| ذو القرنين | |
|---|---|
| الولادة | غير معروف |
| الوفاة | غير معروف |
| المهنة | قائد عسكري |
| مبجل(ة) في | الإسلام |
| المقام الرئيسي | غير معروف |
ذُو القَرنَين اسم شخص ورد فيالقرآن بصفته ملكًا عادلًا وعبدًا صالحًا من عباد الله، قد بنى ردماً يدفع به أذىيأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام.[1][2]
يحكيالقرآن قصة ذي القرنين وأنه بدأ التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلىالله، فاتجه غرباً، حتى وصل منتهى الأرض المعروفة آنذاك،﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا٨٦﴾[3](سورة الكهف،الآية 86)، وجاء في تفسيرابن كثير: «أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيهِ».[4]وقد ذكر المفسرون أن سبب تسمية ذي القرنين تعود إلى وصولهللشرقوالغرب، حيث يعبرالعرب عن ذلك بقرنيالشمس، وقيل لأنه كان له ضفيرتان منالشعر والضفائر تسمى قروناً، وقيل كان له قرنان تحتعمامته، وقيل غير ذلك، ولا يخفى أن هذه التفسيرات لم يقم على واحد منها دليل يجب الأخذ به وبالتالي فإن الأمر يظل أمراً غيبياً.[5][6]
ذُكر ذو القرنين فيالقرآن الكريم فيسورة الكهف بدءاً من الآية 83 حتى الآية 98:﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا٨٣ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا٨٤ فَأَتْبَعَ سَبَبًا٨٥ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا٨٦ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا٨٧ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا٨٨ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا٨٩ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا٩٠ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا٩١ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا٩٢﴾﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا٩٣ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا٩٤ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا٩٥ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا٩٦ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا٩٧ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا٩٨﴾[7]
يذكر القرآن أن ذا القرنين هو ملك مكن الله له في الأرض وآتاه الأسباب، وكان يفتح البلدان، حتى إذا اتجه إلى الغرب، وصل إلى مكان تبدو فيهالشمس كأنها تغيب من وراءه حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه، وكان أهل هذه المنطقة كفارًا؛ فخيره الله بين أن يعذبهم وبين أن يتركهم، فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على اللهيوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه. ولما وصل إلىمغرب الشمس كر راجعًا، قاصدًا مطلعها، متبعا للأسباب، فوصل إلى مطلع الشمس فوجدها تطلع على أناس ليس لهم ستر من الشمس، إما لعدم استعدادهم في المساكن، وذلك لزيادة همجيتهم وتوحشهم، وعدم تمدنهم، وإما لكون الشمس دائمة عندهم، لا تغرب عنهم غروبًا يذكر.
ثم ذهب متوجها منالمشرق، قاصداللشمال، فوصل إلى ما بين السدين، وهما سدان، كانا سلاسل جبال معروفين في ذلك الزمان، وجد من دون السدين قوما، لا يكادون يفقهون قولا لعجمة ألسنتهم، واستعجام أذهانهم وقلوبهم، فاشتكوا إليه ضرريأجوج ومأجوج، وهما أمتان عظيمتان من بني آدم. فلم يأخذ منهم أجرة، ولكن طلب منهم أن يعينونه بقوتهم، وطلب منهم أن يأتوهبالحديدوالنحاس، وأمرهم أن ينفخوا في الحديد، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد فأفرغ عليه القطر، فاستحكم السد، فلم يستطع يأجوج ومأجوج أن يثقبوه.[8][9][10]
