الذئب الرمادي أوالذئب المألوف[5] (الاسم العلمي:Canis lupus)، الذي يُعرف أيضًابأسماء متعددة مثلذئب الغياض،الذئب الأشهب،الذئب الأشيب، أو مجرد «الذئب»[6] في معظملغاتالعالم، هو أكبر الأعضاء البريّة منفصيلةالكلبيات.[7] تُظهرالمستحثات (الأحافير) أن الذئاب الرمادية عاشت على وجهالأرض منذ ما يُقارب 300,000 سنة، أي عند نهايةالعصر الحديث الأقرب،[8] وبهذا فهي تُعتبر إحدى الحيوانات الناجية من حادثةالانقراض الجماعي التي وقعت في أواخرالعصر الجليدي الأخير. أظهرت دراساتسلسلة الحمض النوويوالانحراف الوراثي، أن الذئب الرمادي يتشارك سلفًا مشتركًاوالكلاب المستأنسة (Canis lupus familiaris). وعلى الرغم من التساؤل حول مصداقية بعض جوانب هذا الاستنتاج العلمي، إلا أن أغلبية الأدلة المتوافرة تؤكد صحة ما توصلت إليه هذه الدراسات.[9] قامالعلماء بتحديد عدد من نويعات الذئب الرمادي عبر السنين، إلا أن العدد الفعلي لها ما زال موضع نقاش. تُعتبر الذئابمفترسة رئيسية أو عماديّة فيالنظم البيئية التي تقطنها، وعلى الرغم من أنها لا تتأقلم مع وجودالبشر في المناطق التي تسكنها، على العكس من الكلبيات الأخرى الأقل تخصصا منها،[9] فإنها قادرة على العيش في عدد من المساكن ذات البيئية المختلفة، مثل:الغابات المعتدلة،الصحاري،الجبال،التندرا،التايغا، الأراضي العشبية، وبعضالمناطق الحضرية.[10]
كانت الذئاب الرمادية واسعة الانتشار قديمًا في جميع أنحاءأوراسياوأمريكا الشمالية، أما اليوم فهي تقطن جزء صغيرًا من موطنها السابق بسبب تدمير مواقع سُكناها بالدرجة الأولى، العائد إلى الزحف البشري إلى المناطق التي تتخذ منها الذئاب موطناً، وما ينجم عن ذلك من احتكاك بينها وبينالإنسان، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى استئصال الجمهرة المحلية منها. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن الجمهرة العالمية، أوالنوع ككل، يُعتبر غير مهددبالانقراض وفقاللاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة.[11] تحظى الذئاب الرمادية اليوم بالحماية في بعض المناطق،وتُصاد للترفيه في بعض المناطق الأخرى، أو تُضطهد وتُقتل دون هوادة في أماكن معينة بسبب اعتبارها خطرا يُهددالمواشي المستأنسةوالحيوانات المنزلية.
تظهر الذئاب فيثقافةوميثولوجيا الشعوب التي تعايشت وإياها عبر الزمن، بالمظهر الإيجابي والسلبي على حد سواء، وفق النظرة الخاصة بكل شعب على حدة.
تختلفأحجاموأوزان الذئاب بشكلٍ كبير عبر موطنها، إلا أن كليهما يزيد كلّما كانت النويعة تقطن إلى الشمال أكثر، كما تنص «قاعدة برغمان». يترواح ارتفاع الذئب بين 0.6 إلى 0.95 متراً (24 إلى 37 إنشاً) إجمالاً، أما وزنه فيظهر فيه الاختلاف بشكل أوضح، فالذئاب الأوروبية يصل معدل وزنها إلى 38.5 كيلوغرامات (85 رطلاً)، وذئاب أمريكا الشمالية تصل إلى 36 كيلوغراماً (79 رطلاً)، أماالذئاب العربيةوالهندية فيصل معدل وزنها إلى 25 كيلوغراماً (55 رطلاً).[12] تمّ توثيق وجود بعض الأفراد الفريدة من هذه الحيوانات والتي وصلت زنتها إلى 77 كيلوغراماً (170 رطلاً) فيألاسكا،كندا،[13]والإتحاد السوفياتي سابقاً.[14] قُتل أثقل ذئب عُثر عليه يوماً فيالعالم الجديد بتاريخ12 يوليو1939، في منطقة «نهر السبعين ميل» (بالإنجليزية:Seventy Mile River) بشرقي وسط ألاسكا، وقد وصل وزنه إلى 79 كيلوغراماً (170 رطلاً)،[12] أما أثقل ذئب تمّ توثيق وجوده فيالعالم القديم فقد قُتل بعد نهايةالحرب العالمية الثانية في منطقة «كوبلياكي» (بالأوكرانية: Кобеляки) في إقيليم «بولتافا أوبلاست» (بالأوكرانية: Полтавська область) بأوكرانيا السوفياتية، ووصل وزنه إلى 86 كيلوغراماً (190 رطلاً).[15] الذئاب الرمادية حيواناتمثنوية الشكل جنسيّاً، حيث تزن الإناث من أي نويعة أو جمهرة 20% أقل من وزن الذكر،[16] كما تملك خطوماً وجباه أكثر ضيقاً؛ وقوائم فرويّة أقصر وأكثر نعومة، وأكتاف أقل ضخامة.[12] يتراوح طول الذئاب الرمادية منالأنف إلى طرفالذيل، الذي يُشكل طوله ربع طول إجمالي الجسد، بين 1.3 أمتار إلى مترين (4.3 إلى 6.6 أقدام).[17]
تعتمد الذئاب الرمادية على قدرتها الاحتمالية عوضاً عنسرعتها عند الصيد، حيث أنصدورها الضيقةوظهورها وقوائمها القويّة تسهل عليهاالحركة بفعالية. والذئاب قادرة على اجتياز مسافات شاسعة عن طريق الخبو بسرعة 10 كيلومترات في الساعة (6 أميال في الساعة)، ويُعرف بأن سرعتها تصل إلى حدود 65 كيلومتراً في الساعة (40 ميلاً في الساعة) خلال مطاردتها لطريدتها.[18] كما تمّ توثيق حالة قامت فيها إحدى إناث الذئب الرمادي بالقفز على بعد 7 أمتار (23 قدماً) عندما كانت تطارد فريستها.[15]
تصلح أكفّ الذئاب للتنقّل فوق أنواع مختلفة من الأراضي وخصوصاً فوقالثلوج، كما أن لها شريطاً منسوجاً خفيفاً بين كلإصبع ليساعدها على التنقل فوق الثلج بشكلٍ أسهل نسبيّاً من طرائدها. والذئاب الرماديةحيوانات أصبعيّة، الأمر الذي يُساعدها، إضافة إلى حجم أكفّها الكبير، على توزيع ثقلها على سطح البطانية الثلجية عند التنقل. تُعد الأكف الأمامية أكبر حجما من الخلفية، وفيها إصبع خامس يُسمىبالزمعة.[19] يُساعدشعر الأكف الخشنوالمخالب المثلمة الذئب على التمسّك بالأسطح الزلقة، وتضمنأوعية دمويةً خاصة عدم تجمّد بطانيات القدم السفلية عند السير على هكذا أسطح باردة.[20] كما وتمتلك الذئاب غدد مفرزةللروائح بين أصابعها تساعدها على ترك علامات كيميائيّة خلفها أثناء سيرها مما يجعلها تتنقّل في نطاق شاسع بتزامن مع ترك رسائل لأفراد القطيع الأخرى عن أماكن تواجدها.[20] وعلى العكس منالكلابوالقيوطات، فإن الذئاب تمتلك عدداً أقل منغدد التعرّق على أكفّها. تظهر هذه السمة أيضاً عند القيوطات قاطنة شرقكندا، والتي ظهر مؤخراً بأن لها سلفاً من الذئاب.[21] تُعتبر الذئاب فيفلسطينوجنوب لبنان مميزة عن غيرها بسبب كون اصبعيها المتوسطين متصلين ببعضهما البعض، وهي سمة كان يُعتقد بأنها خاصةبالكلاب البرية الأفريقية.[22]
ذئب رمادي يطرح فرائه الشتوي في أوخر فصل الربيع.
يُغطي جسم الذئاب معطفاً ثخيناً يتألف من طبقتين: الأولى تتكون من شعر عازل خشن يمنع تسربالماء ودخولالتراب، والثانية عبارة عن طبقة داخلية من الشعر عازلة للماءوالحرارة. تطرح الذئاب الطبقة الأخيرة على شكل خصل كبيرة منالفراء في أواخرالربيع أو أوائلالصيف، ويفرك الذئب جسدهبالصخور أو الأغصان ليتخلص من تلك الخصل العالقة والتي تسبب له حكاكاً مع بدء ارتفاع درجات الحرارة. غالباً ما يكون لون الطبقة الداخلية من الفراء رماديّاً، بغض النظر عن لون الطبقة الخارجية. للذئاب أهابات صيفية وشتوية مميزة، تتبدل الواحدة منها وتحل الأخرى بدلاً منها في فصليّ الربيع والخريف. تميلالإناث إلى أن تحتفظ بفرائها الشتوي لفترة أطول منالذكور في الربيع.
ذئاب داكنة في حديقة حيواناتهانوفر. يقول العلماء أن هذا اللون سببهطفرة انتقلت إلى الذئاب من الكلاب المستأنسة عبر التهجين.
يختلفلون فراء الذئاب الرمادية كثيرًا، فهو يتراوح منالرمادي إلىالبني الضارب للرمادي، مرورا بجميع أطياف الألوان البارزة عندالكلبيات، منالأبيض،الأحمر،البني،والأسود. تميل هذه الألوان إلى أن تختلط في العديد من الجمهرات مما يجعل الأفراد المنتمية إليها تظهر بأكثر من لون في الغالب، على أنه ليس من المستبعد ظهور جميع أفراد إحدى الجمهرات بلون واحد، غالبا ما يكون أسوداً أو أبيضاً. تعيش الأغلبية الساحقة من الذئاب الداكنة فيأمريكا الشمالية، ومن النادر العثور على أي ذئاب بهذا الشكل خارجالقارة الأخيرة، فيما عداإيطاليا، حيث تتراوح نسبة الذئاب الداكنة في تلك البلاد بين 20 و 25% من إجمالي الجمهرة.[23] أظهرتالفحوصات الوراثية أن اللون الداكن للفراء سببهطفرة برزت في بادئ الأمر عندالكلاب المستأنسة وانتقلت لاحقاً إلى الذئاب عن طريقالتهجين مع الكلاب التي غدت وحشية.[24] عادةً ما يفتقد المعطف متعدد الألوان أي نمط واضح غير كونه باهتاً على القسم السفلي منالحيوان. في بعض الأحيان، يرمز لون فراء الذئب إلى البيئة التي تقطنها جمهرته؛ فجميع الذئاب البيضاء، على سبيل المثال، تكون مألوفة أكثر في المناطق ذات الغطاء الثلجي الدائم. يُصبغ فراء الذئب المتقدم في السن بلون رمادي، مما يدفع البعض إلى القول أن الذئاب «تشيب». يعتقد بعض العلماء أن لون أهاب الذئاب يُساعدها على التمويه، إلا أن هذا قد لا يكون صحيحاً بشكل كلّي، إذ أن البعض الأخر منالعلماء يقول بأن ألوان الفراء الممزوجة تهدف إلى تأكيد نية الذئب عند اتخاذه إيماءة ما عندما يتفاعل مع ذئب أخر.[12]
وجه ذئب يافع، لاحظ عيناه الذهبيتان الضاربتان إلى الصفار.
تولد جراء الذئب الرمادي بفراء أدكن من فراء أبويها،وبقزحياتزرقاء يتغير لونها ليُصبحذهبيّاً ضارباً إلىالأصفر أوالبرتقالي، عندما يُصبح سنها ما بين 8 و 16 أسبوعاً.[25] يُساعد خطم الذئب الطويل والقوي على تمييزها من بينكلبيات أخرى، وبشكل خاصالقيوطوبنات آوى الذهبية، التي تمتلك خطوما أضيق وأكثر استداقاً، كما أنه عند الذئاب لا يظهر في القسم الأماميللعظم الأنفي أي نتوء وسطي، على العكس منبنات آوى. كما أن جزءاً من الطوق اللوني على القسم الأماميللضرس العلوي الأول يظهر بشكل بسيط، بينما يكون هذا الطوق عريضاً وأكثر بروزاً عند بنات آوى.[26]
تختلف الذئاب عن الكلاب بشكل أكثر وضوحاً، فمن الناحيةالتشريحيّة، تتمتع الذئاب بمقدرة أقل على الرؤية الدائرية من أقربائها المستأنسة (تتمتع الكلاب بالمقدرة على تحريك عيناها في محجرها بزاوية 53 درجة، والذئاب بما يقل عن 45 درجة)، كما أندماغ الذئاب أكبر حجماً وبالتالي فإنها تمتلك قدرةً استيعابية أكبر.[27] تتميز الذئاب عن غيرها منالكلبيات، وبشكل خاص الكلاب المستانسة، بحجم أكفها الأضخم،عيناها الصفراوان، قوائمها الأطول،وأسنانها الأكبر. تمتلك الذئاب أيضاًغدة تُعرف «بالغدة الذيلية العلوية» أو «الغدة البنفسجية» والتي لا توجد عند معظم الكلبيات الأخرى.[28][29]
قواطع ذئب رمادي من النويعة الإيطالية.
يتطابق عددالأسنان عند كل من الذئاب الرماديةوالكلاب المستأنسة.فالفك العلوي يحوي ستة قواطع،نابين، ثمانية طواحن، وأربعةأضراس، ويحويالفك السفلي نفس عدد القواطع والأنياب والطواحن، أما بالنسبة للأضراس فيحوي ستةً منها.[30] تُشكل الطواحن الأربعة العلوية والأضراس السفلية أدوات تقطيعاللحم الأساسية. لأنياب الذئب الطويلة أيضاً أهمية كبرى، إذ أن الحيوان يستخدمها للإمساك بطريدته وإخضاعها. تُعد أسنان الذئب أسلحته وأدواته الرئيسية،[12] والذئب قادر على أن يعض بقوة تصل إلى 10,000كيلوباسكال (1,500 رطل)، وهذا يُشكل ضعفيّ قوة عض كلب مستأنس يصل إلى ذات الحجم.[31] تُعد أسنان الذئب الرمادي مناسبةً لكسرالعظام بشكل أكبر من أسنان باقي أنواع الكلبيات الباقية اليوم، على أنها ليست متخصصة بذلك كماالضباع.[32] أظهرت الدراسات أنلعاب الذئب الرمادي يخفف من نسبةالالتهاباتالبكتيرية في الجروح، ويُسرّع من عملية تجديدالأنسجة.[33]
تتزاوج الذئاب عادةً في الفترة الممتدة بين شهريّينايروأبريل—ويُلاحظ أنه كلّما كانت الجمهرة تبعد في موطنها نحوالشمال، كلّما حصل التزاوج في فترة متأخرة.[34]يولد بطن واحد من الجراء غالباً في قطيع الذئاب، إلا بحال تزاوجالذكر المسيطر مع أكثر منأنثى. وخلال موسم التزاوج، تتودد الذئاب إلى بعضها كثيرًا بانتظار حول ميعاددورة الأنثى المسيطرة الشهرية، وتزداد نسبة التوتر في القطيع عندئذ، إذ أن كل ذئب بالغ تقوى غريزة التناسل عنده ويشعر برغبة ملحّة للتزاوج. قد يضطر الزوجان المسيطران خلال هذه الفترة أن يمنعا أي زوج أخر من التناسل، الأمر الذي قد ينشأ عنه قتال عنيف في بعض الأحيان.[35] يُلاحظ أنزواج "المحارم" نادراً ما يحصل في مجتمعات الذئاب، على الرغم من أن إحدى الدراسات تفيد بوجود مشاكل وراثية عند ذئابساسكاتشوان فيكندا،[36] والجزيرة الملكية فيميشيغانبالولايات المتحدة،[37] نتيجة لهذا الأمر الذي يبدو شائعا في تلك الأنحاء. ما إن تبدأدورة الأنثى المسيطرة النزوية، التي تحصل مرة واحدة في السنة وتستمر ما بين 5 إلى 14 يوماً،[38] حتى تختلي وشريكها لفترة طويلة بعيداً عن باقي أفراد القطيع. يعلم الذكر أن أنثاه تمر بمرحلة الاهتياج عندما يُلاحظ ارتفاع نسبةالفيرومونات فيبولها عن طريقالشم، وانتفاخفرجها. تكون الأنثى غير متقبلة في الأيام القليلة الأولى من دورتها النزوية، وخلال هذه الفترة تطرح بطانةرحمها؛ ولكن ما أن تبدأبالإباضة مجدداً، حتى تتزاوج مع الذكر.
تدوم فترةالحمل بين 60 و 63 يوماً. يُسمّى صغير الذئبباللغة العربيةجرواً أوالسمع أوالجرموز.[39] تولد الجراءعمياء،صمّاء، معتمدةً بشكل كلي على والدتها، وتبلغ زنة الواحد منها 0.5 كيلوغرامات (رطلاً واحداً).[34][40] يتراوح عدد الجراء في البطن بين 5 و 6 عادةً، على أن تقريرين منالإتحاد السوفياتي السابق تفيدان بوضع إناث لبطون تحوي 17 جرواً.[15] تقبع الصغار في داخل الجحر حيثولدت لمدة شهرين، وغالباً ما يقع الجحر على أرض مرتفعة بعض الشيء بالقرب من مصدرللمياه، ويتألف من حجرة تقع في نهاية نفق تحتأرضي أو يقع على جانب تل، ويمتد لمسافة بضعة أمتار.[20] تبدأ الجراء بالاستقلال شيئاً فشيئاً خلال المدة التي تقضيها تحت الأرض، ومن ثم تبدأ باستكشاف المنطقة الخارجية المحيطة بالجحر، وتجول على بعدميل منه عندما تبلغ حوالي 5 أسابيع من العمر. يُعد مُعدل نمو الذئاب أبطأ من ذاك الخاصبالقيوطوالكلاب البرية الآسيوية.[41] تبدأ الجراء بالاقتيات علىاللحمالمتقيأ، بعد أن تكون قد أمضت أسبوعين من التغذي علىحليب والدتها، الذي يحوي نسبة أقل منالدهون وأكثر منالبروتين والأرجينين، عن النسبة التي يحويها حليبالكلاب المستأنسة.[16] بحلول هذا الوقت تكونأسنان الحليب قد برزت كليّاً—وتُفطم الجراء ما أن تبلغ 10 أسابيع. تبقى الأم وحدها مع صغارها خلال الأسابيع الأولى من حياتها، إلا أن معظم أفراد القطيع تُساهم في نهاية المطاف بتربية الجراء بطريقة أو بأخرى.[34] تُنقل الصغار إلى موقع يُسمّى «بموقع لقاء» بعد أن تبلغ شهرين من العمر، حيث يمكنها أن تبقى بأمان ريثما يذهب معظم الأفراد البالغينللصيد، ويبقى إلى جانبها ذئب بالغ أو اثنين للحفاظ عليها. وبعد بضعة أسابيع يُسمح للجراء بأن تنضم لباقي القطيع في الصيد إن كانت قادرةً على ذلك، وتحصل على المراكز الأولى عند أي ذبيحة، بغض النظر عن مرتبتها الاجتماعية في القطيع. يؤدي سماح الأفراد البالغة للصغار بالتقاتل فيما بينها للحصول على امتيازات عند الطريدة، كموقع الاقتيات الأفضل والأجزاء الأكثر تغذية وعصارة من غيرها، إلى توليد مراتب اجتماعية ثانوية بينها، الأمر الذي يسمح لها بالتمرن على أداء إيماءات الهيمنة والخضوع التي ستحتاج إليها للبقاء في القطيع مستقبلاً.[34] تبقى الجراء مجرّد مشاهدة متقدة خلال الصيد إلى أن تبلغ حوالي 8 شهور، أي الفترة التي تصل فيها إلى الحجم المناسب الذي يسمح لها بالمشاركة بالصيد بفعالية.
