027
الخواص الذرية
أرقام الأكسدة4,2 (أكاسيده (مذبذبة)
الكهرسلبية2.33 (مقياس باولنغ)
طاقات التأينالأول: 715.6كيلوجول·مول−1
الثاني: 1450.5 كيلوجول·مول−1
الثالث: 3081.5 كيلوجول·مول−1
نصف قطر ذري175بيكومتر
نصف قطر تساهمي5±146 بيكومتر
نصف قطر فان دير فالس202 بيكومتر
خواص أخرى
البنية البلوريةمكعب مركزي الوجه
المغناطيسيةمغناطيسية مسايرة
مقاومة كهربائية208 نانوأوم·متر (20 °س)
الناقلية الحرارية35.3 واط·متر−1·كلفن−1 (300 كلفن)
التمدد الحراري28.9 ميكرومتر·متر−1·كلفن−1 (25 °س)
معامل يونغ16 غيغاباسكال
معامل القص5.6 غيغاباسكال
معامل الحجم46 غيغاباسكال
نسبة بواسون0.44
صلادة موس1.5
صلادة برينل38.3 ميغاباسكال
رقم CAS7439-92-1
النظائر الأكثر ثباتاً
المقالة الرئيسية:نظائر الرصاص
النظائرالوفرة الطبيعيةعمر النصفنمط الاضمحلالطاقة الاضمحلالMeVناتج الاضمحلال
204Pb1.4%>1.4×1017yα2.186200Hg
205Pbمصطنع1.53×107 سنةε0.051205Tl
206Pb24.1%206Pb هونظير مستقر وله 124نيوترون
207Pb22.1%207Pb هونظير مستقر وله 125نيوترون
208Pb52.4%208Pb هونظير مستقر وله 126نيوترون
210Pbنادر22.3 سنةα3.792206Hg
β0.064210Bi

الرصاصعنصر كيميائي رمزهPbوعدده الذرّي 82؛ ويقع فيالجدول الدوري ضمنمجموعة الكربون (المجموعة الرابعة عشرة؛ وهي أيضاً المجموعة الرابعة وفق ترقيمالمجموعات الرئيسية). الرصاصفلزُّ ثقيل ذو كثافةٍ مرتفعة، ويوجد في الأحوال العادية بلونٍ فضّي مزرّق، والذي سرعان مايفقد لمعانه إلى لونٍ رماديٍّ معتم عند التعرّض للهواء. يدخل الرصاص في تركيب عدد منالسبائك، وهو أيضاً فلزٌّ طريٌّ مطواعوقابل للسحب والتطريق؛ كما أنّه فلزمستقرّ، وثلاثةٌ مننظائره تقع في نهايةسلسلة اضمحلال العناصر الثقيلة المشعّة.

يصنّف الرصاص كيميائياً من الفلزّاتبعد الانتقالية (الفلزّات الضعيفة)، وتتجلّى تلك الصفة في طبيعتهالمذبذبة؛ إذ يتفاعل الرصاصوأكسيده معالأحماضوالقواعد؛ كما أنّ هناك تفاوتٌ في صفة مركّباته الكيميائية حسبحالة الأكسدة، فمركّبات الرصاص الثنائي ذات صفةأيونية، في حين أنّ مركّبات الرصاص الرباعي تغلب عليها الصفةالتساهمية مثلما هو الحال فيمركّبات الرصاص العضوي.

يستخرج الرصاص منخاماته بسهولة؛ ومنذ قديم الزمان تمكّن الإنسان فيالعالم القديم من استحصاله، وخاصّة من معدنغالينا، الذي يعدّ المصدر الرئيسي لاستخراج الرصاص. بما أنّالفضّة غالباً ما ترافق الرصاص في خاماته، لذلك كان السعي للحصول على الفضّة سبباً في معرفة الرصاص واستخدامه في مجالات الحياة اليومية فيروما القديمة. بلغ الإنتاج العالمي من الرصاص سنة 2014 حوالي 10 ملايين طنّ، وكانت نسبة الحصول عليهِ من تدوير المخلّفات الحاوية على الرصاص أكثر من 50%.

ساعدت الخواص المميّزة للرصاص، منالكثافة المرتفعة والانخفاض النسبيلنقطة الانصهار وخموله الكيميائي تجاهالأكسدة، بالإضافة إلى وفرته النسبية المرتفعة وانخفاض ثمنه من استخدامهِ في العديد من التطبيقات التي شملت على سبيل المثال، الإنشاءاتوالوقاية من الإشعاعوالسباكة وصناعةالبطّارياتوالطلقاتوالمقذوفات والأثقال والسبائك المختلفة مثلسبائك اللحام وسبيكةبيوتروالسبائك سهلة الانصهار (الصَهُورَة)؛ بالإضافة إلى استخدامه سابقاً في مجالالدهانات وإضافتهِ إلى وقود السيارات (على شكل مركّبرباعي إيثيل الرصاص).

الرصاص فلزّسامّ، الأمر الذي أدّى إلى الحدّ من تطبيقاته في أغلب الدول بعد اكتشاف سمّيّته. يؤثّر الرصاص سلباً داخل الأجسام الحيوية، حيث يكون تأثيره مشابهاًللسموم العصبية من حيث القدرة على الإضرار بالجهاز العصبي وتعطيل الأداء الوظيفي لبعضالإنزيمات الحيوية مسبّباً اضطراباتٍ عصبية وحركية.

التاريخ

[عدل]
مقذوفات مصنوعة من الرصاص تعود إلى العصر اليوناني القديم.[1]

العصر القديم

[عدل]

يعدّ الرصاص من أقدم الفلزّات المستخدمة في تاريخ البشرية. وكان هو بالإضافة إلىالزرنيخوالإثمد أحدَ الفلزّات التي جرى تجريبها فيالعصر البرونزي الأول من أجل تحضيرالبرونز، إلى أن اكتشفالقصدير. عُثر على قطعٍ من الرصاص الفلزّي يعود تاريخها إلى حوالي 7000 سنة قبل الميلاد في منطقةالأناضول بالقرب منجاتال هويوك، وهي تمثّل أقدم موجودات تاريخية جرى معالجتهابالصهر.[2] في ذلك الوقت لم يكن للرصاص أيَّ تطبيقٍ معروف بسبب طراوته ومظهره الكامد؛[2] وكان العامل الرئيسي في انتشار استخراجه هو مرافقتهللفضة في الخامات في القشرة الأرضية.[3]

كانالمصريون القدماء أوّل من استخدم الرصاص في التجميل، وهو تطبيق انتشر بعد ذلك إلىاليونان القديمة وغيرها من الحضارات؛[4] بالإضافة إلى ذلك فمن المحتمل أن يكون المصريون القدماء قد استخدموا الرصاص أيضاً في تثقيلشباك صيد السمك وفي صناعةالزجاجوالمينا المزجج وكذلك في صناعة أغراض الزينة.[3] استعملت عدّة حضارات في منطقةالهلال الخصيب الرصاص في عددٍ من التطبيقات المختلفة مثل استخدامه في الكتابة وسكّ العملة وضمن مواد البناء.[3] أمّا في الشرق الأدنى فاستخدمالصينيون القدماء الرصاص من إحدى الوسائللضبط النسل،[5] وكذلك في سكّ العملة؛[6] بالمقابل دخل الرصاص في صناعةالتمائم في حضارتيوادي السندووسط أمريكا؛[3] في حين أنّ شعوب أفريقيا الشرقية والجنوبية استخدمته فيسحب الأسلاك.[7]

عصر اليونان والرومان
أنابيب مصنوعة من الرصاص تعود إلى العصر الروماني القديم.

بما أنّ الفضّة كانت مستخدمة بكثرة في التجارة وفي صناعة مواد الزينة منذ التاريخ القديم، وبسبب مرافقتها للرصاص في الخامات، لذلك انتشرت معالجة الرصاص في منطقة الأناضول منذ 3000 سنة قبل الميلاد، ولاحقاً في مناطق مختلفة في اليونان مثلالجزر الإيجية ومدينةلافريو؛ والتي بقيت مسيطرةً على إنتاج الرصاص حتّى 1200 سنة قبل الميلاد.[8] منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد بدأت مناطق أخرى تُعرَف بإنتاج الرصاص بالظهور والازدهار؛ فمثلاً تمكّنالفينيقيون من معالجة الرصاص في مناطق مختلفة منهاشبه الجزيرة الإيبيرية، وكذلك فياليونانوقبرصوسردينيا.[9]

مخطّط يظهر تقريبياً الإنتاج العالمي من الرصاص منذ التاريخ القديم حتّى الثورة الصناعية في أوروبا.[10]

أدّى توسّعالجمهورية الرومانية في منطقةحوض المتوسط إلى انتشار تعدين الرصاص، خاصّةً مع التطوّر النسبي لوسائل التعدين أثناء فترةالعصر الكلاسيكي القديم؛ إذ قُدِّرَت سَعةُ الإنتاج العظمى من الرصاص حينئذٍ بحوالي 80 ألف طنّ سنوياً؛ وذلك منالمعالجة الحرارية لخامات الفضّة الحاوية على الرصاص.[10][11] استُخدِم الرصاص في الكتابة على الألواح؛[12] وكذلك في صناعةالنعوش.[13] كما شاع استخدام الرصاص في صناعةقنوات المجاري وفي الإنشاءات المدنية والصناعات العسكرية، خاصّةً مع سهولة سبكه والتعامل الحرفي معه، ومقاومته للتآكل؛[14][15][16][17] بالإضافة إلى سهولة الحصول عليه،[18] ورخص ثمنه.[19]

نصحَ عددٌ من الكتّاب الرومان، مثلكاتو الأكبروكولوميلاوبلينيوس الأكبر، باستخدام أواني الرصاص لتحضيردبس العنب الذي كان يضاف إلى الخمر؛[20] وذلك لأن الرصاص كان يضفي في بعض الأحيان مذاقاً حلواً (بسبب تشكّل «سكّر الرصاص»، وهو مركب أسيتات الرصاص الثنائي)؛ في حين أنّ الأواني المصنوعة منالنحاس أوالبرونز كانت تعطي مذاقاً مرّاً بسبب تشكّلالزنجار.[21] من جهةٍ أخرى، وثَّقَ الكاتب الرومانيفيتروفيو المخاطر الصحّية للرصاص،[22] وقد يكون للاستخدام المفرط للرصاص في مجالات الحياة اليومية دوراً في انحدار الإمبراطورية الرومانية، وذلك وفقاً لرأي بعض المحلّلين التاريخيين المتأخرّين؛[23][24][25] إلّا أنّ ذلك الرأي وجد معارضةً من بعض الباحثين الآخرين، الذين أشاروا على سبيل المثال بأنّ ليس كلَّ ألمٍ معويِّ سببهالتسمّم بالرصاص،[26][27] وشكّكوا بدورأنابيب نقل المياه المصنوعة من الرصاص بحدوث حالات التسمّم.[28][29]

العصور الوسطى

[عدل]
كانت الملكةإليزابيث الأولى ملكة إنجلترا عادةَ ما تُرسَم بوجهٍ شديد البياض، والذي يعزى وفق مصادر تاريخية إلى استخدام أبيض الرصاص في تبييض الوجه، الأمر الذي كان سبباً في التعجيل بوفاتها.[30]

مع سقوطالإمبراطورية الرومانية الغربية تراجع إنتاج الرصاص في أوروبا الغربية، خاصّةً مع صعود دولة الأمويّين فيالأندلس، إذ كانت تلك المنطقة الوحيدة ذات الإنتاج المهمّ في أوروبا في ذلك الوقت؛[31][32] بالمقابل ازداد الإنتاج في مناطق أخرى من العالم مثلالصينوالهند.[32]

كان الرصاص عنصراً حاضراً في تجارب الخيميائيين سواء فيعصر الحضارة الإسلامية أو ما قبل عصر النهضة الأوروبي؛ وكان لهالرمز الخيميائي في مدوّنات ذلك العصر،[33]، والذي كان مخصّصاً أيضاً لكوكبزحل. كان الرصاص عند الخيميائيين يعدّ منالفلزّات الوضيعة الشائبة، والذي يمكن لجوهرهِ أن يتحوّل إلى فلزّ نبيلٍ نقيٍّ مثلالذهب بالعمليات والتقنيات الخيميائية المناسبة. وقد ذكرهالبيروني في كتابهِالجماهر في معرفة الجواهر وخصّص لهُ قِسماً.

بالإضافة إلى ذلك فقد استُخدِم الرصاص منذ بداية القرن الثالث عشر في صناعةالزجاج المعشّق؛[34] كما استخدِم فيغشّ الخمر، الأمرِ الذي أدّى إلى حالات تسمّم كثيرة موثّقة حتى نهاية القرن الثامن عشر.[31][35] من جهة أخرى فقد كان الرصاص مادّةً أساسيةً في صناعة أجزاء منآلة الطباعة التي اختُرعت حوالي منتصف القرن الخامس عشر، الأمر الذي عرّض الكثير من العمّال لحالات التسمّم بالرصاص أيضاً.[36] دخل الرصاص في صناعةمقذوفاتوطلقات الأسلحة النارية نظراً لرخص ثمنهِ وتوفّره ولارتفاع كثافتهِ وانخفاض نقطة انصهاره.[37]

شاع استخدامأبيض الرصاص في مستحضرات التجميل في ذلك العصر، لأجل تبييض الوجه، وكان يسمّى حينهاإسبيداج (أو الإسفيداج)؛[38][39] كما كان يُستخدم للطلاء، إلّا أنّ تلك الاستخدامات تراجعت تدريجياً للسمّيّة. كان ذلك الاستخدام شائعاً ضمن الطبقات الأرستقراطية الأوروبية؛ وكذلك فياليابان أيضاً،[40] والتي شاع فيها تقليدغيشا في تبييض الوجوه حتّىالقرن العشرين، إذ كانت الوجوه البيضاء للنساء في ذلك العصر دلالةً على أنوثة المرأة اليابانية.[41]

العصر الحديث

[عدل]

بعد اكتشافالعالم الجديد أنتج المستوطنون الأوروبيون عنصر الرصاص؛ وتعود أقدم السجلّات التي تشير إلى إنتاجهِ في تلك المرحلة إلى سنة 1621 فيمستعمرة فرجينيا البريطانية، وذلك بعد أربع عشر سنةٍ من تأسيسها.[42] أمّا فيأستراليا فقد كان أوّل منجم افتُتِح هناك للرصاص في سنة 1841.[43]

تعدين الرصاص في منطقة حوض المسيسبي سنة 1865

ساعدتالثورة الصناعية على زيادة إنتاج الرصاص فيأوروبا والولايات المتّحدة،[10] إذ كان من أهمّالفلزّات اللاحديدية المعروفة حينئذ. كانت بريطانيا رائدةً في ذلك المجال بادئ الأمر، ثمّ تراجعت مع نضوب مناجمها مع مرور الوقت؛[44] ومع بداية القرن العشرين أضحت الولايات المتّحدة الرائدة في الإنتاج العالمي للرصاص، كما بدأت دول أخرى غير أوروبية بالظهور على ساحة الإنتاج العالمي مثل كندا والمكسيك وأستراليا.[45] كان الرصاص مطلوباً في ذلك الوقت بشكلٍ أساسيٍ للسباكة ولصنع الدهان؛[46] كما استخدم فيصناعة الغرف والحجرات لتحضيرحمض الكبريتيك. بالمقابل ازداد تعرّض الطبقة العاملة للتسمم بالرصاص، ممّا أدّى إلى ظهور مخاطره للعلن، الأمر الذي استدعى إجراء أبحاثٍ لدراسة تأثير الرصاص على الإنسان؛ وكان الطبيبألفريد بارينغ غارود ممّن قاموا بذلك، والذي ربط بين ضحايا التسمّم بالرصاص ومهنتهم، فوجد أنّ نسبة الثلث منهم من السبّاكين والدهّانين.

