راغناروك (Ragnarök) في الأساطير الإسكندنافية، هي عبارة عن سلسلة من الأحداث الوشيكة متوقعة الحدوث، تشتمل على معركة ضخمة ستهلك فيها شخصيات أسطورية إسكندنافية عظيمة (بمن فيهم الآلهة: أودين، ثور، تير، فرير، هايمدال، ولوكي)؛ وسيستلزم ذلك حدوث سلسلة مأساوية من الكوارث الطبيعية، تبدأ باحتراق العالم وتبلغ أوجها بانغماره تحت الماء.[1] بعد هذه الأحداث، سينهض العالم من جديد، مُطهّرًا وخصبًا، وستلتقي الآلهة الناجية العائدة، وسيعيد اثنان من البشر الناجين إعمار العالم، هماليف وليفراسير. تُعد راغناروك حدثًا مهمًا في الميثولوجيا الإسكندنافية ولطالما كانت موضوعًا للخطاب العلمي والنظرية في تاريخ الدراسات الجرمانية.
أُثبت هذا الحدث بشكلٍ أساس فيأشعار الإيدا التي جُمّعت في القرن الثالث عشر من مصادر تقليدية سابقة، وفينثر الإيدا الذي كتبهسنوري سترلسون في القرن الثالث عشر. فينثر الإيدا وفي قصيدةٍ واحدة منأشعار الإيدا، أشير إلى الحدث باسمراغناروك (التي تعني «فجر الآلهة» في الإسكندنافية القديمة)، وشاع هذا الاستخدام بواسطة ملحن القرن التاسع عشر،ريخارد فاغنر، من خلال الأوبرا التي ألفها بعنواندير رينغ ديس نيبيلونغين (1876)، وهي تعني «فجر الآلهة» باللغة الألمانية.
تمتلك الكلمة المركبةالنوردية القديمةراغناروك تاريخًا طويلًا من التفسير. مكوّنها الأول واضح:راغنا،الجمع المضاف لكلمةرايين «القوى الحاكمة، الآلهة». المكوّن الثاني أكثر إشكالية، إذ يظهر في متغيرين اثنين هما:روكوروكار.[2] تعامل فقيه اللغة، جير زويغا، في كتابته في أوائل القرن العشرين، مع الشكلين كمركبين منفصلين، إذ أشار إلىراغناروك على أنها «هلاك أو دمار الآلهة»وراغناروكار على أنها «فجر الآلهة». يمتلك اسم الجمعروك معانٍ عدة، بما في ذلك «التطور» و«الأصل» و«السبب» و«العلاقة» و«القدر».[3] عادةً ما تُفسّر كلمةراغناروك ككل، على أنها «المصير النهائي للآلهة».
عُثر على صيغة المفردراغناروك في مقطعٍ من قصيدةإيدا الشعريةلوكاسينا، وفينثر إيدا. يعني الاسمروك «الفجر»، ما يشير إلى ترجمة «فجر الآلهة». عُدّت هذه القراءة، على نطاق واسع، نتيجةً لأصل الكلمة الشعبي، أو إعادة تفسير مكتسبة للمصطلح الأصلي.[4]
تشمل المصطلحات الأخرى التي استُخدمت للإشارة إلى الأحداث المحيطةبـالراغناروك فيشعر إيدا، علىآلدار روك (آلدار تعني عمر، «نهاية العمر») وفي مقاطع أخرى تحمل معنى («عندما تموت الآلهة») و(«عندما تُدمّر الآلهة») و(«تلاشي العمر») و(«نهاية الآلهة»)، أما فينثر إيدا فوردت المصطلحات بمعنى («عندما يدخل أبناءموسبلهايم الحرب») وذلك في الفصل 18 و36 من خداع غيفلي.
ولادة كل منالذئبفنرير والأفعىجورمنكاند والعملاقةهيل (أبناءلوكي والعملاقةأنكربودا). ولعلم الآلهة بالدور الذي سيلعبونه بالمعركة النهائية، حاولت الآلهة تقيدهم والسيطرة عليهم من خلال تقيدفنرير بسلاسل ورميجورمنكاند بالمحيط الذي يحيطمدكارد ونفيهيل إلى عالم الجليد.