تصل الجراء لمرحلةالنضوج الجنسي بعد سنتين أو ثلاثة من ولادتها، وفي هذه الفترة يُجبر الكثير منها على هجر قطيعة الأمومي والبحث عن زوج ومنطقة خاصة به.[34][42] غالباً ما تعيش الذئاب التي تصل لمرحلة البلوغ ما بين 6 إلى 10 سنين في البرية، أما في الأسر فيمكن أن يصل أمد حياتها لضعف المدة المذكورة.[43] يُعتبر إجمالي معدلالحياة عند الذئاب الرمادية منخفض إجمالاً، وذلك بسببنسبة الوفيات المرتفعة بينها، فالجراء غالباً ما تنفق عندما ينخفض معدل مخزون الغذاء، كما أنها تقع ضحية ضوار أخرى مثلالدببة،الببور، أو الذئاب الأخرى. وتعود الأسباب الرئيسية لنفوق الذئاب البالغة إلىالصيد، القنص الاشرعي،حوادث الاصطدام بالسيارات، والجروح التي تُصاب بها أثناء الصيد. وعلى الرغم من أن الذئاب البالغة قد تُقتل على يد المفترسات الأخرى الأكبر حجماً، إلا أن أبرز أعدائها من غيرالبشر هي قطعان الذئاب الأخرى المنافسة.
تشملالأمراض التي تمّ توثيق نقلها من قبل الذئاب:البروسيلا، حمى الأرانب،داء البريميات،الحمى القلاعية،والجمرة الخبيثة. تُعد الذئاب الرمادية حاملةً أساسيةلداء الكلب في كل منروسيا،إيران،العراق،أفغانستان،والهند،[44] وعلى الرغم من أن الذئاب لا يتأصل فيها هذا المرض، إلا أنها من الممكن أن تلتقطه منأنواع أخرى. تُصبح الذئاب المصابة بهذا الداء عدائية بشكل استثنائي وتستطيع أن تعض وتصيب عدد من الأشخاص بجروح خلال هجوم واحد. كانت العدوى المنقولة من قبل الذئب إلىالإنسان عن طريق العض مميتة على الدوام قبل أن يتم اكتشافلقاح لها، فاليوم يُمكن معالجة الجروح التي تسبب بها ذئب مُكلب بسهولة، إلا أن تلك التي تسبب بها هجوم شديد يُمكن أن تؤدي إلىالوفاة حالاً، وكذلك إذا كان العض قد تناول المناطق القريبة منالرأس، فعندئذ ينتشر الداء يشكل سريع للغاية لا يُمكن للعلاج أن يُجاريه. تتركز هجومات الذئاب المُكلبة فيالشتاءوالربيع، ومع اختزال نسبة هذا المرض فيأوروباوأمريكا الشمالية، فقد انخفضت نسبة التقارير التي تُفيد بوقوع هجمات من قبل ذئاب مُصابة، إلا أن البعض منها ما زال يقع سنويّاً فيالشرق الأوسط.[45] تحمل الذئاب أيضاًفيروس الكلاب التاجي، الذي تكثر الإصابة به في موسم الشتاء خصوصاً.[46]
تحمل الذئاب فيروسيا ما يزيد عن 50 نوعاً منالطفيليات المؤذية، بما فيهاالديدان الشراطيةحلقية المحاجم،داء الكيسات المذنبة،والشعرينة الحلزونية.[44] في الفترة الممتدة بين عاميّ1993و1994، تمّ فحص 148 جيفة للذئاب بالقرب من مدينة فيربانكسبألاسكا لمعرفة ما إذا كانت مصابة بيرقات الطفليات الأخيرة، فظهر أن 54 ذئباً، أي ما نسبته 36% منها، كان مصاباً. كما ظهر أن نسبة انتشار الشعرينة الحلزونية تتوقف على مدى تقدم الحيوان بالسن.[47] تحمل الذئاب أيضاً أمراضاً خطرة بالنسبةللمواشي المستأنسة، إذ أنه بحال نقل أي منها هذا المرض إلى أنثى من الماشية، فإن نسبة احتمالإجهاضها تتراوح بين 3 و 13 مرة أكثر من الأنثى غير المصابة.[48]
على الرغم من أن الذئاب تحمل عدداً من الأمراض الخطيرة، فإن الجمهرات الضخمة منها لا تُعتبر مهددة بأي انتشاروبائي كما باقيالكلبيات الاجتماعية. وذلك بسبب عادة الذئاب المصابة مغادرة قطيعها، مما يمنع التقاط أي فرد أخر للعدوى.[44]
تعيش الذئاب إجمالاً في مجموعة تُسمّى قطيعاً، إلا أنه يُمكن العثور على ذئاب منفردة بالبرية في بعض الأحيان، لكن القطعان تبقى أكثر شيوعاً.[49][50] غالباً ما تكون الذئاب المنفردة أفراد طاعنة في السن تمّ طردها من القطيع، أو يافعة تبحث عن منطقة خاصة بها.[51] تميل قطعان الذئاب فينصف الكرة الشمالي إلى أن تكون أقل تراصاً وتوحيداً من قطعانالكلاب البرية الأفريقيةوالضباع المرقطة،[52] إلا أنها تبقى أكثر استقراراً من قطعانالقيوط.[53] عادةً ما يتألف القطيع من ذكر مسيطر وأنثاه وصغارهما، مما يجعل القطيع عبارة عن «أسرة نواتية».[49][50] يتغير حجم القطيع بمرور الزمن إما بالزيادة أو النقصان، وفق عوامل معينة، بما فيها نوعية المسكن ودرجة سدّه لحاجات الذئاب، شخصية الأفراد المنتمية إليه، ومخزون الطرائد. يحوي القطيع عادةً ما بين ذئبين و 20 ذئباً، وغالباً ما يتكون القطيع النمطي من 8 أفراد.[54] تمّ توثيق وجود قطيع ضخم بشكل استثنائي، وصل عدد أفراده إلى 36 ذئباً، فيألاسكا عام1967.[55] يُعتبر الذئب الرمادي حيواناً أحادي التزاوج، أي أن الفرد منها يكتفي بشريك واحد طيلة حياته، إلا أنه تمّ توثيق بضعة حالات استثنائية تزاوجت فيها الذئاب مع أكثر من شريك.[56] تبقى الذئاب مع والديها حتى تبلغ سنتين من العمر في العادة. تُساعد صغار العام الفائت أبويها على تربية صغار العام التالي، وتُعد الجراء خاضعة بشكل كلّي لوالديها، وتبقى هكذا حتى بعد بلوغها مرحلةالنضج الجنسي. أظهرت الذئاب في الأسر سلوكاً مغايراً لسلوكها البري في بعض الأحيان، إذ أن تلك الخاضعة منها أحياناً ما تتحدى الزوج المسيطر، الأمر الذي قد ينجم عنهقتل الإناث لأمهاتها وقتل الذكور لأبائها.[57] لم يتم توثيق أي حالة مماثلة لهذه في البرية،[58] مما جعل العلماء يفترضون أن هذا الأمر يحصل في الأسر فقط بما أن خيار مغادرة القطيع ليس متاحاً للجراء على الإطلاق،[59] كذلك ليس هناك من حالات موثقة قامت فيها الذئاب الخاضعة بتحدي أبويها على زعامة القطيع.[49][50][56] تقوم معظم الذئاب اليافعة التي تتراوح أعمارها بين سنة و 4 سنوات بمغادرة القطيع للبحث عن حوز جديد حيث تنشئ فيه مع شريك أخر قطيعاً خاصاً بها، أو لتنضم إلى قطيع ذئاب أخر.[56] غالباً ما يقتل أفراد القطيع أي ذئب منهم يتصرف بطريقة غريبة، كالجراء المصابةبالصرع، أو البالغ المصاببطلق ناري أو المجروح بواسطة شرك.[12] تُعتبر ذئابالشرق الأوسطوآسيا أقل ميلاً للاختلاط مع أي فرد أخر من بني جنسها لا ينتمي إلى ذات الأسرة النواتية المنتمية إليها، وبهذا فهي تمضي حياتها كأزواج أو كأفراد اجتماعية، كما هو الحال بالنسبةللقيوط وكلابالدنغ.[60]
تظهر الذئاب في الأدبياتووسائل الإعلام المرئية على أنها حيوانات تراتبية كثيرًا، حيث يقبع الزوجان «الرئيسيان» على قمة القطيع، يليهما مجموعة من الأفراد الخاضعة «الثانوية»، ثم «أكباش الفداء» وهي الذئاب القابعة على قاعدة القطيع. هذه الافتراضات مبنية على الأبحاث التي أجريت على قطعان الذئاب الأسيرة المكونة من أفراد غير مرتبطة ببعضها البعض، وبالتالي فلا يُمكن استقراء ذات النتيجة بالنسبة للذئاب البرية.[61] يقولعالم الأحياء المتخصص بدراسة الذئاب، «لوسيان دايفيد مك»: «إن إطلاق كلمة رئيسي أو مسيطر على الذئب ليس أكثر ملائمةً من إطلاقها علىإنسان رُزق بأولاد أو على أنثىأيل ترعى صغيرها، فكل والد مهما كان نوعه يُعتبر مسيطراً بالنسبة لأطفاله، لذا فإن هذه الكلمة لا تضيف أي معلومة جديدة»، وإن دراسة البنية الاجتماعية للذئاب في الأسر هي «...كمحاولة رسم استدلالات حول دينامياتالأسرة البشرية عن طريق دراسة أسرة تعيش فيمخيم للاجئين».[56] يُمكن اعتبار هذه التسمية صحيحة في حالات معينة فقط، كما عندما يتقبل القطيع دخول ذئب مطرود من قطيعه بينهم، أو عند موت الزوجين المتناسلين، الأمر الذي يترك مركزهما مفتوحاً أمام أفراد أجانب، أو عندما يُغادر جميع الأشقاء القطيع الأمومي، ففي هذه الحالات يفقد القطيع شكل الأسرة النواتية، وقد تتصرف الذئاب عندئذ كما تفعل في الأسر...
الذئاب حيوانات إقليمية أو مناطقية، بمعنى أن القطيع منها يُسيطر على حوز خاص به يحميه من قطعان الذئاب الأخرى. أظهرت الدراسات أن معدل مساحة حوز القطيع العادي يصل إلى 200 كم² (80 ميل مربّع).[62] تتنقل قطعان الذئاب باستمرار بحثاً عن الطرائد، وتغطي قرابة 9% من منطقتها يوميّاً، أي حوالي 25 كيلومتراً في اليوم (15 ميلاً في اليوم). تبلغ مساحة الحوز المركزي للقطيع، الذي تُمضي فيه الأفراد 50% من وقتها، قرابة 35 كم².[63] تكثر الطرائد في المناطق المتاخمة لحدود الحوز، إلا أن الذئاب تتجنب الصيد في تلك الأمكنة، إلا بحال كانت يائسة، تحسباً لإمكانية حصول مواجهة مع قطيع أخر منافس، الأمر الذي قد ينجم عنه عراك شديد من الممكن أن يؤدي لإصابات مميتة.[64] نادراً ما يتقبل قطيع الذئاب المقيم دخول أي ذئب غريب بينهم، وقد أظهرت إحدى الدراسات حول معدل الوفيات عند هذه الحيوانات فيولايةمينيسوتاومنتزه دينالي الوطنيبألاسكا، أن ما بين 14 و 65% من وفيات الذئاب سببها اعتداءات ذئاب أخرى،[65] كما ظهر أن 91% من الذئاب المقتولة عُثر عليها على بعد 3.2 كيلومتر (2.0 ميل) من حدود منطقة القطيع المجاور لها.[66] وتبيّن أيضاً أن غالبية الأفراد التي صُرعت كانت حيوانات مسيطرة، وتبرير ذلك هو أن الأخيرة تكون أكثر إصراراً على مواجهة القطعان المنافسة. وبالنسبة للحالات النادرة التي يتقبل فيها القطيع ذئباً غريباً، فإن هذا الفرد دائماً ما يكون حيواناً يافعاً يتراوح عمره بين سنة و 3 سنين، بينما تكون الغالبية العظمى من الأفراد التي تُقتل حيوانات بالغة.[67]
تقوم الذئاب بتعليم حدود حوزها عن طريق الروائح والعواء. ويُعد العواء الوسيلة الأساسية لإبعاد قطعان الذئاب عن بعضها وإبقاء مسافة آمنة فيما بينها، فهو يُحدد موقع الحوز المركزي، وبالتالي يُمكن للقطيع المنافس أن يعلم مدى قربه من ذلك الحوز. يُنشئ العواء بهذا منطقةً عازلة بين القطعان المختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى تفادي الصراعات الإقليمية.[68] أما الذئاب المنفردة، فهي على العكس من القطعان، لا تستجيب للإنذار المتمثل بالعواء، بل تتسلل إلى داخل حوز الذئاب المقيمة.
تبقى جراء الزوجين المتناسلين في قطيعها الأمومي لفترة مؤقتة من حياتها كذئاب بالغة. وخلال هذه الفترة تلعب عدد من الأدوار المهمة في حياة القطيع، كالمساعدة فيالصيد، فرض الانضباط، وتربية الصغار،[69] ويضمن الزوجان المسيطران قيام أبنائهما بهذه المهمات عن طريق كبحغريزة التناسل عندها ومنعها منالتزاوج مع أي فرد أخر، وبهذا فإن الجراء تفجر كبتها وطاقتها عن طريق أمور أخرى، وينطبق هذا حتى ولو كان في القطيع ذئاب أخرى غير مرتبطة بالأفراد الرئيسية، إذ أن ما ينطبق عليها ينطبق على الأبناء. تدفعالغريزة الجنسية الكثير من الذئاب «الخاضعة» ليغادر قطيعه بحثاً عن شريك. تُسمى مغادرة الذئاب البالغة حديثاً لقطيعها «بالتشتت»، وهي تقع في أي وقت من السنة، وعادةً ما يقوم بها الأفراد الذين بلغوا مرحلةالنضج الجنسي في وقت سابق على حلول موسم التزاوج السالف.[51] تبحث الذئاب المشتتة عن منطقة خاصة بها وشريك، أو عن قطيع أخر، وتُعد هذه العملية خطرة للغاية، إذ أنها من الممكن أن تؤديلمقتل الذئب المتشرد،[58] وبحال نجح الأخير وعثر على شريك من الجنس الأخر وارتبط به، فإنهما يُشكلان نواة قطيع جديد، فالذئاب المشتتة لا تُشكل قطيعاً جديداً إلا مع فرد من قطيع مختلف عن القطيع الذي ولدت فيه.[35] ما إن يلتقي ذئبان مشردان ببعضهما البعض ويبدآ بالتنقل سويّاً، حتى يأخذا بالبحث عن حوز خاص بهما قبل حلول موسم التزاوج التالي عادةً.[34]
ذئبة أسيرة تتمرغ على تلة حيث وُضع قليل من عطر ما بعد الحلاقة كي تحمل الرائحة إلى قطيعها لمعرفة ما إذا كان واضعها يُشكل خطراً أم لا.ذئب يرش بوله على شجرة لتعليم حدود سيطرته، لاحظ رفعه لقائمته الخلفية أثناء ذلك مما يدل على أنه أحد الزوجان المسيطران.
تقوم الذئاب، كغيرها منالكلبيات، بتعليم أي شيء تستولي عليه—من الحوز إلى الطرائد، برائحتها.[70] والذئاب المتناسلة هي من تقوم بالتعليم أكثر من غيرها، والذكور منها تفعل ذلك أكثر من الإناث. يُعدالبول أكثر الوسائل المستعملة عند هذه الحيوانات في تعليم ما تملكته، ويرش الزوجان المسيطران بولهما بعد أن يرفعا إحدى قوائمهما الخلفية، بينما يقوم باقي أفراد القطيع بالتبول عن طريق القرفصاء، ويُرش البول على حدود الحوز وأماكن تخزين الطعام والطرائد التي سبق واصطادها القطيع. يُحدد البول المرتبة الاجتماعية لصاحبه أيضاً، إلا أنه ليس الوسيلة الوحيدة المستعملة من قبل الذئاب، فالتغوط يُعد وسيلة مألوفة كذلك الأمر، وهو يُعتبر بمثابة إنذار مرئي للضواري والذئاب الأخرى.[70] تُساعد علاماتالبراز أيضاً الذئاب عند التنقل، فتمنعها من عبور ذات المنطقة أغلب الأحيان، كما تسمح لكل ذئب على حدى من معرفة موقع أفراد القطيع بحال كان قد انفصل عنه لبعض الوقت. وأهم وظيفة يؤديها التعليم سواء بالبول أو البراز، هو إعلام قطعان الذئاب المنافسة أن هذه المنطقة مأهولة وأن عليها عبورها بحذر.