مع تقدّم العلم وفهم آليات الإصابة بتسمّم الرصاص انتقل موضوع التعامل مع هذا الفلز من ردهات المخابر إلى قاعات البرلمان، إذ بدأت التشريعات التي تحدّ من التعامل بهِ بالظهور. وقد صدر أوّل قانونٌ لفرض رقابة على إنتاج الرصاص في المصانع في المملكة المتّحدة أواخر القرن التاسع عشر؛[46] كما جرى تعيين هيئةٍ طبّية لفحص العمال؛ ممّا أدّى في النهاية إلى انخفاض حوادث التسمّم بالرصاص بحوالي 25 ضعفا ما بين سنتي 1900 و1944.[47] بالإضافة إلى ذلك فقد منعت معظم الدول الأوروبية دهانات الرصاص في الأماكن الداخلية المغلقة منذ سنة 1930.[48][49] كانت إضافة رباعي إيثيل الرصاص إلى وقود السيارات لمنعخبط المحرك آخر وسيلة تعرض فيها الإنسان للتماسٍ المباشر مع الرصاص؛ إلّا أنّها تراجعت تدريجياً مع مرور الزمن، خاصّةً مع جهود عدّة ناشطين بيئيين مثلكلير باترسون؛ إلى أن منعت نهائياً في أوروبا والولايات المتّحدة أواخر القرن العشرين؛[46] بصدور تشريعاتٍ لمنع استعماله منذ عقد السبعينات للحدّ من تلوّث الهواء بالرصاص؛[50][51] مثلتوجيه الحد من المواد الخطرة في أوروبا. جرّاءَ ذلك انخفضمستوى الرصاص في الدم وفق دراسات أجرتهامراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتّحدة من 77.8% أواخر سبعينات القرن العشرين إلى 2.2% في أوائل تسعينات ذلك القرن.[52] وفي نهاية القرن العشرين كان المُنَتج الوحيد الحاوي على الرصاص والمستخدم بكثرة هو بطّارية الرصاص الحمضية؛[53] إلّا أنّها لا تمثّل خطراً مباشراً على صحّة الإنسان. وازداد إنتاج الرصاص في الصين بشكل مطّرد، إلى أن أصبحت في صدارة الإنتاج العالمي منذ بداية القرن الحادي والعشرين؛[54] إلّا أنّ الأمر لم يخلو من مشاكل صحّيّة هناك أيضاً.[55]

الأصل والوفرة

[عدل]
وفرة بعض العناصر الثقيلة في النظام الشمسي[56]
العدد
الذرّي
العنصرالكمّية
النسبية
42موليبدنوم0.798
46بالاديوم0.440
50قصدير1.146
78بلاتين0.417
80زئبق0.127
82رصاص1
90ثوريوم0.011
92يورانيوم0.003

في الكون

[عدل]

على الرغم من ارتفاع العدد الذرّي للرصاص إلّا أنّ وفرته في الكون تفوق أغلب العناصر ذات العدد الأكبر من 40؛[56] إذ تبلغ وفرته فيالنظام الشمسي نسبةً إلى عدد الجسيمات مقدار 0.121جزء في البليون (ppb)،[56] وهو مقدار أكثر بمرّتين ونصف من وفرةالبلاتين، وأكثر بثمانِ مرّات من وفرةالزئبق، وأكثر بحوالي 17 مرّة من وفرة الذهب في الكون.[56] على العموم فإنّ كمّيّة الرصاص في الكون بازديادٍ ضئيلٍ مستمرٍّ،[57] لأنّ أغلب العناصر الأثقل منهُ تضمحلّ إليه تدريجياً؛[58] وتُقدّر نسبة ازدياد الرصاص في الكون منذنشأته بحوالي 0.75%.[59]

إنّ الرصاصالابتدائي، والمتكوّن مننظائر الرصاص 204 و206 و207 و208، كان قد تشكّل نتيجة عملياتالتقاط نيوترون متكرّرة داخل النجوم؛ وهي تشمل كِلَا النوعين: العمليّاتالبطيئةوالسريعة.[60]

مخطّط يظهر الجزء الأخير من عمليات التقاط النيوترون السريعة من الزئبق إلى البولونيوم. حيث تمثّل الدوائر والخطوط الحمراءالتقاط النيوترون، أمّا الأسهم الزرقاء فتمثّلاضمحلال بيتا، في حين أنّ الأسهم الخضراء تمثّلاضمحلال ألفا؛ ويمثّلالتقاط الإلكترون بالأسهم ذات اللون السياني (الأخضر المزرق).

تفصل بين عمليات التقاط النيوترون البطئية سنوات أو عقود، ممّا يسمح للنوى الأقلّ استقراراً بأن تخضعلاضمحلال بيتا.[61] يمكن أيضاً لعمليات التقاط النيوترون أن تحدث بشكلٍ بطيءٍ جدّاً، يستمرّ الالتقاط لملايين السنين، بحيث يستحصل بالنهاية من نواة ثاليوم مستقرّة على نظائر الرصاص المستقرّة.[62] بالمقابل، فإنّ عمليات التقاط النيوترون السريعة تحدث بشكلٍ أسرع من اضمحلال النواة نفسها؛[63] وتكون مفضّلةَ الحدوث في الأوساط ذات الكثافة النيوترونية المرتفعة مثلالمستعرّات العظمى أو مناطق اندماجالنجوم النيوترونية؛ والتي يمكن أن يقدّر معدّلتدفّق النيوترونات فيها بحوالي2210 نيوترون لكلّ سم2 كل ثانية.[64] من جهةٍ أخرى، فإنّ كمّيّة الرصاص المتشكّلة عن طريق عمليّات التقاط النيوترون السريعة أقلّ من نظيرتها في العمليات البطيئة؛[65] إذ أنّها تميل لأن تتوقّف في الغالب عندما يصلُ عدد النيوترونات في النواة إلى 126؛[66] عند تلك النقطة تترتّب النيوترونات فيأغلفة مكتملة في نواة الذرّة، ويصبح من الصعب طاقياً استيعاب كمّيّة أكبر.[67]

على الأرض

[عدل]

يصنّف الرصاص وفقاًلتصنيف غولدشميت عنصراً أليفاً لعناصر مجموعة الكالكوجين، بمعنى أنّه يُعثَر عليه بشكلٍ عامّ مع الكبريت.[68] ومن النادر العثور عليه بصورته المعدنية على هيئةفلز طبيعي.[69] تعدّ العديد من معادن الرصاص خفيفةً نسبياً، وعلى مدار تاريخ الأرض بقيت في طبقة القشرة الأرضية السطحية ولم تترسّب في باطن الأرض. لذا يعتبر الرصاص من العناصر المتقدّمة نسبياً من حيثوفرته الطبيعية في القشرة الأرضية بنسبة 14 جزء في المليون (ppm)؛ وهو العنصر الثامن والثلاثين من حيث غزارة وفرته في القشرة الأرضية.[70][71]

أهم المعادن التي تقترن بالرصاص هو معدنالغالينا (PbS) والذي يوجد غالباً معخامات الزنك.[72] ترتبط معظم معادن الرصاص الأخرى بالغالينا بطريقةٍ ما؛ فمعدنالبولانغيرايت Pb5Sb4S11، هو كبريتيدٌ مختلَطٌ مشتقٌّ من الغالينا؛ أمّاأنغلزيت، PbSO4، فهو ناتجٌ عن أكسدة الغالينا؛وسيروسيت أو خام الرصاص الأبيض، PbCO3، فهو ناتج عن تحلّل الغالينا. تعدّ معادنالزرنيخوالقصديروالأنتيموان (الإثمد)والفضّةوالذهبونحاسوالبزموت شوائبَ شائعة في معادن الرصاص.[72]

تتجاوز الموارد العالمية من الرصاص حوالي ملياري طنّ؛ وتوجد منه مخزونات كبيرة في أستراليا والصين وأيرلندا والمكسيك والبيرو والبرتغال وروسيا والولايات المتّحدة؛ وهذه الموارد الاحتياطية العالمية قابلة للاستخراج لأغراضٍ اقتصادية. بلغ مجموع الكمّيّات المستخرجة منه 88 مليون طن عام 2016 منها 35 مليون طن في أستراليا و17 مليون طن في الصين و6.4 مليون طن في روسيا.[73]

لا تتجاوز التركيزات النموذجية من الرصاص 0.1 ميكروغرام/م3 في الجوّ؛ و100 ملغم/كغ في التربة؛ في حين أن تركيزه في في المياه العذبة ومياه البحر حوال 5 ميكروغرام/لتر[74]

الاستخراج والإنتاج

[عدل]
مخطّط يظهر الإنتاج العالمي من الرصاص منذ منتصف القرن التاسع عشر

إنّ الإنتاج العالمي من الرصاص (وفق بيانات سنة 2014) في ازدياد مستمرّ نتيجةً لاستخدامه بشكلٍ رئيسي في صناعةبطّاريات السيارات.[75] وفق تقديرمخزون الفلزّات في المجتمع الصادر سنة 2010 عن لجنة المصادر العالمية التابعةلبرنامج الأمم المتّحدة للبيئة فإنّ المجموع الكلي لكمّيّات الرصاص المستخدمة أو المخزّنة أو المطروحة أو المبدّدة هي 8 كغ لكلّ نسمة وسطياً على نطاق العالم؛ مع أخذ الفروقات بين الدول المتطوّرة (20–150 كغ لكلّ نسمة) والدول النامية (1–4 كغ لكلّ نسمة).[76]

عموماً يمكن تصنيف استخراج الرصاص حسب مصدر الحصول عليه إلى استخراج أوّلي منالخامات في القشرة الأرضية؛ وإلى استخراج ثانوي من تدويرالخردة. استُخرج سنة 2014 مقدار 4.58 مليون طنّ من الرصاص من مصادرَ أوّلية، مقابل 5.64 مليون طنّ من مصادر ثانوية؛ وكانت حينهاالصينوأسترالياوالولايات المتحدة هي الدول في صدارة الإنتاج العالمي بتعدين الرصاص،[73] في حين أنّ الصين والولايات المتّحدةوالهند هي التي كانت في صدارة الدول بتدوير الرصاص.[77] إنّ عمليات إنتاج الرصاص الأوّلية والثانوية متشابهة؛ وتلجأ بعض منشآت تعدين الرصاص إلى مواءمة خطوط إنتاجها بحيث يمكن معالجة خردة الرصاص في عملياتها، خاصّةً أنّه في أغلب الأحيان وعند تطبيق تقنيات مناسبة يكون من الصعب التمييز بين الرصاص الناتج عن التعدين والرصاص الناتج عن التدوير. تحتاج بعض مصادر الرصاص الثانوية إلى عمليّاتتنقية، وعندما لا تقتضي الحاجة لإعادة معالجة رصاص الخردة تنخفض التكاليف إلى أكثر من النصف، وخاصّةً عند المقارنة بالاحتياجات الطاقيّة اللازمة للعمليّات في أسلوب التعدين.[78]

عمليات التعدين

[عدل]
معدنالغالينا من أكثر الخامات أهمّيّةً لاستخراج الرصاص.
الدول المتصدّرة في إنتاج الرصاص (بيانات 2016)[73]
البلدالناتج
(آلاف
الأطنان)
 الصين2,400
 أستراليا500
 الولايات المتحدة335
 بيرو310
 المكسيك250
 روسيا225
 الهند135
 بوليفيا80
 السويد76
 تركيا75
 إيران41
 كازاخستان41
 بولندا40
 جنوب أفريقيا40
 كوريا الشمالية35
 أيرلندا33
 مقدونيا الشمالية33
دول أخرى170

من أكثر الخامات أهمّيّةً في تعدين الرصاص هو معدنغالينا، والذي غالباً ما يوجد على شكل معدن مرافق معكبريتيدات الفلزّات الأخرى. إنّ معظمخامات الرصاص تحوي على نسبٍ قليلةٍ من الفلزّ، إذ أنّ أغناها به هي التي تحوي نمطياً على نسبة تتراوح بين 3–8%، ولذلك ينبغي إجراءعمليّات تركيز من أجلالاستخلاص.[79] في الخطوات الأولى من عمليّة التعدين تُسحَق الخامات وتُطحَن ثمّ تُفصَل وفق الكثافةوتُعوَّم ثمّ تُجفَّف. يحويالمركّز الناتج على نسبةٍ تصل في بعض الأحيان إلى 80% (نمطياً بين 50-60%) من الرصاص،[79] والذي يخضع إلى معالجة لاحقة للحصول على الرصاص (غير النقيّ)، وهناك أسلوبان رئيسيان لإجرائها؛ الأوّل منهما يعتمد على عملية ثنائية المرحلة تتضمّن عمليّة تحميص للمُركَّز الناتج في فرن صناعيّ، ثمّ استخراج للفلز فيفرن لافح بعمليّة اختزال؛ أو بإجراء عمليّة مباشرة يتمّ فيها استخراج الرصاص من المُركَّز في فرن واحد؛ والعمليّة الأخيرة هي الأكثر شيوعاً.[80]

العمليّة ثنائية المرحلة

تُجرَى أوّلاً عمليّةتحميص للمُرَكَّز الكبريتيدي لدرجات حرارة تفوق 1000 °س في الهواء وبوجود كمّيّة كافية من الأكسجين لأكسدةكبريتيد الرصاص الثنائي إلىأكسيد الرصاص الثنائيوثنائي أكسيد الكبريت:[81]

2 PbS + 3 O2  2 PbO + 2 SO2  ΔHr0=836 kJmol1{\displaystyle \mathrm {2\ PbS\ +\ 3\ O_{2}\ \longrightarrow \ 2\ PbO\ +\ 2\ SO_{2}} \ \ \Delta H_{\mathrm {r} }^{0}=-836\ \mathrm {kJ\cdot mol} ^{-1}}

