و ترجع كلمة "رَئِيس" في اللغة العربية إلىالجَذْر (ر أ س) و"الرأْسُ من كل شيء: أعلاه" (بالإنجليزية:Head of). وكلمة"رَئِيس" في العربية هي من المصدر (رِيَاسَة أو رِئَاسَة) ومشتقة من الفعل (رَأَسَ) فيقال: "رَأَسَ فلان القَومَ" أي "صار الأعْلى مقاماً أو رُتْبَةً فيهم" ويقال: (رَأَسَ) فلان القَومَ يَرْأَسُهم - بالفتح - (رِيَاسةً) فهو (رَئِيسُهم)" أي "أعلاهم رُتْبةً أو مقاماً" ويقال أيضاً (رَيِّسٌ) بوزن قَيِّم.
أما في اللغة الإنجليزية فالمرادف لهذا اللقب هو كلمةPresident وهو الشخص الذي يقوم بمهام الرئيس وهي كلمة مشتقة من الفعلpreside بمعنى «قام بمهام الرئيس» (و هو فعل ترجع جذوزه إلى اللغةاللاتينية، وهو مكون من شقين-prae «قبل» +sedere «الجلوس»، وتم دمج الشقين في مصطلح واحد ليصبحpraeses بمعنى «الجلوس قبل الحضور» أو «الجلوس أمام الحضور».
في الأصل، كانلقبPresident يستعمل في الغرب للإشارة للموظف المُترئِّس لمَرْسَم احتفالى أو اجتماع ذو طقوس وتقالِيد وعادات يَنْبَغِي مُرَاعَاتها، وهو ما يطلق عليه حالياًChairman أورئيس مجلس، ولكن لقبPresident يشير في الغرب في أغلب الأحيان لمسؤول رسمي (حكومى) في هذه الأيام. فمن بين مسميات أخرى، كلمةPresident اليوم هي لقب شائع الاستخدام للدلالة علىرؤساء الدول Heads of state في معظمجمهوريات العالم، سواء كان قد تمانتخابهم شعبياً أو تم اختيارهم من قبلهيئة تشريعية ما أو عن طريقمجمع انتخابي استثنائي.
عادة في البلدان ذاتالحكومات الديمقراطية أو الممثلة للشعب، يتم انتخاب الرؤساء لفترة محددة من الوقت، وفي بعض الحالات يجوز إعادة انتخابهم من خلال نفس العملية التي يتم بها تعيينهم، وهذا يعنى في العديد من الدول:الانتخابات الشعبية الدورية. ولكن الصلاحيات المخولة لمثل هؤلاء الرؤساء تختلف اختلافاً ملحوظاً من بلد لأخرى. فالمناصب الرئاسية في بعض البلدان،كرئيس أيرلندا على سبيل المثال، هي مناصب شرفية إلى حد كبير، في حين أن أنظمة حكم أخرى تخول لرئيس الدولة سلطات حقيقية مثل تعيين وإقالةرؤساء الوزراة أومجلس الوزراء، وسلطة إعلانالحرب، وسلطةنقض التشريعات. في العديد من الدول، رئيس الدولة هو أيضاًالقائد العام للقوات المسلحة، على الرغم من أن هذا المنصب أيضاً يتراوح فيه دور الرئيس من مجرد دور شرفي لدور تمارس فيه سلطات واسعة.
الرؤساء في هذا النظام أما يتم انتخابهم بسبيل«مباشر» عن طريق الاقتراع الشعبي أو بسبيل«غير مباشر» عن طريق انتخاب «مجمع انتخابى» أو أي هيئة أخرى تكون منتخبة ديمقراطياً.
فيالولايات المتحدة، يتم انتخابرئيس الجمهورية بسبيل«غير مباشر» عن طريق «مجمع انتخابى» مكون من ناخبين ممثلين عن كل الولايات حسب الحجم الانتخابى لكل ولاية ويتم اختيارهم من قبل المصوتين (الشعب) في الانتخابات الرئاسية. في معظم الولايات الأمريكية، يلتزم كل ناخب بالتصويت لمرشح رئاسى معين تقوم بتحديده الأصوات الشعبية في كل ولاية، بذلك يكون الشعب، أثناء عملية التصويت لكل ناخب، هو في الواقع يصوت للمرشح الرئاسى. ولكن لأسباب عديدة لا يُرجَح أن تَتَناسب أعداد الناخبين لصالح كل مرشح رئاسى مع أعداد الأصوات الشعبية لصالح نفس المرشح. ولذلك فقد حدث في أربعة انتخابات ذات نسب متقاربة في الولايات المتحدة (1824،1876،1888،و2000)، أن يكون المرشح الرئاسى الحاصل على أغلب الأصوات الشعبية لا يزال خاسراً للانتخابات على مستوى الأصوات الانتخابية للمجمع الانتخابي.