للذئابغدد منتجة للروائح على جميع أنحاء جسدها، بما في ذلك عند قاعدةالذيل، بينالأصابع، وفيعيونها،أعضائها التناسلية،وجلدها.[70] تُميزالفيرومونات المنبعثة من هذه الغدد كل ذئب عن الأخر. يقوم الذئب المسيطر بفرك جسده على جسد ذئب أخر خاضع ليُحدده على أنه من نفس القطيع. قد تقوم الذئاب بخدش الأرض بمخالبها لتُعلمها بفيروموناتها عوضاً عن رشهابالبول.[71]
تقتات الذئاب الرمادية بشكل أساسي علىالحافريات متوسطة الحجم أو الضخمة، إلا أنها تبقى حيوانات انتهازية، وسوف تقتات على أي مصدرلحوم متوافر،[72] بما فيه الحيوانات غير الحافرية،[73] الجيفة،والقمامة.[72] لا يُعد أكل بني الجنس أمراً نادراً بين الذئاب، إذ أن بضعة حالات قد تمّ توثيقها في الفترات التي قلّ فيها مخزون الطعام،[74] أو نفق أحد أفراد القطيع،[75] أو عند مقتل إحدى الذئاب المنافسة خلال نزاع مناطقي.لوحظ أن بعض الذئاب فيألاسكا وغربيكندا تقتات علىأسماكالسلمون عند هجرتهاللمياه الداخلية.[76][77] يندر أن تقتات الذئاب علىالبشر، على الرغم من أن بعضاً من هذه الحالات وقع بالفعل.[45][78][79][80] والذئاب تتجاهل غالباً أي طريدة غير مألوفة لم تشاهد مثيلاً لها طيلة حياتها، وعادةً كلما كان هناك تناقضاً بين ما اعتادت الذئاب على رؤيته وبين الكائن الماثل أمامها، فكلما ازداد ترددها في الاقتراب منه واستكشافه، وهذا هو السبب الذي يمنع هذه الحيوانات من مهاجمةالإنسان في الغالب، إذ أن أغلبية الذئاب لا ترى البشر في حياتها أو تراها بضعة مرات فقط. وينقلب هذا المبدأ رأساً على عقب بحال تصرفت الطريدة الجديدة بجرائة، وأظهرت حزمها على المواجهة أو بينت عدم خوفها. تقوم الذئاب بالاقتراب من الطرائد الجديدة، حتى ولو لم يكن هناك نقصاً في مخزون طرائدها المعتادة، بحال قامت الأخيرة بالاحتكاك بها عدد من المرات، حيث تعمل على ترويض نفسها والتأقلم مع هذه الكائنات.[81]
بيسوناً أمريكياً يقف في أرضه بعد أن أحاطت به الذئاب، مما يزيد من فرصته في النجاة.ذكر وابيت يفر ناجياً بحياته، مما يقلل من فرصته بالنجاة.
تُظهر قطعان الذئاب، التي يزيد عدد أفرادها عن اثنين، تعاوناً استراتيجيّاً قليلاً عند صيد الفرائس الكبيرة، بالمقارنة مع زمراتالأسود.[72] عادةً ما تحاول الذئاب إخفاء نفسها عند الاقتراب من طريدتها، وهي تنتظر غالباً حتى تبدأ الأخيرة بالرعي وتنشغل به حتى تنقض عليها.[15] وبحال وقفت الطريدة في أرضها وجابهت الذئاب، فإن القطيع يقترب منها ويحاول إخافتها، وقد يهجرها بحال استمرت على هذا الموقف ولم تهرب، على أن الوقت الذي تنتظره الذئاب قد يتراوح بين عدة ساعات إلى أيام.[72] عندما تبدأ الفريسة بالركض لتنجو بحياتها، يبدأ قطيع الذئاب بمطاردتها، والذئاب عادةً لا تُطارد فريستها لمسافات طويلة، إذ أنها تتوقف بعد اللحاق بها لمسافة تتراوح بين 10 و 180 كيلومتراً (بين 10 و 200 ياردة)، على الرغم من أنه تم توثيق حالة واحدة طارد فيها أحد الذئابموظاً لمسافة 36 كيلومتراً (22 ميلاً).[15] تُعتبر إناث الذئب الرمادي أفضل من الذكور في مطاردة الفرائس، وتُعتبر الأخيرة أكثر تأقلماً للإطاحة بالطريدة أرضاً بعد الإمساك بها. تبين أن قطعان الذئاب فيالولايات المتحدة المكونة بأكثرها من الإناث تقتات على الطرائد سريعة العدوكالوابيت كثيرًا، بينما لوحظ أن تلك المتخصصة باصطيادالبيسون تتكون بمعظمها من الذكور.[82] على الرغم من أن الذئاب تُصوّر على أنها تختار الحيوانات البطيئة، المريضة، أو العاجزة،[42] فإن الدليل على قيامها بذلك ضعيف نسبيّاً، وعوضاً عن ذلك، يظهر بأن هذه الضواري تستهدف الحيوان الأسهل صيده بالنسبة لها، وهذا يشمل القائمة سالفة الذكر ويُضاف إليها الحيوانات الصغيرة والإناث الحوامل.[83] ومع أن الذئاب غالباً ما تصطاد الطرائد الكبيرة في مجموعة، إلا أن هناك بعض الحالات التي استطاع فيها ذئب منفرد من أن يقتل حيواناً ضخماً دون مساعدة قطيعه، وإحدى هذه الحالات قيام أحد الذئاب بقتل 11موظاً بمفرده خلال فترة من الزمن.[84]
تحاول الذئاب إجمالاً أن تشل حركة الطريدة الضخمة عن طريق عض وتمزيق وركهاوعجانها، مما يتسبببنزيف كبير وفقدان للاتزان. يُمكن لعضة واحدة أن تسبب جرحاً يصل طوله إلى ما بين 10 و 15 سنتيمتراً (ما بين 4 و 6 إنشات)، وبهذا فإن الذئاب تكون قادرة على إخضاع أقوىالأيائل بثلاث عضات على العجان بعد مطاردة تصل إلى مسافة 150 كيلومتراً (160 ياردة). ما أن تضعف الطريدة ولا تعود قادرة على المقاومة، حتى تمسك الذئاب بجانبيها وتُسقطها أرضاً،[15] وفي بعض الأحيان عندما تُمسك الذئاب بطريدة متوسطة الحجم، مثلضأن الدال، فإنها تلجأ لعض عنقها مما يُثقبقصبتها الهوائية أو حبلالوريد.[85] أما عندما تصطاد الذئابكلبيات أخرى،كالكلاب المستأنسة،القيوط، أو ذئاب أخرى، فإنها تقتلها عن طريق عضها فيظهرها،عنقها، أورأسها.[86][87] وعندما يُهاجم الذئب حيواناً مساوياً أو أقل منه وزناً،كالحملان أوالجديان، فإنه يُمسك بها منعنقها،صدرها،رأسها، أوفخذها، ويحملها إلى مكان معزول.[15][80] عندما تنهار الفريسة أمام صيّاديها، تُقدم الذئاب على تمزيق البطن والبدأ بالاقتيات فوراً، حتى وإن كان الحيوان لمّا ينفق بعد.[15] وفي بعض الأحيان، لا تُبقي الذئاب ضغط الهجوم مركزاً على الطريدة، بل إنها تجلس منتظرة حتى تموت الأخيرة جرّاءالنزيف الكثيف الذي أحدثته لها.[88] تُهاجم الذئاب إناثالحافريات الحوامل في بعض الأحيان وتفتك بها للاقتيات علىأجنتها، وتترك الأم دون أن تمسها.[89] ينفذ الزوجان المتناسلان عادةً أصعب مراحل عمليةالصيد. لوحظت الذئاب أحياناً وهي تقوم بالقتل الفائض لطرائدها، وتُعتبر هذه الظاهرة مألوفة عندما تقوم الذئاب بقتلالماشية المستأنسة،[90] أما في البرية فإن هذا يحصل في أواخرالشتاء أوالربيع عادةً، عندما يعوقالثلج الكثيف هروب فرائسها.[90][91]
تقوم الذئاب بتعزيز مركزها الاجتماعي في القطيع أثناء الاقتيات. فالزوجان المتناسلان هما من يقتات أولاً إجمالاً، حيث يأكلا أفضل أقسام الطريدة وهيالقلب،الكبد،والرئتين. وتقوم الذئاب ذات المرتبة المتوسطة بمنع تلك ذات المرتبة الدنيا من الأكل قبل أن ينتهي الزوجان المسيطران.[33] تقتات الذئاب علىمعدة طريدتها، لكنها لا تمس محتواها بحال كانت الفريسة منآكلات الأعشاب، كذلك فإنها تأكلعضلات قوائمها، وتتركالجلدالعظام إلى أن تنتهي مناللحم.[72] وبحال أزعجت الذئاب وهي تقتات، كأن يحاول حيوان مفترس أخر سرقة طريدتها، فإنها تركز عندئذ على مخزونالدهون عوضاً عن الأعضاء الداخلية، وذلك حتى تحصل على أكبر قدر ممكن منالطاقة بحال اضطرت لهجر الطريدة.[92][93] يستطيع الذئب الواحد أن يقتات على ما بين 3.2 و 3.5 كيلوغرامات (ما بين 7 و 8 أرطال) من اللحم في جلسة واحدة، على الرغم من أنها قادرة على الاقتيات على ما بين 13 و 15 كيلوغراماً (ما بين 29 و 33 رطلاً) عندما تكون جائعة كثيرًا. يحتاج الذئب الواحد إلى 1,500 كيلوغراماً (3,307 أرطال) من اللحم سنويّاً ليستطيع البقاء،[15] على الرغم من أن هذه الحيوانات قادرة على الاستمرار لفترات طويلة بلا قوت، فقد أظهرت إحدى الوثائقالروسية أن ذئباً نجح في الاستمرار لمدة 17 يوماً بدون أي طعام.[12] أظهرت الأبحاث أن بقاء الذئب بلا طعام طيلة أسبوعين لن يُضعف نشاطه العضلي.[15] تشرب الذئاب كمية كبيرة منالمياه بعد أن تنتهي من الاقتيات وذلك كي تمنع إصابتهابفشل كلوي حاد،[12] ومعدة الذئاب قادرة على احتواء 7.5 ليترات من الماء.[15] تكمل الذئاب حميتها ببعض أنواعالنبات. أظهرت التحاليل التي أجريت علىبراز هذه الحيوانات أن 75% من العينات التي تمّ التقاطها منمنتزه يلوستون الوطني تبين أن حمية الذئاب فيالصيف يدخلها مصادر نباتية وبشكل أساسيأعشابالنجيلية.[94] وفي بعض أنحاءالإتحاد السوفياتي السابق، كان هناك تقارير تفيد باقتيات الذئاب على شتلاتالبطيخ الأحمر فيالمزارع.[83]
تختلف نتائج الدراسات التي تتناول تأثير الذئاب على جمهرة طرائدها كثيرًا، إذ أن بعضها يُظهر بأن الذئاب تُخفض عدد طرائدها، بل تُبيد بعض الأنواع منها أحياناً في منطقة معينة، بينما يُفيد بعضها الأخر بأنافتراس الذئاب يحل مكان العوامل الأخرى المسببة للوفاة عند الفرائس في المناطق الخالية من الذئاب.[74][91] لا يُعد وجود الذئاب ضروريّاً لوجود وبقاء الكثير من أنواع الحياة البرية الأخرى.[95]
تهيمن الذئاب عادةً على أنواعالكلبيات الأخرى التي تتعايش وإياها. ففيأمريكا الشمالية، لا تتقبل الذئاب وجودالقيوط في حوزها؛ فبعد أن تم إعادة إدخالها إلىمنتزه يلوستون الوطني عام1995، تسببت الذئاب بانخفاض نسبة جمهرة القيوط في المنتزه بحوالي 50% عن طريق افتراسها ومنافستها على مصادر الطعام.[96] وتفيد بعض التقارير أن الذئاب تنبش جحور القيوط لتمسك بجرائها وتقضي عليها، والذئاب عادةً لا تقتات على القيوط الذي تقتله، على الرغم من إمكانية حصول هذا. ليس هناك من تقارير تفيد بقتل قيوطات لذئاب،[87] إلا أنه يُعرف عنها قيامها بالتجمع ضدها ومناوشتها بحال كانت أكثر عدداً منها.[96] لوحظ بأن الذئاب تسمح أحياناً للقيوط بالاقتراب من طريدتها والاقتيات عليها، قبل أن تطارده وتقضي عليه. يقول الباحث المتخصص بدراسة سلوك القيوط «روبرت كرابتري» من مركز يلوستون للإبحاث البيئية (بالإنجليزية:Yellowstone Ecological Research Center)، أن هذا السلوك يمكن ربطه بغريزة الذئاب في حماية حوزها من الضواري الأخرى، على الرغم من أن القيوطات لا تُشكل خطراً عليها، فقد جاء على لسانه: «لعلها ترغب بتعليم جرائها سر المهنة...لعلها تقوم بقتل القيوطات كي تتمرس على قتال الذئاب الأخرى في المراحل اللاحقة من حياتها».[97] تتطابق هذه المواجهات تقريباً وتلك التي تمّ توثيقها فياليونان بين الذئاب الرماديةوبنات آوى الذهبية.[98] تقتل الذئابالثعالب الحمراء في بعض الأحيان عندما تقترب من طرائدها، وكذلك فإنها تقتات علىكلاب الراكون فيآسيا الشماليةوأوروبا.[87]
ذئب يلحق بدب بني.
تتشاطر الذئاب موطنها فيأوراسياوأمريكا الشمالية معالدببة البنية، وغالباً ما يتجاهل كلا النوعين الأخر بدلاً من قتاله. وعندما يحدث أن يتقاتل دب بني مع قطيع من الذئاب فإن السبب يعود في الغالب إلى حماية طريدة ما أو للدفاع عن الصغار. تلجأ الدببة البنية إلى إخافة الذئاب بحجمها الضخم كي تبعدها عن الذبيحة، ويُعرف عنها قيامها بنبش جحور الذئاب عندما تكون جائعة جداً، وعادةً ما تهيمن الدببة على الذئاب عند النزاع حول فريسة، لكنها نادراً ما تنتصر عندما تحمي الأخيرة وجارها حيث تقبع الجراء. وبالمقابل، يُعرف عن الذئاب قتلها لدياسم الدببة البنية، وإخافة الدبة الأم وطردها حتى. يندر موت أي من الطرفين عند حصول مناوشة ما، فحجم الدب الضخم وقوته وقوة الذئاب مجتمعة تًشكل رادعاً كافياً عند كلا النوعين.[87] تتواجه الذئاب في أمريكا الشمالية أيضاً معالدببة السوداء الأمريكية؛ إلا أن هذه المواجهات تُعتبر أكثر ندرةً من تلك التي تحصل مع الدببة البنية، وذلك لاختلاف نوع المسكن الذي يفضله كلا النوعين. تقع معظم المواجهات مع الدببة السوداء في القسم الشمالي منالقارة، ولم يتم توثيق أي حالة منها في جنوبها. قامت الذئاب بقتل دببة سوداء في بعض الأحيان دون أن تقتات عليها، وعلى العكس من الدببة البنية، فإن تلك السوداء غالباً ما تخسر عند مواجهة الذئاب للسيطرة على ذبيحة ما.[87] يندر للذئاب أن تتواجهوالدببة القطبية، على الرغم من توثيق حالتين قامت فيهما الذئاب بقتل دياسم الأخيرة.[99]
يُعرف بأن جمهرات الذئاب الكبيرة تحد من أعداد السنوريات الصغيرة ومتوسطة الحجم. فأعدادالأوشاق مثلاً تنخفض في المناطق حيث تتعايش مع الذئاب الرمادية بسبب افتراس الأخيرة لها، فقد تراجعت أعدادالوشق الأوراسي فيسلوفاكيا خلالالحرب العالمية الثانية، بعد أن دخلت أعداد كبيرة من الذئاب إلى موطنها. وكذلك الحال فيروسيا، حيث تنخفض أعداد الأوشاق في المناطق ذات الكثافة العالية من الذئاب.[100] وفيجبال الروكي والمناطق الجبلية المجاورةبأمريكا الشمالية، تُظهر الذئاب عدائية شديدة تجاه أسود الجبال، وغالباً ما تقتل جرائها بحال سنحت لها الفرصة. تقوم قطعان الذئاب أحياناً بالاستيلاء على ذبائح أسود الجبال البالغة، التي تزيد من معدل صيدها ردّاً على ذلك. تم توثيق عدد من الحالات التي قام فيها كلا النوعين بقتل النوع الأخر،[87] ويقول الباحث المتخصص بدراسة أسود الجبال «كيري ميرفي» من إدارة المنتزهات والحياة البرية الأمريكية، أن الكفة تميل لصالح أسد الجبل بحال قاتل ذئباً وحيداً، بما أنه قادر على استخدام أنيابه ومخالبه في القتال على العكس من الذئب الذي يعتمد فقط على أنيابه.[97] يفيد المسؤولون فيمنتزه يلوستون الوطني أن النزاعات بين أسود الجبال والذئاب ليست نادرة، فقد وقعت عدة حوادث في المنتزه قامت فيها الأسود بالفتك بذئاب والعكس صحيح؛ كذلك اكتشف الباحثون في مونتانا أن الذئاب تقتل أسود الجبال بانتظام في تلك المنطقة.[101] وكذلك الحال بالنسبةللنمور فيالتبت، حيث تبين أن الذئاب تُخفض أعدادها على الدوام،[102] إلا أن هذا لا يصح بالنسبةللببور، فقد ظهر أنه في المناطق التي تتشاركها والذئاب، مثلالشرق الأقصى الروسي، يقتات كلا النوعين على نفس أنواع الطرائد تقريباً، الأمر الذي ينجم عنه منافسة شديدة. تم توثيق حالات الاحتكاك بين الببور والذئاب عدّة مرات في سلسلة جبال «سيكوته-علين» (الروسية:Сихотэ-Алинь) التي كانت تأوي ذئاباً قليلة حتى بدايةالقرن العشرين، ويعتقد بعض الخبراء أن أعداد الذئاب في المنطقة ارتفعت منذ أن قام الناس باستيطان تلك المنطقة وإبادة العديد من الببور في نهايةالقرن التاسع عشر وبدايةالقرن العشرين. ويؤيد السكان المحليون هذا الأمر، إذ يقولون بأنهم لا يذكرون وجود أي ذئاب في المنطقة قبلعقد الثلاثينات منالقرن العشرين، أي في الفترة التي شهدت تراجعاً حاداً في أعداد الببور.[103] تُنقص الببور من أعداد الذئاب في المناطق التي تتشاطرها معها لدرجة انقراضها محليّاً أو تخفيضها لدرجة عدم جعلها عنصراً مؤثراً في ذاكالنظام البيئي. ظهر بأن الذئاب قادرة على النجاة من إقصاء الببور لها فقط عندما تُستأصل الأخيرة من قبلالبشر أو تُنقص أعدادها.[104] تُعد الذئاب اليوم نادرةً في المناطق التي تعيش فيها الببور، حيث توجد فقط في الجيوب المنعزلة منها، وتظهر وهي تتنقل وحدها أو في مجاميع صغيرة. أظهرت الدراسات أن التفاعل بين النوعين يتم بأغلبه حول الذبائح، حيث يقوم الببر بطرد الذئاب والاستيلاء على طريدتها، وتقوم الأخيرة بتقميم طرائد الببر بعد أن يكون قد تناول حاجته. هناك 4 وثائق تفيد بقتل ببور لذئاب، لكن أياً منها لا ينص على افتراسها إياها.[103] لجأ المحافظون على البيئةالروس إلى عادة الببر في قتل الذئاب لإقناع الصيادين في الشرق الأقصى بتحمل هذه السنوريات، إذ أنها تقتلالحافريات التي يرغب بها الصيادون، بوتيرة أخف من تلك التي تقوم بها الذئاب، وكذلك فإنها تتحكم بأعداد الأخيرة.[105]
تتواجه الذئابوالضباع المخططة أحياناً فيالشرق الأوسطوآسيا الوسطىوالجنوبية عندما تنازعها على جيفة ما. وعلى الرغم من أن الضبع يهيمن على الذئب الوحيد، فإن قطعان الذئاب يُعرف عنها قيامها بطرد الضباع والاستيلاء على صيدها.[106] تمّ العثور على بقايا ذئاب رمادية تبلغ من العمر آلاف السنين في جحورضباع الكهوف، ولكن لا يُعرف إن كانت هذه الضباع قد اصطادت الذئاب أم قممت جيفتها فقط. وتُظهرالمستحثات أن المنافسة بين هذه الضباع والذئاب لم تكن منافسة شرسة، إذ أن الضباع كانت تُفضل الاقتيات على حيوانات قاطنة للأراضي المنخفضة مثلالأحصنة البرية، بينما اعتمدت الذئاب في قوتها على الحيوانات ساكنة المنحدرات الجبليةكالوعولواليحمور. كما ظهر أن العلاقة بين أعداد الذئاب والضباع علاقة سلبية، إذ أن أعداد الأولى ارتفعت فيأوراسيا عند انخفاض أعداد ضباع الكهوف.[107]
تدل وضعية وتعابير وجه هذاالذئب العربي على أنه في وضع دفاعي، وهي تُحذر باقي أفراد القطيع من الاقتراب منه.تدل تعابير وجه هذا الذئب على أنه خائف.ذئب في وضعية الارتياح.ذئاب محنطة في وضعية عدائية.