يمكن أن يُستخدَم غاز SO2 في تحضيرحمض الكبريتيك؛ أمّا أكسيد الرصاص فيكون على شكل مصهور. بما أنّ المُرَكَّز الكبريتيدي ليس نقياً، لذلك تعطي عمليّة التحميص مزيجاً منأكاسيدوكبريتاتوسيليكات لفلزّ الرصاص ولفلزّات أخرى موجودة في الخامة.[82] يلي ذلك إجراء عمليّةاختزالبفحم الكوك إلى الرصاص (غير النقيّ) بتفاعل من مرحلتين.[83]

PbO + C  Pb + CO  ΔHr0=+107 kJmol1{\displaystyle \mathrm {PbO\ +\ C\ \longrightarrow \ Pb\ +\ CO} \ \ \Delta H_{\mathrm {r} }^{0}=+107\ \mathrm {kJ\cdot mol} ^{-1}}
PbO + CO  Pb + CO2  ΔHr0=66 kJmol1{\displaystyle \mathrm {PbO\ +\ CO\ \longrightarrow \ Pb\ +\ CO_{2}} \ \ \Delta H_{\mathrm {r} }^{0}=-66\ \mathrm {kJ\cdot mol} ^{-1}}

في حال كانت الخامة الأوّلية غنيّة بالرصاص يمكن أن تُجرَى العمليّة السابقة بخطوة واحدة، وذلك بإجراء عمليّة تحميص غير كامل للخامة الكبريتيدية؛ ثمّ في مرحلةٍ لاحقة يُسخَّن مزيج أكسيد وكبريتيد الرصاص بوجود الهواء ممّا يسهم في اختزال القسم المتبقّي من PbS دون الحاجة إلى إضافة فحم الكوك:

2 PbS + 3 O2  2 PbO + 2 SO2{\displaystyle \mathrm {2\ PbS\ +\ 3\ O_{2}\ \longrightarrow \ 2\ PbO\ +\ 2\ SO_{2}} }
PbS + 2 PbO  3 Pb + SO2{\displaystyle \mathrm {PbS\ +\ 2\ PbO\ \longrightarrow \ 3\ Pb\ +\ SO_{2}} }
العمليّة المباشرة

في هذه العمليّة يُستحصَل على صَبّات الرصاص وعلىالخَبَث الناتج من العمليّات بشكلٍ مباشرٍ من مُرَكّز الرصاص. يُصهَر الرصاص في البداية في فرن ويُؤكسَد بواسطة تيّار من الأكسجين مشكّلاًأحادي أكسيد الرصاص؛ وبعد إضافة مسحوقفحم الكوك يُختزَل الأكسيد إلى فلزّ الرصاص وسط الخبث المتشكّل من الشوائب المرافقة.[80]

إذا كانت المادّة الأوّلية غنيّة المحتوى يمكن الحصول منها على مردود يصل إلى 80% على شكل صَبّات من فلزّ الرصاص، وتكون نسبة 20% المتبقيّة غنيّة بأكسيد الرصاص. أمّا إذا كانت المادّة الأوّلية فقيرة المحتوى، فيمكن أكسدة كلّ الرصاص إلى خبث مرتفع المحتوى، والذي يُختزَل لاحقاً إلى فلزّ الرصاص؛[80]

عمليّات التدوير

[عدل]

عادةً ما يتمّ تجاوز مرحلةالصهر في عمليّة تدوير الرصاص، ولا تُطبَّق إلّا عندما يكون الرصاص قد تأكسد بشكلٍ واضح.[78] بشكلٍ مشابه لعمليّات التعدين يُعالَج الرصاص في أفرانٍ مناسبة، والتي تعطي ناتجاً من الرصاص متفاوتاً في نسبة الشوائب وذلك حسب نوع الفرن؛ إذ أنّالفرن اللافح يعطي رصاصاً قاسياً (يحوي على 10% إثمد)، في حين أنّالقَمينَ الدَوّار يعطي رصاصاً شبهَ طريٍّ (يحوي على 3-4% إثمد).[84]

يمكن أن يُستحصَل على الرصاص المُدوّر من بطّاريات السيارات كما هو الحال في عمليةإساسميلت ISASMELT، والتي تعالِج عجينةَ الرصاص الحاوية على أكاسيد الرصاص حرارياً فيقمين بعد إزالة الكبريتات بالقلوي للحصول على فلزّ الرصاص، والذي يكون غير نقيٍّ لاحتوائه على شوائب من الإثمد.[85] يمكن إجراء عمليّة تنقية لاحقة للرصاص، ولكن ذلك يعتمد على الكلفة وعلى درجة النقاوة المطلوبة وعلى نوع الشوائب الموجودة.[85] من المصادر الثانوية الأخرى للرصاص بالإضافة إلى البطاريات كلّ من الصفائح والأنابيب والكبلات المستخدمة في بعض الإنشاءات.[78]

التنقية

[عدل]

غالباً ما تكونالشوائب الموجودة هي من فلزّاتالزرنيخوالإثمدوالبزموتوالزنكوالنحاسوالفضّةوالذهب؛ والتي عادةً ما تزال بسلسلةٍ من المعالجاتوالعمليات الحرارية. يُعالَج المصهور فيفرن عاكس مع الهواء والبخار والكبريت بوجودنترات الصوديوم/كربونات الصوديوم ممّا يؤكسد الشوائب عدا الذهب والفضة والبزموت. تزال تلك الشوائب المتأكسدة بقشطها على هيئةكدارة طافية على السطح؛[86][87] في حين أنّ شوائب النحاس والزنك تزالبالانفصال الحبيبي؛ أمّا الشوائب الثمينة من الفضّة والذهب فتزال وتستعاد وفقعملية باركس، التي تتضمّن إضافةالزنك إلى مصهور الرصاص لاستحصالهما، إذ أنّ الزنك لايمتزج مع الرصاص، ممّا يُسهِّل من فصله على هيئةمحلول جامد.[88][87] بعد ذلك، وللتخلّص من البزموت الموجود في الرصاص تُجرىعملية بترتون-كرول، التي تتضمّن المعالجةبالكالسيوموالمغنسيوم، ثمّ المعالجة الحرارية اللاحقة للتخلّص من خبث البزموت.[87]

يمكن أن تُجرى عملية التنقية بأسلوبٍ آخر مغاير للمعالجات الحرارية اعتماداً على أسلوبكهركيميائيلمصهور الرصاص بواسطةعملية بيتس. في تلك العمليّة يُغمَسمصعد من الرصاص المشوبومهبط من الرصاص النقيّ فيكهرل منسداسي فلوروسيليكات الرصاص PbSiF6؛ وعند تطبيق فرق الجهد الكهربائي المناسب ينحلّ الرصاص الموجود على المصعد، ويترسّب على المهبط تاركاً أغلب الشوائب في المحلول.[87][89] يَعيبُ تلك العمليّة كلفتها المرتفعة،[90] بسبب الحاجة إلى تطبيقجهد زائد في حوض التنقية؛ ولذلك لا تستخدم إلّا في تنقيّةصبّات الرصاص الحاوية على نسبٍ مرتفعة من الشوائب.[91]

النظائر

[عدل]

للرصاص الطبيعي أربعةنظائر مستقرّة لهاالكتل الذرّية التالية: 204 و206 و207 و208؛[92] بالإضافة إلى آثار من خمسنظائر مشعّة قصيرةعمر النصف.[93] تتوزّعالوفرة الطبيعية لنظائر الرصاص المستقرّة بين 52.4% للنظير رصاص-208208Pb وحوالي 22.1% للنظير رصاص-207207Pb وحوالي 24.1% للنظير رصاص-206206Pb، في حين يوجد النظير رصاص-204204Pb بنسبة 1.4%.

يتوافق العدد الكبير من نظائر الرصاص مع حقيقة كونالعدد الذرّي للرصاص زوجياً؛ إذ أنّ العدد الزوجي من الجسيمات دون الذرّية في النواة يرفع من استقرارها. يتميّز الرصاص بأنّ لهعدد سحري منالبروتونات (82)، ووفقاً لذلك فإنّ النواة تكون مستقرّة بشكل كبير حسب نظريةنموذج الغلاف النووي.[94] علاوةً على ذلك، فإنّ للرصاص-208 126نيوتروناً، وهو عدد سحري آخر، وذلك يفسّر لِمَ لنظير الرصاص-208 استقرارية فوق العادة.[94]مع ارتفاع عدده الذرّي يكون الرصاص أثقل عنصر كيميائي تكون نظائره الطبيعية مستقرّة، إذ أنّ الرصاص-208 هو أثقلنظير مستقر (أصبح هذا الأمر حقيقةً بعد اكتشاف أنّ النظيرالابتدائيالبزموت-209 لهنشاط إشعاعي.[95]).[96] يمكن لنظائر الرصاص الأربع المستقرّة أن تضمحّل نظرياً بنشاط إشعاعي عبراضمحلال ألفا إلى نظائرالزئبق مع تَحرّر كمّيّة من الطاقة، إلّا أنّ ذلك لم يلاحظ على الإطلاق، وجرى تقديرعمر النصف لها بحوالي 1035 إلى 10189 سنة،[97] وهو ما يفوق العمر الحالي للكون.

توجد ثلاثة من نظائر الرصاص المستقرّة في ثلاث منسلاسل الاضمحلال الرئيسية؛ إذ أنّ الرصاص-206 والرصاص-207 والرصاص-208 هي المنتجات النهائية لاضمحلالاليورانيوم-238 (سلسلة اليروانيوم)واليورانيوم-235 (سلسلة الأكتينيوم)والثوريوم-232 (سلسلة الثوريوم) على الترتيب.[98][99] يعتمد تركيز نظائر الرصاص المذكورة في عيّنات الصخور الطبيعية بشكل كبير على وجود نظائر اليورانيوم والثوريوم؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن تتراوح الوفرة النسبية لنظير الرصاص-208 من 52% في العيّنات العادية إلى 90% فيخامات الثوريوم،[100] ولذلك السبب فإنّ الوزن الذرّي القياسي يعطى بدرجة عشريّة واحدة فقط.[101] مع مرور الزمن تزداد نسبة الرصاص-206 والرصاص-207 إلى الرصاص-204، وذلك لأنّ النظيرين الأوّلَين يوجدان في سلسلة اضمحلال العناصر المشعّة، في حين أنّ الأخيرَ ليس كذلك؛ ممّا يسمح في النهاية بتحديدالعمر الجيولوجي للعيّنات باستخدام أسلوبتأريخ بنظائر رصاص-رصاص على سبيل المثال. من جهة أخرى، فإنّ اضمحلال اليورانيوم إلى الرصاص يمكّن من إجراءتأريخ بنظائر يورانيوم-رصاص.[102]

قطعة كبيرة منحجر نيزكي عُثِر عليها في محيطفوهة بارينجر. ساهمت الدراسات التأريخية بواسطة دراسة نسبة النظائر (يورانيوم-رصاص ورصاص-رصاص) بتقديرعمر كوكب الأرض.

يتميّز النظير رصاص-207 بأنّ لهرنين مغناطيسي نووي، وتلك خاصّية تساعد في دراسة مركّباته في المحاليل والحالة الصلبة،[103][104] وفي جسم الإنسان أيضاً.[105]

يوجد للرصاص نظائرنظائر مشعّة نادرة توجد بكمّيّات نزرة. من بين تلك النظائر هناك الرصاص-210، والذي يبلغ عمر النصف له 22.3 سنة؛[92] ولكن على الرغم من ذلك يوجد في الطبيعة إذ ينتج من سلسلة اضمحلال طويلة تبدأ من اليورانيوم-238. كما أنّ النظائر الرصاص-211 والرصاص-212 والرصاص-214 تنتج أيضاً في سلسلة اضمحلال اليورانيوم والثوريوم ولذلك توجد طبيعياً. يُحصَل على نسب ضئيلة من الرصاص-209 منالاضمحلال العنقودي نادر الحدوثللراديوم-223، وهو بدورهناتج اضمحلال لليورانيوم-235؛ وكذلك أيضاً من سلسلة اضمحلالالنبتونيوم-237، والذي يُستحصَل من عمليّةالتقاط نيوترون في خامات اليورانيوم. تُستخدَم نظائر الرصاص المشعّة في عمليّات التأريخ، فيفيد قياس نسبة الرصاص-210 إلى الرصاص-206 مثلاً في معرفة عمر العيّنات.[106]

إجمالياً فهناك حوالي 43نظير مشع مصطنع للرصاص تتراوح كتلها الذرية بين 178–220.[92] الرصاص-205 أكثر نظائر الرصاص المشعّة استقراراً، فعمر النصف له 1.5×107 سنة؛ يليه الرصاص-202 بعمر نصف مقداره 53 ألف سنة، وذلك بشكل أطول من أيّ نظير مشعّ طبيعي نزر للرصاص.[92]

الخواص الفيزيائية

[عدل]
عيّنة من فلزّ رصاص متصلّب من مصهوره.

يوجد الرصاص النقيّ في الحالة القياسية من الضغط ودرجة الحرارة على شكل فلزٍّ صلبٍ ذي لونفضّي برّاق مائل قليلاً إلى الزرقة؛[107] وهو منالفلزّات غير النبيلة، إذ عند التماس معالهواء الرطب يفقد الرصاص بريقه ويصبح ذي مظهر باهت، وتعتمدصبغة اللون على الشروط المحيطة؛ وهو يتركخدشاً ذي لون رمادي مزرق على الورق؛ وكان يستعمل فيما مضى للكتابة ومن ذلك أتت تسميةقلم رصاص، والمستخدمة للآن رغم أنّ المادّة المستخدمة حالياً هي منالغرافيت. تبلغ قيمةكمون القطب الكهربائي للرصاص −0.13 فولت؛[108] وهو فلز ذيمغناطيسية معاكسة وهوقابل للسحب والطرق،[109] وله مقاومةللتآكل بسبب خاصّيةالتخميل.[110]

الرصاص منالفلزّات الثقيلة، إذ يتميّز بأنّه ذيكثافة مرتفعة، والتي تعود إلىالبنيةالمتراصّة وفقالنظام البلّوري المكعّب مركزيّ الوجوه، بالإضافة إلى الوزن الذرّي المرتفع.[111] تبلغ كثافة الرصاص مقدار 11.34 غ/سم3 وهي بذلك أكبر من كثافة الفلزّات الشائعة مثلالحديد (7.87 غ/سم3)والنحاس (8.93 غ/سم3)والزنك (7.14 غ/سم3).[112] هناك بعض الفلزّات النادرة ذات كثافة أعلى من الرصاص من ضمنهاالتنغستنوالذهب (كلاهما ذي كثافة 19.3 غ/سم3) وكذلكالأوزميوم أكثر الفلزّات المعروفة كثافةً بمقدار (22.59 غ/سم3)، وهي قيمة تبلغ حوالي ضعف كثافة الرصاص.[113] تبلغ قيمةثابت الشبكة في البنبة البلّورية المكعّبة للرصاص مقدار 0.4950نانومتر (4.95أنغستروم[114] مع وجود 4وحدات صيغة في كلّوحدة خليّة.[115]

البنية البلّورية المكعّبة للرصاص (a=495pm).