يرد روايات فيكتب التفسير في سبب نزول قصة ذي القرنين، أن مشركيقريش أرسلواالنضر بن الحارثوعقبة بن أبي معيط إلى أحباراليهود فييثرب وقالوا لهم: "سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَصِفُوا لَهُمْ صِفَتَهُ، وَأَخْبِرُوهُمْ بِقَوْلِهِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَعِنْدَهُمْ عِلْمُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ"، فقالت أحبار اليهود: "سَلُوهُ عَنْ ثَلَاثٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِهِنَّ فَهُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَالرَّجُلُ مُتَقَوِّلٌ، فَرَوْا فِيهِ رَأْيَكُمْ، سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الْأَوَّل، ِ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجِيبٌ، وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ قَدْ بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَمَا كَانَ نبأه، وَسَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ مَا هُوَ. فلما سألت قريش النبي الأسئلة الثلاثة، قال لهم: "أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ غَدًا"، لكن ظل النبي 15 ليلة لا يأتيه الوحي حتى أحزن النبي، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكةَ، ثم جاءه جبريل من الله بسورة الكهف. ضعَّف هذا الحديثابن حجر العسقلاني وغيره.[11]
اختلف أهل التفسير في ذي القرنين فقيل: كان نبيًا، وقيل: كان ملكًا. قالابن كثير: «والصحيح أنه كان ملكًا من الملوك العادلين»، قالابن عباس: «كان ذو القرنين ملكًا صالحًا، رضي الله عمله، وأثنى عليه في كتابه»،[12] وسئلعلي بن أبي طالب عن ذي القرنين؟ فقال: «لم يكن نبيًا ولا رسولاً ولا ملكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا». وقالوهب بن منبه: «كان له قرنان من نحاس في رأسه»، قال ابن كثير: «وهذا ضعيف». وقيل: سمي بذي القرنين؛ لأنه ملكفارسوالروم، فلقب بهذا. وقيل: لأنه بلغ قرني الشمس شرقًا وغربًا، وملك ما بينهما من الأرض، وقيل: إنه ملك الأرض أربعة: اثنان مسلمان:سليمان، وذو القرنين، واثنان كافران:النمرود،وبختنصر.[9] ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق، وقيل بسبب شج قرني رأسه، وقيل غير ذلك، وسبب التسمية غير متفق عليه، وفيها عدة أقوال ذكرها أهل كتب التفسير.[13]
ذكر ابن كثير أن ذا القرنينِ أسلَم على يدَيإبراهيمَ، وطاف معهبالكعبة هووإسماعيل، وذكرالطبري أنه كان في زمنالخضر، وأن الخضر كان على مُقدَّمِة جيشه، وكان عنده بمنزلة المُشاوِر، الذي هو مِن المَلِك بمنزلة الوزيرِ، وعلق ابن كثير على ذلك فقال: والصحيح أنه -أي الخضر- كان في زمنأفريدون، واستمرَّ حيًّا إلى أن أدركهموسى.[10][12]
| جزء من سلسلة مقالات عن |
| علم الآخرات |
|---|
المسيحية علم الآخرات المسيحية
|
طاوية |
زرادشتية |