تتواصل الذئاب مع بعضها عن طريق البصر بواسطة مجموعة من التعابير الوجهية والوضعيات الجسدية، التي تتراوح من الإشارات المتقنة البسيطة، كرفع البطن، إلى تلك البارزة للعيان، كالتدحرج على ظهورها وإظهار بطنها لتبين خضوعها الكامل.[108] تشمل لغة الجسد عند الذئاب:
الهيمنة – يقف الذئب المهيمن ثابت القوائم عارمالصدر، وتكونأذناه منتصبةً متجهة نحو الأمام، وكذلك بالنسبةلشعر عنقه. وغالباً ما يرفع الذئب المهيمن ذيله عالياً ويلويه ناحية ظهره. يؤكد هذا العرض مرتبة الذئب بين باقي أفراد القطيع. قد يحدق الذئب المهيمن بآخر خاضع، أو يثبته على الأرض، يعتلي أو «يركب» كتفيه، أو حتى يقف على قوائمه الخلفية.
الخضوع النشط – خلال الخضوع النشط، يُخفض الذئب كامل جسده ويُرجع أذنيه إلى الوراء ويمتص شفتاه. وفي بعض الأحيان يُرافق هذا الأمر لعق الخطم، أو اللهث بسرعة وخفض القسم الخلفي من الجسد. كذلك يُخفض الحيوان ذيله كليّاً أو جزئيّاً أو يرخيه بين قائمتيه بالكامل، ويرفع خطمه نحو الفرد المهيمن. وقد يقوّس الذئب ظهره متذللاً لأخيه المهيمن، وكلّما كان تقوّس الظهر أكبر وخفض الذيل أكثر، كلّما دلّ هذا على درجة أكبر من الخضوع.
الخضوع البليد – يتخذ الخضوع البليد طابعاً أكثر حدة من الخضوع النشط، حيث يتدحرج الذئب على ظهره ويكشفعنقه والقسم السفلي من جسده للفرد المهيمن، ويوجه أكفه نحو جسده. يُرافق هذ الوضعية عادةً بعضاً من الأنين.
الغضب – تنتصب آذان الذئب الغاضب وفراؤه، وقد يلوي شفتاه أو يرفع ظهره، ويُظهرأنيابه وقواطعه. كذلك فقد يقوس ظهره، يشبّ، أو يزمجر.
الخوف – يُحاول الذئب الخائف أن يُظهر نفسه أصغر حجماً وأقل لفتاً للنظر وإثارة للشك؛ فيُرجع أذنيه إلى الوراء حتى تُلامسرأسه، وقد يرخي ذيله بين ساقيه كما يفعل الذئب الخاضع. كذلك فقد يأخذ بالأنين أو ينبح نباحاً خافتاً يدل على خوفه، أو يقوّس ظهره.
الدفاع – يُرجع الذئب المدافع أذنيه إلى الوراء حتى تُلامس رأسه.
العدائية – يزمجر الذئب العدائي وينتصب فراؤه، وقد يجثم على الأرض استعداداً ليُهاجم.
الشك – يظهر الذئب على أنه يشك في شيء ما عندما يُرجع أذنيه إلى الخلف ويُضيق عينيه. وعندما يشعر الحيوان بالخطر ينتصب ذيله موازياً للأرض.
الارتياح – يتدلى ذيل الذئب المرتاح بشكل طبيعي نحو الأرض، وعندئذ يجلس على بطنه أو يستلقي على جانبه. وقد يقوم الذئب أيضاً بهز ذيله، وكلما كان الأخير أكثر ارتخاءً كلما كان الذئب أكثر ارتياحاً.
التوتر – ينتصب ذيل الذئب المتوتر، وقد يجثم على الأرض استعداداً للهرب.
السعادة – يقوم الذئب بهز ذيله غندما يكون مسروراً كما تفعل الكلاب المستأنسة، وقد يُخرج لسانه من فمه كذلك الأمر.
الصيد – يكون الذئب متوتراً عندما يصطاد، لذا فإن ذيله ينتصب بشكل أفقي.
المرح – يرفع الذئب الراغب بالمرح ذيله عالياً ويقوم بهزه، وقد يقفز من مكان لأخر، أو ينحني أرضاً عن طريق خفض القسم الأمامي من جسده ورفع الخلفي، وهزه في بعض الأحيان. يُماثل هذا السلوك سلوك اللعب عندالكلاب المستأنسة.
ذئب بالغ يعوي في المحمية التابعة للصندوق البريطاني للحفاظ على الذئاب.
تصل درجة حدة عواء الذئب، الذي يدوم من 0.5 إلى 11 ثانية، إلى ما بين 150 و 780هرتز.[23] يُساعد العواء أفراد القطيع على الاتصال ببعضهم البعض بشكل أكثر فعالية في المناطق كثيفةالأشجار وعلى مسافات شاسعة، كذلك فهو يُساعد في جمع كل الأفراد في موقع محدد. تحدد الذئاب حدود حوزها بالعواء أيضاً، كما يظهر من التجارب التي يقوم بها علماء وحرّاسالمحميات والمنتزهات الوطنية، حيث يقدمون على العواء بداخل منطقة خاصة بإحدى القطعان، فيرد عليهم جميع أفراد القطيع باعتبار أنهم قطيع أخر منافس دخل إلى حوزهم. تُحث الذئاب على الاتيان بهذا التصرف عندما يكون لديها ما تحميه، كطريدة حديثة القتل مثلاً. تقوم قطعان الذئاب الكبيرة بجذب الانتباه إلى أنفسها بشكل أكبر من القطعان الصغيرة بحكم التجربة. تتجاوب القطعان المجاورة لعواء بعضها، الأمر الذي يفيد بوقوع متاعب بالنسبة للقطيع الأصغر بينهما، لذا فإن هذه الحيوانات تعوي وهي على أقصى درجات الحذر.[109] تعوي الذئاب أيضاً لأسباب اجتماعية خاصة بها، ويقول بعض العلماء أن هذا يعزز الروابط الاجتماعية والصداقات الحميمة فيما بينها—تماماً كما يفعلالغناء الشعبي عندالبشر.[109] تُصدر الذئاب خلال تجمعاتها هذه عدد من النغمات الصوتية ذات الحدة المختلفة، مما يجعل من الصعب معرفة عدد الحيوانات المنخرطة في العواء، ويؤدي هذا بالتالي إلى تردد القطيع المنافس في الاقتراب أو مهاجمة الذئاب الأخرى، إذ أن هكذا هجوم قد يكون كارثيّاً بحال أخطئ القطيع في تقدير عدد الأفراد المنافسين. يُمكن سماع عواء الذئب على بعد 16 كيلومتراً (10 أميال)، إلا أن هذا يتوقف على مدى سوء أو حسن الأحوال الجوية. أظهرت الدراسات أن قطعان الذئاب تعوي عادةً خلال ساعاتالشفق، في الفترة التي تسبق خروج الأفراد البالغةللصيد وتلي عودتها، كذالك تبين أن حدة العواء ترتفع خلال موسم التزاوج ومرحلة تربية الجراء اللاحقة.[110] تبدأ الجراء بالعواء سرعان ما تخرج من الجحر، وتنزع إلى مشاركة الأفراد البالغة بهذا النشاط في الشهرين اللاحقين. إن الغاية من وراء هذا العواء العشوائي هي تعزيز التواصل بين الصغار وباقي الأفراد، والقيام به لا يضر الذئاب في مرحلة حياتها الأولية هذه.[109] يُصبح العواء أقل عشوائيةً عندما تبدأ الجراء بتعلم كيفية التمييز بين ندائات أفراد قطيعها والقطعان المنافسة. تُعتبر ذئابالشرق الأوسطوآسيا الجنوبية ذئاباً غير اعتيادية، إذ أنها لا تعوي أغلب الأحيان، وإنما تُصدر أصواتاً شبيهة بأصواتالكلاب المستأنسة، مكونة من مقاطع قصيرة حادة من النباح.[12][60]
يُعد إبرازالأسنان، مع إصدار هرير أو رغاء، أكثر تعابير الإنذار البصري شيوعاً والتي تلجأ إليها الذئاب. يتميز رغاء الذئب بعمقه ويمكن أن تصل درجة حدته إلى ما بين 250 و 1,500هرتز،[23] وغالباً ما يلجأ إليه الحيوان لإخافة منافسيه، إلا أنه لا يُستعمل بالضرورة عند الدفاع عن النفس. تزمجر الذئاب المسيطرة أيضاً على باقي الذئاب الخاضعة عندما تحاول الهيمنة عليها. تنبح الذئاب عندما تكون متوترة، أو عندما تنذر باقي أفراد القطيع بوجود خطر ما، لكنها تفعل ذلك بتروي شديد، ولا تنبح بصوت مرتفع أو بشكل متواتر كما تفعلالكلاب المستأنسة، وعوضاً عن ذلك تُصدر صوتاً منخفضاً تتراوح درجة حدته بين 320 و 904 هرتز لتستقطب انتباه باقي أفراد القطيع.[23] تُصدر الذئاب أيضاً «نباحاً عوائيّاً» وذلك عن طريق إضافتها لعواء بسيط في أخر النباح، وهي تفعل هذا لذات الأسباب التي تدفعها للنباح. تنبح الجراء وتُصدر «النباح العوائي» على نحو أكثر تواتراً من الذئاب البالغة، وذلك كي تستحصل على الانتباه، العناية، أو الطعام. من أقل أصوات الذئاب شيوعاً هو «صوت الحشد»، أي عندما يتجمع أفراد القطيع سويّاً ويُصدرون نحيباً عالي النبرة يتخلله صوت شبيه بالنباح، أثناء قيامهم بلعق خطوم بعضهم البعض وهز أذيالهم. غالباً ما يُقصد من وراء هذا الصوت إظهار الخضوع للذئب المهيمن.[111] تُصدر الذئاب أيضاً أنيناً تصل درجة حدته القصوى إلى 3,500 هرتز،[23] وذلك عندما تُظهر خضوعها لذئب أخر، وتأن الجراء كذلك الأمر عندما ترغب بالحصول على الطمأنينة من والديها أو من الذئاب الأخرى.
ينتمي الذئب الرمادي إلىجنس «الكلب» (اللاتينية:Canis)، الذي يضم ما بين 7 و 10أنواع منالكلبيات. وهذهالحيوانات هي إحدى ستة أنواع يُطلق عليها اسم «ذئب»، أما الأخرى فهي:الذئب الأحمر (Canis rufus)،الذئب الهندي (Canis indica)،ذئب الهيمالايا (Canis himalayaensis)،الذئب الشرقي (Canis lycaon)،والذئب الحبشي (Canis simensis)، على الرغم من أن الجدال ما زال قائماً حول ما إذا كان البعض من هذه الحيوانات يجب اعتباره أو إبقاؤه على أنه نويعة من الذئب الرمادي، أو كونه يُشكل نوعاً مستقلاً. أظهرت بعضالأبحاث الوراثية مؤخراً أن جمهرات الذئب الهندي فيشبه القارة الهندية قد تُشكل نوعاً جديداً، وكذلك كان الحال بالنسبة لذئاب الهيمالايا، التي كانت توضع سابقاً على أنها مجرد جمهرة من النويعة التبتية (Canis lupus laniger) التي امتد موطنها عبرجبالآسيا الجنوبية.[112]
يحمل الذئب الرمادي عدداً من الأسماء فياللغة العربية، منها:السرحان،العسّاس،الأصمع،الخلبع،الأويس،العملس،الأطلس،العوف،الأوس،[113]الأحوس،الأغبر،الجنب،الخولع،الدألان،الدعلج،الدوبل،الدؤاله،السعسع،العاسل،العسعاس،الغطاس،القطرب،القلاب،النهشل،الوراس،الملاز،القواع،السميدع، وغيرها.[113] كذلك يُطلق على الذئب محليّاً فيالدول العربية التي يقطنها اسم "الذيب" أو "الديب". كان الذئب الرمادي أحد الأنواع التي وصفهاعالم الحيوانالسويدي "كارولوس لينيوس" في مؤلفه منالقرن الثامن عشر، "النظام الطبيعي" (باللاتينية:Systema Naturae)، وما زال حتى الآن يُصنف بنفس الشكل ويحمل ذات الاسم العلمي.[114] تُشتقالتسمية الثنائية للذئاب "Canis lupus" من الكلماتاللاتينية "كانيس - Canis بمعنى "كلب"، و"لوبس - lupus" بمعنى «ذئب».[115]
يُعتبر تصنيف نويعات الذئب الرمادي أمراً في غاية الصعوبة، فعلى الرغم من أن العلماء قاموا بوضع قائمة بالنويعات الباقية والمنقرضة، إلا أن هذا التصنيف لا يزال موضع جدل،[116] ويُحتمل أن يتم تعديله مراراً وتكراراً خلال السنوات المقبلة.
الجدول الزمنيلفصيلة الكلبيات، ويظهر الاسم العلمي للذئب الرمادي باللون الأحمر.
تقول النظريات الحديثة أن الذئاب الرمادية ظهرت في بادئ الأمربأوراسيا خلال أوائل فترة العصر الحديث الأقرب. فقد تبين من دراسةجدلية الحمض النووي أن نسب الذئاب الآسيوية يعود إلى 800,000 سنة، على العكس من نسب ذئابأوروباوأمريكا الشمالية، الذي يعود لحوالي 150,000 سنة فقط.[117] يُعتقد بأن الذئاب الأوائل كان تشبه الذئاب قاطنةالصحراء حالياً، كتلك الموجودة فيالشرق الأوسطوآسيا الجنوبية، وذلك بعد أن أظهرتمستحثات في أوروبا تعود لقرابة نصف مليون سنة شبهاً كبيراً بالنويعات الآسيوية الباقية.[60] يُحتمل بأن الذئاب هاجرت منالعالم القديم إلى أمريكا الشمالية عبر جسر بيرينغ الذي وصلروسيابألاسكا خلالالعصر الجليدي الأخير، منذ حوالي 400,000 سنة، إلا أنها لم تصبح واسعة الانتشار فيالقارة إلا منذ 12,000 عام، أي في الفترة التي بدأت فيها الحيوانات الضخمة لأمريكا الشماليةبالانقراض. يعتقد بعض الخبراء أن أصول الذئاب الأوراسية، هي السبب في عدم مقدرتها النسبية على التأقلم مع الزحف البشري إلى موطنها الأمريكي، وذلك بالمقارنة مع الدببة السوداء الأمريكية،أسود الجبال،القيوط، التي كانت تتعرض للضغط من قبل المفترسات الأضخم حجماً والتي اختفت اليوم،[78] فهذه الحيوانات اعتادت وجود كائنات تهيمن عليها وطورت سلوكها على هذا الأساس خلال ألاف السنين، أما الذئاب فقد أتت من قارة أخرى ولم تكن قد طورت هذا السلوك لعدم وجود ذاك العدد الهائل من الضواري الأكبر حجماً المنافسة لها كما فيالعالم الجديد، لذا بقيت أعدادها منخفضة حتى اندثرت الأخيرة، وعادت لتواجه ذات المشكلة اليوم معالإنسان. تعايشت الذئاب بعد هجرتها إلىأمريكا الشمالية مع نوع أخر منالكلبيات هوالذئب الرهيب (Canis dirus). وعلى الرغم من أن الأخير كان أضخم حجماً وأكثر امتلاءاً وفاقت قوة عضته تلك الخاصة بالذئاب الرمادية، إلا أنأسنانه كانت أقل تخصصاً في تكسيرالعظام.[32] انتشرت الذئاب الرهيبة من جنوبيكندا وصولاً إلىأمريكا الجنوبية حتى 8,000 سنة عندما قضت عليها التقلبات المناخية كما يُعتقد. ويقول الخبراء أنه بحلول هذا الوقت أصبحت الذئاب الرمادية هي الكلبيات المسيطرة في القارة.