الرصاص النقيّ فلزّ طريّ، إذ تبلغصلادته وفقمقياس موس 1.5، بحيث يمكن خدشه بظفر اليد.[116] تبلغ قيمةمعامل الحجم للرصاص (وهي مقياس مدى قدرة المادّة على الانضغاط) 45.8غيغاباسكال (GPa)؛ وللمقارنة فإنّ قيمتها بالنسبةللألومنيوم تبلغ 75.2 غيغاباسكال وللنحاس 137.8 غيغاباسكال، في حين أنّهاللفولاذ الكربوني 160–169 غيغاباسكال.[117] تعدّ قيمةمقاومة الشدّ للرصاص منخفضة نسبياً (تتراوح بين 12–17 ميغاباسكال)، وهي أقلّ بستّ مرات من قيمتها للألومنيوم، وبعشر مرّات من النحاس، وبحوالي 15 مرّة من الفولاذ الكربوني. يمكن على العموم رفع قيمتها بالنسبة للرصاص عند إضافة كمّيّات صغيرة من النحاس أوالإثمد.

تبلغنقطة انصهار الرصاص 327.5 °س،[118] وهي منخفضة نسبياً بالمقارنة مع باقي الفلزّات؛[111] أمّانقطة الغليان فتبلغ 1749 °س[118] وقيمتها هي الأخفض من بين عناصرمجموعة الكربون. للرصاصمقاومية كهربائية 192نانوأوم-متر، وهي بذلك أكبر بحواليقيمة أسّيّة من قيمة مقاومية الفلزّات الصناعية المعروفة (النحاس: 15.43 والذهب 20.51 والألومنيوم 24.15).[119])؛ بالتالي فللرصاص موصلية كهربائية أقلّ من الفلزّات المذكورة، فقيمتها عند الرصاص 4.8 · 106 سيمنز/متر، في حين أنّها للفضّة 62 · 106 S/m على سبيل المثال.[120] الرصاصموصل فائق عند درجات حرارة أدنى من 7.19كلفن،[121] وهي بذلك أعلىنقطة حرجة من بين الموصلات الفائقة من النمط الأول، وثالث أعلى قيمة من بين الموصلات الفائقة العنصرية.[122]

الخواص الكيميائية

[عدل]
يعطياختبار اللهب للرصاص لون أزرق باهت.

تحويذرّة الرصاص على 82إلكتروناًموزّعة على التشكيل التالي:Xe]4f145d106s26p2]. إنّ مجموعطاقتي التأيّن الأولى والثانية للرصاص مقارب في قيمته من القيمة المقابلةللقصدير، وهو العنصر الذي يعلو الرصاص فيمجموعة الكربون، وهو أمرٌ غير اعتيادي، إذ أنّ طاقات التأيّن عادةً ما تتناقص نزولاً فيمجموعات الجدول الدوري. يعود ذلك التقارب في قيم طاقات التأيّن بين عنصري القصدير والرصاص إلى ظاهرةالانكماش اللانثانيدي، وهو تناقص في قيمةنصف القطر الذرّي فيدورةاللانثانيدات (من عنصراللانثانوم ذي العدد الذري 57 إلى عنصراللوتيشيوم ذي العدد الذري 71)، ومع وجود نصف قطر ذرّي صغير نسبياً من عنصر الهافنيوم (72) إلى نهاية الدورة)؛ وذلك بسببالحجب الضعيف على نوى تلك العناصر من الإلكترونات 4f. تبدو تلك الظاهرة بشكل أوضح عند جمع طاقات التأيّن الأربع الأولى للعنصرين، حيث إنّ مجموعها أعلى في الرصاص من نظيره في القصدير.[123] يمكن تفسير تلك الظاهرة وفق مبادئكيمياء الكم النسبية؛[124] مثل مبدأتأثير الزوج الخامل، إذ أن الإلكترونات 6s في الرصاص صعبة التأيّن ولا تساهم في الترابط الكيميائي، وهذا السبب الذي يجعل المسافة بين ذرّات الرصاص فيالشبكة البلورية كبيرة نسبياً.[125]

يكونلمجانسات الرصاص الخفيفة في مجموعة الكربونمتآصلات مستقرّة أو شبه مستقرّة يكون لبعضهابنية الألماس المكعّبة ذاترابطة تساهميةرباعية السطوح، وذلك لأنّ مستويات الطاقة فيالمدارات الذرّية s وp متقاربة بشكل يسمحتهجينها إلى مدارات sp3؛ في حين أنّ تأثير الزوج الخامل في الرصاص يزيد المسافة بين المدارات s وp بحيث لا يمكن التغلّب على تلك الفجوة الطاقية.[126] بالمقابل فإنّ الرصاص فلزّ، وذلك يتوافق مع ازدياد الخواص الفلزّية للعناصر نزولاً في مجموعات الجدول الدوري؛[127] ولذلك فإنّ ذرّات الرصاص تترابط فيما بينهابرابطة فلزّية تساهم فيها الإلكترونات p فقط غير المتمركزة والمتشارَكة بين أيونات الرصاص الثنائي2+Pb؛ ووفقاً لذلك فإنّالبنية البلّورية للرصاص تكون حسبنظام مكعّب مركزيّ الوجوه،[128] وذلك بشكل مماثل للعناصر ثنائيةالتكافؤ القريبة في قياس الذرّة،[129] مثلالكالسيوموالسترونتيوم.[130]

يتأكسد الرصاص عند تعرّضهللهواء الرطب ويشكّل طبقة واقية ذات تركيب متفاوت تجمع بين أكاسيد الرصاص ومركّبات أخرى، من بينهاكربونات الرصاص الثنائي (الإسفيداج)، والذي يعدّ أحد المكوّنات الشائعة لها؛[131][132][133] كما يمكنلكبريتات أوكلوريد الرصاص الثنائي أن تكون داخلةً في تركيب تلك الطبقة، وخاصّةً في التجهيزات المدنية أو البحرية.[134] تجعل تلك الطبقة من الرصاصخاملاً في الهواء؛[134] وبالمقابل فإنّ مسحوق الرصاص الناعميشتعل تلقائياً،[135] وذلك بلهب أزرق باهت.[136]

يتفاعلالفلور مع الرصاص عند درجة حرارة الغرفة مشكّلاًفلوريد الرصاص الثنائي؛ في حين أنّ التفاعل معالكلور يتطلّب تسخيناً، إذ أنّ دخول الكلوريد في تركيب الطبقة على الرصاص يقلّل منتفاعليته.[134] يتفاعل مصهور الرصاص معالكالكوجينات (عناصر مجموعة الأكسجين) ليعطي كالكوجينيدات الرصاص الثنائي.[137]

يستطيع الرصاص الفلزّي مقاومة أثرَ حَمضَيالكبريتيكوالفوسفوريك، ولكن ليس في حالة حمضالنتريك، لأنّ ملح نترات الرصاص قابلللانحلال؛ إذ تعتمد نتيجة مقاومة الرصاص للانحلال في الحموض على عدم الانحلالية وعلى التخميل اللاحق للملح الناتج.[138] بالمقابل، تستطيعالمحاليل القلويّة المركّزة أن تذيب الرصاص مشكّلةً بذلك أملاحالرصاصيت.[139]

المركّبات الكيميائية

[عدل]

للرصاصحالَتا أكسدة رئيسيتان، وهما +2 و+4؛[134] ويعود ذلك إلى تأثير الزوج الخامل؛ والذي يبرز بشكل واضح عند وجود فرق كبير فيالكهرسلبية بين الرصاص وبين أنيوناتالأكسيد أوالهاليد أوالنتريد مسبّباً وجودَ شحنةٍ كهربائية جزئية موجبة ظاهرة على الرصاص. هناك فرق كبير نسبياً بين كهرسلبية الرصاص الثنائي (قيمتها 1.87) والرصاص الرباعي (قيمتها 2.33).[140] في حالة الفرق الكبير في الكهرسلبية يؤدّي تأثير الزوج الخامل إلى حدوث انكماش أكبر لمدار 6s في الرصاص أكثر ممّا هو الحال في مدار 6p؛ ممّا يجعل مساهمة الإلكترونات في المدار 6s غير مفضّلاً، ولذلك تكون السمة السائدة في مركّبات الرصاص الأيونية أنّها ثنائية التكافؤ. بالمقابل، فإنّ تأثير الزوج الخامل أقلّ تطبيقاً في مركّبات الرصاص التساهمية، حيث يتشارك الرصاص بالرابطة مع عناصر مقاربة في الكهرسلبية مثل الكربون فيمركّبات الرصاص العضوية، والتي تكون فيها المدارات 6s و6p متقاربة، ممّا يتيح حدوثتهجين مداري على النمط sp3؛ إذ أنّ الرصاص كما الكربون يكون رباعي التكافؤ في تلك المركّبات.[141] يمكن للرصاص أن يشكّلسلسلة من ذرّات الرصاص المترابطة مع بعضهاتساهمياً، وتلك خاصّيّة يتشارك بها معمجانساته الأخفّ في مجموعة الكربون؛ إلّا أنّ مدى طول السلسلة أقصر بكثير مما تفعله باقي تلك العناصر، وذلك لأنّطاقة الرابطة Pb–Pb أصغر بأكثر بثلاث مرّات من طاقة الرابطة C–C.[137] يمكن أن يصل طول سلسلة الرصاص إلى ثلاث ذرّات كحدّ أقصى.[142]

أكسيد الرصاص الثنائي.

اللاعضوية

[عدل]
الرصاص الثنائي

إنّ مركّبات الرصاص الثنائي هي السائدة في الكيمياء اللاعضوية لهذا العنصر؛ إذ أنّه حتىالمؤكسدات القويّة مثل الفلور أو الكلور تتفاعل مع الرصاص لتعطي فقط هاليدات الرصاص الثنائي الموافقة PbF2 وPbCl2.[134] عادةً ما تكون أيونات الرصاص الثنائي عديمة اللون في محاليلها،[143] وهي ليست ذات صفةاختزالية مثلما هو الحال مع أيونات القصدير الثنائي؛ وهيتتحلمه جزئياً لتشكّل (+Pb(OH، ثمّ لاحقاً لتعطي في النهاية4+[Pb4(OH)4] (والذي تشكّل فيه أيوناتالهيدروكسيلربيطات جسرية.[144][145])

يوجدأكسيد الرصاص الثنائي (أو أحادي أكسيد الرصاص) في الحالة الطبيعية علىشكلين مختلفين؛ الأوّل يدعى «مرتك» (أو المرداسنج) وهو الشكل ألفا α-PbO من الأكسيد وهو ذو لون أحمر؛ أمّا الثاني فهو الشكل بيتّا β-PbO ويدعى «ماسيكوت» (أو الإسفيداج المكلس) وهو ذو لون أصفر. يعدّ الشكل ألفا (مرتك) الأكثر شيوعاً، إذ أنّ الشكل بيتّا (الماسيكوت) مستقرّ عند درجات حرارة تفوق 488 °س.[146]

لا يمكن عمليّاً الحصول على ملحهيدروكسيد الرصاص الثنائي Pb(OH)2؛ إذ يؤدّي رفع pH محاليل أملاح الرصاص الثنائي إلى حدوث تفاعلحلمهة؛[147]ويترسّب جرّاءَ ذلك ملح كربونات الرصاص القاعدية 2PbCO3·Pb(OH)2،[148] والمعروف باسم «أبيض الرصاص». أمّاكربونات الرصاص الثنائي (الإسفيداج) PbCO3 فهو مركّب معروف، ويدخل في تركيب الطبقة الواقية على الرصاص.

يشكّل الرصاص الثنائي مختلف أملاحالكالكوجينيد حتى الثقيلة منها؛ فمركّبكبريتيد الرصاص الثنائي PbS معروف، وهو من أشباه الموصلات ولهناقلية ضوئية، ويستخدم في تركيبمكاشيف الأشعّة تحت الحمراء الحسّاسة، ويوجد طبيعياً على شكل معدنغالينا؛ أمّاسيلينيد الرصاص PbSeوتيلوريد الرصاص PbTe فلها ناقلية ضوئية أيضاً، وتتميّز أنّها ذات درجات لونية فاتحة بخلاف العادة.[149]

  الرصاص  والأكسجين في وحدة خليّة أكسيد الرصاص الثنائي والرباعي.

إنّهاليدات الرصاص الثنائي هي مركّبات معروفة ومدروسة الخواص، وهي تشمل أملاحالفلوريد PbF2 (والذي كان من أوّل المركّبات الأيونية التي اكتشفت فيها خواص الناقلية الأيونية منمايكل فاراداي سنة 1834.[150])والكلوريد PbCl2والبروميد PbBr2واليوديد PbI2؛ وحتّى ملح الأستاتيد،[151] بالإضافة إلىالمركّبات بين الهالوجينية مثل مركّب PbFCl الذي يستخدم في إحدى طرقالتحليل الوزني للفلور. تتفكّك هاليدات الرصاص الثنائي عند التعرّضللأشعّة فوق البنفسجية، وخاصّةً ثنائي يوديد الرصاص.[152] للرصاص الثنائي قدرة جيّدة على تشكيل العديد منالمعقّدات التناسقية مع أملاح الهاليدات مثل PbCl4]−2]و PbCl6]−4].[152] كذلك فإنّ مركّباتالهاليدات الزائفة للرصاص الثنائي معروفة، ومنها ملحالثيوسيانات Pb(SCN)2 على سبيل المثال.[149][153]

إنّكبريتات الرصاص الثنائي PbSO4 غير منحلّة في الماء، مثلما هو الحال مع كبريتات كاتيونات الفلزّات الثقيلة ثنائية التكافؤ؛ بالمقابل فإنّ أملاحالنترات Pb(NO3)2 ذاتانحلالية جيّدة في الماء، ولذلك فإنّها تستخدم مخبرياً في تحضير مركّبات الرصاص الأخرى.[154]

من بين المركّبات الأخرى المعروفة للرصاص الثنائي كلّ من أملاحالفوسفات Pb3(PO4)2والزرنيخات Pb3(AsO4)2والزرنيخات الهيدروجينية PbHAsO4والكرومات PbCrO4والسيليكات PbSiO3وسداسي فلورو السيليكات [Pb[SiF6والبيركلورات Pb(ClO4)2والسيلينات PbSeO4والتيتانات PbTiO3والتنغستات PbWO4 وكذلكالأزيد Pb(N3)2 بالإضافة إلىالأملاح المزدوجة مثلتيتانات زركونات الرصاص وغيرها.

