الديناصورات أوالدَناصِير ومفردهاديناصور أودَيْنُصُور أودينوسور[1] (كلمة معربة للفظلاتيني مركب، معناه عظاءة مرعبة جدًا)[2] هي مجموعة متنوعة منالحيوانات البائدة كانت لطيلة 160 مليون سنةالفقاريات المهيمنة على سطحالكرة الأرضية، تحديداً منذ أواخرالعصر الثلاثي (منذ حوالي 230 مليون سنة) حتى نهايةالعصر الطباشيري (منذ حوالي 65.5 مليون سنة). اندثرت معظمأنواعوفصائل الديناصورات خلال حدثانقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني، وقد اعتقد العلماء لفترة طويلة أنها لم تخلف ورائها أي فصائل، إلا أن ذلك الافتراض ثبت خطؤه، إذ اكتشف الباحثون في وقت لاحق أنالطيور هي أقرب فصيلة للديناصورات الباقية في العصر الحالي، وذلك من خلال ما ظهر منمستحثات تربط بينالأصنوفين، إذ تبيّن أن جميع الطيور اليوم تنحدر منسلف مشترك تطور منالديناصورات الثيروبودية خلالالعصر الجوراسي. كذلك فإن معظم التصنيفات الحديثة تضع الطيور كمجموعة باقية منرتبة الديناصورات.[3][4]
تُعتبر الديناصورات إحدى أكثر مجموعاتمملكة الحيوان أشكالاً؛ فسليلتها منالطيور أكثرالفقاريات تنوعًا على وجه البسيطة، إذ يوجد منها ما يفوق 9,000 نوع.[5] استطاع علماء الأحياء القديمة التعرف على ما يزيد عن 500جنس[6] و1,000نوع مختلف من الديناصورات غير الطيرية،[7] واليوم يمكن العثور على أشكال مختلفة من الديناصورات في جميع قارات العالم، سواء أكانت حية ممثلة بالطيور، أم نافقة تُعرّف بواسطةمستحثاتها.[8] كان عدد من الديناصوراتعاشبًا وكان بعضها الآخرلاحمًا، وكذلك سارت أنواع منها على قائمتيها الخلفيتين، فيما سارت أنواع أخرى على أربع قوائم، واستطاع بعضها أن يتنقل باستخدام الطريقتين. طوّرت العديد من الديناصورات غير الطيرية امتدادات خارجيةلهيكلها العظمي شكلت لها درعًا جسديًا أو طوقًا عظميًا أوقرونًا، وقد حققت بعض الفصائل شهرة عالمية لغرابة شكلها الخارجي كما يتصوره العلماء. سيطرت الديناصورات الطيرية على أجواءالكرة الأرضية منذ انقراضالزواحف المجنحة التي كانت تعدّ منافستها الأساسية والسبب الرئيسي الذي يكبح تطورها. تشتهر الديناصورات بفعل حجم بعض الأنواع الضخمة، الأمر الذي يولد فكرة لدى العامّة مفادها أن جميع هذه الحيوانات كانت عملاقة، إلا أنه في واقع الأمر فإن معظم الديناصورات كانت بحجمالإنسان أو أصغر حتى. يُعرف أن معظم فصائل الديناصورات كانت تبني أعشاشًا لتضع فيهابيضها وتحضنه حتى الفقس.
أصبحتالهياكل العظمية للديناصورات المعروضة في المتاحف حول العالم تشكل معالم جذب سياحية مهمة، منذ أن اكتُشف أول أحفور لديناصور في أوائلالقرن التاسع عشر، وتحوّلت هذه الحيوانات إلى رمز من رموزالثقافة العالمية والمحلية لبعض البلدان. صُوّرت الديناصورات في الكثير من الروايات والأفلام السينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا ونسبة مبيعات هائلة، مثل سلسلة «الحديقة الجوراسية» (بالإنجليزية: Jurassic Park)، كذلك فإن أي اكتشاف جديد على درجة كبيرة من الأهمية تغطيه وسائل الإعلام المختلفة وتقدمه للجمهور المهتم بهذه الأمور.
صِيغَ مُصطلحديناصوريا (باللاتينية:Dinosauria) رسميًا في سنة1842 بواسطةعالم الإحاثةالإنجليزي، السيرريتشارد أوين الذي استخدمه للإشارة إلى «القبيلة أو الطبقة المميزة للزواحف السحلية» التي قد مُيزت فيإنجلترا وحول العالم.[9] اشتُق المصطلح من الكلماتالإغريقية:«داينوس» (باليونانية: δεινός) بمعنى «عظيم»، «قوي»، أو «مذهل»، و«سوروس» (باليونانية: σαύρα) بمعنى «عظاءة» أو «زاحف».[9][10] ومع أن الاسم العلمي يُفسر غالبًا بأنه إشارة إلىأسنان الديناصوراتومخالبها وبقية خصائصها المخيفة، فقد قصد أوين أن يُشير به إلى حجم الديناصورات ومهابتها.[11]
تُستخدم كلمة «ديناصور» فيالإنجليزية العامية أحيانًا للإشارة إلى شيء غير ناجح أو شخصٍ فاشل،[12] مع أن الديناصورات قد سادت في الأرض مائة وستين مليون سنة، وانتشرت سلالات أحفادهاالطيور وتنوعت. تُستخدم تسمية «ديناصور» فياللغة العربية إجمالاً للإشارة إلى هذهالحيوانات، وهي لفظ محرّف لكلمة"Dinosaur"الإنجليزية، والبعض يكتبها «دينوصور» كما فياللفظ الفرنسي"Dinosaure".
خريطة لقارة بانجيا العظيمة التي ضمت معظم يابسة الأرض عند ظهور الديناصورات، وهي توضح مواقع قارات العالم اليوم بما في ذلك أمريكا الجنوبية التي ظهرت فيها أولى الديناصورات الحقيقية المعروفة.
شهد العالم خلال فترةالحقبة الوسطى التي عاشت أثناءها الديناصورات لمُدة 165 مليون عام الكثير من التغيرات على الكوكب، من أبرزهاانجراف مواقع القارات وتغيرالمناخ[13] الذين أثّرا إلى حد كبير على حياة الديناصورات وبيئاتها.[14] لكن هذه الزواحف قطنت عموماً خلال فترة وُجودها علىالأرض القارات السبع جمعاءً بما في ذلكأنتاركتيكاوأستراليا وجميع القارات الأخرى.[15][16]
مع مطلع العصر الثلاثي كانت لا تغطي الأرض سوى قارة واحدة عملاقة اسمهابانجيا،[17] وكان مناخ العالم آنذاك أكثر حرارة بقليل مما هو اليوم،[15] وقد كان لربط القارات هذا أهمية بالغة في إتاحة تنقل الديناصورات وانتشارها بين القارات. كانت أولى الديناصورات الحقيقية المَعروفة هيالإيورابتوروالهيريراصور الذين عثرَ على بقاياهما فيالأرجنتين في طبقاتالعصر الثلاثي، ولذلك تعدّ دراسات علميالعلاقات التطوريةوالجغرافيا الحيوية قارةأمريكا الجنوبية مهد الديناصورات وموطن نشوئها الأول.[14] ونظراً إلى أن كل يابسة الأرض كانت مُتحدة آنذاك فيبانجيا، فقد اتسعت مناطق انتشار هذه الزواحف بُسرعة لكي تشمل قاراتأمريكا الشماليةوأفريقياوأوروبا فضلاً عن أمريكا الجنوبية نفسها، وبالرغم من هذا فقد كانتأنواع الديناصورات لا تزال قليلة في ذلك الوقت، ولذا فكان كل نوع منها يَشغل مساحة جغرافية واسعة نسبياً. ويَجعل انتشار الديناصورات الثلاثية الواسع هذا من دراستها وتتبع تنوعها وانتشارها أمراً صعباً.[13][14]
ديناصوران يَتعاركان في بيئة العصر الثلاثي.
مع مجيءالعصر الجوراسي المبكر (200 - 170 مليون سنة خلت) كانت لا تزال قارة بانجيا مُترابطة إلى حد ما، وظلت روابط اليابسة قائمة بين كافة القارات السبع، ولذلك احتفظت الديناصورات والفقاريات الأرضية الأخرى بمُعدلتوطنها الفريد الذي كان مُنخفضاً بشكل غير اعتيادي مع اتصال العالم ببعضه. وخلال هذه الفترة (العصر الجوراسي) بدأت الديناصورات تهيمن وتفرض سيطرتها الحقيقية على أشكال الحياة الأرضية، وكذلك زادت أكثر من انتشارها الجغرافي عبر العالم.[14] وخلال هذا العصر قبل 180 مليون سنة تقريباً بدأت قارة بانجيا بالتفكك،[18] مما سبب الكثير من التغيرات الجغرافية والمناخية على الكوكب. فخلال تلك الفترة بدأ جليدالقطبين بالذوبان وأخذمستوى البحر[14] بالارتفاع وبغمر مساحات ضخمة من أراضي الكوكب، وقد زاد هذا بدوره من مُستوىالرطوبة ومن ثمالأمطار، فأصبح المُناخ أكثر اعتدالاً بينما نمتغابات غنية بأشكال الحياة المُتنوعة، وساعدت هذه الظروف البيئية الديناصورات على زيادة أعدادها وهيمنتها. كما أخذت القارات بالتفكك والانعزال عن بعضها سريعاً في هذا الوقت، ففي العصرالجوراسي المتأخر انجرفتأمريكا الشمالية شمالاً مُنفصلة بذلك عنأمريكا الجنوبية، وبذلك شكلت أمريكا الشمالية جنباً إلى جنب معأوروبا جزءاً من قارةلوراسيا، بينما ظلت الجنوبية مُتحدة معأنتاركتيكاوشبه القارة الهنديةوأستراليا مُشكلينغوندوانا قبل أن تنجرف أستراليا بعيداً مُبتدئة بذلك انعزالها الطويل المُستمر إلى يومنا هذا.[19] ومع هذا التفكك السريع وانعزال أجزاء العالم عن بعضها البعض بدأت الديناصورات تخسر قدرتها على التنقل بين القارات، وبدأت معدلات التوطن عند أنواعها بالارتفاع، بينما أخذت ديناصورات كل قارةتتطور وحدها مُنعزلة عن ديناصورات القارات الأخرى.[14]
لا يُوجد أي دليل صريح حتى الآن على حدوث ارتفاع شديد في الحرارة أو تغير ذو قيمة في المناخ خلالالعصر الطباشيري، وهو آخر عصورالحقبة الوسطى التي عاشت خلالها الديناصورات. أما بالنسبة للقارات فقد ابتعدت عن بعضها البعض كما لم تبتعد قبلاً سوى مرات قليلة في تاريخ الأرض كله، فقد كانت أنحاء العالم مَعزولة عن بعضها كثيراً وأخذ مُعدل التوطن عند الديناصورات بالارتفاع طوال العصرالطباشيري المتأخر.[14] وخلال هذا العصر قسمت العالم العديد من البحار الضحلة هنا وهناك، ففصل بين غرب أمريكا وشرقها بحر ضحل، وقد كان يَتصل غربها قبل ذلك مع آسيا عبرجسر يابسة قبل أن يَفصل بين نصفي القارة هذا البحر فيُصبح غربها جزيرة معزولة بينما يتحد شرقها مع أوروباوغرينلاند، أما بقية أراضي العالم الجنوبية فقد تابعت الانجراف مُبتعدة عن بعضها.[20] وكنتيجة لهذا فقد اختلفت أنواع الديناصورات بين القارات، فسادت بشكل عام خلال هذه الفترة فينصف الأرض الجنوبي مجموعات الديناصورات القديمة التي لطالما قطنته، مثلالصوروبوداتوالأورنيثوبوداتوالأنكيلوصوريات، بينما ظهرت فيالنصف الشمالي أنواع جديدة تماماً مثلالسيراتوبسياتوالهادروصوريات. وقد ازداد تنوع الديناصورات إلى حد كبير وملحوظ[14] خلال هذا العصر، بينما تقلصت نسبياً المساحة الجغرافية التي يَتوزع عليها كل نوع مع ازدياد هذا التنوع. واستمرت الديناصورات على هذه الوتيرة خلال العصر الطباشيري وتنوعها يَزداد مع ازديادتوطنها[13][20] قبل أن تنقرض تماماً في نهاية ذلك العصر ضمنانقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني.[21]
صحراءثلاثية قديمة يُجاورها بحر ضحل في خلفية الصورة.
بالنسبة للبيئات التي قطنتها الديناصورات خلال فترة وُجودها على الأرض بعيداً عن انتشارها الجغرافي فتحديدها أصعب قليلاً. فبشكل عام، من الصعب جداً تخمين طبيعة البيئات التي كانت مَوجودة الماضي باستخدام معلومات الأحافير والصخور التي تكون مُتوافرة عادة.[22] والسبب وراء هذا أنه لا يُعثر سوى على القليل من أحافيرالحيوانات أوالنباتات التي عاصرت وُجود ديناصور ما (في حال عثرَ عليها أساساً)، علماً بأن دراسة النباتات القديمة بالإضافة إلى دراسة النظائرالجيوكيميائية التي يُمكن من خلالها تحديدالحرارة في تلك العُصور هما الوسيلتان الأساسيتان لمعرفة طبيعة البيئات القديمة (بينما لا تخدمعظام الديناصور سوى في معرفة موقع موته)، وحتى في الحالات التي يُعثر فيها على بقايا تلك النباتات فإن تحديد ما بدت عليه البيئة التي قطنها الديناصور وما كانت معالمها وتضاريسها هو أمر بالغ الصعوبة، مما يَدفع مُعظمالإحاثيين إلى عدم التطرق لهذا الأمر وترك دراسته.[22][23] من المَشاكل الأخرى أيضاً التي تمنع معرفة طبيعة البيئات القديمة بشكل دقيق اختلاف مدى إمكانية حفظ بيئة ما عن أخرى، فبعضها يُمكنها أن تحفظ بشكل جيد بينما تختفي أخرى تماماً بحيث تتعذر معرفتها، وعموماً مُعظم آثارالغابات وأراضيالأنهار المُرتفعةوالسهول منالمواد العضوية تتحلل وتتآكل ثم تختفي سريعاً، ولذا فإن بقاياها نادراً ما تحفظ بحيث تتيح التعرف عليها. بينما لا يُمكن للعلماء غالباً التعرف إلا على الأراضي النهرية المُنخفضةوالسهول الفيضيةوالدلتا وأراضيالبحيرات وما إلى ذلك من البيئات المائية.[23] لكن لا زالت - بالرغم من كل ذلك - توجد بعض الدراسات التي يُمكنها أن تعطي فكرة ما عن طبيعة بيئات هذه الزواحف وأن تلقي الضوء عليها.[24] وعموماً، ربما تكون الديناصورات قد قطنت مجموعة مُتنوعة جداً من البيئات تتراوح من الغابات الرطبة إلى الصحارى القاحلة.[25] وفيما يلي سرد لم يُتوقع أن يَكون البيئات التي عاشت فيها الديناصورات.
قطيع من ديناصوراتالبلاسيرياس يَجوب صحراء العصر الثلاثي.
نظراً إلى أن كافة أراضي العالم كانت مُتحدة في قارةبانجيا العظيمة بالغة الضخامة خلال العصر الثلاثي، فقد كان من الطبيعي وُجود امتدادات داخلية ضخمة للقارة بعيدة جداً عن أيبحر أومُحيط، وكنتيجة لهذا فقد ظلت مُعظم المساحات الداخلية للقارة جافة وبعيدة عنالماء وامتدت عبرها صحارى هائلة، بينما لم تكنالرطوبة كافية لنمو النباتات سوى على حواف القارة قرب المسطحات المائية المُحيطية.[26] وقد كانت الحياة مُختلفة جداً في ذلك العصر مع الجفاف السائد، فلم تكن توجد أينباتات مزهرة أوعشب على الأرض بينما انتشرالصنوبروالسراخس عبر القارة. ومن أسباب الجفاف وقلة التنوع الأحيائي الذين سادا هذا العصر أنه أتى مُباشرة بعدأضخم انقراض في تاريخ الأرض، ولهذا السبب فحتى عندما جاء العصرالثلاثي المتأخر كانت لا تزال الأرض تتعافى من آثار الانقراض.[27] ولذا فقد عاشت الديناصورات خلال هذه الفترة في بيئة جافة ولم يَكن تنوعها كبيراً بعد،[14] وقد تركز وُجودها على ضفافالأنهار التي كستها السراخس، ومن الأنواع التي قطنت هذه الأراضي ديناصورالهيريراصور المُبكر. أما في المناطق الأبعد من ذلك عنالبحار فقد امتدت أراضٍ شبه صحراوية استطاعت أن تنمو فيها بعض أنواع النباتات القصيرة والصغيرة المتكيفة مع المناخ القاحل (وربما بدت تلك المناطق شبيهة بأراضيجنوب أفريقيا اليوم)، ومن الأنواع التي قطنت هذه الأراضي ديناصورالبلاتيوصور العاشب جنباً إلى جنب معالإيورابتوروالسينتاصوس.[27]
بحلولالعصر الجوراسي بدأت طبيعة الأرض الجغرافية بالتغير مما كان له أثر كبير على بيئات الديناصورات الطبيعية. فقد أخذت قارة بانجيا العظيمة بالتفكك والانقسام مُبتعدة بعضها عن بعض، ومع تكون الصدوع بين القارات بدأت المياه تملأ هذه الأودية والأراضي المُنخفضة المختلفة مُحولة إياها إلى مُحيطات جديدة تفصل بين القارات بعد أن كانت كل المياه تحيط بقارة واحدة فقط (فتكون بذلكالمحيط الأطلسي إلى جانب عدة مُحيطات أخرى)، وقد ساعد هذا كثيراً على وُصول المياه إلى قلب بانجيا لكي تسقي صحاريها. فبعد أن دخلت المياه عُمق القارة بدأتالرياح المُصطدمة بالبحار الداخلية بحملالرطوبة معها إلى الصحارى الجافة،[20][28] فأخذتالنباتات تنمو وتزدهر في أنحاء القارات ماحية بذلك الصحارى الثلاثية القديمة ومُكونة مصدراً هاماً جداً لتغذية الديناصورات التي وصلت إلى قمة ازدهارها في هذا العصر، فبعد أن ظلت صغيرة الحجم طوال العصر الثلاثي نمت فجأة لتصبح من أكبر حيوانات الكوكب وأكثرها نجاحاً.[14][28] لكن كما كانت الحال في العصر الثلاثي فقد تركزت الخضرة والديناصورات المختلفة بجانب ضفافالأنهار، ومع هطول الأمطار نمت غابات منالسراخسوالغينكجو، ومن الديناصورات التي قطنت هذه الغابات النهرية والسرخسيةالستيغوصور. وقد تميز العصر الجوراسي أيضاًبالغابات الصنوبرية الكثيفة التي غطّت القارات خلاله وتألفت من أنواع بدائية منالصنوبر، وقد قطنت هذه الغابات أنواع منالصوربودات مثل المامينكيصور.[27]
ابتعدت القارات عن بعضها كثيراً خلالالعصر الطباشيري وبدأت خريطة العالم بأخذ شكل غير بعيد كثيراً عن شكلها الحالي، بالرغم من تغطية البحار الضحلة لجزء كبير منها،[20] وقد كان لهذا أيضاً تأثير على بيئة الكوكب. فوجود أراض بعيدة جداً عن بعضها وفي أجزاء مُختلفة من الكوكب يَعني أيضاً وجود أنواع متعددة من المناخ ومن ثم البيئات الطبيعية.[23] وأيضاً، توجد دلائل على أن الديناصورات قطنت خلال هذا العصر بعض البيئات القطبية اعتماداً على دلائل من موقعين في قارةأستراليا التي كانت لا تزال ضمنالدائرة القطبية الجنوبية في العصر الطباشيري، ويُمكن معرفة ذلك من دراسة أحافير النباتات وبنىالصخور التي كانت متجمدة في الأرض القطبية قبل ملايين السنين.[29]
خلال العصر الطباشيري، انتشرت على أطراف القارات أراضيالمستنقعاتودلتا الأنهار - وهي من نوع البيئات التي تحفظ جيداً -، وقد سادت في هذه المستنقعات الأشجار التي تحتاج إلى الماء بشدة مثلالسرو. أما من ناحية الديناصورات، فقد كانت هذه البيئات مثالية للديناصورات صائدةالسمك مثلالسبينوصور. وإلى جانب هذه النوعية من البيئات شبه المائية، فقد كان النوع الآخر السائد من البيئات في العصر الطباشيري هو «الغابات المختلطة» والتي كانت نتيجة بدء ظهورالنباتات المزهرة في العصر الطباشيري، وقد كانت هذه الغابات مأوى للعديد من الديناصورات العاشبة مثل الكوريثوصور،[26] كما مثلت في المناطق القريبة منالأنهار موطناً لبعض اللواحم الشهيرة مثلالتيرانوصور.[30] من جهة أخرى كان للديناصورات وُجود في بعض البيئات الأكثر اختلافاً خلال هذا العصر، فقد قطنت بعض أنوعها على سبيل المثال في هذه الفترة المناطق القطبية المتجمدة فيألاسكاوأستراليا، ولو أنها لم تكن مختلفة كثيراً عن الديناصورات التي قطنت المناطق المجاورة الأكثر دفئاً.[29] وبالرغم من أنالأحافير لا تقدم الكثير من المعلومات عن بيئاتالجبال القديمة، إلا أنه يُعتقد أن بعض أنواعها كانت تقطن هذه المناطق مثل الإدمونتيا. كما أن عدداً كبيراً من الديناصورات الطباشيرية قطنت مناطقالحجر الرملي فيالصحارى، ومن هذه الأنواع الغاليميموس[26]والأوفيرابتوروالفيلوسيرابتوروالبروتوسيراتوبس.
