يوجد الذهب في مكامنه على شكله العنصري الحرُّ، أحياناً على شكلقطع أو حبيبات داخل الصخور، أو على شكلعروق في باطن الأرض، أو فيالطمي في قاع الأنهار. على العموم فالذهب فلزٌّ نادرٌ نسبياً؛[4][5] وهو يوجد أحياناً على هيئةمحلول جامد مع فلزّالفضة في سبيكةالإلكتروم؛ كما يشكّلسبائك طبيعية معالنحاسوالبالاديوم؛ بالإضافة إلى تشكيلهملغمةً معالزئبق.
الذهبفلزٌّ نفيس استخدم فيسكّ العملات وفي صناعةالحلي، بالإضافة إلىالأعمال الفنّية للعديد من الشعوب والحضارات والدول علىمرّ الزمان. يلعب الذهب دوراً مهمّاً في الأداء الاقتصادي العالمي، لذلك يكونلغطاءواحتياطي الذهب تأثيرٌ علىالسياسات النقدية في دول العالم. يوجد إجمالياً حوالي 186,700 طنٍّ من الذهب في العالم وفق بيانات سنة 2015؛[6] وتتصدّر الصينالإنتاج العالمي بحوالي 450 طنٍّ سنوياً.[7] يتوزّع الاستهلاك العالمي من الذهب المنتج حديثاً وفق ما يلي: حوالي 50% في صناعة الحليّ، و40% فيالاستثمارات وحوالي 10% في الصناعة.[8] نظراً للخواص المميّزة التي يتمتّع بها من حيث قابلية السحب والطرق والناقلية الكهربائية ومقاومة التآكل، فإنّ للذهب أهمّية صناعية تطبيقية،
عثر الإنسان القديم على الذهب في الطبيعة واقتناه لما له من خواصٍ مميّزة من لمعان وسهولة في المعالجة وعدم الاهتراء والتآكل، إضافة إلى ندرته وثقل وزنه وقدرته على تشكيل السبائك؛ كلّ تلك العوامل رفعت قيمة الذهب بمرور الوقت.
يعود استخدام الذهب لأغراض الزينة إلى العصور القديمة الضاربة في التاريخ؛ ففي ثمانينات القرن العشرين عثر في منطقةبلاد الشام على مشغولات ذهبية في مقبرة كهفية تعود إلىالعصر النحاسي.[9] عثر كذلك على حوالي 3000قطعة أثرية ذهبية على هيئةمرفقات جنائزية تعود إلى ذلك العصر (حوالي الألفية الرابعة قبل الميلاد) في مقبرة بالقرب منفارنا نيكروبولس في بلغاريا،[10] وهي بذلك أقدم موجودات ذهبية في القارة الأوروبية؛[11] كما عثر على حوالي 7000 قطعة أثرية ذهبية في المنطقة المحيطةبالبحر الأسود يعود تاريخها إلى فترةحضارة مايكوب في العصر النحاسي أيضاً.[12] أمّا المشغولات الذهبية القديمة الأخرى التي عثر عليها في أوروبا الوسطى مثلالقبّعات الذهبية أوقرص نيبرا السماوي، وكذلك الموجودات العائدة إلى فترةحضارة القدور الجرسية مثل الأقراط الذهبية في قبرنبّال أيمزبوري فتعود إلىالعصر البرونزي (حوالي الألفية الثانية قبل الميلاد).
رسمت أقدم خارطة معروفة لمناجم الذهب فيمصر القديمة في عهدالأسرة المصرية التاسعة عشرة (بين 1320 - 1200 قبل الميلاد)؛ في حين أنّ أقدم مرجع مكتوب يشير إلى مكامن الذهب فكان قد سجّل في عهدالأسرة المصرية الثانية عشرة (حوالي 1900 قبل الميلاد).[13] كان الذهب متوفّراً في مصر القديمة، إذ دوِّنَبالهيروغليفية المصرية في منحوتات تعود إلى سنة 2600 قبل الميلاد وصْفَ الملكتوشراتا، ملكميتاني، والذي ادّعى فيه أنّ «الذهب في مصر أكثر من الغبار».[14] انتشرت مناجم الذهب في مصر القديمة،[15] وخاصّة فيالنوبة،[16] ففي خريطة مرسومة فيبردية تورين يوجد رسم لمخطّطمنجم ذهب في النوبة مع وصف لطبيعة الأرض الجيولوجية المحلّية هناك. ورد ذكر الذهب أيضاً فيرسائل تل العمارنة، وخاصّة في الرسالتين 19 (الحبّ والذهب)؛[17] و26 (إلى الملكة الأمّ: بعض التماثيل الذهبية المفقودة).[18] والتي تعود إلى حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد.[19][20] أطلق على الذهب في مصر القديمة اسم «نبو»؛[21] وكانالاسم الذهبي (أو اسم حورس الذهبي) هو أحد الألقاب الخمسة التي كان يتقلّدها فرعون مصر ابتداءً من الأسرة الثالثة. عُثر على كمّيات كبيرة من الذهب أثناء التنقيب عن الآثار المصرية، وخاصّة مجموعة آثار الملك «توت عنخ آمون» وحليّ مقابر «تانيس» ومقبرة «سبتاح» وغيرها.[22]
عبر التاريخ كانتتيجان الملوك أكثر ما تصنع من الذهب، كما استخدم بشكل كبير في صنع الحليّ مثل القلائدوالأطواق وغيرها. وصفإسطرابونوديودور الصقلّي الأساليب البدائية التي استخدمت قديماً فيتعدين الذهب، ومن بينهاإشعال النيران. كما كان الناس فيالعالم القديم يستخدمون وسائل مختلفة للحصول على الذهب فيالمكائث، ومن بينها استخدام جدائل الصوف، وربّما لذلك انتشرت أسطورةبحارة الأرجووالصوف الذهبي. يعود استغلال الذهب كوحدة نقد إلى منطقة جنوب شرقالبحر الأسود، وذلك وفق الروايات بشكل مرتبط مع زمنميداس، وكان الذهب مهمّاً جدّاً في سكّ النقد لأوّل مرّة فيليديا حوالي سنة 610 قبل الميلاد.[23] وفي نفس الفترة التاريخية أطلقتدويلة تشو عملةينغ يوان Ying Yuan، وهينقود ذهبية مربّعة الشكل.
كان أحد الأهداف الأساسيةللخيميائيين في العصور الوسطى هو تحويل المعادن والفلزّات رخيصة الثمن مثلالرصاص إلى ذهب، وذلك من خلال التآثر مع مادّةحجر الفلاسفة الأسطورية. على الرغم من عدم نجاحهم في محاولاتهم، إلّا أنّ تراكم تلك الجهود أدّى إلى ازدياد المعارف بعلم المواد وإلى تطوير علمالكيمياء بشكله الحالي. ويعود الفضل إلى العالم جابر بن حيان في اكتشاف تركيبةالماء الملكي (أو التيزاب) والذي بمقدوره أن يحلّ الذهب، وعُرف المحلول الناتج باسم ماء الذهب.[24] كانتالنفطة المطوّقة (نقطة محاطة بدائرة ☉) رمز الذهب عند الخيميائيين؛ والتي استعملت لاحقاً كرمزللشمس. أثناء قيامه برحلة الحج إلى مكّة سنة 1324 أقدممنسا موسى ملك مالي على زيارةالقاهرة برفقةقافلة من الإبل محمّلة بآلاف الأرطال من الذهب.[15][ْ 1] أدّى منح الهدايا والعطايا إلى تخفيض سعر الذهب في مصر بشكل ملحوظ حتى بعد مضيّ فترةٍ من الزمن؛ وهذا ما وصفهشهاب الدين أحمد بن فضل الله العمري، والذي زار مصر بعد ذلك بسنوات.[25]
عادةً ما تنتشر الشائعات بخصوص العثور على الكنوز الذهبية بعد حدوث المعارك أو الكوارث، كما هو الحال في قصة الذهب المخبّأ الذي غرق معسفينة التيتانيك؛ أو قوافل تهريبذهب النازية أثناء وبعدالحرب العالمية الثانية.
اعتُقد أولاً أنّ الذهب تشكّل من خلالعملية التقاط النيوترون السريعة فيالتخليق النووي في المستعرات العظمى،[34] إلّا أنّه اقترح مؤخراً إمكانية حدوث عملية تشكّل الذهب والعناصر الأخرى الأثقل منالحديد نتيجة تصادمالنجوم النيوترونية.[35] في كلتا الحالتين، لم يكن بوسع أجهزة المطيافية الفضائية الكشف عن الذهب إلّا بطرق غير مباشرة؛[36] إلّا أنّه في صيف 2017 جرى التمكّن من التقاط إشارة العناصر الثقيلة، بما فيها الذهب، بواسطة مكاشيفالموجة الثقالية وغيرها من الوسائل الكهرومغناطيسية أثناء اندماج النجوم النيوترونية وصدور الموجة الثقاليةGW170817.[37]
يعتقد أنّ الكويكب الذي باصطدامه بالأرض سبّبفوهة فريديفورت قبل حوالي 2 مليار سنة هو المسؤول عن إغناء حوضويتووترسراند فيجنوب إفريقيا بمكائث الذهب،[38][39][40][41] على الرغم من أنّ آراءً أخرى تقول أنً الصخور الحاملة للذهب في ويتووترسراند موجودة في فترة تعود ما بين 700 إلى 950 مليون سنة قبل وقوع حادثة الاصطدام.[42][43] يعدّ موقع ويتووترسراند في جنوب أفريقيا من أكثر المناطق غنىً بتوضّعات الذهب على سطح الأرض، حيث أنّ حوالي خُمس كمّية الذهب المتداولة حالياً تعود أصولها إلى صخور ويتووترسراند؛[43] مع العلم أنّ اكتشاف الموقع في سنة 1886 أدّى إلى اندلاع موجة منحمّى الذهب آنذاك. هناك نظريات أخرى منفردة تعزو أصل تشكّل الذهب في طبقةوشاح الأرض، وتفترض أنّ التحوّلات الجيولوجية هي التي تدفعه إلى القشرة، وذلك بناءً على موجودات عثر عليها فينجدديسيادو في منطقةباتاغونيا في الأرجنتين.[44]
خامة ذهب على شكلمتشجّر عُثر عليها في منجم «عش النسر» في ولاية كاليفورنيا الأمريكية
يبلغ متوسّط نسبة الذهب فيالقشرة الأرضية حوالي 0.004جزء في المليون (ppm)،[45] أي حوالي 4 غرامات لكلّ ألف طنّ من الخامات الصخرية، وتتفاوت هذه القيمة من مكانٍ لآخر حسب المنطقة. يوجد هناك حوالي 2700 موقع جغرافي موثّق لخامات الذهب في العالم.[46]
مخطط بياني يظهر انخفاض متوسّط محتوى الذهب في الخامات المستخرجة.