ورد فيالكتاب المقدس قصة قائد صالح، سُمي بـ لوقرانائيم أو صاحب القرنين فيسفر دانيال:أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ. وَالتَّيْسُ الْعَافِي مَلِكُ الْيُونَانِ، وَالْقَرْنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ هُوَ الْمَلِكُ الأَوَّلُ. وَإِذِ انْكَسَرَ وَقَامَ أَرْبَعَةٌ عِوَضًا عَنْهُ، فَسَتَقُومُ أَرْبَعُ مَمَالِكَ مِنَ الأُمَّةِ، وَلكِنْ لَيْسَ فِي قُوَّتِهِ. وَفِي آخِرِ مَمْلَكَتِهِمْ عِنْدَ تَمَامِ الْمَعَاصِي يَقُومُ مَلِكٌ جَافِي الْوَجْهِ وَفَاهِمُ الْحِيَلِ. وَتَعْظُمُ قُوَّتُهُ، وَلكِنْ لَيْسَ بِقُوَّتِهِ. يُهْلِكُ عَجَبًا وَيَنْجَحُ وَيَفْعَلُ وَيُبِيدُ الْعُظَمَاءَ وَشَعْبَ الْقِدِّيسِينَ. وَبِحَذَاقَتِهِ يَنْجَحُ أَيْضًا الْمَكْرُ فِي يَدِهِ، وَيَتَعَظَّمُ بِقَلْبِهِ. وَفِي الاطْمِئْنَانِ يُهْلِكُ كَثِيرِينَ، وَيَقُومُ عَلَى رَئِيسِ الرُّؤَسَاءِ، وَبِلاَ يَدٍ يَنْكَسِرُ.دانيال 8] كما جاء أن ذا القرنين هو أحد ملوكماديوفارس: أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ. وَالتَّيْسُ الْعَافِي مَلِكُ الْيُونَانِ، وَالْقَرْنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ هُوَ الْمَلِكُ الأَوَّلُ.[14]
قال بعض مفسريالتوراة أنه يُحتمل أن يكون هوالإسكندر الأكبر، بينما ذُكر الإسكندر فيسفر المكابيين الأول لكن لم يتطرق الكتاب أبدًا إلى محاولة الربط بينهما، جاء فيسفر المكابيين الأول:إن الإسكندر بن فيلبس المقدوني بعد خروجه من أرض كتيم وإيقاعه بدارا ملك فارس وماداي ملك مكانه وهو أول من ملك على اليونان. ثم أثار حروبًا كثيرة وفتح حصونًا متعددة وقتل ملوك الأرض. واجتاز إلى اقاصي الأرض وسلب غنائم جمهور من الأمم فسكتت الأرض بين يديه فترفع في قلبه وتشامخ. وحشد جيشًا قويًا جدًا. واستولى على البلاد والأمم والسلاطين فكانوا يحملون إليه الجزية. وبعد ذلك انطرح على فراشه وأحس من نفسه بالموت. فدعا عبيده الكبراء الذين نشأوا معه منذ الصباء فقسم مملكته بينهم في حياته. وكان ملك الاسكندر اثنتي عشرة سنة ومات.المكابيين 1][15] وكذلك ذُكركورش الكبير فيالعهد القديمكسفر عزرا الإصحاح 1،وسفر دانيال الإصحاح 6وسفر أشعياء الإصحاح 44 و45، ووصفه سفر أشعياء بـ «راعي الرب» وقال في الإصحاح 45: «هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني». لكن لم يتم التطرق أو الربط بينه وبين لوقرانائيم أو صاحب القرنين.[16]
هناك اختلاف حول هوية ذي القرنين بمقارنة شخصيته بالشخصيات التاريخية، عادة ما يقارن بعض المؤرخين شخصية ذي القرنين بعدة شخصيات تاريخية أمثالالإسكندر المقدوني،وكورش الكبير، والصعب بن مراثدملك حمير، وحتىأخناتون.[17] يُعرِّف بعض العلماء المسلمين الغربيين والتقليديين الإسكندر الأكبر بأنه هو ذو القرنين.[18][19] بينما تشير المصادر الإسلامية القديمة إلى ملك ما قبل الإسلام منجنوب شبه الجزيرة العربية منملوك حمير واليمن، بينما يميلالمودودي إلى أنهكورش الكبير.[20]

يرى بعض المؤرخين المسلمين أن هناك تشابه بين قصة الإسكندر الأكبر وقصة ذي القرنين، بينما يرفض ذلك أغلب علماء الدين الإسلامي باعتبار أن الإسكندر المقدوني لم يدينبالتوحيد، ولم يكن مؤمنًا صالحًا مثل ذي القرنين. الاستدلال الأكبر من قِبل المؤرخين أن الإسكندر كان يظهر على رأسه قرني كبش في أغلب المسكوكات، وأنه غزا الشرق والغرب، يقول المورخ الإيرانيأبو الفضل البلعمي:[21] «سمواالإسكندر، ذو القرنين لأنه وصل من قرن إلى قرن وتسمى زوايا العالم بالقرن وإحدى الزوايا مكان شروق الشمس والزاوية الأخرى مكان مغرب الشمس وكل زاوية على حدة تسمى قرنا وتسميان قرنين مع بعضهما والله عز وجل سماه في القرآن ذو القرنين».