وفقًا لتصنيف النشوء، فإن الديناصورات تُعرف عادة بأنها المجموعة التي تحتوي على«العظاءات ثلاثية القرون،الطيور المعاصرة، بالإضافة إلى أقرب أسلافها، وكل المتحدرين منها».[31] اقترح البعض بأن الديناصورات ينبغي أن تُعرف وفق درجة قرابتها لأقرب سلفٍ مشترك للديناصور العظيمميغالوصور والديناصور ذي سن الإغوانةإغواندون، بما أن هذين نوعان من ثلاثة نص عليها ريتشارد أوين عندما عرّف الديناصورات لأول مرة.[32] ينتج عن التعريفين نفس مجموعة الحيوانات المعرفة بكونها ديناصورات، ومن ضمنها:الثيروبودات، أواللواحم ذات القائمتين؛ شبيهات طويلات الأعناق أوالصوروبودات، وهيعواشب رباعية القوائم؛ العظاءات المنصهرة أوالأنكيلوصوريات، وهي آكلة للعواشب، مدرعة رباعية القوائم (تشبه التمساح)؛ العظاءات المغطاة أوالستيغوصوريات، وهي عواشب رباعية القوائم ذات صفائح عظمية على ظهرها؛ العظاءات القرناء أوالسيراتوبسيات، وهي عواشب رباعية القوائم ذات قرون وأهداب، والعظاءات طيريّة الورك أو الأورنيثوبودات، وهي عواشب ثنائية أو رباعية القوائم من ضمنها «بطية المنقار». كُتبت هذه التعريفات لتستجيب للمفاهيم العلمية حول الديناصورات التي تسبق الاستخدام الحديث للتطور العرقي. ويُقصد باستمرارية المعنى منع أي التباس بشأن معنى المصطلح «ديناصور».
هناك شبه إجماع عالمي بينعلماء الإحاثة على كونالطيور سليلةالديناصورات الثيرابودية في العصر الحاضر. وباستخدام تعريفعلم الأفرع المحدد الذي يوجب تضمين كل سلالات سلفٍ واحد شائع في مجموعة واحدة لجعل هذه المجموعة طبيعية، فإن الطيور تعدّ ديناصورات، وبناءً على ذلك فإن «رتبة» الديناصورات غير منقرضة. تصنف الطيور بواسطة معظم علماء الإحاثة على أنها تنتمي إلى مجموعة «ذات الأيادي السالبة» الفرعية (باللاتينية:Maniraptora؛نقحرة: مانيرابتورا)، التي تنتمي بدورها إلى مجموعة العظاءات الحلقية أو الكويلوروصوريات (باللاتينية:Coelurosauria)، التي تنتمي إلى مجموعة الثيرابودات، التي تنتمي إلى مجموعة العظاءات مفصلية الورك أو الصوريسكيات (باللاتينية:Saurischia)، التي تنتمي إلىأصنوفة الديناصورات.[33]
من وجهة نظرعلم الأفرع، فإنالطيور تعدّ ديناصورات، على الرغم من أن كلمة «ديناصور» في الخطاب الاعتيادي لا تتضمن الطيور بل يُقصد بها تلكالزواحف البائدة. كذلك، فإنه من الصحيح تقنيًا الإشارة إلى الديناصورات بوصفها مجموعة مميزة تحت نظام تصنيفلينيوس الأقدم، الذي يقبل التصنيف شبه العرقي الذي يستثني بعض السلالات المتحدرة من سلفٍ واحد مشترك.
رسم رقميللزاحف السمكي دلفيني الشكلإكثيوصور، أحد أبرزأجناس الكائنات البائدة المعاصرة للديناصورات، والتي يعتقد العامّة أنها تعدّ ديناصورات أيضًا.
بناءً على ما سلف، يُمكن وصف الديناصورات - دون الطيور - أنهازواحفأركوصورية أرضية ذات قوائم منتصبة وُجدت مُنذالعصر الثلاثي المتأخر، كما يدل عمر الطبقات الصخرية حيث عُثر على أحافيرها، حتىالعصر الطباشيري المتأخر.[34] تُعتبر كثيرٌ من الحيوانات القبتاريخية ديناصوراتٍ في التصورات الشعبية، ومن أبرز الأمثلة على ذلكالزواحف السمكية (باللاتينية:Ichthyosauria)،الزواحف الميزية أو الموزاصورات (باللاتينية:Mosasauridae)،البلصورات (باللاتينية:Plesiosauroidea)،الزواحف المجنحة أو البتروصورات (باللاتينية:Pterosauria)، والديناصور ثنائي الأسنان المنتظمةديمترودون، إلا أنها لا تُصنف علميًا على أنها ديناصورات، فالزواحف المائية كالزواحف السمكية والميزية والبلصورات لم تكن مخلوقاتٍ أرضية أو أركوصورات، وكانت الزواحف المجنحة أركوصورات لكنها لم تكن أرضية، بينما كان الديمترودون حيوانًابرميًا أقرب إلى الثدييات من الزواحف.[35] كانت الديناصورات الفقاريات المهيمنة على النظام الأرضي فيالحقبة الوسطى، وقد وصلت ذروة تنوعها وازدهارها خلال العصرينالجوراسيوالطباشيري. كانت مجموعات الحيوانات الأخرى خلال هذه الحقبة مقيدة من حيث الحجم والبيئة الملائمة، وعلى سبيل المثال، فنادرًا ما تجاوزت الثدييات حجم قطة، وكانت غالبًا لواحم بحجم القوارض تتغذى على فرائس صغيرة.[36] يُستثنى من هذه الحالة الربنومام العملاق (Repenomamus giganticus)، وهو حيوان ثديي ينتمي لرتبة «ثلاثية الأسنان المخروطية» (باللاتينية:Triconodonta) تراوح وزنه ما بين 12 إلى 14 كيلوغرامًا، وعُرف بأكله الديناصورات الصغيرة مثل الديناصور الببغائيالسيتاكوصور.[37]
كانت الديناصورات مجموعة حيوانية شديدة التنوع، ووفقًا لدراسة أجريت في سنة2006 فإن خمسمائة نوعٍ من الديناصورات قد تمّ تصنيفها حتى الآن ووُثق وجودها السابق، ويُقدر عدد الأنواع المحفوظات في السجلات الأحفورية بحوالي ألف وثمانمائة وخمسين نوعًا، ويُعتقد أن حوالي 75% منها لا تزال بانتظار أن تُكتشف.[6] وتنبأت دراسة سابقة بوجود ثلاثة آلافٍ وأربعمائة نوعٍ من الديناصورات، بينها مجموعة كبيرة لم تُحفظ في سجلات أحفورية.[38] واعتباراً من17 سبتمبر2008 سُمي ألف وأربعة وسبعون نوعًا من الديناصورات.[7] كان بعض هذه الديناصورات عاشب وبعضها الآخر لاحم، كما أن بعضها كان يخطو على قائمتين، وبعضها على أربع قوائم، وبعضٌ ثالث كديناصور الرمالأموصور والديناصور ذي سن الإغوانةإغوانودون كان يمشي على قائمتين وعلى أربع قوائم . كان لبعض الديناصورات درع عظمي، أو نتؤات جمجميةكالقرون. وبالرغم من أنها تعرف بحجمها الهائل، فإن كثيرًا من الديناصورات كانت بحجمالإنسان أو أصغر. وُجدت بقايا الديناصورات في كُل القارات الأرضية، بما فيهاالقارة القطبية الجنوبية.[8] لم يحصل أن اكتشفت ديناصورات عاشت في بيئة مائية أو كانت قادرة على الطيران حتى الآن،[39] برغم أن الثيرابودات المريشة يُمكن أن تكون قد طوّرت مقدرة على الطيران.
ديناصورإدمونتونيا، أحد أجناس العظاءات المنصهرة أوالأنكيلوصوريات، والذي كان له درعًا عظميًا خارجيًا، إحدى السمات المشتركة بين بضعة أنواع من الديناصورات التي عاشت في أواخرالعصر الطباشيري.
أظهرت الاكتشافات الحديثة أنه من الصعب على العلماء وضع قائمة جامعة متفق عليها لخصائص الديناصورات التشريحية المميزة، إلا أنه من المتفق عليه أن لجميع الديناصورات اختلافات معينة فيهياكلها العظمية عن هياكل أسلافها منالأركوصورات. وقد ظهر لدى بضعة فصائل من الديناصورات المتأخرة سمات متطورة جعلتها تختلف بعض الشيء عن تلك الفصائل السابقة من ناحية بنيتها العظمية، إلا أن هذه السمات لا تجعل منها فصائل فريدة في رتبة الديناصورات، إذ أنها كانت موجودة لدى الفصائل البدائية التي ظرت في أواخرالعصر الثلاثي، وانتقلت عبرمورثاتها خلال الأجيال المتعاقبة إلى سليلتها، ويُطلق العلماء على السمات المشتركة بين مجموعتين تصنيفيتين تسمية «التواسم المشترك» (بالإنجليزية: Synapomorphies) ومثالها خاصيةالدم الحار بينالثديياتوالطيور.
تشمل السمات الجسدية والتشريحية المشتركة عند معظم الديناصورات: عرفًا طويلاً علىعظم عضدها أو القسم العلوي منأذرعها مخصص لاستيعاب العضلات الترقوية الصدرية؛ بالإضافة إلى لوح في نهاية حرقفتها، أي عظمالحوض الرئيسي؛ظنبوبًا ذو حافة سفلية عريضة وشفة ناتئة نحو الخلف؛ ورباطات على عظمالكاحل لتثبيته على الظنبوب.
تشارك كثير من الديناصورات في عدّة سمات عظميّة أخرى، إلا أنه بسبب كون هذه السمات مشتركة بين مجموعات منالأركوصورات دون الأخرى أو لم تكن مشتركة بين جميعفصائل الديناصورات، فإن العلماء لا يعدّونها سماتًا مشتركة بين مجموعات بعيدة. فعلى سبيل المثال كان لأسلاف الديناصورات زوج من النافذات الحرارية فيجمجمتها تقع خلفأعينها، مخصصة لتعديل حرارة جسدها كما للكثير من الزواحف المعاصرة، بصفتها ثنائية الثقوب (ذات فجوتين في جمجمتها إحداها تقع أعلى العين والثانية أسفلها)، كذلك كانت لها فجوات إضافية علىالخطموالفك السفلي بوصفها أركوصورات.[40] كذلك كان العلماء يعتقدون أن سماتًا أخرى تعدّ مشتركة بين الديناصورات وكائنات أخرى، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن هذه السمات ظهرت قبل الديناصورات، أو لم تتطور عند تلك البدائية منها، ومن ثم تطورت عند المجموعات اللاحقة بشكل منفصل، ومن هذه السمات:عظم كتف طويل،وعجز يتألف من 3 فقرات أو أكثر؛ وتجويف فيوركها.[41] يواجه العلماء صعوبة أخرى في تحديد الخصائص التشريحية الخاصة بالديناصورات تتمثل في أن تلك البدائية منها تتشابه مع أركوصورات عديدة أخرى من عدّة نواح، أو أنه يُعرف بشأنها قليلٌ من المعلومات، لدرجة جعلت الكثيرين يخلطون بينها منذ زمن.[42]
مقارنة بين قوائم الديناصورات والكائنات القريبة منها.
كانت الديناصورات ذاتقوائم منتصبة كما معظمالثدييات المعاصرة، وبهذا فإنها تختلف عن أغلبيةالزواحف الأخرى التي تمتلك قوائمًا منبطحة.[43] ويقول العلماء أن الوضعيّة المنتصبة هذه إنما هي نتيجة امتلاكها تجويفًا أفقيًا فيحوضها مواجهًا للأمام يقابله نتوء داخلي كبير على عظمالفخذ.[44] سمحت هذه الوضعية للديناصورات أنتتنفس بسهولة أثناء ترحالها، الأمر الذي يُحتمل أنه سمح بازدياد قدرة تحملها ودرجة نشاطها بمقدار لا تستطيع الزواحف الأخرى «المنبطحة» الوصول إليه، بسبب بنيتها العظمية المختلفة.[45] يُحتمل أيضًا أن تكون القوائم المنتصبة قد ساعدت على نشوء وتطوّر الديناصورات العملاقة، بما أنها تخفف من الضغط على الأضلع وتقوسها الذي يتسبب به الطول والوزن الزائد.[46] كان لبعضالأركوصورات من غير الديناصورات قوائمًا منتصبة، لكنها اختلفت عن قوائم الديناصورات من ناحية أنها كانت متعامدة مع الأقدام ومتوازية مع بعضها البعض، وذلك بسبب تكوين مفصل وركها، حيث أن الحرقفة كانت تُشكل لوحًا بارزًا، بدلاً من أن تمتلك نتوءًا منعظم الفخذ يركب على محجرالورك، كما الديناصورات الحقيقية.
أحفور للديناصور الفجريأيورابتور، إحدى أقدمأجناس الديناصورات، في إحدى مواقع الحفرياتبالأرجنتين.
اعتقد العلماء لفترة طويلة أن الديناصوراتمتعددة الأعراق، حيث كان منها العديد من المجموعات غير المرتبطة، التي تشابهت مع غيرها في بعض الأحيان كونها تعرّضت لظروف بيئية مشابهة دفعتها لتتطور في نمط متشابه.[47][48][49] إلا أن الاكتشافات الحديثة أظهرت أن كلأنواعوفصائل الديناصورات تُشكل معًا مجموعة واحدة غير متفرعة.[50]
انشقت الديناصورات عن أسلافها منالأركوصورات منذ حوالي 230 مليون سنة، أي منذ أواسط حتى أواخرالعصر الثلاثي، وبهذا فإنها تكون قد ظهرت بعد 20 مليون سنة منحادثة انقراض العصر البرمي-الثلاثي، التي قضت على ما يقرب من 95% منأشكال الحياة علىالأرض،[51][52] وقد دعمتالدراسات الإشعاعية لتحديد عمر طبقات الصخور التي حوتالمستحثات الخاصة بجنس الديناصور الفجريأيورابتور، وهو أحد أكثر أجناس الديناصورات بدائيةً، دعمت هذه النظرية سالفة الذكر.[53] يقول علماء الأحياء القديمة أن الأيورابتور يشابه السلف المشترك لكل الديناصورات؛ وإن ثبتت صحة هذه النظرية فإن هذا يفيد بأن الديناصورات البدائية كانتمفترسات صغيرة الحجم ذات قائمتين.[54] أظهرت بعض الاكتشافاتلديناصورات طيرية العنق في طبقات العصر الثلاثيبالأرجنتين أن هذه الحيوانات كانت بالفعل مفترسات صغيرة ذات قائمتين، الأمر الذي يدعم النظرية سالفة الذكر.
كانت الموائل الأرضية مأهولة بأنواع عديدة منالأركوصورات الأولى والزواحف شبيهة الثدييات خلال الزمن الذي ظهرت فيه الديناصورات، ومن هذه الكائنات: السحالي العقابية أوالأيتوصورات (باللاتينية:Aetosauria)،وكلبيات الأسنان (باللاتينية:Cynodontia). انقرضت معظم هذه الحيوانات أثناءالعصر الثلاثي في حدثيّ انقراض كبيرين، فمن المعروف أنه خلال القسمين الثاني والثالث من الدور الأول للعصر الثلاثي، أي منذ حوالي 215 مليون سنة، انقرض الكثير من تلك الكائنات البدائية، ومن ثم وقعت حادثة انقراض أخرى منذ حوالي 200 مليون سنة هي حادثةانقراض العصر الثلاثي-الجوراسي، وفيها اندثر ما تبقى من الأركوصورات البدائية، وخلت الأرض لشبيهات التماسيح والديناصوراتوالثديياتوالزواحف المجنحةوالسلحفيات.