الرصاص الرباعي

من النادر وجودمركّبات لاعضوية للرصاص الرباعي، وهي تتشكّل فقط في أوساط المحاليل المؤكسدة القويّة، ولا توجد على شكل مركّبات صلبة في الشروط القياسية.[155] يمكن لأكسيد الرصاص الثنائي أن يتأكسد بشكل أكبر ممّا هو عليه، ولكن إلىأكسيد الرصاص الثنائي والرباعي 2PbO·PbO2 والذي يمكن كتابة صيغته على الشكل Pb3O4؛ وله لون أحمر فاقع، ويسمّىأحمر الرصاص. أمّاأكسيد الرصاص الرباعي PbO2 فهو ذو لون أسود؛ وهومؤكسد قويّ، إذ بإمكانه أن يؤكسد الكلوريد فيحمض الهيدروكلوريك إلى غاز الكلور،[156] وذلك لأنّ رباعي كلوريد الرصاص المفترض تشكّله غير مستقرّ، ويتفكّك تلقائياً إلى ثنائي كلوريد الرصاص PbCl2 وغاز الكلورCl2.[157] بشكلٍ مشابه لأكسيد الرصاص الثنائي الذي يشكّل أملاحالرصاصيت فإنّ أكسيد الرصاص الرباعي يشكّل أملاحالرصاصات، وذلك عند المعالجةبالقلويات.

من مركّبات الرصاص الرباعي اللاعضوية المستحصلة كلّ منكبريتيد الرصاص الرباعي (ثنائي كبريتيد الرصاص) PbS2،[158] وسيلينيد الرصاص الرباعي (ثنائي سيلينيد الرصاص)PbSe2،[159] المستقرّان عند ضغوط مرتفعة فقط. وهناك أيضاًفلوريد الرصاص الرباعي (رباعي فلوريد الرصاص) PbF4، وهو الهاليد الوحيد المستقرّ للرصاص الرباعي، رغم أنّه أقلّ استقراراً من ثنائي الفلوريد؛ أمّا باقي الهاليدات مثلكلوريد الرصاص الرباعي (رباعي كلوريد الرصاص) PbCl4 فهي غير مستقرّة وتتفكّك تلقائياً.[160]

حالات أكسدة أخرى

يمكن الحصول على الرصاص الثلاثي (III) في بعض الحالات، وذلك في بعضمعقّداتالرصاص العضوية التناسقية الضخمة، ولكنّها حالة غير مستقرّة، إذ توجد في العادة على شكلجذري وسرعان ما تتحوّل إلى إحدى حالتي الرصاص المستقرّة.[161][162][163] ينطبق الأمر ذاته على حالة أكسدة الرصاص الأحادية (I) والتي توجد فقط في المعقّدات الجذرية.[164]

يمكن الحصول على حالة أكسدة كسرية للرصاص في مزائجه الأكسدية فقط، فمثلاً يُستحصَل علىالأكسيد الأحادي النصفي Pb2O3 عند ضغوط مرتفعة مع مزائج أكسيدية أخرى. كما يمكن في بعض الحالات الحصول على حالة أكسدة سالبة القيمة للرصاص، وذلك في مركّباتطور زنتلبين الفلزّية، مثل مركّب Ba2Pb الذي يكون فيه الرصاص نظرياً بحالة أكسدة -4؛[165] أو في بعض المعقّدات الأيونية العنقودية مثل2−Pb5 التي لهابنية جزيئية هرمية مزدوجة ثلاثية، تكون فيها ذرّتا رصاص في حالة الأكسدة -1 والذرّات الثلاث المتبقية في حالة الأكسدة الصفرية الحرّة (0).[166] في أمثال تلك الأنيونات تكون كلّ ذرّة متموضعة علىرأس المضلّع وتساهم بإلكترونين لكل رابطة تساهمية على الضلعين المجاورين من مدارات sp3، أمّا الإلكترونين الآخرَين فيبقيان على شكلزوج غير رابط.[144] يمكن الحصول على أمثال حالات الأكسدة السالبة للرصاص بالاختزال بواسطةالصوديوم في وسط منالأمونيا.[167]

العضوية

[عدل]
بنية جزيءرباعي إيثيل الرصاص:
 كربون
 هيدروجين
  رصاص

يشكّل الرصاص معالكربونمركّبات عضوية فلزّية، وهي ذات استقرار أقلّ منالمركّبات العضوية الشائعة،[168] وذلك بسبب ضعف الرابطة رصاص-كربون Pb–C؛[144] ممّا يجعلالكيمياء العضوية الفلزية للرصاص أقلّ أهمّيّة من نظيرتها فيالقصدير على سبيل المثال.[169] في مركّباته العضوية يكون الرصاص غالباً بحالة الأكسدة العليا +4، رغم وجود بعض مركّبات الرصاص الثنائي العضوية؛ ومن أمثلتها:أسيتات الرصاص الثنائي Pb(C2H3O2)2 (الذي كان يعرف سابقاً باسمسكّر الرصاص)وبلمبوسين Pb(η5-C5H5)2.[169]تمتلك مركّبات الرصاص العضوية لذلك صفة مؤكسدة، كما هو الحال معأسيتات الرصاص الرباعي وهو كاشف مهمّ للأكسدة في تفاعلاتالاصطناع العضوي.[170]

يستطيع الرصاص أن يناظر الكربون في تشكيلهللميثان وذلك بمركّبالبلومبان (رصاصان)، وهو رباعي هيدريد الرصاص PbH4، وهو غير مستقرّ ويمكن الحصول عليه نظرياً من مفاعلة الرصاص مع الهيدروجين بوجود حفّاز مناسب.[171] بالمقابل، فإنّ من أشهر مركّبات الرصاص العضوية المستقرّة كلّ منرباعي ميثيل الرصاص Pb(CH3)4ورباعي إيثيل الرصاص Pb(C2H5)4، والتي لا تتفكّك إلا عند تعريضها للحرارة،[172] أو بتعريضها للأشعّة فوق البنفسجية؛[173] وكذلك مركّبرباعي فينيل الرصاص، الذي يتفكّك عند الدرجة 270 °س.[169] يمكن تشكيل مركّبات الرصاص العضوية من مفاعلة الرصاص أولاً مع الصوديوم، ثم بالمفاعلة معهاليدات الألكيل في وسط مناسب.[174] وكان أكثرها تحضيراً مركّب رباعي إيثيل الرصاص،[169] إذ كان يستخدم ضمن الإضافاتلوقود السيارات قبل منعه لسمّيّته. أمّا باقي مركّبات الرصاص العضوية فهي غير مستقرّة؛[168] والكثير منها لا يمكن تحضيره بالمقارنة مع العناصر الأخرى.[171]

التحليل الكيميائي

[عدل]

يمكن الكشف عن الرصاص إمّا باستخدام الأساليب التقليدية أو بوسائلالتحليل الآلي الحديثة.

الكشف عن الرصاص بالترسيب

يمكن الكشف عن أيونات الرصاص في المحاليل المائية بإجراءتفاعل ترسيب لأملاح الرصاص، ومن بين تفاعلات الكشف تلك تفاعل ترسيب الرصاص على شكل ملحيوديد الرصاص الثنائي أصفر اللون:

Pb2+ + 2 I  PbI2{\displaystyle \mathrm {Pb^{2+}\ +\ 2\ I^{-}\ \longrightarrow \ PbI_{2}\downarrow } }

يمكن أن يُجرَى التفاعل مع أملاح أخرى للرصاص، مثل ملحكبريتيد الرصاص الثنائي أسود اللون،[175] أو ملح كرومات الرصاص أصفر اللون.[176]

مطيافية الامتصاص الذري

تعدّ تقنيةمطيافية الامتصاص الذري، إمّا عبر أنبوب الغرافيت أو الكوارتز، من أفضل الأساليب للكشف عن الكمّيّات النزرة القليلة من الرصاص؛ حيث يمكن أن يصلالحد الأدنى للكشف إلى 4.5 نانوغرام/مل. عادةً ما يُعالَج الرصاص معبورهيدريد الصوديوم للحصول علىهيدريد الرصاص الثنائيالمتطاير، والذي يجمع فيكويب مخبري ثم يُسخَّن كهربائياً إلى درجات حرارة تتجاوز 900 °س؛ وعندئذٍ تَتَذَرَّر العيّنة، ويمكن الكشف عن الرصاص حينها باستخداممصباح المهبط المجوف، حيث يبدي الرصاصامتصاصية عند 283.3 نم. يمكن أن تُجرَى عمليّة التذرير باستخدام مزيج من شعلة مزيج من الهواءوالأسيتيلين أوبلازما أشعّة الميكرويف.[177]

مطيافية الانبعاث الذري

لإجراء التحاليل على عيّنات الرصاص باستخدام تقنيةمطيافية الانبعاث الذري (AES) يتمّ في العادة استخدام البلازما، إمّا من بلازما أشعّة الميكروييف (MIP-AES) أو بلازما الآرغون المقترنة بالتحريض (ICP-AES). عادةً ما يتمّ الكشف عن الرصاص عند أطوال موجة 283.32 نم و405.78 نم. تكون مستويات حدّ الكشف في هذه التقنية منخفضة أيضاً؛ فعلى سبيل المثال جرى الكشف باستخدام MIP-AES عن أيونات ثلاثي ميثيل الرصاص+CH3)3Pb) بتراكيز دنيا وصلت إلى 0.19 بيكوغرام/غ؛[178] في حين أنّ استخدام أسلوب ICP-AES مكّن من تحليل آثار من الرصاص في مياه الشرب ذات تركيز مُتَدَنٍّ وصل إلى 15.3 نانوغرام/مل.[179][180]

مطيافية الكتلة

يمكن استخدام التقنيات المختلفة فيمطيافية الكتلة لتحليل آثار من الفلزّات باستخدام البلازما المقترنة بالتحريض مصدراً للأيونات، فعلى سبيل المثال يصل حدّ الكشف عن الرصاص في عيّنة بول إلى 4.2 بيكوغرام/غرام.[181]

القياس الضوئي

تعدّ طريقة الديثيزون أكثر طرق الكشف عن الرصاص بواسطةالقياس الضوئي شيوعاً.ديثيزون هومركب عضويعطري يستخدمربيطةً ثنائية السن، ويشكّل مع أيونات الرصاص عند مجال pH يتراوح بين 9–11.5معقّداً تناسقياً أحمر اللون له امتصاصية عند 520 نانومتر. من مشكلات هذا الأسلوب تداخل أيوناتالبزموتوالثاليوم في التحليل، لذلك ينبغي ترسيبها أو استخلاصها أولاً.[182][183][184]

القياس الفولتي

تستخدم تقنياتالقياس الفولتي المختلفة في تحليل آثار الرصاص، وذلك بتراكيز دنيا من حدّ الكشف تصل إلى 50 بيكومول في اللتر.[185][186]

الأثر البيئي

[عدل]
موقع لتجميع البطّاريات فيداكار في السنغال، حيث توفّي 18 طفلاً على الأقلّ بسبب التسمّم بالرصاص عام 2008.

إنّ استخراج وإنتاج واستخدام الرصاص والتخلّص منه ومن منتجاته عملياتٌ تسبّبت بتلوّث التربة والمياه. وقد بلغت انبعاثات الرصاص إلى الجوّ ذروتَها أثناء الثورة الصناعية، وفترة استخدام البنزين المحتوي على الرصاص في النصف الثاني من القرن العشرين. تنتج انبعاثات الرصاص من مصادر طبيعية (أي تركيز الرصاص الطبيعي) والإنتاج الصناعي والحرق وإعادة التدوير وإعادة استخراج الرصاص المدفون سابقاً.[187] ولا يزال تركيز الرصاص مرتفعاً في التربة والرواسب في المناطق الصناعية والحضرية؛ تتضمّن الانبعاثات الناتجة عن الصناعة حرقالفحم الحجري[188]، الذي لا يزال متّبعاً في العديد من مناطق العالم، تحديداً في الدول النامية.[189]يمكن أن يتراكم الرصاص في التربة، خاصّةً تلك ذات المحتوى العضوي المرتفع، حيث يتبقّى فيها لمئات بل آلاف السنين. ينافس الرصاص البيئي غيره من المعادن التي وجدت في أو على سطح النباتات، ما قد يمنع عمليةالتركيب الضوئي ويؤثّر سلباً على نموّ النبات وبقائه إن وجد بتركيزات عالية بما فيه الكفاية. يؤدّي تلوّث التربة والنباتات بالرصاص إلى دخوله السلسلة الغذائية، مما يؤثّر على الكائنات الحيّة الدقيقة والحيوانات.