قام العلماء بوصف حوالي 50 نويعة من الذئب الرمادي قديماً، أما الآن وعلى الرغم من عدم وجود إجماع في الرأي حول العدد الفعلي للنويعات، إلا أنه يمكن القول بوجود ما بين 13 و 15 نويعة مستقلة. يأخذ العلماء عدد من الأمور بعين الاعتبار حاليّاً عندما يقومون بتمييز أي نويعة عن أخرى، ومنها:الحمض النووي، الخصائص التشريحية، الانتشار، ومستوى هجرة الجمهرات المختلفة من منطقة لأخرى. وفي عام2005، تم وصف 37 نويعة تشملالدنغوالكلب المستأنس، يُضاف إليها 3 نويعات أخرى ذات خصائص مورفولوجية تميزها عن البقية.[118] تُظهر الذئاب اختلافاً كبيراً بشكلها عبر مختلف أنحاء موطنها الشاسع، فعلى سبيل المثال، تكون ذئابأمريكا الشمالية مماثلة في الحجم لذئابأوروبا، لكنها تمتلكرؤوساً أكبر وأكثر استدارة، كما أن خطمها أعرض ذو زاوية أكثر انفراجاً، وقوائمها أقصر وأكثر متانة. وبالمقابل، تمتلك الذئاب الأوروبيةآذاناً أطول تقع في قسم أعلى من رأسها، ورؤوساً أكثر استدارة، وفراء أخشن أقل ترفاً.[119][120] تستطيع الذئاب قاطنة المناطق المختلفة أن تتناسل مع بعضها البعض على الرغم من اختلافاتها الجسدية، فقد نجحت حديقة حيوانات لندن على سبيل المثال في تزويج ذئب أوروبي إلى ذئبة هندية، الأمر الذي نتج عنه جرو يُشابه والده كثيرًا.[121] تظهر الاختلافات السلوكية للذئاب باختلاف موطنها كذلك الأمر، فذئابالشرق الأوسطوآسيا الجنوبية تميل لأن تكون أقل حباً للاجتماع من ذئاب أوروبا وأمريكا الشمالية،[60] كما تعوي بشكل أقل بكثير.[12] كذلك، فإن الذئاب الأمريكية أقل تأقلماً مع العيش فيالمناطق الحضرية أو ذات الوجود البشري، على العكس من الأوروبية، فتلك القاطنةجنوب أوروبا تعيش في أماكن ذات كثافة بشرية أعلى مما تستطيع الذئاب الأمريكية تحمله.[122] يحوي الجدول التالي جميع النويعات المصنفة من الذئب الرمادي، بالإضافة للنويعات الثلاث المميزة مورفولوجيّاً:
أكثر النويعات انتشاراً بلا منازع، يبلغ ارتفاع البالغة منها 76 سنتيمتراً (30 إنشاً) ويتراوح وزنها ما بين 32 و 59 كيلوغراماً (ما بين 70 و 130 رطلاً). يتراوح لونها بين الأبيض، القشدي، الأحمر، الرمادي، والأسود.
تُعتبر إحدى أكبر نويعات الذئاب، إذ يصل طولها إلى مترين (7 أقدام)، ويتراوح وزنها بين 45 و 57 كيلوغراماً (ما بين 100 و 125 رطلاً)، وبعض التقارير غير الموئقة تفيد بوجود حيوانات يصل وزنها إلى 100 كيلوغرام (220 رطلاً).[124]
النويعة الألاسكية (Canis lupus alces) – ذئب شبه جزيرة كيناي.
أصغر الذئاب حجماً، يبلغ ارتفاعه حوالي 26 إنشاً عند الكتفين ويصل في زنته إلى 40 رطلاً. يختلف طول فرائه من الصيف إلى الشتاء، ففي الصيف يكون قصيراً خفيفاً، وفي الشتاء طويل، إلا أنه لا يصل لطول النويعات الشماليّة.[125]
أصغر حجماً من ذئاب الغابات، يتراوح طولها بين 0.91 إلى 1.8 أمتار (بين 3 و 6 أقدام)، وارتفاعها بين 66 و 79 سنتيمتراً (بين 26 و 31 إنشاً)، وبهذا فهي تعدّ أقصر من النويعات الأخرى ذات الوزن المماثل.
أصغر النويعات في أمريكا الشمالية، حيث لا يتجاوز طولها أكثر مما يتراوح بين 1.2 و 1.5 أمتار (ما بين 3.9 و 4.9 أقدام). تُماثل في بنيتها الذئاب الأوروبية، لكن عنقها أثخن ورأسها أعرض، وأذنيها أطول، وذيلها أقصر.[126]
يُقال بأن هذه النويعة كانت بيضاء اللون ضخمة، ذات خط أسود يمتد على طولظهرها. اعتبرت بأنها قاتلةللماشية، فوضعتالحكومة الفدرالية جائزة على رؤوسها، وبحلول عام1911 كان أخر ذئب منها قد قُتل، إلا أن انقراض النويعة لم يوثق بشكل رسمي حتى عام1930.
نويعة ضخمة ذات فراء أبيض كثيف وخط أسود يمتد على طولالعمود الفقري. مقصورة في وجودها حاليّاً على جزيرة بانكس بعد أن أبيدت على جزيرة فيكتوريا بين عاميّ1918و1952.
يعتقد البعض أن هذه النويعة هي التي تحدرت منهاالكلاب المستأنسة، بناءً على بعض الخصائص التشريحية المماثلة عندها وعند الأخيرة، مثل تركيبةالفك السفلي التي تختلف عن تركيبة باقي نويعات الذئب الرمادي.[127]
النويعة الكولومبية (Canis lupus columbianus) – ذئب كولومبيا البريطانية
نويعة مهددةبالانقراض بدرجة متوسطة، يندر مشاهدتها من قبلالبشر.[128] يُعرف عن الأفراد قاطنة منتزه "حافة المحيط الهادئ" الوطني، بأنها تقتل الكلاب غير المحروسة. متوسطة القد، يتراوح لونها بين الأسود الضارب للرمادي إلى الأبيض.[129]
كانت هذه النويعة بالأساس مستأنسة، أحضرها معهم السكان الأصليون إلىأستراليا، وسرعان ما استعادت طبيعتها البرية وعاشت وحشية في جميع أنحاءالقارة، ويعدّ بعض العلماء أن الدنغ استطاع بذكائه المتطور نسبيّاً القضاء على أكبر ضواري إستراليا حينها، وهوالثايلسين.
النويعة الأهلية (Canis lupus familiaris) – الكلب المستأنس.
عالمي الموطن كحيوان منزلي، تعيش منه جمهرات وحشية في جميع القارات عداأنتاركتيكا.
تختلف أحجام وألوان وأشكال الكلاب المستأنسة كثيرًا نتيجة للتهجين الانتقائي خلال ألاف السنين. يُقدر وجود 400 مليون كلب في العالم.[130]
كانت هذه النويعة تستوطن جزيرةهوكايدو اليابانية فقط، وكانت أقرب إلى الذئاب الرمادية العادية من ذئاب هونشو، قاطنةاليابان كذلك الأمر. تراوح لونها من الرمادي الباهت إلى المسمرّ، وانقرضت بحلول عام1889 بسبب الاضطهاد البشري.[132]
إحدى النويعات المنقرضة، لا تُعرف إلا عن طريق 8 فراء محفوظة و 5 عينات محنطة. يُعتقد بأن السبب الذي دفعهاللانقراض كان انتشارداء الكلب في موطنها عام1732، بالإضافة للتحطيب المكثف الذي دمر مؤلها وقضى على طرائدها.[133]
نويعة متوسطة الحجم ذات فراء كث يتراوح لونه من الرمادي الباهت إلى الأبيض الضارب إلى الصفار أو القشدي. يُقال بأنها تماثل نويعة وادي ماكينزي في أغلب النواحي، إلا أنها أصغر حجماً.
نويعة شمال الروكي (Canis lupus irremotus) – ذئب شمال الروكي.
إحدى النويعتين ذات الخصائص المورفولوجية المميزة. تُعد أصغر حجماً من النويعة الذئبية. أظهرت الدراسات أن هذه الذئاب هي الأنقى فيأوروبا، حيث أنها لمتتناسل والكلاب الوحشية بنفس حدة باقي النويعات.[134]
سواحل جنوب شرقألاسكا، من مدخل ديكسون وصولاً إلى خليج يكوتات وأغلبية جزر أرخبيل ألكسندر.
إحدى النويعات صغيرة الحجم؛ ذات فراء قصير أسود اللون غالباً، أو ذو لون أخر داكن. تتراوح أعدادها حاليّاً بين 750 و 1,100 ذئباً،[135] بعد أن كانت قد تناقصت كثيرًا في العقود الماضية نتيجة الاضطهادالبشري.
النويعة الملكية (Canis lupus lycaon) – الذئب الشرقي، الذئب الكندي الشرقي، الذئب الأحمر لشرقي كندا.
المنطقة المحيطة بمنتزه ألغوكوين الوطني فيأونتاريو وبعض المناطق المجاورة فيكيبك. يُحتمل وجود بعض الجمهرات فيمينيسوتاومانيتوبا.
أظهرتالأبحاث الوراثية مؤخراً أن هذه النويعة قد تكون نوعاً مستقلاً بذاته، إلا أن الجدال ما زال قائماً حول ما إذا كان هذا صحيحاً أم لا.[136][137] كما كانت تُعتبر نتاجتهجين طبيعي بين الذئاب الرمادية والذئاب الحمراء أوالقيوط.
نويعة متوسطة إلى صغيرة الحجم، قاتمة اللون عند معظم الأفراد. انقرضت بحلول عام1942 بعد أن اختفت طريدتها الأساسية، وهيالبيزون الأمريكي، واضطهدهاالبشر بسبب تحولها للاقتيات علىالماشية المستانسة.[138]
ليس هناك من أدلة تفيد ببقاء هذه النويعة على قيد الحياة اليوم، أو إن كانت نويعة مستقلة من الأساس. فإن كانت هذه الحيوانات تمثل نويعة مستقلة فإنها على الأرجحمنقرضة اليوم.
النويعة الهندية (Canis lupus pallipes) – الذئب الهندي، الذئب الإيراني، الذئب التركي، ذئب جنوب غرب آسيا.
نويعة صغيرة إلى متوسطة الحجم، تعدّ إلى جانبالذئاب العربية وذئاب التبت، إحدى النويعات التي تحدرت منهاالكلاب المستأنسة.[140] يُعتقد بأن الجمهرة قاطنة شبه القارة الهندية تُشكل نوعاً مستقلاً بذاته.
إحدى أكبر نويعاتأمريكا الشمالية، إن لم تكن أكبرها بلا منازع. يعتقد البعض أنها مجرد جمهرة من ذئاب التندرا الألاسكية. دائماً ما يكون لون هذه النويعة قاتماً، ويتراوح بين الأسود الصافي، أو الممزوج مع البني، الرمادي، أو الأبيض.
النويعة الثانية ذات الخصائص المورفولوجية المميزة. تختلف عن الذئاب الأوراسية من عدة نواح، منها بنيتها الأنحف والعلامات التي تحملها على ذيلها وقوائمها، الأمر الذي جعل العلماء يُطلقون عليها اسم "signatus" بمعنى "ذات العلامات" أو الموسومة.
تراوح حجم هذه النويعة من المتوسط إلى الضخم، وكان لونها أصفراً ضارباً إلى البرتقالي. أعلن عن انقراض هذه النويعة رسميّاً عام1935 بسبب الصيد المكثف والتسميم.
يصنف بعض العلماء الذئب الأحمر على أنه نويعة أخرى من الذئب الرمادي، حيث يحملالاسم العلمي "Canis lupus rufus"، بينما يقول أخرون أنه نوع مستقل بذاته، يحمل اسم "Canis rufus". والذين يقولون بكون تلك الذئاب مجرد نويعة يعدّونها النويعة الأخيرة ذات الخصائص المورفولوجية المميزة.
هجين ذئب وكلب من سلالةالملموت الألاسكي.ذئب أحمر أسير. أظهرت العديد من الأبحاث الوراثية أن هذه الذئاب عبارة عن هجائن بين الذئاب الرمادية والقيوطات.[141]
يمكن للذئاب أنتتناسلوالكلاب المستأنسة، لتنتجهجيناً غير عقيم. يُقال أن هجائن الكلاب والذئاب تكون متمتعةً بصحة جيدة في أغلب الحالات، حيث أنها تتأثر بعدد أقل بأشواط من الأمراض الوراثية من العدد الذي تتأثر به سلالات الكلاب المستأنسة، ويعود السبب وراء هذا إلى عامل «قوة الوراثة».[142] يفيد اتحاد الكلاب الذئبية الوطني (بالإنجليزية:National Wolfdog Alliance)، بأن 40 ولاية أمريكية تحظر ملكية، إكثار، أو استيراد أيكلب ذئبي، بينما تقوم ولايات أخرى بوضع بعض القواعد التنظيمية المتعلقة بهذا الموضوع.[143] تنطبق ذات المسألة على معظمالدول الأوروبية والكثير منبلدياتومقاطعاتالولايات المتحدة، التي إما تجعل تملّك الحيوان مسألةً مخالفةًللقانون، أو تقيد من حرية تربيته.[144] على الرغم من أن الذئاب تفتك بالكلاب في البرية، إلا أنه تمّ توثيق حدوث بعض حالات التزاوج بين ذئاب وكلاب وحشية عن طريقالاختبارات الوراثية، التي أظهرت أن بعض الجمهرات تحمل مورثات انتقلت إليها من سلف من الكلاب. يعتقد بعض العلماء أن هذا التهجين الطبيعي يُشكل خطراً محدقاً بجمهرات الذئاب النقية المعزولة، لا سيما وأن هناك بعضاً من القطعان المهددة التي وإن اختلطت بأي جمهرة هجينة، فسوف تكون قد اندثرت بطريقة أخرى. عادةً ما يحصل التهجين الطبيعي بين الذئاب والكلاب بالقرب من المستوطنات البشرية، حيث تقل كثافة الذئاب ويرتفع عدد الكلاب. إلا أن الدلائل الملموسة، كالخصائص المورفولوجية البارزة وتحاليلالحمض النووي للمتقدرات، تنص على أن القول بانتشار التهجين بين الكلاب والذئاب قول خاطئ، إذ أنها تُظهر ندرة حصول أي تزاوج بين النوعين في البرية.[16] يُقال في بعض الأحيان أن وجودزمعتين عند الذئاب البرية هو خير دليل على أنها ملوثة وراثيّاً من قبل الكلاب، والزمعة عبارة عنأصبع خامس لاوظيفي يظهر في قوائم الكلاب الخلفية، ويختفي عند الذئاب النقية ذات الأصابع الأربعة.[19] لوحظ أن هجائن الذئاب البرية فيالإتحاد السوفياتي السابق، كانت تؤلف قطعاناً أكبر من قطعان الذئاب النقية، كما تمتعت بقدرة أكبر على التحمل عندما طاردت فريستها.[14] أظهرت الأبحاث الوراثية فيجامعة كاليفورنيا بمدينةلوس أنجلوس، أن الذئاب ذات الأهاب الأسود تحمل هذا اللون نتيجةطفرة برزت في بادئ الأمر عند الكلاب المستأنسة حديثاً وانتقلت لاحقاً إلى الذئاب عن طريق التهجين مع الكلاب التي غدت وحشية.[24]
تتناسل الذئاب معالقيوطات لتنتج هجائن غير عقيمة كذلك الأمر، وهذا الأمر يطرح التساؤل المثير للجدل حول ما إذا كان يُمكن اعتبار كل منها نوعاً مستقلاً بذاته.[145] يُعرف نتاج الذئب والقيوط باسم «الذئب القيوطي» أو «القيئب»، وهو عادةً ما يكون حجمه وسطاً بين حجم أبويه، أي أكبر من قيوط نقي وأصغر من ذئب. أظهرت إحدى البحوث في ولايةماين، أن 22 قيوطاً من بين 100 تم أسرها، تتحدر من أصول ذئبيّة، وكان أحدها يحمل خصائص مماثلة لخصائص الذئاب بنسبة 89%. تفترض إحدى النظريات أن القيوطات الشرقية الضخمة في كندا ليست سوى هجائن بين القيوطات الغربية الصغيرة والذئاب، التي التقت بها وتزاوجت معها منذ عقود، كذلك، يقول بعض العلماء أن الذئب الأحمر ليس بنوع مستقل وإنما هو هجين أخر بين الذئاب الرمادية والقيوطات. وقد دعمتالأبحاث الوراثية الحديثة هذا الافتراض، حيث تبين أن الذئاب الحمراء لا تتميز وراثيّاً عن الذئاب الرمادية والقيوطات إلا بنسبة بسيطة، وقد ظهر أيضاً، من خلال احتساب المسافة الوراثية بين الأنواع الثلاثة، أن الذئاب الحمراء تأتي وسطاً بين الذئاب الرمادية والقيوطات، وأنها تُشابه هجائن الأخيرة قاطنة جنوبكيبيكومينيسوتا. تبين من خلال تحاليلالحمض النووي للمتقدرات، أن جمهرات الذئب الأحمر الباقية، يتحدر أغلبها في الأصل من القيوطات.[141]
تثير مسألة صلة الذئب الرمادي بالكلاب الجدال بين العلماء منذ سنين طويلة، على الرغم من أن معظمهم يرون الذئب على أنه السلف المباشر لجميع سلالات الكلاب المستأنسة. اعتبر حل هذه المسألة غاية في الصعوبة، بما أن فصيلةالكلبيات فصيلة حديثة النشوء وبسبب تناسل الأنواع المختلفة مع بعضها بسهولة، إلا أن دراسات القرابة الجزيئية تظهر حاليّاً أنالكلاب المستأنسة والذئاب قريبة من بعضها بشكل وثيق، وبناءً على هذا فإن جميعالعلماء أخذوا يصنفون الكلب على أنه نويعة من الذئب الرمادي، يحملالاسم العلمي "Canis lupus familiaris". كذلك، فقد أظهرت التجارب فيألمانيا، على كلاب البودل والذئاب، أن الصغار الهجينة تولد غير عقيمة ولا تواجه صعوبة في التواصل مع بعضها أو مع أبويها حتى تلك التي ولدت بعد أجيال، وكذلك كانت النتيجة بالنسبة للوالدين، حيث تزاوجت مع بعضها تلقائيّاً دون أي قيد، ولم تواجه صعوبة في التواصل عبر الأصوات ولغة الجسد. تتعارض هذه النتائج مع تلك التي برزت من تزويج البودلبالقيوطوبنات آوى، إذ تبين أن خصوبة كل الهجائن أخذت تقل جيلاً بعد جيل، كما أخذ التواصل يصعب عليها شيئاً فشيئاً، وازدادت نسبة أمراضها الوراثية بعد 3 أجيال من التزاوج الداخلي. وبناءً على هذا، استنتج العلماء أن الذئاب الرمادية والكلاب تُشكل نوعاً واحداً.[146] أظهرت فحوصاتالحمض النووي أن الكلاب المستأنسة والذئاب الرمادية وثيقة الصلة ببعضها، فكلاهما يمتلك 39كروموسوماً، تُمثل 19000مورثة، منتشرة على 2.4 ملياراتكيلو قاعدة.[147] في عام2005، تم إجراء دراسة لتحديد مدى الشبه الوراثي عند أفراد السلالات المستأنسة وبين تلك السلالات المختلفة، وبين نويعات الذئب الرمادي، عن طريق قياس درجة تواترنوكليوتيد تعدد الأشكال المنفردة الخاصة بكل منها. بينت النتائج أن الكلاب المستأنسة من ذات السلالة كانت مشابهة بشدة لبعضها البعض، كما تبين أن السلالة المستخدمة في الدراسة، وهي من كلاب البوكسر، كانت قريبة كثيرًا لسلالات مستأنسة أخرى، على الرغم من وجود بعض التفاوت بين السلالة والأخرى، فعلى سبيل المثال، ظهر بأن البوكسر أقل قرباً إلىكلاب الملموت الألاسكية من باقي السلالات. كما ظهر أنه الأقل من بين السلالات المستأنسة شبهاً بالكلبيات الأخرى، مثل الذئب الأوراسي والقيوط. وبناءً على هذا التحليل، يمكن القول بأن الفروقات الشكلية بين الذئب الأوراسي والكلب المستأنس هي ضعف الفرق بين سلالات الكلاب المستأنسة، وأربعة أضعاف الفروقات الموجودة بين أفراد سلالة مستأنسة معينة.[147]
طالما كان هناك جدال قائم بين العلماء حول مسألة تشعبالكلاب المستأنسة من الذئاب، وحتى الآن ما زال تاريخ حصول هذا التشعب، كيفية حصوله ومكان ذلك، غير محدد بشكل قاطع. تظهرالمستحثات التي عُثر عليها أن الكلاب انشقت عن الذئاب منذ 15,000 سنة، إلا أن هذا يمكن أن يكون قد حصل منذ فترة سابقة على هذا التاريخ بكثير. يقول معظمعلماء الآثار أن الكلاب تشعبت من الذئاب في الفترة الممتدة بين 15,000 و35,000 سنة، وأن الاستئناس حصل نتيجةً لتغيّر نمط حياةالبشر، إذ أنه في تلك الفترة بدأالإنسان بالاستقرار وتوقف عن حياة الترحال. يتفق جميع العلماء أن التدجين حصل فيأوراسيا، وأن الكلاب دخلتأمريكا الشمالية مع إحدى موجات الهجرة البشرية على الأرجح، منذ 12,000 عام فقط، وبالتالي فإنه يُفترض أن الكلاب انتشرت بسرعة فائقة في جميع أنحاءالعالم.[148] لا تزال مسألة أي نويعة من الذئاب تتحدر منها سليلتها الأليفة موضع نقاش، فيقول البعض أن هذه النويعة هي النويعة التبتية، حيث أن القسم الأعلى من فكها السفلي يميل إلى الخلف كما في الكلاب المستأنسة، وعلى العكس من باقي نويعات الذئب الرمادي، بينما يقول آخرون أن النويعة الأكثر ترجيحًا هي النويعة الهندية بسبب حجمها الصغير وطبيعتها الأكثر وداعة.[149] يقول بعض الخبراء أن نويعاتالشرق الأوسطوآسيا الجنوبية هي الأكثر احتمالاً لتكون أجداد الكلاب، إذ أنها تُصدر أصواتاً شبيهة بأصوات الأخيرة، كما أنها أصغر حجماً وأكثر وداعةً من النويعات الشمالية.[60]
تُظهر بعض سلالات الكلاب المستأنسة، مثل هذا التمسكان، شبهاً كبيراً بالذئاب، على الرغم من عدم ارتباطها بالأخيرة بشكل أوثق من باقي السلالات.