يوجد الذهب على سطح الأرض فيخاماته في الصخور المتشكّلة بدايةً من عصرما قبل الكمبري؛[11] وذلك غالباً على هيئةفلزّ طبيعيعنصري أومحلول جامد مع عناصر أخرى مثلالفضّة. تحوي تلكالسبائك الطبيعية على نسبة من الفضّة تتراوح بين 8–10%؛ أمّا سبيكة الذهب الحاوية على نسبة من الفضّة أعلى من 20% فتسمّىإلكتروم. يوجد الذهب الأصلي على هيئة حبيبات صغيرة جدّاً قد تصل إلى أبعاد مجهرية تكون مطمورة في الصخور، عادةً برفقةالكوارتز أومعادن الكبريتيدات مثلالبيريت، الذي يعرف باسم «الذهب الزائف» أو «ذهب المغفّلين».[47] تسمّى توضّعات الذهب ضمن الصخور باسمالعروق، وهي شكل من أشكال الذهب في الطبيعية، إذ يمكن أيضاً العثور أحياناً على الذهب بشكله الحرّ على هيئة قشور أو كتل صغيرة أو حتىّقطع كبيرة من الذهب؛[11] وذلك كنتيجة لعملية تآكل وحتّ الصخور الحاوية على الذهب بحيث تصل في النهاية إلى توضّعات فيالطمي تسمّىالمكائث. في بعض الأحيان يوجد الذهب في الطبيعةبرفقة فلزّات أخرى في معادنها، فيوجد متّحداً معالتيلوريوم في معادنالتيلوريدات المختلفة مثلكالافريتوكرينيريتوناغياغيتوبيتزيتوسلفانيت؛ كما يمكن أن يوجد الذهب متّحداً مع فلزاتالبزموت (في معدن المالدونيت Au2Bi) أو معالإثمد (في معدن أوروستيبيت AuSb2) أو معالنحاس (في معدنأوريكوبريد Cu3Au)؛ بالإضافة إلى فلزّيالرصاصوالزئبق. إجمالاً يوجد هنالك 33 معدن معروف يحوي الذهب في تركيبه.[48]
تحوي مياهالمحيطات على كمّيات نزرة من حبيبات الذهب، يصل تركيزها في المحيطينالأطلسيوالهادي إلى حوالي 50–150فيمتومول/اللتر (حوالي 10-30 غ/كم3)؛ أمّا المياه في عرضالبحر المتوسط فتحوي حوالي 100-150 فيمتومول/اللتر من الذهب؛ بالتالي فإنّه نظرياً وبنسبة 10 أجزاء لكل كم3 فإنّ مياه المحيطات تحوي كمّية تعادل حوالي 15 ألف طنّ من الذهب.[49] هذه الأرقام هي أقلّ بثلاث مراتب من الأرقام الموجودة في المنشورات العلمية قبل سنة 1988، ممّا يعكس وجود مشكلة في قياس التراكيز الضئيلة آنذاك، أو بسبب تلوّث العيّنات في البيانات القديمة. قام بعض الأشخاص في الماضي بمحاولات لاسترداد الذهب منمياه المحيطات، إلّا أنّ تلك المحاولات باءت بالفشل إمّا بسبب النصب والاحتيال، وخاصّة في أوائل القرن العشرين؛[50] أو بسبب خطأ في تقدير للحسابات كما حصل معفريتز هابر الذي أجرى بحثاً لاستخراج الذهب من مياه البحر ضمن الجهود الرامية للتقليل من ديون ألمانيا بعدالحرب العالمية الأولى،[51] وذلك بناءً على بيانات زعمت آنذاك بوجود الذهب بتراكيز تتراوح بين 2 إلى 64جزء في البليون في ماء البحر، والتي كانت مجدية نظرياً للقيام بالتجربة؛ ولكن بعد تحليل حوالي 4000 عيّنة من ماء البحر والحصول على تراكيز من الذهب متوسطها 0.004 جزء في البليون، تبيّن له بشكل واضح أنّ العملية غير مجدية وأوقف المشروع.[52]
تقديرياً فإنّ حوالي 75% من الذهب المتداول حالياً قد استخرج منذ سنة 1910؛[53] ووفق بياناتمجلس الذهب العالمي فإنّ الكمّية الإجمالية للذهب المستخرجة في العالم تبلغ حوالي 190 ألف طن، ويمكن تمثيل تلك الكمّية بمكعّب طول ضلعه حوالي 21 متر تقريباً؛ أمّا الاحتياطي العالمي تحت سطح الأرض فيصل إلى 54 ألف طن.[21] إذا كان سعرالأوقية الترويسية حوالي 1.5 دولار أمريكي فإنّ تلك الكمّية الإجمالية المستخرجة تعادل قيمتها حوالي 9 تريليون دولار أمريكي.
كان مجموع إنتاج كلّ من الصين وأستراليا والولايات المتّحدة وروسيا وكندا يمثّل حوالي 44% من الذهب المستخرج سنة 2015؛[54] ووفق بيانات سنة 2017 تتصدّرالصينقائمة الدول حسب إنتاج الذهب في العالم (455 طن) تليهاأستراليا (270 طن)، ثم روسيا (250 طن).[7]
بلغ متوسّط تكلفة تعدين الذهب واستخراجه سنة 2007 حوالي 317 دولار أمريكي لكلأونصة ترويسية؛ ولكنّ القيمة الفعلية معتمدة على المكان وعلى نوع الخامة وعلى أسلوب التعدين.[55] يقدّر أنّ ربع كمّية الذهب المستخرجة في الوقت الحالي تتمّ بوسائل بدائية بسيطة أو على نطاق صغير؛[56] بالمقابل فإنّ الحصّة الأكبر تعود إلى شركات التعدين العالمية الكبيرة، مثل شركةباريك للذهب، والتي تعدّ أكبر شركة تعدين ذهب في العالم. ومن أشهر شركات تعدين الذهب العالمية أيضاً شركةأنغلوغولد أشانتي، والتي خطّطت سنة 2011 لحفر منجم ذهب إلى عمق يصل إلى 5000 متر تحت سطح الأرض؛[57] وكذلك شركةمناجم أغنيكو إيغلوفريبورت-ماكمورانوكينروس للذهبومؤسسة نيومونت للتعدينويامانا للذهب.
„Mojave Nugget“:قطعة ذهب تزن 4.9 كغ (156 أونصة) عثر عليها سنة 1977 في جنوب كاليفورنيا.
منذ ثمانينات القرن التاسع عشر كانتجنوب أفريقيا المزوّد الأساسي للذهب في العالم، ويمكن القول أنّ حوالي 40% من الذهب المتداول حالياً يعود أصله إلى ذلك البلد الأفريقي،[58] وفي سنة 1970 وصل الإنتاج هناك إلى ذروته بحوالي 1480 طن، بما يعادل 79% من موارد الذهب العالمية. في سنة 2007 احتلّتالصين المركز الأول في إنتاج الذهب (276 طن)، وبذلك ولأوّل مرة منذ سنة 1905 لا تكون جنوب أفريقيا بمركز الصدارة في إنتاج الذهب؛[2] ووفق بيانات 2014 تراجعت إلى المركز السابع بعدالصينوأسترالياوروسياوالولايات المتحدة الأمريكيةوكنداوالبيرو.[7] من الدول الكبيرة في إنتاج الذهب أيضاً كل منالمكسيكوأوزبكستانوإندونيسيا. توجد مكامن غنية أيضاً فيأمريكا الجنوبية، ولذلك يهدف مشروعباسكوا لاما المثير للجدل إلى استكشاف تلك المكامن الغنية بالذهب الموجودة في جبال صحراءأتاكاما على الحدود بينتشيليوالأرجنتين. تتركّز مكامن الذهب في جنوب أفريقيا في حوض ويتووترسراند المائي على الأطراف الشمالية والشمالية الغربية، وهو عبارة عن طبقة ذات سماكة 5-7 كم من صخور تعود إلىالدهر السحيق توجد تحت سطح الأرض بشكل عميق في منطقة متوزّعة على عدّة ولايات في جنوب أفريقيا مثلفري ستيتوخاوتينغ وغيرها من الولايات المحيطة بالمكان.[59] تظهر تلك الصخور على سطح الأرض في المناطق المحيطة بجوهانسبورغ وكذلك حواليفوهة فريديفورت.[42][59] من هذه الصخور المنكشفةينحدر الحوض إلى الأسفل بشكل كبير، ممّا يتطلّب أن تتمّ عملية التعدين في أعماق تصل إلى حوالي 4 كم، ممّا يجعل المناجم في تلك المنطقة، مثلمنجم تاوتونا، من أعمق مناطق التعدين في العالم.[24]
يظهر حوالي 25% من الذهب الذي عثر عليه في المكائث شكلاً يعود سبب ظهوره على السطح إلى عملياتالتوزيع الحرمائي، في حين أن نسبة 75% المتبقية يوجد فيها الذهب على شكلقطع ذهبية، والتي تشير إلى حدوث توزيعنهري.[60] أظهرت بيانات توزيعالنظائر أنّ النسبة العظمى لظهور الذهب على السطح هو نتيجة التوزيع النهري، إذ أنّ مدى تحريك التوزيع الحرمائي صغير المدى.[61] تصنّف مكائث الذهب الأوّلية إلى أنماط مختلفة حسب الطبيعة الجيولوجية للقشرة الأرضية لمكان توضّع الخامة. ينتمي منجم ويتووترسراند إلى نمط مكائث فترةالحقبة الأولية، كما يوجد نمطعروق الذهب، والتي توجد فيالصخر الرسوبيةوالنارية، وكذلك نمطكارلين وIOCG (أكسيد الحديد-النحاس-الذهب) وكذلك نمط مكائث ذهب-نحاسالسمّاقية؛ أمّا مكائث الذهب الثانوية فهي الموجودة فيالمجاري المائية والناتجة عن عمليةتجوية المكائث الأوّلية.
يمكن استخراج حوالي 30 غ من الذهب من خامة ذهب وزنها 860 كغ.