بينما ينكر ذلك أغلب علماء الدين الإسلامي، ويستدلوا بعدة أدلة، منها أنه لم يكن موحدًا، وأن زمن الإسكندر الأكبر مختلف عن زمن ذي القرنين، فيذكرابن كثير الدمشقي أنه بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة.[22] أما الاختلاف الثالث فأن الإسكندر كان من اليونان، وذي القرنين من العرب. كما يعتقد عدد من علماء المسلمين أن ذي القرنين كان في زمنإبراهيم، وقد ذكرالأزرقيوابن كثير الدمشقي أن ذا القرنين أسلم على يديإبراهيم وطاف معهبالكعبة هووإسماعيل، يقولابن حجر العسقلاني:[23]
ويقولابن تيمية: «وليس هذا الإسكندر هو ذا القرنين المذكور فيالقرآن كما يظن ذلك طائفة من الناس، فإن ذلك كان متقدمًا على هذا وذلك المتقدم هو الذي بنى سديأجوج ومأجوج، وهذا المقدوني لم يصل إلى السد، وذاك كان مسلمًا موحدًا وهذاالمقدوني كان مشركًا هو وأهل بلدهاليونان كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأوثان».[24]

يعتقد البعض أن ذا القرنين المذكور فيالقرآن هوكورش الكبير.[25][26] أول من اقترح ذلك كان عالماللغة الألماني ريدشولب في عام 1855، لكنها فشلت في اكتساب متابعين بين العلماء الغربيين،[27] لكنها لاقت رواجًا من قِبل العديد من العلماء والمعلقين الهنود والباكستانيين والإيرانيين أمثالأبو الكلام آزاد،وإسرار أحمد،وأبو الأعلى المودودي،وجواد أحمد غامدي، كما ذكر ذلكالطباطبائي فيتفسيره،[28]وناصر مكارم الشيرازي فيتفسيره،[29]والباحث الأحمدي محمد علي.[30] فيعتقدون أن كورش كان موحدًا، ويستدلونبسفر دانيال 8 الذي يذكر أن ذا القرنين هو أحد ملوكماديوفارس: أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ. وَالتَّيْسُ الْعَافِي مَلِكُ الْيُونَانِ، وَالْقَرْنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ هُوَ الْمَلِكُ الأَوَّلُ.[14] كما سماهسفر أشعياء بـ «راعي الرب» وقال في الإصحاح 45: «هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أممًا وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني».[16] وكان اليهود يُجلّون كورش الكبير، لأن غزوه هو الذي تسبب في سقوط مملكةبابل وتحريربني إسرائيل، وكانت القرون رمزًا مألوفًا للقوة في ممالكبلاد ما بين النهرين، وانتشرت غزوات كورش إلىسورياوآسيا الصغرى في الغرب وإلىالسند في الشرق، وامتدت مملكته إلىالقوقاز في الشمال.بينما يرى المعارضين لذلك أن شخصية كورش الكبير لا تنطبق مع الصورة التي رسمها القرآن لذي القرنين كقائد مؤمن مجاهد يحارب في سبيل الله، كذلك لم يُدعى قط كورش بلقب ذي القرنين، وأن كورشزردشتي حسب الآثار والنقوش التي تعود لعصره، ولا يوجد دليل على توحيده،[31] فحسبأسطوانة كورش الشهيرة والتي كتبت بأمره بعد غزوه لبابل وتحريره لليهود، ذُكر فيها أن كبير آلهةقدماء البابليينمردوخ أرسلقورش ليخلصهم من حكم الملك البابلينبو نيد.[32]
في خريطة أوروبية تعود للقرن الخامس عشر، يوجد نقش يقول أن ملكًا من بلاد فارس (يُدعى Artaxor) سجن بعض الناس في أرض يأجوج ومأجوج.[33] اعتبر ابن نديم أرطخاشت كاسم كشتاسب[34] (ملك من سلالة كياني).
وردت بعض الاثار عنابن عباس في نسب ذي القرنين، إذ رويَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ« ذُو الْقَرْنَيْنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَعْدٍ»[35][36]
وروي عنالزبير انه قال« ذُو الْقَرْنَيْنِ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الضّحّاكِ بْنِ مَعَدّ»[37] وينسب هذا القول إلىعلي بن ابي طالب أيضا[38]
وردت بعض الآثار الإسلامية المنسوبةللصحابةوالتابعين أن ذا القرنين أنه منملوك حمير، وكان ملوك حمير التبابعة يحملون ألقاب بها حرف «ذو» مثل:ذو نواس الحميري والملكسيف بن ذي يزن والملك ذو رعين الحميري والملك عمرو ذو غمدان،[39] والملكعامر ذو رياش،[40] والملكإفريقيس بن ذي المنار والملكةلميس بن ذي مرع وغيرهم كثيرون.[41]