على الرغم من أن الكلاب والذئاب وثيقة الصلة ببعضها البعض، إلا أنها تُظهر عدداً من الاختلافات الجسدية والسلوكية. يقول بعض العلماء بعدم صحة النظرية القائلة بأن الكلاب تتحدر من الذئاب، بناءً على هذه الاختلافات بين الحيوانين،[9] بينما يقول أخرون أن غياب بعض الخصائص أو العادات عند الكلاب، مثل تقيؤ الطعام للجراء أو عيشها في قطيع ذو بنية الصارمة، ليس بدليل على خطأ النظرية، وإنما هو بمثابة «انحلال» لتلك الخصائص بسبب التزويج غير الانتقائي أو اللامسؤول لسلالات الكلاب المختلفة، كما أن الكثير من الكلاب، وبشكل خاص تلك التي تتحول إلى الوحشية، تظهر لديها هذه الخصائص، بينما تبقى غير بارزة عند غيرها.[146][150]
قد لا تُظهر الكلاب بعض أشكال السلوك الغريزي أو الاجتماعي التي تُظهرها الذئاب بسبب عدم وجود أي فرصة لها للقيام بذلك في محيطها الأهلي، وكذلك عندما تتحول إلى الوحشية أو تعيش حياة شبه وحشية، فإنها تبقى تُظهر اختلافات معينة عن أسلافها البرية. وفي دراسة مقارنة أجريت على الذئاب وكلاب البودل، قام العالم المختص بدراسة الذئاب «أريك زيمن» ومساعديه بتسجيل 362 سلوكاً مختلفاً تقوم به الأخيرة، 64% منها قامت به كلاب البودل باختلاف طفيف أو دون أي اختلاف على الإطلاق، بينما لم تُظهر أي سلوك مشابه لنسبة 13% الباقية. تبين من هذه الدراسة أن 23% من السلوكيات الذئبية موجود لدى الكلاب ولكن بشكل معدل بطريقة ملحوظة، فعند الإتيان بأي منها، أظهرت البودل عدم تركيزها على هدف معين وعشوائية وعدم فعالية انتقائها «لطريدتها»، تماماً كما هي الحال عند جراء الذئاب اللاهية أو العابثة. كذلك، فقد ظهر أن الكثير من تعابير الوجه والتعابير الجسدية التي تقوم بها الذئاب، كانت مبسطة كثيرًا عند البودل أو غير بارزة على الإطلاق، فكانت الوضعيات العدائية والدفاعية لديها قليلة إلى حد كبير، وذلك بسبب كونها أقل خوفاً وعدائيةً، وأكثر تحملاً للكائن الذي يقترب منها كثيراً. وعلى العكس من الذئاب البالغة، التي تتفادى الاحتكاك الجسدي مع بعضها البعض عندماتنام، فإن كلاب البودل استمرت بالاستلقاء قرب بعضها عندما بلغت 8 أشهر من العمر أو ما يزيد عن ذلك بعض الشيء، حتى في الأيام الحارة، عندما لا يكون هناك حاجة للتكويم من أجل الحفاظ على حرارة الجسد.[151] تعدّ الكلاب البالغة أكثر تقبلاً للغرباء من الذئاب البالغة، التي تصبحكارهةً للأجانب مع تقدمها بالسن. كذلك، فإن تقنيات القتال تختلف بين الكلاب والذئاب، فالأولى غالباً ما تركز على الهجوم علىالرأس،العنق،والأكتاف، بينما تهاجم الثانية جميع أنحاء الجسد وتسبب ضرراً أكبر، كما تصد العديد من الهجومات المضادة.[152]
تمتلك الكلاب، المماثلة في حجمها لحجم الذئاب،جمجمةًودماغاً أصغر بحوالي 20 و 10% على التوالي،وأسنان صغيرة بالمقارنة مع أنواع أخرى منالكلبيات.[21] تكون طواحنوأضراس الكلاب متراصة بشكل أكبر من الذئاب، كما أن أنماطها المستدقة أقل تعقيداً، وفقاعة طبلة أذنها أصغر بكثير.[153] تتطلب الكلاب المستأنسة سعرات حرارية أقل من الذئاب كي تستطيع البقاء، بما أن دماغها أقل حجماً، ويعود السبب في ذلك إلى أن اعتمادها على بقايا طعامالبشر منذ القدم، أدى إلى التقليل من حجم الدماغ وقوةعضلاتالفك اللازمين للصيد. يُعتقد أن السبب وراء ارتخاءآذان الكلاب هوضمور عضلات الفك.[21] تبلغ أكف الكلاب في حجمها نصف حجم أكف الذئاب، وتميل أذيالها إلى أن تلتف نحو الأعلى، وهذه سمة غير موجودة عند الذئاب.[12]
كانت الذئاب الرمادية أوسعالثدييات انتشاراً على سطحالكرة الأرضية سابقاً بعدالإنسان، حيث قطنت المناطق شمالخط العرض 15° و 12° شمالاً فيأمريكا الشماليةوأوراسيا على التوالي.[154] وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع، فإن الذئاب اليوم تقطن قسماً صغيراً جداً من هذا الموطن السابق، بسبب تعديالبشر على موائلها وما ينجم عن ذلك من تدمير لمسكنها واحتكاك بينها وبينالإنسان يؤدي في نهاية المطاف إلى استئصالها محليّاً.[154] يظهر هذا الأمر بشكل جلي في المناطق المخصصة للتطوير والاستغلال فيأوروبا،آسيا،المكسيك،والولايات المتحدة، حيث يتمتسميم الذئاب واضطهادها عمداً.[154]
صُنّفت الذئاب الرمادية على أنهامعرضة للانقراض بدرجة دنيا من عام1982 حتى عام1994 من قبلالاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة. إلا أن قيام العديد من الدول بحمايتها وتغيير طرق استغلال الأراضي، والنزوح منالريف إلىالمدن، أدى إلى زيادة أعدادها من جديد.[154] وبالإضافة إلى ذلك، أدت مشاريع إعادة الإدخال وإعادة التوزيع فيأوروبا الغربية وغربيالولايات المتحدة، إلى زيادة عدد جمهرات الذئاب في تلك النواحي من العالم.[154] وكنتيجة لكل هذا، أعاد الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة تصنيف الذئب عام1996 من نوع مهدد بدرجة دنيا، إلى نوع غير مهدد على الإطلاق.[154] تختلف اليومحالة حفظ الذئاب باختلاف المناطق والدول التي تقطنها، فهي تحظى بحماية كاملة في بعض الدول،تُصاد لغرض الترفيه في دول أخرى، أو تتعرض للاضطهاد والإبادة في أماكن معينة بسبب اعتبارها خطراً يهددالمواشيوالحيوانات المنزلية.
تعدّ الكثير من جمهرات الذئاب المحلية مهددة بالاندثار، على الرغم من عدم تهددالنوع ككل.[155] ومن المخاطر التي تواجه هذه الحيوانات قلة التنوع الوراثي وضيقه شيئاً فشيئاً، بسبب تبعثر الجمهرات وتفرقها، إذ أن الانفجار السكاني أدى إلى توسع رقعة الاستيطان البشري، الأمر الذي أدى بدوره إلى إيجاد جيوب معزولة من الذئاب تعاني من التناسل الداخلي. أظهرت الدراسات أن معدلالإنجاب عند الذئاب يرتبط بشكل مباشر بالتنوع الوراثي،[156] وأن الجمهرات المعزولة تتأثر كثيرًا بإدخال الأليلات الجديدة إليها ولو كانت من ذئب واحد إضافي حتى.[155] يُعتقد أن إحدى الجمهرات المعزولة من الذئاب على الجزيرة الملكية في منطقةالبحيرات العظمىبالولايات المتحدة تعاني من مضاعفات نقص التنوع الوراثي، ففي عام1991 تبين أن عدد أفرادها تناقص من 50 إلى 12 ذئباً، وأظهرت الأبحاث أن هذا التراجع في الأعداد تزامن مع نقص الألزيمات مغايرة اللاقحة.[157]
يُعرف عن الذئاب أنها حيوانات تعاني من صعوبة التأقلم مع التغيير، وغالباً ما يُشار إليها على أنها نوعاً مؤشراً؛ أي نوع يرسم حدودمنطقة بيئية أو يدل على وضع بيئي معين، كانتشارمرض ما، وجودتلوث أو منافسة بين الأنواع، أو تغير حاصل فيالمناخ. يظهر بأن الذئاب غير قادرة على التأقلم مع التوسع العمراني والحضري كماالقيوطات، حيث يتبين أن المناطق التي شهدت انفجاراً سكانيّاً، شهدت تراجعاً في أعداد الذئاب.[21]
كان للبشر نظرات مختلفة ومتنوعة للذئاب عبر العصور، ففي بعض أنحاء العالم كانت هذه الحيوانات تُحترم وتُبجل، بينما كانت تثير الخوف والنفور في أماكن أخرى. اعتبرت الذئاب حيوانات موقرة فيالميثولوجيا الألطية الخاصةبالتركالمغول، وكانالكهنة الأرواحيين لتلك الشعوب يعتقدون بأنهم يتحدرون مباشرةً من الذئاب، وتناولت الأساطير التركية عدد من القصص التي لعبت فيها الذئاب دوراً كبيراً، ومنها الأسطورة التي تقول بان ذئباً رماديّاً قاد الأتراك إلى موطنهم المسمى «إرغنكون»، حيث ازدهروا وغزوا كل الشعوب المجاورة لهم.[158][159] كذلك، تنصالميثولوجيا الرومانية أن ذئبةً كانت السبب في بقاء مؤسسيروما، «رومولوس ورموس» على قيد الحياة، فقد كان عم الطفلين «آموليوس» قد أمر خادمه بقتلهما، إلا أن الأخير تردد وترك الصغيرين على ضفافنهر التيبر، فحملهماالنهر بعد أن فاض إلى ضفة أخرى حيث عثرت عليهما الذئبة، المعروفة باسم «لوپا - Lupa»باللاتينية، المقدسة عند إله الحرب «مارس»، وتبنتهما. تظهر الذئاب أيضاً في الميثولوجيا الفنلندية على أنها رمز للدمار والخراب، لدرجة أن اسم الذئبباللغة الفنلدية «سوسي - susi» يعني «شيئاً ليس له قيمة». وفيالميثولوجيا الإسكندنافية تظهر 3 ذئاب أساسية: «فنرير» العملاق الابن البكر «للوكي» و«أنكربودا»، الذي قُتل على يد ابن أودين «فيدار»،[160] والذئبين «غيري وفريكي»، حيوانات كبير الألهة «أودين» المخلصة والتي قيل بأنها «فأل خير».[161] كان قومالآينو في اليابان يعتقدون بأنهم وُجدوا في العالم عن طريق اتحاد كائن شبيه بالذئب وإلاهة.[162] ولعلّ أبرز الشعوب التي كانت تجل الذئاب هيالشعوب الأمريكية الأصلية، فقوم «التناينا» مثلاً كانوا يعدّون الذئاب إخوة لهم ويقولون لكل ذئب «الأخ»،[163] وكذلك قوم «الباوني» المزارعين والصيادين حيث كانت «ولادة» و«موت» نجمة الذئب، أيالشعرى اليمانية، تمثل انعكاساً لذهاب وإياب الذئب على طولدرب التبانة، المعروفة عندهم بدرب الذئب.[164] كانالعرب يشبهون الرجل القوي بالذئب لما يتحلى به من قوة، كما ووردت قصص كثيرة لأدباء عرب فيها ذكر للذئب مثل قصصابن المقفع فيكليلة ودمنة، كما وذُكر الذئب وصنف من قبل بعض العلماء مثلالجاحظ فيكتاب الحيوان، وما زال البعض يُطلق على أولاده حتى اليوم اسم «ديب» و«ديبة».
يرمزالكتاب المقدس إلى الذئب 13 مرة، غالبًا على شكل استعارات تدل على الجشع والدمار، وينصالعهد الجديد على أنيسوع استشهد بالذئاب ليرمز إلى الأخطار التي كان تابعوه سيواجهونها لو لم يتبعوه، حيث قال: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا".[165] كذلك فقد ذُكر الذئب فيالقرآن الكريم 3 مرات فيسورة يوسف، عندما قال والد النبييوسف لأبنائه أنه خائف على ولده من أن يأكله الذئب إن ذهب معهم، فطمئنوه أن هذا لن يحصل، وعندما ذهبوا مع أخيهم ألقوه في الجب وعادوا قائلين لأبيهم أن الذئب أكله، حيث جاء:﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ١١ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ١٢ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ١٣ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ١٤ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ١٥ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ١٦ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ١٧﴾ [يوسف:11–17].[166]
ظهرت الذئاب كموضع خوف وكره فيالفلكلور الأوروبي خلال عهد سيادةالكنيسة، على الرغم من أنها كانت تبرز في ذلك الحين أيضاً كرموز علىشعاراتوقمة العديد من العائلات النبيلة. تعطي معظم الشعوب أسماءً مذكرة لهذه الحيوانات على الأرجح، ومثال ذلك الاسمالإسكندنافي «أولف - Ulf»،الألباني «أوجكو - Ujku»،الألمانيواليديشي «وولف/ڤوولف - Wolf/Volf»،الإنكليزي «وولف - Wolf»،العبري «زئيڤ - זאב מצוי»،المجري «فاركاس - Farkas»،الصربي «ڤوك - Vuk»،الأوكراني «ڤوڤك - Вовк»،الروماني «لوپول - Lupul»،الفرنسي «لوو - Loup»،والبلغاري «ڤالكو - Вълк». والذئاب بارزة أيضاً فيالأمثال الشعبية، فالكثير من الأمثال الصينية تتناول الذئاب لتشير إلى شخص سيئ النية ذو هدف خبيث، فيُقال «قلبه كقلب الذئب» (بالصينية: 狼子野心) والتي تفيد ضمناً إلى استحالة إصلاح الأشخاص الأشرار بطبعهم، كذلك يُقصد بقول «قلبهكقلب الذئبورئتاه كرئتيّ الكلب» (بالصينية: 狼心狗肺) الإشارة إلى شخص ناكر للجميل قام بالغدر بأشخاص كانوا قد ساعدوه سابقاً، وفي هذه الأمثال شبه بالمثل العربي السائد فيبلاد الشام خصوصاً «اذكر الذيب وهيئ القضيب»، وفي هذا إشارة إلى حضور شخص غير مرغوب به يسبب إزعاجاً، يرغب المرء لو يتخلص منه. فياللغة الكازاخية 20 مثلاً شعبيّاً يتناول الذئاب، بينما فياللغة الروسية 253 مثلاً.[14]
ذئبان من "قطيع بيريغور" الذي كان مسؤولاً عن مقتل 18 شخصاً وجرح العديد في مقاطعة بيريغوربفرنسا في فبراير من عام1766.