كلّما كانت توضّعات الذهب الموجودة في باطن الأرض كبيرة الحجم سهلت عملية استخراج الذهب؛ وعلى العموم يمكن القول أنّ التركيز النمطي لخامات الذهب في مناجمتعدين سطحي هو 1-5جزء في المليون (ppm)، في حين أنّ مناجمالتعدين الباطني تحوي خامات ذهب بتراكيز نمطية تتراوح حوالي 3 جزء في المليون (ppm). لكي يمكن رؤية الذهببالعين المجرّدة ينبغي أن يكون تركيز الذهب بالخامة 30 جزء في المليون (ppm) على الأقلّ. من النادر العثور على قطع كبيرة للذهب أو حتّى مسحوق ناعم يرى بالعين المجرّدة؛ إذ أنّ الغالبية العظمى من الذهب توجد على شكل جسيمات صغيرة مبعثرة في الصخور. أمّا أكبرقطعة ذهب عثر عليها فكانت سنة 1869 في أستراليا، وكان وزنها 2284 أونصة (حوالي 71 كغ).[62]
تستخدم أكثر من طريقة على أرض الواقع لاستخراج الذهب، وتعتمد على طبيعة الخامة الموجودة. يمكن أن يستخرج الذهب كخامة رئيسية في المنجم، أو أن يكون كناتج ثانوي في مناجم فلزّات أخرى.
الغربلة
أقدم الطرق للحصول على الذهب كانت قائمة على غربلة الطمي والرمل في مجاري الأنهار، حيث تفصل جسيمات الذهب الناعمة الدقيقة اعتماداً على ارتفاعكثافتها، إلّا أنّ مردود تلك الطريقة غاية في الضآلة، ويقتصر استخدامها على الهواة.
المعالجة بالسيانيد
يعود تاريخ هذه الطريقة إلى القرن التاسع عشر، وهي تستخدم عندما يكون تركيز الذهب مرتفعاً في الخامة. تخضع الخامة في البداية إلى عمليات معالجة ميكانيكية حيث تسحق ثم تعالج بالهواء الطلق بوجود كمّية كافية من الأكسجين مع محلولسيانيد الصوديوم ممّا يؤدّي إلى انحلال مسحوق الذهب الناعم وفق المعادلة الكيميائية:
تجرى بعد ذلك عملية ترشيح، وبالتالي يبقى المعدن النفيس على شكل منحلّ فيالرشاحة؛ والتي تعالج بدورها بإضافة مسحوق منالزنك، ممّا يؤدي إلى ترسّب الذهب وتجمّعه على شكل وحل بنّي اللون.
تجرى إعادة تدوير لمحلول السيانيد، في حين تؤخذ ترسّبات الذهب الموحلة وتشطف ليكون الذهب بذلك جاهزاً لعملياتالتنقية اللاحقة.
منشأة لاستخراج الذهب بأسلوب الملغمة تعود إلى القرن التاسع عشر، والتي أعيد ترميمها ومعروضة بالقرب من مدينةسالزبورغ النمساوية.
أسلوب الملغمة
في أسلوب الملغمة تخضغ الخامة لمعالجة ميكانيكية بالأول للحصول على مسحوق ناعم، ثم تعالج مع كمّية كافية منالزئبق للحصول علىملغمة الذهب، بالإضافة إلى فلزّات أخرى متوفّرة في الخامة. تكون ملغمة الذهب لزجة وذات لون فضّي وذات نقطة انصهار أخفض من الفلزّين المكوّنين لها.[63] كما تتميّز أنّها ذات كثافة مرتفعة، ممّا يسهّل من عملية فصلها، ثم تخضع لاحقاً إلى معالجة حرارية، وبذلك يتبخر الزئبق مخلّفاً وراءه الذهب النقي. تترافق العملية بمخاطر حدوثتسمم بالزئبق؛ لذلك فهي غير واسعة الانتشار على صعيد صناعي.
أسلوب البوراكس
تعتمد هذه العملية على استخدامالبوراكس (البورق) لاستخراج الذهب، وتتميّز عن سابقاتها أنّها صديقة للبيئة بسبب خلوّها من المواد السامّة.[64][65] تؤدّي إضافة البوراكس إلى تخفيضنقطة انصهارولزوجة المواد المرافقة للذهب في الخامة، والتي تكون على شكل أكاسيد أو سيليكات؛[66] وذلك عند المعالجة الحرارية للخامة، وذلك بأسلوب رخيص وآمن نسبياً؛[67][68] حيث يمكن استخدام أدوات بسيطة لذلك مثلالفحم الخشبيوالكير.
بعد عمليات الاستخراجينقّى الذهب إمّا بواسطةعملية فوهلفيل اعتماداً على عملياتالتحليل الكهربائي؛ أو عن طريقعملية ميلر اعتماداً علىكلورة المزيج المصهور. يعطي أسلوب تنقية الذهب بالتحليل الكهربائي ناتجاً ذا نقاوة أعلى، لكنّ طرق المعالجة معقّدة، لذلك يطبّق هذا الأسلوب على نطاق ضيّق.[69][70] من الطرق الأخرى المستخدمة فيتنقية الكمّيات الصغيرة من الذهب إجراء عمليةالبوتقة الحرارية أو استخدام وسائل كيميائية بإذابة الذهب فيالماء الملكي.[71]
يترافق إنتاج الذهب مع استخدام مواد كيميائيةملوّثة ذات تأثير سلبي خطير على البيئة؛[72][73] وخاصةسيانيد الصوديوم الذي يستخدم لإذابة الذهب في خاماته، وهي مادّة شديدة السمّية، ويمكن أن تقتل الكائنات الحيّة حتّى بتراكيز ضئيلة، بالتالي فعند حدوث كوارث في أماكن تعدين الذهب تكون هناك احتمالية كبيرة لحدوث كوارث بيئية تهدّد الغلاف والمحيط الحيوي،[74][75] وخاصّةغلاف الأرض المائي.[76] كمثال على ذلك كارثةتسرّب السيانيد في بايا ماري سنة 2000 في رومانيا.
من جهة أخرى تعالج كمّيات كبيرة من الخامات للحصول في النهاية على بضع أونصات من الذهب؛[77] ممّا يعني طرح كمّيات كبيرة من مخلّفات الردم، وهي مصدر للكثير منالفلزّات الثقيلة السامّة مثلالكادميوموالسيلينيوموالرصاصوالزنكوالزرنيخوالزئبق. عندما تتعرّضمعادن الكبريتيدات إلى الهواء والرطوبة يتشكّلحمض الكبريتيك الذي يذيب تلك المعادن ممّا يتيح لتلك الفلزّات الموجودة في المعادن العبور إلىالمياه السطحيةوالجوفية؛ في عمليّة تسمّىتصريف حمض المناجم. تقارب مخلّفات مناجم الذهب في خطورتها منالمخلّفات النووية. استخدم الزئبق في السابق لمعالجة الذهب من خاماته، إلّا أنّه ممنوع في عدد من الدول لاعتبارات بيئيةولسميّته الشديدة، ولا يستخدم إلّا على نطاق ضيّق في بعض الدول.[78] بالإضافة إلى خطورة المواد الكيميائية المترافقة مع استخراج الذهب، هناك استهلاك كبير للطاقة، إذ يلزم حوالي 25كيلوواط ساعي من الكهرباء لاستخراج غرام واحد من الذهب.[79]
يوجد آثار من الذهب في المخلّفات التي تطرحها المجتمعات البشرية، وذلك إمّا من مخلّفات صناعة الحليّ أو من كسوة الأسنان الذهبية، وذلك فيمحارق الجثث على سبيل المثال؛[80] أو بشكل أكبر منالمخلّفات الإلكترونية.
فيالحمأة الناتجة عن عمليات تكرير المياه في المدن الكبيرة توجد هناك آثار من الذهب بكمّيات ليست بالضئيلة جدّاً. فعلى سبيل المثال أظهرت عيّنات أخذت في ولاية أريزونا الأمريكية أنّ هناك نسبة 0.3 غرام من الذهب لكلّ طنّ من مخلّفاتمحطّات معالجة المياه؛[81] وفي سويسرا جرى التمكّن سنة 2017 من استرداد ما قيمته حوالي 2 مليونفرنك سويسري من الذهب.[82]
كان الحصول على الذهب من المعادن الرخيصة مثلالرصاص حلماً وغايةً راودت الكثيرين فيالخيميائيين في القرون الوسطى، إلّا أنّ مبدأ تحويل العناصر فيما بينها لم يكن ممكناً إلّا بعد فهم مبادئالفيزياء النووية أوائل القرن العشرين. ففي سنة 1924 تمكّن عالم الفيزياء اليابانيهانتارو ناغاوكا من اصطناع الذهب لأول مرة وذلك بعمليةتحوّل نووي اعتماداً على قذفالزئبقبالنيوترونات.[83] بعد ذلك نجح فريق أمريكي سنة 1941 من إعادة التجربة والحصول على نفس النتيجة الناجحة، مع إظهار أنّ جميعنظائر الذهب المتشكّلة ذاتنشاط إشعاعي.[84]
تجدر الإشارة إلى أنّ نظير الزئبق196Hg والموجودبوفرة طبيعية تبلغ 0.15% هو الذي يمكن تحويله إلى ذهب من عمليةالتقاط النيوتروناتالبطيئة، تليها عمليةالتقاط إلكترون إلى نظير الذهب197Au؛ أمّا نظائر الزئبق الأخرى فتتحوّل فيما بينها عند القذف بالنيوترونات البطيئة، أو تتحوّل إلى عنصرالثاليوم عن طريق عمليةاضمحلال بيتا. ترتفع نسبة تحوّل الزئبق إلى ذهب عند القذف بالنيوترونات السريعة، إذ أنّ النظير198Hg، والذي يشكّل حوالي 10% من الزئبق الطبيعي، يتحوّل حينها إلى النظير197Hg بعملية طرد نيوترون، ومن ثمّ يتفكّك إلى الذهب؛ إلّا أنّ هذاالتفاعل النووي صعب التحقيق، لأنّ المقطع العرضي للتصادمات المنشطّة صغير، ولا يحصل إلّا فيالمفاعلات النووية غيرالمهدَّأة.
للذهبنظير واحد مستقر وهو197Au، ولا توجد لهنظائر مشعّة طبيعية، بالتالي يصنّف الذهب على أنّهعنصر أحادي النظيروعنصر أحادي النويدة في نفس الوقت. جرى اصطناع 36نظيراً مشعّاً للذهب تتراوح كتلها الذرّية بين 169 و 205؛ أكثرها استقراراً هو النظير195Auبعمر نصف مقداره 186.1 يوم، أمّا أقلّها من حيث الاستقرار فهو النظير171Au والذي يتفكّك بعمليةإصدار بروتون ويبلغ عمر النصف في حالته 30 ميكروثانية فقط.