هيكلين عظميين لفصيلتين مختلفتين من الديناصورات البدائية: ديناصور هيريراهيريراصور (الكبير)، الديناصور الفجريأيورابتور (الصغير)، بالإضافة إلىجمجمة للديناصور المفلطحبلاتيوصور.
أخذت الديناصورات تتنوع وتتفرعلفصائل مختلفة وأشكال وأحجام عديدة خلال المراحل الأخيرة منالعصر الثلاثي، وذلك عن طريق سيطرتها على الموائل الطبيعية التي فرغت من قاطنتها، ولعبها لذات الدور البيئي التي لعبته الحيوانات السابقة لها. كان العلماء يعتقدون أن الديناصورات ساهمت في تسريع وتيرةانقراض الحيوانات البرية الأخرى التي عاصرتها خلال العصر الثلاثي بسبب أن الأخيرة لم تقو على منافستها، فتناقصت أعدادها كنتيجة لهذا، وحلت الديناصورات بدلاً منها، إلا أن هذه النظرية تبدو الآن أقل واقعيةً لأسباب مختلفة: فسجلالمستحاثات لا يُظهر نموًا سريعًا وازدهارًا كبيرًا في أعداد وفصائل الديناصورات خلال تلك الفترة كما توقع العلماء؛ بل يظهر بأنها كانت لا تزال نادرة في بداية الدور الأول من أواخر العصر الثلاثي حيث تراوحت نسبتها بين 1% و 2% من إجمالي الحيوانات التي كانت موجودة آنذاك، أما في الدور الثاني من أواخر ذلك العصر، تفيد المستحاثات أن أعدادها قد ارتفعت وفصائلها قد ازدادت، حيث تراوحت نسبتها بين 50% و 90% من إجمالي الحيوانات. كذلك كان العلماء يقولون أن الوضعية المنتصبة للديناصورات البدائية كانت عاملاً مساعدًا جعلها تتفوق على معظم الكائنات الأخرى رباعية القوائم، إلا أنه يُعرف الآن أن هذه الخاصية كانت موجودة عند الكثير من الحيوانات التي عاصرت أوائل عهد الديناصورات، ولم تكن سمة مميزة لمجموعة كائنات واحدة. أخيرًا فإن الأحافير تُظهر انفجارًا في أشكال الحياة حصل في أواخر العصر الثلاثي وأدى إلى بروز بعض مجموعات الحيوانات، مثل مجموعة «مصلبة الكاحلين» (باللاتينية:Crurotarsi) التي لم يبق من رتبها وصفوفها اليوم إلاالتمساحيات، التي كانت أكثر تنوعًا من الديناصورات بكثير، وبحسب الظاهر فإن هكذا مجموعات متنوعة وكبيرة من شأنها أن تهيمن على المجموعات الأقل عددًا وتنوعًا، لذا فإن نشوء وارتقاء الديناصورات حتى أصبحت هي الكائنات المسيطرة علىالأرض كان بفعل «الحظ» أكثر من تفوقها، كما يفيد العلماء من أنصار هذا الاتجاه.[55]
أربعة أجناس من طويلات العنق صغيرة الخيشوم، أحد أبرز مجموعات الديناصورات تنوعًا خلالالعصر الجوراسي: من اليسار إلى اليمينالديناصور المحجريكماراصور، الديناصور الذراعيبراكيوصور، الديناصور الزرافي العملاقجيرافاتايتن، واليوليوبوس.عدد من الديناصورات طيرية الحوض، تعدّ هذه المجموعة أكثر مجموعاتالعصر الطباشيري تنوعًا وآخر ما ظهر من مجموعات الديناصورات. أقصى اليسار: الديناصور المنحنيكامبتوصور، اليسار: ديناصور سن الإغوانةإغوانودون، وسط الخلفية: ديناصور شاندونغشاندونجوصور، وسط المقدمة: ديناصور البلوطدرايوصور، اليمين: الديناصور ذي الخوذةكوريثوصور، أقصى اليمين (الصغير): الديناصور متفاوت الأسنانهيترودونتوصور، أقصى اليمين (الضخم)التينونتوصور.
تفيدالتحليلات الإحصائية المستندة إلى بعض المعلومات غير المدروسة، إلى أن الديناصورات ازداد تنوعها خلال أواخرالعصر الطباشيري، حيث ظهرت فيها أجناس جديدة تفرعت إلىفصائلوأنواع كثيرة. إلا أنه في عام2008، قال بعض العلماء أن هذا الكلام غير دقيق، وإن ما قيل حول تنوع الديناصورات في تلك الفترة إنما هو نتيجة خطأ علمي، وأفادوا أن الديناصورات لم يظهر فيها سوى مجموعتين جديدتين في أواخر العصر الطباشيري هما بطيّات المنقار أو الهادروصورات، وذوات القرون أو السحالي القرناء. يفيد العلماء أن ما كبح ظهور مجموعات جديدة من الديناصورات هو تطوّرالنباتات، ففي أواسط العصر الطباشيري أصبحتالنباتات المزهرة مغطاة البذور جزءًا مهمًا منالنظام البيئي العالمي، وانتشرت على سطحالكرة الأرضية مستبدلة عاريات البذور مثل الصنوبريات، ويدل براز الديناصورات المتحجر أن هذه الكائنات استمرت تقتات علىالنباتات عارية البذور بشكل أكبر من مغطاة البذور، فيما تحوّلت الكثير منالحشرات النباتيةوالثدييات إلى الاقتيات على مصدر الغذاء الجديد، وفي الوقت نفسه حصل انفجار في أنواعالسحاليوالأفاعيوالتمساحياتوالطيور، فأخذت فصائل جديدة منها تظهر وتزدهر وتحل مكان الديناصورات شيءًا فشيئًا. يقول بعض العلماء أن فشل الديناصورات في التنوع والارتقاء في الوقت الذي كان فيه النظام البيئي حولها يتغيّر، حكم عليها بالانقراض بعد بضعة ملايين السنين.[56]
تُصنّف الديناصورات، بما فيهاالطيور، على أنهاأركوصورات ومثلها كمثلالزواحف. وتتميز الأركوصوراتبجماجم «قنطريّة»، أي أنها تمتلك فجوات أو «نافذات» حرارية قنطرية أو قوسيّة في الموقع الذي تتصل فيه عضلات الوجه بالجمجمة، بالإضافة إلى نافذة أخرى قبمحجرية تقع في مواجهةالعينين، وهذه السمات مشتركة بين الديناصورات ومعظم الزواحف المعاصرة والطيور. تتشارك الديناصورات في سمات تشريحية عديدة أخرى مع غيرها من الأركوصورات، لعلّ أبرزها هوالأسنان التي تنمو من أغمد عوض أن تكون امتداد مباشر لعظمالفك، وبالمقابل فهي تختلف عن غيرها من الأركوصورات بشكل بارز من ناحية مشيتها، فقوائم الديناصورات تمتد مستقيمةً أسفل جسدها، في حين أن قوائمالسحاليوالتمساحيات مفلطحة، تبدو للناظر وكأنها تنبثق من جانبها.
أ. الديناصور الفجريإيورابتور، أحد أقدم الديناصورات سحلية الحوض،ب ديناصور ليسوتوليسوتوصور، من أقدم الديناصورات طيرية الحوض،جـ حوض ديناصور صليب الجنوبستوريكوصور (حوض سحليّ)،د حوضالليسوتوصور (حوض طيريّ)
تميزت الديناصورات طيرية الحوض بحوض شديد الشبه بحوضالطيور، حيث كانت عظام عانتها ذيلية الشكل تتجه نحو الخلف كما الطيور، كذلك تُظهرالمستحاثات أن عددًا كبيرًا من هذه الحيوانات كان يمتلك زائدةً أو «حدبة» عظميّة تتجه نحو الأمام. ضمّت هذه الفئة من الديناصورات أنواعًا عديدة من العواشب الضخمة.
استنادًا إلى المدونة الدولية لتسميات الحيوان، يمكن القول أن ما بين 630 إلى 650 نوعًا من الديناصورات كانت تعيش على وجه البسيطة منذ ملايين السنين، وما زال العلماء يقومون باكتشافات جديدة كل سنة تضيف أنواعًا وفصائل جديدة إلى القائمة الموجودة. يُلاحظ أن أكثر من نصف الديناصورات المكتشفة غير ممثل إلا بعينة واحدة وغالبًا ما تكون غير مكتملة، كذلك فإن أقل من 20% من الأنواع المصنفة غير معروفة إلا عن طريق 5 عينات أو أقل حتى. يحوي الجدول التالي المجموعات الأساسية من الديناصورات بالإضافة لبعض الأجناس والفصائل:
شجرة عرقية تُظهر تطور ونشوء الفروع المختلفة من الديناصورات.
ارتبط تطور الديناصورات بعد نهايةالعصر الثلاثي بتطورالنباتات وبزحلالقارّات، ففي أواخر ذاك العصر وعند بدايةالعصر الجوراسي، كانت جميع قارّات العالم متصلة ببعضها البعض وتُشكل قارة عظمى تُعرف باسم قارة «بانجيا»، وكانت جمهرة الديناصورات مكونة بمعظمها من اللواحم الحلقية وطويلات العنق الأولية العاشبة،[60] كذلك سيطرت على الأرض غابات منالأشجار عارية البذور، وبشكل خاصالصنوبريات، التي شكلت غذاءً بارزًاللعواشب. افتقدت طويلات العنق الأولية إلى الآليات المعقدة اللازمة في الفم لمعالجة أوراق الصنوبريات الإبريّة، لذا كانت تبتلعه كاملاً، ويُحتمل أن تكون قد امتلكت بعض الخاصيّات الأخرى فيقناتها الهضميّة لتجزئة الطعام وتكسيره إلى العناصر الغذائية اللازمة لبقائها.[61] استمرت الديناصورات متجانسة ومتماثلة طيلة أواسط وحتى أواخر العصر الجوراسي، حيث كانت المفترسات من السيراتوصورياتوالسبينوصورياتوالكارنوصوريات تنتشر في مختلف المناطق، إلى جانب عواشب ضخمة ممثلة بالديناصورات المغطاة أو الستيغوصوريات وطويلات العنق أو الصوروبوديات. ومن الأماكن التي تُظهر هذا التجانس في أنواع وأجناس ديناصوراتها على الرغم من بعدها عن بعضها حاليًا: تكوين موريسون في ولايةكولورادو فيالولايات المتحدة، وتكوين تنداجورو فيتنزانيا. وحدها ديناصوراتالصين من تلك الحقبة تُظهر اختلافًا عن باقي الديناصورات التي عاصرتها، حيث كان منهالواحم ثيروبوديّة متخصصة في أنواع معينة فقط من الطرائد، وطويلات عنق لا نمطيّة مثل ديناصورالمامنتشيصور.[60] أخذت الديناصورات المنصهرة، أو الأنكيلوصوريات، تصبح أكثر شيوعًا خلال أواخر العصر الجوارسي، وكذلك الحال بالنسبة للديناصورات طيرية الورك، وبحلول ذلك الوقت كانت طويلات العنق الأوليّة قد انقرضت، وأصبحت الصنوبرياتوالسراخس أكثر النباتات انتشارًا. كانت طويلات العنق غير قادرة على معالجة الطعام في فمها كما كان حال أسلافها، إلا أن الديناصورات طيرية الورك كانت قد طوّرت مقدرةً على تقطيع الطعام ومضغه في فمها قبل أن تبتلعه، وذلك عن طريق ظهورأفكاك متحركة لها، لكن لعلّ أبرز حدث تطوريّ وقع خلال العصر الجوراسي هو ظهورالطيور الحقيقية، التي تطورت من اللواحم الحلقية.[33]
رسم قديم لديناصورات بطيّة المنقار يعود لسنة1897، بريشة شارل روبرت نايت. كان العلماء يعتقدون في تلك الفترة أن هذه الكائنات برمائية غير قادرة إلا على مضغ نباتات المستنقعات الطريئة، وقد تبيّن فيما بعد مدى خطأ هذه النظرية وأن بطيّة المنقار كانت من أنجح المجموعات بفضل قدرتها على معالجة مختلف أنواع النباتات القاسية.
أخذت الديناصورات تتفرع لأشكال أكثر تنوعًا خلال أوائلالعصر الطباشيري بسبب تفكك قارةبانجيا وانعزال المزيد من الجمهرات عن مثيلتها. كانت الديناصورات المنصهرة إلى جانب ذوات الأسنان الإغوانية والديناصورات الذراعية أو البراكيوصوريات، هي أول المجموعات التي انتشرت خلال فجر هذا العهد وتوزعت في مختلف أنحاءأوروباوأمريكا الشماليةوشمال أفريقيا، وفي وقت لاحق استبدلت اللواحم الجوارسية الأفريقية بلواحم أوائل العصر الطباشيري العملاقة، مثلالسبينوصوروالكاركارادونتوصور، وورثت أجناس جديدة من طويلات العنق مواطن الصوروبودات الجوارسية، ومن هذه الأجناس: الريباكيصور والتياتانوصور، التي عاشت فيأمريكا الجنوبية إلى جانبأفريقيا. ظهرت في آسيا خلال هذه الفترةفصائلوفيالق جديدة من اللواحم الحلقية، لعلّ أبرزها هو الديناصورات السريعة أو الدروميوصوريات، المعروفة أكثر باسم «الكواسر»، كذلك ظهرت الترودونيات وكواسر البيض أو الأوڤيرابتورات، وأصبحت هذه مجتمعةً تُشكل مجموعة اللواحم الأساسية. أيضًا انتشرت الأنكيلوصوريات وبرزت ذوات قرون بدائية مثل الديناصور الببغائيسيتكوصور، وأصبحت إحدى أبرز العواشب.[60] تُظهر المستحاثات أن الديناصورات المغطاة اختفت من على وجه الأرض خلال أواخر الدور الأول من العصر الطباشيري أو خلال أوائل الدور الأخير منه، كذلك يتبين أن النباتات المزهرة كانت قد نشأت وبدأت بالانتشار على نطاق شديد الضيق. طوّرت فصائل عديدة من الديناصورات وسائل مختلفة لمعالجة الطعام قبل ابتلاعه خلال أوائل العصر الطباشيري، فذوات القرون مثلاً طوّرت المقدرة على تقطيع النباتات بأسنانها المكدسة في صفوف، وطوّرت ذوات الأسنان الإغوانية المقدرة على طحن النبات بأسنانها، وتفوّقت في هذا المجال بطيّة المنقار. ظهرت لدى بعض طويلات العنق صفوف من الأسنان خلال هذا العصر أيضًا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ديناصور النيجيرنيجيرصور.[62]
رسم للديناصور كسلاني المخلبنوثرونيكوس، أحد أجناس الديناصورات البليدة، ومن أكثر أشكال الديناصورات القارتة غرابةً. ظهر هذا الجنس خلال أواخر العصر الطباشيري، وهو يُشكل بالنسبة للبعض ذروة تطور الديناصورات.هيكل عظمي للديناصور محاكي الدجاجغاليمايمس فيمتحف التاريخ الطبيعيبلندن،بريطانيا. كانت هذه الديناصورات إحدى أبرز فصائل الديناصورات النعاميّة التي برزت أواخرالعصر الطباشيري.
سيطرت 3فصائل كبرى من الديناصورات على مناطق مختلفة من العالم خلال أواخرالعصر الطباشيري، ففي قارة «لوراسيا»، التي تكونت منأمريكا الشماليةوآسيا، كانت الديناصورات الطغاة أو التيرانوصوريات بالإضافة لعدّة أنواع من الكواسر ذات الأيادي السالبة هيالضواري الثيروبوديّة السائدة، وعاشت إلى جانبها مجموعة كبيرة من العواشب طيرية الحوض تمثلت ببطيّة المنقار وذوات القرون والديناصورات المنصهرة وسميكة الرأس. أما في القارة الجنوبية أو قارة «غندوانا» فكانت الديناصورات الأبيليّة أو الأبيليصورات هي الثيروبودات المهيمنة، وكانت التيتانوصوريات هي أكثر العواشب انتشارًا. كذلك عاشت الدروميوصوريات إلى جانب فصائل مختلفة من ذوات الأسنان الإغوانية والأنكيلوصوريات والتيتانوصوريات في أماكن مختلفة منأوروبا.[60] كانت النباتات المزهرة قد أصبحت واسعة الانتشار بحلول هذه الفترة من الزمن، وأخذتالأعشاب البدائية بالظهور في نهاية العصر الطباشيري،[63] وكنتيجة لهذا التنوع في الغطاء النباتي، ازدهرت بطيّة المنقار وذوات القرون وظهرت منها أنواع مختلفة في جميع أنحاءأمريكا الشماليةوآسيا، وبطبيعة الحال ظهرت أنواع جديدة من اللواحم الثيروبوديّة لتغتنم هذا التنوع في الطرائد، وإلى جانبها ظهرت ديناصوراتقارتة فريدة من نوعها، مثل الديناصورات البليدة والديناصورات النعاميّة المعروفة أيضًا باسم «الديناصورات محاكية الطيور» (باللاتينية:Ornithomimosauria).
يشتقعلماء الإحاثةوالأحياء القديمة معلوماتهم عن الديناصورات من مجموعة كبيرة من السجلاّت الأحفورية وغير الأحفورية، وهذه تشمل: العظام المتحجرة،البراز المتحجر، آثار الأقدام المحفوظة،حصاة المعدة، طبعاتالريشوالجلد الصخريّة، بالإضافة لبعض الأعضاء الداخليةوالأنسجة الحيوية المحنطة تحنيطًا طبيعًا.[65][66] تساهم الكثير من الدراسات الأخرى غير الأحفورية بالمساعدة على فهم هذه الكائنات وأسلوب حياتها، ومن هذه الدراسات:الفيزياء وبشكل خاص دراساتالميكانيكا الحيوية،الكيمياء،علم الأحياء،وعلوم الأرض الأخرى غيرعلم الأحياء القديمة. كان حجم الديناصورات وسلوكها من أكثر المواضيع إثارة لاهتمام العلماء، لذا فإنها تعرضت للدراسة المكثفة وظهرت فيها نظريات عديدة خلال عقود من الزمن.