إذا ابتُلع الرصاص من الحيوانات أو استُنشق أو امتصه الجلد، فإنه يسبّب سمّية في العديد من الأجهزة الحيوية، فيضرّ بالجهاز العصبيوالكلى والتكاثروتكوّن الدم وأنظمة القلب والأوعية الدموية[190]يتأثّر السمك بالرصاص من المياه والرواسب[191]، وبالتالي فإنّ التراكم الحيوي في السلسلة الغذائية يشكّل خطراً على الأسماك والطيور والثدييات البحرية.[192]يشمل الرصاص الاصطناعي ذلك المستخدم في طلقات الأسلحة وغطّاسات الصيد. وهذان من بين أقوى مصادر التلوّث بالرصاص إلى جانب مواقع إنتاج الرصاص .[193] تمّ حظر استخدام الرصاص في طلقات الأسلحة وغطّاسات الصيد في الولايات المتحدة عام[194]2017،[195] على الرغم من أنّ هذا الحظر استمرّ لمدّة شهر واحد فقط، كما يُدرس مثل هذا الحظر حالياً في الاتّحاد الأوروبي.[196]تتضمّن الطرق التحليلية المتّبعة لتقدير نسب الرصاص في البيئة استخدامقياس الضوء الطيفيوفلورية الأشعة السينيةوالمطيافية الذريةوالكيمياء الكهربائية. ومن المقايسات الحيوية المهمّة للتسمّم بالرصاص فحص مستوياتحمض أمينوليفولينيك في بلازما الدمّ والمصل والبول.[197]

القيود والمعالجة

[عدل]

حدث تحوّلٌ كبير في استخدام الرصاص بحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي. ففي الولايات المتحدة خفَّضَت اللوائح البيئية أو ألغت استخدام الرصاص في المنتجات غير المتعلّقة بالبطارية، بما في ذلك البنزين والدهانات وشبكات المياه. وأمكن استخدام أجهزة تحكّم الجسيمات في محطّات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم من أجل التقاط انبعاثات الرصاص.[188]

الاستخدامات

[عدل]
A closed structure of black bricks
قطع طوب من الرصاص (مخلوط بالأنتيموان بنسبة 4%) مستخدمة كدرع واقٍ من الإشعاعات.[198]

الشكل الأوّلي العنصري

[عدل]

لمعدن الرصاص العديد من الخصائص الميكانيكية المفيدة، بما في ذلك الكثافة العالية، ونقطة الانصهار المنخفضة، والليونة، والخمول النسبي. تتفوّق العديد من المعادن على الرصاص في بعض هذه الخصائص، لكنّها أقلّ شيوعاً واستخراجها من خاماتها أكثر صعوبةً. ونظراً لسمّيّة الرصاص، فقد استبعد من بعض الصناعات والاستخدامات.[199]

استخدم معدن الرصاص في تصنيعطلقات الأسلحة منذ اختراعها في العصور الوسطى. نظراً لكونه غير مكلف ونقطة انصهاره منخفضة، فقد كان من المفضّل استخدامه لصنع ذخائر الأسلحة الصغيرة وقذائف الطلقات النارية الصغيرة بطريقة الصبّ وبمعدّات تقنية بسيطة؛ وذلك نظراً لكون كثافته أعلى من كثافة بعض المعادن الأخرى الشائعة، الأمر الذي ساعد في الحفاظ على تسارع المقذوفات. أمّا اليوم، فلا يزال الرصاص المادّة الأساسية لصناعة طلقات الأسلحة، ويستخدم لخلطه مع معادن أخرى لتصليبها.[37] أثيرت مخاوف من استخدام طلقات الرصاص في الصيد لمضارّها البيئية. لذا بدأت ولايةكاليفورنيا حظر استخدام طلقات الرصاص للصيد في تمّوز (يوليو) 2015.[200]يستخدم الرصاص في العديد من التطبيقات بفضل كثافته العالية ومقاومته للتآكل. فهو يستخدم في صناعةصابورة توازن القوارب الشراعية؛ إذ تتيح كثافته بالحدّ من مقاومة الماء، وبالتالي موازنة تأثير الرياح على الأشرعة.[201] كما يستخدم فيالتثقيل المتّبع في عملياتالغوص بجهاز التنفس المكتفي ذاتيا لمقاومة طفو الغطّاس.[202]عام 1993، تمّ تدعيم قاعدةبرج بيزا المائل بحوالي 600 طنّ من الرصاص.[203] وبسبب مقاومته للتآكل، يُستخدم الرصاص كغمدٍ وقائي للكابلات تحت الماء.[204]

منحوتة من الرصاص المطلي بالذهب من القرن السابع عشر الميلادي

للرصاص استخدامات عديدة في صناعات البناء والتشييد؛ تستخدم صفائح الرصاص في الإنشاءات، وذلك في مواد تدعيم الأسقف،والتصفيح والحشوات المعدنية المانعة للتسرّب وفي صناعةالمزاريب ووصلاتها وفي حواجز الأسقف.[205][206] تستخدم قوالب الرصاص المفصّلة في قطع الزخرفة المستخدمة لإصلاح صفائح الرصاص. كما لا يزال مستخدماً لصناعة التماثيل والمنحوتات.[207] بما في ذلك دعامات التماثيل.[208] في الماضي، كان الرصاص يستخدم عادةً فيموازنة الإطارات؛ لكن توقّف استخدامه لهذا الغرض لأسباب بيئية.[73]

يضاف الرصاص إلى سبائك النحاس،كالنحاس الأصفروالبرونز، لتحسين إمكانية استخدامها في صناعة المياكن. ولكونه غير قابل للذوبان في النحاس عملياً، يشكّل الرصاص كريّات صلبة في السبيكة على هيئةحدٍّ حُبَيبيّ وهذا من عيوبه. في التركيزات المنخفضة وعند استخدامه مادةَ تشحيم، تعوق الكريّات تشكيلالرايش أثناء عمل السبائك، وبالتالي تستخدم سبائك الرصاص ذي التركيزات الأكبر في صناعةالمحامل. يوفّر الرصاص خاصّية التشحيم، ودعم المحامل.[209]

كثافة الرصاص العالية وعدده الذرّي وقابليته على التشكيل جعلت منه مادة أساسية لتصنيع الحواجز التي تمتصّ الصوت والاهتزازات والإشعاع.[210] ليس للرصاص تردّدات صدى طبيعية؛[210] نتيجةً لذلك، تستخدم صفائح الرصاص في تركيب طبقات لتخفيت الأصوات في الجدران والأرضيات والأسقف في الاستديوهات الصوتية.[211][211] تصنعأنابيب الأرغن من سبائك الرصاص عادةً وذلك بمزجها بكمّيّات مختلفة من القصدير للتحكّم في نغمة كلّ أنبوب.[212][213]الرصاص مادّة مهمّة في صناعة الدروع الواقية منالإشعاعات المؤيّنة فيالفيزياء النووية وغرف التصويربالأشعّة السينية[214] وذلك بسبب كثافتهومعامل امتصاصه المرتفع.[215] يستخدم الرصاصُ المصهورمادّةَ تبريد فيالمفاعلات السريعة بتبريد الرصاص.[216]

أكبر استخدامات الرصاص في أوائل القرن 21 هو «بطاريات الرصاص الحمضية». حيث توفّر التفاعلات في البطّارية بين الرصاص وثاني أكسيد الرصاص وحمض الكبريتيك مصدراً جيّداًللجهد الكهربائي.[217] تمّ تركيبالمكثّفات الفائقة التي تتضمّن بطاريات الرصاص الحمضية في تطبيقات تعتمد مقاييس الكيلووات والميغاوايت في أستراليا واليابان والولايات المتحدة لتنظيم التردّدات وتحويل الطاقة الشمسية وتطويع الرياح وتطبيقات أخرى.[218] تتميّز هذه البطاريات بكثافة طاقة أقلّ وكفاءة أكبر في تفريغ الشحنات منبطاريات أيونات الليثيوم، لكنّها أرخص بكثير[219]

زجاج كريستالي
زجاج رصاصي

يستخدم الرصاص في كوابل الطاقة ذات الجهد العالي كمادّة تغليف لمنع انتشار المياه إلى العازل الكهربائي؛ إلّا أنّ استخدام الرصاص لهذا الغرض أصبح يتراجع تدريجياً.[220] كمّا أنّ استخدامه فيسبائك لحام القصدير المستخدمة في الإلكترونيات تراجع في بعض الدول، وذلك بهدف تقليل كمّيّة النفايات الضارّة بالبيئة.[221] يعتبر الرصاص أحد ثلاثة معادن تستخدم في «اختبار أودي» المتّبع لفحص مواد المتاحف، التي تستخدم للكشف عن الأحماض العضوية والألدهيدات والغازات الحمضية.[222][223]

مركّباته

[عدل]

إضافةً لتطبيقات معدن الرصاص الرئيسية، تعتبر بطّاريات الرصاص الحمضي أكبر مستهلك لمركّبات الرصاص. إذ تستخدم تفاعلات التخزين وإلإطلاق مركّباتكبريتات الرصاص الثنائيوأكسيد الرصاص الرباعي:

(Pb(s) +PbO2(s) + 2H2SO4(aq) → 2PbSO4(s) + 2H2O(l

أمّا التطبيقات الأخرى لمركّبات الرصاص فمتخصّصة جدّاً وفي في طريقها للتلاشي. تستخدم عوامل التلوين التي يدخل الرصاص في تكوينها فيتزجيج الخزف والزجاج، خاصّةً ظلال اللونين الأحمر والأصفر.[224]تمّ التخلّص من الألوان التي يدخل الرصاص في تكوينها في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكنّها لا تزال مستخدمةً في الدول الأقلّ تقدّماً مثل الصين[225] والهند[226] وإندونيسيا.[227]تستخدم مركّبات رباعي أسيتيات الرصاص وثاني أكسيد الرصاص من العوامل المؤكسدة فيالكيمياء العضوية. كما يستخدم الرصاص في طلاء الأسلاك الكهربائية معكلوريد متعدد الفاينيل.[228][229]ويمكن استخدامه لمعالجة فتائل الشموع لضمان فترة احتراق أطول وأقوى. لكن وبسبب سمّيّته، يستخدم المصنّعون الأوروبيون والأمريكيون الشماليون الآن بدائل مثل الزنك.[230][231]يحتويالزجاج الرصاصي على 12-28%أكسيد الرصاص الثنائي، الذي يعمل على تغيير خصائصه البصرية ويقلّل من انتقال الإشعاع المؤيّن.[232]تستخدمأشباه الموصلات القائمة على الرصاص مثل تيلوريد وسيلينيد الرصاص المستخدمان في خلاياالألواح الضوئية وأجهزة استكشافالأشعة تحت الحمراء.[233]

المخاطر

[عدل]
المقالة الرئيسة:التسمم بالرصاص

لا يوجد للرصاص دورٌ حيوي مؤكّد، ولا يوجد مستوى أمان مؤكّد للتعرّض للرصاص.[234][235][236] خَلُصت دراسةٌ أجريت عام 2009 إلى أنّ «التعرّض لمستويات تعتبر آمنة بشكلٍ عام من الرصاص قد يؤدّي إلى نتائج سلبية على الصحّة العقلية».[237] متوسّط مستوى وجود الرصاص في جسم الإنسان البالغ حوالي 120 ميليغراماً،[238] ومن المعادن الثقيلة التي توجد بنسب أكبر في جسم الإنسان الزنك (2500 ميليغراماً) والحديد (4000 ميليغراماً).[239] كما يتمّ امتصاصأملاح الرصاص بكفاءة عالية في جسم الإنسان .[240] تُخزَّن نسبة قليلة من الرصاص (أي 1% في العظام)؛ أمّا الكمّيّة الباقية فتفرَز مع البول والبراز في غضون أسابيع قليلة من دخولها للجسم. يؤدّي التعرّض المستمرّ إلىالتراكم الحيوي للرصاص.[241]

السمّيّة

[عدل]

الرصاص معدنٌ سامّ للغاية (سواء أكان ذلك باستنشاقه أم بابتلاعه)، ما يؤثّر على كلّ أجهزة جسم الإنسان وأعضائه تقريباً.[242] في حال وصول التراكيز منه في الجوّ إلى مستويات تصل إلى 100 ملغم\م3 فإنّها تعدّ ذاتخطورة فورية للحياة أو الصحة.[243] معظم الرصاص الذي يتمّ ابتلاعه يُمتصّ إلى مجرى الدمّ.[244] السبب الرئيسي للسمّية هو ميله لتغيير أداءالإنزيمات. حيث يقوم بالارتباطبالثيولات الموجودة في العديد من الإنزيمات،[245] أو تقليد المعادن الأخرى التي تدخلعاملاً مرافقاً في العديد من التفاعلات الإنزيمية.[246] من بين المعادن الأساسية التي يتفاعل الرصاص معهاالحديدوالكالسيوموالزنك.[247] تميل المستويات العالية من الكالسيوم والحديد إلى توفير بعض الحماية ضد التسمّم بالرصاص؛ لكنّ المستويات المنخفضة منهما تسبّب زيادة في التعرّض لسمّيّة الرصاص.[240]

التأثيرات

[عدل]

يمكن أن يسبّب الرصاص أضرار بالغة للدماغ والكلى، الأمر الذي يؤدّي للموت في نهاية المطاف. يمكن أن يَعبُر الرصاصالحاجز الدموي الدماغي بتقليده عملالكالسيوم. يعمل الرصاص على إتلاف أغمدةالميالين فيالعصبونات، ويقلّل عددها، كما يتداخل مع مساراتالنواقل العصبية ويحدّ من نموّ الخلايا العصبية[245] في جسم الإنسان، يثبّط الرصاص إنزيمبورفوبيلينوجين سينثاز وإنزيمفيروكيلاتيز فيمنع تكوّنالبورفوبيلينوجين ويمنع اندماجالحديد معبروتوبورفيرين 9، وهي آخر خطوة في عمليّة تركيبالهيم. يسبّب هذا كلّه تخليقاً غيرَ فعّال للهيم وحدوثَفقر الدم الجزئي.[248]

مخطّط لجسم الإنسان يوضّح أعراض التسمّم بالرصاص حسب العضو

تتضمّن أعراض التسمّم بالرصاصاعتلال الكلىومغص شبيه بآلام البطن وضعف في الأصابع والرسغين والكاحلين، وتحدث زيادة قليلة في ضغط الدم، لا سيّما لدى الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن، لكن قد تكون الزيادة واضحة فتسبّبفقر الدم. وجدت العديد من الدراسات صلة وصلٍ بين زيادة التعرّض للرصاص وانخفاض معدّل ضربات القلب.[249] أمّا في النساء الحوامل، فقد يؤدّي التعرّض للرصاص بمستوياتٍ مرتفعة إلىالإجهاض. أمّا التعرّض المزمن للرصاص بمستويات مرتفعة فيقلّل الخصوبة عند الذكور.[250]بالنسبة لدماغ الطفل في طور النمو، يتداخل الرصاص مع تكوينالتشابك العصبي فيالقشرة المخّية وتطوّر الجهاز العصبي (بما في ذلك النواقل العصبية)، وتنظيمالقنوات الأيونية.[251] يتسبّب التعرّض للرصاص في الطفولة المبكرة بزيادة مخاطر اضطرابات النوم، أمّا في مراحل الطفولة المتأخّرة فيسبّب النعاس المفرط في النهار.[252] كما ترتبط مستويات الدم المرتفعة بتأخّر سنّ البلوغ عند الفتيات.[253] في القرن العشرين، تمّ الربط بين تباين التعرّض للرصاص (ارتفاعاً وانخفاضاً) الموجود في الجوّ الناتج عن احتراقرباعي إيثيل الرصاص في البنزين وبين تباين معدّلات الجريمة ارتفاعاً وانخفاضاً، ويعرف ذلك باسم «فرضية الرصاص-الجريمة» التي لم تكن مقبولة عالمياً.[254]

مصادر التعرّض

[عدل]

أصبح التعرّض للرصاص مشكلةً عالمية منذ أن أصبح التعدين وصهر المعادن عمليّاتٍ صناعيةٍ رئيسيةٍ، بالإضافة إلى شيوع صناعة البطّاريات والتخلّص منها وإعادة تدويرها في العديد من دول العالم. يدخل الرصاص إلى الجسم عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع أو امتصاص الجلد. الطريقة الأكثر شيوعاً هي استنشاق الرصاص إلى الجسم، أمّا بالنسبة للابتلاع فتتراوح نسبة حدوثه بين 20 - 70%، حيث يكون الأطفال أكثر عرضةً لابتلاع الرصاص من البالغين.[255][256]