تضمحّل نظائر الذهب المشعّة ذات الكتل الذرّية الأقلّ من 197 عن طريق عدّة آليّات تتضمّنإصدار بروتونواضمحلال ألفاواضمحلال بيتا+β، ما عدا النظير195Au الذي يضمحّل بعمليةالتقاط إلكترون؛ والنظير196Au الذي يضمحّل بعملية التقاط إلكترون أيضاً ولكن بنسبة 93%، أمّا النسبة المتبقية (7%) فتكون عن طريق اضمحلال بيتا−β.[85] بالمقابل، فإنّ جميع نظائر الذهب ذات الكتل الذرّية الأعلى من 197 فتتضمحّل على النمط−β.[86]
جرى التعرّف على ما يقلّ عن 32مصاوغ نووي للذهب تتراوح كتلها الذرّية بين 170 و 200؛ كان أكثرها استقراراً198m2Au وله عمر نصف يبلغ 2.27 يوم، أمّا أقلّها استقراراً فهو177m2Au بعمر نصف 7 نانوثانية فقط. لوحظ أنّ للمصاوغ184m1Au ثلاثة طرق للاضمحلال، وهي اضمحلال+β والتصاوغ النووي البيني واضمحلال ألفا، وهو بذلك الوحيد من بين نظائر الذهب المشعّة ومصاوغاته النووية الذي يضمحّل بثلاثة طرق.[86]
بالتطريق يمكن تحويل قطعة ذهب (أسفل الصورة) قطرها 5 ميليمتر إلىورقة ذهبية مساحتها نصف متر مربّع تقريباً.
يتميّز الذهب بأنّه مطواع للعمليات الميكانيكية؛ فالذهب الخالص لهصلادة شبيهة بفلزالزنك، إذ تبلغ الصلادة وفقمقياس موس من 2.5 إلى 3 (ما يعادل قيمة 30–34 وفقاختبار فيكرز للصلادة).[87]كما يتميّز الذهب أيضاًبقابلية الطرق العالية، إذ يمكن تشكيلصفيحة مساحتها حوالي متر مربّع واحد من مجرّد غرام واحد من الذهب؛ حتّى أنّه يمكن تطريق صفيحة من الذهب إلى أن تصبح شبه شفّافة، وهذه الصفائح شبه الشفّافة من الذهب ذات قدرة مرتفعة على عكسالأشعّة تحت الحمراء، ممّا يجعلها مناسبة للاستخدام في صناعة واقيات الوجه في البدلات المقاومة للحرارة وكذلك الأمر في صناعة خوذبدلات الفضاء.[88] كما تستخدم تلك الصفائح في التجارب العلمية كما فعلإرنست رذرفورد باستخدامه صفيحة من الذهب فيتجربته ممّا أدّى إلى اكتشافهظاهرة التبعثر، الأمر الذي أسهم بالنهاية في فهم بنيةالذرّة.
تبلغ كثافة الذهب 19.3 غ/سم3، وهي قريبة جدّاً من كثافةالتنغستن (19.25 غ/سم3)؛ وذلك يفسّر استخدام التنغستن فيتزييفسبائك الذهب، وذلك بطلي سبائك التنغستن بالذهب مثلاً؛[90][91][92][93] أو بثقب سبائك الذهب وملئها بقضبانٍ من التنغستن.[94] الذهب من أكثر الفلزّات كثافة، وللمقارنة تبلغ كثافةالرصاص (11.34 غ/سم3) أمّا أكثر العناصر الكيميائية كثافة فهوالأوزميوم (22.59 غ/سم3).[95]
في حين أنّ معظم الفلزّات ذات لون رمادي أو فضي إلّا أنّ الذهب في الحالة الصلبة متميّز بلونه الأصفر المائل إلى الحمرة؛[96] وهو أيضاً لونخدشه. وهذا اللون مميّز لذلك يخصّص لون ضمن الطيف المرئي باسماللون الذهبي. يعود هذا اللون فيزيائياً إلى قيمة تردّدالتذبذب البلازمي فيإلكترونات التكافؤ عند الذهب، والتي تقع عند أغلب الفلزّات ضمن نطاقالأشعّة فوق البنفسجية فيالطيف الكهرومغناطيسي، لكنّ تلك القيمة تقع عند الذهب ضمنالطيف المرئي وذلك بسببالتأثير الكمومي الحاصل علىالمدارات الذرّية في ذرّات الذهب.[97][98] أمّا في الحالة المنصهرة فللذهب لون أصفر فاقع، ولا يستردّ لونه الذهبي الخاصّ به إلّا عندما يتصلّب. يعطي الذهب فيمعلقّاته الغروانية ألواناً مختلفة حسب كبر حجم الجسيمات، فعندما تكون صغيرةً يكون اللون أحمر، أمّا الجسيمات الكبيرة فتعطي لوناً أزرق.[99]
يستطيع الذهب تشكيلسبائك مع العديد من الفلزّات، ولكنّه غالباً ما يسبك مع الفضة والنحاس لأغراض صناعة الحليّ والمصاغ، كما يمكن استخدامالبلاتين أوالبالاديوم؛ وعلى العموم تؤثّر نسبة الفلزّات المسبوكة مع الذهب على خواصّه من حيث اللون والصفات الفيزيائية الأخرى مثل الصلادة والقساوة، فعلى سبيل المثال يؤدّي السبك معالرصاص أوالبزموت إلى جعل السبيكة صلبة صعبة التشكيل.
الألوان المختلفة التي يمكن أن تشكلّها السبائك من الذهب والفضّة والنحاس.
تستخدم وحدةالقيراط تاريخياً للتعبير عندرجة نقاوة سبيكة الذهب بمقياس من 24 وحدة، إذ يعادل الذهب الخالص النقيّ (99.99%) 24 قيراط؛ في حين أنّ الذهب عيار 21 يحوينسبة وزنية تعادل 87.5%.[100] مع انتشار استخدام النظام المتري أصبح من الشائع أيضاً التعبيربالنظام الألفي، أي أنّ سبيكة من الذهب عيار 750 بالألف (750‰) تعادل سبيكة 18 قيراط، وسبيكة 585 ‰ تعادل 14 قيراط، وهكذا دواليك. في صياغة الحليّ تستخدم عرفاً السبائك من عيار 18 قيراط (0.750) وما فوق؛ وانتشار العيار متعلّق بالمنطقة الجغرافية، ففي المنطقة العربية يشيع استخدام عيار 21 قيراط، في حين أنّه في الأمريكيّتين يشيع استخدام عيار 14 قيراط، أمّا ثقافات شرق وجنوب شرق آسيا فيشيع استخدام عيارات مرتفعة قريبة من الذهب الخالص في صياغة الحليّ. بالمقابل فإنّ العيارات المنخفضة للذهب (الأقل من 14 قيراط) في سبائكه تكون عرضة للتآكل ويفقد فيها الذهب خواصّه المميّزة. فعلى سبيل المثال في سبيكة ذهب 8 قيراط (333‰) يكون هناك ذرّتين من الذهب مقابل 9 ذرّات من الفلزّات المضافة للسبيكة، بالتالي لا تبدو عليها الخواص النفيسة؛ ولذلك فإنّ الكثير من البلدان لا تعتبر سبائك 8 قيراط سبيكة للذهب.يلجأ البعض إلى محاولة تزييف سبائك الذهب، وذلك باستخدامفلزّات وضيعةوطليها بطبقة من الذهب،[101] وغالباً ما تكون من سبيكةالصفر، والتي يضاف إليها الرصاص أحياناً لمحاكاة الخواص الميكانيكية لسبائك الذهب. يمكن الكشف عن التلاعب في صياغة سبائك الذهب باستخدام الكشف عن القيمة الدقيقة للكثافة، أو بأخذ عيّنة ومفاعلتها مع الأحماض (غالباًحمض النتريك)، أو باستخدام تقنيةفلورية الأشعّة السينية.
يمكن الحصول علىألوان مختلفة لسبائك الذهب مع العناصر الأخرى.الذهب الأبيض يحصل عليه من سبك الذهب مع أحد الفلزّات البيضاء مثلالنيكل أوالبالاديوم أوالبلاتين؛ أمّا اللون الوردي فيحصل عليه من السبك معالنحاس، وكلّما ارتفعت نسبة النحاس في السبيكة كلّما اقترب اللون من لونالبرونز، ويعرف حينها باسمالذهب الأحمر، وتلك السبائك تستخدم عادةً في صنعشارات التعريف. أمّا سبيكة الذهب مع الفضّة بغياب النحاس فيمكن أن تكون ذات لون أصفر شاحب قريب إلى الأخضر، وذلك عند نسبة مثلى من الذهب توافق 646 ‰، لذلك تسمى أيضاًالذهب الأخضر. يمكن الحصول على اللون الأزرق من السبك معالحديد؛ أمّا اللون الأرجواني فيحصل عليه من السبك معالألومنيوم؛ وعلى العموم يمكن الحصول على ألوان غير اعتيادية لسبائك الذهب من إضافة عناصر أخرى مثلالمنغنيز أوالإنديوم وغيرها.
العيار: هو كمية أو نسبة الذهب الموجودة في السبيكة أو المشغولات أو الحلي الذهبية. وعيارات الذهب المتعارف عليها هي كالتالي:
999 وهو الذهب عيار 24 قيراط.
916 وهو الذهب عيار 22 قيراط.
875 وهو الذهب عيار 21 قيراط.
750 وهو الذهب عيار 18 قيراط.
583 وهو الذهب عيار 14 قيراط.
500 وهو الذهب عيار 12 قيراط.
375 وهو الذهب عيار 09 قيراط.
حيث يتكون الذهب النقي من أربعة وعشرين جزءاً، أي أنه يتكون من (24) جزء من الذهب.
عيار (09): يعني أنه يتكون من (9) أجزاء من الذهب والباقي (15) جزء من الفضة أو النحاس.
عيار (12): يعني أنه يتكون من (12) جزء من الذهب والباقي (12) جزء من الفضة أو النحاس.
عيار (14): يعني أنه يتكون من (14) جزء من الذهب والباقي (10) أجزاء من الفضة أو النحاس.
عيار (18): يعني أنه يتكون من (18) جزء من الذهب والباقي (6) أجزاء من الفضة أو النحاس.