تعدّ الديناصورات كمجموعة، إحدى أضخم الكائنات الحية التي سارت على سطحالأرض قديمًا وحديثًا، وقد بلغت بعضالفصائلوالأنواع أحجامًا ضخمة جدًا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: طويلات العنق أو الصوروبودات. كان أصغر طويلات العنق حجمًا لا يزال يفوق جميع الأنواع الأخرى التي شاطرته موطنه معظم عهد الديناصورات، أما أكبرها قدًا فكان يفوق جميع الكائنات الحية التي عاشت على الأرض سواءً في الدهور القديمة أو خلال الدهر الحالي، حيث لم تستطع أي دابّة أخرى أن تتفوق عليها في الحجم حتى أثناء العصر الذهبي للثدييات، عندما بلغت الأخيرة أحجامًا ضخمة،فالباراسيراثيريم أو شبه الأقرن، وهو أضخم الثدييات البريّة البائدة، لا يقترب حتى من مقارعة أكبر طويلات العنق، وكذلك الحال بالنسبةللماموث الكولومبي، أحد أضخم أنواعالفيلة المنقرضة. وحدها بعض الثدييات البحرية المعاصرة تقارب في حجمها حجم طويلات العنق العملاقة أو تتفق عليها، ومنهاالحوت الأزرق الذي يصل وزنه إلى 173000 كيلوغرام (381000 رطل) ويزيد طوله عن 30 مترًا (100 قدم).[67] يقترح العلماء عددًا من الإيجابيات كان الحجم الضخم يحققها لطويلات العنق ومنها: الحماية من الضوراي، الاقتصاد في استهلاك الطاقة اللازمة للبقاء، وإطالة أمد الحياة، لكن يظهر أن أهم تلك الحسنات كانت المتعلقة بالغذاء،فالجهاز الهضمي عند الحيوانات الكبيرة أكثر كفاءةً في هضم الطعام من ذاك الخاص بالحيوانات الصغيرة، بما أن الطعام يمضي فترة أطول داخله، وهذا بدوره يجعل من تلك الحيوانات قادرة على الاقتيات على أنواع من الطعام أقل غذاءً لا تستطيع الحيوانات الصغيرة البقاء بمجرد الاقتيات عليها. عُثر على أحافير طويلات العنق، وما زال يُعثر عليها، في طبقات من الصخور ترجع لفترات يُحتمل أن تكون جافة أو موسميّة الجفاف، لذا فإن هذا يدعم ما قال به العلماء من أنها قادرة على الاقتيات على نباتات قليلة الغذاء بفضل حجمها الضخم، لا سيما وأن هذا سيساعدها على البقاء في هكذا بيئة غير ثابتة المناخ.[68]
رسم يُقارن أحجام أكبر الديناصورات المعروفة في خمسة فروع حيوية، بحجم الإنسان.
كانت معظم الديناصورات أصغر حجمًا بأشواط من طويلات العنق، وتشير الأدلّة الحالية أن حجم الديناصورات اختلف منالعصر الثلاثي حتى أوائلالجوراسي وأواخره، ثم خلالالطباشيري.[53] يتبيّن عند تصنيفاللواحم الثيروبوديّة إلى فئات وفققيمة أسيّة، أن معظمها يحتل مركزًا ضمن القائمة التي تحوي نظيرتها التي يتراوح وزنها بين 100 و 1000 كيلوغرام (بين 220 و 2200 رطل)، وبالمقابل ظهر أن اللواحمالمعاصرة تقبع بأغلبها ضمن الفئة التي يتراوح وزنها بين 10 و 100 كيلوغرامات (بين 22 و 220 رطلاً).[69] تراوح منوال كتلة جسد الديناصورات بين طن متري واحد وعشرة أطنان متريّة،[70] وهذا يتباين بشكل كبير مع ذاك الخاص بثديياتالدهر الحديث، الذي يترواح بين 2 إلى 5 كيلوغرامات (بين 5 و 10 أرطال) وفق إحصائيات الخبراء في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في مدينةواشنطنبالولايات المتحدة.[71]
خلافًا لما يعتقده البعض من غير المختصين، فإن نسبة ضئيلة فقط من الحيوانات تتحجر هياكلها العظمية وتتحوللمستحاثات مدفونة في باطن الأرض، لذا فإن العثور على أي أحفور أو مستحاثة لأي كائن بائد يُمثل تحديًالعلماء الآثار. لا يستخرج العلماء هياكلاً عظمية كاملة إلا فيما ندر، ومعظم الأحيان لا يمكن العثور إلا على بضعة عظام متفرقة أو أجزاء منالهيكل العظمي، كذلك فإن طبعاتالجلد أوالأنسجة الحيوية المحفوظة أشد ندرة من العظام. يلجأ العلماء إلى مقارنة حجم العظام المعثور عليها حديثًا بالإضافة إلى شكلها بعظام تماثلها في الشكل والحجم حتى يتمكنوا من رسم هيئة الكائن أثناء حياته، إلا أن هذه العملية غير دقيقة على الإطلاق، وهي تبقى مجرّد تخمينات أناس خبراء، ولهذا فإنه من المحتمل ألا يتأكد العلماء على الإطلاق أي الديناصورات كان الأضخم وأيها كان الأصغر.
إن أضخم وأثقل الديناصورات المعروفة ذاتالهياكل العظمية الأكثر حفظًا هو الديناصور الزرافي العملاقجيرافاتايتن. اكتُشفت بقايا هذه الديناصورات فيتنزانيا خلال الفترة الممتدة بين عاميّ1907و1912، وقد جُمعت عظام عدّة أفراد صغيرة الحجم منها في هيكل عظمي واحد يُعرض الآن في متحف همبولت فيبرلينبألمانيا؛[72] ويصل ارتفاع هذا الهيكل إلى 12 مترًا (39 قدمًا)، ويبلغ طوله 22.5 أمتار (74 قدمًا)، ويُقدّر وزنه لو أضيفت إليه جميع الأعضاء الداخليةوالأنسجة الحيوية بما بين 30000 و 60000 كيلوغرام (بين 70000 و 130000 رطلاً). أما أطول الديناصورات فهوالديناصور الطويلديبلودوكس الذي اكتشفت بقاياه في ولايةوايومينغبالولايات المتحدة، وجُمع وعُرض في متحف كارنجي للتاريخ الطبيعي في مدينةبيتسبرغ سنة1907.
حجم الديناصور الزرافي العملاقجيرافاتيتان مقارنة بحجمالإنسان.حجمالتيرانوصور، أحد أضخم آكلات اللحوم، مقارنة بحجم الإنسان.
كان هناك بعض الديناصورات الأضخم حجمًا من النوعين سالفا الذكر، إلا أن ما يُعرف بشأنها مُشتق من دراسة بعض العظام المتحجرة فقط. اكتشفت معظم العواشب العملاقة خلالعقد السبيعينيات من القرن العشرين أو ما تلاه من عقود، وهذه الديناصورات تشمل: ديناصور الأرجنتينالأرجنتينوصور الذي يُعتقد أن وزنه تراوح بين 80000 و 100000 كيلوغرام،[68] والديناصور الخارقسوبرصور الذي يُقدر طوله بحوالي 33 مترًا (110 أقدام)، وديناصور إله الزلازلصوروبوسيدون الذي يظهر بأنه كان أطول الديناصورات قامةً، حيث وصل طوله إلى 18 مترًا (59 قدمًا)،[73] أما أطول الديناصورات بلا منازع فيبدو أنه الديناصور ثنائي التقعّرأمفيكولياس، الذي يُعرف عن طريق قوس فقريّة واحدة فقط وُصفت عام1878 وهي الآن مفقودة. يُحتمل أن هذا الديناصور وصل طوله إلى 58 مترًا (190 قدمًا) وفاق وزنه 120000 كيلوغرام (260000 رطل).[68] كانالديناصور الفقريسبينوصور أكبراللواحم بلا منازع حيث تراوح طوله بين 16 و 18 مترًا (بين 50 و 60 قدمًا)، ووصل وزنه إلى 8150 كيلوغرام (18000 رطل).[74] ومن اللواحم الضخمة الأخرى: ديناصور الريح الجنوبية العملاقجيجانوتوصور،الديناصور حاد الأسنانكاركارادونتوصور،وملك الزواحف الطاغيةتيرانوصور.[75]
مقارنة حجم الديناصور شبه الطائر والديناصور المتباهي بحجم الإنسان.
كانت أصغر الديناصورات، باستثناءالطيور المعاصرة، تصل إلى حجمالحمام المستأنس.[76] ومن الديناصورات الصغيرة المميزة: الديناصور شبه الطائرأنتشيورنيس والديناصور المتباهيإيبيدكسيبتركس، الذان لا يفوق طولهيكلهما العظمي 35 سنتيمترًا (1.1 قدم).[76][77] يُعتبر الأنتشيورنيس أصغر الديناصورات حجمًا حاليًا بعد أن وُصفت عينة تعود لفرد بالغ قُدّر وزنه بحوالي 110 غرامات.[77] تشمل قائمة أصغر الديناصورات العاشبة: الديناصور صغير القرونميكروسيراتوس، وديناصور ونانونّانوصور، حيث يصل طول كل منهما إلى حوالي 60 سنتيمترًا (قدمين) فقط.[78][79]
تُبنى تخمينات سلوك الديناصورات ونمط حياتها عادة على أحافيروموائلومحاكات حاسوبميكانيكيتها الحيوية، ثم بمقارنة نتائج هذا مع سلوك الحيوانات الحديثة التي تعيش اليومأنماطاً حياتية مُشابهة للديناصورات. وبهذا فالفهم الحالي لسلوك الديناصورات يَعتمد إلى حد كبير على التخمين، ولذا فمن المُتوقع أن يَظل موضوعاً مُثيراً للجدل خلال المستقبل القريب. لكن بالرغم من ذلك، فيُوجد اتفاق عام في المُتجمع العلميّ على أن بعض أنواع السلوك الشائعة اليوم بينالطيوروالتماسيح - أقارب الديناصورات الحديثة - كانت شائعة أيضاً بين الديناصورات.
اكتشف أول دليل مُحتمل على عيش الديناصورات فيقطعان عام 1878، عندما عُثرَ على 31إغوانودون اعتقد لاحقاً أنهم هلكوا معاًبيرنيسارت -بلجيكا بعد أن سقطوا فيشق أرضي عميق ومغمور بالماء.[80] وفي الفترة التي تبعت ذلك اكتشفت عدة مقابر جماعية أخرى لديناصورات. وتشير هذه المَواقع إلى أن الحياة القطيعية كانت شائعة عند العديد من أنواع الديناصورات. وتشير أيضاً مئات أو حتى آلاف آثار أقدام بعض أنواع هذه الزواحف التي عُثرَ عليها حول العالم إلى أنبطيات المنقار (الهادروصورات) ربما تحركت في قطعان عَظيمة معاً، مثلها في ذلك مثلالبيسون الأمريكيوالظبي القفّاز. تدل آثار بعضالصوربودات على أن هذه الديناصورات كانت تهاجر معاً ضمن مَجموعات تتألف من عدةأنواع مُختلفة، وقد كانت تحدث هذه الهجرات في مَكان واحد على الأقل هوأوكسفوردشاير -إنكلترا،[81] وذلك مع أنه لا يُوجد دليل على وُجود جماعات الديناصورات معاً بحد ذاته.[82] ربما احتشدت الديناصورات في قطعان كبيرة في بعض الأحيان لعدة أغراض بما في ذلك الحصول على الحماية لنفسها ولأطفالها أوللهجرة. وقد عثر على دلائل تشير إلى أن العديد من أنواع الديناصورات - بما في ذلك العديد من الثيرابودات والصوربودات والأنكيلوصورات وذوات القرون والأورنيثوبودات - اجتمعت في بعض الأحيان في مَجموعات تتألف بالكامل من الديناصورات غير البالغة. ومن أمثلة المواقع التي اكتشفت فيها بقايا هذه المَجموعاتمنغوليا الداخلية التي عُثرَ فيها على أكثر من 20 ديناصورساينورنيثوميمس، جميعهم تتراوح أعمارهم من سنة إلى 7 سنوات. وقد خمن العلماء أن هذه المجموعة كانت قطيعاً من الديناصورات التي غرقت في الوحل.[83] ذهب تخمين قطعانية الديناصورات هذا إلى أبعد من ذلك أيضاً فوصل إلى اللواحم، فقد ظهرت توقعات بأن بعض أنواع الثيرابودات كانت تعمل معاً في جماعات لصيد الفرائس الكبيرة.[84][85] لكن بالرغم من ذلك، فنمط الحياة هذا ليس مَوجوداً عند أقارب الديناصورات الحديثة (وهي بشكل رئيسيالتمساحيات والزواحف الأخرى بالإضافة إلىالطيور) مع أنه توجد بعض الاستثناءات القليلة، وأيضاً يُمكن تفسير الدلائلالتحجرية التي تشير إلى أن بعض الثيرابودات كانت تصطاد بشكل جماعي مثلالداينونيكسوالألوصور على أنها مُجرد نتيجة للنزاعات الدامية بين الحيوانات على الفريسة، وهو أمر يُرى عند العديد من ضواريثنائيات الثقوب الحديثة.[86]
برهن اكتشافالإحاثيجاك هورنر عام 1978لعشماياصورا فيمونتانا على أن الاعتناء الأبوي ظل مَوجوداً لفترة طويلة بين الديناصورات بعد أن ظهر في البداية بينالأورنيثوبودات.[87] عثرَ أيضاً على دلائل تشير إلى أن بعض الديناصورات الطباشيرية الأخرى كانت تعشش معاً في جماعات كبيرة، مثل الصوربوداتالتايتانوصوريةالباتاغونية التي اكتشف عام 1997.[88] اكتشفالأوفيرابتورالمنغوليسيتيباتي عام 1993 في موضع تفقيس شبيه بمواضع تفقيسالدجاج، مما يَعني أنه كان مُغطى بطبقة عازلة من الريش كانت تحافظ على حرارةالبيض.[89] ولم يَكن هذا الاكتشاف الوَحيد الذي عزز أدلة وُجود الاعتناء الأبوي عند الديناصورات، فمثلاً عُثرَ على بقايا لمجموعة منالسيتاكوصورات تتألف من فرد بالغ و34 يَافع عام 2004، وربما يَعود سبب كثرة الحيوانات اليَافعة في هذه الحالة هو كون ذلك المَوقع مكان تعشيش مُشترك للسيتاكوصورات.[90] وبالإضافة إلى ذلك، فقد عُثرَ على جنين ديناصورماسوسبونديلوس بدون أسنان عام 2005، مما يُشير إلى أن الاعتناء الأبوي كان ضرورياً أحياناً لتغذية الديناصورات اليافعة.[91] تدل أيضاً بعض آثار الأقدام المُكتشفة فيجزيرة سكاي شمال غرباسكتلندا على السلوك الأبوي اتجاه الأطفال عند الأورنيثوبودات.[92] وفضلاً عن كل هذا فقد اكتشفت عموماً بقايا أعشاش وبيوض لمُعظم مَجموعات الديناصورات الكبيرة، ويَبدو أنه من المُرجح أن الديناصورات كانت تتواصل بشكل أو بآخر مع أطفالها بطريقة مُشابهة لطريقة الطيور والتماسيح الحديثة.
ربما كانت أعراف وأهداب بعض الديناصورات - مثلالثيروبوداتوالهادروصوريات - هشة جداً لكي تستخدم كوسائل دفاع أساسية، ولذا فمن المُرجح أكثر أنها كانت تُستخدم للاستعراض أثناء التزاوج لجذب الإناث أو أثناء المَعارك لإخافة المُهاجمين، ومع ذلك فلا يَعرف العلماء سوى القليل عن التزاوجوتحديد المناطق عند الديناصورات. لكن تشير بعض جراح الرأس التي خلفتها عضات على جماجم ديناصورات إلى أن الثيروبودات - على الأقل - كانت تدخل في معارك ونزاعات عنيفة بين بعضها البعض.[93]
اكتشفت عام 1971 فيصحراء غوبي بقايا تعد واحدة من أكثر أحافير الديناصورات نُفساً لدراسة سلوك هذه الحيوانات. فتتضمن هذه البقايا أحافيرلفيلوسيرابتورٍ يُهاجمبروتوسيراتوبساً،[94] مما يُعطي للإحاثيين دليلاً على أن الديناصورات كانت بالفعل تهاجم بعضها البعض.[95] ومن الدلائل المُكتشفة الأخرى على مُهاجمة الديناصورات لفرائس حية ذيلإدمونتوصور (وهو ديناصور هادروصوري) معافى جزئياً بعد تأذيه من شيء ما، والطريقة التي تأذى بها الذيل تظهر أنتيرانوصورا عضه لكن الحيوان استطاع النجاة بالرغم من ذلك. أثبت العلماء أيضاً باكتشاف آثار أسنان عُثر عليها فيمدغشقر عام 2003 وُجود وحشية (التهام حيوان ما لآخر من نفس نوعه) عند بعض أنواع الديناصورات مثل ثيروبودماجونغاصور.[96]
بناءً على دلائل الأحافير الحالية من ديناصورات مثلالأوريكتودروميوس، يَبدو أن بعض الأنواعالعاشبة من هذه الحيوانات عاشت حياتها جزئياً في جحور تحت الأرض،[97] بينما من المُتحمل أن بعض الأنواع الأخرى الشبيهة بالطيور ربما كانت شجرية (تتسلق الأشجار) خصوصاًالدرومايوصوريات البدائية مثلالميكرورابتور.[98] لكن بالرغم من ذلك، فيَبدو أن مُعظم الديناصورات كانت تعتمد على التحرك فوق الأرض بشكل أساسي. ولذا فإن الفهم الجيد لكيفية تحرك هذه الحيوانات على الأرض هو المفتاح للحصول على نماذج حول سلوكها ونمط حياتها، وبشكل خاص يُعطي علمالميكانيكا الحيوية معلومات بهذا الخصوص. فمثلاً، دراسة القوة التي كانت تبذلها عضلات الديناصورات لتحريك أطرافها وتأثير الجاذبية على بنية هياكلها العظمية يُمكنها أن تعطي فكرة حول السرعة التي استطاعت هذه الزواحف الجري بها،[99] وإذا ما كانت تستطيعالديبلودوكسيات إصدار صوتموجة صدمة بتحريكها لذيلها كمروحة،[100] وإذا ما كانتالصوربودات تستطيع العوم على الماء أم لا.[101]
مخطط للبنية العظميّة الخاصة بالديناصور هوائي العظمأيروستيون، جنس الديناصورات الوحيد الذي طوّر كيسًا هوائيًا ترقويًا كما الكيس الذي يعطيالطيور القدرة على الصفير والتغريد.