عادةً ما تظهر الذئاب على أنها جبانة بحضورالبشر، غير أن طريقة تفاعلها مع الناس غالباً ما تعتمد على تجاربها السابقة مع الأخيرة عوضاً عن غريزتها.[78][167] عندما تحظى الذئاب بالمساحة الكافية من المسكن، وبعدد كاف من الطرائد، وعندما يقوم البشربصيدها بين الحين والأخر، فإنها تميل إلى تفادي الاحتكاك معهم إلى درجة أنها تتخلى عن فريستها عندما تشعر بدنوإنسان منها.[81] إلا أنه على الرغم من ذلك، تمّ توثيق العديد من الحالات التي هاجمت فيها الذئاب أشخاصاً أو تصرفت بعدائية تجاههم، كما عندما يقوم أناساً باستفزازها، أو عند اعتيادها عليهم، أو عند إصابتهابداء الكلب، خلطها بين البشر وكائنات أخرى، تعليمها الصيد للجراء،تهجنها معالكلاب، وعند النقص الموسمي في مخزون الطرائد،[45][168] أما الهجوم غير المستفز من قبل ذئاب غير مكلبة فيندر وقوعها. كانت أغلبية هجومات الذئاب على البشر تقع تاريخياً خلال الفترة الممتدة بين شهريّيونيوويوليو، وتستهدف الأطفال والنساء،[45][79][169] وتقع هذه الهجومات في أماكن وخلال أزمنة متفاوتة، مما يدل على أنافتراس الإنسان ليس شائعاً عند الذئاب ولا يُمثل تصرفاً طبيعيّاً لها، بل هو عبارة عن سلوك يطوره ذئب منفرد أو قطيع معين ويعتاد عليه، ولا يزول إلابقتلالحيوان.[170] عند مقارنة الذئاب بغيرها منالثدييات التي يُعرف عنها قتل الإنسان، فإنه يتبين أن قيامها بهذا الفعل قليل، مما يدل أنه على الرغم من كونها حيوانات خطيرة، فإنها لا تزال المفترسات الأقل تهديداً واحتمالاً بأن تفترس البشر.[45][170] كانت هجومات الذئاب ظاهرة منتشرة بشكل متقطع فيأوروبا خلال العهود السابقةللقرن العشرين، فقد أظهرت الوثائق التاريخية أنه في الفترة الممتدة بين عاميّ1580و1830، قتل 3,069 شخصاً على يد الذئاب فيفرنسا وحدها، وكان 1,857 شخص منهم قد قتلوا من قبل ذئاب غير مصابةبداء الكلب.[171] ومن أبرز القصص عن الذئاب القاتلة، قصوحش جيفودان، على الرغم من أن الحيوان المتهم بضلوعه في هذه الأحداث لا يزال غير معروف إن كان ذئباً بالفعل أم كائناً أخر شبيه به.[45] تفيد حاليّاً العديد من الوثائق بوقوع أحداث تضمنت افتراس الذئاب للإنسان فيآسيا، ومن هذه الأحداث ما تفيد به ثلاثةولايات هندية عن وقوع عدد من الهجومات، التي وثقها علماء أحياء مخضرمون، من قبل ذئاب غير مكلبة خلال العقود الأخيرة.[45][80] ففي مدينة هزاريباغ بولايةبيهار على سبيل المثال، أصيب 100 طفل بجروح وقُتل 122 منهم في الفترة الممتدة بين عاميّ1980 إلى1986.[80] وفيروسيا أيضاً تفيد الكثير من الوثائق بوقوع عدد من الهجومات، وبشكل خاص قبلالثورة البلشفية، وبعدالحرب العالمية الثانية؛ ففي الفترة الممتدة بين عاميّ1840و1861، وقع 273 هجوماً من قبل ذئاب غير مكلبة في مختلف أنحاءروسيا، أدت إلى وفاة 169 طفلاً و 7 أشخاص بالغين،[172] وكذلك كان الحال في الفترة الممتدة بين عاميّ1944و1950، عندما قُتل 22طفلاًومراهقاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 17 سنة، في كيانكيروف أوبلاست الاتحادي.[173] أما فيأمريكا الشمالية، فإن نسبة اعتداءات الذئاب على الإنسان تعدّ أقل من تلك الخاصةبأوروباوآسيا. كان هناك حملة أعلامية منتشرة في الكثير من أنحاءالولايات المتحدة، تهدف إلى حشد التأييد لمسألة ترعاهاالولاية، ألا وهي وضع جائزة على رأس كل ذئب، وقد أدت هذه الحملة إلى خلق حافز اقتصادي جعل الناس يُبالغون في وصف الأخطار التي قد يتعرضون لها من قبل تلك الحيوانات؛ وقد أدى هذا بالتالي إلى بروز ادعاءات كاذبة أو مبالغ فيها عن هجومات قامت بها ذئاب.[12] إلا أنه ورد أيضاً بعض من التقارير التي تفيد بوقوع اعتداءات فيأمريكا الشمالية، وذلك بسبب تعدي البشر بشكل مستمر على مسكن هذه الحيوانات. قام عالم الأحياء المتقاعد «مارك مكناي» بتجميع 80 وثيقة تفيد بوقوع لقاءات بين الناس والذئاب فيألاسكاوكندا، حيث قامت الذئاب بالاقتراب من البشر أو الهجوم عليهم، وتبين أن 39 حالة عدائية كانت قد وقعت من قبل ذئاب سليمة لا تشكو من أي علة صحية، وأن 29 حالة أخرى كانت عبارة عن اقتراب الذئاب من البشر دون أن تُظهر أي خوف ودون أن تتصرف بعدائية.[174]
لوحة "بانتظار شينوك" (بالإنجليزية:Waiting for a Chinook)، بريشة "تشارلز ماريون راسل"، وهي تُظهر ذئاباً تحاصر ثوراً وترهقه.
تميل حدةافتراس الذئابللماشية أن تزيد في شهريّسبتمبروأكتوبر، أي في الفترة التي تبدأ فيها الإناث بتعليم جرائهاالصيد. عادةً ما تُهاجم الذئاب الماشية وهي ترعى، كما لا يُعد اقتحامها للأراضي المسيجة والحظائر أمراً غير مألوف.[14] تُعتبرالخراف أكثر ضحايا الذئاب شيوعاً فيأوروبا، وفيالهند يحلالماعز بدلاً منها، وفيمنغولياالأحصنة، وفيأمريكا الشماليةالبقروالدجاج الرومي المستأنس.[16] غالباً ما تتجاهل الذئاب حجم أو سن الطريدة متوسطة الحجم كالخراف والماعز.[175] يقولالرئيس الأمريكي السابق «ثيودور روزفلت» أن ذئاب السهول الجنوبية الصغيرة كات نادراً ما تُهاجم الأبقار أوالثيران مكتملة النمو، وكانت تفضل الحيوانات الصغيرة أو المريضة منها، وعلى العكس من هذا، كانت ذئابجبال الروكي الشمالية الضخمة قادرة على الفتك بالثيران البالغة بمفردها.[176] تشمل الجروح التي تلحقها الذئاب بالمواشي: كسوراً فيالجمجمة، فصلاًللعمود الفقري، نزعاًللأحشاء، وتمزيقاً هائلاً فياللحم. تلجأ الذئاب أيضاً إلى قتل الخراف عن طريق عضها فيحلقها تماماً كما تفعلالقيوطات، ويُمكن تمييز طرائد القيوط عن طرائد الذئب، بأن الأخير يُمزق الأنسجة التحتية والخلفية بشكل أكبر. غالباً ما ترتكب الذئاب قتلاً فائضاً في المواقع التي يحبس فيهاالبشر مواشيهم،[175] فقد قام أحد هذه الحيوانات، الذي أطلق عليه اسم «ذئب أكويلا» (بالإنجليزية:Aquila Wolf)، فيأريزونا، بقتل 65 خروفاً خلال ليلة واحدة، و 40 رأساً أخر في ليلة أخرى.[88] وفي بعض الأحيان ينجو البعض من المواشي من هكذا مذبحة، لكنها تكون قد تعرضت لتشويه بالغ، الأمر الذي يُسوّغ أحياناً اللجوء إلىالقتل الرحيم.[88] قد يظهر لدى المواشي التي تعرضت لمواجهة مع الذئاب بعض المشاكل السلوكية، فقد قيل أن بعضها كان يهرع خارقاً السياج الشائك بمجرد سماعه لعواء الذئاب، أو يرفض الخروج إلى المرعى، مما يتسبب بفقدانه للكثير من وزنه،[14] كما أن هكذا مواش قد تصبح أكثر عدائية تجاه مربيها من البشر وكلاب الرعيان.[48] يصعب توثيق قتل الذئاب لإحدى رؤوس الماشية في معظم الأحيان، إذ أنها تقتات على كامل الحيوان بحال كان حجمه يُماثل أو يقل عن حجم العجل.[88] وفي بعض الحالات، لا تتأثر الماشية سلباً بمجرد هجوم الذئاب عليها؛ بل يكفيها الضغط النفسي الذي تتعرض له عند معرفتها بكونها مراقبة من قبل الذئاب حتى يحصل لها مكروه، حيثيجهض البعض منها، يكتسب الوزن بصعوبة، وتتراجع جودة لحمه.[48] قامالإنسان بتطوير العديد من الأساليب الأقل فتكاً أو غير الفتّاكة على الإطلاق، خلال العقد الأخير، لحماية الماشية من الذئاب، ومن هذه الأساليب: استخدامالرصاص المطاطي وحيوانات الحراسة،[177] كذلك فقد تبين أن التسجيل الصوتي لعواء الذئاب كان فعّالاً في إبعادها في حالة واحدة على الأقل.[33]
يختلف مدى افتراس الذئابللماشية باختلاف المنطقة الجغرافية التي تقطنها؛ فهو يتراوح من كونه ضئيلاً، إلى كونه مؤثراً كثيرًا على الاقتصاد المحلي. تُشكل خسارة الماشية لصالح الذئاب فيأمريكا الشمالية نسبةً صغيرةً من إجمالي الخسائر، ففيالولايات المتحدة، يُلاحظ أن قتل الذئاب للمواشي ليس بجسامة نفوق الأخيرة لأسباب ناجمة عن تصرفالإنسان أو مفترسات أخرى.[178] وعلى الرغم من أن افتراس الذئاب للماشية لا يُشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاعالزراعة وتربية الحيوانات في أمريكا الشمالية، فإنه يُعتبر أمراً كارثيّاً بالنسبة لبعض المربين الذين يرعون ماشيتهم في المناطق ذات الكثافة العالية من الذئاب.[179] يتبين من الإحصاءات التي أجرتها ولايةمونتانا لمعرفة عدد ضحايا الذئاب من المواشي بدءاً من عام1987، أن 1,200خروفاًوبقرة قتلت منذ ذاك الحين حتى الآن، ولا يُعتبر هذا الرقم كبيراً على الإطلاق، إذ أن 8,300 رأساً من البقر و 13,000 رأساً من الخراف نفقت لأسباب طبيعية في منطقة يلوستون الكبرى، في الفترة الممتدة من ذات التاريخ حتى اليوم. يقول الخبراء في مركز الذئاب الدولي (بالإنجليزية:International Wolf Center)، الواقع في ولايةمينيسوتا:
إذا أخذنا مسألة قتل المواشي بعين الاعتبار، نلاحظ أنه في عام1986 كان عدد الذئاب يتراوح بين 1,300 و 1,400 ذئب، وكان يُقدّر وجود حوالي 232,000 رأس من البقر، و 16,000 رأس من الخراف في إقليم الذئاببمينيسوتا. وخلال تلك السنة، قامت الأخيرة بقتل 26 بقرة، أي ما نسبته 0.01% من إجمالي الأبقار الموجودة، و 13 خروفاً، أي ما يُشكل قرابة 0.08% من مجموع الرؤوس. وكذلك كان الحال عام1996، فكان هناك حوالي 68,000 كلب مستأنس يعيش ضمن نطاق منطقة الذئاب، وقُتل منها 10كلاب فقط، أي ما نسبته 0.00015% من إجمالي الكلاب الموجودة.
— نهب الذئاب،مركز الذئاب الدولي، تلقين العالم دروساً عن الذئاب.[180]
يُضاف إلى ذلك ما لاحظه صانع الأفلام «جيم داتشر»، الذي قام بتربية قطيع أسير من الذئاب، حيث تبين له أن الأخيرة تكون مترددة للغاية في الاقتيات على نوع مناللحوم لم تراه من قبل أو ترى ذئباً أخر يقتات عليه، الأمر الذي يُفسر ندرة افتراسها للماشية، إلا بحال كانت يائسة وتُعاني من الجوع بشدة.[181]
يستخدم الكثير من الرعاة كلاباً، مثل كلب مرمرة الراعي هذا، لحماية رؤوس ماشيتهم من الذئاب.
يختلف الواقع سابق الذكر بشكل كلّي فيأوراسيا. ففياليونان على سبيل المثال، بلغت حصيلة ضحايا الذئاب من المواشي في الفترة الممتدة بين أبريل من عام1989 ويونيو من عام1991، 21000 رأساً منالخرافالماعز، و 2729 منالبقر. وفي سنة1998 بلغت الحصيلة 5894 رأساً من الخراف والماعز و 880 رأساً من البقر وبضعةأحصنة.[98] أظهرت دراسة حول نسبة المواشي التي تسقط ضحية للمفترسات فيالتبت، أن الذئاب هي أكثر الضواري اقتياتاً على الحيوانات المستأنسة، حيث أن 60% من الماشية يخسرها الرعاة لصالح قطعان الذئاب، يليهانمور الثلج بنسبة 38%، ثمالأوشاق الأوراسية بنسبة 2%. تبين أن الماعز يُشكل أكثر الطرائد المستأنسة المُفترسة شيوعاً، حيث كانت نسبة ما تقتله الذئاب منها تساوي 32%، يليها الخراف بنسبة 30%،القطاس بنسبة 15%، ثم الأحصنة بنسبة 13%، على الرغم من أن الأخيرة هي أكثر المواشي انتشاراً في التبت إلى جانب الماعز.[182] أفادت بعض الوثائق منكازاخستان عام1987، أن الذئاب فتكت بما يزيد عن 150,000 رأس من الماشية في ذلك العام، و 200,000 أخرى في العام التالي.[14]
تعدّالكلاب مصدراً رئيسيّاً لغذاء الذئاب في بعض المناطق، ففيكرواتيا مثلاً، تفيد التقارير أن الكلاب تُصاد وتُقتل بشكل أكثر منالخراف، وكذلك فيروسيا، حيث يظهر أن الذئاب تحد من جمهرة الكلاب الوحشية على الدوام. وفي ولايةويسكنسنبالولايات المتحدة، تدفع الحكومة تعويضاً أكبر لأصحاب الكلاب المقتولة مما تدفعه لأصحابالمواشي.[16] تفيد بعض الوثائق أن أزواجاً من الذئاب تقوم بافتراس الكلاب عن طريق قيام أحدها باستدراج الكلب إلى الآجام الكثيفة حيث يكمن له الذئب الأخر،[14] وفي بعض الحالات، أظهرت الذئاب عدم خوف غير معهود منالبشر والمباني عند مهاجمتها للكلاب، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى ضربها ضرباً شديداً، أوقتلها.[183] يستخدم الرعاة كلاباً خاصة لحماية مواشيهم من الذئاب في الحقول، على أن وظيفة الكلاب الأساسية تتمثل في إخافة الذئاب فقط وليس قتالها،[184] ومن أبرز السلالات الضخمة التي يستخدمها الرعاة غالباً: كلاب الراعي الأناضولي وكلاب الأكباش وغيرها.
تُصاد الذئاب لعدد من الأسباب، منها الترفيه، للحصول على فرائها، لحمايةالماشية، ولحمايةالبشر في بعض الحالات النادرة. كان صيد الذئاب في العصور السابقة يُعتبر عمليةً تتطلب حشد الكثير منالمال والرجال لإتمامها، إذ أنه كان يتطلب نشر عدة أمتار من الشباك ووجود عربات مخصصة لتشد الأخيرة، بالإضافة لأكواخ كبيرة مخصصة لتخزين وتجفيف الفراء. كان الخطر الذي تمثله الذئاب على كل منالإنسان والماشية هو ما برر تجنيدقرى كاملةً للقضاء عليها تحت طائلة المسؤولية، على الرغم من الضرر الذي كان يسببه للاقتصاد المحلي.[78] كانت بعض الشعوب، مثل قومالأباتشي، تصطاد الذئاب كطقس من طقوسالبلوغ عند الفتيان منهم.[185] غالباً ما تُصاد الذئاب في الآجام الكثيفة، وتعدّها الغالبية العظمى من الصيادين من أصعب الطرائد منالاً، وذلك بسبب طبيعتها المراوغة وحواسها الحادة،[186] ويُقال أن صيدها مماثل لصيدأسود الجبال في الصعوبة، وأنها أكثر حذراً منها في تقبلالسم المتروك، أو الدخول في الأشراك المنصوبة. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن الذئاب لا تدافع عن نفسها بنفس فعاليةالدببة أو أسود الجبال الملاحقة.[176] تقوم بعض الذئاب بإظهار دهاء ومكر كبيرين، حيث تتفادى الأسر طيلة فترة طويلة من الزمن، فقد قام أحد الذئاب، المُسمى «الأصابع الثلاثة لمقاطعة هاردينغ» (بالإنكليزية: Three Toes of Harding County) بتفادي الأشخاص الذين لاحقوه فيداكوتا الجنوبية طيلة 13 عاماً قبل أن يُقبض عليه ويُقتل في نهاية المطاف.[88] وكان هناك ذئب أخر أيضاً عُرف باسم «الخرّاق الحفّار» (بالإنكليزية: Rags the digger)، يقطن بالقرب من بلدة ميكر بولايةكولورادو، والذي كان يخرب العلامات الموضوعة لتعليم مكان الأشراك عن عمد، حيث كان ينبش الشرك المنصوب دون أن يُطلقه.[187] أما في الصيد الترفيهي، فتُقنص الذئاب في أواخرالخريف وبدايةالشتاء عادةً، أي في الفترة التي يكون خلالها فرائها أكثر جودةً من ذي قبل، ولأنالثلج يجعل عملية تقفي أثارها أكثر سهولة.[186] قام البعض بقتل الذئاب لغرض الحصول على لحمها في بعض الأحيان، والذي قيل بأنه قاس وشبيه في طعمه بطعمالدجاج.[188]
على الرغم من أن صيد الذئاب مسألة مؤيدة في الكثير من الدول، إلا أنه يُثير جدالاً في دول أخرى، حيث يرى معارضوه أنهعمل شرير غير ضروري ومبني على مفاهيم خاطئة، بينما يرى مؤيدوه أنه ضروري للحفاظ على استقرار أعداد الطرائد الأخرى التي تجذب الصيادين، وأنه بمثابةتحكم بآفة من الممكن أن تؤذي البشر بحال ازدادت أعدادها عمّا هي عليه.[189]
فريق من العلماء يحمل أقفاص الذئاب المُعادة إلى داخل حظيرة التأقلم فيمنتزه يلوستون الوطني، في يناير من عام1995.