عيار (21): يعني أنه يتكون من (21) جزء من الذهب والباقي (3) أجزاء من الفضة أو النحاس.
عيار (22): يعني أنه يتكون من (22) جزء من الذهب والباقي (2) جزأين من الفضة أو النحاس.
عيار (24): يعني أنه يتكون من (24) جزء من الذهب الصافي بدون أية إضافات أخرى.
القيراط: هو وحدة القياس المستخدمة لوصف نقاء عنصر يعتمد على (24) جزء كامل. وتعتبر المجوهرات التي تتكون بالكامل من عنصر واحد بنسبة (%100) بأنها عيار (24) قيراط، فمثلا: عند شراء خاتم وزنه (10) جرام.
لو كان عياره (14) قيراط، هذا يعني أن المرء اشترى (5.83) جرام من الذهب الصافي و (4.17) جرام تكون نحاس أو فضة.
أما لو كان عياره (18) قيراط، فيكون الذهب الصافي هو (7.5) جرام و (2.5) جرام تكون نحاس أو فضة.
وإذا كان عياره (21) قيراط، يعني أن نسبة الذهب الصافي هي (8,75) جرام و (1,25) جرام من النحاس أو الفضة.
على الرغم من أنّ الذهب هو أنبلالفلزّات النبيلة،[102][103] وذلك من حيث الخمول الكيميائي ومقاومة التآكل، إلّا أنّه من الممكن الحصول على عددٍ من المركّبات الكيميائية المختلفة له.
لا تؤثّر أغلب الأحماض المعروفة على الذهب، ولذلك فهو ينتمي إلى المعادن النفيسة، فهو لا يتفاعل معحمض الهيدروفلوريك أوحمض الهيدروكلوريك أوحمض الهيدروبروميك أوحمض الهيدرويوديك أوحمض الكبريتيك أوحمض النتريك. بالمقابل ينحلّ الذهب فيالماء الملكي، وهو مزيجٌ من حمضي النتريك والهيدروكلوريك بنسبة 3:1 على الترتيب، حيث يلعب حمض النتريك دور المؤكسد ويشكّل أيونات الذهب الثلاثي، ولكن بكمّيات ضئيلة جدّاً بحيث لا تكاد تكشف في حالة الحمض النقي، أمّا بوجود حمض الهيدروكلوريك تتفاعل تلك الأيونات لتشكّل أيونات−AuCl4 أوحمض كلورو الذهبيك، ممّا يتيح استمرار التفاعل.
يستطيعحمض السيلينيك الساخن والمركّز أن يتفاعل مع الذهب أيضاً ليتشكّل محلول أصفر محمرّ منسيلينات الذهب.[104][105]
يمتزج الذهب بشكل سريع وسهل معالزئبق عند درجة حرارة الغرفة ليشكّلملغمة، كما يتفاعل الذهب عند درجات حرارة مرتفعة معالفلزّات القلوية ذات الأعداد الذرّية الكبيرة مثلالبوتاسيوموالروبيديوم أوالسيزيوم ليشكل ملحالذهبيد auride الموافق،[113] والذي تحمل فيه ذرّة الذهب الشحنة السالبة ليتشكّل الأنيون−Au مثلما هو الحال في مركبذهبيد السيزيوم، ويكون الذهب في هذه الحالة في حالة الأكسدة النادرة -1.[114] تعود ثباتية أنيون الذهبيد (الأوريد) إلىالكهرسلبية المرتفعة نسبياً (2.54) لفلزّ الذهب، وهي أعلى قيمة مقارنةً مع الفلزّات الأخرى. من حالات الأكسدة النادرة الأخرى للذهب +2 و +5. عادةً ما تكون مركّبات الذهب الثنائي ذاتمغناطيسية معاكسة وتكون الرابطة مباشرة بين ذرّتي الذهب على شكل Au–Au، كما هو الحال في معقّد Au(CH2)2P(C6H5)2]2Cl2]. يؤدّي تبخير محلول Au(OH)3 في حمض الكبريتيك المركّز إلى الحصول على بلّورات حمراء من كبريتات الذهب الثنائي Au2(SO4)2، والتي كان يظنّ في البداية أنّه مركّب للذهب بحالتي أكسدة مختلفتين، ولكنّ الدراسات بيّنت وجود الذهب في حالة الأكسدة +2 على هيئة كاتيون4+Au2، وذلك بشكل مماثل لأيونالزئبق المعروف2+Hg2.[115][1] يوجد الذهب في حالة الأكسدة الثنائية في كاتيونرباعي زينون الذهب وذلك في المعقّد AuXe4](Sb2F11)2].[116] يمثّل مركّبفلوريد الذهب الخماسي (أو خماسي فلوريد الذهب) بالإضافة إلى الأنيون المشتقّ منه-AuF6، الأمثلة الفريدة على الذهب في حالة الأكسدة +5، وهي أعلى حالة أكسدة موثّقة.[117]
تبدي بعض مركّبات الذهب ظاهرة تسمى «الترابط المحبّ للذهب»، حيث تميل فيها أيونات الذهب إلى التآثر مع بعضها البعض لتصبح قريبة من طول الرابطة Au–Au وبشكل أقصر منقوى فان دير فالس. تقدّر قوّة هذا التآثر أنّها قريبة من قوّةالروابط الهيدروجينية. هناك العديد من مركّبات الذهبالتجميعية محدّدة البنية،[113] ويكون للذهب في تلك الحالة عدد أكسدة كسري، ومن أمثلتها المركّب التجميعي معثلاثي فينيل الفوسفين2+Au(P(C6H5)3)}6}.
لا يعدّ الذهب الخالص سامّاً أو مهيّجاً عند ابتلاعه،[118] لذلك يستخدم أحياناً ضمن الإضافات الغذائية على هيئةرقائق للزينة على الأطباق،[119] أو في بعض المشروبات.
بالمقابل، فإنّ أملاح الذهب المنحلّة سامّة، وتؤذي بشكل خاصّ الكبد والكليتين. من جهة أخرى تعدّ أملاح سيانيدات الذهب المستخدمة في إنتاج الذهب وفي عمليات الطلي الكهربائي أكثر خطورة، إذ أنّ السمّية آتية من الطرفين، ومن أمثلتها مركّبثنائي سيانوذهبات البوتاسيوم K[Au(CN)]2.[120][121] يمكن التخفيف من آثار سمّية الذهب بأسلوبالعلاج بالاستخلاب مثل عقارديمركابرول.
يمكن أن يسبّب الذهب أو سبائكهحساسية لدى البعض، وخاصّة النساء.[122] إلّا أنّ هذا الموضوع لم يغطّى بعد بالأبحاث بشكلٍ كامل، ويمكن أن يكون سبب الحساسية العناصر الأخرى في السبيكة، كما هو الحال مع وجود عنصر الزنك في سبيكة تلبيس الأسنان الذهبية.[123]
استخدم الذهبمنذ القدم فيالتعاملات المالية؛[124] وذلك لشراء البضائع اعتماداً على مبدأنظام المقايضة أو لاكتناز الثروات كما هو الحال فيالدفائن مثلاً. كانتدور سكّ العملة هي المسؤولة عن إصدار قطع النقد والسبائك الذهبية ذات وزن وعيار محدد. تشير بعض المراجع أنّ أوّل قطعة نقدٍ ذهبية سكّت فيليديا فيآسيا الصغرى حوالي 600 سنة قبل الميلاد.[23] كانالمسلمون يتداولون نقوداً يسكّهاالروم البيزنطيون في صدر الدولة الإسلامية، أمّا أوّلدينار إسلامي ذهبي سُكّ في دولة الخلافة فكان بأمرٍ منعبد الملك بن مروان في عصرالدولة الاموية،[ْ 2] واستمرّ يُسك من قبل كلّ خليفة حتى انتهى مع سقوطالخلافة العثمانية. كان سكّ الفضّة على شكل نقودٍ مفضّلاً في أوروبّا في القرون الأولى للميلاد، ثم أعيد استخدام الذهب في سكّ النقود في فترة القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلاد.[125] اعتمد تداول النقد في الدول الصناعية في أوروبا في القرن التاسع عشر علىالغطاء الذهبي، وفي أوائل القرن العشرين وقبلالحرب العالمية الأولى انتقلت الأمم المتحاربة إلى غطاء «كسري أو جزئي» للذهب، ممّا أدّى إلى تضخّم العملات وذلك من أجل تمويل المجهودات الحربية. في فترة ما بين الحربين العالميتين قامت الدول المنتصرة بمحاولة استرداد قيمة الذهب، إلّا أنّها لم تفلح في ذلك، إذ سرعان ما تكرّر الأمر للتحضيرللحرب العالمية الثانية، وبعدها بدأ الاعتماد على نظام مالي للعملاتقابل للتحويل اعتماداً على سعر صرف وفقاًلنظام بريتون وودز. إلّا أنّه في سنة 1971 استغنت الحكومات العالمية عن نظامي الغطاء الذهبي وقابلية تحويل العملات إلى ذهب، إبّان رفض الولايات المتحدة ربطالدولار الأمريكي بالذهب،[126] وبذلك نشأ مبدأالنقد الإلزامي وترسّخ في الاقتصادات العالمية. كانتسويسرا آخر دولة عملتها مربوطة بالذهب؛ وقامت بدعم 40٪ من قيمةالفرنك السويسري، إلى أنّ انضمّت سويسرا إلىصندوق النقد الدولي في سنة 1999.[100] لا تزال بعضالبنوك المركزية مستمرّة في الاحتفاظ بجزء منالاحتياطاتالمسيّلة على شكل ذهب بإحدى أشكاله؛ ففي الولايات المتحدة يخزّناحتياطي الذهب بشكل رئيسي فيالبنك الاحتياطي الفدرالي فينيويورك،[127] وكذلك في مبنى خزانة سبائك الإيداع الأمريكية فيفورت نوكس.