لا تزالطبيعة التواصل بين الديناصورات تُشكل مسألة يكتنفها الغموض، ومجالاً دراسيًا جذّأبًا بالنسبة للعلماء. أقدمعالم الأحياء القديمة الأمريكي «فيل سنتر» في سنة2008 على دراسة الأدلة المتوافرة المتعلقة بمقدرة حيواناتحُقب الحياة الوسطى، بما فيها الديناصورات، على إصدار الأصوات،[102] فتبين له أنه على العكس مما هو شائع بين الناس، وما تُظهرهالأفلام السينمائية، فإن معظم الديناصورات لم تكن قادرة على إصدار أية أصوات على الإطلاق. يُفيد سنتر أنه قام بدراسة توزّع الأعضاء التي تصدر أصواتًا عند كل منالزواحفوالطيور، فاكتشف أنالحبال الصوتيّة بداخلالحنجرة يظهر أنها تطوّرت عدّة مرّات عند الزواحف، بما فيهاالتمساحيات، القادرة على إصدار زئير منحلقها، أما الطيور فهي عديمة الحنجرة، لذا فهي تُصفّر وتغرّد باستخدام عضو آخر يُعرف باسمالمصفار، وهذا العضو لا يوجد إلا عند الطيور ولا يرتبط بالحنجرة من قريب أو بعيد، لذا يمكن القول أنه تطوّر بشكل مستقل عن تطور الأعضاء الصوتيّة عند الزواحف. يعتمد المصفار على نظام تشريحيّ مميز عند الطيور يُطلق عليه تسمية «نظام الكيس الهوائي»؛ فإن فقد طائر ما الكيس الهوائي الترقوي الواقع بالقرب من عظم الترقوة، فسيستحيل أبكمًا. يمكن التأكد من وجود هذا الكيس الهوائي عندكائنات منقرضة عن طريق العلامات المميزة أو الفجوات التي يُحدثها للعظام، وبشكل رئيسي الفجوة علىالعضد، وعند الديناصورات تشير الأدلّة إلى امتلاكها نظم أكياس هوائية معقدة، إلا أن جميعالأجناسوالفصائل، عدا جنس واحد، لا يظهر أنها امتلكت كيسًا هوائيًا ترقويًا يُساعدها على إصدار أي صوت ذا شأن. أما الجنس المستثنى فهو جنس الديناصورات هوائيّة العظم (باللاتينية:Aerosteon) التي يظهر أنها طوّرت كيسًا هوائيًا ترقويًا بمعزل عن الطيور لأسباب أخرى لا تتعلق بإصدار الأصوات.
إن أقدم الحيوانات التي تفيد الأدلّة أنها كانت قادرة على إصدار الأصوات باستخدام المصفار هي ما يُعرفبالطيور النقيضة (باللاتينية:Enantiornithes)، ويُحتمل أن أيأركوصور طيريّ آخر سابق لها لم يكن قادرًا على إصدار أي صوت. تفيد الكثير من الأدلّة أن الديناصورات كانت تتواصل بصريًا عوض أن تتواصل سمعيًا، وذلك عن طريق بعض خصائصها الجسديّة المميزة، مثلالقرون والأهدابوالأعرف وأشرعة الظهروالريش، التي يُحتمل أنها كانت ذات ألوان لامعة تلفت النظر، وفي هذا شبه بسلوك بعض مجموعاتالزواحف المعاصرة مثلالسحالي، فالكثير من أنواعها صامت تمامًا أغلب الأحيان، لكنه يتواصل مع بني جنسه وغيره من الكائنات باستخدام عروض جسدية تتمحور حول استعمال ألوان جسديّة فاقعة، بل أن البعض مثلالحرابي له القدرة على تغيير لونه وفقًا لحالته النفسيّة، فيكون لونه وهو خائف مختلفًا عن لونه وهو في حالة الاسترخاء.
يقول سنتر وغيره من أنصار نظريته، أنه على الرغم من عدم مقدرة الديناصورات على إصدار الأصوات، فإن بعضها قد يكون لجأ إلى وسائل أخرى لإصدار الصوت بهدف التواصل، فالكثير من الحيوانات المعاصرة بما فيها الزواحف والطيور، تُصدر أصواتًا عديدة لا ملفوظة، منها الهسهسة، صرير الفكين أو الطقطقة بهما، اللجوء إلى ما تقدمه البيئة من حولها كرشّ المياه، أو خفق الجناحين، والأسلوب الأخير يُحتمل أن تكون الديناصورات ذات الأيادي السالبة لجأت إليه كونها كانت ديناصورات مجنحة.
تقترح بعض الدراسات أن الديناصورات بطيّة المنقار العرفيّة أو اللامبيوصوريات كانت تستخدم عرفها الأجوف كغرفة تردد صدى أصواتها المختلفة،[103][104] غير أن سنتر يقول أن هكذا غرف صوتيّة موجودة عند بعض الكائنات المعاصرة، وأن الأخيرة تستخدمها لتفخيم أو تعميق بعض الأصوات غير الملفوظة مثل الهسهسة، ومن أبرز الكائنات عديمة الأوتار الصوتية:الأفاعي، فهي تمتلك غرفًا صوتيةً فيجمجمتها تساعدها على تفخيم فحيحها بحال أصبح ما يتهددها من خطر قاب قوسين أو أدنى.
دار جدال حاد بين العلماء منذعقد الستينيات من القرن العشرين، وما زال، يتعلّق بما إذا كانت الديناصورات قادرة على تعديل درجة حرارة جسدها بنفسها أم غير قادرة على ذلك. كان العلماء يجمعون في بداية الأمر أن هذه الكائنات لم تكن قادرة على تعديل حرارتها بنفسها على الإطلاق، لذا فقد صنفوها على أنها منذوات الدم البارد. غير أن بعض الدلائل الجديدة ظهرت مؤخرًا، وهي تدعم الافتراض العكسي، لذا فإن الأغلبية الساحقة من العلماء أصبحوا يوافقون على أن الديناصورات كانت منذوات الدم الحار، وأصبح الجدال يتركز حول آلياتها الجسدية وتأقلماتها التي خُصصت لتعديل حرارتها.
افترضعلماء الأحياء القديمة أن الديناصورات منذوات الدم البارد عندما اكتشفت أوّلالأحافير، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعتهم إلى إطلاق تسمية «السحالي الرهيبة» عليها. جعلت هذه النظرية العلماء يفترضون أن الديناصورات كانت كائنات بطيئة الحركة وبليدة مقارنة معالزواحف المعاصرة، التي تحتاج إلى مصدر خارجي باعث للحرارة حتى تستطيع رفع درجة حرارتها. ظلّت النظرية القائلة بأن الديناصورات ذات دم بارد نظرية سائدة حتى سنة1968، عندما نشر عالم الأحياء القديمة الأمريكي، «روبرت ت. باكر»، وهو من الداعمين للنظرية العكسيّة، مقالةً مفصلة تتحدث عن هذا الموضوع وأسباب إيمانه بها، فكان لها كبير الأثر في تغيير واستبدال نظرية الدم البارد التي دامت طيلة سنوات.
رسم من سنة1897 لديناصور الدمعدرايبتوصور، بريشة شارلز روبرت نايت. أصبح من المؤكد الآن أن معظم اللواحم الضخمة لم تكن قادرة على القيام بقفزات واسعة كما رُسم في الصورة.
تفيد الأدلّة الحديثة أن الديناصورات كانت قادرة على البقاء في المناطق ذاتالمناخ المعتدل والحرارة الألطف، وهذه المناطق تُعتبر باردةً بالنسبة للكثير منأنواعوفصائلالزواحفوالسحالي، لذا يُمكن القول أن بعض أنواع الديناصورات على الأقل كانت قادرة على تعديل درجة حرارة جسدها باستخدام تأقلمات جسدية داخلية. ومن الأدلّة التي تدعم نظرية الدم الحار لدى الديناصورات، اكتشاف ديناصورات قطبيّة فيإسترالياوالقارة القطبية الجنوبية، وهذه لا شك أنها كانت تعاني من شتاء طويل قارس يدوم ستة أشهر، ولولا استطاعتها التحكم في حرارة جسدها كماالطيوروالثدييات لكانت نفقت. أضف إلى ذلك أن أنواعًا كثيرة مريّشة تم اكتشافها، وهذه يُحتمل أن يكونريشها قد وفّر لها عازلاً حراريًا طبيعيًا، أيضًا أظهرت تحاليل بنيةالأوعية الدموية بداخل عظام الديناصورات، أنها مماثلة لتلك الخاصةبذوات الدم الحار. تفيد بنيةالهياكل العظميةللواحم الثيروبوديّة وغيرها من الديناصورات، أنها كانت تعيش حياةً نشطة تلائم الأوعية الدمويةوالقلب الخاص بكائن من ذوات الدم الحار بشكل أفضل منذوات الدم البارد، بينما تبيّن أن طويلات العنق كان لها خصائص شبيهة بخصائص ذوات الدم البارد أكثر من نقيضتها. يقول العلماء أنه من المؤكد كون بعض الديناصورات حارة الدم وبعضها الآخر بارد الدم، وما زال الجدال قائمًا حول تصنيف الأنواع وفق هاتين الفئتين.[105]
من الأمور التي تزيد الجدال تعقيدًا هو أن خاصيّة الدم الحار تظهر عند الكائنات الحية بسبب أكثر من تأقلم جسديّ واحد فقط. يقوم معظم العلماء بمقارنة الديناصوراتبالثديياتوالطيور متوسطة الحجم لتفسير تأقلمها الجسدي مع خاصية الدم الحار، حيث يقولون أنها، كما تلك الكائنات المعاصرة، كانت تصرف طاقتها التي تتحصل عليها من الغذاء لرفع درجة حرارة جسدها بما يفوق درجة حرارة محيطها. إلا أن هذه النظرية تعترضها مشكلة أخرى، فإن كانت الديناصورات ستقارن بالحيوانات المعاصرة، فإنها كانت ستعاني من ذات المشاكل أو تمتلك ذات التأقلمات الحرارية التي يفرضها عليها حجمها، فالثدييات والطيور الصغيرة على سبيل المثال تمتلك غطاءًعازلاً للحرارة على جسدها، من شاكلةالفراءوالريش، أوالدهون، أما الثدييات الضخمة مثلالفيلة، فتواجه مشكلة الحفاظ على حرارتها بسبب بنيتها الكبيرة، حيث أن بنية الحيوان كلما ازدادت، قلّت نسبة الحرارة التي يلفظهاالجلد، الأمر الذي يجبر الحيوان على التأقلم أو البحث عن أساليب أخرى لتخفيض درجة حرارته، وفي حالة الفيلة، فإن البالغة منها تمتلكشعرًا خفيفًا على كافة أنحاء جسدها،وآذانها كبيرة تستخدمها للتهوئة، كما أنها تقوم بالتمرغبالماءوالوحل على الدوام. يُحتمل أن تكون الديناصورات الضخمة قد عانت من ذات المشكلة الأخيرة؛ فحجمها الكبير يفيد بأنها كانت تفقد الحرارة بشكل بطيء، لذا فإنها كانت لتعاني من ارتفاع حرارتها لو لم تمتلك تأقلمًا جسديًا خاصًا، يُرجح بعض العلماء أن يكون مقدرتها على اكتساب الحرارة من محيطها أو فقدانها بدرجة أسرع من الكائنات الأصغر حجمًا، إلا أن هذه النظرية لا تُفسّر كيفيّة تعديل الفصائل العديدة ذات الأحجام الصغيرة حرارة جسدها.
أظهرتالتصويرات المقطعية المحوسبة الحديثة للتجويفات الصدريّة الخاصة بالديناصورات وجود ما يُشبه بقاياقلب ذي أربع حجرات شديد الشبه بقلبالطيوروالثدييات المعاصرة.[106] تعرّضت هذه النتيجة ومن قال بها إلى انتقاد لاذع في المجتمع العلمي،[107] وذلك بسبب الدراسة التي صنفها كثيرون ضعيفة لا يمكن الاستناد إلى نتائجها، وأنها مجرّد أمنيات لناس خبراء.[108] يرد القائلين بهذه النظرية أنها وإن كانت نتائجها صوريّة، إلا أنه على الرغم من ذلك، فإنالتمساحيات والطيور المعاصرة، وهي أقرب الكائنات للديناصورات، تمتلك قلبًا ذي حجرات أربع، لذا لا يُستبعد امتلاك الديناصورات خصائص مماثلة.[109]
أعلنتعالمة الأحياء القديمة الأمريكية، «ماري هيجبي شويتزر»، في عدد شهر مارس لسنة2005 منمجلة العلوم الأكاديمية، أنها اكتشفت وفريقها موادًا طيّعة تشبه الأنسجة الحيوية الطبيعية بداخل عظمة ساقتيرانوصور تبلغ من العمر 68 مليون سنة، عُثر عليها في التكوينة الصخريّة المعروفة باسم «تكوينة جدول الجحيم» (بالإنجليزية: Hell Creek Formation) في ولايةمونتانا، وقد قام الفريق بتمييه هذه الأنسجة بعد استخراجها لغرض دراستها.[66] بعد أن قام العلماء بتنظيف تلكالعظمة طيلة أسابيع عدّة لاستخراج ما علق فيها منترابومعادن، تبيّن أن فيها عدد من البنى السليمة، من شاكلةالأوعية الدموية ومصفوفات وألياف عظميّة، كذلك أظهرت الفحوصات الدقيقة تحتالمجهر أن هذه الأنسجة الحيوية المفترضة حافظت على بنيتها الدقيقة حتى على المستوى الخليوي. وعلى الرغم من كل هذا، فإن طبيعة وتكوين هذه المواد التي عُثر عليها لا تزال غير واضحة، وما زال العلماء منكبون على دراستها.[66]
قال الدكتور طوماس كاي منجامعة واشنطن بتاريخ30 يوليو سنة2008 أن المواد التي عُثر عليها في عظمة ساقالتيرانوصور ليستبأنسجة حيوية على الإطلاق بلبيوفيلم تكوّن بعد أن شمّعتالبكتيريا الفراغات حيث كانت الأنسجة الحيويةوالخلايا تقع.[110] كذلك أفاد الباحثون أن ما اعتقد أنه بقايا خلايا دموية بفعل احتوائه علىذرّات حديديّة، إنما هو في واقع الأمر أجسام كرويّة دقيقة تحمل ذرّات حديد اكتُشفت في الكثير من مستحثات كائنات منقرضة أخرى مثلالأمونيت. وكان وجود هذه الأجسام في بعض أنحاء جسد الأمونيت حيث لا وجود لأوعية دموية مفتاح الاستنتاج الذي توصّل إليه كاي، وهو أنه لا يمكن ربط وجودها بوجودأوعية دموية.[111]
أفاد بعض العلماء مرتين فقط أنهم تمكنوا من استخراجحمض نووي سليم منمستحثات تعود لديناصورات، إلا أنه عند التدقيق بهذه الإدعاءات تبيّن أنها غير موثوقة.[112] إلا أنه تمّ الاستدلال على شكلالببتيد فيأحماضها الأمينية عبر تحليل تاريخ نشوئها وتطورها بالاستناد إلى سلسلةمورثات أقرب أقاربها المعاصرة منطيوروزواحف.[113] إضافة إلى ذلك تمّ الإدعاء بتأكيد وجود عدد منالبروتينات، بما فيهاالهيموجلوبين،[114] في عدد من المستحثات.[115]
رسم من كتاب يعود لعام1922 لتوضيح تطوّر الطيران والطيور البدائية حتى أصبحت ماهي عليه اليوم (الرسم السفلي على جهة اليمين).
كانعالم الأحياء البريطاني،طوماس هنري هكسلي، أوّل من افترض أنالطيور هي سليلة الديناصورات المباشرة، وذلك في عام1868،[116] لكن المجتمع العلمي تخلّى عن هذه الفكرة في أوائلالقرن العشرين بعد أن نشر الدكتوروعالم الأحياء القديمةالدنماركي، جيرهارد هيلمان، مؤلفه الذي تحدّث فيه عن أصل الطيور ونشوئها، حيث قال بأنها تتحدر مباشرة من الزواحف غمديّة الأسنان، أسلاف الديناصورات، وكان دليله على ذلك انعدامالترقوة عند الديناصورات ووجودها لدى الطيور.[117] أظهرت الاكتشافات اللاحقة خطأ هذه الافتراضية، حيث عُثر علىهياكل عظمية ذات ترقوات، أبرزها هيكل كاسر البيضأوڤيرابتور الذي عُثر عليه سنة1924،[33] وتبيّن أن العلماء السابقين أخطأوا بين ترقوات كل الهياكل المكتشفة سابقًا واعتقدوا بأنها عظام بين ترقوية.[118] أعاد الدكتور جون أوستروم إحياء نظرية أصل الطيور الديناصوري خلالعقد السبعينيات من القرن العشرين،[119] وقد لاحقت هذه النظرية رواجًا واستحسانًا كبيرًا خلال العقود التالية، خصوصًا بعد التطوّر الكبير الذي طرأ على أساليب تحليل الفروع الحيوية،[120] وبعد اكتشاف الكثير من أنواع الديناصورات الثيروبوديّة الصغيرة المريشة والطيور البدائية،[40] ومن أبرز هذه الاكتشافات: الأحافير من تكوين «تشيان» الصخري في منطقةلياونينغ فيالصين، وهي تضم ثيروبودات صغيرة متعددة بالإضافة إلى طيور بدائية.[33] تتشارك الطيور مع الثيروبودات في أكثر مائة خاصية تشريحية، الأمر الذي يدفع العلماء حاليًا لاعتبار الأخيرة أقرب ما يكون من أسلاف الطيور،[121] ويضيفون أن الديناصورات ذات الأيادي السالبة هي الأقرب إليها.[33] اقترحت قلة من العلماء مسارًا تطوريًا آخرًا للطيور، ومنهم من قال بنظرية هيلمان،[122] وقال آخرون أن ذات الأيادي السالبة هي بالفعل أسلاف الطيور، إلا أنها نفسها ليست بديناصورات، بل مجموعة كائنات تطورت تطورًا متوازيًا مع الديناصورات.
مجسم للطائر العتيق من متحفجامعة أوكسفورد للتاريخ الطبيعي.أكثر مستحثاتالطائر العتيقأركيوبتركس شهرة، والمعروفة بعينة برلين. لاحظ الطبعات المفصلة لريش الأجنحة والذيل على الصخرة. صورة تخيلية لشكل الديناصور يي (يشبه الخفاش) . عثر على أحفورته فيالصين
عاشتالطيور الحقيقية الأولى في زمن الديناصورات، وكانت مكسوّةبالريش ويصل حجمها لحجمالغراب، وكانت لهاأسنان مثل أسنانالزواحف، كما كانت لها أذناب مثل أذنابالسحالي، وهذه الأذناب كانت مغطاةً بالريش كذلك الأمر، وقد استدل العلماء على جميع هذه المعطيات من خلال عينة أحفورية تم العثور عليها سنة1861 في جنوبألمانيا تمثّل كائنًا شبيهًا بالسحالي إلا أن طبعات ريشه كانت شديدة الوضوح، فقال الخبراء أنه صلة الوصلوالحلقة المفقودة بين الزواحف والطيور، وأطلقوا عليه تسمية «الطائر العتيق» (باللاتينية:Archaeopteryx؛نقحرة:أركيوبتركس). ظهر هذا الاكتشاف بعد سنتين فقط من نشرتشارلز داروين مؤلفه العلمي «أصل الأنواع» (بالإنجليزية: The Origin of Species)، وقد أثار هذا الاكتشاف جدالاً حادًا جديدًا بين العلماء والأشخاص المؤمنينبنظرية التطور وأولئك المؤمنينبنظرية الخلق. إن هذه الكائنات شديدة الشبه بالديناصورات، لدرجة أن إحدى النماذج التي لا تظهر فيها طبعات الريش واضحة، أخطأ العلماء وقامو بتصنيفها على أنها تعود للديناصور مشذب الفككومبسوغناثوس.[123]
رسم رقمي لديناصور التنين الراقدمايلونغ، أحد أجناس الديناصورات جارحة الأسنان المريشة.