فيالمكسيك، يتم انتخابالرئيس«مباشرة» لمدة ست سنوات عن طريق التصويت الشعبي. ويصبح المرشح الرئاسى الحاصل على الأغلبية في التصويت الشعبي رئيساً منتخباً للبلاد حتى دون أن يحصل على الأغلبية المطلقة. ولا يجوز للرئيس المكسيكى أن يترشح لفترة ولاية أخرى. وشهدتالانتخابات الرئاسية المكسيكية عام 2006 منافسة شرسة، حيث أظهرت نتائج الانتخابات فارق ضئيل في الأصوات بين المرشحيِّن الحاصليِّن على أغلب الأصوات الشعبية وكان هذا الفارق حوالى 0.58٪ من مجموع الأصوات. وقد أعلنتالمحكمة الانتخابية الاتحادية رئيساً منتخباً للمكسيك بعد سير عملية ما بعد الانتخابات المثيرة للجدل.
فيالبرازيل، يتم انتخابالرئيس«مباشرة» لمدة أربع سنوات عن طريق التصويت الشعبي.و لابد للمرشح الرئاسى أن يحصل على أكثر من 50٪ من الأصوات الصحيحة. فإذا لم يحصل أي من المرشحين على أغلبية مطلقة من أصوات الشعبية، يتم إجراءانتخابات الإعادة بين المرشحيِّن الحاصليِّن على أكبر عدد من الأصوات. وللمرة الثانية، يحتاج المرشح الرئاسى أن يحصل على أغلبية الأصوات ليكون رئيساً منتخباً. في البرازيل، لا يمكن أن يتم انتخاب الرئيس لأكثر من فترتين متتاليتين، ولكن لا يوجد حد لعدد الفترات التي يمكن للرئيس أن يترشح لها.
النظام الثاني هوالنظام شبه رئاسي، والمعروف أيضا باسم النظامالفرنسي. في هذا النظام، كما هو الحال في النظام البرلماني، هناك رئيس ورئيس الوزراء على حد سواء، ولكن على عكس النظام البرلماني، فد يحوز الرئيس من حين لآخر على سلطة ملحوظة. على سبيل المثال في فرنسا، عندما يسيطر الحزب السياسى المنتمى له الرئيس على أغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية (مجلس النواب في فرنسا)، يمكن للرئيس العمل بشكل وثيق مع البرلمان ورئيس الوزراء، من أجل التوصل إلى جدول أعمال مشترك.
أما عندما يتم التحكم في الجمعية الوطنية من قبل معارضيه، فيمكن للرئيس أن يجد نفسه مهمش لقيام رئيس الوزراء من الحزب المعارض بالاستئثار بأغلب السلطات. وعلى الرغم من أن منصب رئيس الوزراء لا يزال يعتبر منصب «مُعَيَّن» من قبل رئيس الدولة، إلا أنه يتوجب على رئيس الدولة الانصياع لقواعد البرلمان، ويقوم باختيار زعيم من حزب الأغلبية في مجلس النواب كرئيس للوزراء.
وقد عينسولا لوسيوس كورنيليوس نفسه في 82 قبل الميلاد منصب جديد تماماً،"dictator rei publicae constituendae causa" وهي تعنى «دكتاتور من أجل توطين الدستور»، والذي كان عملياً مطابق لمصطلح"dictatorate rei gerendae causa" (دكتاتورية لاخماد التمرد والحرب) إلا أنه افتقر إلى أي قيد زمنى محدد، وعلى الرغم من ذلك فقد شغل سولا هذا المنصب لأكثر من عامين قبل أن يتنازل طواعية عن المنصب ويعتزل الحياة العامة.
و الحادثة الثانية المشهورة لزعيم قام بتمديد فترة ولايته إلى أجل غير مسمى كان الدكتاتور الرومانييوليوس قيصر، الذي جعل نفسه «ديكتاتور دائم» (و التي عادة ما تترجم بشكل غير صحيح لمصطلح «دكتاتور مدى الحياة») في 45 قبل الميلاد. ولقد حاكي تصرفاته فيما بعد القائد الفرنسينابليون بونابرت الذي تم تعيينه «القنصل الأول مدى حياة» في عام 1802.
ولقد حكم عدة رؤساء حتى وافتهم المنبة، ولكنهم لم يُعْلِنوا أنفسهم رؤساء مدى الحياة. على سبيل المثال،نيكولاي تشاوتشيسكو فيرومانيا، الذي حكم حتى إعدامه (طالعالثورة الرومانية).
في معظم البلدان يحق للرئيس بعض العلاوات الاستثنائية كرأس للحكم في البلاد، وربما يكون لديه مقر للإقامة مرموق، وغالباً ما يكون إِيواناً فخماً أو قصراً، وأحياناً يكون لديه أكثر من واحد (على سبيل المثال مقر للإقامة صيفى وشتوى، أو ملاذ ريفى) - ويكون لمكتب الرئيس رموز معينة، مثل الزي الرسمي لطاقم الرئاسة، وزخارف المكتب، وختم الرئاسة، وشِعارُ النّبالَة، والعَلَمْ (عَلَمْ الرئاسة) ولوازم أخرى ظاهرة؛ كالتشريفات العسكرية مثلتحية السلاح،وقرع الطبل ونفخ الأبواق، والحرس الرئاسي. ومن أكثر رموز الرئاسية شيوعاً هيالأوشحة الرئاسية التي يرتديها في الغالب رؤساءأمريكا اللاتينية باعتبارها رمزاً للاستمرارية في الرئاسة، وتقديم الوشاح للرئيس الجديد.