يقاس وزن الذهب كما هو الحال مع باقي الفلزّات النفيسةبالأونصة (أونصة تروي) أوبالغرام، أمّادرجة نقاوة الذهب في السبائك فتقاسبالقيراط، بحيث أنّ الذهب الخالص له عيار 24 قيراط.[128] كانتالنقود الذهبية البريطانية المتداولة منذ سنة 1526 إلى ثلاثينيات القرن العشرين من عيار 22 قيراط، وكانت تسمّى «الذهب التاجي»،[129] أمّا في الولايات المتّحدة فكانت النقود الذهبية منذ سنة 1837 من عيار 21.6 قيراط لجعل النقود أكثر صلابة.[130]
يتفاوت سعر الذهب مثله مثل أيّ سلعة حسبالعرض والطلب، ويُحَدَّد سعره من خلال التجارة به فيالأسواق الاشتقاقية، كما يضبط التفاوت في سعر الذهب بعملية تسمّىتثبيت سعر الذهب، والتي طبّقت أوّل مرّة في لندن سنة 1919، وهي تزوّد الأسواق بسعر ثابت للذهب؛ ولكي تتوافق العملية مع الأسواق الأمريكية بسبب فرق التوقيت جرى طرح تثبيت مسائي منذ سنة 1968.[132] في سنة 2005 قدّرمجلس الذهب العالمي العرض العالمي للذهب بحوالي 3,859 طن، أمّا الطلب العالمي له فكان 3,754 مع وجود فائض بحوالي 105 أطنان.[133] أعطي الذهب الرمز XAU وفق معيارأيزو 4217 العالمي.[134]
بدايةً من سبعينات القرن العشرين ظهرت نزعة الازدياد في سعر الذهب،[135] حيث بلغ أعلى قيمة له فيالقرن العشرين سنة 1980، إذ كانت سعر أونصة تروي 850 دولار أمريكي (27.33 $/غ)؛ لكنه انخفض مع الاقتراب من نهاية القرن حتى وصل سعر أونصة تروي إلى 252.90 دولار أمريكي (8.13 $/غ) في يونيو 1999.[136] بعد ذلك ازداد سعر الذهب بشكل متسارع من سنة 2001 إلى أن بلغ أعلى قيمة قياسية له سنة 2008، إذ تعدّى حاجز ال850 في شهر يناير من تلك السنة وبلغ سعره 865.35 دولار أمريكي للأونصة الواحدة،[137] ثمّ وصل إلى القيمة القياسية الجديدة له في شهر مارس 2008 وهي 1023.50 دولار أمريكي للأونصة الواحدة (32.91 $/غ).[137] في أواخر سنة 2009 شهدت أسواق الذهب ارتفاعاً جديداً إلى أن وصل سعر الذهب قيمة قياسية جديدة في ديسمبر 2009 وهي 1,217.23 دولار أمريكي للأونصة؛[138] ثمّ ما لبث أن ارتفع السعر مجدّداً في مايو 2010 كنتيجة لتبعاتأزمة الديون الأوروبية التي جعلت المستثمرين يلجأون للذهب كملاذ آمن.[139] واصل سعر الذهب بعد ذلك في الارتفاع خاصّة في سنة 2011 بعد أحداثالربيع العربي في منطقةالشرق الأوسطوشمال أفريقيا، حيث بلغ سعراً قياسياً جديداً وهو 1432.57 دولار أمريكي للأونصة في شهر مارس؛[140] ثمّ قفز سعره بشكل كبير في تلك السنة إلى أن وصل إلى 1,913.50 دولار أمريكي للأونصة في شهر أغسطس 2011، وهي أعلى قيمة قياسية يصل إليها الذهب،[141] انخفض سعر الذهب بعد ذلك في السنوات اللاحقة (2012 - 2018) ليعود إلى قيمة تتأرجح بين 1200 - 1300 دولار أمريكي للأونصة.[126]
ينقسم استهلاك الذهب المنتج في العالم بين المصاغ الذهبية بنسبة 50%، والاستثمارات المالية بنسبة 40%؛ في حين أنّ 10% المتبقيّة يدخل فيها الذهب في مجال الصناعة.[8][142] كانت الهند لفترة قبل 2003 أكبر بلد في العالم من حيث استهلاك الذهب، إلى أن تجاوزتها الصين بزيادة بلغت 32% في تلك السنة؛ مع العلم أنّ منافذ الاستهلاك في الهند هي بشكل رئيسي للمصاغ الذهبي، في حين أنّ منافذ الاستهلاك في الصين هي للاستثمارات والصناعة.[143]
كانت الهند في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (2009 و2010) تتصدّر قائمة الدول من حيث استهلاك الذهب على شكل مصاغ ذهبي، تليها الصين ثم الولايات المتّحدة ثم تركيا ثم السعودية.[144]
بشكلٍ تقريبي فإنّ جلّ الاستخدامات الرئيسية للذهب هي في صناعة الحليّ والاستثمارات المالية، ومجموعهما حوالي 90% من استهلاك الذهب؛ في حين أنّ 10% المتبقية يدخل فيها الذهب في المجالات المختلفة مثل الصناعات الإلكترونية والتطبيقات الطبية.[8]
بسبب طراوة الذهب الخالص (24 قيراط) فإنّه غالباً مايسبك مع فلزّات أخرى للاستخدام في صناعة الحليّ، ممّا يغيّر من الخواص بشكلٍ عام مثل ميّزات القساوة والقدرة على السحب ونقطة الانصهار واللون وغيرها. غالباً ما يسبك الذهب معالنحاس أوالفضّة أوالبالاديوم وذلك بنسبٍ مختلفة مندرجة النقاوة، نمطياً إمّا 22 أو 18 أو 14 أو 10 قيراط. لا يستخدمالنيكل إلّا نادراً في صنع السبائك بسبب السمّية، ويستخدم البالاديوم بدلاً من ذلك في صنع سبائك الذهب الأبيض، إلّا أنّه أغلى سعراً.[145] تتميّز سبائك الذهب الأبيض مرتفعة العيار بأنّها مقاومة للتآكل بشكلٍ أكبر من الفضّة الخالصة أوالفضّة الإسترلينية.
يعملصائغو الذهب على تشكيل الذهب وسبائكه معالأحجار الكريمة على هيئة مصاغٍ ذهبي من الخواتم والأساور والأطواق والأقراط وغيرها، بالإضافة إلى استخدامه في صناعة الأوسمة، كما هو الحال مثلاً فيوسام كوتوزوف. يمكن أن يصاغ الذهب أيضاً على شكل خيوط، والتي تستخدم عادةً فيالتطريز بالذهب؛ أو على شكلصفائح لتزيينإطارات الصور أوتذهيب الكتب أو المفروشات وغير ذلك من النواحي التزيينية والتجميلية. كانت عمليةالتذهيب تتمّ في السابق بتحضير ملغمة الذهب، إلّا أنّ تلك العملية تتم ّفي الوقت الراهن وفق عمليّاتالطلي الكهربائي، وتسمّى بشكل خاصالطلي بالذهب.
يستخدم عادةً أسلوباللحام بالمونة (أو التنحيس) من أجل صياغة الذهب ووصل القطع عند درجات حرارة مرتفعة؛ ولكنْ إن تطلّب الأمر صنع مشغولات ذهبية ذاتدمغة للعيار فينبغي مراعاةالكمّية المستخدمة في السبيكة، وكذلك نوعية المادّة المستخدمة من أجل مطابقة اللون. يصنّف لحام الذهب إلى ثلاثة مجالات من نقطة الانصهار، والتي يشار إليها سهل ومتوسّط وصعب؛ وعادةً ما يجرى المجال الصعب مرتفع نقطة الانصهار أولاًَ ثم يتبع باللحام عند النقاط الأخفض من نقطة الانصهار، ممّا يتيح لصائغي الذهب تجميع المكوّنات المعقّدة بواسطة وصلات لحام متعدّدة ومنفصلة.
تعودالموصلية الكهربائية الجيّدة جدّاً للذهب إلى ارتفاع نسبة وجود الإلكترونات في الحيّز الحجمي، وهي تبلغ 5.91×1022 سم−3؛[148] ولا يفوقه في ارتفاع الموصلية الكهربائية من الفلزّات سوى الفضّة والنحاس، إلّا أنّه يتميّز عنهما بمقاومة التآكل، لكنّ ارتفاع ثمنه يحول دون استخدامه فيأسلاك التمديد الكهربائي العادية، ولا يستخدم لذلك الغرض إلا في حالة التطبيقات الخاصّة.
يقدّر أنّ التقنيات الإلكترونية في اليابان تحوي حوالي 16% من الذهب و 22% من الفضة نسبةً للكمّية العالمية في الصناعات الإلكترونية.[149] وفي مثال آخر، يحوي كلّ جهازهاتف محمول حوالي 50 ميليغرام من الذهب، والتي قيمتها حوالي 50سنت؛ ولكن باعتبار أن حوالي مليار جهاز محمول ينتج سنوياً في أرجاء العالم، فإنّ هذه الصناعة وحدها تستهلك ما قيمته 500 مليون دولار أمريكي من الذهب.[150]
إن استخدام الذهب ومركّباته لأغراض طبّية كان معروفاً منذ الزمن القديم،[151][152] حيث وصفديسقوريدوس استخدامه الطبّي في كتبه.[153][154] أمّا في القرون الوسطى فكان ينظر للذهب أنه مفيد للصحّة، حتّى أنّالتعاليم الباطنية الحديثة أعطت الذهب قوّة شفائية. في القرن التاسع عشر كان الذهب يستخدم لمحاولة معالجة الاضطرابات العصبية، مثلالاكتئابوالصرعوالشقيقة، بالإضافة إلى مشاكل الغدد مثلانقطاع الحيضوالضعف الجنسي؛ كما جرت المحاولات لاستخدامه في معالجةالكحولية.[155] كان التناقض بين كون الذهب من الفلزّات النبيلة النفيسة وبين السمّيّة الفعلية له غير معروف لفترة طويلة من الزمن، ممّا أدّى إلى حدوث فجوة في فهم الأثر الحقيقي للذهب فيزيولوجياً.[156]
تستخدم سبائك الذهب في طبّ الأسنانللترميم وبناءالجسوروالتيجان، إلّا أنّ شيوع فكرة الأسنان الذهبية آخذة في التضاؤل. من المعروف حالياً أنّ أملاح الذهب وكذلك نظائره المشعّة هي التي لديها أهمية علاجية، إذ أنّ الذهب الفلزّي بشكله الحرّ خامل ولا يتفاعل داخل الجسم. لبعض أملاح الذهب خواصمضادة للالتهاب، إذ استخدم في السابقأوروثيو الغلوكوز لمعالجة الالتهابات المفصلية، وحتى الوقت الحالي هناك مستحضران دوائيان يستخدمان لمعالجةالتهاب المفاصل الروماتويدي وحالات مشابهة في الولايات المتّحدة وهماأوروثيومالات الصوديوموأورانوفين.[157] إلّا أنّ التأثيرات الجانبية لأملاح الذهب المنحلّة، إضافةً إلى سعرها المرتفع أدّى إلى الحصول على بدائل لمعالجة تلك الأنواع من الأمراض.