اكتشف العلماء عددًا كبيرًا من الديناصورات المريشة خلالعقد التسعينيات من القرن العشرين، الأمر الذي دعم النظرية القائلة بأنها أسلاف الطيور بشكل أكبر. وقد عُثر على معظم هذه المستحثات في تكوين «تشيان» الصخري في منطقةلياونينغ، شمالي شرقالصين، التي كانت تُشكل جزءًا من جزيرة قاريّة خلالالعصر الطباشيري. يقول العلماء أنه على الرغم من أن الديناصورات المريّشة هي بمعظمها ديناصورات طيريّة، فإنه يُحتمل أن تكون الديناصورات غير الطيريّة أو بعض أنواعها وفصائلها قد اكتسى بالريش. تنقسم الديناصورات المريّشة إلى فئتين: ذوات الريش البدائي، وذوات الريش النصلي، والأولى غير معروفة إلا من فصائل من قاعدة مجموعة العظاءات الحلقية ريشها نحيف ذي بنية خيطية، من شاكلة: الديناصورات مشذبة الفك (باللاتينية:Compsognathidae) وزاحفيّة الجناح الصينية (باللاتينية:Sinosauropteryx)،[124] أما الثانية فهي معروفة من مجموعة ذات الأيادي السالبة وهي تشمل فصائل عديدة مثلكواسر البيض (باللاتينية:Oviraptorosauria)وجارحة الأسنان (باللاتينية:Troodontidae)والطيور المعاصرة.[33][125] لم تنجو نظرية الديناصورات المريشة من الانتقاد اللاذع، فقد قال بعض العلماء أن آثار الريش البدائي ماهي إلاأليافكولاجينية متحللة كانت تُشكل جزءًا من أهاب تلك الكائنات،[126][127][128] وإن ذات الأيادي السالبة التي تظهر ارتباطًا وثيقًا بالطيور ليست ديناصورات على الإطلاق بل كائنات تطورت بشكل مواز للديناصورات،[129] إلا أن هذا الرأي ما زال مرفوضًا من الأغلبية الساحقة من العلماء، لدرجة أن بعضهم يشك في مدى علميّة ما قيل.[130]
تعدّ الديناصورات المريشة صلة الوصل بينالطيوروالزواحف بما أنها تمتلك أبرز سمات الطيور المعاصرة، ألا وهيالريش. إلا أن البنية العظمية لكلاالأصنوفتين هي ما يمثل الدليل الحاسم على هذا الافتراض بالنسبة للعلماء، حيث أن هناك مواقع عديدة فيالهياكل العظمية للطيور والديناصورات ذات شبه عظيم، ومنها:العنق،الحوض،المعصم،الذراع، الحزام الصدري، الفريقة، وعظم الصدر أو رافدة القص. يمكن التأكد من مدى وثق العلاقة بين الديناصورات والطيور عند مقارنة هياكلها العظمية من خلال تحليل ودراسةالأفرع الحيوية.
رسم لديناصور طويل العنق يبتلع حصوات عالقة بالنباتات التي يقتات عليها.
كان للديناصورات اللاحمة الكبرى نظام أكياس هوائية معقد شبيه بذاك الخاصبالطيور المعاصرة، وفقًا لدراسة قام بها الدكتور باتريك أوكونر من جامعة أوهايو، ويفيد الأخير بأنه يُحتمل أن تكونرئاتالديناصورات الثيروبوديّة تنفخ الهواء في أكياس فارغة موجودة داخل هيكلها العظمي كما في حالة الطيور، حيث قال: «ما كان يُعتقد سابقًا أنه خاصيّة فريدة بالطيور ظهر بأنه كان موجودًا عند أسلافها القديمة».[131] قام العلماء بوصف نوع جديد من الديناصورات في سنة2008 أطلقوا عليه تسمية «الديناصور هوائي العظم» (Aerosteon riocoloradensis) وذلك في النشرة العلمية الإلكترونيةPLoS ONE، حيث قالوا أن هيكله العظمي يقدم أفضل دليل حتى الآن على وجود ديناصورات ذات أعضاء تنفسيّة شبيهة بالأعضاء التنفسية عند الطيور، بعد أن أظهرالتصوير المقطعي المحوسب لهذا الهيكل العظمي وجود أكياس هوائية في تجويفه.[132][133]
من الأدلّة الأخرى التي يستدل بها العلماء على مدى قرابة الديناصورات والطيور، هي استخدام كلاالأصنوفتين لما يُعرف باسم «حصوات القانصة» أو «حصوات الأحشاء»، وهي الحصى التي تبتلعها الحيوانات لتساعدها على الهضم عبر طحن وتكسيرالغذاءوالألياف القاسية عن طريق تقلبها داخلالمعدة، وقد عُثر على عدد من هذه الحصوات داخل بعض الأحافير للديناصورات والطيور القديمة على حد سواء.[134]
أدّى اكتشاف بعض الخصائص الإنجابيّة في الهيكل العظميللتيرانوصور إلى دعم النظرية القائلة بأن الديناصورات والطيور تطورت من سلف مشترك بشكل أكبر من السابق، كذلك سمح هذا الاكتشاف للعلماء أن يقوموا بتحديدجنس ديناصور لأول مرّة. تتخلص نتيجة هذا الاكتشاف بأن إناث التيرانوصور كانت تضعبيضها بطريقة مماثلة لطريقة الطيور، فإناث الطير تنمو لها غظمة مميزة بين القسم الخارجي الصلب من العظمونخاعها، يُطلق عليها تسمية «العظمة النخاعيّة»، وهي عظمة غنيّةبالكالسيوم تُساعد في تكوين قشر البيض. وقد لاحظ العلماء وجود أنسجة عظميّة تبطّن التجاويف النخاعيّة في بعض أجزاء الطرف الخلفي من عينة التيرانوصور هذه، مما يعني أنه يُحتمل أن تكون قد استخدمت هذه الخاصية لوضع بيضها تمامًا كما تفعل الطيور.[135]
أظهرت أبحاث أخرى وجود هذه العظمة النخاعيّة عند فصائل أخرى من الديناصورات مثلالألوصور والتينونتوصور، وبما أن مسار النشوء والتطور الذي سلكته الألوصورات والتيرانوصورات بعيد عن ذاك الذي سلكته التينونتوصورات، فإنه يمكن القول بأن جميعالأجناسوالفصائل امتلكت عظمًا نخاعيًا. عُثر على هذه العظام في عينات يافعة لمّا تصل بعد إلى حجمها الكامل، مما يعني أن الديناصورات كانت تبلغ جنسيًا بشكل سريع مقارنة بغيرها من الحيوانات الضخمة.[136]
أظهرت إحدىالمستحثات المكتشفة حديثًا ديناصورًا من جنس جارحة الأسنان ورأسه تحت يديه، وقد قال الخبراء أن هذه الوضعيّة ماهي إلاّ وضعيةالنوم،[137] وبالتالي فإن هذا الحيوان بالذات نفق أثناء نومه، ويُلاحظ أنالطيور المعاصرة تنام في كثير من الأحيان ورأسها تحتجناحها، الأمر الذي يُساعدها على الدفء، لذا لعلّ هذه الخاصيّة السلوكيّة إحدى الخصائص التي توارثتها الطيور من أسلافها الديناصورات.
اندثرت الديناصورات غير الطيريّة من على وجهالأرض بشكل مفاجئ منذ حوالي 65 مليون سنة، ومعها اختفت مجموعات أخرى عديدة من الحيوانات، بما فيها:الأمونيتات،الزواحف السمكية،الزواحف الميزية أو الموزاصورات،البلصورات،والزواحف المجنحة أو البتروصورات، بالإضافة لأغلب أصنافالطيور وفصائل عديدة منالثدييات.[8] يُعرف حدث الانقراض الجماعي هذا باسم «حدث انقراض العصر الطباشيري-الباليوجيني»، وقد كان موضع جدال كبير للعلماء منذعقد السبعينيات من القرن العشرين؛ الأمر الذي وفّر عدد من النظريات المختلفة الموجودة حاليًا والتي تحاول تفسير ما حدث. أبرز هذه النظريات وأوسعها انتشارًا هي تلك المعروفة «بحدث الاصطدام» وتتلخص في أنكويكبًا ضخمًا ضرب الأرض وفتك بكثير من أشكال الحياة، إلا أن بعض العلماء يدعم نظريات أخرى، وبعضهم الآخر يقول بأن عددًا من العوامل من نظريات مختلفة تضافرت مع بعضها البعض وأفنت الديناصورات.
لم يكن هناك من قلنسوات جليدية عند القطبين خلال ذروةالدهر الوسيط، ويُقدّر العلماء أن مستوىالبحر كان أعلى من مستواه الحالي بمقدار يتراوح بين 100 إلى 250 متر (300 إلى 800 قدم)، كذلك كانت درجات الحرارة أكثر تقاربًا من بعضها، حيث كانت الحرارة عند القطبين تختلف عن الحرارة عندخط الاستواء بفارق 25 °مئوية (77 °فهرنهايت)، أما درجات الحرارة في الغلاف الجوي فكانت أعلى من معدلها الحالي بكثير، ففي القطبين على سبيل المثال كانت درجات الحرارة تفوق معدلها الحالي بحوالي 50 °مئوية (122 °فهرنهايت).[138][139]
كانت تركيبةالغلاف الجوي أثناء الدهر الوسيط مختلفة كذلك الأمر عمّا هي عليه اليوم، حيث كانت نسبةثاني أكسيد الكربون أعلى باثني عشر مرة من معدلاتها الحالية، وتراوحت نسبةالأكسجين بين 32% و 35% من إجمالي مكونات الغلاف، مقارنة بنسبة 21% حاليًا. أخذت بيئة كوكبالأرض تتغير بشكل جذري خلال أواخرالعصر الطباشيري، فتراجعت نسبةالثورات البركانية بشكل كبير، مما جعل حرارة الأرض تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون بالجو، كذلك أخذت معدلات الأكسجين تتراجع بشكل ملحوظ، وفي نهاية المطاف انخفضت بشكل عظيم. يفترض بعض العلماء أنالتغيّر المناخي بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأكسجين أدّى إلى تراجع أعداد الكثير منالأنواع، ولو كان للديناصوراتأجهزة تنفسية شبيهة بأجهزة الطيور المعاصرة، فلعلّها واجهت وقتًا عصيبًا خلال هذه الفترة لعدم تمكنها من التنفس بشكل جيّد بفعل تعطش أجسادها الضخمة لكميات كبيرة من الأكسجين.[8]
موقعفوهة شيكسولوب في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، والتي يُرجح معظم العلماء أنها موقع الاصطدام الذي سبب انقراض الديناصورات نهاية العصر الطباشيري.
اقترح البروفيسور والتر ألڤاريز في سنة1980فرضية مفادها أنكويكبًا اصطدم بالأرض في أواخرالعصر الطباشيري منذ حوالي 65.5 مليون سنة، وتسبب في اندثار الديناصورات، ويدعم ألڤاريز نظريته بقوله إن طبقات الأرض من تلك الحقبة تُظهر ارتفاعًا مفاجئًا في مستوياتالإريديوم.[140] تفيد الأدلّة العديدة التي عُثر عليها أن شهابًا متفجرًا يتراوح قطره بين 5 إلى 15 كيلومترًا (3 إلى 9 أميال) ضربشبه جزيرة يوكاتانبأمريكا الوسطى، مما أوجد «فوهة شيكسولوب» البالغ قطرها حوالي 180 كيلومترًا (110 أميال) وقضى على أشكال متنوعة من الحياة على سطح الكوكب.[141][142] وما زال العلماء غير واثقين إن كانت الديناصورات في ذلك الحين كانت مزدهرةً أم أن أعدادها كانت تتناقص لأسباب طبيعية. يقول بعض العلماء أن اصطدام الكويكب سبب انخفاضًا حادًا غير طبيعي في درجة حرارة الجو، فيما البعض الآخر يقول العكس، أي أنه تسبب في ظهور موجة حرّ خانقة اجتاحت الكوكب.
يفترض العلماء أن انقراض الديناصورات حصل في وتيرةٍ سريعةٍ للغاية، على الرغم من أن استنتاج ذلك من خلال دراسة الأحافير وحدها مستحيل عمليًا. يقول أنصار هذه النظرية أن الاصطدام تسبب في نفوق الديناصورات بشكل مباشر وغير مباشر على حد سواء، فقد قُتلت الكثير من الحيوانات فورًا بفعل الحرارة الشديدة الناجمة عن الاصطدام، ونفق ما تبقى من الديناصورات بسبب انخفاض حرارة الأرض بعد أن حُجبت أشعة الشمس بفعل الغبار الكثيف والركام الناجم عن الصدمة.
قام علماءأمريكيون بالتعاون مع آخرونتشيكيّون في شهر سبتمبر من سنة2007 بمحاولة تحديد مصدرالكويكب الذي أوجد فوّهة شيكسولوب، وباستخدامالمحاكاة الحاسوبيّة واستنتجوا أن احتمال أن يكون مصدر الكويكب هو الكويكب العملاق المُسمى «المعمداني» (بالإنجليزية:Baptistina) تصل إلى 90%. يصل قطر هذا الكويكب إلى 160 كيلومترًا (100 ميل)، وهو يقع ضمنحزام الكويكبات بينالمريخوالمشتري، ولعلّ أحد الكويكبات الأصغر حجمًا وغير المسماة بعد، والبالغ قطره 55 كيلومترًا (35 ميلاً) اصطدم به منذ حوالي 160 مليون سنة، وقد أدّى هذا الاصطدام إلى تفتيت المعمداني مما أوجد عنقودًا كويكبيًا لا يزال موجودًا حتى اليوم ويُعرف باسم العنقود المعمداني. أظهرت الحسابات أن بعض ذلك الفتات توجه نحو الأرض بعد الاصطدام، وأحدها كانحجرًا نيزكيًا ذي قطر يساوي 10 كيلومترات (6 أميال)، اخترقالغلاف الجوي واصطدمبشبه جزيرة يوكاتان منذ حوالي 65 مليون سنة، وتسبب في وجود فوّهة شيكسولوب.[143]
من التفسيرات المشابهة لانقراض الديناصورات النظرية الأكثر جدلاً والتي تقول أن عبورالنجم الثنائي الافتراضي «نيميسس»سحابة أورط التي يُعتقد أنها تشكل مصدرالمذنبات الرئيسي فيالنظام الشمسي، أدّى إلى تبعثر عدد كبير منها، واصطدام إحداها -أو ربما بعضها-بالأرض في نهاية المطاف مما تسبب بنفوق الكثير من الكائنات الحية.[144] وكما في نظريةالكويكب، فإن حصيلة اصطدام المذنب أو هطول الكثير منها كانت انخفاض درجات الحرارة بشكل سريع تلتها فترة طويلة من البرد والصقيع أفنت معها الديناصورات الناجية من الانقراض.[144]
رسم يُظهر نفوق الديناصورات فيمصاطب الدكن بسلسلة جبال الغات الغربيّة،الهند.