واختلفوا في اسمه فقالوا: اسمه الصعب بن مرائد، وهو أولالتبابعة، وهو الذي حكملإبراهيم فيبئر السبع. وفي خطبةقس بن ساعدة قال: «يا معشر إياد، أين الصعب ذو القرنين، ملك الخافقين، وأذل الثقلين، وعمر ألفين، ثم كان كلحظة عين».[42] ويُروى عنابن عباس أنه سئل عن ذي القرنين من كان، فقال: «هو من حمير، وهو الصعب بن مراثد، وهو الذي مكن الله له الأرض وأتاه الله من كل شي سببا»، وقد سئلكعب الأحبار عن ذي القرنين فقال: «الصحيح عندنا من علوم أحبارنا وأسلافنا أنه من حمير، وأنه الصعب».[2] وذكرالمقريزي أن اسمه الصعب بن مراثد بن الحارث الرائش بن الهمال في سدد بن عاد بن منح بن عامر الملطاط بن سكسك بن وائل بنحمير بنسبأ بنيشجب بنيعرب بنقحطان بنهود.[43] وقيل: كان اسمه مرزبى بن مرذبة، وذكرالدارقطنيوابن ماكولا أن اسمه هرمس. ويقال: هرديس بن فيطون بن رومي بن لنطي بن كسلوجين بن يونان بن يافث بن نوح، وقيل: إنهأفريدون بن أسفيان، الذي قتلالملك الضحاك.[42] وقالأبو جعفر الطبري: «وكانالخضر في أيامأفريدون الملك بن الضحاك في قول عامة علماء أهل الكتاب الأول، وقيل:موسى بن عمران (عليهما السلام) وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان على أيامإبراهيم الخليل وإنالخضر بلغ مع ذي القرنين أيام مسيره في البلاد نهر الحياة فشرب من مائه وهو لا يعلم به ذو القرنين ولا من معه فخلد وهو حي عندهم إلى الآن، وقال آخرون إن ذا القرنين الذي كان على عهدإبراهيم الخليل هوأفريدون بن الضحاك وعلى مقدمته كانالخضر وهذا الرأي ضعيف».[44]
وقد ذكر أيضاًابن هشام هذا القول (غير جازمًا به)[45] أنه أحد ملوك حمير التبابعة في كتابهالتيجان،وأبو الريحان البيروني في كتابهالآثار الباقية عن القرون الخالية، وأجزم بهذا القولنشوان الحميري في كتبه «شمس العلوم» وكتاب «خلاصة السير الجامعة لعجائب أخبار الملوك التبابعة»، وقد جاء في بعض أشعار الحميريين تفاخرهم بجدهم ذي القرنين.
أنكر عدد من المؤرخين هذه الأقوال، وذكروا أن الأشعار التي تذكر ذا القرنين وأنه من حمير غير مسندة، وقد تكون كُتبت بعدالإسلام، وأن الأخبار عن ملوك حمير أشبه بالأقاصيص الموضوعة ولا دليل قوي عليها.[46][47]
يرىحمدي بن حمزة أبو زيد عضومجلس الشورى السعودي في كتابه فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج[48]، أن ذو القرنين ما هو إلاأخناتون ذلك الملك المصري الداعي للتوحيد.[49]
كان ذو القرنين موضوعاً مفضلاً للكتاب والأدباء. تسرد إحدى النسخ العربيةوالفارسية من كتابألف ليلة وليلة قصةلقاء الإكسندر أو ذي القرنين مع حكماء هنود، لم يكن لديهم ممتلكات سوى حفر القبور على أبواب منازلهم؛ وأوضح ملكهم أنهم فعلوا ذلك لأن اليقين الوحيد في الحياة هو الموت.[50] كما وصف الشاعرالصوفيجلال الدين الرومي رحلة ذو القرنين الشرقية في إحدى أعماله.[51]
كُتبت ملحمة باللغةالملايوية بعنوان «حكايات إسكندر ذو القرنين»، تصف مآثر خيالية للإسكندر ذو القرنين، حيث تعتقد الملحمة أنالإسكندر الأكبر وذا القرنين هما شخص واحد. وتزعم الملحمة أن ذا القرنين كان ملك عظيم حكم مباشرة ممالكمينانغكاباو فيسومطرةبإندونيسيا.[52][53] وأنه كان جد ملوك سومطرة مثل راجاراجندرا تشولا المذكور فيالسجلات التاريخية لملايو.[54][55][56]
ذكرالهمداني في كتابه صفة الجزيرة عن وجود قبر ذي القرنين في مدينةأبها فقال:«وهي أبها وبها قبر ذي القرنين فيما يقال عثر عليه على رأس ثلاثمئة من تاريخ الهجرة،»،[57] وله مسجد بالقرب من القبر على طراز قديم جدًا ينسب إليه.
The identification... has been a controversial matter from the earliest times. In general the commentators have been of the opinion that he was Alexander the Great but the characteristics of Zul-Qarnain described in the Qur'an are not applicable to him. However, now the commentators are inclined to believe that Zul-Qarnain was Cyrus... We are also of the opinion that probably Zul-Qarnain was Cyrus...