يضاف الذهب أو سبائكه معالبالاديوم على هيئة كسوة ناقلة (موصلة للتيار) إلى العيّنات الحيوية وإلى المواد الأخرى غير الناقلة مثل اللدائن أو الزجاج عند إظهارها فيالمجهر الإلكتروني الماسح. تضاف الطبقة الكاسية بواسطةالرشّ المهبطيببلازماالآرغون؛ ولتلك الطبقة وظيفة أساسية، وهي التخفيف والتقليل من شدّة الإلكترونات فيالحزمة الإلكترونية، وذلك بسبب الناقلية المرتفعة للذهب، ممّا يؤدّي إلى رفعالاستبانة الزاوية من أجل إظهار أفضل للصورة في المجهر الإلكتروني؛ بالإضافة إلى ذلك فإنّ الذهب يعدّ مصدراًللإلكترونات الثانوية.[158]
لمستحضراتالذهب الغرواني تطبيقات في مجال الأبحاث الطبّية. يستحصل على الذهب الغرواني على شكل معلّق أحمر اللون منالجسيمات النانوية في الماء من عملية اختزال مضبوطة لكلوريد الذهب بأيوناتالسترات أوالأسكوربات. تستغلّ مقدرة جسيمات الذهب على امتصاص جزيئات البروتين على سطحها في تقنيةالتوسيم المناعي بالذهب، حيث يمكن استخدام جسيمات الذهب الغرواني المكسوّةبالأجسام المضادّة في تحديد أماكن وجودالمستضدّات على سطح الخلايا؛[159] إذ عند أخذ رقاقة رفيعة جدّاً من النسيج الحيوي تظهر المناطق الموسومة بالذهببالمجهر الإلكتروني على هيئة بقعٍ داكنة اللون في أماكن المستضدّات.[160] تستخدم جسيمات الذهب النانوية أيضاً كمادّة خاملة حاملة للجسيمات الحيوية،[161] وذلك في جهازالمدفع الجيني مثلاً.
يضاف الذهب على شكلرقائق أو قشور أو مسحوق إلى وعلى بعض الأطباقالفاخرة لأغراض الزينة، وبشكل خاصّ في الحلويّات والمشروبات.[166] تعود عادة تزيين الأطباق والأطعمة بالذهب في أوروبا إلى القرون الوسطى،[167] وذلك كمظهر من مظاهر الغنى والترف. كمثال على ذلك، فهناكمشروب كحولي عشبي قويّ حاوٍ على رقائق ذهبية بداخله، ويسمى «غولدفاسر»، أي ماء الذهب، والذي غالباً ما ينسب إلى مدينةغدانسك. لا يوجد للذهب مذاق حسّي، وبما أنّ الذهب خامل كيميائياً ضمن جسم الإنسان، فلا توجد له أي قيمة غذائية، وهو يطرح من الجسم دون أن تطرأ عليه أيّة تغيّرات.[168]
يعطي الذهب لوناً داكن الحمرة إلى الزجاج، ويعرف ذلك النوع الخاص من الزجاج باسمزجاج ياقوت الذهب.[169] كما يستخدم الذهب في التصوير الفوتوغرافي لإزاحة لون طبعاتبروميد الفضة من الأبيض والأسود إلى درجات البنّي.
بسبب عكسه الجيّدللإشعاع الكهرومغناطيسي مثلالأشعّة تحت الحمراء (يعكس الذهب 98% من الأشعّة تحت الحمراء ذاتطول موجة > 700 نانومتر)[170] فإنّ الذهب يستخدم في صناعة الطبقات العاكسة في التجهيزات الفضائية مثلالمقاريب (التلسكوبات)والسواتل (الأقمار الاصطناعية)، بالإضافة إلى استخدامه في صنع واقيات الوجه في بذلات الفضاء. كما يدخل الذهب في تركيب واجهات بعض أنواع الطائرات وذلك إمّا كطبقة عاكسة كما هو الحال في طائرةنورثروب غرومان EA-6B براولر؛ أو من أجلإزالة الجليد، إذ أنّ الطبقات الرقيقة من الذهب شبه شفّافة وناقلة للكهرباء، بالتالي عند تمرير تيّار عبرها تسخن بحيث تمنع تشكّل الجليد عليها.[171]
ورد ذكر الذهب فيالعهد القديم في أكثر من موضع، من بينها قصّةعجل الذهبومينوراه (الشمعدان الذهبي)والتابوت الذهبي؛ أمّا فيالعهد الجديد فورد ذكره ضمن هداياالمجوس فيإنجيل متّى، وفي سفررؤيا يوحنّا ورد في وصف مدينة «أورشليم الجديدة» كيف أنّ «شوارعها مصنوعة من الذهب الخالص». وفي القرآن، ورد ذكر الذهب ثمان مرّات، للإشارة إلى اكتناز الثروة في الحياة الدنيا أو في وصف مقتنيات أهلالجنّة في الحياة الآخرة.[ْ 3]استخدم الذهب على مرّ التاريخ في الزخرفة المعمارية لأماكن العبادة. فنجدقبّة الصخرة مكسوّةً بألواح رقيقة من الذهب وخيوط ذهبية لتزيينكسوة الكعبة المشرّفة، وكذلك في معبدهارمندير صاحب السيخي المعروف باسم المعبد الذهبي، وأيضاً في معبدوات برا كايو ذي الأهمّية عند البوذيين في تايلند، حيث تكثر التماثيل الذهبية، واستخدام الذهب في كسوة البناء. وعادةً ما ترسمهالاتالأيقونات في كنائسالمسيحية الشرقيةباللون الذهبي.
في عقيدة المسلمين، يحرّم على الرجال ارتداء الذهب ويباح للنساء؛ كما أنّنصاب زكاة الذهب يقدّر بحوالي عشرين مثقالاً، وهو ما يعادل 85غراماً.[ْ 4]
عادةً ما تكرّم الإنجازات بالذهب، وذاك إن كان على شكلميدالية أوكأس أو مصوغات أخرى. ينال الفائزون بالمركز الأول في بطولاتالألعاب الأولمبية المختلفة مثلاً على الميداليات الذهبية، ثم تليها بالترتيب الميداليات الفضية ثمّ البرونزية. لا يقتصر منح الجوائز الذهبية للفائزين في مجال الرياضة فحسب، بل يتعدّى الأمر إلى مختلف جوانب الحياة مثلجائزة نوبل في مجال العلوم، أوجائزة الأوسكاروجائزة الغولدن غلوبوجائزة إيميوالسعفة الذهبية وغيرها في مجال الفنّ على سبيل المثال.
عمدأرسطو أثناء صياغتهلفلسفته الأخلاقية على استخدام ترميز الذهب لوصف أفضل السبل فيما يعرف باسمالمتوسّط الذهبي للفضائل، وهو اعتماد النهج الوسطي بلا إفراط أو تفريط. كما يترافق استخدام ترميز الذهب لوصف الكمال وغاية الإتقان، ومن ذلك أتى استخدام وصفالقاعدة الذهبية أوالنسبة الذهبية؛ كما يستخدم وصف الذهبي للتعبير عن النجاح والتفوق والازدهار، فيقال السنوات الذهبية أوالعصر الذهبي. يستخدم أيضاً تعبيراليوبيل الذهبي عند مرور خمسين سنة على احتفالية معيّنة، مثلذكرى الزفاف.
يرتبط الذهب بشكل عام بمظاهر الزواج والحياة الزوجية، ففي مرحلة الخطوبة وقبول المرأة بالزواج فعادةً ما تقدّم أطقم الذهب ضمنالمهر في المجتمعات العربية،[ْ 5] ويطلق على الحليّ الذهبية أسماء مختلفة حسب البلد والثقافة وحسب مكان استخدامها على جسد المرأة.[ْ 6] وفي الكثير من الثقافات عادةً ما يكونخاتم الزواج مصنوعاً من الذهب؛[172] ولذلك دلالة على علاقة الزواج المنعقدة، إذ أنّه يدوم طويلاً دون أن يطرأ عليه تغيّر مع مرور الوقت.
ورد في التراث العربي عن أصل تسمية الذهب ذهباً لأنه يذهب ولا يبقى، وهو قول ينسب إلىنفطويه.[15] من أسماء الذهب في اللغة العربية: العَسْجَد والخالِص والزُّخْرُف؛[ْ 7] وكذلك التِّبْر والإبْريز والعِيقان؛ وقد جمع أحدهم بعضها في أبيات من الشعر.[22]
أمّا فياللغات الرومنسية فتعود أصول ألفاظ الذهب في اللغات الموافقة إلى الكلمة اللاتينيةaurum، والتي منها اشتقالرمز الكيميائي للذهبAu.[175] تجدر الإشارة إلى أن كلمةaurum ذاتأصل وجذر مشترك مع كلمةAurora (شفق قطبي)، وهوh₂éu̯sōs بمعنى الفجر؛[176] ولذلك فإنّ بعض المنشورات العلمية تذكر أنّ معنى كلمةaurum هو «الفجر الساطع».[177]
يكثر ورود الذهب في الأساطير الغربيةوالحكايا الرمزية، وغالباً كدافع للجشع، مثلما هو الحال في قصّةرامبيل ستيلتسكين، الذي كان يحوّل القشّ إلى ذهب مقابل الحصول على طفل ابنة الفلاح، أو في قصّةجاك وشجرة الفاصولياء حيث محاولة سرقة الدجاجة التي تضع بيضاً من ذهب. من منظور آخر سخر الكاتبتوماس مور في قصّتهيوتوبيا من استخدام الذهب كرمز للثروة والمكانة الاجتماعية، إذ صوّر في كتابه مدينة خيالية يكون فيها الذهب فائضاً لدرجة أصبح فيها غير ذي قيمة، فكانت تصنع منه قيود العبيد ومستلزمات المائدة حتى المراحيض؛ وعندما أتى سفراء الدول الأخرى متحلّين بالأوسمة والزينة الذهبية إلى الجزيرة لم يدرك السكّان أنهم من الطبقة الرفيعة بل ظنّوهم من طبقة الخدم.
^صلاح عبد الستار محمد الشهاوي."الذهب في التراث العربي والإسلامي". مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند، محرم – صفر 1437 هـ = أكتوبر – ديسمبر 2015م، العدد : 1- 2، السنة : 40. مؤرشف منالأصل في 14 يوليو 2018. اطلع عليه بتاريخ 2018.{{استشهاد ويب}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة)
^Mark Duckenfield (2016).The Monetary History of Gold: A Documentary History, 1660-1999. Routledge. ص. 4. مؤرشف منالأصل في 2020-01-26.Its scarcity makes it a useful store of value; however, its relative rarity reduced its utility as a currency, especially for transactions in small denominations.