ينتج التسمّم عادةً عند ابتلاع الطعام أو الماء الملوّث بالرصاص، أو ابتلاع تربة ملوّثة أو غبار أو طلاء يستخدم فيه الرصاص، وهي الحالات الأقلّ شيوعاً.[257] قد تحتوي منتجات مياه البحر على الرصاص إذا تعرّضت لتلوّث بالمياه الصناعية الناتجة عن المنشآت القريبة.[258] يمكن أن تتلوّث الفواكة والخضراوات أيضاً بمستويات عالية من الرصاص الموجود في التربة التي تزرع فيها. وتتلوّث التربة من تراكم الجزيئات التي مصدرها الأنابيب والطلاء والانبعاثات المتبقية من البنزين المحتوي على الرصاص.[259]

يعتبر استخدام الرصاص لتصنيع أنابيب المياه أمراً جدلياً، خاصّةَ في الدول التي فيهاماء يسر أو مياه حمضية.[260] يشكّلالماء العسر طبقةً غير قابلة للذوبان داخل الأنابيب؛ في حين يذيب الماء اليسر والماء الحمضي أنابيب الرصاص.[261] يؤدّيثاني أكسيد الكربون الذائب في الماء المنقول بواسطة أنابيب مصنوعة من الرصاص إلى تكوين بيكربونات الرصاص القابلة للذوبان؛ قد يؤدّي الماء المشبَّع بالأكسجين إلى تذويب الرصاص على شكلهيدروكسيد الرصاص الثنائي. يمكن أن يسبب شرب هذه المياه، ومع مرور الوقت، مشاكل صحّيّة بسبب سمّيّة الرصاص المذاب. كلّما زاد محتوىالماء العسر منبيكربونات الكالسيوموكبريتات الكالسيوم، كلّما زادت طبقة كربونات الرصاص وكبريتات الرصاص الواقية التي تتشكّل داخل الأنابيب.[262]

يعتبر دخول الدهانات المحتوية على الرصاص إلى الجسم المصدر الرئيسي للتعرّض بالنسبة للأطفال:من مصادر دخول الدهان إلى الجسم مضغ عتبات النوافذ القديمة المدهونة. أيضاً، عندما يبلى الدهان الجاف، فإنه يتقشّر ويتفتّت ويصبح بعضه غباراً، ثم يدخل إلى الجسم من خلال اليدين أو الطعام أو المشروبات الملوّثة. كما يؤدّي تناول بعض المواد التي تقدّم فيالطب التقليدي إلى التعرّض لبعض مركّبات الرصاص.[263]

أمّا طريقة التعرّض الرئيسية الثانية فهي "الاستنشاق، حيث يتأثّر بهذه الطريقة العمّال الذين يعملون بمهنٍ ترتبط بالرصاص ومركّباته،[244] والمدخّنون، حيث يحتويدخان السجائر علىنظائر الرصاص الإشعاعية، بالإضافة للعديد من المواد السامّة الأخرى.[264]

قد يكون تعرّض الجلد للرصاص خطيراً بالنسبة للأشخاص الذين يعملون بمركّبات الرصاص العضوية، حيث أنّ معدّل امتصاص الجلد للرصاص غير العضوي يكون أقلّ.[265]

العلاج

[عدل]
طالع أيضًا:علاج بالاستخلاب

يتضمّن علاج التسمّم بالرصاص عادةً استخدامديمركابرولوسوكيمير[266] قد تتطلّب الحالات الحادّة استخدامإيديتات كالسيوم ثنائي الصوديوموالكالسيوم بطريقةالاستخلاب، وأملاحثنائي أمين الإيثيلين رباعي حمض الأسيتيك EDTA. إذ تكوّن تآلفاً أكبر مع الرصاص من الكالسيوم، فينتج عن ذلك خُلابة الرصاص التي تُفرَز خارج الجسم مع البول تاركةً خلفها الكالسيوم غير المؤذي.[267]

في الحياة والثقافة العامة

[عدل]

في اللغة

[عدل]
في اللغة العربية

يسمّى الرصاص في اللغة العربية أيضاً باسمالصَرَفان.[268] وأمّاالآنك هو:الأُسْرُبُّ. وهو: الرصاص القلعيُّ، أوالقزدير، أو الرصاص الأبيض، وقيل: الأسود، وقيل هو: الخالص منه.[269]

في اللغات الأجنبية

لكلمة «lead» فياللغة الإنجليزية أصلٌ يعود إلىالإنجليزية الوسطى من كلمة «leed»، والتي بدورها مشتقّة منالإنجليزية القديمة «lēad» (مع وجود علامةمكرون فوق حرف "e" للإشارة إلى مدّ الحرف).[270] أمّا الكلمة الإنجليزية القديمة فيفترض أنّها مشتقّة مناللغة الجرمانية البدائية «-lauda*»؛[271] والتي لا يوجد اتفاقٌ على أصلها اللغوي بين علماء اللسانيات. تقول إحدى الفرضيات أنّها مشتقّة منالهندية الأوروبية البدائية «-lAudh*»؛[272] في حين أنّ فرضية أخرى تقول أنّها مستعارة منالكلتية البدائية «-ɸloud-io*»، وهذه الكلمة لها صلة قرابة مع الكلمة اللاتينية «plumbum» التي أعطت العنصررمزه الكيميائيPb، كما أنّ كلمة «-ɸloud-io*» يعتقد أنها أصلُ كلمة «-bliwa*» الجرمانية البدائية، والتي هي أصل كلمة «Blei» فياللغة الألمانية (التي تعني رصاص).[273]

منذالعصر الكلاسيكي القديم ولفترات لاحقة (وصلت حتى إلى القرن السابع عشر) كان هناك خلطٌ بين عنصريالقصدير والرصاص، ولذلك أصلٌ لغوي، فالرومان أسْمَوا الرصاص «plumbum nigrum» (رصاص أسود أو داكن)، في حين أنّهم أسموا القصدير «plumbum candidum» (رصاص ناصع). يمكن ملاحظة ذلك الترافق في لغات أخرى؛ فعلى سبيل المثال فإنّ كلمة «olovo» فياللغة التشيكية تعني «رصاص»، ولكن بالمقابل فإنّاللفظ القريب «олово» (أولوفو) فياللغة الروسية يعني «قصدير».[274] وفي تداخل آخر يتمّ أحياناً الخلط بين الرصاصوالإثمد؛ خاصّةً أنّ كلاً منهما يوجد على شكلمعدن كبريتيدي (الغاليناوالإستبنيت على الترتيب) وغالباً سويةً؛ ولذلك فقد أوردبلينيوس الأكبر وبشكلٍ خاطئ أنّ تسخين الاستيبنيت يعطي الرصاص بدل الإثمد.[275] ويمكن ملاحظة ذلك التداخل في بعض الدول مثل تركيا أو الهند حيث كلمة «surma» ذات الأصلالفارسي تشير إلى كبريتيد الإثمد أو كبريتيد الرصاص.[276] وفي بعض اللغات مثل الروسية فإنّ كلمة «сурьма» (سورما) تشير إلى عنصر الإثمد.[277]

في الثقافة العامة

[عدل]
  • ينتشر تقليدصبّ الرصاص في عددٍ من الثقافات؛ ففي بعض المجتمعات العربية يشيع صب الرصاص لصدّعين الحسد أو إبطالالسحر.[278] بالمقابل يستخدم صبّ الرصاص في الماء البارد في بعض المجتمعات الغربية مثلألمانيا لمعرفة الطالع، خاصّةً يومعيد رأس السنة الميلادية.[279]
  • خلافاً للاعتقاد الشائع، لا توجد مادّة الرصاص بتاتاً في أقلام الرصاص الخشبية. عندما صُنعَت أقلام الرصاص أداةً للكتابة من مادّة الغرافيت الملفوفة، كان نوعالغرافيت المستخدم آنذاك يعرف باسم «الرصاص الأسود plumbago» (ويعني الاسم حرفياً «تصرّف كالرصاص» أو «نموذج الرصاص»).[280] كان الرصاص المعدني يترك أثراً على الألواح، ولذلك كان يستخدم في الكتابة؛ وعند اكتشافالغرافيت واستخدامه لاحقاً في الكتابة وفي صناعة لب الأقلام بقيت النسبة للرصاص خطأً؛ رغم عدم احتواءقلم الرصاص على عنصر الرصاص، وهذا الخلط في التسمية موجود أيضاً فياللغة الألمانية (Bleistift) وفياللغة الأيرلندية (peann luaidhe).