قبل سنة2000، كان القائلون بنظريةالانقراض بفعلمصاطب الدكن البازلتيّة الفيضيّة يربطون بينها وبين النظرية القائلة بحدوث الانقراض بشكل تدريجي طيلة قرون عديدة. والمصاطب الفيضيّة هيتكوينات حمميةبازلتيّة ظهر بعضها نتيجةثوران بركاني عظيم وبعضها الآخر نتيجة ثورات متعددة، وكوّنتهضاب كثيرةوسلاسل جبليّة على مختلفالقارّات، ويقول أنصار هذه النظرية أن المصاطب بدأت بالظهور منذ حوالي 68 مليون سنة، واستمرت تظهر طيلة مليونيّ عام. غير أن بعض الدلائل تشير إلى أن ثلثيّ المصاطب ظهر خلال مليون سنة فقط، أي منذ حوالي 65.5 ملايين سنة، وبالتالي فإن كانت هذه النظرية صحيحة، فإن هذا يعني أن المصاطب سببت انقراضًا سريعًا للديناصورات وليس انقراضًا تدريجيًا، حيث يُحتمل أن تكون كافّةالأنواعوالفصائل قد اندثرت خلال آلاف السنين، لكن هذه الفترة تبقى طويلة على الرغم من ذلك عند مقارنتها بالفترة التي يُفترض أن الديناصورات استغرقتها لتندثر بفعل اصطدامكويكب أومذنب بالأرض.[145][146]
يُحتمل أن تكون مصاطب الدكن قد ساهمت بانقراض الديناصورات عبر أكثر من وسيلة، بما في ذلك إطلاقها لكميات كبيرة منالغباروالهباء الكبريتي في الجو، الأمر الذي حجب أشعةالشمس، فلم تعدالنباتات قادرة على توليد غذائها عبر عمليةالتركيب الضوئي، فذبل الكثير منها، ومات الكثير من الديناصورات العاشبة بعد أن فقدت مصدر غذائها، ثم لحقتها اللواحم بدورها. أيضًا يُحتمل أن النشاط البركاني أسفر عنه انبعاثات كثيفةلثاني أكسيد الكربون، مما يعني أن الأرض عانت مناحتباس حراري، بعد أن انقشع الغبار والهباء، كان له كبير الأثر على الحياة النباتية والكائنات التي اعتمدت عليها.[146] يقول بعض العلماء أنه قبلالانقراض الجماعي للديناصورات، ساهمت الانبعاثات الغازية البركانيّة خلال تكوّن مصاطب الدكن، ساهمت «بحدوث احتباس حراري عالميّ كبير، وتشير بعض البيانات إلى أن معدّل ارتفاع درجات الحرارة خلال النصف مليون سنة السابقة على الاصطدام في شيكسولوب وصل إلى 8 °مئوية (46.4 °فهرنهايت)».[145][146]
قال البروفيسورلويس ألڤاريز (توفي سنة1988) خلال الفترة التي كان فيها القائلون بنظرية مصاطب الدكن يربطون بينها وبين الانقراض البطيء للديناصورات، أنعلماء الأحياء القديمة أضلّتهم بيانات متفرقة، وأنه لا يمكن القول بصحة رأيهم، لكن هذا لم يؤخذ بعين الاعتبار إلا بعد سنوات من الدراسات الميدانية المكثفة لمواقع الاكتشافات، وفي نهاية المطاف أخذت الأغلبية الساحقة من علماء الأحياء القديمة تتقبل فكرة أنالانقراض الجماعي الذي حصل في أواخرالعصر الطباشيري إنما هو نتيجة اصطدام جسم كوني بالأرض على الأغلب. لكن على الرغم من ذلك، يقول البروفيسور والتر ألڤاريز، ابن البروفيسور سالف الذكر، أن الأرض كانت عرضة لتغييرات هائلة طيل الفترة السابقة على الاصطدام، ومن هذه التغييرات: انخفاضمستوى البحر وحصول ثورات بركانية هائلة كوّنت مصاطب الدكن، ولعلّ هذه الأحداث أيضًا ساهمت في اندثار الديناصورات، وكان الاصطدام بمثابة الضربة القاضية.[147]
قال بعض العلماء أنالنباتات المزهرة مغطاة البذور أصبحت تُشكل جزءًا مهمًا منالنظام البيئي بحلول منتصفالعصر الطباشيري، مستبدلة بذلكعاريات البذور مثلالصنوبريات التي هيمنت على المنظر الطبيعي طيلة ملايين السنين. يُظهر براز الديناصورات المتحجر أن بعضآكلات الأعشاب اقتاتت على مغطاة البذور، بينما استمرت الأغلبية منها تقتات على عاريات البذور بشكل رئيسي، وقد تبيّن من خلال التحاليل الإحصائية أن الديناصورات لم تتفرعلأنواعوفصائل جديدة مختلفة خلال أواخر العصر الطباشيري، كما كان يُعتقد في السابق، فقال داعموا هذه النظرية أن الديناصورات فشلت في التأقلم مع المتغيرات البيئية حولها، ولم تستطع أن تزدهر لتظهر منها أشكال جديدة، وكان هذا الجمود في تاريخ نشوئها هو ما حكم عليها بالفناء.[56]
عثر العلماء في أحيان نادرة على بقايا ديناصورات في الطبقات الصخرية التي تُشكلحدود الطباشيري-الباليوجين. أفاد عالمان في سنة2001 أنهما عثرا على عظمةساق واحدة لتعود لديناصور بطي المنقار في حوض نهر سان خوان في ولايةنيو مكسيكو الأمريكية، ووصفا ذلك بأنها دليل علىديناصورات الباليوسين، والتكوين الذي تم اكتشاف العظمة فيه يعود تاريخه إلى عصرالباليوسين المبكر قبل حوالي 64.5 ملايين سنة، فقالوا بأنها تمثل دليلاً على أن بعض الديناصورات على الأقل نجت واستمرت حية حتىالعصر الحديث المبكر.[148] ولو صحّ هذا الكلام وكانت العظمة بالفعل تقبع في تلك الطبقة الصخرية بشكل طبيعي ولم تزحل إليها بفعل العوامل الطبيعية، فإن ذلك يعني أن الديناصورات عاشت على سطح الأرض طيلة نصف مليون سنة على الأقل منالدهر الحديث. من الأدلّة الأخرى التي تدعم هذا القول، البقايا التي عُثر عليها في تكوينة جدول الجحيم بطبقات صخرية تعلو حدود زمن حدث الاصطدام بحوالي 1.3 أمتار (51 إنشًا)، أي أنها أصغر سنًا بحوالي 40,000 سنة، كذلك عُثر على أدلّة مشابهة من مواقع مختلفة حول العالم بما في ذلكالصين.[149] يؤمن كثير من العلماء أن هذه المستحاثات ليست إلا أحافير من أزمنة سابقة جُرفت مع مرور الزمن من موقعها الأساسي وقبعت في طبقات صخرية أعلى ثمّ تغطتبالرواسب،[150][151] غير أن تأريخ العظام لا يدعم هذا القول، حيث أن معظم التحاليل تُظهر أن العظام تبلغ من العمر 64.8 ± 0.9 ملايين سنة.[152] ولوّ صحّ هذا، فإن ذلك لا يلغي الأفكار المختلفة القائلة بانقراض الأغلبية العظمى من الديناصورات في زمن سابق.
عرفت شعوب مختلفة عظام الديناصورات منذ آلاف السنين، إلا أن ماهيّتها وطبيعتها الحقيقية لم تكن معلومة بعد. اعتقد الصينيون القدماء أن عظام الديناصورات (بالصينية: 恐龍؛نقحرة: كونجلونغ = التنين الرهيب) تعودلتنانين، وقاموا بتوثيقها في سجلاتهم التاريخية بهذه الصفة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك كتابهوا يانغ جاو زي المؤلّف أثناء عهد سلالة جين الغربية، وفيه ذُكر اكتشاف عظام تنانين في منطقة ووتشينغ في مقاطعةسيشوان.[153] كان القروييون في أواسطالصين، وما زالوا، يستخرجون عظام «التنانين» المتحجرة ويطحنوها كي يصنعوا منها مسحوقًا يُستخدم في الطب التقليدي.[154] أما فيأوروبا خلالالقرون الوسطى، كان الناس يعتقدون أن العظام المتحجرة ماهي إلا بقاياعمالقة وكائنات أخرى نفقت أثناءطوفان نوح.
الدكتور روبرت بلوت، أوّل من درس عظمة تعود لديناصور.
ظهرت أوّل دراسة علميّة لما يُعرف اليوم باسم عظام الديناصورات فيإنجلترا خلال أواخرالقرن السابع عشر. عُثر على أوّل عظمة دُرست بشكل علمي في إحدى مقالع الحجارة بإحدى بلداتأوكسفوردشاير سنة1676، وكانت عبارة عنعظمة فخذ تعود لميغالوصور.[155] أُرسلت هذه العظمة إلى روبرت بلوت، أستاذ مادةالكيمياء فيجامعة أوكسفورد، والأمين الأول لمتحف أشموليان، الذي نشر تقريرًا حولها في مؤلفه «التاريخ الطبيعي لأوكسفوردشاير» (بالإنجليزية: Natural History of Oxfordshire) سنة1677. عرّف بلوت العينة بأنها عظمة فخذ حيوان ضخم، وقال بأنها ضخمة جدًا ولا يمكن أن تعود لأي حيوان معاصر معروف، لذا اعتبر بأنها ترجعلإنسان عملاق شبيه بأولئك المذكورون فيالكتاب المقدس. كان إدوارد هلويد، وهو صديق مقرّب من السيرإسحق نيوتن، أوّل من أطلق تسمية علمية على تلك الكائنات عندما درس سن إحداها،[156][157] والتي تبيّن لاحقًا أنها تعود لديناصور طويل العنق، عُثر عليها في بلدة كازويل في أوكسفوردشاير.[158]
وليام باكلاند.
خلال الفترة الممتدة بين عاميّ1815و1824، قام أستاذعلم طبقات الأرض في جامعة أوكسفورد، وليام باكلاند، بتجميع المزيد من عظام الميغالوصور المتحجرة، وأصبح أوّل شخص يصف ديناصورًا فيمجلة دورية علمية.[155][159] وفي سنة1822، اكتشفت ماري آن مانتل، زوجة عالم طبقات الأرض الإنجليزي «جدعون مانتل» الجنس الثاني الذي تمّ وصفه من الديناصورات، ألا وهو الإغوانودون، وقد لاحظ زوجها وجود شبه بينما اكتشفتهنسخة محفوظة 15 فبراير 2009 على موقعواي باك مشين. وعظام عظاءات الإغوانة المعاصرة، ونشر ملاحظاته حول هذا الشأن في سنة1825.[160][161]
سرعان ما أصبحت دراسة تلك «العظاءات المتحجرة العظيمة» تستقطب اهتمام الكثير من العلماء الأوروبيين والأمريكيين، وفي سنة1842 ابتدع عالم الأحياء القديمة الإنجليزي، السيرريتشارد أوين، تسمية «ديناصور»، وقرر وضعالأجناس التي كانت قد اكتُشفت حتى ذلك الوقت، وهي: الإغوانودون والميغالوصور والهايليوصور، في مجموعة تصنيفية واحدة، بعد أن تبيّن له أنها تتشارك في صفات عديد. تمكن أوين من خلال الدعم المادي الذي حصل عليه منالأمير ألبرت، زوجالملكة ڤيكتوريا، تمكن من إنشاءمتحف التاريخ الطبيعي فيلندن، المخصص لعرض ما اكتُشف من أحافير علىالجزر البريطانية، بالإضافة لمجموعات جيولوجية وأحيائية أخرى.
اكتشف أوّل ديناصور فيأمريكا الشمالية سنة1858، وذلك في إحدى حفر طين المرل في بلدة هادونفيلد بولايةنيو جيرسي فيالولايات المتحدة، وكان بعض الأشخاص قد عثروا علىمستحثات قبل ذلك التاريخ، إلا أنها لم تُعرّف بشكل علمي دقيق. أطلق العلماء على ذلك الأحفور تسميةHadrosaurus foulkii، وقد شكّل العثور عليه اكتشافًا مهمًا للغاية، إذ كان إحدى أوّلالهياكل العظمية شبه الكاملة، وظهر من خلال دراسته أنه كان يسير على قائمتين، مما شكل تغييرًا كبيرًا في الأفكار السائدة في ذلك الوقت، إذ كان العلماء يعتقدون أن الديناصورات كائنات رباعيّة القوائم، وكان ذلك بداية عهد من هوس العلماء الأمريكيين بتلك الكائنات وتهافتهم للتنقيب عليها ودراستها.
أدّى الهوس بالديناصورات إلى بروز منافسة شرسة بين العالمين الأمريكيين،إدوارد درينكر كوبوأوثنييل تشارلز مارش، الذين تسابقا للعثور على أكبر عدد ممكن من الأحافير العائدة لأنواع جديدة، فيما أصبح يُطلق عليه المؤرخون «حرب العظام». يُعتقد بأن الضغينة ظهرت بين الطرفين عندما قال مارش علنًًا أن كوب أعاد تركيب هيكل ألازموصور بشكل معيب، حيث وضعالرأس في الموضع الذي يجب أن يقع فيه طرفالذيل. دام النزاع بين هذين العالمين 30 سنة، ولمّا ينتهي حتى عام1897 عندما توفي كوب بعد أن أنفق كامل ثروته على أعمال التنقيب عن المستحثات. يُعزى فوز مارش بتلك المنافسة إلى علاقته الوطيدة بالوكالة الأمريكية للمسوحات الجيولوجيّة التي كانت تقدّم له الدعم المالي الكافي وكل ما يحتاجه من معدات، وعلى الرغم من أن هذه المنافسة نجم عنها كشف النقاب عن أنواع كثيرة جديدة، إلا أن العديد من المستحثات الثمينة أصيب بأضرار جسيمة أو تحطم كليًا نتيجة استخدام العالمان لوسائل غير ملائمة في التنقيب واستخراج العظام، مثل استخدامالديناميت لتفجير وتفتيت الصخور حيث تقبع الأحافير. وصل إجمالي ما اكتشفه مارش وكوب من ديناصورات جديدة إلى 142 نوعًا، اكتشف مارش منها 86 نوعًا، وكوب 56 نوع. تُعرض مجموعة اكتشافات كوب حاليًا في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينةنيويورك، أما مجموعة مارش فهي معروضة في متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي فيجامعة يال.[162]
امتد نطاق البحث عن مستحثات الديناصورات إلى جميعالقارات، بما فيهاالقارة القطبية الجنوبية، بعد سنة1897. عُثر على أوّل ديناصور قطبي جنوبي في جزيرة روس سنة1986، وكان من مجموعة الديناصورات المنصهرة، وأطلق عليه العلماء تسمية «الديناصور المدرّع القطبي الجنوبي»أنتاركتوبيلتا، إلا أن أي ديناصور قطبي جنوبي لم يوصف بشكل علمي فعليًا حتى عام1994، عندما عُثر على نوع لاحم هوالديناصور بارد العرفكرايولوفوصور، ووُصف في إحدى النشرات العلمية الدوريّة.
تشمل مواقع الاكتشافات المهمة حاليًا أماكن عديدة في جنوبأمريكا الجنوبية (وبالأخص فيالأرجنتين) وفيالصين. وقد ظهرت الغالبية العظمى من الديناصورات المريشة في البلد الأخير، بسبب الطبيعة المميزة لبعض الأراضي، بالإضافة لمناخها الجاف الذي يُساعد على إيجاد مستحثات ذات أشكال مفصلة.
اشتدت موجة التنقيب عن أحافير الديناصورات بشكل بارز منذعقد السبعينيات من القرن العشرين وما زالت، ويُعزى ذلك إلى اكتشاف الدكتور جون أوسترومللديناصور ذو المخلب الرهيبداينونيكوس، الذي أفادت الأدلّة المتمحضة عن دراسته أنه كانمفترسًا نشطًاحار الدم، أي عكس الفكرة التي كانت سائدة آنذاك، ألا وهي أن الديناصورات كائنات بليدةباردة الدم. تحوّل علم الأحياء الفقارية القديمة إلى علم مهم يُدرّس في الكليّات والجامعات حول العالم بفضل تلك الموجة من الدراسات والتنقيبات، خصوصًا بعد أن وجّه العلماء اهتمامهم نحو مناطق جديدة لم تجر فيها أي تنقيبات في السابق، فاكتُشفتأنواعوفصائلوأجناس جديدة فيالهندوأمريكا الجنوبيةومدغشقروالقارة القطبية الجنوبية، إلا أن أهم تلك الاكتشافات وأكثرهًا جذبًا للناس من غير المختصين والعلماء على حد سواء كانت تلك التي برزت فيالصين. كذلك أدّى الانتشار الموسع لتطبيق علم الكلاديسيات أو دراسة الأفرع الحيوية، الذي يقوم بتحليل العلاقة بين الكائنات الحية الموجودة والمندثرة، إلى تصنيف الديناصورات بشكل أكثر دقة، مما ساعد على سد الثغور في سجل المستحثات الناقص.
هيكل عظمي لسبينوصور مصري معروض في إحدى المتاحفاليابانية.
يعود تاريخ اكتشاف الديناصورات فيالوطن العربي إلى أواسطالقرن التاسع عشر، عندما قدم المنطقة عدد من العلماءالمستشرقين بهدف دراسة كافة نواحي الحياةوالحضارة الشرقية. ومن أبرز المناطق التي عُثر فيها على ديناصورات كانتشمال أفريقيا، وبالتحديدمصروالمغرب. عثر عالم الأحياء القديمة الألماني «أرنست سترومر» على نوع جديد في سنة1932 في الصحراء المصرية وبعض المواقع الأخرى فيالنيجروالصحراء الكبرى، وأطلق عليه تسمية «الديناصور المصري»إيدجيبتوصور،[163] وقد حقق سترومر عدد من الاكتشافات المهمة الأخرى فيمصر، فكشف النقاب في سنة1934 عن ديناصور الواحات البحريةبحريّاصور الذي عثر عليه في التكوينات الصخريةللواحات البحرية،[164] وهو أحد أضخمالثيروبودات على الأطلاق، ويُقارع بعض الأنواع الأخرى التي اكتشفها سترومر وغيره من العلماء فيشمال أفريقيا، بلوالتيرانوصور منأمريكا الشمالية.[165] لكن أهم اكتشاف على الأرجح سواء فيمصر أو كاملالعالم العربي، كان اكتشاف نوعين منالديناصور الفقريسبينوصور: السبينوصور المصري (Spinosaurus aegyptiacus)، والسبينوصور المغربي (Spinosaurus maroccanus) الذي يُحتمل أن يكون جمهرة من المصري، وهذا الجنس من الديناصورات هو أضخمآكلات اللحوم المكتشفة حتى الآن، ويفوق جميع الثيروبودات حجمًا بما فيهاالتيرانوصور، ويُعتقد أنه أكبر اللواحم قديمًا وحديثًا، حيث يُقدّر طوله بين 12.6 و 18 مترًا (41 إلى 59 قدمًا) ووزنه بين 7 و 20.9 أطنان.[166]
تشمل المواقع العربية الأخرى التي عُثر فيها على بقايا ديناصورات:لبنانواليمنوفلسطين. فقد عُثر خلالالعقد الأول من القرن الحادي والعشرين على أسنان متحجرة تعود لديناصور طويل العنق بالقرب من بلدةجزين فيجنوب لبنان، وكانت تلك أوّل مستحثات تعود لديناصور غير طيري يُعثر عليها في لبنان، وقد تبيّن من خلال الدراسات الأوليّة أن ذلك الأحفور يعود لديناصور شبيه بالبراكيوصور، وأنه عاش خلال أوائلالعصر الطباشيري.[167] كذلك أفاد البعض أنه تم العثور على طبعات صخريّة لآثار مجموعات متنوعة من الديناصورات بالقرب من قرية مدارباليمن، على بعد 47 كيلومترًا شمال العاصمةصنعاء، وإن صح هذا، فتلك ستكون أوّل آثار لديناصورات يُعثر عليها فيشبه الجزيرة العربية.[168] أما فيفلسطين، فقد عثر مردخاي صوفر على آثار تعود لديناصور محاكي الطيور سنة1962 بالقرب من قرية بيت زيت الواقعة غرب مدينةالقدس، وقد تبيّن أنها تعود لأواخر العصر الطباشيري كذلك الأمر.[169]
استحوذت الديناصورات على مخيلة الناس وأصبحت تُشكل جزءًا مهمًا منالثقافة الإنسانية منذ اكتشافها، وذلك بسبب الفكرة الشائعة التي سيطرت على أذهان البشر، بأن تلك الكائنات مهيبة الشكل وعملاقة في الحجم. تُستخدم كلمة «ديناصور» في الخطاب العاميّ بين الناس لوصف شيء أو شخص ضخم الجثة أو بطيء الحركة، أو عفا عليه الزمن ويُتوقع زواله أوموته،[170] الأمر الذي يعكس الفكرة السائدة عند الناس التي تقول: إن الديناصورات كانت وحوشًا بائدة سيئة التهيؤ غير قادرة على التأقلم مع محيطها ومواجهته.
غلاف الطبعة الأولى من كتابالعالم المفقود، أحد أبرز الأعمال الأدبية التي ظهرت فيها الديناصورات.منحوتةلميغالوصور في حديقة القصر الكريستالي. صُممت هذه المنحوتة بدقة علمية ضعيفة، حيث استند النحّات في عمله على الزواحف المعاصرة.