^Gopher، A.؛ Tsuk، T.؛ Shalev، S.؛ Gophna، R. (أغسطس–أكتوبر 1990). "Earliest Gold Artifacts in the Levant".Current Anthropology. ج. 31 ع. 4: 436–443.DOI:10.1086/203868.ISSN:0011-3204.JSTOR:2743275.{{استشهاد بدورية محكمة}}:تجاهل المحلل الوسيط|last-author-amp= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|name-list-style= (مساعدة)
^Tom Higham (2007). "New perspectives on the Varna cemetery (Bulgaria) – AMS dates and social implications".Antiquity Journal. ج. 81 ع. 313: 640–654.
^ابجLa Niece، Susan (senior metallurgist in the British Museum Department of Conservation and Scientific Research) (15 ديسمبر 2009).Gold. Harvard University Press. ص. 10.ISBN:0-674-03590-9. مؤرشف منالأصل في 2020-03-01. اطلع عليه بتاريخ2012-04-10.{{استشهاد بكتاب}}:|archive-date= /|archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^Svend Hansen:Gold und Silber in der Maikop-Kultur. In:Metalle der Macht – Frühes Gold und Silber. Abstracts des 6. Mitteldeutschen Archäologentages, 17. bis 19. Oktober 2013.(PDF)(بالألمانية).نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2016 على موقعواي باك مشين.
^Walter L. Pohl, Economic Geology Principles and Practice 2011, p208
^Seeger، Philip A.؛ Fowler، William A.؛ Clayton، Donald D. (1965). "Nucleosynthesis of Heavy Elements by Neutron Capture".The Astrophysical Journal Supplement Series. ج. 11: 121.Bibcode:1965ApJS...11..121S.DOI:10.1086/190111.
^"Mangalisa Project". Superior Mining International Corporation. مؤرشف منالأصل في 2018-10-12. اطلع عليه بتاريخ2014-12-29.
^Therriault، A. M.؛ Grieve، R. A. F.؛ Reimold، W. U. (1997). "Original size of the Vredefort Structure: Implications for the geological evolution of the Witwatersrand Basin".Meteoritics. ج. 32: 71–77.Bibcode:1997M&PS...32...71T.DOI:10.1111/j.1945-5100.1997.tb01242.x.{{استشهاد بدورية محكمة}}:تجاهل المحلل الوسيط|last-author-amp= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|name-list-style= (مساعدة)
^ابMcCarthy, T., Rubridge, B. (2005). ‘’The Story of Earth and Life.’’ p. 89–90, 102–107, 134–136. Struik Publishers, Cape Town
^ابNorman, N., Whitfield, G. (2006) ‘’Geological Journeys’’. p. 38–49, 60–61. Struik Publishers, Cape Town.
^UGR University of Grenada viaScience Daily, November 21, 2017. Retrieved March 27, 2018.نسخة محفوظة 14 يوليو 2018 على موقعواي باك مشين.
^David R. Lide (Hrsg.): CRC Handbook of Chemistry and Physics. 90. Edition. CRC Press/Taylor and Francis, Boca Raton, FL, Geophysics, Astronomy, and Acoustics; Abundance of Elements in the Earth’s Crust and in the Sea, pg. 14-18
^Plazak, DanA Hole in the Ground with a Liar at the Top (Salt Lake: Univ. of Utah Press, 2006) (ردمك0-87480-840-5) (contains a chapter on gold-from seawater swindles)
^Haber، F. (1927). "Das Gold im Meerwasser".Zeitschrift für Angewandte Chemie. ج. 40 ع. 11: 303–314.DOI:10.1002/ange.19270401103.
^McHugh، J. B. (1988). "Concentration of gold in natural waters".Journal of Geochemical Exploration. ج. 30 ع. 1–3: 85–94.DOI:10.1016/0375-6742(88)90051-9.
^H. E. Frimmel:Earth’s continental crustal gold endowment: Earth Planet. In:Sci. Letters. 267, 2008, S. 45–55.
^ابTruswell, J.F. (1977). ‘’The Geological Evolution of South Africa’’. pp. 21–28. Purnell, Cape Town.
^W. E. L. Minter, M. Goedhart, J. Knight, H. E. Frimmel:Morphology of Witwatersrand gold grains from the Basal Reef; evidence for their detrital origin. In:Economic Geology. April 1993, Band 88, Nr. 2, S. 237–248doi:10.2113/gsecongeo.88.2.237.
^Hartwig E. Frimmel, W. E. Lawrie Minter, John Chesley, Jason Kirk, Joaquin Ruiz:Short-range gold mobilisation in palaeoplacer deposits. In:Mineral Deposit Research: Meeting the Global Challenge. 2005, S. 953–956,دُوِي:10.1007/3-540-27946-6_243.
^Shannon Venable:Gold: A Cultural Encyclopedia. ABC-CLIO, 2011,ISBN 978-0-313-38431-8, S. 118.
^H. Okamoto, T. B. Massalski:The Au-Hg (Gold Mercury) System. In:Bulletin of Alloy Phase Diagrams. 1989,doi:10.1007/BF02882176.
^Peter W. U. Appel, Leoncio Na-Oy (2012). "The Borax Method of Gold Extraction for Small-Scale Miners".Journal of Health and Pollution. ج. 2 ع. 3.DOI:2156-9614-2.3.5.{{استشهاد بدورية محكمة}}:تأكد من صحة قيمة|doi= (مساعدة)
^ابJohn O. Marsden, C. Iain House:The Chemistry of Gold Extraction. 2. Auflage. Society for Mining, Metallurgy and Exploration,ISBN 978-0-87335-240-6, S. 455.[1].نسخة محفوظة 03 أبريل 2015 على موقعواي باك مشين.
^Walter A. Franke:Quick assays in mineral identification A guide to experiments for mineral collectors and geoscientists in field work. (pdf-Datei, englisch).نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2016 على موقعواي باك مشين.
^Abdul-Wahab، Sabah Ahmed؛ Ameer، Marikar, Fouzul (24 أكتوبر 2011). "The environmental impact of gold mines: pollution by heavy metals".Central European Journal of Engineering. ج. 2 ع. 2: 304–313.Bibcode:2012CEJE....2..304A.DOI:10.2478/s13531-011-0052-3.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Norgate، Terry؛ Haque، Nawshad (2012). "Using life cycle assessment to evaluate some environmental impacts of gold".Journal of Cleaner Production. 29–30: 53–63.DOI:10.1016/j.jclepro.2012.01.042.
^Mallan، Lloyd (1971).Suiting up for space: the evolution of the space suit. John Day Co. ص. 216.ISBN:978-0-381-98150-1.
^Karl Hugo Strunz, Ernest Henry Nickel (2001)،Strunz Mineralogical Tables. Chemical-structural Mineral Classification System (ط. 9)، E. Schweizerbart’sche Verlagsbuchhandlung (Nägele u. Obermiller)، ص. 34،ISBN:3-510-65188-X
^Jochem Wolters:Der Gold- und Silberschmied. Bd. 1:Werkstoffe und Materialien. 2., durchgesehene Auflage. Rühle-Diebener-Verlag, Stuttgart 1984, Kapitel 1.4.8Kupfer und seine Legierungen.
^Riedel، S.؛ Kaupp، M. (2006). "Revising the Highest Oxidation States of the 5d Elements: The Case of Iridium(+VII)".Angewandte Chemie International Edition. ج. 45 ع. 22: 3708–3711.DOI:10.1002/anie.200600274.PMID:16639770.
^Dierks، S. (مايو 2005)."Gold MSDS". Electronic Space Products International. مؤرشف منالأصل في 2016-06-16.
^Hitzer، Eckhard؛ Perwass، Christian (22 نوفمبر 2006)."The hidden beauty of gold"(PDF).Proceedings of the International Symposium on Advanced Mechanical and Power Engineering 2007 (ISAMPE 2007) between Pukyong National University (Korea), University of Fukui (Japan) and University of Shanghai for Science and Technology (China), November 22–25, 2006, hosted by the University of Fukui (Japan), pp. 157–167. (Figs 15,16,17,23 revised.). مؤرشف منالأصل(PDF) في 2012-01-27. اطلع عليه بتاريخ2011-05-10.
^Richards، Douglas G.؛ McMillin، David L.؛ Mein، Eric A.؛ Nelson، Carl D. (يناير 2002). "Gold and its relationship to neurological/glandular conditions".The International journal of neuroscience. ج. 112 ع. 1: 31–53.DOI:10.1080/00207450212018.PMID:12152404.{{استشهاد بدورية محكمة}}:تجاهل المحلل الوسيط|last-author-amp= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|name-list-style= (مساعدة)
^Merchant، B. (1998). "Gold, the Noble Metal and the Paradoxes of its Toxicology".Biologicals. ج. 26 ع. 1: 49–59.DOI:10.1006/biol.1997.0123.PMID:9637749.
^Faulk، W. P.؛ Taylor، G. M. (1971). "An immunocolloid method for the electron microscope".Immunochemistry. ج. 8 ع. 11: 1081–3.DOI:10.1016/0019-2791(71)90496-4.PMID:4110101.
^C. Couto, R. Vitorino, A. L. Daniel-da-Silva:Gold nanoparticles and bioconjugation: a pathway for proteomic applications. In:Critical reviews in biotechnology. February 2016,doi:10.3109/07388551.2016.1141392.PMID 26863269.
^Hainfeld، James F.؛ Dilmanian، F. Avraham؛ Slatkin، Daniel N.؛ Smilowitz، Henry M. (2008). "Radiotherapy enhancement with gold nanoparticles".Journal of Pharmacy and Pharmacology. ج. 60 ع. 8: 977–85.DOI:10.1211/jpp.60.8.0005.PMID:18644191.
^Casini، Angela؛ Wai-Yin-Sun، Raymond؛ Ott، Ingo (2018). "Chapter 7. Medicinal Chemistry of Gold Anticancer Metallodrugs". في Sigel، Astrid؛ Sigel، Helmut؛ Freisinger، Eva؛ Sigel، Roland K. O. (المحررون).Metallo-Drugs:Development and Action of Anticancer Agents. Berlin: de Gruyter GmbH. ج. 18. ص. 199–217.DOI:10.1515/9783110470734-013.