بعد قدوم الشتاء العظيم، يستطيع الذئبانسكولوهاتي من ابتلاعالشمسوالقمر، تختفي النجوم بعدها من السماء مما يجعل العوالم في ظلام دائم. ستهتز العوالم مما يساعدلوكي وابنهفنرير من التحرر من أسرهما والاستعداد للمعركة النهائية. بعدها سيقوم العملاقإيكثر بالعزف على قيثارته معلنا استعداد العمالقة للذهاب إلى ساحة المعركةفيكريد. من الشرق ستتجه العمالقة بقيادةهيرم إلى ساحة القتال ومن الشمال ستأتي السفينةناكلفار المصنوعة من أظافر الموتى محمولة بواسطة الأمواج والطوفان والذي تسبب بحدوثهماجورمنكاند. ومن الجنوب ستأتي حشود عمالقة النار بقيادةسورت. وستحملناكلفار كل منلوكيوسورت وجيوشهما إلى ساحة المعركة. وتنضمهيل ابنةلوكي للمعركة ومعها كلب الجحيمكارم وجميع من سكن مملكتها من الأموات من تحت الأرض وستأمرالتنيننيدهوك بالتهام جذور الشجرةإغدراسيل مما سيهز جميع العوالم في الشجرة.
وفي هذه الأثناء سيقومهيمدال بتحذير الآلهة من خلال النفخ فيالبوقكيلار والذي سيسمع صوته في العوالم التسعة مما يحذر جميع ساكنيها، سيتجه بعدهاأودين إلىميمير طالبا منه النصيحة والاستشارة قبل الاستعداد والذهاب للمعركة.
سيلتحمأودين معفنرير،وثور مع عدوه الأزليجورمنكاندولوكي معهايمدالوتير معكارموفري معسورت واختار البقية من الآلهة مقاتلة أحد أعدائه من العمالقة. يقومفنرير بقتل أودين والتهامه مما يجعلفيدار بن أودين ينتقم لأبيه بتمزيق فكالذئب فنرير وقتله، وسيموت فري بعد قتال مرير مع سورت وسيترك كل من تير وكارم جرحا بليغا في الآخر مما سيتسبب بموت كلاهما، لوكي وهايمدال سيقتل كل منهما الآخر في معركة متكافئة، وفي معركة ضارية بين ثور وجورمنكاند سيتمكن ثور من قتل جورمنكاند بمطرقتهميولنير ولكنه لن يبتعد أكثر من 9 خطوات ويسقط ميتا بفعل سم جورمنكاند. وأثناء المعركة سيأخذ سورت سيفه الناري سيف الانتقام ويشعل النار في العوالم التسعة ويقتل الجميع بما فيهم نفسه. ستتهدم العوالم وتحترق الشجرة وستغرق الأرض في المحيط.
حسبالميثولوجيا النوردية أنه وبعد مرور فترة من الزمن تنبثق الأرض من جديد من قاع المحيط بعد أن تم تطهيرها من الشرور. تظهر ابنة الشمس لتحل مكان والدتها. وينجوا من تلك الملحمة رجل وامرأة؛ليفثراسير وليف باختبائهم في غابةميمير ومن ذريتهم سيتم تعمير الأرض من جديد. ويظهر كل منفيداروفالي أبناءأودين ويلتقيان مع أبناءثورموديوماكني ومعهم مطرقة أبيهم. ويلحق بهمهودوبالدر (كلاهما مات قبل أحداث راكناروك)، تنتقل الآلهة بعدها لمكان اسمهكيملي، لم يتم تدميره بنيرانسورت ويعيشون هناك بسلام، والشجرة إغدراسيل ستتمكن من النجاة من هذا الحدث الرهيب وتصبح بعدها مصدرا لحياة جديدة.
^"reason, ground, origin," "wonder, marvel,"tíva rök 'the life and doings of the gods,'þjóða rök 'origin, creation of mankind,'í aldar rök 'at the end of the world' (Zoëga 2004، صفحة 345);قالب:Lang-gem-x-proto (Bjordvand & Lindeman 2007، صفحات 856–857).