يُقصد بإعادة إدخال الذئاب، إعادة توطينها في منطقة كانت تتواجد فيها سابقاً. ولا يُقدم العلماء والباحثون على إعادة أي قطيع لموطنه السابق إلا بحال كان هذا المكان ما زال يحوي مساحات شاسعة من البرية غير الملموسة، ونسبةً معينة من الطرائد المختلفة الكافية لبقاء جمهرة من الذئاب. لا يزال الجدال قائماً فيأمريكا الشمالية، وغالباً ما يأخذ طابعاً حاداً، حول مسألة إعادة إدخال الذئاب المخطط لها في بعض الأماكن، أو في تلك التي أعيد أدخالها إليها. ففي المناطق حيث تكللت عملية إعادة الإدخال بالنجاح، مثل منطقة يلوستون الكبرىوأيداهو، لا يزال المعارضون يقولونبافتراس الذئاب للمواشي وقيامها بالقتل الفائض، وتسبيبها لعدد من المشاكل الاقتصادية لهم،[190] وكذلك يقول المعارضين ساكنين المناطق الأخرى المرتقب إطلاق الذئاب فيها. كانت عمليات الإدخال هذه ثمرة ما يزيد عن عقدين من الأبحاث والنقاش، وقد تمّ التعامل مع قضية قلق أصحاب المزارع المحلية من فقدان مواشيهم، عندما قامت منظمة «المدافعين عن الحياة البرية» (بالإنجليزية:Defenders of Wildlife) بتأسيس صندوق تعويضات لمنح أي مزارع متضرر مبلغاً كافياً يعوضه عن فقدانه لأحد حيواناته، مما نقل العبئ المالي من القطاع الزراعي والحيواني إلى مناصري الذئاب أنفسهم.[191] في مارس من عام1998، تم إطلاق حملة أخرى لإعادة إدخال الذئاب إلى «غابة أباتشي ستيغريفز» الوطنية فيأريزونا، واليوم يبلغ تعداد الذئاب المكسيكية في تلك الولاية وفينيو مكسيكو قرابة 50 ذئباً. تهدف هذه الحملة إلى إيجاد جمهرة مكتفية ذاتيّاً من الذئاب المكسيكية يصل تعداد أفرادها إلى 100 على الأقل.[192]
ذئاب رمادية وقيوطات تستعمل كحيوانات جر في شمالأونتاريو، سنة 1923.
تمّ الاحتفاظ بالذئابكحيوانات منزلية أو عاملة في بعض الأحيان، إلا أن هذا الأمر لم يخل من الصعوبة، إذ أن الذئاب حيوانات تتطلب الاختلاط المبكر بشكل أكبر منالكلاب،[21] ولا تفقد شيئاً من غريزة الافتراس لديها.[103] على الرغم من أن الذئاب قابلة للتدريب والتعلم، إلا أن قابلية الاستطراق لديها تكون أقل من تلك الخاصة بالكلاب، إلا بحال تمّ توفير دافعاً مناسباً لها.[193]
^ابAndrew T. Smith; Yan Xie; Darrin P. Lunde;Don E. Wilson; W. Christopher Wozencraft; Robert S. Hoffmann; Wang Sung; John R. MacKinnon (2008), Andrew T. Smith; Yan Xie (eds.),A Guide to the Mammals of China. (بالإنجليزية), Illustrator: Federico Gemma, Princeton:Princeton University Press, p. 416,QID:Q19604469
^Mech, L.D. & Boitani, L. (IUCN SSC Wolf Specialist Group) (2008).Canis lupus. في:الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة 2008. القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. وُصل بتاريخ 22 مارس 2009. قاعدة بيانات الدخول تحوي معلومات عن سبب اعتبار هذا النوع غير مهدد بالانقراض.
^ابجدهوزحطيياPerspectives on wolves in Russia and the USSR in Will Graves, and Valerius Geist, editors.Wolves in Russia. Detselig Enterprises Ltd. 210, 1220 Kensington Road NW, Calgary, Alberta T2N 3P5. USA.
^ابجدهL. David Mech & Luigi Boitani (2001).Wolves: Behaviour, Ecology and Conservation. Chicago: University of Chicago Press. ص. 448.ISBN:0226516962.
^ابجده(بالإيطالية)Apollonio, Marco & Mattioli, Luca (2006).Il Lupo in Provincia di Arezzo. Montepulciano (Siena): Le balze.ISBN:8875391238.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Deveaux, Renée Esther,Nachweis verscheidener druesentypen und mehrer hydroxysteroid-dehydrogenasen im dorsalen schwanzorgan (Supracaudal gland in dog & fox). D.V.M. thesis, Veterinary Medical Faculty, Bern University 1984
^ابجدهوDewey، Tanya (2002)."Canis lupus".Animal Diversity Web. University of Michigan Museum of Zoology. مؤرشف منالأصل في 2014-11-09. اطلع عليه بتاريخ2005-08-18.
^Harper، Liz (نوفمبر 2002)."FAQ".Wolf Basics. International Wolf Center. مؤرشف منالأصل في 2014-01-08. اطلع عليه بتاريخ2005-08-21.
^ابجParasites and Diseases of Wolves in Will Graves, and Valerius Geist, editors.Wolves in Russia. Detselig Enterprises Ltd. 210, 1220 Kensington Road NW, Calgary, Alberta T2N 3P5. USA.
^ابMech L.D., Adams L.G., Meier T.J., Burch J.W., Dale B.W. (1998) The Wolves of Denali. University of Minnesota Press, Minneaopolis
^Kruuk, Hans (1972).The Spotted Hyena: A study of predation and social behaviour. New York: Parkwest. ص. 335.ISBN:0563208449.
^Macdonald, David (1984).The Encyclopedia of Mammals: 1. London: Allen & Unwin. ص. 446.ISBN:0-04-500028-x.{{استشهاد بكتاب}}:تأكد من صحة|isbn= القيمة: حرف غير صالح (مساعدة)
^Rausch R.A. (1967) Some aspect of the population ecology of wolves, Alaska. American Zoologist 7:253-265
^ابجدMech, L. David (1999)."Alpha Status, Dominance, and Division of Labor in Wolf Packs".Jamestown, ND: Northern Prairie Wildlife Research Center Online. Canadian Journal of Zoology 77:1196-1203. مؤرشف منالأصل في 2015-02-26. اطلع عليه بتاريخ2008-04-21.The point here is not so much the terminology but what the terminology falsely implies: a rigid, force-based dominance hierarchy.
^ابجدهDomestication: the decline of environmental appreciation by Helmut Hemmer, translated by Neil Beckhaus, Edition: 2, illustrated. Published by Cambridge University Press, 1990.ISBN 0-521-34178-7, 9780521341783. 208 pages
^W Jedrzejewski, K Schmidt, J Theuerkauf, BJ edrzejewska and R Kowalczyk. "Territory size of wolves Canis lupus: linking local (Białowieża Primeval Forest, Poland) and Holarctic-scale patterns".{{استشهاد بدورية محكمة}}:الاستشهاد بدورية محكمة يطلب|دورية محكمة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Mech, David. "Wolf-pack Buffer Zones as Prey Reservoirs".Science. ج. 198.
^L. DAVID MECH and P. LUIGI BOITANI. 2003.Wolf Social Ecology in L. D. Mech, and L. Boitani, editors.Wolves behavior, ecology and conservation. The University of Chicago Press, Chicago, Illinois. USA.
^Harrington F, Mech D. "Wolf Howling and Its Role in Territory Maintenance".Behavior. ج. 68.
^Asa C, Valdespino C (1998). "Canid Reproductive Biology: an Integration of Proximate Mechanisms and Ultimate Causes".American Zoologist. ج. 38.
^"Species Wolf, Gray". Virginia Tech Conservation Management Institute. 14 مارس 1996. مؤرشف منالأصل في 2010-01-25. اطلع عليه بتاريخ2006-08-23.
^ابجدهPETERSON, R.O., and P. CIUCCI. 2003.The wolf as a carnivore in L. D. Mech, and L. Boitani, editors.Wolves behavior, ecology and conservation. The University of Chicago Press, Chicago, Illinois. USA.
^Rumyantsev, V. D. and L. S. Khuraskin. 1978.New data on the mortality of the Caspian seal due to wolves. Page 187 in Congress of the All-Union Theriological Society, 2nd (P. A. Panteleev, et al. eds.). Nauka,Moscow, USSR. ZR 116(19):5669
^ابKlein, D. R. 1995.The introduction, increase, and demise of wolves on Coronation Island, Alaska. Pages 275-280 in L. N. Carbyn, S. H. Fritts, and D. R. Seip, editors. Ecology and conservation of wolves in a changing world. Canadian Circumpolar Institute, Occasional Publication No. 35.
^ابWolf Attacks on Humans in Will Graves, and Valerius Geist, editors.Wolves in Russia. Detselig Enterprises Ltd. 210, 1220 Kensington Road NW, Calgary, Alberta T2N 3P5. USA.
^اب"When do Wolves Become Dangerous to Humans?"(PDF). Valerius Geist, Professor Emeritus of Environmental Science, The University of Calgary, Calgary, Alberta, Canada. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2019-01-30. اطلع عليه بتاريخ2008-09-30.
^ابPrey of Wolves in Will Graves, and Valerius Geist, editors.Wolves in Russia. Detselig Enterprises Ltd. 210, 1220 Kensington Road NW, Calgary, Alberta T2N 3P5. USA.
^Jessica Backeryd, 2007,Wolf attacks on dogs in Scandinavia 1995–2005: Will wolves in Scandinavia go extinct if dog owners are allowed to kill a wolf attacking a dog? Sveriges Lantbruksuniversitet
^ابجدهوWARREN B. BALLARD, LUDWIG N. CARBYN, and DOUGLAS W. SMITH. 2003.Wolf interactions with non-prey in L. D. Mech, and L. Boitani, editors.Wolves behavior, ecology and conservation. The University of Chicago Press, Chicago, Illinois. USA.
^ابAre Wolves Surplus Killers? in Will Graves, and Valerius Geist, editors.Wolves in Russia. Detselig Enterprises Ltd. 210, 1220 Kensington Road NW, Calgary, Alberta T2N 3P5. USA.
^ابL. DAVID MECH, and ROLF O. PETERSON. 2003.Wolf-Prey Relations in L. D. Mech, and L. Boitani, editors.Wolves behavior, ecology and conservation. The University of Chicago Press, Chicago, Illinois. USA.
^Death by wolves and misleading advocacy. The Kenton Carnegie Tragedy. Valerius Geist, PhD., P. Biol.Professor Emeritus of Environmental Science, Faculty of Environmental Design, The University of Calgary. 2008
^ابجL. DAVID MECH, and LUIGI BOITANI. 2003.Conclusion in L. D. Mech, and L. Boitani, editors.Wolves behavior, ecology and conservation. The University of Chicago Press, Chicago, Illinois. USA.
^Ralph Maughan (12 أبريل 2003)."Park wolf pack kills mother cougar". Ralph Maughan's Wildlife Reports, The Wolf Recovery Foundation. مؤرشف منالأصل في 2017-11-21. اطلع عليه بتاريخ2007-08-10.
^Words from the Land: Encounters with Natural History Writingby Stephen Trimble, published by University of Nevada Press, 1995,ISBN 0-87417-264-0
^Matthiessen, Peter (2005).Large Carnivores and the Conservation of Biodiversity: Biodiversity. Washington, DC: Island Press. ص. 526.ISBN:1559630809.
^Wildlife Science: Linking Ecological Theory and Management Applications, By Timothy E. Fulbright, David G. Hewitt, Contributor Timothy E. Fulbright, David G. Hewitt, Published byسي آر سي بريس, 2007,ISBN 0-8493-7487-1
^R. K. Aggarwal, T. Kivisild, J. Ramadevi, L. Singh:Mitochondrial DNA coding region sequences support the phylogenetic distinction of two Indian wolf species. Journal of Zoological Systematics and Evolutionary Research, Volume 45 Issue 2 Page 163-172, May 2007online[وصلة مكسورة]"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2021-12-13. اطلع عليه بتاريخ2021-12-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^The Canadian Naturalist and Geologist by the Natural History Society of Montreal, published by Dawson., 1857
^Fauna Boreali-americana, Or, The Zoology of the Northern Parts of British America: Containing Descriptions of the Objects of Natural History Collected on the Late Northern Land Expeditions, Under Command of Captain Sir John Franklin, R.N., by John Richardson, William Swainson, William Kirby, published by J. Murray, 1829
^The Living Age, published by Littell, Son and Co., 1851
^Animal behavior and wildlife conservation by Marco Festa-Bianchet, Marco Apollonio, published by Island Press, 2003ISBN 1-55963-959-8, 9781559639590, 380 pages
^"Subspecies of the Wolf".Liz Harper. International Wolf Centre. مؤرشف منالأصل في 2007-10-17. اطلع عليه بتاريخ2007-05-24.
^The Natural History of Dogs: Canidæ Or Genus Canis of Authors. Including Also the Genera Hyæna and Proteles by Charles Hamilton Smith, contributor William Home Lizars, Samuel Highley, W. Curry, Junr. & Co, Published by W.H. Lizars,... S. Highley,... London; and W. Curry, jun. and Co. Dublin., 1839
^Olsen SJ and Olsen JW (1977)The Chinese wolf, ancestor of new world dogs. Science 197:533-535
^Sonya K. Grewal, Paul. J. Wilson, Tabitha K. Kung, Karmi Shami, Mary T. Theberge, John B. Theberge, and Bradley N. White:A GENETIC ASSESSMENT OF THE EASTERN WOLF (CANIS LYCAON) IN ALGONQUIN PROVINCIAL PARK. Journal of Mammalogy, Volume 85, Issue 4 (August 2004).<0625:AGAOTE>2.0.CO;2 Abstract[وصلة مكسورة]"نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2023-02-08. اطلع عليه بتاريخ2023-02-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^C.J. Kyle, A.R. Johnson, B.R. Patterson, P.J. Wilson, K. Shami, S.K. Grewal and B.N. White:Genetic nature of eastern wolves: Past, present and future. Conservation Genetics, Volume 7, Number 2 / April 2006. Pages 273-287Abstractنسخة محفوظة 8 يوليو 2020 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
^Miklosi (2009).{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|title= غير موجود أو فارغ (مساعدة) وتجاهل المحلل النص "will complete reference soon" (مساعدة)
^Handbook of Applied Dog Behavior and Training: Adaptation and learning, by Steven R. Lindsay, published by Wiley-Blackwell, 2000,ISBN 0-8138-0754-9, 9780813807546, 410 pages
^Eberhard Trumler, Mit dem Hund auf du; Zum Verständnis seines Wesens und Verhaltens; 4. Auflage Januar 1996; R. Piper GmbH & Co. KG, München
^Handbook of Applied Dog Behavior and Training: Adaptation and learning, By Steven R. Lindsay, Edition: illustrated, Published by Wiley-Blackwell, 2000,ISBN 0-8138-0754-9, 9780813807546, 410 pages
^Clutton-Brock, Juliet (1987).A Natural History of Domesticated Mammals. London: British Museum (Natural History). ص. 208.ISBN:0521346975.
^ابCarles Vilà, Anna-Karin Sundqvist, Øystein Flagstad, Jennifer Seddon, Susanne Björnerfeldt, Ilpo Kojola, Adriano Casulli, Håkan Sand, Petter Wabakken, Hans Ellegren (2003). "Rescue of a severely bottlenecked wolf (Canis lupus) population by a single immigrant".Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences. ج. 270.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^"Olof Liberg؛ وآخرون (2005).Biology letters title="Severe inbreeding depression in a wild wolf (Canis lupus) population".{{استشهاد بدورية محكمة}}:Explicit use of et al. in:|مؤلف= (مساعدة)،الوسيط|title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)، وعمود مفقود في:|صحيفة= (مساعدة)
^Guerber، Hélène Adeline (1992) [1909]. "Odin's Personal Appearance, Greek and Northern Mythologies".Myths of the Norsemen: from the eddas and the sagas (ط. Dover). Mineola, N.Y.: Dover Publications. ص. 17, 347.ISBN:0-486-27348-2. اطلع عليه بتاريخ2007-11-06.At his feet crouched two wolves or hunting hounds, Geri and Freki, animals which were therefore considered sacred to him, and of good omen if met by the way. Odin always fed these wolves with his own hands from meat set before him.
^Walker, Brett L. (2005).The Lost Wolves Of Japan. ص. 331.ISBN:0295984929.
^Lopez, Barry (1978).Of wolves and men. ص. 320.ISBN:0743249364.
^L. David Mech & Luigi Boitani (2001).Wolves: Behaviour, Ecology and Conservation. ص. p 448.ISBN 0-226-51696-2.{{استشهاد بكتاب}}:|صفحات= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
^STEVEN H. FRITTS, ROBERT O. STEPHENSON, ROBERT D. HAYES, and LUIGI BOITANI. 2003.Wolves and Humans in L. D. Mech, and L. Boitani, editors.Wolves behavior, ecology and conservation. The University of Chicago Press, Chicago, Illinois. USA.
^Mader, TR."Wolf attacks on humans". Abundant Wildlife Society of North America. مؤرشف منالأصل في 2016-01-26. اطلع عليه بتاريخ2007-05-31.
^(بالإيطالية)Cagnolaro L., M. Comencini, A. Martinoli, A. Oriani, 1996. Dati storici sulla presenza e su casi di antropofagia del lupo nella Padania centrale. In F. Cecere (ed.) 1996, Atti del Convegno "Dalla parte del lupo", serie atti e studi de WWF Italia n° 10, 83:99.
^(بالفرنسية)Moriceau, Jean-Marc (2007).Histoire du méchant loup : 3 000 attaques sur l'homme en France. Paris: Fayard. ص. 623.ISBN:2213628807.
^Korytin, S. A. 1997Sex and age structure of people attacked by wolves in different seasons. Proceedings of the scientific conference [Issues of applied ecology, game management and fur farming], 27–28 May 1997, Kirov p-143-146
^Relative risks of predation on livestock posed by individual wolves, black bears, mountain lions and coyotes in Idaho Mark Collinge, United States Department of Agriculture, Animal and Plant Health Inspection Service, Wildlife Services, Boise, Idaho
^“The Wolf in Game Management”Author: Mikhail P. Pavlov, Date of Publication: First edition 1982, 2nd edition 1990, Publisher: Agropromizdat, Moscow, Chapter 12, “The Danger of Wolves to Humans” (pp 136-169), (Translated from Russian by Valentina and Leonid Baskin, and Patrick Valkenburg. Edited by Patrick Valkenburg and Mark McNay)