مراجع

[عدل]
  1. ^Lead sling bullet.
  2. ^ابRich 1994، صفحة 4.
  3. ^ابجدWinder 1993b.
  4. ^History of Cosmetics.
  5. ^Toronto museum explores 2003.
  6. ^Yu & Yu 2004، صفحة 26.
  7. ^Bisson & Vogel 2000، صفحة 105.
  8. ^Rich 1994، صفحة 5.
  9. ^United States Geological Survey 1973.
  10. ^ابجHong et al. 1994، صفحات 1841–43.
  11. ^de Callataÿ 2005، صفحات 361–72.
  12. ^Ceccarelli 2013، صفحة 35.
  13. ^Ossuaries and Sarcophagi.
  14. ^Rich 1994، صفحة 6.
  15. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحات 179–84.
  16. ^Bisel & Bisel 2002، صفحات 459–60.
  17. ^Retief & Cilliers 2006، صفحات 149–51.
  18. ^Lewis 1985، صفحة 15.
  19. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحة 183.
  20. ^Eschnauer & Stoeppler 1992، صفحات 58.
  21. ^Grout 2017.
  22. ^Hodge 1981، صفحات 486–91.
  23. ^Gilfillan 1965، صفحات 53–60.
  24. ^Nriagu 1983، صفحات 660–63.
  25. ^Frankenburg 2014، صفحة 16.
  26. ^Scarborough 1984.
  27. ^Waldron 1985، صفحات 107–08.
  28. ^Reddy & Braun 2010، صفحة 1052.
  29. ^Delile et al. 2014، صفحات 6594–99.
  30. ^Kellett 2012، صفحات 106–07.
  31. ^ابWinder 1993a.
  32. ^ابRich 1994، صفحة 7.
  33. ^Ede & Cormack 2016، صفحة 54.
  34. ^Rich 1994، صفحة 8.
  35. ^Samson 1885، صفحة 388.
  36. ^Sinha et al. 1993.
  37. ^ابRamage 1980، صفحة 8.
  38. ^Tungate 2011، صفحة 14.
  39. ^Donnelly 2014، صفحات 171–172.
  40. ^Nakashima et al. 1998، صفحة 59.
  41. ^Ashikari 2003، صفحة 65.
  42. ^Rabinowitz 1995، صفحة 66.
  43. ^Gill & Libraries Board of South Australia 1974، صفحة 69.
  44. ^Lead mining.
  45. ^Rich 1994، صفحة 11.
  46. ^ابجRiva et al. 2012، صفحات 11–16.
  47. ^Hernberg 2000، صفحات 246.
  48. ^Crow 2007.
  49. ^Markowitz & Rosner 2000، صفحة 37.
  50. ^More et al. 2017.
  51. ^American Geophysical Union 2017.
  52. ^Centers for Disease Control and Prevention 1997.
  53. ^Rich 1994، صفحة 117.
  54. ^United States Geological Survey 2005.
  55. ^Zhang et al. 2012، صفحات 2261–73.
  56. ^ابجدLodders 2003، صفحات 1222–23.
  57. ^Roederer et al. 2009، صفحات 1963–80.
  58. ^Lochner, Rohrbach & Cochrane 2005، صفحة 12.
  59. ^Lodders 2003، صفحة 1224.
  60. ^Burbidge et al. 1957، صفحات 608–615.
  61. ^Burbidge et al. 1957، صفحة 551.
  62. ^Burbidge et al. 1957، صفحات 608–609.
  63. ^Burbidge et al. 1957، صفحة 553.
  64. ^Frebel 2015، صفحات 114–15.
  65. ^Burbidge et al. 1957، صفحات 608–610.
  66. ^Burbidge et al. 1957، صفحة 595.
  67. ^Burbidge et al. 1957، صفحة 596.
  68. ^Langmuir & Broecker 2012، صفحات 183–184.
  69. ^Davidson et al. 2014، صفحات 4–5.
  70. ^Emsley 2011، صفحات 286, passim.
  71. ^Cox 1997، صفحة 182.
  72. ^ابDavidson et al. 2014، صفحة 4.
  73. ^ابجدUnited States Geological Survey 2017، صفحة 97.
  74. ^Rieuwerts 2015، صفحة 225.
  75. ^Tolliday 2014.
  76. ^Graedel 2010.
  77. ^Guberman 2016، صفحات 42.14–15.
  78. ^ابجThornton, Rautiu & Brush 2001، صفحة 56.
  79. ^ابDavidson et al. 2014، صفحة 6.
  80. ^ابجDavidson et al. 2014، صفحة 17.
  81. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحة 51.
  82. ^Davidson et al. 2014، صفحات 11–12.
  83. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحات 51–52.
  84. ^United States Environmental Protection Agency 2010، صفحة 1.
  85. ^ابThornton, Rautiu & Brush 2001، صفحة 57.
  86. ^Davidson et al. 2014، صفحة 25.
  87. ^ابجدPrimary Lead Refining.
  88. ^Pauling 1947.
  89. ^Davidson et al. 2014، صفحة 34.
  90. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحات 52–53.
  91. ^Davidson et al. 2014، صفحة 23.
  92. ^ابجدIAEA - Nuclear Data Section 2017.
  93. ^University of California Nuclear Forensic Search Project.
  94. ^ابStone 1997.
  95. ^Marcillac et al. 2003، صفحات 876–78.
  96. ^P. de Marcillac, N. Coron, G. Dambier, J. Leblanc, J.-P. Moalic:Experimental detection of α-particles from the radioactive decay of natural bismuth. In:Nature. 422, 2003, S. 876–878;doi:10.1038/nature01541.
  97. ^Beeman et al. 2013.
  98. ^Radioactive Decay Series 2012.
  99. ^Committee on Evaluation of EPA Guidelines for Exposure to Naturally Occurring Radioactive Materials et al. 1999.
  100. ^Smirnov, Borisevich & Sulaberidze 2012.
  101. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحة 368.
  102. ^Levin 2009، صفحات 40–41.
  103. ^Webb 2000، صفحة 115.
  104. ^Wrackmeyer & Horchler 1990.
  105. ^Cangelosi & Pecoraro 2015.
  106. ^Fiorini 2010، صفحات 7–8.
  107. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحة 372.
  108. ^Michael Binnewies:Allgemeine und anorganische Chemie. Spektrum, Heidelberg 2004,ISBN 3-8274-0208-5.
  109. ^Anderson 1869، صفحات 341–43.
  110. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحات 372–73.
  111. ^ابThornton, Rautiu & Brush 2001، صفحة 6.
  112. ^Lide 2005، صفحات 12-35, 12-40.
  113. ^Lide 2005، صفحات 4-13, 4-21, 4-33.
  114. ^Ralph W. G. Wyckoff (1963)،Crystal Structures, Band 1(PDF) (ط. 2.)، New York, London, Sydney: John Wiley & Sons، ص. 3، مؤرشف منالأصل(PDF) في 2018-07-12
  115. ^Hugo Strunz, Ernest H. Nickel (2001)،Strunz Mineralogical Tables. Chemical-structural Mineral Classification System (ط. 9.)، Stuttgart: E. Schweizerbart’sche Verlagsbuchhandlung (Nägele u. Obermiller)، ص. 35،ISBN:3-510-65188-X
  116. ^Vogel & Achilles 2013، صفحة 8.
  117. ^Gale & Totemeier 2003، صفحات 15–2–15–3.
  118. ^ابLide 2005، صفحة 12-219.
  119. ^Lide 2005، صفحة 12-45.
  120. ^A. F. Holleman, E. Wiberg, N. Wiberg (1995)،Lehrbuch der Anorganischen Chemie (ط. 101)، Berlin: de Gruyter،ISBN:3-11-012641-9{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  121. ^Blakemore 1985، صفحة 272.
  122. ^Webb, Marsiglio & Hirsch 2015.
  123. ^Lide 2005، صفحة 10-179.
  124. ^Pyykkö 1988، صفحات 563–94.
  125. ^Norman 1996، صفحة 36.
  126. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحات 226–27, 374.
  127. ^Parthé 1964، صفحة 13.
  128. ^Christensen 2002، صفحة 867.
  129. ^Slater 1964.
  130. ^Considine & Considine 2013، صفحات 501, 2970.
  131. ^Thürmer, Williams & Reutt-Robey 2002، صفحات 2033–35.
  132. ^Tétreault, Sirois & Stamatopoulou 1998، صفحات 17–32.
  133. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحات 10–11.
  134. ^ابجدهGreenwood & Earnshaw 1998، صفحة 373.
  135. ^Bretherick 2016، صفحة 1442.
  136. ^Harbison, Bourgeois & Johnson 2015، صفحة 132.
  137. ^ابGreenwood & Earnshaw 1998، صفحة 374.
  138. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحات 11–12.
  139. ^Polyanskiy 1986، صفحة 20.
  140. ^Dieter & Watson 2009، صفحة 509.
  141. ^Kaupp 2014، صفحات 9–10.
  142. ^Stabenow, Saak & Weidenbruch 2003.
  143. ^Hunt 2014، صفحة 215.
  144. ^ابجKing 1995، صفحات 43–63.
  145. ^Bunker & Casey 2016، صفحة 89.
  146. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحة 384.
  147. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحة 387.
  148. ^Inorganic Chemistry,Egon Wiberg, Arnold Frederick Holleman Elsevier 2001 (ردمك0-12-352651-5)
  149. ^ابGreenwood & Earnshaw 1998، صفحة 389.
  150. ^Funke 2013.
  151. ^Zuckerman & Hagen 1989، صفحة 426.
  152. ^ابGreenwood & Earnshaw 1998، صفحة 382.
  153. ^Bharara & Atwood 2006، صفحة 4.
  154. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحة 388.
  155. ^Toxicological Profile for Lead 2007، صفحة 277.
  156. ^Downs & Adams 2017، صفحة 1128.
  157. ^Brescia 2012، صفحة 234.
  158. ^Macintyre 1992، صفحة 3775.
  159. ^Silverman 1966، صفحات 2067–69.
  160. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحة 381.
  161. ^Becker et al. 2008، صفحات 9965–78.
  162. ^Mosseri, Henglein & Janata 1990، صفحات 2722–26.
  163. ^Konu & Chivers 2011، صفحة 391–92.
  164. ^Hadlington 2017، صفحة 59.
  165. ^Röhr 2017.
  166. ^Alsfasser 2007، صفحات 261–63.
  167. ^Greenwood & Earnshaw 1998، صفحة 393.
  168. ^ابPolyanskiy 1986، صفحة 43.
  169. ^ابجدGreenwood & Earnshaw 1998، صفحة 404.
  170. ^Zýka 1966، صفحة 569.
  171. ^ابWiberg, Wiberg & Holleman 2001، صفحة 918.
  172. ^Toxicological Profile for Lead 2007، صفحة 287.
  173. ^Polyanskiy 1986، صفحة 44.
  174. ^Windholz 1976.
  175. ^Whitten, Gailey & David 1996، صفحات 904–5.
  176. ^G. Jander, E. Blasius:Lehrbuch der analytischen und präparativen anorganischen Chemie. 16. Auflage. S. Hirzel-Verlag, Stuttgart 2005,ISBN 3-7776-1388-6, S. 533, 472, 540–541.
  177. ^N. Maleki, A. Safavi, Z. Ramezani:Determination of lead by hydride generation atomic absorption spectrometry (HGAAS) using a solid medium for generating hydride. In:J Anal At Spectrom. 14, 1999, S. 1227–1230;doi:10.1039/A808429G.
  178. ^M. Heisterkamp, F. Adams:In situ propylation using sodium tetrapropylborate as a fast and simplified sample preparation for the speciation analysis of organolead compounds using GC-MIP-AES. In:J. Anal. At. Spectrom. 14, 1999, S. 1307–1311;doi:10.1039/A901340G.
  179. ^M. Zougagh, A. Garcia de Torres, E. Alonso, J. Pavon:Automatic on line preconcentration and determination of lead in water by ICP-AES using a TS-microcolumn. In:Talanta. 62, 2004, S. 503–510;doi:10.1016/j.talanta.2003.08.033.
  180. ^Z. Chen, N. Zhang, L. Zhuo, B. Tang:Catalytic kinetic methods for photometric or fluorometric determination of heavy metal ions. In:Microchim Acta. 164, 2009, S. 311–336;doi:10.1007/s00604-008-0048-8.
  181. ^A. Townsend, K. Miller, St. McLean, St. Aldous:The determination of copper, zinc, cadmium and lead in urine by high resolution ICP-MS. In:J. Anal. At. Spectrom. 13, 1998, S. 1213–1219;doi:10.1039/A805021J.
  182. ^R. Lobinski, Z. Marczenko:Spectrochemical Trace Analysis for Metals and Metalloids. Elsevier 1997,ISBN 0-444-82879-6.
  183. ^I. Oehme, O. S. Wolfbeis:Optical Sensors for Determination of Heavy Metal Ions. In:Microchim. Acta. 126, 1997, S. 177–192;doi:10.1007/BF01242319.
  184. ^B. Lange, Z. J. Vejdelek:Photometrische Analyse. Verlag Chemie, Weinheim 1980.
  185. ^Y. Bonfil, E. Kirowas-Eisner:Determination of nanomolar concentrations of lead and cadmium by anodic-stripping voltammetry at a silver electrode. In:Anal. Chim. Acta. 457, 2002, S. 285–296;
  186. ^J. Wang:Stripping Analysis at Bismuth Electrodes: A Review. In:Electroanalysis. 17, 2005, S. 1341–1346;doi:10.1002/elan.200403270.
  187. ^United Nations Environment Programme 2010، صفحة 4.
  188. ^ابTrace element emission 2012.
  189. ^United Nations Environment Programme 2010، صفحة 6.
  190. ^Assi et al. 2016.
  191. ^World Health Organization 1995.
  192. ^UK Marine SACs Project 1999.
  193. ^United Nations Environment Programme 2010، صفحة 9.
  194. ^McCoy 2017.
  195. ^Cama 2017.
  196. ^Layton 2017.
  197. ^Lauwerys & Hoet 2001، صفحات 115, 116–117.
  198. ^Street & Alexander 1998، صفحة 181.
  199. ^Baird & Cann 2012، صفحات 537–38, 543–47.
  200. ^California Department of Fish and Wildlife.
  201. ^Parker 2005، صفحات 194–95.
  202. ^Krestovnikoff & Halls 2006، صفحة 70.
  203. ^Street & Alexander 1998، صفحة 182.
  204. ^Jensen 2013، صفحة 136.
  205. ^Think Lead research.
  206. ^Weatherings to Parapets.
  207. ^Lead garden ornaments 2016.
  208. ^Putnam 2003، صفحة 216.
  209. ^Copper Development Association.
  210. ^ابRich 1994، صفحة 101.
  211. ^ابGuruswamy 2000، صفحة 31.
  212. ^Audsley 1965، صفحات 250–51.
  213. ^Palmieri 2006، صفحات 412–13.
  214. ^National Council on Radiation Protection and Measurements 2004، صفحات 16.
  215. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحة 7.
  216. ^Tuček, Carlsson & Wider 2006، صفحة 1590.
  217. ^Progressive Dynamics, Inc.
  218. ^Olinsky-Paul 2013.
  219. ^Gulbinska 2014.
  220. ^Rich 1994، صفحات 133–34.
  221. ^Zhao 2008، صفحة 440.
  222. ^Beiner et al. 2015.
  223. ^Szczepanowska 2013، صفحات 84–85.
  224. ^Burleson 2001، صفحات 23.
  225. ^Insight Explorer & IPEN 2016.
  226. ^Singh 2017.
  227. ^Ismawati et al. 2013، صفحة 2.
  228. ^Zweifel 2009، صفحة 438.
  229. ^Wilkes et al. 2005، صفحة 106.
  230. ^Randerson 2002.
  231. ^Nriagu & Kim 2000، صفحات 37–41.
  232. ^Amstock 1997، صفحات 116–19.
  233. ^Rogalski 2010، صفحات 485–541.
  234. ^Emsley 2011، صفحة 280.
  235. ^Lead poisoning and healthنسخة محفوظة 07 يناير 2019 على موقعواي باك مشين.
  236. ^https://web.archive.org/web/20181021145244/http://www.who.int/ipcs/lead_campaign/WHO-Lead-Exposure_Adapted-Map-Proof_English.pdf. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2018-10-21.{{استشهاد ويب}}:الوسيط|title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  237. ^Bouchard، Maryse؛ Bellinger، David C.؛ Weuve، Jennifer؛ Matthews-Bellinger، Julia؛ Gilman، Stephen E.؛ Wright، Robert O.؛ Schwartz، Joel؛ Weisskopf، Marc G. (1 ديسمبر 2009)."Blood lead levels and major depressive disorder, panic disorder, and generalized anxiety disorder in U.S. young adults".Archives of general psychiatry. ج. 66 ع. 12: 1313–1319.DOI:10.1001/archgenpsychiatry.2009.164.PMC:2917196.PMID:19996036. مؤرشف منالأصل في 2019-04-27 – عبر PubMed Central.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق PMC (link)
  238. ^World Health Organization 2000، صفحات 149–53.
  239. ^Emsley 2011، صفحة 280, 621, 255.
  240. ^ابLuckey & Venugopal 1979، صفحات 177–78.
  241. ^Toxic Substances Portal.
  242. ^United States Food and Drug Administration 2015، صفحة 42.
  243. ^National Institute for Occupational Safety and Health.
  244. ^ابOccupational Safety and Health Administration.
  245. ^ابRudolph et al. 2003، صفحة 369.
  246. ^Dart, Hurlbut & Boyer-Hassen 2004، صفحة 1426.
  247. ^Kosnett 2006، صفحة 238.
  248. ^Cohen, Trotzky & Pincus 1981، صفحات 904–06.
  249. ^Navas-Acien 2007.
  250. ^Sokol 2005، صفحة 133, passim.
  251. ^Mycyk, Hryhorczuk & Amitai 2005، صفحة 462.
  252. ^Liu et al. 2015، صفحات 1869–74.
  253. ^Schoeters et al. 2008، صفحات 168–75.
  254. ^Casciani 2014.
  255. ^Tarragó 2012، صفحة 16.
  256. ^«الرصاص» خطر يهدد صحة الأطفال بأمراض خطيرةنسخة محفوظة 12 فبراير 2019 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  257. ^Toxicological Profile for Lead 2007، صفحة 4.
  258. ^Bremner 2002، صفحة 101.
  259. ^Agency for Toxic Substances and Disease Registry.
  260. ^Thornton, Rautiu & Brush 2001، صفحة 17.
  261. ^Moore 1977، صفحات 109–15.
  262. ^Wiberg, Wiberg & Holleman 2001، صفحة 914.
  263. ^Tarragó 2012، صفحة 11.
  264. ^Centers for Disease Control and Prevention 2015.
  265. ^Wani, Ara & Usman 2015، صفحات 57, 58.
  266. ^Prasad 2010، صفحات 651–52.
  267. ^Masters, Trevor & Katzung 2008، صفحات 481–83.
  268. ^لسان العرب، باب صرف
  269. ^إسلام ويبنسخة محفوظة 24 مارس 2018 على موقعواي باك مشين.
  270. ^Merriam-Webster.
  271. ^Kroonen 2013، *lauda-.
  272. ^Nikolayev 2012.
  273. ^Kroonen 2013، *bliwa- 2.
  274. ^Polyanskiy 1986، صفحة 8.
  275. ^Thomson 1830، صفحة 74.
  276. ^Oxford English Dictionary، surma.
  277. ^Vasmer 1950، сурьма.
  278. ^فاديا عازار (13 مارس 2010)."عين الحسود لها علاجها.... الاعتقاد بـ"صيبة العين" ظاهرة لا تزال موجودة في المجتمع اللبناني".موقع الهدهد. مؤرشف منالأصل في 4 يوليو 2019. اطلع عليه بتاريخ فبراير 2019.{{استشهاد بخبر}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة)
  279. ^البيان الإلكتروني (21 ديسمبر 2018)."كيف تحتفل الدول الأوروبية بحلول السنة الجديدة؟".جريدة البيان. مؤرشف منالأصل في 6 أغسطس 2019. اطلع عليه بتاريخ فبراير 2019.{{استشهاد بخبر}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة)
  280. ^Evans 1908، صفحات 133–79.

المصادر مرتبة أبجدياً

[عدل]

وصلات خارجية

[عدل]
رصاص فيالمشاريع الشقيقة
مركباتالرصاص
الرصاص الثنائي (Pb(II
الرصاص الثنائي والرباعي (Pb(II,IV
الرصاص الرباعي (Pb(IV
معرفات مركب كيميائيعدلها في ويكي بيانات
وطنية
أخرى
التصنيفات الطبية
المعرفات الخارجية
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=رصاص&oldid=72279780»
تصنيفات:
تصنيفات مخفية:

[8]ページ先頭

©2009-2025 Movatter.jp