ظهر تمثيل الديناصورات في الثقافة العامّة لأوّل مرة فيإنجلترا خلالالعصر الڤيكتوري، عندما عُرضت لها منحوتات في حديقة القصر الكريستالي فيلندن سنة1854، أي بعد 3 عقود من وصف الديناصورات وصفُا علميًا لأول مرة. لاقت هذه المنحوتات شعبيّة كبيرة لدرجة أن التجارة بتماثيل مصغرة تماثلها شكلاً مخصصة للبيع للعامّة كانت إحدى أكثر التجارات ربحًا. افتتحت معارض للديناصورات في الحدائق والمتاحف حول العالم خلال العقود القليلة اللاحقة، مخصصة لتعريف الأجيال اللاحقة على تلك الكائنات بأسلوب مثير.[171] أدّت الشعبية المتزايدة للديناصورات إلى قيام بعض الوجهاء بتمويل بعثات وحملات التنقيب عن بقاياها، الأمر الذي نجم عنه تحقيق عدد من الاكتشافات المهمة، وتبقى حرب العظام إحدى أبرز وجوه ونتائج الشعبية الكبيرة للديناصورات التي دفعتالمتاحف إلى التنافس فيما بينها لعرض أكبر عدد من الأحافير للعموم.[172]
كان من الطبيعي ظهور الديناصورات فيالروايات الأدبيةوالأفلام السينمائية وغيرها من الوسائط الإعلامية بعد أن حظيت بشهرة واسعة في صفوف العامّة. ذُكرت الديناصورات لأول مرة في عمل أدبي سنة1852، وذلك في رواية للكاتبتشارلز ديكنز تحمل عنوان «المنزل الكئيب»،[173] ومنذ ذلك الحين والديناصورات تظهر في قصص خيالية عديدة، لعلّ أبرزها كتابالعالم المفقود من سنة1912، للسيرآرثر كونان دويل، وفيلم «كينغ كونغ» الإبداعي من سنة1933، وغودزيلا من سنة1954، ورواية الحديقة الجوراسية من سنة1990والفيلم المقتبس عنها، وأعمال كثيرة غيرها. استخدمت شركات عديدة الديناصورات في الإعلان عن منتجاتها على شاشةالتلفاز، وذلك إما في سبيل تسويق هذه المنتجات، أو لتظهر كيف أن منافساتها ليست قادرة على أن تتفوق عليها، فهي «كالديناصورات»: بطيئة وبليدة وبائدة.[174]
^المعجم الكبير لمجمع اللغة العربية بمصر حرف الدال طبعة 2004 ص 734
^Jacques Gauthier, Lawrence F. Gall, editors.، Jacques؛ de Querioz، Kevin (2001)."Feathered dinosaurs, flying dinosaurs, crown dinosaurs, and the name 'Aves'."(PDF).New Perspectives on the Origin and Early Evolution of Birds: Proceedings of the International Symposium in Honor of John H. Ostrom. Peabody Museum of Natural History, Yale University.ISBN:0-912532-57-2. اطلع عليه بتاريخ2009-09-22.{{استشهاد بكتاب}}:|format= بحاجة لـ|url= (مساعدة)،|مؤلف= باسم عام (مساعدة)، والوسيط|مؤلف1-الأخير= و|مؤلف= تكرر أكثر من مرة (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Zhou، Z. (2004). "The origin and early evolution of birds: discoveries, disputes, and perspectives from fossil evidence".Naturwissenchaften. ج. 91 ع. 10: 455–471.DOI:10.1007/s00114-004-0570-4.ISSN:0028-1042.
^ابجدMacLeod, N, Rawson, PF, Forey, PL, Banner, FT, Boudagher-Fadel, MK, Bown, PR, Burnett, JA, Chambers, P, Culver, S, Evans, SE, Jeffery, C, Kaminski, MA, Lord, AR, Milner, AC, Milner, AR, Morris, N, Owen, E, Rosen, BR, Smith, AB, Taylor, PD, Urquhart, E & Young, JR (1997)."The Cretaceous–Tertiary biotic transition".Journal of the Geological Society. ج. 154 ع. 2: 265–292.DOI:10.1144/gsjgs.154.2.0265. مؤرشف منالأصل في 2015-11-05.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ابOwen, R. (1842)."Report on British Fossil Reptiles." Part II.Report of the Eleventh Meeting of the British Association for the Advancement of Science; Held at Plymouth in July 1841. London: John Murray, Albemarle Street, 1842. Pages 60–204.نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2014 على موقعواي باك مشين.
^Farlow, J.O., and Brett-Surman, M.K. (1997). "Preface". في Farlow, J.O., and Brett-Surman, M.K. (eds.) (المحرر).The Complete Dinosaur. Indiana University Press. ص. ix–xi.ISBN:0-253-33349-0.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Benton، Michael J. (2004). "Origin and relationships of Dinosauria". في Weishampel, David B.; Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.) (المحرر).The Dinosauria (ط. 2nd). Berkeley: University of California Press. ص. 7–19.ISBN:0-520-24209-2. مؤرشف منالأصل في 2022-05-31.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^Olshevsky، G. (2000). "An annotated checklist of dinosaur species by continent".Mesozoic Meanderings. ج. 3: 1–157.
^ابجدهوزPadian, K. (2004). Basal Avialae. In: Weishampel, D.B., Dodson, P., and Osmólska, H. (eds.).The Dinosauria (second edition). University of California Press, Berkeley, 210–231.ISBN 0-520-24209-2.
^Morales، Michael (1997). "Nondinosaurian vertebrates of the Mesozoic". في Farlow, James O.; and Brett-Surman, Michael K. (eds.) (المحرر).The Complete Dinosaur. Bloomington: Indiana University Press. ص. 607–624.ISBN:0-253-33349-0.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^Langer, M.C., Abdala, F., Richter, M., and Benton, M.J. (1999). "A sauropodomorph dinosaur from the Upper Triassic (Carnian) of southern Brazil".Comptes Rendus de l'Academie des Sciences, Paris: Sciences de la terre et des planètes. ج. 329: 511–517.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Nesbitt، Sterling J.؛ Irmis، Randall B.؛ Parker، William G. (2007). "A critical re-evaluation of the Late Triassic dinosaur taxa of North America".Journal of Systematic Palaeontology. ج. 5 ع. 2: 209–243.DOI:10.1017/S1477201907002040.
^استطاع العلماء تمييز هذه الخاصية قبل سنة 1909:"Dr. Holland and the Sprawling Sauropods". مؤرشف منالأصل في 2012-02-19. بالإمكان الاطلاع على النقاشات التي دارت بشأن العديد من الرسومات الافتراضية فيDesmond, A. (1976).Hot Blooded Dinosaurs. DoubleDay.ISBN:0385270631.
^Kubo، T.؛ Benton، Michael J. (2007). "Evolution of hindlimb posture in archosaurs: limb stresses in extinct vertebrates".Palaeontology. ج. 50 ع. 6: 1519–1529.DOI:10.1111/j.1475-4983.2007.00723.x.
^Seeley, H.G. (1887). "On the classification of the fossil animals commonly named Dinosauria".Proc R Soc London.الجمعية الملكية. ج. 43: 165–171.DOI:10.1098/rspl.1887.0117.
^Romer, A.S. (1956).Osteology of the Reptiles. University of Chicago.ISBN:089464985X.
^Ostrom, J.H. (1980). "The evidence of endothermy in dinosaurs". في Thomas, R.D.K. and Olson, E.C. (المحرر).A cold look at the warm-blooded dinosaurs. Boulder, CO: American Association for the Advancement of Science. ص. 82–105.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^ابجدHoltz، Thomas R., Jr. (2004). "Mesozoic biogeography of Dinosauria". في Weishampel, David B.; Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.) (المحرر).The Dinosauria (ط. 2nd). Berkeley: University of California Press. ص. 627–642.ISBN:0-520-24209-2. مؤرشف منالأصل في 2022-05-31.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة) والوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Fastovsky، David E. (2004). "Dinosaur paleoecology". في Weishampel, David B.; Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.) (المحرر).The Dinosauria (ط. 2nd). Berkeley: University of California Press. ص. 614–626.ISBN:0-520-24209-2. مؤرشف منالأصل في 2022-05-31.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة) والوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^Archibald، J. David (2004). "Dinosaur Extinction". فيWeishampel, David B.[لغات أخرى]؛ Dodson, Peter; and Osmólska, Halszka (eds.) (المحرر).The Dinosauria (ط. 2nd). Berkeley: University of California Press. ص. 672–684.ISBN:0-520-24209-2. مؤرشف منالأصل في 2022-05-31.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة) والوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المحررين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^ابDal Sasso, C. and Signore, M. (1998)). "Exceptional soft-tissue preservation in a theropod dinosaur from Italy".Nature. ج. 292 ع. 6674: 383–387.DOI:10.1038/32884.{{استشهاد بدورية محكمة}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ابجCarpenter، Kenneth (2006). "Biggest of the big: a critical re-evaluation of the mega-sauropodAmphicoelias fragillimus". في Foster, John R.; and Lucas, Spencer G. (eds.) (المحرر).Paleontology and Geology of the Upper Jurassic Morrison Formation. New Mexico Museum of Natural History and Science Bulletin36. Albuquerque: New Mexico Museum of Natural History and Science. ص. 131–138.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^Farlow، James A. (1993). "On the rareness of big, fierce animals: speculations about the body sizes, population densities, and geographic ranges of predatory mammals and large, carnivorous dinosaurs".Functional Morphology and Evolution. American Journal of Science, Special Volume293-A. ص. 167–199.{{استشهاد بكتاب}}:تجاهل المحلل الوسيط|المحررين= لأنه غير معروف (مساعدة)
^Peczkis, J. (1994). "Implications of body-mass estimates for dinosaurs".Journal of Vertebrate Paleontology. ج. 14 ع. 4: 520–33.DOI:10.1080/02724634.1995.10011575.
^"Anatomy and evolution". National Museum of Natural History. مؤرشف منالأصل في 2016-07-26. اطلع عليه بتاريخ2007-11-21.
^Colbert, E.H. (1968).Men and Dinosaurs: The Search in Field and Laboratory. E. P. Dutton & Company:New York, vii + 283 p.ISBN 0-14-021288-4.
^Lovelace، David M. (2007). "Morphology of a specimen ofSupersaurus (Dinosauria, Sauropoda) from the Morrison Formation of Wyoming, and a re-evaluation of diplodocid phylogeny".Arquivos do Museu Nacional. ج. 65 ع. 4: 527–544.
^dal Sasso, C., Maganuco, S., Buffetaut, E., and Mendez, M.A. (2006). New information on the skull of the enigmatic theropodSpinosaurus, with remarks on its sizes and affinities.Journal of Vertebrate Paleontology25(4):888–896.
^Therrien، F. (2007). "My theropod is bigger than yours...or not: estimating body size from skull length in theropods".Journal of Vertebrate Paleontology. ج. 27 ع. 1: 108–115.DOI:10.1671/0272-4634(2007)27[108:MTIBTY]2.0.CO;2.{{استشهاد بدورية محكمة}}:الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
^ابXu, X., Zhao, Q., Norell, M., Sullivan, C., Hone, D., Erickson, G., Wang, X., Han, F. and Guo, Y. (2009). "A new feathered maniraptoran dinosaur fossil that fills a morphological gap in avian origin."Chinese Science Bulletin, six pages, accepted November 15, 2008.
^Butler، R.J.؛ Zhao، Q. (2009). "The small-bodied ornithischian dinosaursMicropachycephalosaurus hongtuyanensis andWannanosaurus yansiensis from the Late Cretaceous of China".Cretaceous Research. ج. 30 ع. 1: 63–77.DOI:10.1016/j.cretres.2008.03.002.
^Yans J, Dejax J, Pons D, Dupuis C & Taquet P (2005). "Implications paléontologiques et géodynamiques de la datation palynologique des sédiments à faciès wealdien de Bernissart (bassin de Mons, Belgique)".Comptes Rendus Palevol (بالفرنسية).4 (1–2): 135–150.DOI:10.1016/j.crpv.2004.12.003.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Wright، Joanna L. (2005). "Steps in understanding sauropod biology". في Curry Rogers, Kristina A.; and Wilson, Jeffrey A. (المحرر).The Sauropods: Evolution and Paleobiology. Berkeley: University of California Press. ص. 252–284.ISBN:0-520-24623-3. مؤرشف منالأصل في 2022-04-10.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^Maxwell، W. D.؛ Ostrom، John (1995). "Taphonomy and paleobiological implications ofTenontosaurus-Deinonychus associations".Journal of Vertebrate Paleontology. ج. 15 ع. 4: 707–712.DOI:10.1080/02724634.1995.10011256.(abstract)نسخة محفوظة 15 يوليو 2010 على موقعواي باك مشين.
^Roach، Brian T.؛ Brinkman، Daniel L. (2007). "A reevaluation of cooperative pack hunting and gregariousness inDeinonychus antirrhopus and other nonavian theropod dinosaurs".Bulletin of the Peabody Museum of Natural History. ج. 48 ع. 1: 103–138.DOI:10.3374/0079-032X(2007)48[103:AROCPH]2.0.CO;2.
^Chiappe، Luis M. (2005). "Nesting titanosaurs from Auca Mahuevo and adjacent sites". في Curry Rogers, Kristina A.; and Wilson, Jeffrey A. (المحرر).The Sauropods: Evolution and Paleobiology. Berkeley: University of California Press. ص. 285–302.ISBN:0-520-24623-3.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^Rogers، Raymond R.؛ Krause، DW؛ Curry Rogers، K (2007). "Cannibalism in the Madagascan dinosaurMajungatholus atopus".Nature. ج. 422 ع. 6931: 515–518.DOI:10.1038/nature01532.PMID:12673249.
^Senter، P. (2008). "Voices of the past: a review of Paleozoic and Mesozoic animal sounds".Historical Biology. ج. 20 ع. 4: 255–287.DOI:10.1080/08912960903033327.
^Diegert، Carl F. (1998). "A digital acoustic model of the lambeosaurine hadrosaurParasaurolophus tubicen".Journal of Vertebrate Paleontology. ج. 18 ع. 3, Suppl.: 38A.
^Parsons, K.M. (2001).Drawing Out Leviathan. Indiana University Press. 22–48.ISBN 0-253-33937-5.
^Hillenius, W. J. & Ruben, J. A. (2004). "The evolution of endothermy in terrestrial vertebrates: Who? when? why?".Physiological and Biochemical Zoology. ج. 77 ع. 6: 1019–1042.DOI:10.1086/425185.PMID:15674773.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Embery G, Milner AC, Waddington RJ, Hall RC, Langley MS, Milan AM (2003). "Identification of proteinaceous material in the bone of the dinosaur Iguanodon".Connect Tissue Res. ج. 44 ع. Suppl 1: 41–6.DOI:10.1080/713713598.PMID:12952172.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Huxley، Thomas H. (1868). "On the animals which are most nearly intermediate between birds and reptiles".Annals of the Magazine of Natural History. ج. 4 ع. 2: 66–75.
^Heilmann، Gerhard (1926).The Origin of Birds. London: Witherby. ص. 208pp.ISBN:0-486-22784-7.
^Gauthier، Jacques. (1986). "Saurischian monophyly and the origin of birds". في Padian, Kevin. (ed.) (المحرر).The Origin of Birds and the Evolution of Flight. Memoirs of the California Academy of Sciences8. ص. 1–55.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)
^Lingham-Soliar، T. (2003). "The dinosaurian origin of feathers: perspectives from dolphin (Cetacea) collagen fibers".Naturwissenschaften. ج. 12 ع. 12: 563–567.DOI:10.1007/s00114-003-0483-7.PMID:14676953.
^Feduccia، A.؛ Lingham-Soliar، T؛ Hinchliffe، JR (2005). "Do feathered dinosaurs exist? Testing the hypothesis on neontological and paleontological evidence".Journal of Morphology. ج. 266 ع. 2: 125–166.DOI:10.1002/jmor.10382.PMID:16217748.
^ابSarjeant، William A.S. (1997). "The earliert discoveries". في Farlow, James O.; and Brett-Surman, Michael K. (eds.) (المحرر).The Complete Dinosaur. Bloomington: Indiana University Press. ص. 3–11.ISBN:0-253-33349-0.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المحررين (link)
^Lhuyd, E. (1699).Lithophylacii Britannici Ichnographia, sive lapidium aliorumque fossilium Britannicorum singulari figura insignium. Gleditsch and Weidmann:London.
^Delair، J.B.؛ Sarjeant، W.A.S. (2002). "The earliest discoveries of dinosaurs: the records re-examined".Proceedings of the Geologists' Association. ج. 113: 185–197.
^Gunther, R.T. (1945).Early Science in Oxford: Life and Letters of Edward Lhuyd, volume 14. Author:Oxford.
^Buckland, W. (1824). "Notice on theMegalosaurus or great Fossil Lizard ofStonesfield."Transactions of the Geological Society of London, series 2, vol. 1: 390–396.
^Sues، Hans-Dieter (1997). "European Dinosaur Hunters". في James Orville Farlow and M. K. Brett-Surman (eds.) (المحرر).The Complete Dinosaur. Bloomington: Indiana University Press. ص. 14.ISBN:0-253-33349-0.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)
^Holmes T (1996).Fossil Feud: The Bone Wars of Cope and Marsh, Pioneers in Dinosaur Science. Silver Burdett Press.ISBN:978-0-382-39147-7.OCLC:34472600.
^Stromer, E. (1932a). Ergebnisse der Forschungsreisen Prof. E. Stromers in den Wüsten Ägyptens. II. Wirbeltierreste der Baharîje-Stufe (unterstes Cenoman). 11. Sauropoda. Abhandlungen der Bayerischen Akademie der Wissenschaften Mathematisch-naturwissenschaftliche Abteilung, Neue Folge,10: 1-21.
^Stromer, E. (1934). "Ergebnisse der Forschungsreisen Prof. E. Stromers in den Wüsten Ägyptens. II. Wirbeltier-Reste der Baharije-Stufe (unterstes Cenoman)." 13. Dinosauria. Abhandlungen der Bayerischen Akademie der Wissenschaften, Mathematisch-naturwissenschaftliche Abteilung n.f.,22: 1–79.
^"London. Michaelmas term lately over, and the Lord Chancellor sitting in Lincoln's Inn Hall. Implacable November weather. As much mud in the streets, as if the waters had but newly retired from the face of the earth, and it would not be wonderful to meet a Megalosaurus, forty feet long or so, waddling like an elephantine lizard up Holborne Hill." From page 1 of Dickens, Charles J.H. (1852).Bleak House. London: Bradbury & Evans.
^Glut, D.F., and Brett-Surman, M.K. (1997). Farlow, James O. and Brett-Surman, Michael K. (eds.) (المحرر).The Complete Dinosaur. Indiana University Press. ص. 675–697.ISBN:978-0-253-21313-6.{{استشهاد بكتاب}}:|محرر= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
أخبار الديناصوراتنسخة محفوظة 23 مارس 2005 على موقعواي باك مشين. (www.dinosaurnews.org) العناوين الأساسية المتعلقة بالديناصورات حول العالم. آخر الأخبار عن الديناصورات، بما فيها الاكتشافات والأبحاث الجديدة، بالإضافة لوصلات كثيرة أخرى.
LiveScience.com معلومات عديدة عن الديناصورات، بالإضافة للمقالات المختارة الحديثة.
قائمة أجناس الديناصورات تحوي جداول معلومات تتعلق بجميع الأجناس المكتشفة تقريبًا من الديناصورات.